الاثنين، 26 نوفمبر 2012

يدعي بأن هناك من البشر من يسكن جسمه قبيلة كاملة من الجن!!! السحيم


بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

وبعد :

السؤال : 
يدعي بعض المعالجين بأنه يعرف حالات مصابه بالمس الشيطاني يتلبسها قبيلة كاملة من الجن ويدعي أنه يعرف عدد الجن الساكن في الجسد وييقول أيضا أنه من الضروري جدا معرفة اسمه و ديانته و نوعه و اسم الساحر الذي ارسله و مهمته التي ارسل من اجلها و هل حضر معه جن اخرون و كم عددهم وهكذا.
ويضيف هذا الرجل قائلا : حاورت ولله الحمد عدة مئات من مختلف انواع الجن فلم يكذب علي واحد منهم وقد تأكدت من المعلومات المعطاه منهم بطرق اخر.
ويقول أيضا : بعد حوارات عديده مع الجن المتلبس شملت مختلف انواع الجن المعروفه و الغير معروفه و مختلف الاعمار من 70 و حتى ثلاثة الاف سنه.
وأخيرا شيخي الفاضل ما رأيكم بمثل هذا الكلام هل يتم نشره بين الناس أم أنه يحذر منه. 
وبارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين .
أخوكم في الله عمرأبوجربوع.

الجواب : لفضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم حفظه الله تعالى

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

كثير من هذه المعلومات المذكورة لا سبيل إلى إثباتها يَقِينا ؛ لأن الجن عالَم خَفِيّ .
فلا يُمكن إثبات أن أعمارهم بآلاف السنين ، إلاّ بِنصٍّ صحيح . 

وسُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : 
هل الجن يموتون كالإنس ويدفنون ؟ وهل يشملهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين " ..........إلخ ؟
فأجاب علماؤنا : 
الْجِنّ يَمُوتون كالإنس ؛ لعموم قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) ، وأما تقدير أعمارهم فالظاهر أنه يَعمّهم الحديث المذكور ؛ لأنهم مِن جُملة الأمة في عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لعموم قوله: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) وقوله تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) إلخ السورة . اهـ . 

وقد يُستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا ، لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ . رواه البخاري ومسلم . 
وفي رواية : قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَوَهَلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ ، فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَنْ مِئَةِ سَنَةٍ ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ ، يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ .
وهذا عام في الإنس والْجِنّ . 

وَقَدْ سَأَلَ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ تَعْمِيرِ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ ، وَأَنَّهُمَا بَاقِيَانِ يَرَيَانِ ، وَيُرْوَى عَنْهُمَا ، فَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ : مَنْ أَحَالَ عَلَى غَائِبٍ لَمْ يُنْصِفْ مِنْهُ ؛ وَمَا أَلْقَى هَذَا إلاَّ شَيْطَانٌ !

وعلى مَن يقول خِلاف ذلك أن يُثبِت قوله بالدليل الصحيح الصريح السالِم مِن الْمُعَارِض . 

كما لا يُمكن القول بأن قبيلة مِن الجن تسكن بَدَن الْمَمْسُوس ، ولا سبيل إلى تأكيد ذلك يَقِينا ؛ لأن الخبر عن شيطان !
وإخبار شياطين الجن يَحُفُّها الكذب ، فالقول بأنه حاوَر (عدة مئات من مختلف أنواع الجن فلم يكذب عليّ واحد منهم وقد تأكدت من المعلومات المعطاة منهم بطرق أخرى) غير صحيح ، بل هو أقرب إلى الكَذب ، فإن الكَذِب هو الأصل في الشياطين ، لقوله عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة رضي الله عنه : أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ . رواه البخاري . 
فالجني قد أخبر أبا هريرة رضي الله عنه ثلاث مرّات بِخِلاف الواقِع ، وفي كل مرّة يَكذب عليه . 
وما كان الصحابة رضي الله عنهم يَقطعون بِصِدق الجن حتى يُخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن ذلك حقّ وصِدْق . 
فَعَن محمد بن أُبَيّ بن كعب عن أبيه رضي الله عنه أنه كان له جرن مِن تمر ، فكان ينقص ، فَحَرَسه ذات ليلة ، فإذا هو بِدابّة شِبه الغلام الْمُحْتَلِم ، فَسَلّم عليه ، فَرَدّ عليه السلام ، فقال : ما أنت ، جني أم إنسي ؟ قال : لا ، بل جِنِّي ! قال : فَنَاوِلْنِي يَدك ، فناوله يده فإذا يده يد كَلب ، وشَعْره شَعْر كلب ، قال : هكذا خَلْق الجن ؟ قال : قد عَلِمَت الجن أن ما فيهم رجل أشدّ مِنِّي . قال : فما جاء بك ؟ قال : بَلغنا أنك تُحِبّ الصدقة فجئنا نُصيب من طعامك . قال : فما يُنجينا منكم ؟ قال : هذه الآية التي في سورة البقرة : (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) مَن قالها حين يُمسي أُجِير مِـنَّا حتى يُصبح ، ومن قالها حين يُصبح أُجِير مِـنّا حتى يُمسي ، فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَذَكر ذلك له ، فقال : صدق الخبيث . رواه النسائي في الكبرى والشاشي وابن حبان والطبراني وأبو نُعيم في " دلائل النبوة " والحاكم وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، ورواه البغوي في شرح السنة .
وقال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله ثقات .
وصححه الألباني .
وفي رواية : صَدَقَ الْخَبِيثُ وَهُوَ كَذُوب .

فهذا وما قبله يدلاّن على كذب الجن ، وصِدقهم في بعض الأحيان ، وتوقَّف الصحابة رضي الله عنهم عن تصديقهم مع أنهم أمسكوا بِمن رأوه ، وتكلموا معه ، واستنطقوه ، فلم يَجزِموا بشيء حتى أخبرهم مَن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم بِصِدْق الجني في تلك الحادثة بِعينها ، وكذِبه في غيرها من عموم أحواله . 

فكيف يأتي مَن يزعم أنه بأنه حاوَر عدة مئات من الجن فلم يكذِب عليه واحد !!

ولا يصلح نشر ما قيل عن الجن ؛ لأنه أقرب إلى الكذب ، بل هو كَذِب ودعاوى باطلة !


وما أكثر ما يَتَوسَّع الرُّقاة في استعمال الجن ومُخاطبتهم وتصديقهم ، وهذا تَوَسُّع مذموم ، محفوف بالمحاذير . 

وسبق :
هل تجوز الاستعانة بالجن المسلمين لِفَكّ السِّحر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2990

كاتب يقول أنّ قَرِين رسول الله يعيش في البقيع الآن ويُعلِّم الجِنّ العِلم الشرعي ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9792

أقاربي اتَّهَمُوا أُمِّي بالسحر بسبب إخبار الجن لهم . فهل يُصَدَّق الجن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4931

والله تعالى أعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...