الخميس، 6 ديسمبر 2012

غلاة بعض الرقاة فيما يخص التابعه



                                     غلاة بعض الرقاة فيما يخص التابعه


الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب نورا وهدى وشفاء للناس ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم طبيب الأبدان والأرواح وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .

وبعد :

إن ما يجري اليوم من بعض غلاة الرقاة ونسبهم الأمراض إلى الجن والشياطين أمر ينتابه الغلوا ومما غالوا فيه فيما يتعلق في أمر التابعة .
والتابعه :
يقول ابن منظور : ( والتابعة : الرئي من الجن ، أُلحقت الهاء للمبالغة أو لتشنيع الأمر أو على إرادة الداهية . والتابعة : جنية تتبع الإنسان .
وفي الحديث : أول خبر قدم المدينة يعني من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة كان لها تابع من الجن ؛ والتابع هنا : جني يتبع المرأة يحبها . والتابعة : جنية تتبع الرجل تحبه . وقولهم : معه تابعة أي من الجن )  مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين ( 2 : 191) . 




ولا شك أن التابعة بحسب هذا التعريف أنها نوع من أنواع المس الشيطاني الذي نقره ولا ننكره  بغض النظر عن سبب دخوله سواء كان عن طريق السحر أو العين أو الحسد أو غير ذلك وإنما وجه إنكارنا هو الغلوا فيه .

فلا يشترط في كل من تسقط حملها أن يكون بسبب التابعة كما يصور ذلك ذلك كثير من الرقاة موقعين الناس بالوهم والحرج الشديد ويستدلون على ذلك بالأحلام التي تراها المرأه في منامها كأن ترى في منامها من يضربها على بطنها أو رؤية حيوانات في المنام تطاردها كالكلاب أو الأفاعي فيظنون أن ذلك دليل كاف على أنه بسبب التابعه فتبدأ الرحله مع الوهم والتنقل بين الرقاة إلى ما شاء الله تعالى.

والذي أراه أن هذه الأحلام التي يستدلون بها ليس دليلا كافيا لنسبة إسقاط الحمل للتابعة  فمن المعلوم أن الأحلام كثير منها يعود لحالة المريض النفسية وشدة عواطفه الداخلية وما يفكر في ليله ونهاره ومن المعلوم أيضا أن المرأة الحامل من حبها وخوفها على جنينها فإنها مشبعة بخواطر وعواطف الحفاظ على الجنين وخشيتها عليه من أي ضرر ويلاحظ عليها في اليقظه من شدة حرصها على جنينها والمحافظه على نفسها من التعب وحرزها من أي شيء يتسبب بإسقاط جنينها فعندما تتملكها هذه العواطف والمشاعر يقظة ومناما الأمر الذي يفسر كثرة هذه الأحلام والرؤى لدى المرأة الحامل ويتأكد ذلك إذا كانت هذه المرأة تحمل بعد إسقاط ومن عجب أن بعض الرقاة –هداهم الله – يفسرون هذه الأحلام بأنها من التابعة ونسوا إن حدث فعلا ذلك أن الجن التابع هو نوع من أنواع المس الشيطاني الذي يميزه بعض المعالجين الرقاة أصحاب الخبرة والتجربة الطويلة مع المرضى وذلك من خلال جلوسهم مع المريض ورقيته بعد دراسة حالته وسيرته الذاتيه والمرضيه  .
فلا يعقل أن تشخص المرأة التي يسقط حملها من قبل المعالجين والتي لا يظهر عليها أي أعراض بالإصابة الروحية بأنها مصابة بالمس الشيطاني ولا تكفي الرؤى والأحلام في إثبات أمر التابعة للأسباب التي ذكرتها من قليل.
فمن المعلوم بأنه لا يشترط في كل من يرى خيالات أو يسمع أصوات أويحلم أحلاما مزعجه أن يكون سببه الشيطان فقد يدث ذلك بعض الأمراض النفسية والعضويه.

الخلاصة :
أحببت في مقالي هذا أن أحد من غلاة بعض الرقاة في نسبة إسقاط الحمل من الجن وتعلقهم بأدله ظنيه غير كافية في أمر جلل يوقع الناس في الوهم والحرج وتهويل أمر الجن والشياطين ووصفهم وإعطائهم أكبر من حجمهم.
وليس مقصود مقالي هذا إنكار أمر التابع من الجن ولا بيان طرق علاجه فهذا يرجع إليه في مظانه ومصادره.

وكتبه : عمرأبوجربوع
الخميس الموافق : 6 / 12 / 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...