الأحد، 21 أغسطس 2016

إحذروا المدمرات الثلاث

إحذروا المدمرات الثلاث


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين .

وبعد :

فمن خلال تجربتي الطويلة في ميدان الرقية الشرعية ، ومتابعتي الحثيثة لأحوال المرضى ، ودراستي لسيرتهم الذاتية والمرضية ، وقفت على بعض الأمور التي قد تكون سبباً كبيراً في حدوث أمراض نفسية وعضوية عند كثير من الناس ، فأصبح لزاماً عليَّ التنبيه على ذلك ، خصوصاً وأن الشيطان يستخدمها سلاح قوي له في هلاك وتدمير بعض الناس ، الأمر الذي يغفل عنه كثير من الناس .

فهناك ثلاثة أمور رئيسية سميتها ( المدمرات الثلاث ) نظراً لخطورتها وهي :

الوحدة .
الهموم والأحزان .
قلة النوم .


أولاً : الوِحدة :

ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي عن مبيت الرجل وحده في بيته ، ففي مسند أحمد من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الوحدة ، أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده .

قال المناوي في فيض القدير : ( أن يبيت الرجل ومثله المرأة وحده أي في دار ليس فيها أحد ) .

قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده )) . رواه البخاري ، باب السير وحده ، ( 2998 ) .

وعن أبي ثعلبة الخشني قال : ( كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية ، إنما ذلكم من الشيطان )) فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انضمّ بعضهم إلى بعض ، حتى يقال : لو بسط عليهم ثوب لعمهم . . سنن أبو داود ( 2628 ) , ومسند الإمام أحمد ( 17736 ) .

وسئل الإمام أحمد عن الرجل يبيت وحده ؟ فقال : ( أحب إليَّ أن يتوقى ذلك ) . الآداب الشرعية ( 1 : 428 ) .
وقال الطبري : ( هذا الزجر زجر أدب ، وإرشاد لما يخشى على الواحد من الوحشة والوحدة ، وليس بحرام ، فالسائر وحده في فلاة ، وكذا البائت في بيت وحده لا يأمن من الاستيحاش ، لا سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف ) . . فتح الباري ، ابن حجر ، ( 6 : 53 ) .

وقال الإمام الخطابي : ( معناه أن التفرد والذهاب وحده في الأرض من فعل الشيطان ، وهو شيء يحمله عليه الشيطان ويدعوه إليه ، وكذلك الاثنان ، فإذا صاروا ثلاثة فهو ركب : أي جماعة وصحب ) . عون المعبود ، محمد شمس الحق العظيم آبادي ، باب في الرجل يسافر وحده ، ( 2607 ).. والنهي عن الوحدة ، حمايةً من الأخطار المحتملة ، ووقاية من كيد الشيطان ووسواسه .

وفال الحافظ ابن حجر : ( وترجم له ابن خزيمة : " النهي عن سفر الاثنين ، وأن ما دون الثلاثة عصاة " ؛ لأن معنى قوله ( شيطان ) أي : عاص ) . . فتح الباري ، ابن حجر ، ( 6 : 53 ) .

وقال المهلب : ( نهيه عن الوحدة في سير الليل إنما هو إشفاق على الواحد من الشياطين ؛ لأنه وقت انتشارهم وأذاهم للبشر بالتمثل لهم ، وما يفزعهم ، ويدخل في قلوبهم الوساوس ؛ ولذلك أمر الناس أن يحبسوا صبيانهم عند حدقة الليل ) . . عمدة القاري ، العيني ، ( 14 : 247 ) .

أضرار الوحدة من الناحية الطبية :

أولاً : أكدت دراسة أمريكية حديثة أن أضرار العيش في وحدة تتجاوز أضرار التدخين والبدانة ، حيث إن العزلة الاجتماعية تعادل في أضرارها الجسمية تدخين خمس عشرة سيجارة في اليوم ، وضعف أضرار البدانة ، وحتى الإدمان على الكحول . . موقع العرب وصحيفة كل العرب ، الناصرة ، الثلاثاء 24 آذار 2009 م .

ثانياً : كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أن مخالطة الفرد للناس ، والمشاركة الاجتماعية مع الآخرين ، قد تسهم في تحسين أداء الذاكرة لديه ، كما أن لها تأثيرات إيجابية على صحته النفسية ، وقد تسبب الوحدة الكثير من الأمراض النفسية الخطيرة مثل : الاكتئاب ، والغيرة على من لديه أصدقاء ، والحزن . . موقع العرب وصحيفة كل العرب ، الناصرة ، الثلاثاء 24 آذار 2009 م .

ثانياً : الهموم والأحزان :

قال تعالى : (( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )) . . سورة النساء ، الآية ( 29 ) .
وفي الحديث الشريف : (( عجباً لأمر المؤمن !! إن أمره كله خير له ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك إلا للمؤمن )) . . رياض الصالحين ، شرح الشيخ محمد صالح بن عثيمين – رحمه الله - ، باب الصبر ، حديث رقم ( 27 ) .

يقول الشيخ القرضاوي : لا شك أن الحزن يعتري الأنبياء كما يعتري عامة الناس ، ذكرنا حزن سيدنا يعقوب - عليه السلام - ، والرسول - عليه الصلاة والسلام - بشر يفرح كما يفرح البشر ، ويحزن كما يحزن البشر ، لذلك حزن على وفاة عمه حمزة ، وحزن على من أصيبوا من الصحابة في أُحُد ، ونزل قول الله تعالى : (( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)) . سورة آل عمران ، الآية ( 139 ) .. وحزن على وفاة ابنه إبراهيم ، وقال : (( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون )) . البخاري ، كتاب الجنائز ، باب قول النَّبيّ : إنا بك لمحزونون ، ( 3 : 206 ) ، رقم ( 1303 ) .. هنا ميزة المؤمن عن غيره (( لا نقول إلا ما يرضي ربنا )) .

فالحزن شيء طبيعي ، فحينما ماتت حفيدة للنبي - عليه الصلاة والسلام - فدمعت عيناه ، فقيل له : يا رسول الله نهيتنا عن البكاء ، فقال : (( هذه رحمة ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )) ، فالحزن الطبيعي والرحمة الطبيعية لا يمنع منهما بشر ، إنما الذي يمنع هو الاستسلام لهذه الأشياء والاستمرار فيها حتى تصبح مرضاً ، وهذا أعاذ الله منه رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقد كان يستعيذ بالله من الهم والحزن ، قال الله تعالى : ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)) . سورة يونس ، الآية ( 58 ) .. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيراً ما يتعوذ بالله ، ويستجير به من الهم والحزن فيقول : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل )) . رواه البخاري ( 5425 ) . والإنسان في حياته الدنيا معرض لأن يُهم وأن يُغم وأن يحزن وأن يصاب بشيء من الكآبة ، وهذا أمر طبيعي ، إن الهم جند من جنود الله يبتلي به عباده لينظر ما يعملون ، وهو وإن كان شعورا وليس مادة إلا أنه أشد أثراً من المؤذيات المادية ، ويؤكد ذلك ما ذكره علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حينما سئل : ( من أشد جند الله ؟ فقال : الجبال ، والجبال يقطعها الحديد .. فالحديد أقوى ، والنار تذيب الحديد .. فالنار أقوى ، والماء يطفئ النار .. فالماء أقوى ، والسحاب يحمل الماء .. فالسحاب أقوى ، والريح تعبث بالسحاب .. فالريح أقوى ، والإنسان يتكفأ الريح بيده وثوبه .. فالإنسان أقوى ، والنوم يغلب الإنسان .. فالنوم أقوى ، والهم يغلب النوم ؛ فأقوى جند الله هو الهم .. يسلطه الله على من يشاء من عباده ) . . جريدة الرابطة ، العدد ( 2174 ) ، 1432 هجري .
ولقد صدق الله تعالى إذ يقول :
  • (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ))
. . سورة الأنعام ، الآية ( 125 ) .
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : فكنت أسمعه أي النبي - صلى الله علية وسلم - يكثر أن يقول : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين ، وغلبة الرجال )) . . رواه البخاري ( 5425 ) .
مر إبراهيم بن أدهم على رجل مهموم فقال له : إني سائلك عن ثلاثة فأجبني ، فقال : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟ أو ينقص من رزقك شيء قدره الله ؟ أو ينقص من أجلك لحظة كتبها الله ؟ فقال الرجل : لا ، قال إبراهيم : فعلام الهم إذن ؟
فليس كل من أصابه حزن يعتبر مريضاً ، لأن الحزن ظاهرة طبيعية ، والإنسان من شأنه أن يفرح وأن يحزن وهذه سُنَّة الحياة ولكن الذي يحزن بغير سبب ، أو الذي يطول حزنه ولا يجد مجالاً لأن يغير من واقعه فهذا هو الذي نعتبره مكتئباً ، والخوف من اليوم الآخر ، ومن الحساب ، ومن الجزاء ، ومن النار ، خوف مطلوب بشرط ألا يصبح خوفاً مرضياً يصيب الإنسان بالهلع والرعب . . جريدة اليوم ، الثلاثاء 5 / 1 / 1427 هجري الموافق 14 / 2 / 2006 ميلادي ، العدد ( 11932 ) .

أضرار الهموم والأحزان من الناحية الطبية :

لقد ثبت أن الهموم والأحزان تتلف خلايا الدماغ . كما كشفت دراسة علمية أجراها عدد من الباحثين أثبتت أن الأشخاص الأكثر عرضة لحالات الاكتئاب , والحزن الشديد بشكل مستمر هم أكثر الناس عرضة لتلف وموت خلايا الدماغ ، وأن أكثر الناس حزناً أقربهم إلى الإصابات الدماغية . . نقلاً شبكة النبأ المعلوماتية ، الأحد 25 تشرين الثاني 2007 م الموافق 14 ذو القعدة 1428 هجري .
وإن الاستسلام للهموم والأحزان ، والاستغراق فيها ، والجزع منها يكاد يفرق الإنسان ، ويفلق كبده ، ويحطم قلبه ، ويدمر أعصابه ويذهب صحته وشبابه إذا تمكن منه ولم يجد له دفعاً عنه .
فالهم والحزن يحدثان في نفس صاحبهما ضيقاً واكتئاباً ، فينحلان جسمه ، ويشيبان رأسه ، ويوهنان عزمه .
كما أن الهموم والأحزان هي اكبر قاتل عرفه تاريخ الإنسان ، والذي قيل فيه :
والهم يخترم الجسيم نحافة ويشيب ناصية الصبي ويهرم
والهم والحزن أساس الأمراض النفسية ومصدر الآلام الجسمية والعصبية .
يقول الدكتور جوزيف مونتاغيو : ( أنت لا تصاب بالقرحة بسبب ما تتناول من طعام ، بل بسبب ما يأكلك ، أي ما يأكلك من هموم وأحزان تجلب لك الأسقام والآلام ) . . نقلاً عن كتاب لا تحزن ، عائض القرني ، ( ص 105 ) .

ثالثاً : قلة النوم :

النوم آية من آيات الله الكونية ، كما قال تعالى : (( وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)) . . سورة الروم ، الآية ( 23 ) .
وكما قال تعالى : (( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً )) . . سورة الفرقان ، الآية ( 47 ) .

وقال تعالى : (( لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) . سورة النمل ، الآية ( 86 ) .
وقال تعالى :
  • (( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً))
. . سورة النبأ ، الآية ( 9 – 11 ) .

فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجذب لنا السمر بعد العشاء ) . فقه السنة ، سيد سابق ، ( 1 : 145 ) . . ومعنى يجذب : أي يذم ويعيب ويحذر .

وروى البخاري ومسلم عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - أنه قال : ( وكان – أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة ، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها . فهو على هذا كان يستحب التبكير في النوم .

وفي الصحيحين أيضاً عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : (( أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام ، وأحب الصيام إلى الله صيام داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه ، ويصوم يوماً ويفطر يوماً )) . ) . . فقه السنة ، سيد سابق ، ( 1 : 145 ) .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمة الله - : (( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً )) أي : قاطعاً للتعب ، فالنوم يقطع ما سبقه من التعب ، ويستجد به الإنسان نشاطاً للمستقبل ، ولذلك تجد الرجل إذا تعب ثم نام : استراح وتجدد نشاطه ، وهذا من النعمة ، وهو أيضاً من آيات الله ) . كما قال الله تعالى : (( وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ)) . . سورة الروم ، الآية ( 23 ) .
فالسهر في طاعة الله هو سهر محمود ، ومنه السهر في مصالح المسلمين العامة كالجهاد ، والرباط في الثغور ، وكذلك السهر في إحياء الليل بالقيام والتلاوة ، قال تعالى : (( كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) . سورة الذاريات ، الآية ( 17 – 18 ) ..

قال الشيخ محمد بن أحمد السفاريني – رحمه الله - : ( لا ينبغي مدافعة النوم كثيراً ، وإدمان السهر ، فإنَّ مدافعة النوم وهجره مورث لآفات أُخر من سوء المزاج ، ويبسه ، وانحراف النفس ، وجفاف الرطوبات المعينة على الفهم والعمل ، وتورث أمراضاً متلفة ، وما قام الوجود إلا بالعدل ، فمن اعتصم به فقد أخذ بحظه من مجامع الخير ، وفي الآداب الكبرى قال بعض الحكماء : " النعاس يذهب العقل , والنوم يزيد فيه " . فالنوم من نِعَم الله جل شأنه على عباده ، ولهذا امتنَّ عليهم في كتابه ) . . غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب ( 2 : 359 ) .

أضرار قلة النوم من الناحية الطبية :

إن قلة النوم تسبب خللاً في جهاز المناعة ، وهو خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض .

وقلة النوم تدمر قوى الشخص ، وتوقف العقل عن الإنتاج ، فيسيطر على المؤرق التشاؤم ، والميل للوحدة ، وكره المجتمعات فيكره نفسه ، ثم يكره الحياة .
وعدم أخذ القسط الكافي من النوم يؤدي إلى ظهور أعراض وأمراض أخرى منها :
التعب ، الصداع ، الغثيان ، واحمرار العينين وانتفاخهما ، والتوتر العصبي ، والقلق ، وضعف الذاكرة والتركيز ، وسرعة الغضب ، والألم في العضلات ، وبعض المشكلات الجلدية كالبثور ، وغيرها .
وحذر فريق من أطباء القلب من تأثير النقص في ساعات النوم ليلاً إذ اعتبروا ذلك ( قنبلة موقوتة ) للإصابة بأمراض القلب . . نقلاً عن منتديات الأردن .
وحذرت دراسة علمية حديثة من أن تفويت ليلة واحدة فقط من النوم ، قد تكون كافية التعريض دماغ الإنسان لعدم الاستقرار ، وسوء التركيز ، بالإضافة إلى تراجع القدرة على الإبصار . نقلاً عن موقع الموسوعة الطبية .

وقال الدكتور سانجاي غوبتا : ( إنه قد ينتج عن الدماغ بعض الردود والاستجابات غير المتوقعة في حال حرمانه من النوم ) .
وقال أيضاً : ( أن حرمان الجسم من النوم قد يفقد الدماغ قدرته في صد النوم اللاإرادي ، الذي قد يحدث في غضون ثوانٍ ، وبحسب العلماء فإن التأثير السلبي على الدماغ يحصل خلال هذه النوبات اللاإرادية ) . . نقلاً عن موقع الأسرة السعيدة .

الخلاصة :

مما سبق ذكره يتبين لنا أن الوحدة والهموم والأحزان والقلق وقلة النوم سلاح خطير جداً يستخدمه الشيطان ليكون سبباً كبيراً في حدوث الأمراض النفسية والعضوية عند كثير من الناس ، فالوحدة والهموم والأحزان والقلق وقلة النوم مذمومة ، فكثيراً ما نجد أن الشخص الذي يجلس وحده فترات طويلة ، يأتيه الشيطان ، فيلعب بأفكاره ، ويحزنه ، ويضع هموم الدنيا أمامه ، ويذكره أشياء تحزنه ، حتى يكون هذا حاله ، ويجعله يتضايق من الآخرين ، ويشك بهم ، حتى بأقرب الناس إليه . ومع طول المدة يتأثر نفسياً ، ومن ثم عضوياً ، ولذا فإن الأطباء يقولون : كل مرض نفسي يخلف مرضاً عضوياً ، والعكس صحيح .

لذلك فإنني أذكر لكم أكثر المشكلات التي يعاني منها الناس في هذه الأيام ، ويترددون على المعالجين من أجلها فيختلط على كثير من المعالجين تشخيص الحالة : أهي من تأثير السحر ، والحسد ، والمس ، أم هي أمراض نفسية ، وعصبية سببها بعض الضغوطات التي يتعرض لها الشخص في حياته ؟ ومنها :
تساقط شعر الرأس ، وزوغان البصر ، والصداع ، وآلام متنقلة في البطن ، والخواصر ، بل وفي الجسم كله ، وانتفاخات في البطن ، وآلام في المعدة ، وكتمه في الصدر ، وضيق في الخُلُق ، وإمساك شديد لعدة أيام ، وعدم اتزان في المشي ، ورؤية خيالات ، وسماع أصوات أحياناً ، ونخزه في الصدر من جهة القلب ، والخوف دون سبب ، وتسارع في دقات القلب ، والميل إلى الوحدة ، والنظر طويلاً في المرآة ، وبعد فترة من الزمن تجده يكره المرآة ، وتشويه التركيز ، والنسيان .

وفي ظني ، وبحسب خبرتي المتواضعة مع المرضى لا أرى هذه الأعراض المذكورة إلا أعراضاً نفسيه ونفسجسمانية تحدث بسبب تلك المدمرات الثلاثة التي يستخدمها الشيطان سلاحاً قوياً لإحداث مثل هذه الأمراض ، وللأسف فإن كثيراً من الناس يغفلون عن مثل هذه الأمور ، فيقعون فيها .


هذا والله تعالى أعلم وأحكم .
كتبه /عمر ابوجربوع
الخميس 29/3/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...