تهديد الجني بالسكين وخنقه !

تهديد الجني بالسكين وخنقه ! 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :

من غريب ما يصنعه بعض الرقاة – هداهم الله تعالى – أنهم يقومون أحيانا بتهديد الجني بالسكين أو الخنق وذلك بحبس الدم عن الدماغ عن طريق حبس الدم عن الدماغ .

وقد شاهدت بعض المعالجين وقد أعيته الحالة حتى أنه لجأ إلى تهديد الجني بالسكين ولا يقف الأمر عند التهديد فقط بل قد يلجأ بعضهم لحمل السكين بالفعل ويشهرها في وجه المريض أو ينقض على المريض خنقا بحجة أنه يخنق الجني .
وأعود وأكرر أن هذا الفعل من غريب الغريب الذي لم نسمع به عند الأولين فلم يفعلة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولا سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ولم يعرف عن الفضلاء من هذه الأمة أنهم يفعلون ذلك فلا أريد أن أدخل في حكم هذا الفعل وإنما أتركه لعلماء الأمة الأجلاء بأن يحكموا فيه ولكنني هنا أبين خطورة هذا الفعل على النحو التالي :

1- خطورة تعود على المريض نفسه :
إن مثل هذا الفعل يزيد المريض مرضا وخوفا ورعبا وتستاء حالته ويجعله ينفر من الرقية وأهلها .

2- خطورة تعود على أهل المريض :
ولا شك أيضا أن مثل هذا الفعل يسبب الخوف والإنزعاج عند أهل ومرافقي المريض ويكون سببا في صدهم عن العلاج بالرقية الشرعية .

3- خطورتعود على المعالج نفسه :
يعد مثل هذا الفعل مدخلا للشيطان على المعالج فقد يدفعه إلى قتل المريض بحجة قتل الجني المتلبس للجسد وقد سبق أن حصل مثل هذا .

4- خطوره على الدين :
وهنا نسأل المعالج عدة أسئلة منها :
• هل السكين أقوى على الجن من الرقية الشرعية ؟!!! فإن كان كذلك فلم غفل عنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - !!!! .
• وهل خنق المصاب من الرقبة وحبس الدم عن الدماغ أقوى وأشد تأثيرا من كلام الله تعالى ؟!!! .
• أليس هذا الفعل وهذا الإدعاء فيه تقليل من شأن الرقية الشرعية واستبدالها بالذي هو أدنى عن الذي هو خير .

الخلاصة :

إن ما يفعله بعض الرقاة هذه الأيام من مثل هذه الأفعال ليسيء للرقية الشرعية وأهلها ويصرفهم عنها بل إن دل على شيء فإنما يدل على نفاذ بضاعة هذا الراقي وصبره على العلاج لذا فإنه من غير المعقول ترك كلام الله تعالى وهدي نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم - واللجوء إلى استخدام مثل هذه الأفعال الخطيرة التي تعرض حياة الناس للخطر الشديد وتصرفهم عن الرقية الشرعية ولذا فإنني أنصح نفسي وإخواني الرقاة أن نعلق قلوبنا بالله تعالى ونأخذ ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فالخير كل الخير في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
هذا والله تعالى اعلم وأحكم .

وكتبه / عمرأبوجربوع
الأربعاء الموافق : 6 / 5 2013
الساعة : الثانية عشرة ليلا