الأحد، 21 أغسطس 2016

إشاعة أكل لحم الجن والدفاع عن الشيخ الزغبي

إشاعة أكل لحم الجن والدفاع عن الشيخ الزغبي

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
رب أشرح لي صدري و يسر لي أمري و أحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .

وبعد :

إن هذا السؤال من طرائف الأسئلة حيث إنني لم أقف على تفصيل لأهل العلم فيها من قبل ، ولكن ما أثار فضولي ما نشر عل الشبكة العنكبوتية عن أن فضيلة الشيخ الشيخ محمد بن عبد الملك الزغبي - حفظه الله- قد أفتى بجواز أكل لحوم الجن وقد ثارت عليه الردود من كل حدب وصوب الأمر الذي دعاني أن أقف على ما قاله الشيخ في برنامجه الذي كان يذاع على شاشة قناة الحكمة الفضائية كلمة كلمه .

وقد رأيت أن فضيلة الشيخ – حفظه الله تعالى- لم يُخرج كلامه وقوله على سبيل التأصيل الشرعي مبيناً مدلولاتها وأبعادها وأدلتها الشرعية وإنما كان كلامه عبارة عن جواب لسؤال طرح عليه فأجاب بما يتوافق مع أصول أهل السنة والجماعه في اتباع مضمين الأحاديث النبوية الشريفة.

وقد رأيت أن المعترضين قد هولوا قولوه وأطلقوه من عقاله فقالوا بأنه يجيز أكل لحوم الجن على الإطلاق وأن المتتبع لما قاله الشيخ – حفظه الله تعالى - ليعلم علم اليقين أن فضيلة الشيخ لم يقصد هذا الإطلاق وأن الدقة العلمية لتدعونا أن نضبط الأمر في هذه المسألة.

فأقول وبالله التوفيق :

أولا : أن الجن له حالتان :

الحالة الأولى : حالته الأصلية التي خلق عليها وهي لا ترى لقوله تعالى ((إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ...)) الأعراف 27 .

والحالة الثانية : تنقسم إلى قسمين :

• أن يتشكل على صورة حيوان يجوز أكله .
• أن يتشكل على صورة حيوان لا يجوز أكله .

فنقول هنا أنه إذا تشكل على صورة حيوان لا يجوز أكله تبقى هذه المرتبة ظنية من ناحية الجواب على السؤال التالي :

هل إذا تشكل جني على صورة حيوان ثم مات على هذه الصورة هل يبقى على طباع الصورة الجديدة؟ أم أنه يبقى على طباعه القديمه بصورته الجديدة ؟ 
وتوضيحا لذلك : أي أنه إذا تشكل على صورة بقرة ثم قتل على هذه الصورة هل يبقى بقرة بلحمها ودمها ؟ أم أن الصورة صورة بقرة بدون طباع البشر ؟ .

وهنا سؤال آخر : 
أن الشخص الذي يريد أن يأكل من لحمها هل يعلم أن أصلها جني أم لا يعلم ؟ 

وبعد هذا كله فإن من قال أن الشيخ الزغبي أجاز أكل لحوم الجن فإنه قد قول الشيخ بأنه يجيز أكل لحوم الجن سواء تشكلت على صورة حيوان يجوز أكله أو لا يجوز ، بل قد قوله بأن يجيز أك لحوم الجن لأنها جن ! وأيضا يكون قد قول الشيخ بأنه يجوز أكل لحم الجن لمن يعلم أن أصلها جني ولمن لا يعلم .

لذا فإنني أقول للمعترضين على الشيخ :

أين قال الشيخ بهذا كله ؟ !!
أليس هذا تقول على الشيخ بما لم يقل ؟!!
وأين الإنصاف والأمانه في النقل والرد وبيان وجهات النظر ؟!!
ولكن للأسف فقد تعدى عليه البعض لحد الهمز واللمز والاستهزاء !!! وليس هذا سبيل أهل العلم .

ولو أردنا أن نكون منصفين فإننا لا يجوز لنا أن نقول بأن الشيخ الزغبي قد أفتى بجواز أكل لحم الجن على الإطلاق وكيف لنا أن نقول ذلك ؟! والشيخ وكنا قد شاهدنا هذه الإحترازات في كلامه فتارة يذكر لحوم الإبل وتارة أخرى يذكر لحم الجاموس ، أليس هذا قيد في أن الذي يجيزه الشيخ يشترط أن يكون متشكلا وأن يكون من الحيوان مأكول اللحم .
وقوله أيضا في الإجابه بأن الذي أكل من الجاموسة لا يعلم أنها جني أليس هذا قيد آخر؟!!.

وخلاصة القول في هذه المسألة :

1- أن الشيخ الزغبي – حفظه الله تعالى – لم يطلق القول بجواز أكل لحم الجن.

2- وضع الشيخ قيود ومحترزات لا يجوز بعد سماعها تعميم قوله .

3- الشيخ لم يُخرج الفتوى بصورة تأصيل شرعي إنما كانت إجابة على سؤال عارض ولم يخرج في الإجابة عن إصول أهل السنه والجماعة .

4- لا يوجد في قول الشيخ ما يقدح فيه شرعا .

5- ليس في كلام الشيخ ما يعارض أقوال أهل العلم في هذه المسألة .

6- لا مانع من اجتهاد الشيخ في هذه المسألة كونها من طرائف المسائل التي لم يتعرض لها أهل العلم بالتفصيل .

7- رأيت أن المعترضين قد هولوا وأولوا كلام الشيخ ولم يكونوا منصفين .

8- إن سبيل أهل العلم الاتقان والدقة والانصاف وقد دعانا هذا الأمر إلى نصرة الشيخ بالحق بعيدا عن العواطف .


وأخيرا أقول : 
إن هذه المسألة من المسائل الظنية والافتراضية والإجابة عليها مقيدة بقيود ثقال ومتوقفة على فرضيات لا نعلم على سبيل اليقين بها وبثبوتها فهي من شواذ المسائل وترف الفقه وهذا الأمر يدعونا أن لا نهول على الشيخ ونقوله ما لم يقل بل نلتمس له الأعذار إن أخطأ في هذه المسألة فكيف وهو لم يخطئ وحاول أن يدور مع الأحاديث الشرعية حيث دارت ولم يعمم المسألة بل وضع لها قيودا كثيرة .
وأسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا سواء الصراط وأن يسخر لنا من يذب عنا كما ذببنا عن الشيخ الزغبي حفظه الله تعالى والله من وراء القصد.

كتبه / عمر أبوجربوع
الأحد الموافق 19 / 5 / 2013 م
الساعة العاشرة صباحا وخمس دقائق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...