السبت، 22 ديسمبر 2018

الأعراض المرضية بين المس والأمراض النفسية

🍃 الأعراض المرضية بين المس والأمراض النفسية 🍃

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

  عرف عند الرقاة اعراضا معينه إذا ما لاحظوها على المصاب سارعوا بالصاقها ونسبها للمس الشيطاني.
وبعد التجربة الطويلة والتمحيص تبين أن جل هذه الأعراض التي ينسبوها للمس الشيطاني هي اعراض غالبها ناتج عن ضغوطات نفسية تعرف بالمصطلح النفسي لدى الاطباء ب ( الأعراض التحويلية)  لذا فإنه وجب التنبيه والتحذير من المسارعة في نسبها والصاقها بالمس الشيطاني واليكم البيان التالي حول ( الأعراض التحويلية)  :

اولا :
تعريف الأعراض التحويليه :
فالأعراض التحويليه هي أعراض
تظهر على جسم المصاب بشكل اعراض حقيقية يشعر بها المصاب ولكنه لا يثبت سببها في الفحص الطبي.

ثانياً : أمثله على الأعراض التحويلية :
وهذه جملة لبعض هذه الأعراض فمنها :
1_  غيبوبة
2_  تشنجات
3_  شلل نصفي
4_  فقدان حاسة الأطراف
5_  فقدان حاسة السمع او البصر
6_  عجز عن النطق
7_  الصداع
8_  الدوخه
9_  تساقط الشعر
10_  كتمه في الصدر
11_  خوف من دون سبب
12_  تسارع دقات القلب
13_  قلق وقلة نوم
14_  اختناق وحبس النفس
15_  عطش شديد
16_  تعرق شديد
17_  نبض متنقل في الجسم
الى غير ذلك كثير من الأعراض

ثالثاً : أسباب الأعراض التحويلية :

قد تحدث هذاه الأعراض وغيرها من الأعراض التي لم أذكرها خشية الإطالة بسبب ضغوطات نفسيه جمه يعيشها الشخص وغالب من يصاب بها هم الناس العاطفيين والحساسين جداً ذلك انهم يعطون الأحداث والأمور اكبر من حجمها فمنهم من يتعرض في حياته للفشل في العمل او الدراسة او عدم تحقيق الآمال والطموحات او مذمة الناس والاهل فإن ذلك يسبب لهم ضغوطات نفسية فمع مرور الوقت تتحول تتحول هذه الضغوطات من الداخل لتظهر على الجسم بشكل بشكل اعراض وعلامات حقيقيه يشعر بها المصاب ولكنها ليس لها سبب لتثبت في الفحص الطبي وهذا ما يجعل الشخص وذويه يذهبون للرقاة.

نصيحة للرقاة خصوصاً والناس عموماً  :
وبعد البيان الشافي لما يسمى بالاعراض التحويلية التي يجهلها كثير من الرقاة وعامة الناس فإني انصح بمايلي :
1_  عدم المسارعة في نسب هذه الاعراض وغيرها للمس الشيطاني.
2_  توصية الرقاة للإطلاع على ما يخص ( الأعراض التحويلية)  في الطب النفسي.
3_  أن يعلم الجميع أن حالات المس الشيطاني نادرة الوقوع وان اعراض الامراض الروحيه والعضوية والنفسية تتشابه تماماً مع بعضها البعض وإلى
حد كبير.
4_  انصح الإخوة والأخوات المصابين بمثل هذه الأعراض وهم كثر ان يكون عندهم علم ومعرفة واطلاع بالاعراض التحويلية وما يخصها حتى لا يقعوا ضحية جهل بعض الرقاة.
5_  انصح كل من يعاني من مثل هذه الأعراض وهم كثر ان يتجوهوا للطبيب المختص او الراقي المعالج المتمرس صاحب الخبرة الطويلة مع المرضى الذي عنده علم ودراية بالطب النفسي والعضوي والروحي.

هذا والله تعالى أعلم وأحكم

كتبه / عمر أبو جربوع
الثلاثاء الموافق  :
2015/8/4

السبت، 15 ديسمبر 2018

نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات


نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات
كتبها :
أبو بكر عمر خضر أبو جربوع
قدم لها فضيلة الشيخ :
أبو مالك محمد بن إبراهيم شقرة
قرأها واطلع عليها واقر ما فيها :
فضيلة الشيخ أبو محمد سليمان بن عبد بن سليمان أبو دامس
فضيلة الشيخ أبو عبد الرحمن محمد بن خليل الجمل 
أستاذ اللغة العربية أبو صهيب محمد بن شحادة العاصي

مقدمة الشيخ أبو مالك محمد بن إبراهيم شقرة
بسم الله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده .
أما بعد ....
فقد عرض عليَّ الأخ الكريم السيد عمر خضر أبو جربوع ، هذه الرسالة التي أوجز فيها تجربته في دائرة الرقية ، والقراءة بها على من يظن أنه في حاجة إلى القراءة بالرقية التي تناسب الحال الرقية المطلوبة لها ، فرأيت أنها رسالة جمعت بين الخصائص التي يجب على الراقي أن يستحضرها في قلبه حين يستذكر الرقية المطلوبة لتلك الحال .
أولها : أن الرقية الشرعية علاج عام للأمراض النفسية القلبية ، والأمراض البدنية الحسية ، فأيما مرض كان فعلى الراقي أن يحرص على مداواته بإخلاص فهو زائل لا محال بإذن الله .
ثانيها : أن الذين يلجأون إلى المداواة بالرقية عن طرق الضرب ، والضغط ، وجسِّ الأعضاء كما يفعل بعضهم مع النساء ، فهذا من الشر الوبيل الذي يحدث الفتنة ، ويوقع في الفاحشة ، فجزاه الله خيراً على تنبيهه هذا .
ثالثها : أغفل - وما كان له أن يُغفِل – تقاضي الأجرة وإدخال العسل وغيره في الرقية جزءاً منها ، وهذا من الأخطاء الشديدة التي كان يجب عليه التنبيه عليها والتحذير منها ، وما كان أرخص العسل من قبل أن يدخله الرقاة الكذبة الدجالون في علاجهم ، ثم ما أغلى ما صار جزءاً من علاجهم ، فيا ضيعة الرقية التي يغلو سعرها بإضافة العسل إليها .
رابعاً : أن الرقية هي دعاء يستشفى به بصدق الدعاء ، والإخلاص بالتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ، وأرجو أن يتقي الله أولئك الكذابون الدجالون الذين اتخذوا من الرقية وسيلة تكسُّب واسترزاق ، ثم أصبحت تسُّولاً ، ودجلاً ، وولوجاً باب فتنة إلى النساء ، واستدراجاً لهن .
خامساً وأخيراً : أما قصة اللديغ ، وقول النبي عليه السلام : ( إن أحق ما أخذتم عليه الأجر كتاب الله ) فلسوف أكتب فيه مقالاً مفصلاً أعرضه في مقال في بعض الصحف إن شاء الله ، أنفي فيها الفهم القاصر السخيف الذي أحاط بعقول الراقين الكذبة المتسكعين على مائدة الشيطان ، الجالبين الشر ، الموبقين أنفسهم في سخط الله وسوء المصير . [*]
فأقول : جزى الله خيراً صانع هذه الرسالة فقد أحسن فيها إحساناً كبيراً ، ونفى عن نفسه بتحذيره وبيانه هذه الفتن ، جزاه الله خيراً ، وفقنا الله وإياه لكل خير ، وهدانا وإياه والمسلمين كافة من كل سوء وابتلاء .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
وأسأل الله أن يتقبل منا ومن إخواننا المسلمين قاطبة صالح أعمالنا إنه سميع قريب
محمد إبراهيم شقرة
عمان في ....
12 جمادى الآخرة 1430 هجري
الموافق 6 حزيران 2009 ميلادي


[*] لعل شيخنا الفاضل عنى بكلامه أولئك الذين يجعلون من الرقية وسيلة للكسب المادي ، وإرهاق جيوب الناس . 




نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم ، أما بعد ...
فهذه بعض النصائح التي أقدمها للمعالج والمريض ، وهي ثمرة تجربتي على مدار اثني عشر عاماً من البحث والعلاج ، وقد اقتنعت أخيراً بضرورة كتابة هذه المطوية التي أسأل الله – عز وجل - أن يجعل جهدي فيها خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع بها من يطلع عليها .
إن العلاج بالرقية سبب شرعي يقدر الله به الشفاء ، والنفع بإذنه من الأمراض النفسية ، والعضوية . والإقرار بذلك يعتمد على الإيمان ، والتسليم لله تعالى ، وبما جاء عنه ، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك كما في قصة اللديغ الذي شفي بقراءة الفاتحة عليه ، وأقر النبي - صلى الله عليه وسلم - الراقي على ذلك [1] . فالمسلم طبيباً كان أو غير طبيب يجب عليه أن يسلم بما ثبت شرعاً من الشفاء بالرقية لا سيما الرقية بالقرآن الكريم الذي وصفه الله تعالى بقوله : ( هدىً وشفاء ) [2] . لقد صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قد رقاه جبريل - عليه السلام - بقوله : (( بسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك )) [3] . فهذا دليل على شمولية الرقية لجميع الأمراض النفسية ، والعضوية ، وباستقراء السنة نجد الأمراض التي عولجت بالرقية في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت من الأمراض العضوية وغير العضوية . وقد ثبت لي بالتجربة والبحث أن أعراض المس , والسحر , والحسد تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض النفسية ، والعصبية ، وبعض الأمراض العضوية ؛ ولذا فقد كان هناك لبس عند كثير من الراقين في الحكم على الحالة ، ولذلك لا حرج في أن يطلع الراقي على شيء من الطب النفسي ، بل يجب أن يكون عنده دراية , وعلم بعلم وظائف جسم الإنسان ، حتى يستطيع أن يميز نوع المرض : أهو مرض عضوي أم روحي ؟ وبعد ذلك يسهل عليه تشخيص الحالة ، ولذلك أنبه على ما يلي : 

أولاً : إن كثيراً من الحالات التي حكم عليها بعض المعالجين بأنها مسٌّ ، أو سحر ، أو حسد ، ما هي في الغالب إلا أمراض عضوية ، أو نفسية تعالج عند الأطباء .

ثانياً : وجدت بالتجربة أن أكثر الذين يعانون من المشكلات النفسية ، أو العصبية ، أو العضوية ، هم أناس عاطفيون , وحساسون جداً ؛ فكانوا أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض , وذلك نتيجة الضغط الزائد على الدماغ من كثرة التفكير , وحمل الهموم التي تلمُّ بالإنسان .
ثالثاً : كنت أعتقد أن الرعشة ، والخدر في الجسم ، والصراخ أثناء القراءة سببها المس أو السحر ، لكن الحقيقة أن هذه الأعراض ليست قطعاً أعراض مس ، أو سحر ، أو حسد ، أو كما يدعي بعض الراقين أنه مس , أو سيطرة قرين . بل الغالب فيها أنها حالات نفسية يمكن أن يكون للمس , والسحر مدخل فيها ، ولكن كثيراً من الرقاة يحكم على مثل هذه الحالات بأنها مس أو سحر و بلا تردد ؛ وسبب جزم بعض الرقاة بذلك هو أن المريض الذي قام بعملية الشهيق والزفير مع ذكر اسم الله تعالى يتعب , ويتشنج , وأحياناً يبكي مع رعشة في جسمه , وبالتجربة ثبت لي أن أخذ الشهيق وحده من غير بسملة قد يُحْدِث الأعراض نفسها ، وسببها هو حدوث عملية تهيج للجهاز العصبي ، فيؤدي ذلك إلى رعشة , وخدر , وتشنجات في الجسم . وأما دعوى مس واستحواذ القرين فلا دليل عليها لا من كتاب , ولا من سنة صحيحة , والخبرة , والتجربة الطويلة مع المرضى تدل على خلاف ذلك تماماً , فالقرين لا يؤثر في الإنسان إلا من خلال الوسوسة , والأمر بالشر , والدليل على ذلك قوله تعالى : ( من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ) [4] . وقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – : (( ما منكم من أحد إلا وكِّلَ به قرينه من الجن , وقرينه من الملائكة . قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي , ولكن الله أعانني عليه فأسلم , فلا يأمرني إلا بخير )) [5] . فإذا كان عند القرين القدرة على صنع أمراض عضوية عند أناس محافظين على الصلوات الخمس , وحافظين لكتاب الله , فما الذي يمنعه من صنع هذه الأمراض عند جميع المسلمين ؟ وما الذي يحمينا منه ؟! .


رابعاً : بالنسبة إلى طريقة الخنق من الرقبة ، والضرب المبرح ، واستخدام الكهرباء في العلاج : إن من أخطر ما يفعله الرقاة هذه الأيام أسلوب الكشف عن المس عن طريق الضغط على الأوداج ، والبعض منهم إن لم يكن أكثرهم لا يدري ماذا تفعله هذه الطريقة ، إلا أن أكثرهم يظنون أن الضغط على الأوداج حتى يغمى على المريض فيه دليل على مس الجن للإنس ، وهذه نظرية خاطئة ، عارية من الصحة ، فأي شخص يضغط على أوداجه يحبس الدم عن دماغه فيغمى عليه ، سواء أكان به مس من الجن أم لم يكن ، وبعض الناس بمجرد الضغط على أوداجه يغمى عليه ، وبعضهم يحتاج إلى فترة طويلة حتى يغمى عليه ، فيزيد الراقي في الضغط حتى يكاد أن يموت المريض بين يديه . ويذكر الدكتور محمد علي البار في كتابه موت القلب أو موت الدماغ : أن القلب يدفع الدم إلى الرأس في ثمان ثواني فقط وإلى الرجلين في ثمانية عشر ثانية ، وإن خلايا الدماغ أقل خلايا الجسم قاطبة تحملاً لانقطاع الدم عنها ، وإذا ما توقف الدم عن الدماغ لمدة دقيقتين فإن خلاياه تموت .
أما بالنسبة لطريقة الضرب المبرح فنجد أن بعض الرقاة فهموا مسألة الضرب فهماً خاطئاً ، فبعضهم يضرب المريض ضرباً مبرحاً ، ويرجع منهم المصاب وقد عظم بلاؤه وتكسرت عظامه .
أما مسألة صعق الكهرباء فهي مسألة خطيرة جداً قد تودي بحياة المريض ومن آثارها : تعلق قلب المعالج بالكهرباء فيضعف يقينه بكتاب الله ، وثبت أن استخدام الكهرباء ذات التيار المتردد أنها تتلف خلايا الدماغ فيصاب الإنسان باختلاجات عصبية يصعب علاجها ، فأغلب المرضى الذين يأتون للقراء من أجل الاستشفاء بالرقية الشرعية فقط والكهرباء ليست من الرقية وليست من الأدوية النبوية ، وقد تصرف قلوب المرضى إلى التعلق بالكهرباء بدلاً من القرآن . 

خامساً : ضرورة تجنب الراقي وضع اليد على رأس المريضة , أو أي جزء من جسمها ؛ لما في ذلك من المحاذير الشرعية , وسداً لذريعة الفتنة .

سادساً : وجدت بعض الرقاة - وللأسف الشديد ، وبعد الانتهاء من القراءة على المريض - يقول له : أخرجت منك سبعة ، أو ثمانية من الجن ، وبقي اثنان أو ثلاثة !! وهذا على سبيل المثال لا الحصر . أقول : ليتقِ الله ربه . قال تعالى : (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا)[6] . 

سابعاً : كنت أعتقد أن الضغط على البطن يؤذي الجن ، وأن الجني هو الذي يشد البطن ، بل إن هذا هو اعتقاد كثير من الرقاة ، ولكنني أقول : إن هذا الأمر غير صحيح ، بل الذي يحدث هو أنه وأثناء الضغط على البطن ، أو المعدة تحدث ردة فعل . وجدير ذكره أن العلاج بالضغط علاج قائم بذاته ، وليس له صلة بالمس , أو السحر ، وهو علاج نافع , ومجرب , ومثاله العلاج بـ ( بالريفلوكسولوجي ) [7] , وهذا العلاج استخدم كثيراً ، ووجدت له نتائج كبيرة .

ثامناً : وجدت بعض الرقاة يتتبع الألم باليد ظاناً أنه يطارد الجني , وهذا - والله - من تلبيس الشيطان عليه ؛ لإيقاعه في المحظور .

إن مسألة دخول الجن في الإنس من الناحية الشرعية يرجع فيها إلى مذهب أهل السنة والجماعة ، ولا ينظر إلى غيرهم ، والعجب ممن يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( اخرج عدو الله ..)) [8], ثم يجادل في هذه المسألة ؟! .

وعليه فإن كثيراً من الناس يتوهمون أنهم مصابون بالمس ، أو السحر ، أو الحسد . نعم ، إن هذه الأمراض موجودة بلا شك ، ولكن أكاد أجزم بأن أغلب الناس الذين يذهبون إلى الرقااة يعانون من مشكلات نفسية ، وتوترات ، وقلق ، واضطرابات وتشنجات و .....
وذلك نتيجة لظروف معينة يمر بها هؤلاء الناس . لقد جاء في صحيفة الغد الأردنية يوم الأحد 18 ربيع الأول 1430 هـ - 15 آذار 2009م أن مليون أردني يعانون من إضطرابات نفسية ، وذلك وفق دراسة ترأس فريق عملها أستاذ الأمراض النفسية الدكتور توفيق درادكه ،
ومن الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الأمراض التي ذكرناها سابقاً :
أولاً : الحزن والبكاء : وهذا ناتج عن الوحدة ، فتجد الشخص يجلس وحده فترات طويلة ، حيث يأتيه الشيطان ، فيلعب بأفكاره ، ويحزنه , ويضع هموم الدنيا أمامه ، ويذكره أشياء تحزنه ، حتى يكون هذا حاله ، ويجعله يتضايق من الآخرين , ويشك بهم ، حتى من أقرب الناس إليه . ومع طول المدة يتأثر نفسياً , ومن ثم عضوياً ؛، ولذا فإن الأطباء يقولون : كل مرض نفسي يخلف مرضاً عضوياً ، والعكس صحيح , قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : (( عليكم بالجماعة , وإياكم والفرقة , فإن الشيطان مع الواحد , وهو من الاثنين أبعد , ومن أراد بحبوحة الجنة فليلتزم الجماعة )) [9] . وقوله : (( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده )) [10] .
وسئل الإمام أحمد عن الرجل يبيت وحده ؟ فقال : أحب إليَّ أن يتوقى ذلك [11] وقال الطبري : هذا الزجر زجر أدب ، وإرشاد لما يخشى على الواحد من الوحشة والوحدة ، وليس بحرام ، فالسائر وحده في فلاة ، وكذا البائت في بيت وحده لا يأمن من الاستيحاش ، لا سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف [12] .

ثانياً : المكث طويلاً في الخلاء : فقد ورد عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )) [13] ومعنى محتضرة أي تحضرها الجن ذكوراً وإناثاً ، وإني لأعلم أناساً يفضلون شرب القهوة في الخلاء ، وبعضهم لا يستطيع التركيز إلا في الحمام ، وهذا مخالف للفطرة السليمة ، وسبب ذلك راجع إلى بعض الضغوطات النفسية التي يسببها الشيطان بالوسوسة .

ثالثاًً : حب النوم على البطن : لقد ورد النهي عن النوم على البطن ، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : (( رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رجلاً مضطجعاً على بطنه فقال : إن هذه ضجعة لا يحبها الله )) [14] . وأفضل النوم ما كان على الشق الأيمن , وهو السنة وذلك بأن تضع يدك اليمنى تحت خدك الأيمن وتنام على جنبك الأيمن وتقول باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين [15] . 

رابعاً : كثرة النظر في المرآة : فنجد أن أكثر الذين يعانون من مشكلات نفسية ، وعصبية يحبون الوقوف طويلاً أمام المرآة ، ويطيلون النظر فيها ، حتى إن بعضهم يتكلم مع صورته في المرآة ، خاصةً إذا كان غضبان . وأذكر أن بعضهم حدثني بأن زوجته طلبت منه أن يجعل لها مرآة على واجهات الغرفة الأربع .

خامساً : الاستمناء أو العادة السرية : وهذا الفعل من أكثر الأسباب التي تؤثر في الشخص ، بل إن كثيراً من الشباب ، والشابات وقعوا فيها نتيجة لضعف الوازع الديني ، والفراغ ، والشعور بالوحدة ، ووجود مشكلات عاطفية ، أو قلق ، أو حزن ، أو هم ، أو حرمان من العطف , والمحبة داخل البيت . أما آثارها ، فحدث ولا حرج : إضعاف الجهاز العصبي ، والذي بدوره يؤدي إلى إضعاف الجسم كله ، والفتور ، والإعياء ، والخجل ، والصمت ، والوحدة ، وانحباس اللسان ، وشحوب اللون ، وفقدان الذاكرة ، وتأنيب الضمير ، والاضطراب ، والحزن ، والخمول , والكسل ، وضعف البصر ، وضعف السمع , وفقر الدم ، وانسداد الشهية ، والنحافة .
أما حكم الاستمناء فقد سئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فأجاب : (( أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء ، وهو أصح القولين في مذهب أحمد )) [16] ، وممن أفتى بحرمته من العلماء المعاصرين الشيخ ابن باز ، وابن عثيمين ، والألباني – رحمهم الله – وبغيره أفتى غيرهم بشروط لا بد من مراعاتها .

سادساًً : الاكتئاب ، والهم ، والحزن الشديد بشكل مستمر :حيث ثبت أنها تتلف خلايا الدماغ . كما كشفت دراسة علمية أجراها عدد من الباحثين أن الأشخاص الأكثر عرضة لحالات الاكتئاب , والحزن الشديد بشكل مستمر هم أكثر الناس عرضة لتلف وموت خلايا الدماغ ، وأن أكثر الناس حزناً أقربهم إلى الإصابات الدماغية . وقد ثبت أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يستعيذ بالله من الهم , والحزن [17] . 

دعوني الآن أذكر لكم أكثر المشكلات التي يعاني منها الناس في هذه الأيام ، حيث يختلط على كثير من المعالجين تشخيص الحالة : أهي من تأثير السحر ، والحسد ، والمس ، أم هي أمراض نفسية ، وعصبية سببها بعض الضغوطات التي يتعرض لها الشخص في حياته ، ومنها :
تساقط شعر الرأس ، وزوغان البصر ، والصداع ، وآلام متنقلة في البطن ، والخواصر ، بل وفي الجسم كله ، وانتفاخات في البطن ، وآلام في المعدة ، وكتمة في الصدر ، وضيق في الخُلُق ، وإمساك شديد لعدة أيام ، وعدم اتزان في المشي ، ورؤية خيالات ، وسماع أصوات أحياناً ، ونخزة في الصدر من جهة القلب ، والخوف دون سبب ، وتسارع في دقات القلب ، والميل إلى الوحدة ، والنظر طويلاً في المرآة ، وبعد فترة من الزمن تجده يكره المرآة ، وتشويه التركيز , والنسيان .

وختاماً : هذا جهد المقل ، فإن أصبت فبتوفيق من الله ، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ، وأستغفر الله عما بدر مني , وحسبي أني اجتهدت ، والمجتهد في فنه مغفور له بإذن الله .

ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ أبي مالك محمد بن إبراهيم شقرة على ما أبداه من ملاحظات وتوجيهات وكذلك على مقدمته التي أتحف بها مطويتي هذه .
وكذلك أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ أبي محمد سليمان بن عبد بن سليمان أبو دامس ولفضيلة الشيخ أبي عبد الرحمن محمد بن خليل الجمل ولأستاذ اللغة العربية أبي صهيب محمد بن شحادة العاصي ، وذلك على ما أبدوه من آراء وإضافات واستدراكات على مطويتي هذه حتى خرجت بهذا الشكل الجميل .
أسأل الله تعالى أن يغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت
وأنصح نفسي وإخواني بالتأني في التشخيص ، فإن التشخيص السليم هو العلاج


وكتبه : عمر خضر أبو جربوع



هاتف : 0799520017



الجمعة 7 ربيع ثاني 1430 هجري



الموافق : 3 نيسان 2009 ميلادي

الرد والبيان على من قال ببطلان الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية


الرد والبيان على من قال ببطلان الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ألفت انتباهكم بأنني لما كتبت (الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية) وعرضتها على طلاب العلم والمهتمين بالرقية كان ذلك انطلاقا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) وقد جاءت نتيجة خبره طويلة مع المرضى وقفت فيها على كثير من الحالات التي اكتشفت أنها نوع من الوهم الذي سيطر على المرضى نتيجة جهل بعض المعالجين في العلاج بالرقية الشرعية .
وبعد أن اطلع عليها أهل الفضل والعلم واستحسنوها ولم يروا بها بأسا وشجعوني على عرضها على المستفيدين والمهتمين بالرقية الشرعية.
ولكن كأي حق لا بد أن يواجه باطلا قال تعالى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا...) الأنعام 112.


وما أن رأت هذه الطرق الثلاثة النور فقد انهالت عليها الردود وانهالت عليها الشبهات من كل حدب وصوب فكان لزاما علي توضيحا للحق ودرءا للشبهات التي تطرأ في عقول البعض أذكر منها :

1) أن طريقة إلقاء الشعر على المريض تجعله يشك في الراقي وأنه يستعمل نوعا من الطلاسم والسحر.
2) أن قراءة غير القران على المريض يجعله يشك في الرقية الشرعية عموما.
3) أن استعمال هذه الطرق نوع من الكذب على المريض والكذب لا يجوز شرعا .
4) أن في الكتاب والسنة ما يغني عن قراءة الشعر على المريض .
5) أن هذا الأسلوب (الطرق الذهبية الثلاث) يعتبر من الأساليب النفسية المحتويه على الكذب وفي الأساليب النفسية الخالية من الكذب ما يغني عن استعمالها.
6) أن هذا الأسلوب يحتوي على المفاسد الشرعية لذا لا يجوز استعمالها.


وسأبدأ بإذن الله تعالى بتفنيد هذه الشبهات وبيان زيغها

أولا : قولهم في الشبهة الأولى أن هذا الأسلوب يشكك في الراقي بأنه يستعمل الطلاسم وغير ذلك .
أقول فيه : أن قراءة الشعر على المريض كطريقة فاحصه ليس من باب الطلاسم ولا السحر فالطلاسم بلا أدنى شك أمر غير مفهوم وليس بكلام عربي بينما ما أقرأه من شعر فهو من الكلام العربي المفهوم للمريض وللمستمعين وهو من الكلام المباح فضلا على أن يكون من المفيد فمما أقرأه على المريض متن الرحبية في الميراث وهذا إذا سمعه المريض لا يأتي في باله أبدا أن هذا من السحر والطلاسم ومن خلا التجربة الطويلة لم أتعرض لأي سؤال من أي مريض عن الذي أقرأه أو أنه تضايق منه بل على العكس من ذلك أجد الثناء من قبل المرضى بعد خلاصهم من الوهم كما أنني عادة أطلع أهل المريض أو من يحضر معه الجلسة أني أستعمل مع المريض طريقة امتحان وفحص أقرأ فيها من الشعر المباح لاكتشاف الوهم عند المريض.

ثانيا : قولكم أن هذا الأسلوب يشكك في الرقية الشرعية عموما .

أقول : أن الرقية الشرعية تبدأ عند التأكد من إصابة المريض بالمرض الروحي لا قبل ذلك وتكون الرقية الشرعية بالقران الكريم وقد ذكرت مرارا أن قراءة الشعر على المريض ليست من باب الرقية الشرعية ولكن هي مرحلة سابقة للرقية الشرعية الهدف منها الكشف عن حلة المريض والوقوف على الأوهام لدى بعض المرضى ومنن هنا فإن المريض لا يشك في الرقية ولا في الراقي.

ثالثا : قولكم أن هذا الأسلوب ( الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية ) هو كذب على المريض والكذب لا يجوز شرعا .

أقول : أن الكذب على المريض الذي ينتظر مني أن أقرأ عليه الرقية الشرعية يكون كذبا إذا قرأت علية الشعر واكتفيت بذلك ولم أقرأ عليه الرقية الشرعية والذي يحدث في مجلسي مع المرضى أنني بعد استعمال (الطرق الثلاث الفاحصة) ونزع الوهم من المريض وما ألصق في عقله من كثرة تردد على المعالجين فأنني أقرأ عليه الرقية الشرعية وأتابع معه العلاج فهذا لا يعد من الكذب في شيء أبدا علما بأن هذا الأسلوب يعتبر من الأساليب الفاحصة أو من باب الاختبار والإمتحان والاختبار يكون بأي شيء نافع ولا يشترط أن يكون من القران .
ومما اختبر به النبي صلى الله عليه وسلم ما ورد في صحيح مسلم من قصة ابن الصياد حيث اختبره النبي صلى الله علية وسلم ليعرف أنه الدجال الأكبر أم لا فضمر له النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يعرفها فقال ابن الصياد هو الدخ فقال له النبي صلى الله علية وسلم : اخسأ عدو الله فإنك لا تعد قدرك ويقصد النبي صلى الله عليه وسلم أنه دجال وليس الدجال الأكبر.
وعلى فرض أن هذا كذب وهو ليس من الكذب في شيء فإن هذا يكون من الكذب المباح الذي أجازه الفقهاء ويبوب له أبوابا في الفقه تسمى الحيل الشرعية .

رابعا : قولكم أن في الكتاب والسنة ما يغني عن هذا الأسلوب

أقول : أن الكتاب والسنة تكون فيها الرقية الشرعية وأما طريقة الفحص والاختبار و نزع الأوهام من المرضى وتشخيص الحالات لا تقتصر على الكتاب والسنة بل تتجاوز ذلك إلى الخبرة والتجربة العلمية التي أباحها الشرع وكل ما هو نافع مباح ينفع المريض ويساعد في تشخيص الحالة .

خامسا : قولكم أن هذا الأسلوب يعتبر من الأساليب النفسية المحتوية على الكذب يستعاض عنها بأساليب نفسيه أخرى خالية من الكذب .
أقول : أن هذا الأسلوب أيضا من الكذب كما بينت سابقا وأيضا لا يمنع أن نستعمل أساليب نفسيه أخرى في العلاج والتشخيص فهذا هو الهدف المراد.

سادسا : قولكم أن هذه الطرق فيها مفاسد شرعية لذا لاتجوز شرعا .

أقول : أن هذا القول من مستهجنات الامور فأين هذه المفاسد الشرعية التي ذكرتم حبذا لو اطلعتمونا على هذه المفاسد التي لم تذكروا منها شيئا إنما مجرد دعوى لا أساس لها ولا مضمون تحتها وكما أن الحكم علها بالحرمه لم أسمعه من العلماء والأفاضل ولم أطلع علية بل وجدت من أهل العلم من اطلع عليه ومدحه وأني أهيب بأخواني الذين يتسرعون بالتحريم أن يتريثوا ولا يقفوا ما ليس لهم به علم وإن كان هناك من قال بالتحريم من أهل العلم فأطلب أن تذكر فتواهم مفصلة حتى أطلع عليها وأن لاتكون دعوى بلا علم .

ولقد طرح سؤالا في هذا المنتدى بعنوان كيف تتعامل مع المريض إذا ثبت أنه يعاني من مرض نفسي ؟

وقبل الجواب فإنني أشكر الأخ السائل على مثل هذه الأسئلة النافعة والمفيدة التي تدل على حرصه لسلامة جميع المرضى فأجيب عن ذلك فأقول : أن كثيرا من الحالات التي أعالجها تكون مصابة بالوهم المجرد وليس بها مس شيطاني ولا حتى مرضا نفسيا فمجرد أن نزعنا الوهم الذي ألصق بعقلة فيشفى بإذن الله تعالى وليس بحاجة إلى دكتور نفسي أما بعض الحالات التي يثبت لدي أنها مصابة بمرض نفسي فأقول إن أنواع الإصابة بالأمراض النفسية تختلف عن بعضها بعضا فمنها ما نعالجه بكتاب الله ونتابع معها العلاج بالرقية الشرعية حتى يشفى بإذن الله تعالى ومنها الحالات النفسية المستعصية التي لا تخفى عليك فمثل هذه الحالات نبعثها للطبيب المختص وهذا يندرج تحت قول الرسول صلى الله علية وسلم ( لكل داء دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله ) ونحن دائما ننصح جميع المرضى والمصابين حتى وإن كانت عللهم عضوية أو نفسية أن يستشفوا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله علية وسلم ولا يمنع ذلك من مراجعة الطبيب المختص.
كتبه /عمرأبوجربوع 
بتاريخ 12/1/2012

العشق الشيطاني بين الغلو والإعتدال

العشق الشيطاني بين الغلو والإعتدال

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب نورا وهدى وشفاء للناس ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم طبيب الأبدان والأرواح وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .

لقد أكثر بعض الأخوة الرقاة من تشخيص كثير من الحالات بالعشق الشيطاني وظهر ذلك جليا من خلال ممارساتهم ومقالاتهم العملية مستدلين على ذلك بأمور كثيرة منها :

1- قوله تعالى ((وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)) الأنعام:128. والعشق بين الإنس والجن يعد نوعا من الإستمتاع .

2- حادثة ابن تيمية- رحمه الله تعالى- حينما قالت الجنية أثناء الضرب : أنا أحبه فقال لها: هو لا يحبك قالت: أنا أريد أن أحج به فقال لها: هو لا يريد أن يحج معك فقالت: أنا أدعه كرامة لك قال: قلت: لا ولكن طاعة لله ولرسوله قالت: فأنا أخرج منه ....الخ.

3- كثرة الؤى والمنامات والأحلام والخيالات في المنام.

4- مداومة المرأة في النظر على المرآه فإن المغالين رأوا أن ذلك من عشق الشيطان.

ومن غلوا هؤلاء في أمر العشق الشيطاني أن كل من أتى إليهم يشتكي من مثل هذه الأعراض سرعان ما نسبوه وألصقوه بالعشق الشيطاني .

وفي مقابل هؤلاء نجد المنكرين للمسألة برمتها فهناك من ينفي وجود العلاقة بين الإنس والجن أو ينفي حالة العشق بينهما ، وقد عرف هذا الرأي عند المعتزلة وقد وافقهم في ذلك البعض.

وبين هؤلاء وأولئك المعتدلون الذين يثبتون ولا ينفون حالة العشق بين الإنس والجن ولا يغالون في هذه المسألة ويرون إن حدثت في شذر من الأمر قليل وليس بهذه الصورة التي يصورها غلاة الرقاة ويدل على ذلك أن حادثة ابن تيمية-رحمه الله تعالى- ما هي إلا رواية واحده من بين الروايات الكثيرة التي تثبت التلبس الشيطاني عموما مع كثرة ما تكلم وذكر ابن تيمية-رحمة الله تعالى- في هذا الباب.
كما أن عبارة العشق صادره من الجنيه نفسها ولا يخفى عليكم أن الجن فيهم كذب كثير وقد صدرت هذه العبارة من ابن تيميه نفسه- رحمه الله تعالى- فقد تكون هذه العبارة الصادرة من الجنيه قالتها لتتذرع بها لعدم الخروج فسرعان ما قالت بعدها أريد أن أحج به فاحتمال صدقها وكذبها وارد فلا تحمل هذه الحادثه على تهويل أمر العشق الشيطان فضلا عن تقنينه.

كما أن استدلالهم بالآية الكريمه في قوله تعالى : ((رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ)) . الأنعام:128.
فقد ذكر علماء التفسير أن استمتاع الجن بالإنس يكون بعبادتهم إياهم بالذبائح، والنذور، والدعاء وأن استمتاع الإنس بالجن يكون بقضاء الجن لحوائج الإنس التي يطلبونها منهم، وإخبارهم ببعض المغيبات التي يطلع عليها الجن في بعض الجهات النائية، أو يسترقونها من السمع، أو يختلقون ذلك ويكذبونه وهو الأكثر، قال الإمام ابن كثير: قال ا***ن: وما كان استمتاع بعضهم ببعض، إلا أن الجن أمرت، وعملت الإنس.. وقال ابن جريج: كان الرجل في الجاهلية ينزل الأرض فيقول: أعوذ بكبير هذا الوادي، فذلك استمتاعهم، فاعتذروا به يوم القيامة، وأما استمتاع الجن بالإنس، فإنه كان فيما ذكر: ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعانتهم بهم، فيقولون: قد سدنا الإنس والجن.أهـ. تفسير ابن كثير 2/238.

وقال الشوكاني قي تفسيره للآية:" أما استمتاع الجن بالإنس: فهو ما تقدم من تلذذهم باتباعهم لهم، وأما استمتاع الإنس بالجن فحيث قبلوا منهم تحسين المعاصي، فوقعوا فيها وتلذذوا بها." وقوله ما تقدم يشير به إلى قوله تعالى :" قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ".
وذكر الشوكاني معنى ثالثا للاستمتاع وهو:" وقيل: استمتاع الجن بالإنس: أنهم كانوا يصدقونهم فيما يقولون من الأخبار الغيبية الباطلة، واستمتاع الإنس بالجن: أنهم كانوا يتلذذون بما يلقونه إليهم من الأكاذيب".


أما ما يتعلق بالخيالات والمنامات الجنسية في المنام : فمن المعلوم بالفطرة إن شهوة اللجنس هي من أقوى الشهوات لدى الإنسان ذكورا وإناثا ولا يبرح يفكر فيها في ليله ونهاره وكثير من المنامات انعكاسات لما يفكر فيه الإنسان وقد ثبت طبيا أن هناك أمراضا نفسيه عديده تسبب مثل هذه المنامات.

وأما مسألة النظر في المرآه : فهذا مما جبلت عليه المرأة فطبيعة المرأة تحب الجمال ومتابعة جمالها في المرآه وإن كثر ذلك فإنه من طبائع النساء . حتى إن بعض الرقاة ذكر أن الجني ينظر بعيون المرأة ويستمتع برؤية جسدها على المرآه الامر الذي دعاني أن أقول : هل يحتاج الجني إلى مرآه ليرى من خلالها مفاتن المرأه ؟ّّ!! فإن ثبت أن الجني ينظر بعيون المرأه !!! أقول : بأنه لا يحتاج الجني إلى عيني المرأة ولا مرآتها لينظر إليها فقد ينظر إليها من خارج الجسد.

الخلاصة :
ولا يفهم من هذا إنني أنفي مسألة العشق الشيطاني للإنسان بل إن هذا الأمر هو نوع من أنواع المس الشيطاني الذي نقره ولا ننكره بغض النظر عن سبب دخوله للجسم
ولكنني لا أرى الغلوا الذي حدث فيه والتهويل المريع الذي نراه خاصة وأن الأدلة التي استدل بها الغلاة وإن كانت تثبت العشق إلا أنها ليست دالة على كثرة الحالات كما صورها البعض .
ولو كانت هذه الأعراض دالة على العشق الشيطاني كما يزعمون لقلنا أن تسعة أعشار الأمه واقعه بالعشق الشيطاني فجل نسائها تكثر النظر في المرآه.
ولذا فإنني أدعوا الأخوة الرقاة إللى الإعتدال في هذا الأمر إحقاقا للحق ورحمة بالأمة.
وكتبه : عمرأبوجربوع
يوم الأحد الموافق : 9 / 12 / 2012

التوضيحات الجلية لاستعمال الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية

لتوضيحات الجلية لاستعمال الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية


الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب نورا وهدى وشفاء للناس ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم طبيب الأبدان والأرواح وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد :

بعد أن من الله علي وكتبت في الطرق الذهبية الثلاث في تشخيص الحالة المرضية وانتفع بها كثير من المعالجين ولله الحمد بدا لي أنه التبس على بعض المعالجين طريقة استعمالها مما أثار بعض الشبهات حولها فلما رأيت ذلك وجدت أنه لزاما علي أن أكتب هذا المقال توضيحا لاستعمال هذه الطرق الثلاث رفعا للالتباس الذي حصل خصوصا وإنني أعتبر نفسي معالجا بالرقية الشرعية ولست مجرد راقي فكما هو معلوم لدى الجميع أن عمل المعالج أعم وأشمل من عمل الراقي فالمعالج يدخل في عمله التشخيص وأيضا يكون له خبره في بعض الأمراض النفسية والعضوية ولو الشيء اليسير ويكون على اطلاع بطرق المعالجين ومدى شرعيتها فهناك الراقي وهناك مدعي الرقية .


أما الراقي فيكمن عمله في الرقية فقط حيث يستطيع كل شخص أن يكون راقيا والرقية لا تقتصر على شخص دون آخر ويمكن القول أن المعالج أكثر معرفة من الراقي.


وفيما يلي الشروع في بيان المقصود من توضيح لاستعمال الطرق الثلاث الفاحصة :



أولا : متى تستعمل هذه الطرق ؟



لا شك أن أنواع الأمراض التي تصيب الناس كثيرة جدا ومتنوعة فمنها الأمراض العضوية والعصبية والنفسية والروحية وهناك وهم يطرأ على بعض المرضى فتظهر عليه علامات المرض وهو في الحقيقة ليس بالمريض.


لذا فإنه يجب على الراقي أن يكون على قدر ومعرفه تامة في تشخيص المرض عند المريض قبل علاجه ورقيته لأن في تحديد نوع الإصابة يسهل العلاج .


وقد جعل الله تعالى إمارات وأعراض دالة على نوع المرض لذا يجب على الراقي أن يكون عنده علم بعلم وظائف جسم الإنسان وعلم بالطبي الطب النفسي ولو شيئا يسيرا فكلما كان علم الراقي أوسع وأشمل بهذه الأمور كلما كان أنفع للمريض من غيرة .


وعليه فإنه إذا ثبت للراقي أن الإصابة عضويه أو نفسية فعلى الراقي أمران...


فالأمر الأول : أن يرقي المريض بنية الشفاء من كل داء.


والثاني : أن يوجهه نحو الطبيب المختص ويفضل للراقي أن يتابع حالة المريض وأن لا يتركه .



وإذا ثبت للمعالج أن نوع الإصابة روحيه (عين ، سحر، مس ، حسد ) فينبغي على الراقي أن يعالجه بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية .


ولكن الملاحظ أن كثيرا من الحالات المرضية تبين أنها تعاني من الوهم فهي ليست مصابة بالمس الشيطاني ولا هي مريضة عضويا ولا نفسيا فمن أجل اكتشاف مثل هذه الحالات وتمييزها عن حالات المس الشيطاني فإننا نستخدم معها الطرق الثلاث الفاحصة وغير ذلك من الطرق لنتمكن من الوقوف على حقيقة الأمر والأخذ بيد المرضى إلى بر الأمان.


فلا بد من التنبيه إلى أنه يسبق عملية اختبار الحالة المرضية بالطرق الثلاث غلبة ظن المعالج بأن المريض مصاب بحالات الوهم ويمكن أن تأتي غلبة الظن لدى المعالج من خلال معرفة كثرة تردد المريض على المعالجين وعن طريق توجيه الأسئلة فإذا غلب الظن عند المعالج أن المريض مصاب بحالات الوهم فإن المعالج يجري علية طرق الاختبار والفحص فإن هذه الطرق تبين لنا حالة الوهم أو نفيها بإذن الله تعالى.


ثانيا : توضيح استعمال هذه الطرق .


إن طريقة فحص المريض من أجل تمييز المس الشيطاني عن حالات الوهم يتم بالطرق التالية :


أولا : الطريقة الأولى( قراءة الشعر المباح)


أن يقرأ المعالج مقطوعة شعرية على المريض أو أي كلام آخر، ومن ثم ملاحظة الأعراض التي تظهر على المريض بعد ذلك فتجد بعضهم في الغالب يرتجف أو ينتفض ، وحتى إن بعضهم يصرع . والسؤال أما يحتاج المعالج الحاذق لوقفة هنا ويسأل نفسه ؟ لم هذه الأعراض التي ظهرت عند سماع ما تيسر من الشعر ؟ وهل الشعر يؤثر على الأمراض الروحية أم أن ما حصل مع المريض من أعراض سببه غير ذلك ؟ هل من الممكن أن يكون بسبب الإيحاء ؟ وهل من الممكن أيضاً أن يكون سببه أموراً نفسيةً أو عضوية؟ .


أقول وبالله التوفيق :
مما لا مجال فيه للشك أن الشعر الذي نقرأه على المريض هو من الشعر المباح ولا يمنع أن يقرأ الراقي أي كلام آخر مباح كمتن من متون الفقه والعقيدة وغير ذلك ومما لا مجال فيه للشك أنه لا يجوز لنا أن نخلط الشعر بالقران والهدف من قراءة الشعر والكلام المباح على المريض هو إيهامه أننا نقرأ عليه القران فالأصل أن يتأثر المريض بسماع القران لا الشعر لأن القران له تأثير على الشياطين وليس الشعر ولا سائر الكلام المباح.

وحتى لا نكذب على المريض فإننا لا نخبره بأننا نقرأ القرآن وإنما نحتال علية بالحيل المباحة أو بالتورية كأن نقول له ( سنقرأ عليك ) ولا نحدد له نوع القراءة فيظن أننا نقرأ علية القرآن ونحن في حقيقة الأمر نقرأ علية من الشعر أو من سائر الكلام المباح.


ثانيا : الطريقة الثانية (القراءة الصامتة)

وهي أن يضع الراقي يده على رأس المريض ، ويوهمه بأنه يقرأ عليه الرقية بقراءة صامتة وبعد ذلك يلاحظ المعالج الأعراض التي ستحدث مع المريض . وفي الغالب ستجده يرتجف ويتألم ويصرخ وستظهر عليه ما يسمى بأعراض المس والسحر ، فعندها يسأل المعالج نفسه أنا لم أقرأ شيئاً من كتاب الله فلم تحدث هذه الأعراض !!!!
ولهذا فإنني دائماً أنصح الأخوة المعالجين بأن يكون عندهم شيء من الإطلاع على الطب النفسي والعضوي ووظائف بعض أعضاء جسم الإنسان ولو الشيء اليسير .

أقول وبالله التوفيق :
وفي هذه الطريقة أوهم المريض بأنني أقرأ علية القرآن بصمت وفي حقيقة الأمر لا أقرأ علية شيئا وإنما أبقى صامتا والذي ظهر لي أنه في غالب الحالات يتأثر المريض ويرتجف وينتفض وتظهر علية حركات شبيهه تماما بالأعراض التي ظهرت عليه عند المعالجين من قبلي مما يدل هذا على أن هذه الأعراض التي ظهرت ليس لها صله بالمس الشيطاني وإنما هي من حالات الوهم .


ثالثا : الطريقة الثالثة (قراءة القران على مرافقي المريض)

وهذه الطريقة تعتبر الفيصل في الموضوع ، وهي أن نأتي بشخص من الحضور كوالد المصاب أو أخيه ، ونقول للمريض : سوف نقرأ على والدك أو أخيك ثم بعد ذلك نعود ونقرأ عليك مرة أخرى . وعندئذ يقوم المعالج بقراءة الرقية على والد أو أخ المريض فإننا سنجد الشخص المريض الذي يجلس بجوار والده أو أخيه ويستمع ويراقب بشغف ماذا سيحدث . سنجد أنه بعد انتهاء الرقية أن المريض لم يتأثر بشيء أبداً لماذا ؟

وهنا أيضاً أرى أنه من الضروري جداً أن يسأل المعالج نفسه هذه الأسئلة وهي: لماذا تأثر المريض بقراءة الشعر ؟

1. ولماذا تأثر عندما أوهمته بأنني أقرأ عليه وأنا في الواقع لم أقرأ شيئاً ؟

2. الأهم من هذا وذاك ، لماذا عندما كنت اقرأ الرقية وهو يستمع وبجوار والده أو أخيه يسمع للرقية لم يتأثر بها على الإطلاق ؟!



أقول وبالله التوفيق : 
وهنا نتحايل على المريض للنظر مدى تأثره بالقران فنقوم بقراءة القران الكريم أمامه وعلى مسامعه وذلك عند إخبار المريض بأننا سنقرأ على والده أو أخيه أو مرافقه الذي معه .

فالأصل أن المصاب بالمس الشيطاني أن يتأثر بسماع القرآن وإن لم يقرأ علية وهذا معروف ومعلوم عند جميع المعالجين فإذا تبين أن المريض لم يتأثر بقراءة القرءان رغم سماعه لعلمه ومعرفته أنه غير مخصوص بالقراءة فقد تبين أن هذا المريض مصاب بحالات الوهم وليس به مسا شيطانيا ولا شك أن هذه الطريقة الثالثة قد أكدت ما استنتجه المعالج من الطريقتين الأوليتين فالمريض تأثر بالشعر ولم يتأثر بالقرآن .

ملاحظه مهمة جدا :

يفضل للمعالج أن يعلم أهل المريض ومرافقي بطريقة التحايل على المريض من أجل تشخيص حالته وفحصها فحصا دقيقا وتمييز الوهم من المس الشيطاني وذلك يكون من خلال أي طريقة يرتأيها المعالج ومنها الإخبار المباشر قبل الجلسة بعيدا عن سماع المريض ومنها أيضا كتابة مراد المعالج على ورقات يعطيها لأهل المريض ومرافقيه مبينا فيها ماذا سيفعل مع المريض وكيفية الفحص والآثار المترتبة على الفحص حتى يراقب الأهل حالة المريض ويكونوا قناعة تامة بما ستفضي إلية طريقة الفحص مما يزيد ثقة وقناعة الأهل بالمعالج وبالنتيجة التي حصل عليها .


وأذكر مثالا على ذلك : أن يكتب المعالج على ثلاث ورقات مايلي :


يكتب في الورقة الأولى :


أنا الآن أقرأ الشعر ولا أقرأ الرقية فلماذا يتأثر المريض ويرتجف ؟!!.


(يقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض أثناء تطبيق هذه الطريقة ليكونوا على علم واطلاع بالذي يحدث ).


ويكتب المعالج بالورقة الثانية :


أنا الآن لا أقرأ شيء وإنما أوهمته أنني أقرأ عليه فلماذا يتأثر وينتفض ؟!!!.


(يقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض أثناء تطبيق هذه الطريقة ليكونوا على علم واطلاع بالذي يحدث).


ويكتب المعالج بالورقة الثالثة :

أنا الآن أقرأ الرقية الشرعية وهو يسمعها فلماذا لم يتأثر؟!!!! .

(يقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض أو أحد مرافقيه أثناء تطبيق هذه الطريقة ) .


وأخيرا :


كلمة أوجهها لأخواني المعالجين

إن كثيرا من الحالات التي ثبتت من خلال التجربة ممن يتأثرون بالشعر ولا يتأثرون بالقرآن وما أكثرها من حالات فإني أطلب من إخواني المعالجين أن يتساءلوا عن وجود مثل هذه الحالات أليست داله على وجود حالات الوهم ؟ أو حالات التمثيل لأغراض وأهداف شخصية ؟

أليس من واجب الراقي أن يكون حصيفا في معرفة الحالات ؟ وأن يميز الإصابة الحقيقية من الإصابة بالوهم ؟ فمن خلال وعي المعالجين واطلاعهم على تشابه بعض أعراض الأمراض بعضها مع بعض وفي إجراء مثل هذه الطرق الثلاث الفاحصة وغيرها من الطرق تكون العودة بالرقية إلى مفهومها الصحيح وتكون منكمشة كما كانت علية في عهد سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم .

هذا والله تعالى أعلم وأحكم والله يهديإلى سواء السبيل

وكتبة / عمر أبوجربوع
الأحد : 26/2/2012



مقدمة الشيخ قيس آل الشيخ عضو هيئة كبار العلماء لكتاب مباحث في الرقية الشرعية

مقدمة الشيخ الدكتور : 

قيس بن محمد آل الشيخ حفظه الله ورعاه

عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ولي كـل توفيق وملهم كل خير والهادي إلى كل حق ، يا ربنا لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك وبعد :

فإن الرقيةَ أَلْفَاظٌ خَاصَّةٌ يَحْدث عندها الشِّفَاءٌ من الْأَسْقام والأدْواء وَالْأسباب الْمُهْلِكَةِ بإذن الله تعالى، وكان استعمالُها شائعاً في العصر الجاهلي قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كان عرب الجزيرة العربية يسترقون طلباً للشفاء، بكلمات مخصوصة، وغالبا ما تكون من عمل المشركين ، وربَّما استرقَوا عند أهل الكتاب من اليهود أو النصارى .
والرقية في الإسلام تكون بكلام الله تعالى أوبأسمائه وصفاته أوبالمأثور من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالمأثور من كلام نبيٍّ أو مَلَك، وبالكلام المباح، ثم إن الرقية تكون للشفاء من كلِّ الأمراض والجراح والقروح والعين وغير ذلك كما قال سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء) قال القرطبي: (معناه: ونُنزِّلُ القرآنَ شفاءً، لأن كلَّ حرفٍ منه يُشفي) وقال فخر الدين الرازي: (اعلم أنَّ القرآنَ شفاءٌ من الأمراض الروحانية، وشفاءٌ أيضا من الأمراض الجسمانية)
والرقية تكون بالقراءة المجرَّدة مباشرة، وقد يكون معها نفث وتفل، مع المسح على الموضع ، أو على إصبع مُبْتلٍّ بريق، وتكون بالقراءة في إناءٍ به ماءٌ أو زيت، وتكون كذلك بالكتـابة، إما على طبق أو على ورقة نظيفين .

وقد اطلعت على كتاب "مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية" للأستاذ الفاضل والمعالج الناصح الشيخ عمر أبو جربوع، وقرأته قراءة سريعة، فسرَّني ما فيه من نصح للرقاة ودلالة على الوجه الصحيح للرقية، وما فيه من تحذير من كثير من المنكرات التي تقع كثيرٍ من الرُّقاة هداهم الله، والتنبيه على شبهات بعض الرقاة في تشخيص المسِّ .
ومن البدهيِّ في كل ما يكتبه البشر أن تكون بعض مسائله محلَّ نظر، فكلُّ ابنِ آدم خطَّاء، وقد ذكرتُ ذلك للمؤلِّف حفظه الله، والذي ظهر لي منها:

كثرةُ استشهاد المؤلف بكلام المعاصرين، والبحث العلمي يقتضي العزوَ للمتقدِّم، خاصة أنَّ مسائلَ الرقية لم يأْتِ فيها المعاصرون بجديد .

ومن ذلك ما ذكره المؤلف عن بعض المعاصرين أنَّ تعليق التميمة شرك، والذي عليه العلماءُ جواز تعليق كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال القرطبيُّ في تفسيره: (الاستشفاء بالقرآن معلَّقاً وغير معلَّق لا يكون شركاً) .

والمأمول أن ينفع الله بهذا الكتاب الرُّقاة، وأن يحوْلَ دون أنْ تُسلَب أموال الناس وتُؤكَل بالباطل، ودون أن تقع المشاكل العائلية والقطيعة بين الأرحام، بسبب كذب بعض الرُّقاة بزعمهم أن المَرْقيَّ مصابٌ بسحرٍ من أحد أقربائه أو جيرانه، وغير ذلك من الخرافات التي نسمعها صباح مساء، أسأل الله للمؤلِّف التوفيق والسداد، وأن ينفعه وينفع به .

وكتبه
قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
أستاذ الفقه وأصوله بجامعة الملك فيصل بالأحساء

التشخيص عن طريق الهاتف والمنتديات

التشخيص عن طريق الهاتف والمنتديات

جرت عادة بعض المعالجين تشخيص وعلاج الأمراض الروحية عن طريق المنتديات على الإنترنت أو الهاتف ومما يزيد هذا الأمر تفاقما جزم بعض المعالجين بنوع الإصابة عن طريق المنتديات أو عن طريق الهاتف علما بأنني دائما أنصح الأخوة والأخوات وأقول لهم أن العلاج والتشخيص أنفع ما يكون عيانا وجها لوجه فلا يستطيع أي معالج أن يجزم بنوع الإصابة من خلال المنتدى أو الهاتف فيبقى الأمر ظنيا لا أكثر من ذلك وللأسف فقد انتشر هذا الأمر عند بعض المعالجين في المنتديات حيث أوقعوا الناس في كثير من الأوهام .

ومما لا شك فيه أن كثيرا من توابع الرقية والعلاج الشرعي يحتاج إلى جلوس المريض عيانا أمام المعالج ليتسنى له دراسة حالة المريض عن كثب فقد يحتاج المعالج أن يراقب علامات وأعراض توجيه الأسئلة والرقية على المريض فقد تظهر علامات جسدية يستفيد منها المعالج في تشخيص الحالة وقد يصرع المريض أثناء الرقية فيتسنى للمعالج عيانا طرد الشيطان عن المريض والتصرف في حالة المريض ما لا يتسنى لمن يرقي عن طريق الهاتف والمنتديات فالأول ممنوع لمخاطرة التي ذكرناها والثاني مفيد لأنه من باب نشر العلم وتوعية الناس ومن ذلك وضع بعض البرامج العلاجية التي قد تكون سببا بشفاء البعض بإذن الله تعالى.
هذا والله تعالى أعلم وأحكم.

كتبه : عمرأبوجربوع

الخميس : 8/3/2012


تحميل كتاب الردود المنتقاة على شبهات الإخوة الرقاة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأحبه في الله :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم رابط كتاب :

( الردود المنتقاة على شبهات الأخوة الرقاة )

لتحميل الكتاب

لمن ليس لديه ادوبي ريدير لاستعراض الكتاب

تحميل ادوبي ريدر

ضابط التجربة في مجال العلاج بالرقية الشرعية

ضابط التجربة في مجال العلاج بالرقية الشرعية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.

أما بعد :

إن المتتبع لأحوال وأقوال وأفعال كثير من الرقاة هذه الأيام ليجد أمورا مستغربة ومستحدثة لا يرتضيها الشرع فضلا عن العقل السليم مثل :

إدعاهم حرق الجني و ادعاءهم أن حول أجسام المرضى هالات لاترى بالعين ولاتقع عليها الحواس وادعاءهم أن التحصين الشرعي فيه طاقة إيجابية مضاده للعين وأن حالات يتلبسها قبيله كامله من الجن وقيام البعض بتهديد الجني بالسكين ....إلى غير ذلك كثير مما لا مجال لذكره هنا .

ولا شك إن مثل هذه الأمورالمستحدثة والغريبة أحدثت تشويها لصورة الرقية الشرعية وتغييرا لمفهومها الصحيح حتى صارت ضربا من الخيال وأشبه بصنيع الكهان .

والملاحظ إنه إذا سئل أحدهم عن هذه الأمورليس له جواب عليها إلا قوله : ثبت لدينا بالتجربة هذه الكلمة التي سمعناها مرارا وتكرارا من الرقاة حتى أنها أصبحت شماعةيعلق عليها هؤلاء الرقاة تراهاتهم وادعاءاتهم الباطلة .
ومن هنا كان لزاما علينا بعد أن بينا خطورة هذه المسألة أن نضع بعدها ضابطا للتجربة الصحيحة التي يؤخذ ويستدل بها ويكون هذا الضابط عصمة للمسترشدين من ادعاءات هؤلاء .

أولا : إن التجربة الصحيحة يؤخذ ويستدل بها في مجال العلاج بالرقية الشرعية .


لا شك أن التجربة الصحيحة يعمل بها في مجال العلاج بالرقية الشرعية ونستدل على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا بَأسَ بالرُّقَى ما لم تَكُنْ شِرْكًا "وقوله صلى الله عليه وسلم : " من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل "وإن مدلولات هذه النصوص أن الرقية غير محصورة في أقوال وأفعال من الشارع وإنما هي من باب الاجتهاد والتجارب وهو دليل واضح وجلي على جواز الاخذ بالتجربة الصحيحة في مجال العلاج بالرقية الشرعية .

ثانيا : ضابط التجربة في مجال العلاج بالرقية الشرعية .

وحتى لا يكون ادعاء التجربة للهاب والداب في مجال العلاج بالرقية الشرعية فإنني وبإذن الله تعالى ابين لكم فيما يلي شروط التجربة الصحيحة التي يؤخذ ويستدل بها :

• أن تكون التجربة غير مخالفة لشرع الله تعالى :

فالتجارب التي تبيح للراقي كشف عورات النساء والمساس بهن أو الخلوة بهن والتجارب التي يدعي بها صاحبها علم الغيب وكذلك التجارب التي تبيح أكل النجاسات وارتكاب المحرمات فإن مثل هذه التجارب غير مقبولة في مجال العلاج بالرقية الشرعسة لمخالفتها شرع الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم : ( تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام ) .

• أن لا يترتب على التجربة أي مفاسد شرعية واجتماعية ونفسية .
فالتجربة التي تزرع الوهم والخوف في نفوس المرضى أو التي تؤدي إلى فساد ذات البين أو تؤدي إلى زيادة مرض المريض أو تؤدي إلى تعلق المرضى بأشخاص الرقاة فإن مثل هذه التجارب مرفوضة شرعا ولا يؤخذ بها .

• أن تكون التجربة واقعية لا خيالية :


فإن التجارب التي يدعي أصحابها أنهم جربوها في عالم الغيب من خلال التخاطب مع الجني وأخذ المعلومات منهم وكذلك ادعاء البعض أن حول أجسام المرضى هالات لاترى بالعين ولاتقع عليها الحواس فإن مثل هذه التجارب الغير واقعيه المبنيه على الخيالات وعالم الغيب غير مقبولة في التجربة الصحيحة كونها غير قابلة للفحص وتكون سببا لفتح باب الخرافات والأوهام عند الناس .

رابعا : أن تكون التجربة منضبطة وثابت نفعها :


يجب أن تكون التجربة منضبطة وغير مختله فكلما أجريت ثبت نفعها فإذا نجحت التجربة مرة وأخطأت مرارا فلا تكون منضبطة وحتى تكون منضبطة فلا بد ان تنجح التجربة في جميع المرات أو غالبها .

الخلاصة :

يتبين لنا فيما سبق أهمية دراسة هذه المسألة وخطورة إهمالها حيث ان مجرد ادعاء التجربة فتح الباب على مصراعيه للكذابين والدجالين والمتقولين بغير علم حتى خرجوا لنا بكلام يندى له الجبين شرعنا الحنيف كما تبين بهذه المقالة ذكر الضابط الشرعي الصحيح للتجربة حتى ينتفع بها أهل العلم والرقاة جميعا وقد اجتهد في بيانها لما لم أقف على من بينها وجلاها .
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد وقبول العمل هو ولي ذلك والقادر عليه.


وكتبه : عمر أبوجربوع
الاربعاء : 25 / 9 / 2013
الساعة الحادية عشرة صباحا

الرد على موضوع معرفة العائن عن طريق التخييل

الرد على موضوع معرفة العائن عن طريق التخييل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :

بعد اطلاعي على موضوع كان قد كتبه أحد الرقاة في منتديات الرقية الشرعية حول موضوع ( معرفة العائن ) وجدت فيما كتب هذا الراقي طرق مبتدعة في معرفة وتحديد العائن ولها تأثير سلبي على حياة المسلمين فضلا عن أنها عارية عن الصحة ثم وجدته أنه فلسف هذه الطريقه بكيفية عجيبه لا أساس لها من الصحة فبعد هذا الإطلاع وجدت أنه لزاما عليّ أن أبين ما وقع فيه من أخطاء ثم أتبع الردود بالطرق الشرعية الصحيحة المعمول بها عند العلماء الثقات .

وبعد :

أولا : تلخيص الموضوع كما ورد في المقال :

ذكر الاخ صاحب المقال طريقه وفلسفة لمعرفة العائن مفادها انطلاق المعالج من حديث سهل بن حنيف وعامر بن ربيعة وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تتهمون ) فبدأ طريقته على النحو التالي :

1- اتهام بعض الناس ممن يكونوا قد رموه بالعين .

2- جلوس المصاب في هيئية وكيفيه معينه ، مثل مد القدمي ووضع اليدين على الفخذين .

3- اختبار المتهمين واحدا تلو الآخر .

4- تخيل اسم العائن وأنه واقفا أمامه ينظر إليه مع قوله : ( ما شاء الله تبارك الله ) وتكرار هذا الأمر مع سد الأذنين في الإبهام وسد باقي الأصابع على العينين وأيضا تكرار اسم المتهم بصوت مرتفع وأيضا يتخيل المتهم وهو شاخص بصره إليه ويكرر الآية : (( ثُمّ ارجِعِ البَصَرَ كَرّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِير )) .

5- يكون اختيار المتهم الثاني بعد استراحة المصاب بعشر دقائق وهكذا دواليك.

6- ادعى بأن هذه الطريقة تؤثر على المعيون وتحدث تعبا شديد في الجسم .

7- ادعى أن المتهم الذي يسبب ضررا وتعبا أكثرفهو أكثرهم إصابة له بالعين .

8- ادعى أن تأثير العين عبارة عن أمواج تصدر من العين وتصيب المعيون .

9- ادعى أن الحسد يخرج من نفس الحاسد فإذا مات الحاسد انتهى أمر الحسد بعكس العين فإن تأثيرها لا ينتهي بموت العائن.

10- ادعى أن التحصين الشرعي فيه طاقة إيجابية مضاده للعين.


ثانيا : الرد على المقال :

قوله : في اتهام مجموعة من الناس أنهم يمكن ان يكونوا قد أصابوه بالعين فهذا لا شيء فيه وهو ثابت في السنة المطهره كما ذكرنا سابقا في حديث سهل بن حنيف ( من تتهمون ) ولكن اعتراضنا على الخطوات المذكوره بعد الاتهام..

وأما قوله : أن المعيون هو الذي يتهم ويبدأ في الاتهام فإن هذا مخالف لما ورد في الحديث
حيث أننا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستند في تحديد العائن إلى التخيلات والأوهام بل سأل سؤالاً محدداً لا لبس فيه ولا إيحاء : هل تتهمون فيه أحداً ؟ كما جاء عنه عليه أفضل الصلاة والسلام .

وقوله : في تخصيص وضعيات وهيئات معينه يفعلها المريض أثناء تطبيق هذه الطريقه حيث ذكر منها مد القدمين ووضع اليدين على الفخذين مبسوطة وسد الأذنين بالإبهام وسد العينين بباقي أصابع اليد نقول فيه : 

*- أين دليل التخصيص لهذه الوضعيات والهيئات فإن أجاب وقال أن دليله التجربه أجبناه لا بد من فلسفة وبيان أثر هذه الوضعيه في العلاج وإلافإنه يكون مجرد ادعاء .

*- طلب المعالج من المريض بسد أذنيه وعينيه والتي تعتبرمنافذ للرؤيه والسمع فحينها يفصال للمريض عن العالم الخارجي فيبدأ تأثير الإيحاء وبعدها الاتهامات والتخرصات التي لا تستند إلى دليل حيث يؤدي ذلك مفاسد شرعية عظيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله تعالى .

وقوله : في تخصيص الآية الكريمه ((فَارْجِعِ الْبَصَرَهَل تَرَى من فطور))وتكرارها وتخصيصها كأداة فحص لها تأثير في كشف المتهمين نقول فيه :

أنه أبعد النجعة فالآيه الكريمة تتحدث عن إحكام خلق الله تعالى وكونه وان الناظر فيه يعود إليه البصرمعترفا بإحكام الله لخلقه ولا أدري ما سبب اختيار هذه الآيه لإثبات العين أو الحسدوما علاقتها بذلك ؟!!!! .

وقوله : أن المتهم الذي يسبب تعبا أكثرلجسم المعيون هو أكثرهم إصابة له بالعين فيقال فيه :

أن الأخ صاحب المقال عدد العائنين على معيون واحد ثم جعل تأثيرهم عليه بدرجات متفاوته وأن شدة تأثيرهم عليه يأتي بدرجات متفاوته وأن شدة تأثير أحدهم تظهر أثناء التخيل المزعوم وهذا لا أساس له من الصحة فيستبعد وقوع مجموعة عائنين على معيون واحد ويستبعد أيضا أن تكون العين بدرجات متفاوته ويستبعد أيضا الكشف عن تأثير العين بالطريقة المزعومه وليت شعري لماذا أدخل صاحب المقال نفسه والمصاب في متاهات وزوايا ضيقة ألم يكن يكفيه أن يطلب من جميع الذين اتهمهم الاغتسال بطرق شرعيه دون حدوث أي مفسده .

وقوله : بالاستراحة للمعيون بين المتهمين عشر دقائق يقال فيه :
أن صاحب هذا القال يعترف بنفسه أن عملية التخييل عمليه غير طبيعهوتخرج الإنسان عن وضعه الطبيعي بدليل أن هذه الاستراحه هي عودة الشخص الى طبيعته الأصليه بعدعناء وهذا الأمر فيه ما فيه من الخلط والتخبط.

وقوله : أن العين عباره عن أمواج صادره عن من العائن إلى المعيون نقول فيه :

إن قوله هذا يفيد بأن الأمواج شيء مادي محسوس وهذا يحتاج إلى دليل ولذا فإنه يقول ابن القيم في الزاد " هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطيه تارة".وفي فتح الباري شرح صحيح البخاري قيل أن العين قد تكون من سم يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون .وقيل أن الذي يخرج من عين العائن سهم معنوي إن صادف البدن لا وقاية له أثر فيه وإلا لم ينفذ السهم .

وقوله أيضا : أن تأثير الحسد ينتهي بموت الحاسد في حين أن العين لا تنتهي بموت العائن فيقال فيه :
إن هذا تفريق بلا مفرق وتناقض في القول فما دام أن تأثير الحسد يكون بشيء بإمداد من النفس وأن العين تقع بإمداد خارج من العين فلماذا ينتهي هذا الإمداد بموت الحاسد ولا ينتهي بموت العائن ؟!!!! علما بأن الطريقه والكيفيه واحده .

وأما قوله : بأن الطاقه الإيجابيه مضاده للعين فيقال فيه :

أن صاحب هذا المقال يتصور أن الأذكار والتحصينات تشكل طاقة ومادة محسوسة تكون كالدرع حول الشخص صاحب التحصين فتمنع هذه الطاقه الأمواج الخارجه من العين وهذا الامر كونه لا دليل عليه أبدا فهو مخالف للتصور المعروف لدى جماهير المسلمين سلفا وخلفا بأن الأذكار تحصن صاحبها بفض معية الله تعالى وحفظه وقد تكون بسبب الملائكة لقوله تعالى : (( له معقبات من بين يده ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )) أم أن تكون الرقية مسببة لطاقة ماديه محسوسة تتشكل حول الجسد تصد أمواج عاتيه من العين فهذا من غريب القول وعجيبه ويحتاج إلى دليل بل أدله وبراهين ساطعه.

الخلاصة :


بعد هذا العرض لطريقة صاحب المقال في معرفة العائن والرد عليها تبين أن هذه الطريقة طريقة مبتدعة ليس عليها أدلة شرعية ولا تؤيدها تجربة صحيحة ولا يحكمها الواقع ولا يشهد لها العدول من الرقاة والعلماء ولا أدري لماذا أدخل نفسه ( صاحب المقال ) في هذه المداخل الكثيرة والمتشعبه والمتشابكه ولا أدري ما هو الهدف من هذا كله وكان يكفيه أخذ الأثر ممن يتهمهم بطرق شرعية صحيحة من غير حدوث مفسدة فلا يحتاج معرفة من أصابه بالعين على وجه الدقة ولا يحتاج الا تخييل واستحضار وغير ذلك من تكليف المريض فوقه طاقته وإيقاعه في الوهم والحرج فضلا على أن هذه الطريقه تفتح باب المفاسد وتدخل الأوهام على المريض .
فإن ادعى صاحب هذا المقال أو غيره بأن هذا من باب التجارب المباحه فإنا نقول له : إن التجارب التي يؤخذ بها يشترط فيها أمور ثلاثه :
1- أن تكون التجربة موافقة للشرع .
2- أن يثبت نفعها نفعا حقيقيا وليس متوهما .
3- أن لا يترتب عليها أضرارا أو مفاسد .

فهذه شروط لازمة حتى لا يدعي كل واحد أن طريقته ثابته بالتجربة ويختلط علينا الحق بالباطل .

وحتى تكتمل الفائده فإني أذكر لكم بعض أقوال العلماء فيما يتعلق بتخييل المريض للعائن :

أولا : سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن مدى صحة تخيل المريض للعائن من جراء القراءة ، أو طلب الراقي من القرين أن يخيل للمريض من أصابه بالعين ؟ 
فأجابت – حفظها الله - : ( تخيل المريض للعائن أثناء القراءة عليه وأمر القارئ له بذلك هو عمل شيطاني لا يجوز لأنه استعانة بالشياطين فهي التي تتخيل له في صورة الإنسي الذي أصابه وهذا عمل محرم لأنه استعانة بالشياطين ولأنه يسبب العداوة بين الناس ويسبب نشر الخوف والرعب بين الناس فيدخل في قوله تعالى : " وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا " ( سورة الجن – الآية 6 ) ) ( جزء من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – الفقرة الثانية – برقم ( 20361 ) وتاريخ 17 / 4 / 1419 هـ ) .
وهو بخلاف الإتهام المأمور به شرعاً في حديث عامر بن ربيعة وسهل بن حنيف المشهور حينما قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم :تتهمون له أحداً ؟

ثانيا : يقول الشيخ الدكتور ناصر العقل المدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية أصول الدين - قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - في تقديمه للكتاب الموسوم " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية " للشيخ عبدالله بن محمد السدحان : ( وما أثير أخيراً حول مسألة التخييل فقد بحثت الموضوع مع الشيخ عبدالله – يقصد مؤلف الكتاب – ووجدت تصوره شرعيا صائبا – بحمد الله – واتفقنا على أن ما يرد إلى الإنسان القارئ من تخيلات وخواطر تتعلق بأشخاص غائبين بأنهم حصل منهم ضرر على المريض من عين أو سحر أو نحوه لا أصل له شرعا ، لكن إذا تذكر المريض أو فطن لحادثة أو موقف أو كلمة أو نحو ذلك يتهم فيه أحداً بعين أو أي شيء يؤذي فهذا له أصل في الشرع من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من تتهمون " أو يكرم الله من يشاء بكرامة أو رؤيا ينتفع بها فهي من المبشرات إذا توافرت فيها الشروط الشرعية .
أما أن يتكلف القارئ التخيل ويجعله دليلاً قاطعا على التعرف على العائن أو المتسبب فهذا لا أصل له فيما أعلم بل هو مجال لعبث الجن والشياطين ) ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ - ص 11 – 12 ) .

ثالثا : يقول الدكتور محمد بن عبدالله الصغير في تعليق له على استخدام هذه الطريقة : ( وكثيراً ما يحصل بسبب ذلك خلافات عائلية وتنافر بين الزملاء والأصحاب والأهل والأقارب ، والخلل في هذه الممارسة أنها لبست لباساً شرعياً لأنها جاءت من أناس لهم انتماء للعلم الشرعي بينما هي في حقيقتها قائمة على قضية نفسية بحتة ، تعتمد مخاطبة اللاشعور بطريقة فيها شيء من الإيحاء النفسي ، ويتبين ذلك أن هذا الشخص الذي أصابته علة نفسية أو جسدية أو مالية ، هو كغيره من أفراد مجتمعنا سوف يتبادلا إلى ذهنه خلال الصدمة الأولى للمصيبة أن شخصاً ما أصابه بعين ، أو عمل له عملاً ، أو نحو ذلك ، ولكنه ربما كتم هذا الشعور وهذا التصور في نفسه ولم يبده لأحد ، خاصة إذا كان المتهم بذلك شخصاً قريباً أو زميلاً عزيزاً على النفس .
وحين يأتي المريض للمعالج ويطمأن إليه وإلى طريقته ومظهره وسمته ويبدأ معه المعالج الطريقة السابقة ( طريقة التخييل ) فإنه يفتح له مغاليق شعوره الداخلي ، فتظهر هذه المشاعر والأحاسيس والتصورات بالصورة السابقة ، فيتصور أنها ظهرت بفعل الرقية وأن الرقية فعلاً تجعل المريض يرى في مخيلته من أصابه بالعين ) ( كتاب توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – نقلاً عن كتاب "مهلاً أيها الرقاة" - ص 92 - 93 ) .

رابعا : يقول الدكتور طارق بن علي الحبيب استشاري وأستاذ مساعد الطب النفسي في كلية الطب بجامعة الملك سعود في تعليقه على طريقة التخييل : ( لقد راجعت نصوص الكتاب والسنة وما استطعت من أن أصل إليه من أقوال السلف والخلف ، وناقشت في ذلك العديد من العلماء وطلبة العلم ، فلم أجد من يعرف أصلاً لذلك بهذا الوصف الذي ذكر.
كما أنه لو استقرأنا حديث سهل بن حنيف – فإننا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستند في تحديد العائن إلى التخيلات والأوهام بل سأل سؤالاً محدداً لا لبس فيه ولا إيحاء : هل تتهمون فيه أحداً ؟ كما جاء عنه ، كما أنه أيضاً من يستقرئ شعائر الإسلام وحدوده يجد فيها الوضوح والاعتماد على الأمور القطعية الثابتة في الاتهام والعقوبة والجزاء ، وذلك لماذا ؟ كله حماية للنفوس ومنيعاً للقطيعة التي ربما أدت إلى اعتداء بعض الناس على البعض الآخر دون وجه حق ، اللهم إلا استناداً على ظنون ذلك الراقي الذي كان يغنيه عن ذلك كله الاستغناء بكتاب الله وما ثبت من الأدعية والأذكار .
وأخوف ما أخاف أن يقع مثل ذلك الراقي عن جهل منه تحت طائلة قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) ( سورة الأحزاب الآية 58 ) ، فهذه أذية للمؤمنين والمؤمنات قامت على الظن ، بل إنها في مواقف كثيرة – وقد وقفت على بعضها – أدت إلى قطيعة رحم ، وهجر الناس لبعضهم البعض ) ( محاضرة بعنوان " حوار حول الطب النفسي والرقية الشرعية " – نقلاً عن كتاب " مهلاً أيها الرقاة " - باختصار - ص 93 – 95 ) .

هذا والله تعالى أعلم وأحكم 
وكتبه عمرأبوجربوع
9/9 /2013

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...