مقدمة الشيخ الدكتور :
قيس بن محمد آل الشيخ حفظه الله ورعاه
عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي كـل توفيق وملهم كل خير والهادي إلى كل حق ، يا ربنا لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك وبعد :
فإن الرقيةَ أَلْفَاظٌ خَاصَّةٌ يَحْدث عندها الشِّفَاءٌ من الْأَسْقام والأدْواء وَالْأسباب الْمُهْلِكَةِ بإذن الله تعالى، وكان استعمالُها شائعاً في العصر الجاهلي قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كان عرب الجزيرة العربية يسترقون طلباً للشفاء، بكلمات مخصوصة، وغالبا ما تكون من عمل المشركين ، وربَّما استرقَوا عند أهل الكتاب من اليهود أو النصارى .
والرقية في الإسلام تكون بكلام الله تعالى أوبأسمائه وصفاته أوبالمأثور من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالمأثور من كلام نبيٍّ أو مَلَك، وبالكلام المباح، ثم إن الرقية تكون للشفاء من كلِّ الأمراض والجراح والقروح والعين وغير ذلك كما قال سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء) قال القرطبي: (معناه: ونُنزِّلُ القرآنَ شفاءً، لأن كلَّ حرفٍ منه يُشفي) وقال فخر الدين الرازي: (اعلم أنَّ القرآنَ شفاءٌ من الأمراض الروحانية، وشفاءٌ أيضا من الأمراض الجسمانية)
والرقية تكون بالقراءة المجرَّدة مباشرة، وقد يكون معها نفث وتفل، مع المسح على الموضع ، أو على إصبع مُبْتلٍّ بريق، وتكون بالقراءة في إناءٍ به ماءٌ أو زيت، وتكون كذلك بالكتـابة، إما على طبق أو على ورقة نظيفين .
وقد اطلعت على كتاب "مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية" للأستاذ الفاضل والمعالج الناصح الشيخ عمر أبو جربوع، وقرأته قراءة سريعة، فسرَّني ما فيه من نصح للرقاة ودلالة على الوجه الصحيح للرقية، وما فيه من تحذير من كثير من المنكرات التي تقع كثيرٍ من الرُّقاة هداهم الله، والتنبيه على شبهات بعض الرقاة في تشخيص المسِّ .
ومن البدهيِّ في كل ما يكتبه البشر أن تكون بعض مسائله محلَّ نظر، فكلُّ ابنِ آدم خطَّاء، وقد ذكرتُ ذلك للمؤلِّف حفظه الله، والذي ظهر لي منها:
كثرةُ استشهاد المؤلف بكلام المعاصرين، والبحث العلمي يقتضي العزوَ للمتقدِّم، خاصة أنَّ مسائلَ الرقية لم يأْتِ فيها المعاصرون بجديد .
ومن ذلك ما ذكره المؤلف عن بعض المعاصرين أنَّ تعليق التميمة شرك، والذي عليه العلماءُ جواز تعليق كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال القرطبيُّ في تفسيره: (الاستشفاء بالقرآن معلَّقاً وغير معلَّق لا يكون شركاً) .
والمأمول أن ينفع الله بهذا الكتاب الرُّقاة، وأن يحوْلَ دون أنْ تُسلَب أموال الناس وتُؤكَل بالباطل، ودون أن تقع المشاكل العائلية والقطيعة بين الأرحام، بسبب كذب بعض الرُّقاة بزعمهم أن المَرْقيَّ مصابٌ بسحرٍ من أحد أقربائه أو جيرانه، وغير ذلك من الخرافات التي نسمعها صباح مساء، أسأل الله للمؤلِّف التوفيق والسداد، وأن ينفعه وينفع به .
كتبه
قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
أستاذ الفقه وأصوله بجامعة الملك فيصل بالأحساء
قيس بن محمد آل الشيخ حفظه الله ورعاه
عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي كـل توفيق وملهم كل خير والهادي إلى كل حق ، يا ربنا لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك وبعد :
فإن الرقيةَ أَلْفَاظٌ خَاصَّةٌ يَحْدث عندها الشِّفَاءٌ من الْأَسْقام والأدْواء وَالْأسباب الْمُهْلِكَةِ بإذن الله تعالى، وكان استعمالُها شائعاً في العصر الجاهلي قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كان عرب الجزيرة العربية يسترقون طلباً للشفاء، بكلمات مخصوصة، وغالبا ما تكون من عمل المشركين ، وربَّما استرقَوا عند أهل الكتاب من اليهود أو النصارى .
والرقية في الإسلام تكون بكلام الله تعالى أوبأسمائه وصفاته أوبالمأثور من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالمأثور من كلام نبيٍّ أو مَلَك، وبالكلام المباح، ثم إن الرقية تكون للشفاء من كلِّ الأمراض والجراح والقروح والعين وغير ذلك كما قال سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء) قال القرطبي: (معناه: ونُنزِّلُ القرآنَ شفاءً، لأن كلَّ حرفٍ منه يُشفي) وقال فخر الدين الرازي: (اعلم أنَّ القرآنَ شفاءٌ من الأمراض الروحانية، وشفاءٌ أيضا من الأمراض الجسمانية)
والرقية تكون بالقراءة المجرَّدة مباشرة، وقد يكون معها نفث وتفل، مع المسح على الموضع ، أو على إصبع مُبْتلٍّ بريق، وتكون بالقراءة في إناءٍ به ماءٌ أو زيت، وتكون كذلك بالكتـابة، إما على طبق أو على ورقة نظيفين .
وقد اطلعت على كتاب "مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية" للأستاذ الفاضل والمعالج الناصح الشيخ عمر أبو جربوع، وقرأته قراءة سريعة، فسرَّني ما فيه من نصح للرقاة ودلالة على الوجه الصحيح للرقية، وما فيه من تحذير من كثير من المنكرات التي تقع كثيرٍ من الرُّقاة هداهم الله، والتنبيه على شبهات بعض الرقاة في تشخيص المسِّ .
ومن البدهيِّ في كل ما يكتبه البشر أن تكون بعض مسائله محلَّ نظر، فكلُّ ابنِ آدم خطَّاء، وقد ذكرتُ ذلك للمؤلِّف حفظه الله، والذي ظهر لي منها:
كثرةُ استشهاد المؤلف بكلام المعاصرين، والبحث العلمي يقتضي العزوَ للمتقدِّم، خاصة أنَّ مسائلَ الرقية لم يأْتِ فيها المعاصرون بجديد .
ومن ذلك ما ذكره المؤلف عن بعض المعاصرين أنَّ تعليق التميمة شرك، والذي عليه العلماءُ جواز تعليق كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال القرطبيُّ في تفسيره: (الاستشفاء بالقرآن معلَّقاً وغير معلَّق لا يكون شركاً) .
والمأمول أن ينفع الله بهذا الكتاب الرُّقاة، وأن يحوْلَ دون أنْ تُسلَب أموال الناس وتُؤكَل بالباطل، ودون أن تقع المشاكل العائلية والقطيعة بين الأرحام، بسبب كذب بعض الرُّقاة بزعمهم أن المَرْقيَّ مصابٌ بسحرٍ من أحد أقربائه أو جيرانه، وغير ذلك من الخرافات التي نسمعها صباح مساء، أسأل الله للمؤلِّف التوفيق والسداد، وأن ينفعه وينفع به .
كتبه
قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
أستاذ الفقه وأصوله بجامعة الملك فيصل بالأحساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق