الأحد، 21 أغسطس 2016

الفرق بين قراءة الرقية سرا وجهرا

الفرق بين قراءة الرقية سرا وجهرا

الحمدلله الشافي الكافي والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم طبيب القلوب وهادي الخطوب وبعد :

الامر الاول: 

لابد من بيان المقصود في الرقيه السريه والتي هي احدى مفردات السؤال المذكور خاصة وان البعض قد يلتبس عليه الامر فيدخل في الشيء ما ليس منه.

وعليه فنعني بالرقيه السريه ان يقرا المعالج على المريض الرقيه بصوت يسمع المعالج فيها نفسه على اقل تقدير مع تحريك اللسان والشفتين بتلك القراءه وهذا الاحتراز الذي ذكرت يخرج من التعريف ما يظن عند البعض ان القراءه من غير صوت او تحريك اللسان والشفتين من انواع القراءه السريه وهذا الامر ليس بصحيح ابدا بل هذا يقال له القراءه القلبيه او التفكر ولا يعد ذلك من الرقيه السريه في شيء وهذا امر معلوم عند الجميع وان كان يخفى على البعض فلا تسمى القراءه قراءه في اصطلاح الشرع حتى يحرك القارئ فيها لسانه وشفتيه ويسمع فيها نفسه .

الامر الثاني: 

بيان نفع القراءه السريه وتاثيرها على المريض وهذا امر بالغ الاهميه خاصة وأن بعض الناس يعتقد ان القراءه السريه لاتنفع في الرقيه ولا تجدي وهذا الامر الذي عار عن الصحه تماما بعيد عن الحقيقه ويدل على ذلك امور منها :

1- تبين لي من تجربتي الشخصيه ومن تجارب الاخرين من المعالجين نفع القراءه السريه للمرض وتاثره بها.
فيقال هنا ان تجربتي الشخصيه وتجربة الاخرين اثبتت تاثير القراءه السريه على المرضى ولا مجال للطعن في نتائج التجارب الشخصيه وذلك لكون العلاج من الامور الاجتهاديه ومجالها متعدد ومنه التجربه ، والتجربه اكبر دلاءئل العلم وقد قيل في الامثال السائده ((التجربه خير برهان)).

2- ان الرقيه نوع من انواع الدعاء والدعاء منه الجهر ومنه السر والله تعالى يعلم السر واخفى .
تبين بالادله الشرعيه ان الشيطان

3- له قدره ان يضع خرطومه على قلب الانسان ,فيلقي في قلبه الوسواس ويتلقى ما يدور في خلده وتفكيره في ذلك الوقت لاقبل ان يفكر فيه انسان فان هذا من باتب الغيب الذي لا يعلمه الا الله تعالى فقد جاء في الحديث الشريف ((للملك لمه وللشيطان لمه ،فلمة الملك تصديق بالحق ودعوة للخير،ولمة الشيطان تكذيب بالحق ودعوه للشر فاذا كان هذا الامر فان علم الشيطان وسماعه لما يقرا المعالج بالطريقه السريه من باب اولى،فاذا كان الشيطان يعلم في تفكير وقلب المعالج في ذلك الوقت فعلمه بما قرأ المعالج بطريقة السر والله اعلم.

4- ومن الوجوه التي تظهر اثر القراءه السريه عند المريض ما عرف عند المعالجين من تاثير السائل من الماء او الزيت الذي قرا عليه ثم يتناوله المريض فيتاثر العارض فهذا امر معلوم عند المعالجين وهذا من ادل الادله على تاثر المريض بقراءه لم يسمعها .
ووجه الشبه بين هذه الطريقه والقراءه السريه واضح بين وهو ان المريض في كلتا الحالتين لم يسمع القراءه من الراقي .
وعلى ما مضى من بيان فلا بد هنا من الاجابه على السؤال المطروح اولا ايهما انفع القراءه الجهريه ام السريه ؟

وهذا اوان المقصود،وبيت القصيد كما يقال ، فاقول بحمد الله تعالى :

والذي اراه انه لا يجوز ان يقال ان القراءه الجهريه انفع من القراءه السريه ، فالقول بهذا الاطلاق لا يصح ولا دليل عليه ، بل لا بد من التفصيل ، فيقال ان القراءه الجهريه قد تنفع في حال دون حال ، وكذلك السريه تنفع في حال دون حال ، وقد يجمع المعالج بين الطريقتين في مجلس واحد ، فيجهر اذا اقتضى الحال ويسر اذا اقتضى ذلك ، فقد يحتاج المعالج الى ان يرفع صوته او يخفضه او يجمع بين الخفض والرفع وهو يراقب عن كثب حال المريض ومدى تاثره بالقراءه بكلتا الطريقتين .

وقد تبين لي بالتجربه ان القراءه الجهريه انفع في بعض الاحوال وان السريه انفع في احوال اخرى ، ولا بد هنا من بيان امور منها :

1- تبين بالتجربه ان القراءه الجهريه والسريه كلاهما مؤثر ونافع وقد تتفاوت درجة النفع بالسر والجهر ، وما يعتقده البعض من عدم جدوى الرقيه السريه وانه لانفع في الرقيه حتى يسمعها المريض من المعالج ليس بصحيح كما بينت سابقا .

2- اذا اراد المعالج ان يسلك طريقة القراءه السريه فينبغي عليه ان ينته الى امر مهم ، وهو تواجد الثقه بين المريض والمعالج ، فاذا لم تتاكد الثقه بينهما فلا شك حينئذ ان القراءه الجهريه هي الاولى والانفع للمريض ، وليس ذلك من باب تاثير القراءه الجهريه دون السريه او العكس ، وانما من باب اخر وهو حفظ المريض من ان يتوهم ان المعالج يقرا عليه طلاسم وشعوذات ،وهذا نافع للمريض من جهتين من جهة الحرص على ايمان المريض من ان يشوبه شائبة الشرك، ومن جهه اخرى من الناحيه النفسيه للمريض، والمريض الذي يثق في المعالج يزيد ذلك من امر شفائه ، وعدم ثقة المريض بالمعالج يؤخر ولا شك في علاجه.

*
 ينبغي ان يتنبه من يسلك طريق الرقيه السريه ان يحرص كل الحرص على احسان القراءه، واتقانها وتجويدها ، وان يعطي الحروف حقها ومستحقا ، فان غالب من يقراون بالسر يغلب عليهم انهم يهملون هذه الامور ، ولا شك ان ذلك يؤثرسلبا في تاثير الرقيه على المريض، فمن المعلوم ان تجويد القراءه والتدبر فيها وتاثر المعالج بما يقرا يزيد في قوة الرقيه وسرعة شفاء المريض ، والعكس كذلك صحيح.

*
 واما ما يدعيه بعض الأخوه من ان الرقيه السريه تجلب النعاس والتثاوب الامر الذي يرجح القراءه الجهريه عليها ، يقال فيه: ان الحال الذي ذكروا من النعاس والتثاوب والملل عند الرقيه امر لا يصح سواء كان في الجهر او في السر ، فان انشغال القلب وحضور الملل يضعف الرقيه ويبعدها عن المقصود ، لذا يجب على الراقي ان يكون يقظا منتبها متدبرا لما يقرا ان اراد للرقيه ان تؤتي اكلها

اما عن الحالات التي تكون فبها السريه انفع من الجهريه ، والجهريه انفع من السريه ، فاني اذكر هنا قاعده عامه ، يمكن ان يستخرج منها احوال متعدده ، تخطر على بال معالج دون آخر ، الا وهي :
ان النفع في القراءه السريه او الجهريه يراد به في نهاية المطاف مقدار النفع الذي يتحصله المريض ، ومقدار مدى طرد العارض ، ومقدار تهيىء الاجواء للمعالج ، فالاحوال التي تجلب راحة المريض واستئناسه وثقته بالمعالج ، والاحوال التي تجلب خشوع القارىء وتدبره وحضورقلبه ، والاحوال التي تظهر اثناء العلاج من مدى تاثر العارض بالقراءه ، كل هذه الامور ترجح كون الجهريه انفع من السريه ، والسريه انفع من الجهريه .
وللتمثيل على ذلك اطرح هذا المثال : القراءه على الاصم ، فان القراءه الجهريه والقراءه السريه على الاصم تستويان من حيث سماع المريض ، ولكنهما لا يستويان من حيث خشوع وتدبر القارىء فهو اعلم بنفسه ، فمن المعالجين من يكون خشوعه وتدبره بالسر ، ومنهم من يكون بالجهر.
والشيء بالشيء يذكر فاني اطرح على من قال ان الرقيه لا تنفع الا اذا سمعها المريض او العارض مثال الاصم هذا ، فالاصم لا يسمع ما يقرا المعالج فهل يقال انه لا ينتفع بالرقيه هنا ؟
فان قلتم لا ينتفع فعليكم بالدليل .
هذا والله اعلم واحكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...