الفرق بين نطق العقل الباطن(اللاوعي) ونطق الجان على اللسان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
إن كثيرا من الرقاه ينكرون مسألة نطق العقل الباطن ( اللاوعي ) على لسان المصاب وإن القليل القليل منهم من ير إمكانية نطقه على لسان المصاب ولكنهم للأسف في نفس الوقت لا يستطيعون التفريق والتمييز بين النطقين وتراهم في واقع الحال وفي تعاملهم مع المرضى لا يكادون يذكرون أمر واحتمالية نطق العقل الباطن وإن كانوا يقرون به نظريا إلا أنهم فعليا يتجاهلوه ويستبعدوه.
فكان لزاما عليّ أن أبين أمر القضيتين أعني بذلك ثبوت نطق العقل الباطن( اللاوعي ) ثم التمييز بين النطقين فقبل الشروع في بيان وتفصيل القضيتين لا بد من ذكر وتعريف المقصود بالعقل ، والعقل الباطن ، ونطق العقل الباطن وكذلك بيان أضرار عدم التمييز بين النطقين على المرضى والرقاة وعامة الناس.
أولاً: بيان المقصود بالعقل والعقل الباطن ونطق العقل الباطن :
* العقل :
إن التعريف العلمي المنهجي العام للعقلهوالوعي الذي ينتج في الدماغ و يظهر من خلال الفكر و الإرادة و الإدراك و الذاكرة و العواطف و الأحلام.
*العقل الباطن :
يقول الدكتورجوزيف ميرفي صاحب كتاب تعرّف على قوة عقلك الباطن أن العقل الباطن : هو مركز للعواطف و الانفعالات ومخزن الذاكرة.
وهو ما يعرف عند فرويد باللاشعور وهو يتكون من الدفعات والرغبات والخبرات المكبوتة منذ الطفولة المبكرة وتؤثر في كل حياة الفرد في المستقبل..وهى ليست مكبوتة ولا تظهر، ولكنها تظهر من خلال الهفوات والاحلام والاعراض المرضية.
* نطق العقل الباطن :
هو الكلام الذي يظهر على المصاب بغير إرادته عند تعرضه لحادث ما مثل تعرضه لصدمه قويه أو غيبوبه أو أحلام أو هلوسه أوخوفه شديه إلى غير ذلك .
ثانيا : أضرار عدم التفريق بين نطق الجن ونطق العقل الباطن ( اللاشعور ) :
• يوقع المرضى في الوهم والوسوسة والهلوسه التي هو بغنى عنها .
• يزيد المريض مرضاً في بعده عن علاجه الحقيقي ويؤدي لتفاقم المشكلة .
• أوقع هذا الامر كثير من الرقاة وبعض الدعاة إلى محاربة الطب النفسي وإنكار العقل الباطن الذي هو يعد من الأمور الثابته والمشاهده عند الأطباء التي لا مجال لإنكارها .
ثالثا : إثبات العقل الباطن من الناحية الطبية :
• يقول الدكتورجوزيف ميرفي كتابه تعرّف على قوة عقلك الباطن إن الأفكار عندما تنتقل إلى عقلكم الباطن فإنها تحدث انطباعات من خلايا المخ وبمجرد أن يتقبل عقلكم الباطن أية فكرة فانه يبدأ في الشروع فورا في وضعها موضع التنفيذ.
• يقول العالم جيمس فان فليت في كتابه كيف تطلق العنان لقوة العقل الباطن: إن عقلك الباطن يكمن هناك بداخلك خاملاً منتظراً استخدامه وإنه مصدر من مصادر الطاقة التي تفوق الطاقة الكهربائية .
وإن عقلك الباطن قوة لانهائية ولامحدودة إنه معين لا ينضب وهو يعمل دوماً حتى وأنت نائم فإنه لا يستريح .
• يقول الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه قوة العقل الباطن
إن عقلك الباطن يسيطر ويتحكم في جميع المعلومات الحيوية في جسدك ويعرف الإجابة على كل المشاكل .
ويقول أيضا : إن عقلك الباطن هو المسئول عن أجهزة جسمك وأنه لا ينام أبدا و إنه يقوم بوظيفته دائما أنه يسيطر على كل وظائفك الحيوية.
* يقول الدكتور طارق الحبيب برفسور واستشاري الطب النفسي في حلقة تلفزيونيه على قناة الرسالة الفضائيه : أن العقل الباطن مخزن للأحداث وهو غبي جدا ويحتاج التكرارالمستمر ويقرر دون أن تتحكم به الشخص .
رابعا : أمثلة على نطق العقل الباطن ( اللاوعي ) :
* ما نجده من الشخص بعد العملية الجراحية وقبل الاستيقاظ من المخدر تجد بعضهم يقرأ القران وآخر يتكلم بكلام غير مفهوم وبعضهم يغني...الخ .
• حادثة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى – التي يرويها إبنه في كتاب صفحات مشرقة من حياة الشيخ العثيمين ويقول فيها أصيب والدي في غيبوبه وفقد وعيه وأخذ يتحدث عن خطر الغيبة والنميمة ويذكر الآيات ويسرد الأحاديث تماماً كما لو أنه يلقي محاضرةً أو درساً . قال ابن الشيخ : والله لو سجلت ما قاله لكان درساً عظيماً في بابه .
• الطفل عند ارتفاع درجة حرارته نجده يتكلم بكلام غريب وغير موزون ومفهوم .
• وكذلك ما يستخدمه الأطباء بما يسمى بالتنويم المغناطيسي يبدأ الشخص يتكلم بلاوعي وإراده.
خامسا : الفرق بين النطقين ( نطق العقل الباطن(اللاوعي) ونطق الجان على اللسان) :
بعد البحث والتحري لم أقع على من فرق بين النطقين (نطق الجني والعقل الباطن) بكلام علمي مقبول لذا فإنني حاولت جاهدا أذكربعض الفروق وذلك من خلال تجربتي التي ليست بالقصيرة مع المرضى وسأحاول أن أقربها إلى ذهن القارئ ما استطعت إلى ذلك سبيلا على وهو على النحو التالي :
,من المعلوم أن العقل الباطن ( اللاوعي ) له نطق على اللسان وكذلك الجني أيضا فإنه ينطق ويتكلم على لسان المريض لذلك فإن الفيصل في معرفة مصدر النطق الحاصل على لسان المصاب يتبين لنا من خلال هذين الأمرين :
الامر الأول : نطق العقل الباطن (اللاوعي) محصور ومحدود فيما هو مخزن في الذاكره مسبقا .
الأمر الثاني : نطق الجني على اللسان يكون بإعطاء معلومات يعلمها الجني وقد لا يعلمها الشخص المصاب .
وعليه :
فإنه يمكن للشخص الراقي المعالج أن يميز بين النطقين من خلال طبيعة الكلام والمعلومات الصادره عل لسان المصاب من خلال تطبيق الأمرين السابقين ومن الأمثلة على ذلك :
المثال الأول :
إذا صدر من المصاب كلاما على لسانه بلغة غير لغة المصاب ( انجليزي ، هندي ، سرياني ، تركي .....الخ ) وعلمنا أيضا أن هذه اللغه التي تكلم بها المصاب لغة حقيقية ومنضبطة وطال كلامه بها وليست عبارة عن مفردات يسيره ثم بعد ذلك علمنا وتبين لنا عدم معرفة المصاب بهذه اللغه نجزم حينها بأن الذي يتكلم على لسان المصاب هو جني وإلا فإنه يكون من العقل الباطن (اللاوعي) .
المثال الثاني :
يقوم المعالج بطرح مجموعة من الأسئلة على المتكلم بلسان المصاب حول الأمور المتعلقة بالجن وعالمهم كأن يسأله عن اسم قبيلته واسم زعيم قبيلته ومكان تواجد هذه القبيله وكم عددها إلى غير ذلك من مثل هذه الأسئله .فمن المعلوم أن العقل الباطن إن لم يكن صاحبه درس واطلع على هذا العلوم المتعلقه بالجن وعالمهم وأحوالهم فإنه لا يستطيع أن يجيب عن مثل هذه الأسئلة وعليه فإن عجز المتكلم على لسان المصاب عن الإجابه على هذه الأسئلة فإننا نستطيع أن نجزم حينها بأن المتكلم ليس بجني وإنما هو العقل الباطن ( اللاوعي ) ويلاحظ هنا أن معظم الناس وأغلبهم ليس لهم دراية أو علم بعالم الجن وما يتعلق بهم ويخصهم ومن خلال تجربتي العمليه مع المرضى أيضا وجدت أن جميع المرضى عند الإجابه عن عالم الجن يتهربون ويتعالون عن الإجابه وهنا أمرهام أنبه عليه وهو إنه يستطيع المعالج الحاذق المتمرس أن يستغل الوضع ويملي على الجن إجابات خاطئه ليس لها صله بعالم الجن ويطلب من المتكلم على لسان المصاب أن يوافق على هذه الإجابات أو يختار منها ليوقعه في المصيده وبعد ذلك يقوم المعالج بإقناع المصاب والحاضرين بأن المتلم على لسان المصاب ليس بجني أبدا ولو كان كذلك لعلم المعلومات عن قومه وعشيرته كما يعلم أحدنا عن عشيرته وقرابته.
المثال الثالث :
طرح أسئله على المتكلم بلسان المصاب متعلقة بعلم الغيب الحاضر الذي يعلمه الجني ولا يعلمه الإنسي كأن يسأله عما يوجد في جيب المعالج أو ما يوجد في الغرفة الأخرى فإن مثل هذه الأمور الأصل أنه يجب أن يعرفها الجني لخفاءه واتصاله بعلم الغيب الحاضرولا يمكن للعقل الباطن أن يتعرف عليها.وأذكرمثالا آخر على ذلك أنه لو قام المعالج بسؤال المتكلم على لسان المصاب عن مكان السحرفإن هذا يعد من علم الغيب الحاضرالذي يعلمه الجني ولا يعلمه العقل الباطن(اللاوعي) فإن دلنا بصدق على مكان السحر ووجدنا كما أخبرنا وعثرنا عليه فنعلم حينها ونجزم بأنه جني وإن كان غير ذلك فنقول إنه ليس بجني.
وتوضيحا لكل ما ذكرناه سابقا فإني أسوق إليكم قصة واقعية حدثت عندي مع إحدى الأخوات :
حضرت هذه المرأه وكان برفقتها زوجها ووالدها وكانوا قد أخبروني بأن هذه المرأة يتكلم بلسانها جني وكانوا قد عرضوها على عدد من الرقاة الذين بدورهم عجزوا عن إخراجه من جسدها .
فما أن شرعت بقراءة الرقية الشرعية وإلا بالذي يتكلم على لسانها وادعى بأنه جني ويأبى الخروج فما كان مني في هذه اللحظه إلا أن أجري بعض الفحوصات والاختبارت لأستطيع أن أميز نوعية وهوية هذا الذي يتكلم بلسانها هل هو من الجن أم من العقل الباطن(اللاوعي)؟
فقد قمت مباشرة بطرح مجموعة من الأسئلة على المتكلم بلسانها ودار الحوار بيننا على النحو التالي :
قلت له : أخبرني من أي قبيلة أنت من الجن ؟
فأجاب : لا أدري لا أدري لا أدري ولا أريد أن أخبرك !!!
فأردت هنا أن أوقعه في المصيده ليتبين لنا أمره لعلمي المسبق بأن العقل الباطن لا يستطيع معرفة عالم الجن وأحوالهم وما يخصهم.
فقلت له : سأعطيك خيارات لتجيب على سؤالي
هل أنت من قبيلة بني الأحمرأم من قبيلة بني الأزرق أم من قبيلة بني الأصفر؟
( علما بأن أسماء هذه القبائل وهميه وغير موجوده فقط أطلقتها لأوقعه في المصيده).
فأجاب :
من بني الأحمر وكررها سريعا ثلاث مرات!!!( كان يتكلم والجسد كله ينتفض ويرتجف)!!!
فعلمت حينها أن الذي يتكلم على لسان المصاب يجهل المعرفه بعالم الجن وترجح لدي بأنه العقل الباطن (اللاوعي) ولكن من أجل زيدة التأكيد وإقناع الحاضرين استدرجته بعدد من الأسئلة منها :
قلت له :
ما اسم زعيم قبيلتكم ؟
أجاب :
لا أدري لا أدري لا أدري ولا أريد أن أخبرك !!!(فعلا أيها الأحبة إن العقل الباطن لا يدري ولا يعلم بمثل هذه الأمور).
فقلت له :
سأعطيك خيارات هل اسمه جاكي أو شارلي أوموني ؟( علما بأن هذه الأسماء وهميه من خيالي لأختبره )
فأجاب :
جاكي جاكي جاكي .وبعد ذلك طلبت منه وقل له أريد أن أسألك سؤالا أخير وإن أجبتني عليه لبيت لك كل طلباتك وما تريد وإن لم تستطيع الأجابه على هذا السؤال علمنا بأنك ليس جني.
فسألته :
أخبرني عما يوجد في جيبي اليمنى ؟فلما رأيته قد تأنى بالإجابه سارعت بإعطاءه خيارات بالإجابه لأوقعه بالخطأ ونثبت للحضور بأنه ليس جني .
فقلت له :
هل الموجود في جيبي ( مفاتيح أو خاتم أو محفظه ) ؟( علما بان جيبي كان فارغا وهذا ليس من الكذب وإنما من باب الفحصوالاختبار ).
فأجاب :
مفاتيحفضحكت أنا والحاضرين وعلمنا أن المصابه ليست بها جني كما أخبرها عدد من المعالجين والحمد لله قمنا بإقناعها أنا والحاضرين بأنه ليس بها جني وانتهى الأمر على أفضل حال وتم الشفاء بفضل الله تعالى .
الخاتمه :
وبعد هذا التطواف في هذا الموضوع المهم وهو التمييز بين نطق العقل الباطن (اللاشعور) ونطق الجني على لسان المريض فإني أثبت لكم ومن خلال تجربتي الطويلة مع المرضى أن غالب المراجعين والمرضى المصابين الذين يتعرضون للنطق على اللسان ليس بهم جني وإنما هو من نطق العقل الباطن (اللاوعي) وهذا الأر للأسف يجهله ولا يعلمه كثير من الرقاة والمعالجين الأمر الذي زاد المسألة تعقيدا وسوءا وتهويلا في أمر الجن والشياطين موقعين الناس في الوهم والحرج الشديد.
فإلى المرضى عموما وإلى الرقاة خصوصا قدمت هذا المقال وهذا التمييز الدقيق بين النطقين ( نطق الجن ونطق العقل الباطن على اللسان) والذي لم أقف عليه مسبقا بل هو مما فتح الله علينا به مثبتين بذلك مقولتنا المشهوره بأن أكثر من تسعين في المئة ليس بهم جني كما ذكرنا سابقا مرارا ومرارا وأخيرا أقولها لنفسي وللجميع
( ليتق كل واحد فينا ربه )
هذا والله تعالى أعلم وأحكم
كتبه / عمر خضر أبوجربوع
الأحد الموافق : 25 / 8 / 2013
الأحد الموافق : 25 / 8 / 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق