الخميس، 17 يناير 2019

مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية عمر ابوجربوع

المبحث الثاني

الأمراض النفسية









الأمراض النفسية :

أولا ً : الاكتئاب :

أ - تعريفه :

هو حالة من الحزن الشديد المستمر ، تنتج عن الظروف المحزنة الأليمة ، وتعبر عن شيء مفقود ، وإن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه . 

ب - أسبابه :

إن من أهم الأسباب التي تسبب الاكتئاب ما يلي :
العجز عن تحقيق الحاجات والطموحات .
الفشل في إرضاء الآخرين ، والصراع الذي يحدث في الذات .
قد يحدث الاكتئاب بسبب عوامل وراثية .
الحرمان في الصغر من العاطفة الأبوية والحنان .
وجود الضغوطات النفسية المستمرة .
وجود بعض طرق التفكير الخاطئة التي تؤدي إلى الإحباط المتكرر ، مثل تضخيم الأخطاء .
الدقة الشديدة في التعامل مع النفس والآخرين . 


ج - أعراضه :

تعكر المزاج .
عدم القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة .
فقدان الشهية ، وخسارة الوزن .
الأرق ، أو النوم الزائد .
الشعور بالضيق .
الشعور بالتعب ، والإرهاق بشكل دائم .
الشعور بالذنب .
انكسار النفس ، وهبوط روح المعنوية .
تدني القدرة على التفكير والتركيز .
10. تكرر فكرة الموت ، والانتحار عند المريض .
11. محاولة الانتحار . 

د - علاجه :

يكون علاج الاكتئاب بأمرين :

الأمر الأول :
العلاج بالقرآن الكريم ، وما ثبت في السنة النبوية من الأدعية والأذكار ، وهذا مجرب ، وقد ثبت نفعه بإذن الله تعالى ، قال تعالى : (( ((((((((((( (((( ((((((((((((( ((( (((( (((((((( (((((((((( (((((((((((((((( ( (((( ((((((( ((((((((((((( (((( (((((((( ))  . 

الأمر الثاني :
العلاج بالأدوية والعقاقير الطبية ، وهذا لا يعرفه إلا أصحاب المهنة والاختصاص من الأطباء .

ثانياً : الخوف ( الفوبيا )  :

أ - تعريفه :

عرّف علماء النفس الخوف بأنه قلق نفسي ، أو عصاب نفسي لا يخضع للعقل ، ويساور المرء بصورة جامحة من حيث كونه رهبة في النفس ، شاذة عن المألوف ، تصعب السيطرة عليها ، والتحكم بها . 

ب - أسبابه :

إن أسباب الإصابة بمرض الخوف تتلخص فيما يلي :
خلل كيميائي في الناقلات العصبية .
سبب وراثي .
بعض العوامل المساعدة بسبب ضغوطات الحياة الاجتماعية ، وغير ذلك . 

ج - أعراضه :

تزايد وخفقان في ضربات القلب .
التعرق .
ارتجاف اليدين واحمرار الوجه وجفاف الحلق .
ضيق في التنفس .
آلام في الصدر .
الارتعاش أو الاهتزاز .
الإحساس بأن المرء يختنق ، وأن هناك شيئًا يسد حلقه .
الغثيان وآلام المعدة .
الدوخة أو دوران الرأس .
10. الإحساس بأن الإنسان في عالم غير حقيقي ، أو أنه منفصل عن نفسه .
11. التنميل والإحساس بالبرد الشديد ، أو السخونة الشديدة في الأطراف . 

د - علاجه :

يكون علاج هذا المرض عن طريق ثلاثة أمور :

الأمر الأول : العلاج بالقرآن الكريم والأدعية والأذكار واستمداد العون والقوة من الله تعالى ثم مرافقة الصالحين .

الأمر الثاني : العلاج السلوكي  حيث يقوم الطبيب المختص بتقديم نصائح وإرشادات تساعد المريض في الشفاء .

الأمر الثالث : العلاج بالأدوية والعقاقير الطبية عند الطبيب المتخصص بمثل هذه  الأمراض .


ثالثاً : مرض الوسواس القهري :

أ - تعريفه : 

هو مرض نفسي يتميز بوجود تصور ، أو طقوس حركية ، أو فكرة تراود المريض وتعاوده أو تلازمه دون أن يستطيع طردها ، أو التخلص منها ، بالرغم من شعوره وإدراكه لغرابتها ، وعدم واقعيتها ، أو جدواها . بل إن المريض يبذل من طاقته الكثير لمحاولة درء مثل هذه الأفكار عن ذهنه ، حتى يصبح شغله الشاغل هو القضاء عليها واستبعادها . 

ب - أسبابه :

الوراثة : ويدل على أهمية هذا العامل أننا نجد أن شخصية والدي المريض بهذا العصاب قد تتصف هي أيضاً بالنزعة إلى الوسوسة .
التكوين الجسمي : يغلب التكوين الجسمي النحيف على مرضى هذا   العصاب .
أسباب بيئية مهيأة : كتقليد سلوك الوالدين ، أو الكبار المرضي بالوسواس ، والقهر ، والإحباط المستمر في المجتمع ، والتهديد المتواصل بالحرمان ، وفقدان الشعور بالأمن . والتنشئة الاجتماعية الخاطئة والتربية المتزمتة الصارمة المتسلطة الآمرة الناهية القامعة ، والقسوة والعقاب .
أسباب فسيولوجية : أحيانا يكون ظهوره في الأطفال بكثرة حيث إن الجهاز العصبي لم يكتمل نضجه ، وكذلك وجود المرض بطريقة دورية وفي هيئة نوبات متكررة ، مع اضطرابات الموجات الكهربائية في الدماغ ، مع ظهور هذا المرض بعد أمراض خاصة في الجهاز العصبي ، مثل الحمى المخية ، والصرع النفسي الحركي ، وكل ذلك يؤيد الأساس الفسيولوجي .
أسباب نفسية :
أ. الصراع بين عناصر الخير والشر في الفرد ، والصراع بين إرضاء الدوافع الجنسية والعدوانية ، وبين الخوف من العقاب وتأنيب الضمير .
ب. الخوف ، وعدم الثقة بالنفس والكبت .
ج. الشعور بالإثم وعقدة الذنب ، وتأنيب الضمير ، وسعي المريض لاشعوريا إلى عقاب ذاته ، ويكون السلوك القهري بمثابة تكفير رمزي ، وإراحة للضمير ، فمثلاً يمكن أن يكون غسيل الأيدي القهري رمزاً لغسيل النفس وتطهيرها من الإثم المتصل بخطيئة أو بخبرة مكبوتة . 

ج - أعراضه :

استحواذ فكرة الوسخ والتنجيس .
استحواذ فكرة الحاجة إلى التناسق .
شكوك غير طبيعية .
أفكار دينية مستحوذة .
استحواذ أفكار العنف .
استحواذ تجميع الأشياء .
استحواذ الأفكار الجنسية .
أفكار تطيرية أو خيالية .
الشكوك المتكررة . 
د - علاجه :

العلاج بالصدمات الكهربائية والتنويم الكهربائي .
العلاج بالعقاقير : ويفيد في تخفيف حدة التوتر المصاحب للوسواس والقهر ، باستخدام الأدوية المهدئة لتقليل حدة الاضطراب ، والتوتر المصاحب للوسواس والقهر .
الشرح والتفسير والتوضيح والإيحاء ، وتنمية البصيرة بالنسبة إلى العوامل والديناميات والمخاوف ، وما يصاحبها من حيل ووسائل دفاع لاشعورية .
المساندة والتشجيع والتطمين والتقليل من الخوف ، وتجنب مثيرات الوساوس ومواقفها وخبراتها ، وإعادة الثقة بالنفس . 

ولا بد من توجيه من يصاب بمثل هذه الأمراض إلى أن يلجأ إلى لله تعالى ويتقرب منه عن طريق العبادات كالصلاة والصوم وقراءة القرآن ، فإن لذلك آثاراً إيجابية في تقوية الإرادة ، وزرع الثقة في نفسه ، كما أن ذلك يساعده على  التخلص من مشاعره السلبية ، وأفكاره المتسلطة المصاحبة لهذا المرض ، فكم كنا نلاحظ أن هذه الأمور المذكورة آنفا تؤدي إلي تحسن حالة مثل هؤلاء المرضى  النفسية والصحية بإذن الله تعالى .

رابعاً : اكتئاب ما بعد الولادة :

أ - تعريفه :

هذا المرض يصيب النسبة الأقل من النساء ، قد تصل إلى عشرة بالمائة ، وتبدأ في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة على الأغلب ، وفيها تشعر المرأة بالحزن والخوف والارتباك وعدم القدرة على النوم وفقدان الشهية للطعام ، والنفور من الزوج والأولاد ، وقد تراودها أفكار وسواسية عن إيذاء طفلها . 

ب - أسبابه :

اضطرابات هرمونية .
تاريخ في العائلة يدل على أن الأسرة لديها قابلية للاكتئاب الوراثي .
حالات سابقة من الاكتئاب والقلق لدى الأم .
اضطرابات في العلاقة الزوجية .
الأمومة في سن مبكرة .
ضغوط أو صدمات نفسية سابقة .
سوء التغذية .
وجود الصعوبات المادية .
عدم وجود مساندة أسرية واجتماعية للأم .
10. طفل ذو احتياجات خاصة مثل الرضيع كثير البكاء ، أو صعب التهدئة ، مما يؤثر في الأم بأن تنظر لنفسها على أنها أم سيئة . 

ج - أعراضه :

الخوف والقلق .
ضيق وحزن وبكاء .
الميل للوحدة .
عصبية شديدة .
الارتباك وعدم القدرة على النوم .
فقدان الشهية للطعام .
النفور من الزوج والأولاد .
التفكير أحياناً بإيذاء طفلها .
ورود الأفكار الانتحارية والتي تشمل إيذاء النفس أو الرضيع .
10. الشعور بالحزن وهبوط الهمة لمدة أسبوعين متتاليين أو أكثر . 

د - طرق علاجه :

أولاً : لابد من التذكير بأن هذه الحالة هي حالة طبيعية جداً ، تحدث بسبب التغيرات الكثيرة التي تطرأ على الجسم  بسبب الولادة .

ثانياً : أنصح بتجنب الوحدة ، والحزن ، وحمل الهموم ، والإكثار من قراءة القرآن ، والمحافظة على الأدعية والأذكار .

ثانياً : يوجد بعض العقاقير الطبية المميزة التي ثبت نفعها في علاج هذا المرض ، والتي ينبغي أن تعطى من طبيب مختص وثقة .

خامساً : مرض القلق النفسي :

أ - تعريفه :

هو شعور غير سار ، بالتوقع والخوف والتحفز والتوتر ، مصحوب ببعض الإحساسات الجسمية ، وخاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي .
أو هو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديد خطر فعلي أو رمزي قد يحدث ، ويصحبها خوف غامض ، وأعراض نفسية جسمية .
ويمكن اعتبار القلق انفعالاً مركباً من الخوف وتوقع التهديد والخطر . 

ب – أسبابه :

الوراثة : كثيراً ما نلاحظ أن والدي المريض – وأحياناً أقاربه الآخرين -  يعانون من نفس القلق ، وهذا يدل على اضطراب البيئة التي نشأ فيها المريض بقدر ما يدل على أهمية الوراثة .
الاستعداد النفسي كالشعور بالتهديد الداخلي أو الخارجي الذي تفرضه بعض الظروف البيئية بالنسبة إلى مكانة الفرد وأهدافه ، والتوتر النفسي الشديد ، والأزمات ، أو المتاعب أو الخسائر المفاجئة والصدمات النفسية ، والشعور بالذنب والخوف من العقاب والنقص .
مواقف الحياة الضاغطة كالضغوط الحضارية والثقافية والبيئية الحديثة ، ومطالب ومطامح المدنية المتغيرة فنحن –  بلا شك - نعيش في عصر  القلق ، والبيئة القلقة المشبعة بعوامل الخوف والهم ومواقف الضغط والوحدة والحرمان وعدم الأمن ، واضطراب الجو الأسري وتفكك الأسرة ، والوالدان العصبيان القلقان أو المنفصلان ، وعدوى القلق وخاصة من الوالدين .
التعرض للحوادث والخبرات الحادة ( اقتصادياً أو عاطفياً أو تربوياً ) ، والخبرات الجنسية الصادمة خاصة في الطفولة والمراهقة ، والإرهاق الجسمي والتعب والمرض .
الطرق الخاطئة لتجنب الحمل ، والحيطة الطويلة خاصة الجماع الناقص ، وعدم التطابق بين الذات الواقعية والذات المثالية وعدم تحقيق الذات وظروف الحرب .
أسباب نفسية : مثل توقع خيبة الأمل أو صعوبات العمل ، أو فقدان عزيز ، أو اضطراب في العلاقة بالجنس الآخر ، أو أي صدمة نفسية أخرى ، ويمكن أن يكون السبب عضوياً مثل الحمى أو الإصابة أو غيرها . 

ج - أعراضه :

الصداع ، والدوخة ، وغباش العيون ، وطنين الأذن ، وجفاف الحلق ، وضيق التنفس ، وألم ونخزات في الصدر ، وألم في المعدة وغثيان وعسر الهضم ، وألم في المفاصل والأطراف ، وخوف ورهبة ، ورجفة في اليدين ، وقلة النوم ، وأحلاماً مزعجة . 

د - طرق علاجه :

الأساليب العامة المطمئنة في تخفيف القلق مثل الأساليب الدينية ، والروحية ، مثل قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته ، والذكر، والاستغفار ، والتسبيح وغير ذلك .
يعتمد العلاج النفسي غير الدوائي على عدد من الأساليب السلوكية المفيدة مثل : التحكم بالتنفس والتنفس العميق بدلاً عن التنفس السريع السطحي من خلال تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس .
الدعم النفسي والتأكيد على الاستقلالية وتحقيق الشخصية ، وكذلك بحث بعض العقد الشخصية والذكريات المؤلمة من خلال التحليل النفسي المختصر والعلاقة الإيجابية مع المعالج .
العلاج الدوائي مفيد وفعال في علاج اضطراب الهلع وهو يمنع تكرار حدوثها ويضبطها . 

* إن المحافظة على قراءة القرآن الكريم ، والأدعية ، والأذكار تعد السد المنيع الذي يحتما به من مخاطر كل الهجمات ، والأمراض المتتالية على النفس  والقلب .

سادساً : مرض الهستيريا :

أ - تعريفه :
 
هو مرض نفسي عصابي ، تظهر فيه اضطرابات انفعالية مع خلل في أعصاب الحس والحركة . وهو عصاب تحولي تتحول فيه الانفعالات المزمنة إلى أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي ، لغرض في نفس الفرد أو هروباً من الصراع النفسي ، أو من القلق ، أو من موقف مؤلم بدون أن يدرك الدافع لذلك ، وعدم إدراك الدافع يميز مريض الهستيريا عن المتمارض الذي يظهر المرض لغرض محدد مفيد . 

ب - أسبابه :
كون أحد الوالدين ذا شخصية هستيرية ، فيكتسب الطفل منه سمات الشخصية الهستيرية .
من الأسباب التي تعجل الإصابة بالهستيريا الصدمات العاطفية ، أو التعرض لحادث أو كارثة ما .
تعتبر سلطة وسيطرة الذكر على الأنثى من أهم أسباب الهستيريا عند   الإناث .
التوتر النفسي الشديد ، و كثرة الهموم . 

ج – أعراضه :

الأعراض العامة للهستيريا : المرض عند بداية المدرسة ، أو عند الامتحانات ، وردود الفعل السلوكية المبالغ فيها للمواقف المختلفة .
الأعراض الحسية للهستيريا : وتشمل العمى الهستيري ، والصمم   الهستيري ، وفقدان حاسة الشم ، وفقدان حاسة الذوق ، وفقدان الحساسية الجلدية في عضو أو في عدة أعضاء ، والخدار الهستيري ( انعدام الحساسية العامة ) .
الأعراض الحركية للهستيريا : وتشمل الشلل الهستيري ( النصفي أو الطرفي أو في الجانبين أو القعاد ) ، والرعشة الهستيرية ، والتشنج الهستيري ، والمشي بطريقة شاذة وفقدان الصوت أو النطق ، والخرس الهستيري ، وارتجاف الأطراف والغيبوبة .
الأعراض العقلية للهستيريا : وتشمل اضطراب الوعي ، والطفلية الهستيرية ( السلوك أو التكلم كالأطفال ) ، وفقدان الذاكرة ، وحالات الشرود ، أو نوبات الإغماء ، أو ازدواج أو تعدد الشخصية والجوال الليلي ، والتجوال       ( وهنا يترك المريض بيته أو عمله ، ويخرج على غير هدى في تجوال أو رحلة ، ثم يعود ولا يذكر عن هذه الرحلة شيئاً ) ، أو المشي أثناء النوم .


أعراض أخرى : مثل التهاب الجلد الزائف ( وهو مرض يتصف بأن المريض يحدث في جلده خدوشاً دون وعي منه ، ويحدث ذلك عادة أثناء النوم ) . 

د - علاجه :

لا بد من تلقي العلاج من قبل الاختصاصي النفسي ليتم توضيح و تقديم شرح وافٍ لأسباب الاضطراب للمريض ، و تفسير الأعراض ، و مساعدة المريض في استعادة ثقته بنفسه ، و تعليمه طرق التوافق النفسي ؛ ليعيش في واقع الحياة بنفس هادئة مستقرة .
يستخدم أحياناً العلاج الجماعي خاصة في الحالات المتشابهة ليتناقش المرضى مع بعضهم البعض و بالتالي يستطيع كل منهم في فهم نفسه و ويحل مشكلاته بدلاً من الهرب منها .
الإيحاء يفيد والإقناع الذي يقوم به المعالج النفسي يفيد كثير من الحالات .
تعديل الظروف الاجتماعية والبيئية ، وتخفيف حدة الضغوط النفسية له أثر فعال في إزالة الأعراض الهستيرية .
لا تعطى العلاجات الكيميائية للمرضى إلا في الحالات الشديدة ؛ لتخفيف الأعراض المصاحبة كالقلق والاكتئاب . 






المبحث الثالث

الأمراض الروحية








الأمراض الروحية :

إن الأمراض التي تصيب الناس ثلاثة أنواع : مرض عضوي , ومرض روحي , ومرض نفسي ، وقد يبتلى المريض بنوع واحدٍ منها فيكون مريضاً روحياً أو مريضاً نفسياً أو مريضاً عضوياً ، أوقد يجتمع فيه نوعان أو يجتمع فيه الثلاث الأنواع ، وهذا من شديد البلاء ، والحمد لله في كل الأحوال .
فلا شك في أن مسألة تشخيص نوع الإصابة ، والتفريق بين المرض الروحي والمرض النفسي والعضوي من أهم ما يقوم به المعالج بالرقية الشرعية تجاه المريض ، وكما هو معلوم لدى الكثير أن أعراض الأمراض الروحية تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض النفسية والعضوية ، فالراقي حينما يكون عنده علم بوظائف جسم الإنسان ، وعلم بشيء من الطب النفسي والعضوي ، يكون أكثر نفعاً   لمريضه ، وقد كان نبينا وقدوتنا محمد - صلى الله علية وسلم - يرقي بعض أصحابه وكان عالماً بالأسباب المرضية العضوية ، والدليل : حديث أبى سعيد الخدري : (( أن رجلاً أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : أخي يشتكي بطنه فقال : اسقه عسلاً . ثم أتى الثانية فقال : اسقه عسلاً . ثم أتاه الثالثة فقال : اسقه عسلاً . ثم أتاه فقال : قد فعلت . فقال : صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلاً فسقاه فبرأ ))  .
إن هناك خللاً عند الرجل في تطبيق النص ، فالنص قطعي وهو أن العسل يشفي من بعض الأمراض ، وحينما وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم – للرجل فإنه جاء بالدواء للداء .
فالرجل لربما أخطأ في المقادير في المرات الثلاث ولعله في الرابعة أصاب المقادير ، فبرأ فأصبح النص والتطبيق متساويين ككفتي الميزان ، فعلم أن المعالج قد عرف المقدار .
هذا هو التأصيل العلمي المطلوب ، والذي يقول به كافة العقلاء ، فنصف الطب يهلك الجسد ، ونصف عالم يهلك الأمة .

أولاً : العين :

أ – تعريفها :

هي نظر باستحسان أو بغض فتنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من عين العائن لتتصل بالمعين ، فيحصل الضرر ، ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية ، بل قد يكون أعمى ، ويوصف له الشيء ، فتؤثر نفسه فيه ، وإن لم يره . 

ب - أسبابها :

تنحصر أهم أسباب العين فيما يلي :
عدم الاحتراز من ستر محاسن من يخاف عليه من العين ، قال ابن القيم :       ( ومن علاج ذلك - دفع ضرر العين - أيضاً والاحتراز منه : ستر محاسن من يخاف عليه من العين بما يردها عنه ) . 
قال محمد بن مفلح : ( وليحترز الحسن من العين والحسد بتوحيش      حسنه ) . 
الإعجاب ، قال المناوي : ( إذا رأى - أي علم - أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه - من النسب أو الإسلام - ما يعجبه أي ما يستحسنه ،  ويرضاه  - من أعجبه الشيء رضيه - فليدع له بالبركة ندباً بأن يقول : اللهم بارك فيه ولا تضره ، ويندب أن يقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، ولا شبهة في تأثير العين في النفوس فضلاً عن الأموال ، وذلك لأن بعض النفوس الإنسانية يثبت لها قوة هي مبدأ الأفعال الغريبة ) . 
وقال النووي - رحمه الله - : ( ويستحب للعائن أن يدعو للمعين بالبركة فيقول : " اللهم بارك فيه ولا تضره " ، وأن يقول : " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ) . 
البعد عن الله عز وجل ، وعدم الاهتمام بأذكار الصباح و المساء ، علماً أن أذكار الصباح والمساء هي من أعظم ما يعصم المسلم من جميع الشرور التي منها العين .

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( والعين عينان : عين إنسية ، وعين جنية ، فقد صح عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : (( استرقوا لها ، فإن بها النظرة ))  ) .

وقال - صلى الله عليه وسلم - : (( العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين , وإذا استغسلتم فاغسلوا )) . 

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر )) . 


ج - أعراضها :

أود أن أنبه على أمر مهم ، وهو أن هذه الأعراض التي سأذكرها  تتشابه تماماً مع بعض أعراض الأمراض النفسية والعضوية ، وهي عبارة عن أعراض ظنية الدلالة لا قطعية والتي عرفت عند كثير من المعالجين بالخبرة والتجربة ، والتجربة قابلة للخطأ والصواب ، وإن القصد من ذكرها ليس من باب إدخال الشك إلى النفس والإيهام أو الوسوسة ، ومن هذه الأعراض :
شحوب الوجه ، والنوم الكثير ، والخمول ، والنسيان .
السأم والملل من الدنيا ، والتفكير في الموت .
اليأس والإهمال وعدم المبالاة .
إهمال ما كان مميزاً به ، كأن يكره الدراسة والعمل .
كثرة المشاكل ، وعلى أتفه الأسباب .

د - طرق علاج العين :

أود أن أنبه إلى أن هذا البرنامج يساعد في الشفاء ، ولا يستغني عنه من يريد الشفاء ، ومن المعلوم أن التداوي أمر اجتهادي يقوم على الخبرة والتجربة العملية . وقد أردت من برنامجي هذا نفع المسلمين عملاً بقول النبي - صلى الله عليه    وسلم - : (( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ))  .
يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى - العلاج يكون بأمرين : أمر من جهة المريض ، وأمر من جهة المعالج ، فالذي من جهة المريض يكون بقوة نفسه ، وصدق توجهه لله تعالى ، واعتقاده الجازم بأن القران شفاء ورحمه للمؤمنين ، فلا بد أن يكون السلاح صحيحاً في  نفسه ، وان يكون الساعد قوياً ، فالسلاح بضاربه لا بحده فقط .
ومن الخطوات المهمة في العلاج ما يلي :
أولاً : الاجتهاد ، ومعرفة العائن ، واغتساله للمعين فهذه أنفع علاجات العين كما في حديث عامر بن ربيعه وسهل بن حنيف : ( عن أبى أمامة عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال : رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال : والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذراء , فلبط سهل فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - عامراً فتغيظ عليه وقال : (( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ألا بركت عليه اغتسل له )) ، فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح مع الناس ) . 

ثانياً : الاغتسال بالماء وورق السدر المقروء فيهما آيات الرقية على ثلاثة أيام ، أو كتابة ما تيسر من آيات الرقية وآيات الشفاء بالمسك وسائل الزعفران على ورقات بيضاء والاغتسال بها .

ثالثاً : قراءة ما تيسر من آيات الرقية على زيت الزيتون ، ويدلك به جميع أعضاء الجسم عند النوم على ثلاثة أيام .

رابعاً : قيام الليل بسورة البقرة على ثلاثة أيام بنية الشفاء .

خامساً:  الإكثار من قراءة الفاتحة ، وآية الكرسي ، والمعوذتين ، وبعض الأدعية الشرعية التي وردت في العين نحو :
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة .
أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل  والنهار ، ومن شر طوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن .
أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون .
اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم ، وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم ، اللهم إنه لا يهزم جندك ، ولا يخلف وعدك ، سبحانك وبحمدك .
أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وأسماء الله الحسنى ما علمت منها ، وما لم أعلم ،من شر ما خلق وذرأ وبرأ  ، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره ، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، إن ربي على صراط مستقيم .
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، أعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، وأحصى كل شيء عدداً اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، وشر الشيطان وشركه ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم .

ثانياً : الحسد :

أ - تعريف الحسد :

هو تمني زوال النعمة من المنعم عليه .
أو هو : تمني زوال النعمة عن المحسود ، وهو الداء العضال الذي ابتلي به كثير من الناس . 
ب - أسبابه :

عداوة الحاسد للمحسود ، وبغضه له ، وحقده عليه .
ظهور النعمة على المحسود بشكل مغاير للآخرين .
الكبر والعُجْبُ ، فبسبب الكبر يقع الحسد عند كثيرً من الناس .
الأنانية وحب النفس ، وتمني الخير لها دون الآخرين . 

ج - أعراضه :

يقول الشيخ عبد الخالق العطار إن من أعراض الحسد ما يلي :
أعراض الحسد تظهر على المال والبدن والعيال بحسب مكوناتها .
يصاب بالصدود عن الذهاب إلى الكلية أو المدرسة أو العمل .
صدود عن تلقى العلم ومدارسته واستذكاره وتحصيله واستيعابه .
تقل درجة ذكائه وحفظه .
قد يصاب بميل للانطواء والانعزال والابتعاد عن مشاركة الأهل في   المعيشة .
قد يشعر بعدم حب ووفاء وإخلاص أقرب وأحب الناس له .
وقد يجد في نفسه ميلاً للاعتداء على الآخرين .
قد يصير من طبعه العناد .
قد يميل إلى عدم الاهتمام بمظهره وملبسه ، ولا يألفه أهله وأحبابه وأصحابه ويسيطر عليه الإحساس بالضيق والزهق .
10. يشعر بالاختناق ويصير لا يستقر له حال أو فكر أو مقال .
11. يصاب المحسود بارتباك وضيق في التعامل مع غيره بشان المال .
12. يضيق صاحب المال المحسود ذرعاً ولا يقبل التحدث عنه أو العمل من أجله .
13. يصاب بالخمود والخمول والكسل والهزال وقلة الشهية وكثرة التنهد والتأوه وبعض الأوجاع . 
قلت : إن هذه الأعراض المذكورة تبقى أعراضاً ظنية لا قطعية وكما بينت سابقاً أن أعراض الأمراض تتشابه مع بعضها البعض ، فلا بد من الوقوف والتعرف على نوع الإصابة الحقيقية عند المريض وهذا لا يكون إلا من خلال الجلوس معه ، ودراسة سيرته الذاتية والمرضية ومن ثم القراءة عليه ، حينها يستطيع المعالج المتمرس صاحب الخبرة الواسعة الوقوف على نوع الإصابة وتشخيص الداء .

د - طرق علاج الإصابة بالحسد :

المحافظة على الصلوات الخمس في وقتها جماعةً للرجال .
المحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم .
الصوم وقيام الليل لأن فيهما دعوة مستجابة .
الاغتسال بالماء المقروء فيه على ثلاثة أيام أو أكثر .
دهن الجسم كاملاً بزيت الزيتون المقروء فيه على ثلاثة أيام أو أكثر .
الاستشفاء بماء زمزم المقروء فيه آيات الرقية .
الاستشفاء بقراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين وبعض الأدعية الشرعية التي وردت في العين والتي ذكرناها سابقاً .


ثالثاً : السحر :

أ - تعريفه :
قال ابن قدامة : ( هو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه الساحر ، ليعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه ما يقتل ، وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يبغض أحدهما إلى الآخر أو يحبب بين اثنين ) . 

ب - أسبابه :
الحسد والحقد : كأن تسحر طالبة زميلتها ؛ لأنها تكرهها ، ومتفوقة عليها .
رغبة بعض الناس في التحبيب بين اثنين ، أو التفريق بينهما .
الكشف عن الغيب والمستقبل ، ولا يفعله إلا جهلة الناس ظناً منهم أن الساحر يعرف مكان المسروق والسارق ، ونحو ذلك .
اتباع الشهوة عند بعض المنحرفين ، بأن يعجب أحدهم بامرأة ، فيعمل لها سحراً .
ذهاب بعضهم إلى السحرة لشفاء الأمراض .
الانتقام ، كأن يذهب أحدهم لينتقم ممن عاداه .
قضاء الحاجات ، فيعتقد بعضهم أن الساحر عنده القدرة على قضاء الحاجات كأن يحضر غائباً أو يوظف أو يطرد من العمل ، وغير ذلك .

لا شك أن الذهاب للسحرة فيه خطورة كبيرة على المسلم ، فقد يذهب الشخص إليهم بدينه ويرجع بدونه ، إذ إن معظم هؤلاء السحرة يستخدمون الجن والشياطين .
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً )) . 
ويقول - عليه الصلاة والسلام - : (( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )) . 

ج - أعراضه :

قد يكون المسحور في الغالب سريع الغضب والانفعال .
قد تصدر من المسحور أقوال وأفعال بغير إرادته .
قد تحدث تغيرات مفاجئة تطرأ على المسحور كأن ينقل حاله من صحة إلى مرض ، ومن حب إلى كراهية .
قد يحدث كره شديد من الزوج لزوجته أو العكس .
قد يحدث شعور بالخمول والكسل ، أو الصداع وزوغان البصر .
قد يحدث ضيق في الصدر ، وشعور بالحزن والاكتئاب .
قد يحدث ألم دائم في المعدة ليس له سبب طبي ، وسقوط كثيف لشعر  الرأس ، وتدهور ونقص في الصحة العامة للجسم بشكل سريع ، ونحافة وضعف في الجسم ، واصفرار ، وشحوب في الوجه .
قد يحدث شعور مجهول بالخوف ، وارتباك واضطراب نفسي ليس له سبب واضح .

تنبيه :
يجب التنبيه على أمر مهم ، وهو أنه ليس من السهل أن نحكم على شخص ما بأنه مسحور أو ممسوس من خلال هذه الأعراض ، لأن أعراض الأمراض الروحية تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض العضوية والنفسية ، وإن هذه الأعراض ظنية الدلالة لا قطعية . ويبقى التشخيص الدقيق للحالة من قبل المعالج ، وهذا لا يكون عادة إلا من معالج متمرس ، صاحب خبرة وتجربة طويلة ، ولا يتسنى ذلك إلا من خلال الجلوس مع المصاب ، والقراءة المباشرة عليه .

ج - طرق علاجه :

السحر شرك ، وعلاجه التوحيد ، فمن أراد أن يُشفى فعليه أن يعمق في قلبه لا إله إلا الله ، ويلجأ إلى الله ، ويتضرع إليه ، ويعتقد أنه لا يكون شيء إلا بتدبير الله ، وأنه لا يفعل أحد شيئاً لم يأذن به الله ، ولا يستطيع أحد أن يقرب ما بعّده الله ، أو يعطي ما منعه الله ، أو يدفع ما قدره الله ، فالله سبحانه وتعالى هو الشافي ، وعليه فإنني أذكر هذا البرنامج العلاجي الذي قد يكون سبباً في الشفاء .

البرنامج العلاجي للسحر :

الاغتسال بالماء وورق السدر المقروء فيه آيات الرقية ثلاثة أيام قبل النوم .
قراءة ما تيسر من آيات الرقية على زيت الزيتون ، فإنه من شجرة مباركة ، وتدلك به جميع أعضاء الجسم عند النوم ، وبعد الاغتسال مع التركيز جيداً على منطقة البطن ، مع الضغط على مكان الألم من ( 5 – 7 ) أيام .
قيام الليل بسورة البقرة على ثلاثة أيام بنية الشفاء .
تطبيق البسملة مع الشهيق والزفير ، وكتم النفس ما استطعت يومياً صباحاً ومساءاً ثلاث دقائق فأكثر ، ( قل : بسم الله ، ثم خذ شهيقاً عميقاً من الفم واكتمه أكبر وقت ممكن ، ثم أخرجه من الفم ، وكرر ذلك لمدة ثلاث دقائق فاكثر ، وزد في اليوم التالي وهكذا ) . الفائدة من ذلك أنه يخفف التوتر ، ويهدئ النفسية ، ويزيل كتمة الصدر ، وهذه الطريقة يستخدمها الرياضيون كثيراً ، ونحن هنا نضيف عليها بركة اسم الله ونستشفي بها .
رش زوايا البيت من الداخل بالماء المقروء فيه ، وشطف مدخل البيت على ثلاثة أيام ، مع قراءة آية الكرسي عند كل زاوية بصوت مسموع .
قراءة أو سماع سورة يس ، والصافات ، والدخان ، والرحمن ، والواقعة ، والملك ، والجن ، فإن لها تأثيراً طيباً بإذن الله تعالى . ولا مانع من قراءة غيرها ، وسماع الأذان مكرراً نصف ساعة يومياً ، ولمدة خمس أيام .
خلط ملعقتي عسل مع ملعقتي سنامكة ناعمة مع ملعقة شبت ناعم ، ثم يؤكل منه ثلاث ملاعق . وحبذا لو تكرر هذه الطريقة في كل أسبوع مرة ، لمدة شهر وفي كل أسبوعين مرة في الشهر الثاني وفي كل ثلاثة أسابيع مرة في الشهر الثالث ، وهذا خاص بمن يعاني من الإمساك .
دهن الجبهة والصدر والعمود الفقري بالمسك الأسود المقروء فيه من            ( 3 - 5 ) أيام .
المداومة على قول ( لا إله إلا الله وحدة لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ) ( 100 ) مرة بعد صلاة الفجر .

رابعاً : المس :

أ – تعريفه :

هو أن يتسلط الجني على الإنسي بحيث يؤثر في نفسه ويؤثر في تصرفاته ، وإذا أذن الله جل وعلا كان بالإمكان أن يضره في بدنه ، وأن يضره كذلك في نفسه وشعوره . 
وقال الشيخ العلامة بن باز رحمة الله تعالى هو صرع الجن للإنس ، كما قال الله عز وجل : (( ((((((((( ((((((((((( (((((((((((( (( (((((((((( (((( ((((( ((((((( ((((((( (((((((((((( (((((((((((( (((( ((((((((( ))  .

ب - أسبابه :
  
إن مسألة دخول الجن في جسم الإنس لا شك فيها البتة ، فالآيات والأحاديث والشواهد التي تدل على ذلك كثيرة جداً ، وهناك أعراض شائعة عند كثير من قبل كثير من المعالجين ، ونذكر منها ما يلي :
عشق الجن للإنس .
إيذاء الإنس للجن من غير قصد ، كأن يسكب ماءاً ساخناً ، فيقع على الجني من غير قصد .
البعد عن الله تعالى ، والإقبال على المعاصي .
ظلم الجني للإنسي كأن يمسه دون سبب ولا يتحقق له ذلك إلا في حالة من هذه الحالات الأربع ، وهى : الخوف الشديد ، والغضب الشديد ، والانكباب على الشهوات ، والغفلة الشديدة . ( ذكرها الشيخ وحيد بالي في كتابه وقاية الإنسان من الجن والشيطان ) . 
قتل الحيات في المنازل من غير تحريج عليها ، أي من غير إنذار سابق لها بالخروج . وهذا حكم خاص بحيات البيوت.
قراءة كتب السحر وتحضير الجن .
أحياناً يكون المس بسبب السحر أو العين وذلك من أجل أذية المسحور أو المعين .

ج – أعراضه :

الإعراض والنّفور الشديد من سماع الأذان أو القرآن .
الإغماء أو التشنّج أو الصّرع والسقوط عند قراءة القرآن عليه .
كثرة الرؤى المفزعة .
الوحدة والعزلة والتصرّفات الغريبة .
قد ينطق الشيطان الذي تلبّس به عند القراءة عليه .
ضيق في الصدر ورغبة في البكاء بدون سبب بل والبكاء من شدة الضيق في الصدر .

د - طرق علاجه :

أنصح كل من ابتلي بمثل هذه الأمراض أن يقوم بتطبيق هذا البرنامج العلاجي بنية الشفاء من كل داء ، ويكون على قدر من الثقة بالله تعالى لأن الله هو الشافي الكافي :
المحافظة على الصلوات ، فلابد من المحافظة على الصلوات الخمس جماعة للرجال .
الاغتسال بالماء وورق السدر المقروء فيه آيات الرقية من ( 3 – 7 ) أيام قبل النوم ، أو كتابة ما تيسر من آيات الرقية وآيات الشفاء بالمسك والزعفران على ورقات بيضاء ثم الاغتسال بها من ( 5 – 7 ) أيام .
المحافظة على الورد اليومي من القرآن .
قراءة آية الكرسي ، فالذي يقرأها بالليل لا يزال عليه من الله حافظ حتى يصبح ، ومن قرأها الصباح لا يزال عليه من الله حافظ حتى يمسي .

وقراءة أواخر سورة البقرة : (( ((((((( (((((((((( (((((( ((((((( (((((((( ((( (((((((( ((((((((((((((((( ( (((( ((((((( (((((( ((((((((((((((((( ((((((((((( ((((((((((( (( ((((((((( (((((( (((((( (((( ((((((((( ( (((((((((( ((((((((( ((((((((((( ( ((((((((((( ((((((( (((((((((( (((((((((((  ))  إلى آخر السورة . من قرأ آيتين من أواخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ( أي : من كل هم وغم وجور ) .
قراءة ما تيسر من آيات الرقية على زيت الزيتون أو زيت الفيجن            ( السذاب ) ويدلك به جميع أعضاء الجسم عند النوم وبعد الاغتسال مع التركيز جيداً على منطقة البطن مع الضغط على مكان الألم من ( 3 – 7 ) أيام .
 قيام الليل بسورة البقرة على ثلاثة أيام بنية الشفاء .
تطبيق البسملة مع الشهيق والزفير ، وكتم النفس ما استطعت يومياً صباحاً ومساء ثلاث دقائق فأكثر ( قل : بسم الله ثم خذ شهيقاً عميقاً من الفم ، وأكتمه أكبر وقت ممكن ، ثم أخرجه من الفم ، وتكرر ذلك لمدة ثلاث دقائق فاكثر وزد في اليوم التالي وهكذا ) لمدة ( 7 – 10 ) أيام .
دهن الجبهة والصدر وأسفل الظهر بالمسك الأسود المقروء فيه ما تيسر من آيات الرقية قبل النوم من ( 5 - 7 ) أيام .
أنصح بالصيام وقيام الليل ، فإن لهما أثراً سريعاً في الشفاء ، لأن فيهما دعوه مستجابة .




فائدة ( 1 ) :
من هم أكثر الناس عرضه للإصابة بالأمراض النفسية والعضوية ؟

لا شك أن الناس العاطفيين والحساسين جداً هم  أكثر الناس عرضةً   للإصابة ، وذلك بسبب إعطائهم الأمور أكثر من حجمها ، فتراهم يحملون الهموم وتتراكم عليهم الأحزان فيصيبهم التوتر والقلق والضغوطات النفسية والتي تسبب أمراضاً عضوية ، وهذا نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - كان يستعيذ بالله من الهم والحزن بقوله : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ... وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ))  . فلا شك في أن الناس العاطفيين هم أكثر من يحملون الهموم ، وذلك بسبب تحسسهم الزائد المبالغ فيه ، فإذا كان نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – قد استعاذ بالله من الهم والحزن فما حالنا نحن ؟!!

فائدة ( 2 ) :
أعراض المس الشيطاني ظنية لا قطعيه :

لقد تحدث كثير من المعالجين عن أعراض المس الشيطاني وأدرجوا قائمة بالأعراض منها :
الصداع ، وكتمة الصدر ، والقلق والفزع ، والأحلام المزعجة ، وتساقط شعر الرأس ، وزوغان البصر ، وآلام متنقلة في البطن والخواصر ، وانتفاخات في البطن ، وآلام في المعدة ، وكتمة في الصدر ، وضيق في الخُلُق ، وقلة النوم ، وإمساك شديد لعدة أيام ، وعدم اتزان في المشي ، ورؤية خيالات ، وسماع أصوات أحياناً ، ونخزة في الصدر من جهة القلب ، والخوف دون سبب ، وتسارع في دقات القلب ، والميل إلى الوحدة ، والنظر طويلاً في المرآة ، وتشويه التركيز ,   والنسيان …. الخ .
وبعد النظر المتأمل وجدنا أن هذه الأعراض أو غالبها هي نفسها أعراض لأمراض نفسية وعضويه ثابتة عند الأطباء وأهل الاختصاص .
وعليه فإن ما يفعله بعض المعالجين من أن هذه الأعراض المذكورة قطعية الدلالة على المس الشيطاني أمر لا يجوز بتاتاً وهو من الخطورة بمكان ، حيث إنهم بهذا الفعل عظموا فعل الشياطين فوق قدرهم هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أرهقوا الناس واشغلوهم بالوهم وأبعدوهم عن علاجهم الحقيقي .
ونظراً لتشابه الأعراض العضوية والنفسية مع أعراض المس الشيطاني ، فإننا ننصح المعالجين أن يتريثوا قبل الجزم بالمس الشيطاني ، والأصل فيهم أنهم لا يجزموا بتشخيصهم لنوعية الإصابة وأن يبقوا للاحتمال مجالاً ، فإن تشخيصاتهم يعتريها الظن لا القطع ، وهذا الأمر من باب الأمانة العلمية فالتشخيص السليم القائم على الحقائق العلمية واليقينية هو العلاج والجزم في مواقع الظن لا يجوز شرعاً .
وأسأل المولى عز وجل أن يلهمنا الصواب ، وأن يجعلنا من أهل العدل ، وأن يغفر لنا زلاتنا ، إنه سميع مجيب .

فائدة ( 3 ) :
تهويل المعالجين في إدعاء مس الشياطين :

لقد من الله عليَ بأن كتبت موضوعاً بعنوان ( نصائح وإرشادات للمعالجين في الرقية الشرعية ) وكنت قد ذكرت نصيحة للمعالجين معناها أن جل ما يدعونه من حالات المس الشيطاني غير صحيح ، وكنت قد ذكرت أن نحو نسبة تسعين بالمائة من الحالات ليس بها مس شيطاني ، وإنما يعود ذلك لأسباب أخرى كالأمراض النفسية المتعددة ، ومنها حالات الوهم ومنها حالات الاحتيال حيث يحتال بعض المرضى في حصول مرادهم عن طريق التمثيل على الناس أو على ذويهم ليحققوا مآربهم .
ثم بعد ذلك رأيت غضب بعض المعالجين من قولي هذا وحنقهم على ما ذكرت من نسبة تصل إلى نحو تسعين بالمائة ، فقد دعاني ذلك أن أوضح في مقالي هذا صحة هذه النسبة وأن أشفع ذلك بتأييد العلماء وأن أبين ما قلت هو الحق الذي لا محاد عنه ، رضي من رضي وأعرض من أعرض ، وإنه لا سبيل لإخفاء الحقائق عن الناس ، وفي ذلك رد الأمور إلى ما كانت علية الأمر في عهد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم حيث كانت حالات المس الشيطاني قليلة ونادرة .

أولاً : إن الناظر في الحالات التي قيل إن فيها مساً شيطانياً تبين من خلال التجربة الطويلة في معالجة المرضى أنها تعود إلى حالات الاحتيال ، والقصص في ذلك كثيرة .

ثانياً : تبين أن كثيراً من الحالات تعود إلى الوهم الذي ألصقه بعض المعالجين بعقول المرضى ، وهم في حقيقة الأمر ليسوا بمرضى أصلاً ، ومما يدل على ذلك أن أمثال هؤلاء بعد نزع الوهم من عقولهم ورفع معنوياتهم وتعزيز الثقة عندهم بأنهم غير مرضى ، نراهم يتحسنون وتعود إليهم العافية .

ثالثاً : تبين أن كثيراً من الحالات تعود إلى الأمراض النفسية ، ومصداق ذلك أن كثيراً من المرضى بعد أن أصابهم اليأس من علاج الرقاة توجهوا إلى العلاج النفسي ، وأخذوا الدواء ، فشفاهم الله تعالى مما يعانون .

رابعاً : إن الناظر في تاريخ سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم ليجد أن نسبة حالات المس الشيطاني قليلة جداً ، ففي زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت حالات المس الشيطاني تعد على رؤوس الأصابع ، وكذلك في عهد الصحابة والقرون الخيرة من قبل ، وليس كما يدعي بعض المعالجين أن نسبة المس الشيطاني في عصرنا هذا تصل إلى تسعين بالمائة ، مما يدل على التهويل في هذا الأمر والله المستعان .
خامساً : تأييد العلماء لندرة حالات المس الشيطاني وعدم رضاهم بنسبة المهولين من المعالجين ، وفيما يلي بعض من أقوالهم تأييداً لما ذكرت :

- قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - : ( لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفراداً قليلين صالحين فيما مضى ، فصاروا اليوم بالمئات ، وفيهم بعض النسوة المتبرجات ، فخرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية لا يقوم بها إلا الأطباء عادة ، إلى أمور ووسائل أخرى لا يعرفها الشرع ولا الطب  معاً ، فهي - عندي - نوع من الدجل والوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان ) . انتهى . 

- ويقول فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء :       ( من واقع عملي في دار الإفتاء ، أعرف أن أكثر من ( 90 ) في المئة من الأمراض التي يقول عنها الرقاة غير صحيحة ، بل هي أمراض نفسية ) .

- ويقول فضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم - حفظه الله - في نصيحة قدمها للمعالجين بالقرآن الكريم قال فيها : ( أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت ، وأن الحل الحقيقي - بجانب الالتزام بالشرع في هذه الأشياء كلها - لهذه الظاهرة أن تنكمش ، وأن تعود إلى الحجم الذي كانت عليه ، وعلينا أن نعلم أن هناك مساً جنياً ، لكن ليس كل الحالات تعتبر مساً ، فقد تكون ناتجة عن وهم ، أو حالات هستيريا ، أو خيال يسيطر على الإنسان ، أو نتيجة عن حفظ الأدوار ، وإتقان تمثيلها احتيالاً ؛ فينبغي دلالة هؤلاء الناس على الطريق الصحيح ) . 

- ويقول فضيلة الدكتور سلمان العودة : ( إن كلمة المس لا تعني الفهم الساذج البسيط من أن الجن تلبس بالإنسان ، وأصبح يتصرف ويتحدث من خلاله ، لافتاً إلى أنه نوع من الاقتراب من هذا الإنسان ، والقدرة على إيصال ضرر أو أذى مادي في حدود ما أقدره الله تعالى عليه ) .

- كما استنكر فضيلة الشيخ سلمان العودة مسألة الغلو في نسبة الأمراض   للجن ، مشيراً إلى أن أحدهم زار أحد الرقاة ، وقال له : أنت فيك سبعون جنياً ، عائلة كاملة ... فقلت : يا أخي عندهم أزمة سكن إلى هذا الحد ؟ وأضاف أيضاً أن مسألة الرقية ليست ألغازاً ، فقد تكون بفاتحة الكتاب كما في حديث أبي سعيد الخدري ، أو بالمعوذتين .

- كما دعا فضيلته إلى ضرورة عدم التوسع في مسألة زواج أو عشق الجن والإنس ، والاقتصار فقط على ما ورد - بشأن الجن - في الكتاب والسنة ، مشيراً إلى أن التوسع في هذا الأمر سواء عند الرجال أو عند النساء فهو يصنع بلا شك عديدا من الأمراض والأوهام النفسية . 

- وفي مقابلتي لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الجبرين       - حفظه الله - في مكتبة والتي استمرت أكثر من ساعة أخبرني أنه أكثر من خمس وتسعين بالمائة من الذين يذهبون للمعالجين ليس بهم جني .

سادساً : إن النسبة التي ذكرت من أن تسعين بالمائة من الحالات المدعاة بريئة من المس الشيطاني ، لا ترضي أهل الجشع والطمع من بعض المعالجين الذين يتمنون كثرة الحالات ليملأوا جيوبهم بأكل أموال الناس بالباطل .

سابعاً : تراجع كثير من المعالجين القدامى بالرقية الشرعية عما كانوا يعتقدونه ، فقد تراجعوا عن ادعاء أن كثيراً من الحالات مصابة بالمس الشيطاني ، وهذا من المبشرات التي تدل على أن الحال سيعود إلى ما كان عليه في عهد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ، وهذا أيضاً يبين ويظهر الشيطان على حقيقته الأصلية التي أخبرنا الله تعالى عنها : (( (((( (((((( (((((((((((( ((((( (((((((( ))  .
بل إن بعض هؤلاء الأفاضل انبروا ينصحون المعالجين أن لا يهولوا الأمر وأن يتريثوا في نسبة الحالات المرضية للمس الشيطاني .
وما نشرته من نصائح وحقائق تتضمن نسبة التهويل عند بعض المعالجين ما هي إلا حقيقة التبست على كثير من الناس وحاول بعضهم أن يستغلها لمصلحته الشخصية ، والحق أحق أن يتبع .
وأرى أن نشر هذا الحق وهذه النسبة التي ذكرها كثير من العلماء وكثير من المعالجين ليس فيها تهوين من أمر الرقية الشرعية ، وإنما يعيد الرقية إلى مفهومها الصحيح ، والتعامل معها على الوجه الصحيح .

نصيحتي للمرضى :

أنصح كل من ابتلى بأي مرض روحي أو نفسي بألا يعتقد بالمعالجين ، وإنما يستعين بالله الواحد الأحد ويرقي نفسه وأهل بيته ، فإن قراءة المريض على نفسه لا شك في أنها أبلغ وأكمل من قراءة غيره ، وقد يظن البعض أن الرقاة أفضل منهم ، وأتقى منهم ، بل هذا الأمر غير صحيح البتة ، فالتقوى لا يعلمها إلا الله تعالى ، وأذكر مقولة للشيخ الألباني - رحمه الله – : ( ليس الأمر بكثير علم ولا بكبير عمل إنما الأمر بتقوى الله تعالى ) .
فينبغي لكل من يشعر بشيء من ذلك أن يرقي نفسه أو أهل بيته ، ولا يسافر ويكابد المشقة ليدفع المبالغ الكبيرة .
كما ينبغي لكل مسلم أن يحرص على أن يرقي نفسه بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وأن يداوم عليها ويصبر، وأن يحرص كل الحرص على الدعاء مع الرقية ، لأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء ، كما ثبت في الحديث : (( لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر ))  .
وليتذكر المسلم أن هذه الأمراض التي تصيبه هي رحمة من الله . وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ))  .
وقال أيضاً : (( أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ))  .

الرقية الشرعية الثابتة في السنة :

قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : (( تداووا عباد الله ، فإن الله تعالى لم يضع داءً إلا وضع له دواءً ، غير داءٍ واحد ؛ الهِرَم )) . 

توضع اليد حيث مكان الشكوى ثم يقال : ( باسم الله ، أعوذ بعزة الله  وقدرته ، من شر ما أجد من وجعي هذا ) . ثم ترفع اليد ، ثم يعاد ذلك  وتراً . 

توضع اليد على مكان الألم ثم يقال : ( باسم الله ) ثلاثاً ، ثم يقال سبع  مرات : ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) . 

توضع اليد اليمين على مكان الشكوى ، ويمسح بها سبع مرات مع قول :    ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد ) في كل مسحة . 

يأخذ الراقي من ريق نفسه على إصبعه السبابة ، ثم يضعها على التراب حتى يعلق به شيءٌ منه ، ثم يمسح به موضع الألم قائلاً في حالة المسح : ( باسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يُشفى سقيمنا بإذن ربنا ) . 

يقرأ الراقي الفاتحة ، ثم يجمع بُزاقه ويتفل .  يفعل ذلك سبع مرات .  ثلاثة أيام غدوةً وعشية أي : أول النهار وآخره أو نهاراً وليلاً . 

توضع اليد على جبهة المريض , ثم يمسح باليد على الوجه والبطن ,   ويقال : ( اللهم اشف فلاناً ) .  يقال ذلك ثلاث مرات . 

يمسح باليد اليمنى مع قول : ( اللهم رب الناس , أذهب البأس , اشف أنت الشافي , لا شفاء إلا شفاؤك , شفاءً لا يغادر سقماً ) . 

الباب الثالث

تشخيص الأمراض الروحية

المبحث الأول : الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية .

المبحث الثاني : شبهات الرقاة في تشخيص المس الشيطاني ، والرد عليها بالحجة والمنطق والبرهان .





المبحث الأول

الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المَرَضية








الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية :

نذكر بعض الطرق التي قد تساعد في تحديد وتشخيص نوع الإصابة عند المريض سواء أكانت إصابة روحية أم نفسية :

1 - الطريقة الأولى :

أن يقرأ المعالج مقطوعة شعرية على المريض ، أو أي كلام آخر ، ومن ثم يلاحظ الأعراض التي تظهر على المريض بعد ذلك ، فتجد بعضهم في الغالب يرتجف أو ينتفض ، وحتى إن بعضهم يصرع . والسؤال هنا : أما يحتاج المعالج الحاذق لوقفة هنا ليسأل نفسه : لم هذه الأعراض التي ظهرت عند سماع الشعر ؟ وهل الشعر يؤثر في الأمراض الروحية أم أن ما حصل مع المريض من أعراض سببه غير ذلك ؟ وهل من الممكن أن يكون بسبب الإيحاء ؟ وهل من الممكن أيضاً أن يكون سببه أموراً نفسيةً أو عضوية ؟

2 - الطريقة الثانية :

أن يضع الراقي يده على رأس المريض ، ويوهمه بأنه يقرأ عليه الرقية بقراءة صامتة ، وبعد ذلك يلاحظ الأعراض التي حدثت مع المريض . وفي الغالب ستجده يرتجف ويتألم ويصرخ ، وسيظهر عليه ما يسمى أعراض المس والسحر ، وعندها سيسأل المعالج نفسه أنا لم أقرأ شيئاً من كتاب الله ، فلم حدثت معه هذه الأعراض ؟!!!!
ولذا - فإنني دائماً - أنصح الإخوة الرقاة بأن يكون لديهم اطلاع على الطب النفسي والعضوي ووظائف بعض أعضاء جسم الإنسان ، ولو كان شيئاً يسيراً .

3 - الطريقة الثالثة :

وتعد الفيصل في الموضوع ، وهي أن نأتي بشخص من الحضور كوالد المريض أو أخيه ، ونقول للمريض : سوف نقرأ على والدك أو أخيك ، ثم بعد ذلك نعود ونقرأ عليك مرة أخرى . وعندئذ يقوم المعالج بقراءة الرقية على والد المريض أو أخيه ، وعندها سنجد أن الشخص المريض الذي يجلس بجوار والده أو أخيه ويستمع ، ويراقب بشغف ما سيحدث . سنجد - بعد انتهاء الرقية - أنه لم يتأثر بشيء قط ، وهنا أيضاً أرى أنه من الضروري جداً بعد ذكر هذه الطريقة أن يسأل المعالج نفسه هذه الأسئلة ، وهي :
لماذا تأثر المريض بقراءة الشعر ؟
لماذا تأثر عندما أوهمته بأنني أقرأ عليه وأنا في الواقع لم أقرأ عليه شيئاً ؟
لمّ لم يتأثر وهو بجوار والده أو أخيه يستمع للرقية ؟

أهداف نشر الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية على العامة :

لقد سألني بعض الأخوة عن سبب نشر الطرق الذهبية الثلاث على عامة الناس ، وقد رأوا أن من الحكمة عدم نشر هذه الطرق عموم الناس ، ورأوا أن تكون محصورة بين الرقاة ، فقلت - وبالله التوفيق - :
إن نشر هذه الطرق على عامة الناس ليعوها ويعلموها لمن الحكمة بمكان ، وله أهداف جمة منها ما يتعلق بالرقاة ، ومنها ما يتعلق بالمرضى ، ومنها ما يتعلق بالمهتمين من عامة الناس ، ولبيان هذه الأهداف أقول :

أولاً : بيان أن طرق التشخيص عند المعالجين كثيرة جداً ، ولكل معالج طريقته في التشخيص ، ثم بيان أن طرقنا الذهبية هي أهم طرق التشخيص وذلك لسهولة تطبيقها ، وكونها طريقة نافعة في الفحص ، ومجديه وتؤتي أكلها .

ثانياً : بيان أن هذه الطرق الثلاث قد تكون سبباً كبيراً في مساعدة الرقاة في التشخيص الصحيح للحالات المرضية ، مع التأكيد على أن هذه الطرق اجتهادية وغير ملزمة للآخرين ، فهناك طرق عديدة أخرى للفحص لم نتعرض لذكرها .

ثالثاً : مع أهمية هذه الطرق الثلاثة في التشخيص ، وكشف الحالة بين الوهم والمس الحقيقي لم أرّ من أشار إليها ، أو ذكرها ، أو بينها لعامة الناس - فيما أعلم - لذا فإني رأيت أن أنشرها نفعا لعامة المسلمين .

رابعاً : في نشر هذه الطرق الثلاث على العامة إشارة للعلماء وطلاب العلم الأفاضل بأن يضعوا هذه القضية في عين الاعتبار ، وأن يؤصلوها التأصيل الشرعي الذي تستحقه خاصة وأنني لما عرضتها على العلماء نصحوني بنشرها ، وأعجبوا بها ، ورأوا أن من المصلحة أن تنتشر بين الناس .

خامساً : في نشر هذه الطرق بيان لضعف الشيطان ، لقولة تعالى : (( ((( (((((( (((((((((((( ((((( (((((((( ))  . حيث صور بعض الرقاة لعامة الناس أن تسعين بالمائة منهم مصابون بمس شيطاني ، وهذا ما استنكره كثير من العلماء .

سادساً : في نشر هذه الطرق دحض لتهويل كثير من الرقاة فيما ادعوه ونسبوه للجن والشياطين .

سابعاً : في نشر هذه الطرق تعليم لبعض الرقاة أن يستعملوا المنهج العلمي في تشخيص الحالات المرضية ، وألاّ تكون طريقتهم عشوائية وارتجالية وألاّ يبقى المعالج يدندن حول قضية المس والسحر والعين والحسد .

ثامناً : في نشر هذه الطرق تعزيز ثقة الناس بالرقاة ، وحتى يقتنع العامة بأن عمل الرقاة قائم على المنهجية والمصداقية ، حيث إن المعالج أو الراقي لا يقتصر عمله على الرقية فقط ، وإنما يبذل كل ما هو مباح لنفع المريض .

تاسعاً : في نشر هذه الطرق إلغاء لفكرة أن تسعين بالمائة من المرضى مصابون بمس شيطاني أو بسحر ، ولعل الله تعالى يَِِِمّن عليّ بإعداد بحث منفصل أبين فيه عدم مصداقية هذه النسبة ، والتي كانت سببا في دخول الوهم إلى عقول كثير من الناس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...