كيف يكون حضور الجن على جسد المريض؟
هل هناك ما يسمى بالصرع (الجزئي) أي أن الجن يحضر على بدن المريض ويتكلم على لسانه والمريض يبقى واعيا لكل ما حوله ويسمع كل ما يدور بين الجن والراقي؟ أم أن المريض لا يصرع إلا إذا دخل المريض في غيبوبة ولا يعلم أي شيء حتى يستفيق منها ؟
...................................................................................................................................................................
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بكم الله في منتداكم
منتدى الجربوع للرقيه الشرعيه
حللتم اهلا ونزلتم سهلا
ومع احترامنا لكل رأي أو فكرة يحملها الإنسان المدرك أقول : إذا التبست علينا الموضوعات وتعذر استيعابها نظراً لوجود تناقض في الآراء حولها بين مقر ومنكر , فإن من العلم أن نأخذ عندئذٍ بالرأي الذي يستند إلى الأدلة العلمية سواء كانت من علم الشريعة الإسلامية أو من العلم المادي الذي يؤيده الواقع والتجربة , ونرفض الرأي الذي يعتمد الظن والتأويل بلا دليل ولا يوافق الواقع ولا تؤيده التجربة والحس .
وعليه فإنني أقول بأنه ليس كل ما ينطق بلسان المصاب أثناء القراءة يشترط أن يكون من الجن أو السحر ، بدليل أننا لو نظرنا للأطفال حينما ترتفع درجة حرارة جسم أحدهم تجده يتكلم بكلام غريب لم يصدر منه من قبل وتجده يرى أشياء أمامه ويقول هذا هو هذا هو . والحق أن هذا فقط بسبب ارتفاع درجة الحرارة . وثمة دليلٌ آخر ما نجده من الشخص بعد العملية الجراحية وقبل الاستيقاظ من المخدر تجد بعضهم يقرأ القران وآخر يتكلم بالحب والغزل .
حتى إنني سمعت أن الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين أعطى خطبة كاملة وهو فاقد الوعي ، وذلك نقلاً عن أحد أبناء الشيخ محمد بن العثيمين - رحمه الله - أنه في الفترة التي اشتد فيها الألم على الشيخ في رمضان أصابت الشيخ غيبوبة لفترة محدودة كان الشيخ - رحمه الله - لا يدري حينها عن أية مخلوق .
يقول ابن الشيخ : إنه في تلك الليلة أخذ الشيخ وهو في غيبوبته يتحدث عن خطر الغيبة والنميمة ويذكر الآيات ويسرد الأحاديث تماماً كما لو أنه يلقي محاضرةً أو درساً . قال ابن الشيخ : والله لو سجلت ما قاله لكان درساً عظيماً في بابه ، فسبحان الله ، عرفوا الله في الرخاء والشدة ، وأحبوا العلم والتعليم فكان جزءاً لا يتجزأ من وعيهم ولا وعيهم . رحمك الله يا فقيد العلم .
يقول الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي حفظه الله تعالى أن هناك فرق دقيق يستطيع المعالج من خلاله أن يفرق بين الحالة النفسية والمس الشيطاني يقول حفظه الله تعالى :
إذا تكلم الجني على لسان الإنسي ، وبعد ما استفاق الإنسي من غيبوبته نسأله هل شعرت بشيء ؟ أو هل تكلمت بشيء ؟ فيقول : أسمع الكلام يخرج مني من دون إرادتي ولا أستطيع أن أتكلم فنعرف أنها نفسيه .
وأما إذا نطق على لسانه والمريض في غيبوبة تامة ثم استفاق من غيبوبته وسألته هل تكلمت بشيء ؟ وهل سمعت شيء ؟ فقال : لم أتكلم بشيء ولم أسمع شيء ، فهذا دليل على أن الذي نطق جني فعلاً . [1]
إذاً ليس كل ما ينطق على اللسان يُشترط أن يكون بسبب الجني ، وكما أشرت من قبل أنه حينما كنا نختبر المرضى ونقرأ عليهم شعراً كنا نرى بعضهم ينتفضون ويتكلمون بكلام بغير إرادتهم .
وفي ظني انه لايوجد شيء إسمه مس جزئي والله تعالى أعلم فهذا هو الشيخ الفاضل كان في بداية العلاج يبين للناس أن هناك ما يسمى مس جزئي والحمد لله الذي أرشده للصواب فقد تراجع عن ذل بقوله هذا والحمد لله رب العامين.
[1]. قاله فضيلة الشيخ وحيد حفظه الله تعالى في مكالمة هاتفيه جرت بيني وبينه قبل ثلاثة أيام فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق