التوضيحات الجلية لاستعمال الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب نورا وهدى وشفاء للناس ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم طبيب الأبدان والأرواح وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد :
بعد أن من الله علي وكتبت في الطرق الذهبية الثلاث في تشخيص الحالة المرضية وانتفع بها كثير من المعالجين ولله الحمد بدا لي أنه التبس على بعض المعالجين طريقة استعمالها مما أثار بعض الشبهات حولها فلما رأيت ذلك وجدت أنه لزاما علي أن أكتب هذا المقال توضيحا لاستعمال هذه الطرق الثلاث رفعا للالتباس الذي حصل خصوصا وإنني أعتبر نفسي معالجا بالرقية الشرعية ولست مجرد راقي فكما هو معلوم لدى الجميع أن عمل المعالج أعم وأشمل من عمل الراقي فالمعالج يدخل في عمله التشخيص وأيضا يكون له خبره في بعض الأمراض النفسية والعضوية ولو الشيء اليسير ويكون على اطلاع بطرق المعالجين ومدى شرعيتها فهناك الراقي وهناك مدعي الرقية .
أما الراقي فيكمن عمله في الرقية فقط حيث يستطيع كل شخص أن يكون راقيا والرقية لا تقتصر على شخص دون آخر ويمكن القول أن المعالج أكثر معرفة من الراقي.
وفيما يلي الشروع في بيان المقصود من توضيح لاستعمال الطرق الثلاث الفاحصة :
أولا : متى تستعمل هذه الطرق ؟
لا شك أن أنواع الأمراض التي تصيب الناس كثيرة جدا ومتنوعة فمنها الأمراض العضوية والعصبية والنفسية والروحية وهناك وهم يطرأ على بعض المرضى فتظهر عليه علامات المرض وهو في الحقيقة ليس بالمريض.
لذا فإنه يجب على الراقي أن يكون على قدر ومعرفه تامة في تشخيص المرض عند المريض قبل علاجه ورقيته لأن في تحديد نوع الإصابة يسهل العلاج .
وقد جعل الله تعالى إمارات وأعراض دالة على نوع المرض لذا يجب على الراقي أن يكون عنده علم بعلم وظائف جسم الإنسان وعلم بالطبي الطب النفسي ولو شيئا يسيرا فكلما كان علم الراقي أوسع وأشمل بهذه الأمور كلما كان أنفع للمريض من غيرة .
وعليه فإنه إذا ثبت للراقي أن الإصابة عضويه أو نفسية فعلى الراقي أمران...
فالأمر الأول : أن يرقي المريض بنية الشفاء من كل داء.
والثاني : أن يوجهه نحو الطبيب المختص ويفضل للراقي أن يتابع حالة المريض وأن لا يتركه .
وإذا ثبت للمعالج أن نوع الإصابة روحيه (عين ، سحر، مس ، حسد ) فينبغي على الراقي أن يعالجه بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية .
ولكن الملاحظ أن كثيرا من الحالات المرضية تبين أنها تعاني من الوهم فهي ليست مصابة بالمس الشيطاني ولا هي مريضة عضويا ولا نفسيا فمن أجل اكتشاف مثل هذه الحالات وتمييزها عن حالات المس الشيطاني فإننا نستخدم معها الطرق الثلاث الفاحصة وغير ذلك من الطرق لنتمكن من الوقوف على حقيقة الأمر والأخذ بيد المرضى إلى بر الأمان.
فلا بد من التنبيه إلى أنه يسبق عملية اختبار الحالة المرضية بالطرق الثلاث غلبة ظن المعالج بأن المريض مصاب بحالات الوهم ويمكن أن تأتي غلبة الظن لدى المعالج من خلال معرفة كثرة تردد المريض على المعالجين وعن طريق توجيه الأسئلة فإذا غلب الظن عند المعالج أن المريض مصاب بحالات الوهم فإن المعالج يجري علية طرق الاختبار والفحص فإن هذه الطرق تبين لنا حالة الوهم أو نفيها بإذن الله تعالى.
ثانيا : توضيح استعمال هذه الطرق .
إن طريقة فحص المريض من أجل تمييز المس الشيطاني عن حالات الوهم يتم بالطرق التالية :
أولا : الطريقة الأولى( قراءة الشعر المباح)
أن يقرأ المعالج مقطوعة شعرية على المريض أو أي كلام آخر، ومن ثم ملاحظة الأعراض التي تظهر على المريض بعد ذلك فتجد بعضهم في الغالب يرتجف أو ينتفض ، وحتى إن بعضهم يصرع . والسؤال أما يحتاج المعالج الحاذق لوقفة هنا ويسأل نفسه ؟ لم هذه الأعراض التي ظهرت عند سماع ما تيسر من الشعر ؟ وهل الشعر يؤثر على الأمراض الروحية أم أن ما حصل مع المريض من أعراض سببه غير ذلك ؟ هل من الممكن أن يكون بسبب الإيحاء ؟ وهل من الممكن أيضاً أن يكون سببه أموراً نفسيةً أو عضوية؟ .
أقول وبالله التوفيق :
مما لا مجال فيه للشك أن الشعر الذي نقرأه على المريض هو من الشعر المباح ولا يمنع أن يقرأ الراقي أي كلام آخر مباح كمتن من متون الفقه والعقيدة وغير ذلك ومما لا مجال فيه للشك أنه لا يجوز لنا أن نخلط الشعر بالقران والهدف من قراءة الشعر والكلام المباح على المريض هو إيهامه أننا نقرأ عليه القران فالأصل أن يتأثر المريض بسماع القران لا الشعر لأن القران له تأثير على الشياطين وليس الشعر ولا سائر الكلام المباح.
وحتى لا نكذب على المريض فإننا لا نخبره بأننا نقرأ القرآن وإنما نحتال علية بالحيل المباحة أو بالتورية كأن نقول له ( سنقرأ عليك ) ولا نحدد له نوع القراءة فيظن أننا نقرأ علية القرآن ونحن في حقيقة الأمر نقرأ علية من الشعر أو من سائر الكلام المباح.
ثانيا : الطريقة الثانية (القراءة الصامتة)
وهي أن يضع الراقي يده على رأس المريض ، ويوهمه بأنه يقرأ عليه الرقية بقراءة صامتة وبعد ذلك يلاحظ المعالج الأعراض التي ستحدث مع المريض . وفي الغالب ستجده يرتجف ويتألم ويصرخ وستظهر عليه ما يسمى بأعراض المس والسحر ، فعندها يسأل المعالج نفسه أنا لم أقرأ شيئاً من كتاب الله فلم تحدث هذه الأعراض !!!!
ولهذا فإنني دائماً أنصح الأخوة المعالجين بأن يكون عندهم شيء من الإطلاع على الطب النفسي والعضوي ووظائف بعض أعضاء جسم الإنسان ولو الشيء اليسير .
أقول وبالله التوفيق :
وفي هذه الطريقة أوهم المريض بأنني أقرأ علية القرآن بصمت وفي حقيقة الأمر لا أقرأ علية شيئا وإنما أبقى صامتا والذي ظهر لي أنه في غالب الحالات يتأثر المريض ويرتجف وينتفض وتظهر علية حركات شبيهه تماما بالأعراض التي ظهرت عليه عند المعالجين من قبلي مما يدل هذا على أن هذه الأعراض التي ظهرت ليس لها صله بالمس الشيطاني وإنما هي من حالات الوهم .
ثالثا : الطريقة الثالثة (قراءة القران على مرافقي المريض)
وهذه الطريقة تعتبر الفيصل في الموضوع ، وهي أن نأتي بشخص من الحضور كوالد المصاب أو أخيه ، ونقول للمريض : سوف نقرأ على والدك أو أخيك ثم بعد ذلك نعود ونقرأ عليك مرة أخرى . وعندئذ يقوم المعالج بقراءة الرقية على والد أو أخ المريض فإننا سنجد الشخص المريض الذي يجلس بجوار والده أو أخيه ويستمع ويراقب بشغف ماذا سيحدث . سنجد أنه بعد انتهاء الرقية أن المريض لم يتأثر بشيء أبداً لماذا ؟
وهنا أيضاً أرى أنه من الضروري جداً أن يسأل المعالج نفسه هذه الأسئلة وهي: لماذا تأثر المريض بقراءة الشعر ؟
1. ولماذا تأثر عندما أوهمته بأنني أقرأ عليه وأنا في الواقع لم أقرأ شيئاً ؟
2. الأهم من هذا وذاك ، لماذا عندما كنت اقرأ الرقية وهو يستمع وبجوار والده أو أخيه يسمع للرقية لم يتأثر بها على الإطلاق ؟!
أقول وبالله التوفيق :
وهنا نتحايل على المريض للنظر مدى تأثره بالقران فنقوم بقراءة القران الكريم أمامه وعلى مسامعه وذلك عند إخبار المريض بأننا سنقرأ على والده أو أخيه أو مرافقه الذي معه .
فالأصل أن المصاب بالمس الشيطاني أن يتأثر بسماع القرآن وإن لم يقرأ علية وهذا معروف ومعلوم عند جميع المعالجين فإذا تبين أن المريض لم يتأثر بقراءة القرءان رغم سماعه لعلمه ومعرفته أنه غير مخصوص بالقراءة فقد تبين أن هذا المريض مصاب بحالات الوهم وليس به مسا شيطانيا ولا شك أن هذه الطريقة الثالثة قد أكدت ما استنتجه المعالج من الطريقتين الأوليتين فالمريض تأثر بالشعر ولم يتأثر بالقرآن .
ملاحظه مهمة جدا :
يفضل للمعالج أن يعلم أهل المريض ومرافقي بطريقة التحايل على المريض من أجل تشخيص حالته وفحصها فحصا دقيقا وتمييز الوهم من المس الشيطاني وذلك يكون من خلال أي طريقة يرتأيها المعالج ومنها الإخبار المباشر قبل الجلسة بعيدا عن سماع المريض ومنها أيضا كتابة مراد المعالج على ورقات يعطيها لأهل المريض ومرافقيه مبينا فيها ماذا سيفعل مع المريض وكيفية الفحص والآثار المترتبة على الفحص حتى يراقب الأهل حالة المريض ويكونوا قناعة تامة بما ستفضي إلية طريقة الفحص مما يزيد ثقة وقناعة الأهل بالمعالج وبالنتيجة التي حصل عليها .
وأذكر مثالا على ذلك : أن يكتب المعالج على ثلاث ورقات مايلي :
يكتب في الورقة الأولى :
أنا الآن أقرأ الشعر ولا أقرأ الرقية فلماذا يتأثر المريض ويرتجف ؟!!.
(يقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض أثناء تطبيق هذه الطريقة ليكونوا على علم واطلاع بالذي يحدث ).
ويكتب المعالج بالورقة الثانية :
أنا الآن لا أقرأ شيء وإنما أوهمته أنني أقرأ عليه فلماذا يتأثر وينتفض ؟!!!.
(يقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض أثناء تطبيق هذه الطريقة ليكونوا على علم واطلاع بالذي يحدث).
ويكتب المعالج بالورقة الثالثة :
أنا الآن أقرأ الرقية الشرعية وهو يسمعها فلماذا لم يتأثر؟!!!! .
(يقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض أو أحد مرافقيه أثناء تطبيق هذه الطريقة ) .
وأخيرا :
كلمة أوجهها لأخواني المعالجين
إن كثيرا من الحالات التي ثبتت من خلال التجربة ممن يتأثرون بالشعر ولا يتأثرون بالقرآن وما أكثرها من حالات فإني أطلب من إخواني المعالجين أن يتساءلوا عن وجود مثل هذه الحالات أليست داله على وجود حالات الوهم ؟ أو حالات التمثيل لأغراض وأهداف شخصية ؟
أليس من واجب الراقي أن يكون حصيفا في معرفة الحالات ؟ وأن يميز الإصابة الحقيقية من الإصابة بالوهم ؟ فمن خلال وعي المعالجين واطلاعهم على تشابه بعض أعراض الأمراض بعضها مع بعض وفي إجراء مثل هذه الطرق الثلاث الفاحصة وغيرها من الطرق تكون العودة بالرقية إلى مفهومها الصحيح وتكون منكمشة كما كانت علية في عهد سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم .
هذا والله تعالى أعلم وأحكم والله يهديإلى سواء السبيل
وكتبة / عمر أبوجربوع
الأحد : 26/2/2012
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب نورا وهدى وشفاء للناس ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم طبيب الأبدان والأرواح وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد :
بعد أن من الله علي وكتبت في الطرق الذهبية الثلاث في تشخيص الحالة المرضية وانتفع بها كثير من المعالجين ولله الحمد بدا لي أنه التبس على بعض المعالجين طريقة استعمالها مما أثار بعض الشبهات حولها فلما رأيت ذلك وجدت أنه لزاما علي أن أكتب هذا المقال توضيحا لاستعمال هذه الطرق الثلاث رفعا للالتباس الذي حصل خصوصا وإنني أعتبر نفسي معالجا بالرقية الشرعية ولست مجرد راقي فكما هو معلوم لدى الجميع أن عمل المعالج أعم وأشمل من عمل الراقي فالمعالج يدخل في عمله التشخيص وأيضا يكون له خبره في بعض الأمراض النفسية والعضوية ولو الشيء اليسير ويكون على اطلاع بطرق المعالجين ومدى شرعيتها فهناك الراقي وهناك مدعي الرقية .
أما الراقي فيكمن عمله في الرقية فقط حيث يستطيع كل شخص أن يكون راقيا والرقية لا تقتصر على شخص دون آخر ويمكن القول أن المعالج أكثر معرفة من الراقي.
وفيما يلي الشروع في بيان المقصود من توضيح لاستعمال الطرق الثلاث الفاحصة :
أولا : متى تستعمل هذه الطرق ؟
لا شك أن أنواع الأمراض التي تصيب الناس كثيرة جدا ومتنوعة فمنها الأمراض العضوية والعصبية والنفسية والروحية وهناك وهم يطرأ على بعض المرضى فتظهر عليه علامات المرض وهو في الحقيقة ليس بالمريض.
لذا فإنه يجب على الراقي أن يكون على قدر ومعرفه تامة في تشخيص المرض عند المريض قبل علاجه ورقيته لأن في تحديد نوع الإصابة يسهل العلاج .
وقد جعل الله تعالى إمارات وأعراض دالة على نوع المرض لذا يجب على الراقي أن يكون عنده علم بعلم وظائف جسم الإنسان وعلم بالطبي الطب النفسي ولو شيئا يسيرا فكلما كان علم الراقي أوسع وأشمل بهذه الأمور كلما كان أنفع للمريض من غيرة .
وعليه فإنه إذا ثبت للراقي أن الإصابة عضويه أو نفسية فعلى الراقي أمران...
فالأمر الأول : أن يرقي المريض بنية الشفاء من كل داء.
والثاني : أن يوجهه نحو الطبيب المختص ويفضل للراقي أن يتابع حالة المريض وأن لا يتركه .
وإذا ثبت للمعالج أن نوع الإصابة روحيه (عين ، سحر، مس ، حسد ) فينبغي على الراقي أن يعالجه بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية .
ولكن الملاحظ أن كثيرا من الحالات المرضية تبين أنها تعاني من الوهم فهي ليست مصابة بالمس الشيطاني ولا هي مريضة عضويا ولا نفسيا فمن أجل اكتشاف مثل هذه الحالات وتمييزها عن حالات المس الشيطاني فإننا نستخدم معها الطرق الثلاث الفاحصة وغير ذلك من الطرق لنتمكن من الوقوف على حقيقة الأمر والأخذ بيد المرضى إلى بر الأمان.
فلا بد من التنبيه إلى أنه يسبق عملية اختبار الحالة المرضية بالطرق الثلاث غلبة ظن المعالج بأن المريض مصاب بحالات الوهم ويمكن أن تأتي غلبة الظن لدى المعالج من خلال معرفة كثرة تردد المريض على المعالجين وعن طريق توجيه الأسئلة فإذا غلب الظن عند المعالج أن المريض مصاب بحالات الوهم فإن المعالج يجري علية طرق الاختبار والفحص فإن هذه الطرق تبين لنا حالة الوهم أو نفيها بإذن الله تعالى.
ثانيا : توضيح استعمال هذه الطرق .
إن طريقة فحص المريض من أجل تمييز المس الشيطاني عن حالات الوهم يتم بالطرق التالية :
أولا : الطريقة الأولى( قراءة الشعر المباح)
أن يقرأ المعالج مقطوعة شعرية على المريض أو أي كلام آخر، ومن ثم ملاحظة الأعراض التي تظهر على المريض بعد ذلك فتجد بعضهم في الغالب يرتجف أو ينتفض ، وحتى إن بعضهم يصرع . والسؤال أما يحتاج المعالج الحاذق لوقفة هنا ويسأل نفسه ؟ لم هذه الأعراض التي ظهرت عند سماع ما تيسر من الشعر ؟ وهل الشعر يؤثر على الأمراض الروحية أم أن ما حصل مع المريض من أعراض سببه غير ذلك ؟ هل من الممكن أن يكون بسبب الإيحاء ؟ وهل من الممكن أيضاً أن يكون سببه أموراً نفسيةً أو عضوية؟ .
أقول وبالله التوفيق :
مما لا مجال فيه للشك أن الشعر الذي نقرأه على المريض هو من الشعر المباح ولا يمنع أن يقرأ الراقي أي كلام آخر مباح كمتن من متون الفقه والعقيدة وغير ذلك ومما لا مجال فيه للشك أنه لا يجوز لنا أن نخلط الشعر بالقران والهدف من قراءة الشعر والكلام المباح على المريض هو إيهامه أننا نقرأ عليه القران فالأصل أن يتأثر المريض بسماع القران لا الشعر لأن القران له تأثير على الشياطين وليس الشعر ولا سائر الكلام المباح.
وحتى لا نكذب على المريض فإننا لا نخبره بأننا نقرأ القرآن وإنما نحتال علية بالحيل المباحة أو بالتورية كأن نقول له ( سنقرأ عليك ) ولا نحدد له نوع القراءة فيظن أننا نقرأ علية القرآن ونحن في حقيقة الأمر نقرأ علية من الشعر أو من سائر الكلام المباح.
ثانيا : الطريقة الثانية (القراءة الصامتة)
وهي أن يضع الراقي يده على رأس المريض ، ويوهمه بأنه يقرأ عليه الرقية بقراءة صامتة وبعد ذلك يلاحظ المعالج الأعراض التي ستحدث مع المريض . وفي الغالب ستجده يرتجف ويتألم ويصرخ وستظهر عليه ما يسمى بأعراض المس والسحر ، فعندها يسأل المعالج نفسه أنا لم أقرأ شيئاً من كتاب الله فلم تحدث هذه الأعراض !!!!
ولهذا فإنني دائماً أنصح الأخوة المعالجين بأن يكون عندهم شيء من الإطلاع على الطب النفسي والعضوي ووظائف بعض أعضاء جسم الإنسان ولو الشيء اليسير .
أقول وبالله التوفيق :
وفي هذه الطريقة أوهم المريض بأنني أقرأ علية القرآن بصمت وفي حقيقة الأمر لا أقرأ علية شيئا وإنما أبقى صامتا والذي ظهر لي أنه في غالب الحالات يتأثر المريض ويرتجف وينتفض وتظهر علية حركات شبيهه تماما بالأعراض التي ظهرت عليه عند المعالجين من قبلي مما يدل هذا على أن هذه الأعراض التي ظهرت ليس لها صله بالمس الشيطاني وإنما هي من حالات الوهم .
ثالثا : الطريقة الثالثة (قراءة القران على مرافقي المريض)
وهذه الطريقة تعتبر الفيصل في الموضوع ، وهي أن نأتي بشخص من الحضور كوالد المصاب أو أخيه ، ونقول للمريض : سوف نقرأ على والدك أو أخيك ثم بعد ذلك نعود ونقرأ عليك مرة أخرى . وعندئذ يقوم المعالج بقراءة الرقية على والد أو أخ المريض فإننا سنجد الشخص المريض الذي يجلس بجوار والده أو أخيه ويستمع ويراقب بشغف ماذا سيحدث . سنجد أنه بعد انتهاء الرقية أن المريض لم يتأثر بشيء أبداً لماذا ؟
وهنا أيضاً أرى أنه من الضروري جداً أن يسأل المعالج نفسه هذه الأسئلة وهي: لماذا تأثر المريض بقراءة الشعر ؟
1. ولماذا تأثر عندما أوهمته بأنني أقرأ عليه وأنا في الواقع لم أقرأ شيئاً ؟
2. الأهم من هذا وذاك ، لماذا عندما كنت اقرأ الرقية وهو يستمع وبجوار والده أو أخيه يسمع للرقية لم يتأثر بها على الإطلاق ؟!
أقول وبالله التوفيق :
وهنا نتحايل على المريض للنظر مدى تأثره بالقران فنقوم بقراءة القران الكريم أمامه وعلى مسامعه وذلك عند إخبار المريض بأننا سنقرأ على والده أو أخيه أو مرافقه الذي معه .
فالأصل أن المصاب بالمس الشيطاني أن يتأثر بسماع القرآن وإن لم يقرأ علية وهذا معروف ومعلوم عند جميع المعالجين فإذا تبين أن المريض لم يتأثر بقراءة القرءان رغم سماعه لعلمه ومعرفته أنه غير مخصوص بالقراءة فقد تبين أن هذا المريض مصاب بحالات الوهم وليس به مسا شيطانيا ولا شك أن هذه الطريقة الثالثة قد أكدت ما استنتجه المعالج من الطريقتين الأوليتين فالمريض تأثر بالشعر ولم يتأثر بالقرآن .
ملاحظه مهمة جدا :
يفضل للمعالج أن يعلم أهل المريض ومرافقي بطريقة التحايل على المريض من أجل تشخيص حالته وفحصها فحصا دقيقا وتمييز الوهم من المس الشيطاني وذلك يكون من خلال أي طريقة يرتأيها المعالج ومنها الإخبار المباشر قبل الجلسة بعيدا عن سماع المريض ومنها أيضا كتابة مراد المعالج على ورقات يعطيها لأهل المريض ومرافقيه مبينا فيها ماذا سيفعل مع المريض وكيفية الفحص والآثار المترتبة على الفحص حتى يراقب الأهل حالة المريض ويكونوا قناعة تامة بما ستفضي إلية طريقة الفحص مما يزيد ثقة وقناعة الأهل بالمعالج وبالنتيجة التي حصل عليها .
وأذكر مثالا على ذلك : أن يكتب المعالج على ثلاث ورقات مايلي :
يكتب في الورقة الأولى :
أنا الآن أقرأ الشعر ولا أقرأ الرقية فلماذا يتأثر المريض ويرتجف ؟!!.
(يقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض أثناء تطبيق هذه الطريقة ليكونوا على علم واطلاع بالذي يحدث ).
ويكتب المعالج بالورقة الثانية :
أنا الآن لا أقرأ شيء وإنما أوهمته أنني أقرأ عليه فلماذا يتأثر وينتفض ؟!!!.
(يقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض أثناء تطبيق هذه الطريقة ليكونوا على علم واطلاع بالذي يحدث).
ويكتب المعالج بالورقة الثالثة :
أنا الآن أقرأ الرقية الشرعية وهو يسمعها فلماذا لم يتأثر؟!!!! .
(يقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض أو أحد مرافقيه أثناء تطبيق هذه الطريقة ) .
وأخيرا :
كلمة أوجهها لأخواني المعالجين
إن كثيرا من الحالات التي ثبتت من خلال التجربة ممن يتأثرون بالشعر ولا يتأثرون بالقرآن وما أكثرها من حالات فإني أطلب من إخواني المعالجين أن يتساءلوا عن وجود مثل هذه الحالات أليست داله على وجود حالات الوهم ؟ أو حالات التمثيل لأغراض وأهداف شخصية ؟
أليس من واجب الراقي أن يكون حصيفا في معرفة الحالات ؟ وأن يميز الإصابة الحقيقية من الإصابة بالوهم ؟ فمن خلال وعي المعالجين واطلاعهم على تشابه بعض أعراض الأمراض بعضها مع بعض وفي إجراء مثل هذه الطرق الثلاث الفاحصة وغيرها من الطرق تكون العودة بالرقية إلى مفهومها الصحيح وتكون منكمشة كما كانت علية في عهد سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم .
هذا والله تعالى أعلم وأحكم والله يهديإلى سواء السبيل
وكتبة / عمر أبوجربوع
الأحد : 26/2/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق