اعتقاد بعض الأخوة الرقاة بأن كل ما ينطق على لسان المريض أثناء سماع الرقية هو من الجن !!
الجواب :
مع احترامنا لكل رأي أو فكرة يحملها الإنسان المدرك أقول : إذا التبست علينا الموضوعات وتعذر استيعابها نظراً لوجود تناقض في الآراء حولها بين مقر ومنكر , فإن من العلم أن نأخذ عندئذٍ بالرأي الذي يستند إلى الأدلة العلمية سواء كانت من علم الشريعة الإسلامية أو من العلم المادي الذي يؤيده الواقع والتجربة , ونرفض الرأي الذي يعتمد الظن والتأويل بلا دليل ولا يوافق الواقع ولا تؤيده التجربة والحس .
وعليه فإنني أقول بأنه ليس كل ما ينطق بلسان المصاب أثناء القراءة يشترط أن يكون من الجن أو السحر ، بدليل أننا لو نظرنا للأطفال حينما ترتفع درجة حرارة جسم أحدهم تجده يتكلم بكلام غريب لم يصدر منه من قبل وتجده يرى أشياء أمامه ويقول هذا هو هذا هو . والحق أن هذا فقط بسبب ارتفاع درجة الحرارة . وثمة دليلٌ آخر ما نجده من الشخص بعد العملية الجراحية وقبل الاستيقاظ من المخدر تجد بعضهم يقرأ القران وآخر يتكلم بالحب والغزل .
حتى إنني سمعت أن الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين أعطى خطبة كاملة وهو فاقد الوعي ، وذلك نقلاً عن أحد أبناء الشيخ محمد بن العثيمين - رحمه الله - أنه في الفترة التي اشتد فيها الألم على الشيخ في رمضان أصابت الشيخ غيبوبة لفترة محدودة كان الشيخ - رحمه الله - لا يدري حينها عن أية مخلوق .
يقول ابن الشيخ : إنه في تلك الليلة أخذ الشيخ وهو في غيبوبته يتحدث عن خطر الغيبة والنميمة ويذكر الآيات ويسرد الأحاديث تماماً كما لو أنه يلقي محاضرةً أو درساً . قال ابن الشيخ : والله لو سجلت ما قاله لكان درساً عظيماً في بابه ، فسبحان الله ، عرفوا الله في الرخاء والشدة ، وأحبوا العلم والتعليم فكان جزءاً لا يتجزأ من وعيهم ولا وعيهم . رحمك الله يا فقيد العلم . [1]
يقول الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي حفظه الله تعالى أن هناك فرق دقيق يستطيع المعالج من خلاله أن يفرق بين الحالة النفسية والمس الشيطاني يقول حفظه الله تعالى :
إذا تكلم الجني على لسان الإنسي ، وبعد ما استفاق الإنسي من غيبوبته نسأله هل شعرت بشيء ؟ أو هل تكلمت بشيء ؟ فيقول : أسمع الكلام يخرج مني من دون إرادتي ولا أستطيع أن أتكلم فنعرف أنها نفسيه .
وأما إذا نطق على لسانه والمريض في غيبوبة تامة ثم استفاق من غيبوبته وسألته هل تكلمت بشيء ؟ وهل سمعت شيء ؟ فقال : لم أتكلم بشيء ولم أسمع شيء ، فهذا دليل على أن الذي نطق جني فعلاً . [2]
إذاً ليس كل ما ينطق على اللسان يُشترط أن يكون بسبب الجني ، وكما أشرت من قبل أنه حينما كنا نختبر المرضى ونقرأ عليهم شعراً كنا نرى بعضهم ينتفضون ويتكلمون بكلام بغير إرادتهم .
[1]. المصدر: كتاب صفحات مشرقة من حياة الشيخ العثيمين رحمه الله . وهذه القصة سمعتها من أحد طلبة العلم من المملكة العربية السعودية كان قد سمعها من أحد أبناء الشيخ رحمه الله تعالى .
[2]. قاله فضيلة الشيخ وحيد حفظه الله تعالى في مكالمة هاتفيه جرت بيني وبينه.
من كتاب الردود المنتقاة على شبهاة الأخوة الرقاة / عمرابوجربوع
الجواب :
مع احترامنا لكل رأي أو فكرة يحملها الإنسان المدرك أقول : إذا التبست علينا الموضوعات وتعذر استيعابها نظراً لوجود تناقض في الآراء حولها بين مقر ومنكر , فإن من العلم أن نأخذ عندئذٍ بالرأي الذي يستند إلى الأدلة العلمية سواء كانت من علم الشريعة الإسلامية أو من العلم المادي الذي يؤيده الواقع والتجربة , ونرفض الرأي الذي يعتمد الظن والتأويل بلا دليل ولا يوافق الواقع ولا تؤيده التجربة والحس .
وعليه فإنني أقول بأنه ليس كل ما ينطق بلسان المصاب أثناء القراءة يشترط أن يكون من الجن أو السحر ، بدليل أننا لو نظرنا للأطفال حينما ترتفع درجة حرارة جسم أحدهم تجده يتكلم بكلام غريب لم يصدر منه من قبل وتجده يرى أشياء أمامه ويقول هذا هو هذا هو . والحق أن هذا فقط بسبب ارتفاع درجة الحرارة . وثمة دليلٌ آخر ما نجده من الشخص بعد العملية الجراحية وقبل الاستيقاظ من المخدر تجد بعضهم يقرأ القران وآخر يتكلم بالحب والغزل .
حتى إنني سمعت أن الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين أعطى خطبة كاملة وهو فاقد الوعي ، وذلك نقلاً عن أحد أبناء الشيخ محمد بن العثيمين - رحمه الله - أنه في الفترة التي اشتد فيها الألم على الشيخ في رمضان أصابت الشيخ غيبوبة لفترة محدودة كان الشيخ - رحمه الله - لا يدري حينها عن أية مخلوق .
يقول ابن الشيخ : إنه في تلك الليلة أخذ الشيخ وهو في غيبوبته يتحدث عن خطر الغيبة والنميمة ويذكر الآيات ويسرد الأحاديث تماماً كما لو أنه يلقي محاضرةً أو درساً . قال ابن الشيخ : والله لو سجلت ما قاله لكان درساً عظيماً في بابه ، فسبحان الله ، عرفوا الله في الرخاء والشدة ، وأحبوا العلم والتعليم فكان جزءاً لا يتجزأ من وعيهم ولا وعيهم . رحمك الله يا فقيد العلم . [1]
يقول الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي حفظه الله تعالى أن هناك فرق دقيق يستطيع المعالج من خلاله أن يفرق بين الحالة النفسية والمس الشيطاني يقول حفظه الله تعالى :
إذا تكلم الجني على لسان الإنسي ، وبعد ما استفاق الإنسي من غيبوبته نسأله هل شعرت بشيء ؟ أو هل تكلمت بشيء ؟ فيقول : أسمع الكلام يخرج مني من دون إرادتي ولا أستطيع أن أتكلم فنعرف أنها نفسيه .
وأما إذا نطق على لسانه والمريض في غيبوبة تامة ثم استفاق من غيبوبته وسألته هل تكلمت بشيء ؟ وهل سمعت شيء ؟ فقال : لم أتكلم بشيء ولم أسمع شيء ، فهذا دليل على أن الذي نطق جني فعلاً . [2]
إذاً ليس كل ما ينطق على اللسان يُشترط أن يكون بسبب الجني ، وكما أشرت من قبل أنه حينما كنا نختبر المرضى ونقرأ عليهم شعراً كنا نرى بعضهم ينتفضون ويتكلمون بكلام بغير إرادتهم .
[1]. المصدر: كتاب صفحات مشرقة من حياة الشيخ العثيمين رحمه الله . وهذه القصة سمعتها من أحد طلبة العلم من المملكة العربية السعودية كان قد سمعها من أحد أبناء الشيخ رحمه الله تعالى .
[2]. قاله فضيلة الشيخ وحيد حفظه الله تعالى في مكالمة هاتفيه جرت بيني وبينه.
من كتاب الردود المنتقاة على شبهاة الأخوة الرقاة / عمرابوجربوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق