تهويل بعض المعالجين في إدعاء مس الشياطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
لقد من الله عليَ وأن كتبت كتابا يتضمن نصائح وإرشادات للمعالجين في الرقية الشرعية وكنت قد ذكرت نصيحة للمعالجين معناها أن جل ما يدعونه من حالات المس الشيطاني غير صحيح وكنت قد ذكرت أن نسبة تسعين بالمائة من الحالات ليس بها مس شيطاني وإنما يعود ذلك لأسباب أخرى كالأمراض النفسية المتعددة ومنها حالات الوهم ومنها حالات الاحتيال حيث يحتال بعض المرضى في حصول مرادهم عن طريق التمثيل على الناس أو على ذويهم ليحققوا مآربهم .
ثم بعد ذلك رأيت غضب بعض المعالجين من قولي هذا وحنقهم على ما ذكرت من نسبة تصل إلى تسعين بالمائة فقد دعاني ذلك أن أوضح في مقالي هذا صحة النسبة التي وأن أشفع ذلك بتأييد العلماء وأن أبين ما قلت هو الحق الذي لا محادة عنه رضي من رضي وأعرض من أعرض وإنه لا سبيل لإخفاء الحقائق عن الناس وفي ذلك رد الأمور إلى ما كان علية الأمر في عهد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم حيث كانت حالات المس الشيطاني قليلة ونادرة.
أولا : الناظر في الحالات التي قيل أن فيها مسا شيطانيا تبين من خلال التجربة الطويلة في معالجة المرضى تعود إلى حالات الاحتيال والقصص في ذلك كثيرة.
ثانيا : تبين أن كثيرا من الحالات تعود إلى الوهم الذي ألصقه بعض المعالجين في عقول المرضى وهم في حقيقة الأمر ليسوا بمرضى أصلا ومما يدل على ذلك أن أمثال هؤلاء بعد نزع الوهم من عقولهم ورفع معنوياتهم وتعزيز الثقة عندهم بأنهم غير مرضى نراهم يتحسنون وتعود عليهم العافية .
ثالثا : تبين أن كثيرا من الحالات تعود إلى الأمراض النفسية ومصداق ذلك أن كثيرا من المرضى بعد أن أصابهم اليأس من علاج الرقاة وتوجههم إلى العلاج النفسي وأخذهم الدواء شفاهم الله تعالى مما يعانون.
رابعا : إن الناظر في تاريخ سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم ليجد أن نسبة حالات المس الشيطاني قليلة جدا ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانت حالات المس الشيطاني تعد على رؤوس الأصابع وكذلك في عهد الصحابة والقرون الخيرة من قبل وليس كما يدعي بعض المعالجين أن نسبة المس الشيطاني في عصرنا هذا تصل إلى تسعين بالمائة مما يدل على التهويل في هذا الأمر والله المستعان.
خامسا : تأييد العلماء لندرة حالات المس الشيطاني وعدم رضاهم بنسبة المهولين من المعالجين وفيما يلي بعضا من أقوالهم تأييدا لما ذكرت :
* يقول فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء :
انتقد الرقاة، الذين «يعبثون بصحة الناس»، قائلاً: «من واقع عملي في دار الإفتاء، أعرف أن أكثر من 90 في المئة من الأمراض التي يقول عنها الرقاة غير صحيحة، بل هي أمراض نفسية».
* يقول فضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى في نصيحة قدمها للمعالجين بالقران الكريم فال فيها :
أرجوا أن تكون الرسالة قد وصلت، وأن الحل الحقيقي -بجانب الالتزام بالشرع في هذه الأشياء كلها- لهذه الظاهرة أن تنكمش، وأن تعود إلى الحجم الذي كانت عليه،وعلينا أن نعلم أن هناك مساً جنياً، لكن ليس كل الحالات تعتبر مساً، فقد تكون ناتجة عن وهم، أو حالات هستيريا، أو خيال يسيطر على الإنسان، أو نتيجة عن حفظ الأدوار وإتقان تمثيلها احتيالاً؛فينبغي دلالة هؤلاء الناس على الطريق الصحيح. (جزء من محضرته بعنوان وقفة مع الجن).
* في مقابلتي لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الجبرين حفظه الله تعالى في مكتبة والتي استمرت أكثر من ساعة قال لي أنهأكثر من خمس وتسعون بالمائةليس بهم جني .
سادسا : إن النسبة التي ذكرت من أن تسعين بالمائة من الحالات المدعاة بريئة من المس الشيطاني لا ترضي أهل الجشع والطمع من بعض المعالجين الذين يتمنوا كثرة الحالات ليملئون جيوبهم على حساب خلق الله.
سابعا : تراجع كثير من المعالجين القدامى بالرقية الشرعية عما كانوا يعتقدونه فقد تراجعوا عن إدعاء أن كثير من الحالات مصابة بالمس الشيطاني وهذا من المبشرات التي تدل أن الحال سيعود إلى ما كان علية في عهد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم وهذا أيضا يبين ويظهر الشيطان على حقيقته الأصلية التي أخبرنا الله تعالى عنها (( إن كيد الشيطان كان ضعيفا)).
بل إن بعض هؤلاء الأفاضل انبروا ينصحون المعالجين أن لا يهولوا الأمر وأن يتريثوا في نسبة الحالات المرضية للمس الشيطاني.
وما نشرته من نصائح وحقائق تتضمن نسبة التهويل عند بعض المعالجين ما هي إلا حقيقة التبست على كثير من الناس وحاول أن يستغلها البعض لمصالحهم الشخصية والحق أحق أن يتبع.
وأرى أن نشر هذا الحق وهذه النسبة التي ذكرها كثير من العلماء وكثير من المعالجين ليس فيها تهوين من أمر الرقية الشرعية وإنما يعيد الرقية إلى مفهومه الصحيح والتعامل بها على الوجه المطلوب .
كتبة / عمرأبوجربوع
الاثنين الموافق : 20/2/2012
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
لقد من الله عليَ وأن كتبت كتابا يتضمن نصائح وإرشادات للمعالجين في الرقية الشرعية وكنت قد ذكرت نصيحة للمعالجين معناها أن جل ما يدعونه من حالات المس الشيطاني غير صحيح وكنت قد ذكرت أن نسبة تسعين بالمائة من الحالات ليس بها مس شيطاني وإنما يعود ذلك لأسباب أخرى كالأمراض النفسية المتعددة ومنها حالات الوهم ومنها حالات الاحتيال حيث يحتال بعض المرضى في حصول مرادهم عن طريق التمثيل على الناس أو على ذويهم ليحققوا مآربهم .
ثم بعد ذلك رأيت غضب بعض المعالجين من قولي هذا وحنقهم على ما ذكرت من نسبة تصل إلى تسعين بالمائة فقد دعاني ذلك أن أوضح في مقالي هذا صحة النسبة التي وأن أشفع ذلك بتأييد العلماء وأن أبين ما قلت هو الحق الذي لا محادة عنه رضي من رضي وأعرض من أعرض وإنه لا سبيل لإخفاء الحقائق عن الناس وفي ذلك رد الأمور إلى ما كان علية الأمر في عهد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم حيث كانت حالات المس الشيطاني قليلة ونادرة.
أولا : الناظر في الحالات التي قيل أن فيها مسا شيطانيا تبين من خلال التجربة الطويلة في معالجة المرضى تعود إلى حالات الاحتيال والقصص في ذلك كثيرة.
ثانيا : تبين أن كثيرا من الحالات تعود إلى الوهم الذي ألصقه بعض المعالجين في عقول المرضى وهم في حقيقة الأمر ليسوا بمرضى أصلا ومما يدل على ذلك أن أمثال هؤلاء بعد نزع الوهم من عقولهم ورفع معنوياتهم وتعزيز الثقة عندهم بأنهم غير مرضى نراهم يتحسنون وتعود عليهم العافية .
ثالثا : تبين أن كثيرا من الحالات تعود إلى الأمراض النفسية ومصداق ذلك أن كثيرا من المرضى بعد أن أصابهم اليأس من علاج الرقاة وتوجههم إلى العلاج النفسي وأخذهم الدواء شفاهم الله تعالى مما يعانون.
رابعا : إن الناظر في تاريخ سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم ليجد أن نسبة حالات المس الشيطاني قليلة جدا ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانت حالات المس الشيطاني تعد على رؤوس الأصابع وكذلك في عهد الصحابة والقرون الخيرة من قبل وليس كما يدعي بعض المعالجين أن نسبة المس الشيطاني في عصرنا هذا تصل إلى تسعين بالمائة مما يدل على التهويل في هذا الأمر والله المستعان.
خامسا : تأييد العلماء لندرة حالات المس الشيطاني وعدم رضاهم بنسبة المهولين من المعالجين وفيما يلي بعضا من أقوالهم تأييدا لما ذكرت :
* يقول فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء :
انتقد الرقاة، الذين «يعبثون بصحة الناس»، قائلاً: «من واقع عملي في دار الإفتاء، أعرف أن أكثر من 90 في المئة من الأمراض التي يقول عنها الرقاة غير صحيحة، بل هي أمراض نفسية».
* يقول فضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى في نصيحة قدمها للمعالجين بالقران الكريم فال فيها :
أرجوا أن تكون الرسالة قد وصلت، وأن الحل الحقيقي -بجانب الالتزام بالشرع في هذه الأشياء كلها- لهذه الظاهرة أن تنكمش، وأن تعود إلى الحجم الذي كانت عليه،وعلينا أن نعلم أن هناك مساً جنياً، لكن ليس كل الحالات تعتبر مساً، فقد تكون ناتجة عن وهم، أو حالات هستيريا، أو خيال يسيطر على الإنسان، أو نتيجة عن حفظ الأدوار وإتقان تمثيلها احتيالاً؛فينبغي دلالة هؤلاء الناس على الطريق الصحيح. (جزء من محضرته بعنوان وقفة مع الجن).
* في مقابلتي لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الجبرين حفظه الله تعالى في مكتبة والتي استمرت أكثر من ساعة قال لي أنهأكثر من خمس وتسعون بالمائةليس بهم جني .
سادسا : إن النسبة التي ذكرت من أن تسعين بالمائة من الحالات المدعاة بريئة من المس الشيطاني لا ترضي أهل الجشع والطمع من بعض المعالجين الذين يتمنوا كثرة الحالات ليملئون جيوبهم على حساب خلق الله.
سابعا : تراجع كثير من المعالجين القدامى بالرقية الشرعية عما كانوا يعتقدونه فقد تراجعوا عن إدعاء أن كثير من الحالات مصابة بالمس الشيطاني وهذا من المبشرات التي تدل أن الحال سيعود إلى ما كان علية في عهد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم وهذا أيضا يبين ويظهر الشيطان على حقيقته الأصلية التي أخبرنا الله تعالى عنها (( إن كيد الشيطان كان ضعيفا)).
بل إن بعض هؤلاء الأفاضل انبروا ينصحون المعالجين أن لا يهولوا الأمر وأن يتريثوا في نسبة الحالات المرضية للمس الشيطاني.
وما نشرته من نصائح وحقائق تتضمن نسبة التهويل عند بعض المعالجين ما هي إلا حقيقة التبست على كثير من الناس وحاول أن يستغلها البعض لمصالحهم الشخصية والحق أحق أن يتبع.
وأرى أن نشر هذا الحق وهذه النسبة التي ذكرها كثير من العلماء وكثير من المعالجين ليس فيها تهوين من أمر الرقية الشرعية وإنما يعيد الرقية إلى مفهومه الصحيح والتعامل بها على الوجه المطلوب .
كتبة / عمرأبوجربوع
الاثنين الموافق : 20/2/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق