الخميس، 26 أبريل 2012

احذروا المدمرات الثلاث

                    احذروا المدمرات الثلاث

                       بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

من خلال تجربتي الطويلة في ميدان الرقية الشرعية ومتابعتي الحثيثة لأحوال المرضى ودراستي لسيرتهم الذاتية والمرضية وقفت على بعض الأمور التي قد تكون سببا كبيرا في حدوث أمراض نفسيه وعضويه عند كثير من الناس فأصبح لزاما عليُ التنبيه على ذلك خصوصا وأن الشيطان يستخدمها سلاحا قويا له في هلاك وتدمير بعض الناس الأمر الذي يغفل عنه كثير من الناس.

فهناك ثلاث أمور رئيسية أسميتها ( المدمرات الثلاث ) نظرا لما لها من الخطورة بمكان وهي على النحو التالي :


( الوحدة ... وحمل الهموم والأحزان ... والقلق وقلة النوم ).


                                أولا : تجنب الوحدة


ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن مبيت الرجل وحده في بيته، ففي مسند أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة، أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده. قال المناوي في فيض القدير: "أن يبيت الرجل" ومثله المرأة "وحده" أي في دار ليس فيها أحد. انتهى.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده ) .( رواه البخاري ( 2998 ) في باب السير وحده . .

عن أبي ثعلبة الخشني قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية، إنما ذلكم من الشيطان" فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انضمّ بعضهم إلى بعض، حتى يقال: لو بسط عليهم ثوب لعمهم. (أبو داود 2628, أحمد 17736).


وسئل الإمام أحمد عن الرجل يبيت وحده ؟ فقال : أحب إليَّ أن يتوقى ذلك. نقلاً عن الآداب الشرعية ( 1 : 428 ).

وقال الطبري : هذا الزجر زجر أدب ، وإرشاد لما يخشى على الواحد من الوحشة والوحدة ، وليس بحرام ، فالسائر وحده في فلاة ، وكذا البائت في بيت وحده لا يأمن من الاستيحاش ، لا سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف . قاله ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري ، ( 6 : 53).
يقول الإمام الخطابي : " معناه أن التفرد والذهاب وحده في الأرض من فعل الشيطان ، وهو شيء يحمله عليه الشيطان ويدعوه إليه ، وكذلك الاثنان ، فإذا صاروا ثلاثة فهو ركب : أي جماعة وصحب ".

والنهي عن الوحدة ، حمايةً من الأخطار المحتملة ، ووقاية من كيد الشيطان ووسواسه


يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/53) :
" وترجم له ابن خزيمة : " النهي عن سفر الاثنين وأن ما دون الثلاثة عصاة " ؛ لأن معنى قوله ( شيطان ) أي : عاص .


وفي شرح صحيح البخاري لابن بطال "قال المهلب : نهيه عن الوحدة فى سير الليل إنما هو إشفاق على الواحد من الشياطين ؛ لأنه وقت انتشارهم وأذاهم للبشر بالتمثل لهم وما يفزعهم ويدخل فى قلوبهم الوساوس ؛ ولذلك أمر الناس أن يحبسوا صبيانهم عند حدقة الليل .

خطورة الإنكباب على الوحدة من الناحية الطبية :

أولا : أكدت دراسة أمريكية حديثة أن مخاطر العيش في وحدة تتجاوز اضرار التدخين والبدانة، حيث أن العزلة الاجتماعية تعادل في اضرارها الجسمية تدخين خمسة عشر سيجارة في اليوم وضعف اضرار البدانة وحتى الإدمان على الكحول.( موقع العرب وصحيفة كل العرب- الناصرة الثلاثاء, 24 أذار 2009 )09:02:09


ثانيا: كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أن مخالطة الفرد للناس والمشاركة الاجتماعية مع الآخرين، قد تسهم في تحسين أداء الذاكرة لديه، كما أن لها تأثيرات إيجابية على صحته النفسية وقد تسبب الوحدة الكثير من الامراض النفسية الخطيرة مثل : الاكتئاب والغيرة على من لديه أصدقاء و الحزن. (مجلة وقاية كتب على 14 أغسطس, 2011 فى 13:10 ).

ثالثا : تسبب امراض نفسيه مزمنه ، وتسلب ثقة الشخص بنفسه ، وتجلب الحزن للشخص وتبحث في فهرسه على جميع الحوادث التي مر بها وتناسها ويجلبها من جديد لتعيد حزنه وماضيه ، وتجلب التشاؤم في رؤية الأشياء ، وتشعر الشخص بالعجز عن القيام بواجباته تجاه أهله وصلة رحمه التي حثنا عليها ديننا الحنيف ، وقد تكون مرتع خصب للأفكار السلبية ، وقد تكون سببا لمرض ذهاني عقلي وهو مرض الإكتئاب الذهاني.


              ثانيا : تجنب حمل الهموم والأحزان

قال تعالى : (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)) . سورة النساء - الآية 29.

وفي الحديث : ( عجبا لأمر المؤمن !! إن أمره كله خير له إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن ). رواه مسلم .

يقول الشيخ القرضاوي : لاشك أن الحزن يعتري الأنبياء كما يعتري عامة الناس ذكرنا حزن سيدنا يعقوب عليه السلام والرسول عليه الصلاة والسلام بشر يفرح كما يفرح البشر ويحزن كما يحزن البشر، لذلك حزن على وفاة عمه حمزة وحزن على من أصيبوا من الصحابة في أُحُد، ونزل قول الله تعالى (ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين) سورة آل عمران 139 .

وحزن على وفاة ابنه إبراهيم وقال: "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون" هنا ميزة المؤمن عن غيره "لا نقول إلا ما يرضي ربنا".

الحزن هذا شيء طبيعي حينما ماتت حفيدة للنبي عليه الصلاة والسلام فدمعت عيناه فقيل له: يا رسول الله نهيتنا عن البكاء فقال: هذه رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، فالحزن الطبيعي والرحمة الطبيعية لا يمنع منها بشر، إنما الذي يمنع هو الاستسلام لهذه الأشياء والاستمرار فيها حتى تصبح مرضاً وهذا أعاذ الله منه رسوله صلى الله عليه وسلم فقد كان يستعيذ بالله من الهم والحزن وقال الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون) سورة يونس. الآية: 58

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يتعوذ بالله ويستجير بالله العلي العظيم من الهم والحزن يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل" البخاري ومسلم.

والإنسان في حياته الدنيا معرض لأن يهتم وأن يغتم وأن يحزن وأن يصاب بشيء من الكآبة والحزن وهذا أمر طبيعي،إن الهم جند من جنود الله يبتلي به عباده لينظر ما يعملون ، وهو وإن كان شعورا وليس مادة إلا أنه أشد أثرا من المؤذيات المادية ، ويؤكد ذلك ما ذكره علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حينما سئل : " من أشد جند الله ؟ فقال : الجبال ، والجبال يقطعها الحديد .. فالحديد أقوى ، والنار تذيب الحديد .. فالنار أقوى ، والماء يطفئ النار .. فالماء أقوى ، والسحاب يحمل الماء .. فالسحاب أقوى ، والريح تعبث بالسحاب .. فالريح أقوى ، والإنسان يتكفأ الريح بيده وثوبه .. فالإنسان أقوى ، والنوم يغلب الإنسان .. فالنوم أقوى ، والهم يغلب النوم ؛ فأقوى جند الله هو الهم .. يسلطه الله على من يشاء من عباده " ، ولقد صدق الله : فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (سورة الأنعام125 ).

فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : فكنت أسمعه يكثر أن يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين ، وغلبة الرجال . ( رواه البخاري / 5425.

مر إبراهيم بن أدهم على رجل مهموم فقال له : إني سائلك عن ثلاثة فأجبني ، قال : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟ أو ينقص من رزقك شيء قدره الله ؟ أو ينقص من أجلك لحظة كتبها الله ؟ فقال الرجل : لا ، قال إبراهيم : فعلام الهم إذن ؟نقلا عن منتديات بيت الفقه.


فليس كل من أصابه حزن يعتبر مريضاً، لأن الحزن ظاهرة طبيعية، الإنسان من شأنه أن يفرح وأن يحزن وهذه سُنَّة الحياة ولكن الذي يحزن بغير سبب أو الذي يطول حزنه ولا يجد مجالاً لأن يغير من واقعه هذا هو الذي نعتبره مكتئباً،
فالخوف من اليوم الآخر ومن الحساب ومن الجزاء ومن الجنة والنار، خوف مطلوب بشرط ألا يصبح خوفاً مرضياً يصيب الإنسان بالهلع والرعب.


وقد ثبت أن الهموم والأحزان تتلف خلايا الدماغ . كما كشفت دراسة علمية أجراها عدد من الباحثين أن الأشخاص الأكثر عرضة لحالات الاكتئاب , والحزن الشديد بشكل مستمر هم أكثر الناس عرضة لتلف وموت خلايا الدماغ ، وأن أكثر الناس حزناً أقربهم إلى الإصابات الدماغية) . نقلا عن منتديات عيون).

وإن الاستسلام للهموم والأحزان والاستغراق فيها والجزع منها يكاد يفرق الإنسان ويفلق كبده ويحطم قلبه ويدمر أعصابه ويذهب صحته وشبابه إذا تمكن منه ولم يجد له دفعا عنه .

فالهم والحزن يحدث في نفس صاحبه ضيقا واكتئابا فينحلان جسمه ويشيبان رأسه ويوهنان عزمه .

الهموم والأحزان هي اكبر قاتل عرفه تاريخ الإنسان ميت الأحياء الذي قيل فيه .

والهم يخترم الجسيم نحافة ويشيب ناصية الصبي ويهرم.

إن الحزن والهم أساس الأمراض النفسية ومصدر الآلام الجسمية والعصبية .

يقول د / جوزيف مونتاغيو أنت لا تصاب بالقرحة بسبب ما تتناول من طعام بل بسبب ما يأكلك أي ما يأكلك من هموم وأحزان تجلب لك الأسقام والآلام . (نقلا عن منتدى طبيب دوت كوم).

ثالثا : تجنب القلق وقلة النوم

النوم آية من آيات الله الكونية ، كما قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) الروم/23 .

قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا )الفرقان/47 ، وقال تعالى : ( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) النمل/86
وقال تعالى : ( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً . وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً . وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً )النبأ/9-11 .

فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه وسلم يجذب لنا السمر بعد العشاء " [ أخرجه أحمد وغيره ] ، ومعنى يجذب : أي يذم ويعيب ويحذر ، وقال صلى الله عليه وسلم : " إياك والسمر بعد هدأة الرِجِلْ " وفي رواية : " بعد هداة الليل ، فإنكم لا تدرون ما يأتي الله في خلقه " [ أخرجه الحاكم وغيره ]

روى البخاري ومسلم عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أنه قال: وكان -أي النبي صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها. فهو على هذا كان يستحب التبكير في النوم، وفي الصحيحين أيضاً عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –  رحمة  الله - :

( وجعلنا نومكم سباتاً ) أي : قاطعاً للتعب ، فالنوم يقطع ما سبقه من التعب ، ويستجد به الإنسان نشاطاً للمستقبل ، ولذلك تجد الرجل إذا تعب ثم نام : استراح وتجدد نشاطه ، وهذا من النعمة ، وهو أيضاً من آيات الله ، كما قال الله تعالى : ( ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله ) الروم/23 ...

فالسهر في طاعة الله وهو سهر محمود ومنه السهر في مصالح المسلمين العامة كالجهاد والرباط في الثغور وكذلك السهر في إحياء الليل بالقيام والتلاوة قال تعالى { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون } . الآية .
قال الشيخ محمد بن أحمد السفاريني – رحمه الله - :

لا ينبغي مدافعة النوم كثيراً , وإدمان السهر , فإنَّ مدافعة النوم وهجره مورث لآفات أُخر من سوء المزاج ، ويبسه ، وانحراف النفس , وجفاف الرطوبات المعينة على الفهم والعمل , وتورث أمراضا متلفة .
وما قام الوجود إلا بالعدل ، فمن اعتصم به فقد أخذ بحظه من مجامع الخير ، وفي " الآداب الكبرى " قال بعض الحكماء : النعاس يذهب العقل , والنوم يزيد فيه .
فالنوم من نِعَم الله جل شأنه على عباده , ولهذا امتنَّ عليهم في كتابه ." غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب " ( 2 / 359 ).


أضرار القلق وقلة النوم

إن قلة النوم تسبب خللاً في جهاز المناعة وهو خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض .

إن قلة النوم تدمر قوى الشخص وتوقف العقل عن الإنتاج وسيطر على المؤرق التشاؤم والميل للوحدة وكره المجتمعات فيكره نفسه ثم يكره الحياة
وعدم أخذ القسط الكافي من النوم يؤدي إلى ظهور أعراض وأمراض أخرى منها :

التعب - الصداع - الغثيان - واحمرار العينين وانتفاخهما - والتوتر العصبي - والقلق - وضعف الذاكرة والتركيز - وسرعة الغضب - والألم في العضلات وبعض المشكلات الجلدية كالبثور وغيرها.


وحذر فريق من أطباء القلب من تأثير النقص في ساعات النوم ليلا إذ اعتبروا ذلك " قنبلة موقوتة " للإصابة بأمراض القلب.(نقلا عن منتديات الأردن)

وحذرت دراسة علمية حديثة من أن تفويت ليلة واحدة فقط من النوم، قد تكون كافية إلى تعريض دماغ الإنسان لعدم الاستقرار وسوء التركيز، بالإضافة إلى تراجع القدرة على الإبصار. (الموسوعة الطبية)

وقال الدكتور سانجاي غوبتا، إنه قد ينتج عن الدماغ بعض الردود والاستجابات غير المتوقعة في حال حرمانه من النوم. المصدر : موقع الأسرة السعيدة .

وقال الدكتور غوبتا أن حرمان الجسم من النوم قد يفقد الدماغ قدرته في صد النوم اللا إرادي، الذي قد يحدث في غضون ثواني، وبحسب العلماء فإن التأثير السلبي على الدماغ يحصل خلال هذه النوبات اللا إرادية. المصدر : موقع الأسرة السعيدة . 


الخلاصة :

تبين لنا من الآيات والأحاديث المذكورة ومن كلام العلماء وبعض دراسات الأطباء أن الوحدة وحمل الهموم والأحزان والقلق وقلة النوم سلاح خطير جدا يستخدمه الشيطان ليكون سببا كبيرا في حدوث الأمراض النفسية والعضوية عند كثير من الناس. فالإنكباب على الوحدة مذموم وحمل الهموم والأحزان مذموم والقلق وقلة النوم مذموم فكثيرا ما نجد أن الشخص الذي يجلس وحده فترات طويلة ، يأتيه الشيطان ، فيلعب بأفكاره ، ويحزنه , ويضع هموم الدنيا أمامه ، ويذكره أشياء تحزنه ، حتى يكون هذا حاله ، ويجعله يتضايق من الآخرين , ويشك بهم ، حتى من أقرب الناس إليه . ومع طول المدة يتأثر نفسياً , ومن ثم عضوياً ؛، ولذا فإن الأطباء يقولون : كل مرض نفسي يخلف مرضاً عضوياً ، والعكس صحيح.

لذلك فإنني أذكر لكم أكثر المشكلات التي يعاني منها الناس في هذه الأيام ، ويترددون على المعالجين من أجلها فيختلط على كثير من المعالجين تشخيص الحالة : أهي من تأثير السحر ، والحسد ، والمس ، أم هي أمراض نفسية ، وعصبية سببها بعض الضغوطات التي يتعرض لها الشخص في حياته ، ومنها :

تساقط شعر الرأس ، وزوغان البصر ، والصداع ، وآلام متنقلة في البطن ، والخواصر ، بل وفي الجسم كله ، وانتفاخات في البطن ، وآلام في المعدة ،وكتمه في الصدر ، وضيق في الخُلُق ، وإمساك شديد لعدة أيام ، وعدم اتزان في المشي ، ورؤية خيالات ، وسماع أصوات أحياناً ، ونخزه في الصدر من جهة القلب ، والخوف دون نسبب ، وتسارع في دقات القلب ، والميل إلى الوحدة ، والنظر طويلاً في المرآة ، وبعد فترة من الزمن تجده يكره المرآة ، وتشويه التركيز , والنسيان . 

وفي ظني وبحسب خبرتي المتواضعة مع المرضى ما هذه الأعراض المذكورة إلا أعراض نفسيه ونفساجسمانية حدثت بسبب تلك المدمرات الثلاث التي يستخدمها الشيطان سلاحا قويا لحدوث مثل هذه الأمراض وللأسف فإن كثيرا من الناس يغفلون عن مثل هذه الأمور فيقعون فيها.

هذا والله تعالى أعلم وأحكم .

كتبه /عمر ابوجربوع
الخميس 29/3/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...