الجمعة، 13 يونيو 2014

رد: سؤال مهم من فضلك أخي عمر

رد: سؤال مهم من فضلك أخي عمر



بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الحبيب : العائد الى الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وبعد :

قولكم :
إن الجني لا يتأثر بالقرآن كما لا يتأثر به الإنسي وهو أن يحبه ويؤمن به أو أن يكرهه ولا يؤمن به .
ونفيك أن الجني لا يتأثر بالقرآن فلا يصيح ولا يبكي ولا يحترق واستدللتم على ذلك بالجن الذين سمعوا القرآن وآمنوا به كما في الآية الكريمه في سورة الجن .

الجواب :
إن ما ذهبتم إليه غير صحيح فالجني بلا شك أنه يتأثر بالقرآن الكريم سلبا وإيجابا فهم كما يؤمنون ويكفرون به أيضا يتأثرون به ، فالقرآن ثابت تأثيره على الجن والشياطين طردا وإبعادا وتحصينا وشفاء وهذا ثابت بأحاديث كثيرة وردت بالسنه المطهرة .

وأما عن استدلالكم بما ورد في سورة الجن (( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ..)) 

فهذه حادثة واقعية تأثر فيها الجن إيجابا ولا تثبت عدم تأثر الجن بالقران بغير ذلك فقد ثبت تأثير القرآن الكريم على الجن بغير الإيمان والكفر كالشفاء والطرد والإبعاد والتحصين بدليل :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...اقرأو ا البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطله....

قراءة آية الكرسي: فمن قرأها عند النوم لم يقربه الشيطان، ولا يزال عليه من الله حافظ حتى يصبح، كما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. 



وأما عن قولكم :
لماذا لا يسيطر الجني الملبوس فيؤذيه أو يهجم على الراقي فيقتله ؟

الجواب :

إن مثل هذه الأمور قد تحدث وقد حدثت بالفعل مع البعض كما سمعنا وليس هناك ما يمنع وقوعها .

وأما قولكم : لماذا لا يخرج الجني مباشرة دون أن يتكلف عناء تعب سماع القرآن ؟
الجواب : إن للجن غايات في تلبس جسم الإنسي ولن يخرج بسهولة بل إنه يرغم ويكره على الخروج إكراها .

وأما عن قولكم :
إن الشياطين هي التي تحرق وليس عموم الجن وأن الشياطين هي التي تدخل أجسام البشر وتتأثر عند قراءة الرقية ؟


الجواب : 
يفهم من قولك هذا أنك جعلت الشياطين صنفا مستقلا بذاته بعيدا عن الجن وفرقت بينهم في التأثر بالقرآن فهذا غير صحيح ولم يسبق أن قيل وليس عليه السلف ولا حتى المتأخرين.
بل الصواب : أن الله سبحانه وتعالى خلق صنفين وكلفهم بالعبادة وهم الإنس والجن قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وقوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) وكما هو معلوم أن الشياطين هم المتمردون من كل صنف من هؤلاء فالمتمرد من الانس يسمى شيطان الانس والمتمرد من الجن يسمى شيطان الجن قال تعالى : ( شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا..)
وإبليس من الجن ولما تمرد وعصى الله تعالى صار شيطانا قال تعالى : ( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ).
ويقول الشيخ بن باز رحمه الله تعالى الشيطان هو أبو الجن عند جمع من أهل العلم .

وعليه : فإنه من أثبت تأثر الشياطين بالقرآن والرقية فإنه أثبت ان الجن يتأثرون أيضا .


وأما عن قولكم :
واستشهادكم بالاية الكريمة (( وماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي )) والحديث ( الحمد لله الذي رد يده إلى الوسوسة...) واستدلالكم في هذين النصين على أن الشيطان لا يؤثر على الانسان الا بالوسوسة ودعوة الباطل وانه لا يؤثر عليه بغير ذلك .

الجواب : 
إن هذا الإستدلال والإستشهاد غير صحيح فالآية والحديث هنا يتكلمان عن تأثير الشيطان عن الإغواء وليس للجن والشياطين في مسألة الإغواء إلا الوسوسة فلا يكرهون الناس بالوسوسة فإن أمر الايمان والكفر جعله الله للإنسان وحده وهو الذي يقرر ولا سبيل لمخلوق عليه بالإكراه والإجبار.

وأما عن تاثير الجن والشياطين على الانسان من الإيذاء والأمراض والدخول في جسمه فهذا أمر ثابت في الكتاب والسنه.

وقولكم :
لماذا لم نسمع عن حالا تلبس عند الكفار في امريكيا أو اليابان ؟


الجواب : 
فهذا الكلام غير صحيح البته فالشاهد والواقع والتاريخ يثبت عكس ذلك تماما ووجوده عندهم أشهر من أن يعد وكثير من علمؤهم يثبت ذلك.

وأما عن قولكم :
في الآية الكريمه : (( كالذي يتخبطه الشيطان من المس )) بأنه لا يعني الدخول إطلاقا بل اللمس البسيط جدا .


الجواب :
لا أدري ماذا تقصد باللمس البسيط جدا ؟!
فلو كان كما زعمت أنه تحسس من الخارج لما ناسبت هذه الآية التنفير من الربا كما أن كلمة التخبط هنا تفيد الشيء الشديد وليس البسيط كما ذكرت فإن الخبط أمر ثقيل وأذكر لك تفسير بعض العلماء لهذه الآية الكريمه.

قال الشوكاني رحمه الله في الآية دليل على فساد قول من قال : إن الصرع لا يكون من جهة الجن .

وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره ، (في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس.

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية السابقة (أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً) .

وأما قولك :
أن الشيخ العمري تراجع عن مسألة التلبس وتصريحه بأنها أمراض نفسيه .

الجواب :
إن كلام الشيخ العمري لا يحتج به على الشرع وهذا من اجتهاده وليس حجة على الآخرين بل النصوص الشرعية في الكتاب والسنه شاهدة ودالة على دخول الجن في جسم الإنسان وهذا ما عليه جمهور العلماء.

وأما قولك : عما شاهدته بالفيديو أن راقيا يعالج فتاه ويلح عليها بالنطق مرارا حتى انها تكلمت قهرا وأمسك المعالج بهذه الكلمه واوقعها بالوهم .
الجواب :
لا يمنع أن يقع أخطاء من بعض الرقاة في الأخطاء الشرعية والمنهجيه فإذا كان هذا الراقي قد أوهم الفتاه أن بها جني وتمسك بكلمة قالتها قهرا تحت وقع الوهم والايحاء والتشنج والرعب فلا شك بأنه خطأ جسيم ولطالما حذرنا من الوقوع في مثله مرارا وتكرارا وإنه يجب على الراقي أن يتثبت قبل الاتهام وان يكون عنده اطلاع ومعرفه في الطب النفسي والعضوي ليستطيع ان يقف على التشخيص الدقيق و لا تعني هذه الحادثا أن الجن لا ينطق على لسان المصاب البته .

وأما قولكم :
لماذا لم يحدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الوقايه من المس ؟

الجواب :
بل على العكس من ذلك فقد حدثنا وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نقي انفسنا من المس الشيطاني وغيره والأدلة على ذلك كثيره أذكر منها :

قال النبي صلى الله عليه وسلم في فضل آية الكرسي :" من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح . "

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.

وقال صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة. رواه مسلم.


واما عن قولكم :

لماذا لم يتكلم جني واحد على لسان البشر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى .


الجواب : 
ان حالات المس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قليلة جدا ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أخرج عدوا الله ... فإنه خرج مباشره ولا يعني عدم تكلمه مع النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يتكلم مع الراقي بل لربما لمقام النبي صلى الله علية وسلم ولا يجرؤ جني ان يكلمه وخلاصة الامر ان هذه حادثة عين وحوادث العين لا تستنطق بل تؤخذ الفائده منها حسب ما ورد.

وأختم جوابي ببيان :
إنني وإن كنت أثبت المس الشيطاني ونطق الشيطان والجان على اللسان إلا أنني حذرت مرارا وتكرارا من مسألة غلو الرقاة في مثل هذه الأمور وقد بينت في كتاباتي ومقالاتي السابقة أنه لا يقل عن تسعين بالمائه من الحالات التي تذهب للرقاه ليس بها جني وإنما غالبها وهم وامراض نفسيه .
وكنت قد بينت أيضا أن فروقات دقيقة بين حالات المس الحقيقي من حالات الوهم وان حالات المس الحقيقي نادرة الوقوع .
وذكرت أيضا فروقات تميز نطق الجن عن نطق العقل الباطن على لسان المريض واظن أن معرفة مثل هذه الأمر لمن الأهمية بمكان في معرفة نوع الإصابه عند المريض .
كما وإنني أشكر الأخ السائل على طرح هذه الأسئله التي قد يستفيد منها الكثير وانصحه أيضا بالرجوع الى هذه الروابط لعله يستفيد منها :

http://www.jarboo3.com/vb/showthread.php?t=3749

http://www.jarboo3.com/vb/showthread.php?t=2800


هذا والله تعالى اعلم واحكم.










التوقيع :
عمر أبو جربوع معالج بالرقية الشرعية

جوال : 0796480391

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...