الاثنين، 22 أغسطس 2016

تسلط الجن على الرقاة

تسلط الجن على الرقاة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :

لقد شاع أمر تسلط الجن على الرقاة بين الناس وأوساط المعالجين وقد كان لانتشار هذا الأمر وشهرته بعض الآثار السلبية أذكر منها ما يلي :

* الصد عن العلاج بالرقية الشرعية :


حيث أن هذا الأمر يعد سببا كبيرا من إحجام كثير من الرقاة عن ممارسة العلاج بالرقية الشرعية وخصوصا المعالجات النساء .

* تعظيم شأن الجن :

ففي انتشار مثل هذا الخبر أن الجن يتسلطون على الرقاة المعالجين تعظيم لشأن وقدرات الجن وأنهم لا يقهرون وفي هذا تخذيل عن محاربتهم فمفاد قولهم ( أن هذا حالهم مع المعالجين الرقاة فكيف سيكون حالهم مع عامة الناس وبسطاءهم ) .
ولا شك أن تسلط الجن على الرقاة المعالجين أمر تم فيه التهويل لأسباب ومآرب عند أهلها فإن الناظر في الأدلة الشرعية والوقائع التاريخية وسيرة الرقاة المعالجين ليجدها تشهد ببطلان هذا الأمر وأنه عار عن الصحة تماما وبيان ذلك على النحو التالي :

1- شهادة النصوص الشرعية :

إن النصوص الشرعية لم تسجل حالة واحدة إرتد فيها الجني على المعالج وتلبسه مع كثرة النصوص الشرعية في هذا الأمر ووفرتها ولو كان الأمر كما يزعمون وكما يهولون لشهد لهم حديث واحد على الأقل .

2- شهادة الواقع :

إن الناظر في واقع وتاريخ الرقاة من عهد نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - إلى هذا اليوم وما أكثرهم فإن التاريخ ( كما علمت ) لم يسجل حالة واحدة ذكرت أن الجن يتسلط على المعالج بل نقول أن ذلك ورد عند بعض من لا يوثق بهم فضلا عن علمهم .

3- شهادة الرقاة :


وفي خبرتي العلاجية ومعاصرتي لكثير من الرقاة الأفاضل المشهود لهم بالخير والصلاح فإني لم أسمع بحادثة واحدة أن الجني تسلط على معالج وآذاه .

الخلاصة :

إن مسألة تسلط الجن على الراقي هي مسألة افتراء وكذب أراد بها أصحابها مآرب شخصية فبعضهم قصد التخذيل عن الرقية الشرعية وبعضهم أراد المطامع المادية وبعضهم أراد الشهرة وتمييز وتعظيم نفسه عن إخوانه الرقاة وعامة المسلمين .

هذا والله تعالى أعلم وأحكم

وكتبه : عمر خضر أبوجربوع
الإثنين : الموافق : 10 / 6 / 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...