( الرد على القول بعدم إمكانية دخول الجن المسلم لبدن المسلم )
الأخ الفاضل الكريم. .......
قولك :
أن الجن الذي يتلبس الإنسان هو الجن الكافر وليس المسلم مستدلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( أخرج عدو الله...) وقولك: لو كان الجني مسلما لما سماه حبيبنا "عدو الله" .
أقول والله الموفق :
إن الاستدلال بحديث النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( أخرج عدو الله...) على نفي دخول وإيذاء الجني المسلم لأخيه الإنسي المسلم غير صحيح فالحديث هنا واقعة عين وليس فيه ما ينفي دخول وإيذاء الجني المسلم لأخيه الإنسي المسلم فكما هو معلوم أن مسلمي الجن كالإنس تماما فيهم الجاهل وفيهم العاصي وفيهم الظالم وفيهم المعتدي .
ويؤيد قولي هذا ما ذهب إليه أهل العلم من إمكانية دخول الجن المسلم في بدن الإنسي أذكر منها...
⚫ قال أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله:
رأيت مُصاباً - أي مصروعاً - قد وقعَ فقرأتُ في أُذُنه، فكلمتني الجنية من جوفه تقول : يا أبا عبد الله، بالله دعني أخْنُقه، فإنه يقول : القرآن مخلوق !!
[تاريخ بغداد ٦/٣٩٩] .
قلت : هذا دليل صريح على أن هذه الجنية كانت مسلمة وسنيه لأن القول بخلق القرآن يقول به المعتزلة والصراع بين أهل السنة والمعتزلة معروف .
⚫ قال ابن القيم رحمه الله :
وحدَّثني – أي : شيخه ابن تيمية - أنه قرأها مرة – أي : قوله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ) المؤمنون/115 - في أُذن المصروع ، فقالت الروح : نعمْ ، ومد بها صوته ، قال : فأخذتُ له عصا ، وضربتُه بها في عروق عنقه حتى كَلَّتْ يدَايَ من الضرب ، ولم يَشُكَّ الحاضرون أنه يموتُ لذلك الضرب ، ففي أثناء الضرب قالت : أَنا أُحِبُّه ، فقلتُ لها : هو لا يحبك ، قالتْ : أنَا أُريد أنْ أحُجَّ به ، فقلتُ لها : هو لا يُرِيدُ أَنْ يَحُجَّ مَعَكِ ، فقالتْ : أنا أدَعُه كَرامةً لكَ ، قال : قلتُ : لا ، ولكنْ طاعةً للهِ ولرسولِه ، قالتْ : فأنا أخرُجُ منه ، قال : فقَعَد المصروعُ يَلتفتُ يميناً وشمالاً ، وقال : ما جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟ قالوا له : وهذا الضربُ كُلُّه ؟ فقال : وعلى أي شيء يَضرِبُني الشيخ ولم أُذْنِبْ؟ ولم يَشعُرْ بأنه وقع به الضربُ البتة .
"زاد المعاد في هدي خير العباد" (4/68 ، 69).
قلت : أن هذا يستدل به أن هذا الجنية كانت مسلمه بدليل أنها أرادت أن تحج معه فمثل هذا لا يصدر من كافر.
⚫ يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ومعلوم ما في حلول الجني في الإنسي من أضرار كثيرة، وفساد كبير سواء كان مسلما أو كافرا، ليس له أن يسكن في الإنسي ، وليس له أن يؤذيه، ولا يضره.(فتاوى نور على الدرب ).
قلت : أن كلام الشيخ رحمة تعالى واضح جلي في إمكانية حلول الجن المسلم وغير المسلم في البدن .
⚫ يقول الشيخ محمد صالح المنجد يمكن أن يحصل من الجني المسلم العاصي ، فيعتدي على المسلم من الإنس ، فيؤذيه أو يصرعه ، كما يحصل من مسلمي الإنس : أن يعتدي الظالم منهم على أخيه المسلم ، وهو يعلم أن اعتداءه عليه محرم .
قلت : في كلام الشيخ المنجد حفظه الله إشارة واضحة جليه لأن في إمكانية أن يصرع الجن المسلم بدن الإنسي المسلم.
⚫ يقول الشيخ ابوالبراء المعاني وهو صاحب الموسوعة الشرعية في علم الرقى...
الجني المسلم قد يؤذي أخاه المسلم إما عن طريق العين أو السحر او الاقتران بشكل عام ، وهو آثم عاصي في مثل هذه الحالة ولا يخرجه ذلك من ملة الاسلام إلا أن يأتي بكفر بواح ، أو أن ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة .
⚫ من خلال التجارب الكثيرة لدى الكثير من الرقاة المختصين المتمرسين أصحاب الخبرة والتجربة الطويلة في الميدان تبين مدى إمكانية دخول الجني المسلم في بدن الإنسي.
الخاتمة :
1⃣ بناء على ما تقدم من أقوال أهل العلم والفضل وما ظهر من تجارب الرقاة أصحاب الخبرة والتجربة الطويلة في الميدان أنه لا مانع من أن يدخل الجني المسلم إلى بدن الإنسي المسلم.
2⃣ فيما أعلم أنه لم يثبت عن أهل العلم لا سلفا ولا خلفا أنهم حصروا دخول الجن الكافر دون المسلم في الجسد.
3⃣ لا يجوز إثبات شرعية المسائل من خلال اجتهادات شخصية من غير الرجوع لكلام أهل العلم.
فلا يحق هنا أن نبني مسألة عقديه كمسألة أن الجني المسلم لا يصرع ولا يؤذي أخاه الإنسي المسلم معتمدين على اجتهاد شخصي من الحديث .
⚫ تبين مما سبق أن القول بتخصيص دخول الجن الكافر دون المسلم في الجسد بعيد عن الصواب وأن الصواب ما ذكرناه وشهد له أهل العلم كما سبق .
هذا والله تعالى أعلم وأحكم
كتبه / عمر ابوجربوع
الإثنين الموافق
2017 / 1 / 3
الأخ الفاضل الكريم. .......
قولك :
أن الجن الذي يتلبس الإنسان هو الجن الكافر وليس المسلم مستدلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( أخرج عدو الله...) وقولك: لو كان الجني مسلما لما سماه حبيبنا "عدو الله" .
أقول والله الموفق :
إن الاستدلال بحديث النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( أخرج عدو الله...) على نفي دخول وإيذاء الجني المسلم لأخيه الإنسي المسلم غير صحيح فالحديث هنا واقعة عين وليس فيه ما ينفي دخول وإيذاء الجني المسلم لأخيه الإنسي المسلم فكما هو معلوم أن مسلمي الجن كالإنس تماما فيهم الجاهل وفيهم العاصي وفيهم الظالم وفيهم المعتدي .
ويؤيد قولي هذا ما ذهب إليه أهل العلم من إمكانية دخول الجن المسلم في بدن الإنسي أذكر منها...
⚫ قال أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله:
رأيت مُصاباً - أي مصروعاً - قد وقعَ فقرأتُ في أُذُنه، فكلمتني الجنية من جوفه تقول : يا أبا عبد الله، بالله دعني أخْنُقه، فإنه يقول : القرآن مخلوق !!
[تاريخ بغداد ٦/٣٩٩] .
قلت : هذا دليل صريح على أن هذه الجنية كانت مسلمة وسنيه لأن القول بخلق القرآن يقول به المعتزلة والصراع بين أهل السنة والمعتزلة معروف .
⚫ قال ابن القيم رحمه الله :
وحدَّثني – أي : شيخه ابن تيمية - أنه قرأها مرة – أي : قوله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ) المؤمنون/115 - في أُذن المصروع ، فقالت الروح : نعمْ ، ومد بها صوته ، قال : فأخذتُ له عصا ، وضربتُه بها في عروق عنقه حتى كَلَّتْ يدَايَ من الضرب ، ولم يَشُكَّ الحاضرون أنه يموتُ لذلك الضرب ، ففي أثناء الضرب قالت : أَنا أُحِبُّه ، فقلتُ لها : هو لا يحبك ، قالتْ : أنَا أُريد أنْ أحُجَّ به ، فقلتُ لها : هو لا يُرِيدُ أَنْ يَحُجَّ مَعَكِ ، فقالتْ : أنا أدَعُه كَرامةً لكَ ، قال : قلتُ : لا ، ولكنْ طاعةً للهِ ولرسولِه ، قالتْ : فأنا أخرُجُ منه ، قال : فقَعَد المصروعُ يَلتفتُ يميناً وشمالاً ، وقال : ما جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟ قالوا له : وهذا الضربُ كُلُّه ؟ فقال : وعلى أي شيء يَضرِبُني الشيخ ولم أُذْنِبْ؟ ولم يَشعُرْ بأنه وقع به الضربُ البتة .
"زاد المعاد في هدي خير العباد" (4/68 ، 69).
قلت : أن هذا يستدل به أن هذا الجنية كانت مسلمه بدليل أنها أرادت أن تحج معه فمثل هذا لا يصدر من كافر.
⚫ يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ومعلوم ما في حلول الجني في الإنسي من أضرار كثيرة، وفساد كبير سواء كان مسلما أو كافرا، ليس له أن يسكن في الإنسي ، وليس له أن يؤذيه، ولا يضره.(فتاوى نور على الدرب ).
قلت : أن كلام الشيخ رحمة تعالى واضح جلي في إمكانية حلول الجن المسلم وغير المسلم في البدن .
⚫ يقول الشيخ محمد صالح المنجد يمكن أن يحصل من الجني المسلم العاصي ، فيعتدي على المسلم من الإنس ، فيؤذيه أو يصرعه ، كما يحصل من مسلمي الإنس : أن يعتدي الظالم منهم على أخيه المسلم ، وهو يعلم أن اعتداءه عليه محرم .
قلت : في كلام الشيخ المنجد حفظه الله إشارة واضحة جليه لأن في إمكانية أن يصرع الجن المسلم بدن الإنسي المسلم.
⚫ يقول الشيخ ابوالبراء المعاني وهو صاحب الموسوعة الشرعية في علم الرقى...
الجني المسلم قد يؤذي أخاه المسلم إما عن طريق العين أو السحر او الاقتران بشكل عام ، وهو آثم عاصي في مثل هذه الحالة ولا يخرجه ذلك من ملة الاسلام إلا أن يأتي بكفر بواح ، أو أن ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة .
⚫ من خلال التجارب الكثيرة لدى الكثير من الرقاة المختصين المتمرسين أصحاب الخبرة والتجربة الطويلة في الميدان تبين مدى إمكانية دخول الجني المسلم في بدن الإنسي.
الخاتمة :
1⃣ بناء على ما تقدم من أقوال أهل العلم والفضل وما ظهر من تجارب الرقاة أصحاب الخبرة والتجربة الطويلة في الميدان أنه لا مانع من أن يدخل الجني المسلم إلى بدن الإنسي المسلم.
2⃣ فيما أعلم أنه لم يثبت عن أهل العلم لا سلفا ولا خلفا أنهم حصروا دخول الجن الكافر دون المسلم في الجسد.
3⃣ لا يجوز إثبات شرعية المسائل من خلال اجتهادات شخصية من غير الرجوع لكلام أهل العلم.
فلا يحق هنا أن نبني مسألة عقديه كمسألة أن الجني المسلم لا يصرع ولا يؤذي أخاه الإنسي المسلم معتمدين على اجتهاد شخصي من الحديث .
⚫ تبين مما سبق أن القول بتخصيص دخول الجن الكافر دون المسلم في الجسد بعيد عن الصواب وأن الصواب ما ذكرناه وشهد له أهل العلم كما سبق .
هذا والله تعالى أعلم وأحكم
كتبه / عمر ابوجربوع
الإثنين الموافق
2017 / 1 / 3
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق