المبحث الثالث
الفروق بين بعض المصطلحات الروحية والطبية
الفرق بين بعض المصطلحات الروحية والطبية :
أولاً : الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس :
وفي هذا معنى لطيف ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن بعض العلماء ، فقال : ( وقد ذكر أبو حازم في الفرق بين وسوسة النفس والشيطان ، فقال : " ما كرهتْه نفسُك لنفسِك فهو من الشيطان ، فاستعذ بالله منه ، وما أحبَّته نفسُك لنفسِك فهو من نفسك فانْهَها عنه " ) .
أي أن النفس غالباً توسوس فيما يتعلق بالشهوات التي يرغب فيها الناس عادةً .
ثانياً : الفرق بين العين والحسد :
قال الشيخ عطية محمد سالم تلميذ الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله - في تكملة أضواء البيان : ( ويشتركان – الحسد والعين - في الأثر ، ويختلفان في الوسيلة والمنطلق ، فالحاسد قد يحسد ما لم يره ، ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، ومصدره تحرق القلب ، واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه ، أو عدم حصولها له ، وهو غاية في حطة النفس . والعائن لا يعين إلا ما يراه ، والموجود بالفعل ، ومصدره انقداح نظرة العين ، وقد يعين ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده وماله ) .
وقال ابن القيم : ( فالعائن حاسد خاص ، ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن لأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد ، وليس كل حاسد عائن ، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته ) .
وقال أيضاً : ( ويقوى تأثير النفس عند المقابلة ، فإن العدو إذا غاب عن عدوه قد يشغل نفسه عنه ، فإذا عاينه قِبلاً اجتمعت الهمة عليه ، وتوجهت النفس بكليتها إليه ؛ فيتأثر بنظره حتى إن من الناس من يسقط ، ومنهم من يُحمّّّ - يصاب بالحمى - ومنهم من يحمل إلى بيته ، وقد شاهد الناس من ذلك كثيراً ) .
ثالثاً : الفرق بين الملائكة والجن :
هناك فروق كثيرة بين الملائكة والجن ، وأهم هذه الفروق ثلاثة :
الأول : أن الملائكة خلقوا من نور ، والجن من نار ، وكلاهما محجوب عن أنظار البشر .
الثاني : أن الملائكة جميعاً مؤمنون ومعصومون من الوقوع في الذنوب ولا يأمرون غيرهم إلا بالخير ، وأما الجن فمنهم المسلم ومنهم الكافر ، ومنهم الآمر بالخير ، ومنهم الآمر بالشر .
الثالث : أن الملائكة منزوعو الشهوة ، بخلاف الجن فإنهم كالإنس .
رابعاً : الفرق بين الجن والشياطين :
الجن : هم الثقل الثاني من المخلوقات مثل الإنس ، يقول الله سبحانه : (( ((((( (((((((( (((((((( ((((((((( (((( ((((((((((((( )) .
فالجن هم جنس من المخلوقات خلقهم الله لعبادته كالإنس ، والشياطين هم المردة من الجن ، فالشيطان الإنسي والشيطان الجني داخلون في الشياطين ، كما قال تعالى : (( ((((((((((( ((((((((( ((((((( ((((((( ((((((( (((((((((( ((((((( ((((((((((( (((((( (((((((((( (((((( (((((( (((((((( (((((((((( (((((((( ( (((((( (((((( (((((( ((( ((((((((( ( (((((((((( ((((( ((((((((((( )) .
فالمقصود أن الشياطين يكونون من الجن ومن الإنس ، وهم المردة المتعدون لحدود الله ، ويقال لهم : شياطين ، وهكذا من تمرد من ذريته وتعدى الحدود هو شيطان ، ومن استقام على أمر الله فليس من الشياطين بل من المؤمنين ، كما قال تعالى : (( ((((((( ((((( ((((((((((((( ((((((( ((((( ((((((( ( ((((( (((((((((( ((((((( )) ، وقال أيضاً عن الجن : (( ((((((( ((((( ((((((((((((((( ((((((( (((((((((((((( ( (((((( (((((((( (((((((((((((( (((((((((( ((((((( (((( ((((((( (((((((((((((( (((((((((( (((((((((( ((((((( )) ، ففيهم المسلم والكافر ، وفيهم المبتدع والسني ، وفيهم الرافضي والسني ، وفيهم الشيوعي والبعثي ، وفيهم المعتزلي والجهمي ، مثل ما في الإنس ، نسأل الله العافية .
خامساً : الفرق بين الخوف العادي والخوف المرضي :
الخوف العادي غريزة ، وهو حالة يحسها كل إنسان في حياته العادية حين يخاف مما يخيف فعلاً ، مثل حيوان مفترس حين يشعر باقترابه ينفعل ويخاف ويقلق ، ويسلك سلوكاً ضرورياً ، للمحافظة على الحياة وهو الهرب . فالخوف العادي إذن هو خوف موضوعي أو حقيقي من خطر حقيقي .
أما الخوف المرضي فهو خوف شاذ ودائم ومتكرر ومتضخم مما لا يخيف في العادة ، ولا يعرف المريض له سبباً ، وقد يكون الخوف عاماً غير محدد ، وهمياً أو غير حسي .
سادساً : الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي :
المرض النفسي : هو اضطراب وظيفي في الشخصية ، وهذا الاضطراب نفسي المنشأ ، ويبدو في صورة أعراض نفسية وجسمية مختلفة ، ويؤثر في سلوك الشخص ، فيعيق توافقه النفسي ، ويعيق ممارسته لحياته السوية في المجتمع الذي يعيش فيه .
والمرض العقلي : هو اضطراب عقلي خطير وخلل شامل في الشخصية ، يجعل السلوك العام مضطرباً ويعيق نشاطه الاجتماعي .
سابعاً : الفرق بين العين والنفس :
العين يراد بها إصابة العائن لمن يراه بالعين ، يقال تعين الرجل المال ، أي : أصابه بالعين ، وأما النفس فتطلق في بعض اللهجات على المصاب بمس الشياطين ، كما يطلقها البعض على العين .
ثامناً : الفرق بين العائن والمعيان والمعين :
العائن : هو الذي يؤذي غيره - بإذن الله - بالنظر إليه عن دهشة وإعجاب .
أما المعيان : فهو من عرف بين الناس بشدة الإصابة بالعين .
وأما المعين أو المعيون : وهو الذي أصيب بالعين وتأثر بها .
تاسعاً : الفرق بين العين الإنسية والعين الجنية :
العين الإنسية : هي التي يكون سببها الإنس ، وقال ابن حجر - رحمه الله - : ( إن العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحب ، ومن الرجل الصالح ) .
وقال أيضاً : ( إن الذي يخرج من عين العائن سهم معنوي ، إذا صادف البدن الذي لا وقاية له أثًر فيه ، وإلا لم ينفذ السهم ، بل رُدً على صاحبه ، كالسهم الحسي سواء ) .
أما العين الجنّية : فهي العين أو الحسد الذي يكون سببه من الجن ، وقد صح عن أم سلمة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : (( استرقوا لها ، فإن بها النظرة )) .
قال الحسين بن مسعود الفراء : وقوله : سفعة . أي نظرة ، يعني : من الجن ، يقول : بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح ، وعن أبي سعيد رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ من الجان ، ومن عين الإنسان .
عاشراً : الفرق بين الوسواس والوهم :
يقول الدكتور أحمد حافظ استشاري الطب النفسي : أن هناك فرقاً من الناحية العلمية بين الوسواس وبين الوهم ، فالوهم أن يتخيل المرء بأنه مريض بمرض ما ، لكنه واهم في ذلك ، وليس هناك صحة في ذلك وهنا يتوهم المرض . أما الوسواس فهو فكرة غير منطقية تُلِح على الإنسان ، ويعلم بأنها غير منطقية وغير مناسبة ، ثم يحاول أن يتخلص منها ، لكنه غير قادر على ذلك . مشيراً إلى أن الوهم المرضي أساسه العلاقة بين الجسد والنفس ، فالعلاقة بينهما وثيقة جداً ، فهناك الكثير من الأمراض النفسية تسبب أمراضاً جسدية ، أو بالعكس .
الحادي عشر : الفرق بين العقل الواعي والعقل الباطن :
العقل الواعي : هو العقل الذي ينفذ حسب المنطق والواقع وحسب ما تم زرعه في العقل الباطن .
أما العقل الباطن : فهو التربة الخصبة التي ينزرع فيها كل ما ينعكس على حياتنا من أفكار رائعة تجلب السعادة ، أو من أفكار سيئه ومتشائمة تجلب الحزن ولا بد أن ينفذها العقل الواعي لأنه مسيطر على العقل الباطن ، فهو من يقوم بالتنفيذ . فمتى ما استطعنا أن نجعل العقل الباطن هو المتحكم بأن يحوي أفكاراً تجلب السعادة . وتعالج الأمور بمثل ما ينبغي .
الثاني عشر : الفرق بين المرض الروحي والمرض النفسي :
إن أعراض الأمراض الروحية تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض العضوية ، فليس هناك فروق يستطيع المعالج الجزم بها ، وتبقى الفروق التي ذكرها بعض المعالجين في مؤلفاتهم ظنية لا قطعية ، وعلى المعالج أن يكتفي بقراءة الرقية الشرعية على المصاب بنية الشفاء من الأمراض الروحية ، والأمراض النفسية والعضوية ، فمعلوم أن قراءة القرآن الكريم على المرضى قد تكون سبباً لشفاء كثير من الأمراض بإذن الله تعالى .
الثالث عشر : الفرق بين المس الحقيقي والمس الوهمي والمس التمثيلي :
المس الحقيقي : هو أن يتسلط الجني على الإنسي بحيث يؤثر على نفسه ويؤثر على تصرفاته ، وإذا أذن الله جل وعلا كان بالإمكان أن يضره في بدنه وأن يضره كذلك في نفسه وشعوره .
وقال الشيخ العلامة بن باز - رحمه الله - : ( هو صرع الجن للإنس ، كما قال الله عز وجل : (( ((((((((( ((((((((((( (((((((((((( (( (((((((((( (((( ((((( ((((((( ((((((( (((((((((((( (((((((((((( (((( ((((((((( )) . وعلاجه بالقرآن الكريم ، وبالأدعية النبوية ، وبالوعظ والتذكير والترغيب والترهيب ) .
المس الوهمي : عبارة عن تخبطات في الأقوال والأفعال والحركات تقمصاً من شخص مصاب بمس حقيقي ، وتحدث مثل هذه الحركات والتصرفات عند مشاهدة المصروعين أحياناً ، وتحدث أيضاً عندما يتوهم المعالج المريض بأن به مساً أو سحراً ، وفي الغالب نجد أكثر من يعانون من HYPERLINK "http://www.jarbo3.com/vb/showthread.php?t=2800" \o "المس" المس HYPERLINK "http://www.jarbo3.com/vb/showthread.php?t=2800" \o "الوهمي" الوهمي هم أصحاب الشخصيات الضعيفة .
المس التمثيلي : هو عبارة عن أقوال وأفعال وحركات تمثيلية تصدر بإرادة من الشخص وهو بوعيه الكامل ، ويحدث مثل هذا التمثيل أحياناً لجلب أنظار الآخرين إليه ، أو ليجد مخرجاً لمشاكل قد تعرض لها ، أو لينسب بعض تصرفاته للجن والشياطين أو لغايات أخرى .
الباب الثاني
الأمراض الشائعة بين الناس
تعريفها وأسبابها وأعراضها وطرق علاجها
المبحث الأول : الأمراض العضوية .
المبحث الثاني : الأمراض النفسية .
المبحث الثالث : الأمراض الروحية .
المبحث الأول
الأمراض العضوية
الأمراض العضوية :
أولاً : نقص فيتامين ( بي 12 ) :
أ - تعريفه :
هو فيتامين مهم ، ذائب في الماء ، موجود في المنتجات الحيوانية ، وضروري لتصنيع الكربوهيدرات والبروتينات والدهون في الجسم . ويؤثر فيتامين ( بي 12 ) أيضاً بشكل إيجابي على نمو وترميم الخلايا خصوصاً الخلايا العصبية .
إن الإنسان غير قادر على تصنيع فيتامين ( بي 12 ) لذا يجب الحصول عليه من مصادر غذائية مثل : السمك والبيض والحليب ، وهو غير موجود في الخضراوات .
ويُعدّ فيتامين ( بي 12 ) من الفيتامينات المهمة والضرورية لتكوين خلايا الدم الحمراء ، وللمحافظة على أنسجة الأعصاب ، ونقص هذا الفيتامين يؤدى إلى الإصابة بالأنيميا وتلف دائم بالمخ والأعصاب .
ويساعد في تحويل الطعام إلى طاقة ، ويحافظ على صحة كريات الدم الحمراء ، ويقي من أمراض القلب ، ويقوي المناعة .
ب - أسباب نقص فيتامين ( بي 12 ) :
فقدان المعدة أنزيم ( خميرة ) والذي يساعد في امتصاص المواد الغذائية في الدم مروراً بالأمعاء الدقيقة .
وجود ديدان خاصة في الأمعاء تتغذى على هذا الفيتامين .
عدم تناول اللحوم والدجاج والبيض والحليب والألبان بكميات كافية لمدة تتراوح من ( 3 - 5 ) سنوات .
الحمية غير المتوازنة أو المرض , أو نقص في العامل الداخلي في الأمعاء الدقيقة والضروري لامتصاص هذا الفيتامين .
ج - أعراض نقص فيتامين ( بي 12 ) :
يذكر الدكتور محمد الدويري رئيس شعبة أمراض الدم في مستشفى البشير في مدينة عمان أن من أهم أعراض نقص هذا الفيتامين ما يلي : تعب وإرهاق عام ، وشعور بالدوار ، واضطراب الذاكرة ، وفقر دم ، وآلام عصبية طرفية ، وإمساك ، وانتفاخ ووجود غازات ، وفقدان شهية ، ونقصان الوزن .
وقد يؤدي إلى وجود نمنمة في الأطراف ، واضطراب التوازن ، والشعور بالكآبة ، وأحلام مزعجة ، والنسيان ، والارتباك ، وقرح في الفم واللسان .
د - طرق علاجه :
من أنفع علاجات نقص هذا الفيتامين هو تناول الأغذية الغنية بالفيتامين أو إعطاؤه عن طريق الفم ، كالمكملات الغذائية ، في حال نقصه بسبب سوء التغذية ، كما يمكن إعطاؤه على شكل حقن ، عندما تكون أسباب الإصابة به ناجمة عن سوء الامتصاص في الأمعاء .
ثانياً : القولون العصبي :
أ - تعريفه :
هو عبارة عن حدوث اضطراب في عمل القولون بسبب عصبي غالباً ، مما يؤدي إلى انقباضات قوية ومتكررة لعضلات القولون تنتج عنها آلام شديدة في المنطقة السفلية من البطن ، مصحوبة بانتفاخ في البطن ، واضطراب في عملية الإخراج ، فيحدث إمساك متكرر ، أو إسهال متكرر ، مع وجود بعض الإفرازات البيضاء عند الإخراج واحتباس للريح ، وقد يشكو المريض من الحموضة والحرارة في المعدة ، وآلام متنوعة في جسمه عامة .
ب - أسباب مرض القولون العصبي :
التدخين ، إذ يسهم التدخين في الإصابة بالقولون العصبي بدرجة كبيرة ..
تناول المشروبات الكحولية والمسكرات .
حساسية القولون تجاه أنواع معينة من المأكولات فيتهيج نتيجة لذلك ، وتختلف هذه الحساسية من شخص لآخر ، ومن هذه الأغذية ؛ الخضراوات غير المطبوخة كالخيار ، والفجل ، والفول ، والعدس ، والفلافل ، والشطة الحارة ، والقهوة ، كذلك اللبن ومنتجاته بسبب نقص إفراز الأنزيم الخاص بعملية هضم اللبن .
القلق والاكتئاب والضغوط النفسية سواء العارضة أو المستمرة ، والتي يتعرض لها الإنسان من ضغوط الاختبارات المدرسية ، أو الطلاق ، أو موت الأحبّة .
وجود خلل في حركة الأمعاء الغليظة ، مما يسبب تقلصات في جدار القولون ؛ فيشعر المريض بالألم وعدم الراحة .
العدوى ، فقد وجد أن حوالي ( 20 % ) من مرضى القولون العصبي سبقت لهم الإصابة بنزلات معوية قبل ظهور أعراض القولون العصبي عليهم .
قد تبدأ أعراض الإصابة بالقولون العصبي بالظهور بعد حدوث التهابات أو عمل جراحة في الجهاز الهضمي .
قد يتهيج القولون العصبي من دون مسببات ولا مقدمات واضحة تثيره .
ج - أعراض مرض القولون العصبي :
خمول وكسل ، وعصبية شديدة ، وخفقان القلب ، وخروج المخاط مع البراز ، وإمساك ، وارتخاء شديد في الجسم ، وأحلام المزعجة ، وتعرق ، وخوف ، وانتفاخ وغازات ، وقلق ، ورؤية خيالات وسماع أصوات ، وقد يؤدي أحياناً إلى فقدان الوعي .
د - طرق علاج مرض القولون العصبي :
بعد أن عرفنا أن القولون العصبي ليس مشكلة عضوية في الجهاز الهضمي ، وإنما هو اعتلال وظيفي مؤقت ، وناتج عن عدد من الأسباب إذا تخلصت منها تخلصت من آلامك ، نقول إذا كانت معظم الأمراض يحتاج علاجها إلى دواء معين ، فإن الإرشادات والنصائح في القولون العصبي تأخذ الحيز الأكبر ، وإن علاج مرض القولون العصبي يختلف من مريض إلى آخر ، ويعتمد على حدة الحالة وشدتها ، إضافة إلى طبيعة كل إنسان ومقدار تحمله الأعراض ، ومن أفضل النصائح المجربة في هذا الموضوع ما يلي :
تجنب التوتر النفسي قدر الإمكان ، فالمريض بحاجة أولاً إلى معرفة الأسباب المؤدية إلى توتره وقلقه ، ثم معرفة طرق التخلص مما يشعر به ، ولا بأس في مراجعة الطبيب النفسي للمساعدة في الاسترخاء .
ترك التدخين والمشروبات الكحولية .
ممارسة الرياضة بشكل منتظم .
أخذ قدر كاف من النوم أثناء الليل .
أما العلاج الدوائي ، فقد يصرف الطبيب المتخصص بعض الأدوية التي تساعد في تنظيم حركة عضلات الجهاز الهضمي ، وأهمها :
الأدوية المستخدمة لتخفيف الآلام المصاحبة مثل ؛ آلام البطن أو الانتفاخات والغازات ، وتؤخذ هذه الأدوية بعد استشارة الطبيب المتخصص .
الألياف الطبيعية المستخلصة من النباتات الطبيعية ، والتي تساعد في عملية الهضم ، وتنظيم حركة الأمعاء ، ويحتاج الإنسان العادي إلى تناول ما مقداره ( 25 - 35 ) غم يومياً من هذه الألياف .
الأدوية المسهلة التي يصفها الطبيب ، والتي تنظم حركة القولون في حالات الإمساك الشديد .
الأدوية القابضة التي تستخدم في حالات الإسهال المتكرر .
هناك بعض المرضى الذين لا يستجيبون لهذه العلاجات لأن سبب المرض لديهم نفسي ، فهؤلاء يحتاجون إلى مساندة نفسية ، لذلك لا بد من استشارة الطبيب النفسي لوصف الأدوية الخاصة للسيطرة على التوتر ، أو الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي حسب حالة المريض .
ثالثاً : فقر الدم ونقص الحديد في الجسم :
أ - تعريفه :
هو عبارة عن حدوث نقص في حجم أو عدد كريات الدم الحمراء ، أو نقص في كمية هيموجلوبين الدم .
ب - أسباب فقر الدم :
تعد العوامل الغذائية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث فقر الدم ، وفي مقدمتها عوز الحديد والبروتين وفيتامين ( بي 12 ) وحمض الفوليك ( بي 9 ) والبيرودكسين ، وفيتامين سي ، والنحاس ، ويطلق عليه فقر الدم الغذائي .
فقد الدم كثيراً ما يحدث عند النساء اللاتي يعانين من فترات حيض طويلة .
حدوث نزف من قرحة هضمية مزمنة ، أو بواسير ، أو من وجود طفيليات ، أو من مرض .
الإصابة ببعض الأمراض أو الاضطرابات التي قد تؤدي إلى سوء امتصاص فيتامين ( بي 12 ) ، ومنها التهاب المعدة ، ومرض كرون ، وبعض أمراض الجهاز الهضمي .
نقص تناول الأغذية التي تحتوي على الحديد ، أو خلل في عملية امتصاصه .
ازدياد احتياجات الجسم ، مثلما يحدث في حالات النمو والبلوغ والحمل والرضاعة .
ج - أعراض فقر الدم ونقص الحديد في الجسم :
أحلام مزعجة وكوابيس .
قلق وتوتر .
عصبية ونرفزة .
خمول وكسل .
سرعة ضربات القلب .
قصر النفس .
ألم الصدر .
النعاس .
طنين الأذنين .
10. الخدر أو البرودة في الأطراف .
11. الصداع .
12. ضعف عام وتعب وإرهاق وخاصة بالعضلات .
د - علاج فقر الدم ونقص الحديد في الجسم :
لا بد من معرفة السبب قبل بدء العلاج . فإذا كان نقص الحديد بسبب نزيف مزمن فلابد من معالجة النزيف أولاً ثم التزود بحبوب الحديد لتعويض النقص ، وإذا كان النقص لقلة تناول الحديد مع الغذاء ، أو ضعف امتصاصه فلابد من أخذ دواء لتعويض الحديد . ويحتاج المريض إلى شهر أو شهر ونصف لتبدأ فعالية الحبوب التعويضية . وقد يحتاج في الحالات المرضية الشديدة إلى إعطاء حقن تعويضية أو إعطاء هرمون لتنشيط عملية تصنيع الحديد .
وهذه بعض الوصفات لتقوية الدم بشكل عام :
تناول ملعقة كبيرة ثلاث مرات يومياً من الخليط التالي : وهو ( 200 ) غرام من حبوب اللقاح ، تطحن وتخلط مع كيلوغرام من عسل النحل ، حيث يعمل هذا الخليط على تقوية الدم خلال أسبوع واحد .
يجب أن يكون غذاء المريض بفقر الدم غنياً بالمواد البروتينية وأملاح الحديد والنحاس والفيتامينات ، ومن أهم الأغذية التي ينصح بتناولها : اللحم الأحمر ، وكبدة الأغنام ، وكلاوي الأغنام ، وقوانص الطيور ، والأسماك ، وصفار البيض ، والحليب ، والجبن ، والبقول الجافة ومنها : العدس والفول والبازيلاء واللوبياء ، والخضروات الطازجة ومنها : السبانخ ، والكوسا ، والجزر ، والخس ، والهندباء ، والكرونب ، والفواكه الطازجة الناضجة ومنها : والبرتقال ، والعنب ، والتين ، والمشمش ، والتفاح .
رابعاً : نقص فيتامين " د " في الجسم :
أ - تعريفه :
هو فيتامين في الدم يحدث بسبب اهتزاز جهاز المناعة وانعكاسه على نفسه فيهاجم بعض الأجهزة الحيوية كالبنكرياس ، فيسبب السكر ، وكالخلايا الصبغية ، فيسبب البهاق ، وكبصيلات الشعر ، فيسبب الصلع ، وهكذا ، بل وجد أن كل خلية في الجسم البشري لها مستقبلات خاصة بفيتامين " د " مما يعني أن كل خلية تحتاج هذا الفيتامين ، ولا تستغني عنه .
ب - أسبابه :
يذكر الدكتور ناجي الجهني أن من أسباب نقص هذا الفيتامين ما يلي :
عدم التعرض لأشعة الشمس وخصوصاً النساء والأطفال .
عدم الوعي الكافي بهذه المشكلة .
التغذية غير السليمة ، وخصوصاً عند الأطفال فقد حلت المأكولات السريعة ، والمشروبات الغازية مكان الحليب ، والألبان ومشتقاته ، والسمك والبيض لدى شريحة كبيرة من الناس .
تأخر أو عدم مراجعة الطبيب وذلك بسبب عدم وضوح الأعراض في كثير من الأحيان وغيرها من العوامل .
ج - أعراضه :
تذكر الدكتورة أنوار عبدالله أن نقص هذا الفيتامين يعد من الأسباب الرئيسة فيما يلي :
الإصابة بمرض الفصام العقلي .
الاكتئاب العارض ، والوساوس القهرية ، والهلاوس البصرية والسمعية والثشويش .
ضمور المخيخ ومرض الزهايمر ومرض التصلب اللويحي .
الصداع .
الخمول والكسل .
نبض بالجسم .
الدوخة .
زغللة بالعينين .
رجفة بالجسد .
10. الاكتئاب .
11. القلق .
12. قد يكون سبباً في سرطان الثدي .
13. البروستات ، القولون .
د - علاجه :
يذكر الدكتور ناجي الجهني أن أهم مصادر فيتامين " د " أشعة الشمس وبعض الأغذية مثل سمك السلمون ، والسردين ، والمشروم البري ، وزيت كبد سمك القد ، والبيض ، وأسماك التونة ، والحليب ، والحبوب المدعمة بفيتامين دال .
وأما إذا كان هناك نقص في فيتامين دال ، فإن تناول جرعة من فيتامين دال ( 800 – 1000 ) وحدة يومياً يغطي هذا الاحتياج .
خامساً : كسل الغدة الدرقية :
أ - تعريف الغدة الدرقية :
تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق وتتكون من فصين ، الفص الأيمن والفص الأيسر ، ويربط الفصين جسر رقيق من نفس أنسجة الغدة ، وقد أطلق هذا الاسم ( الدرقية ) العالم توماس وارتون في القرن السادس عشر ، ويبلغ طول الغدة ( 2 / 4 ) سم لكل فص ، أما الجسر الذي يربط الفصين فيبلغ ( 2 / 2 ) سم ، ويبلغ وزن الغدة حوالي ( 15 غراماً ) ، وتتمتع الغدة الدرقية بدرجة عالية من الشغف لاصطياد اليود المتواجد في الدم والذي بدوره يأتي من الطعام بعد هضمه ، وامتصاصه من الجهاز الهضمي . وما إن تتمكن الغدة الدرقية من إدخال اليود إلى خلاياها حتى تجري سلسلة من التفاعلات الكيميائية تنتهي بإفراز هرمون الثايروكسين ، الذي هو هرمون الحياة ، حيث إن حياة الإنسان لا يمكن أن تستمر بدون هذا الهرمون .
ب - أسبابه :
أسباب مركزية نابعة من خلل في الغدة النخامية وغدة الهايبوتالاماس ؛ وذلك لوجود أورام ، أو التهابات ، أو أثار ما بعد الجراحة ، أو آثار ما بعد العلاج الإشعاعي .
أسباب أولية ناتجة عن علة في الغدة الدرقية نفسها ، إما لوجود التهابات مزمنة ، أو وجود أجسام مضادة ، أو حالات ما بعد جراحة الغدة الدرقية ، أو حالات ما بعد العلاج الإشعاعي للغدة الدرقية ، أو عيب في التصنيع النهائي للهرمون من الغدة الدرقية .
نقص اليود في الطعام والشراب .
بعض الأدوية ، مثل الأدوية التي تحتوي على عنصر الليثيوم
وجود مناعة مرضية عند أنسجة الجسم لهرمون الثايروكسين ، مما يجعل وجود كميات كافية من الهرمون مثل عدمه .
ج – أعراضه :
يقول الدكتور أحمد حافظ استشاري الطب النفسي إن هرمون الغدة الدرقية أو الكسل في الغدة يؤدي إلى ما يلي :
اكتئاب نفسي واضح تماما وهو سبب عضوي .
التعب والشعور بالخمول والإعياء.
التبلد العقلي .
عدم تحمل البرد .
الشعور بالكآبة ، أو خمول العواطف .
الإمساك .
الآلام العضلية .
وخز في أصابع اليدين أو القدمين .
آلام في المفاصل .
10. عدم انتظام الدورة الشهرية .
11. زيادة الوزن رغم ضعف الشهية .
د - طرق علاجه :
وذلك عن طريق أخذ هرمون الثايروكسين ، والذي يصنع على شكل حبوب وبقوة تركيزية مختلفة ، ويؤخذ العلاج على معدة خاوية صباحاً قبل الأكل ، ولا يكون ذلك إلا بوصفة من الطبيب المختص .
سادساً : زيادة هرمون الأدرينالين :
أ - تعريفه :
هو زيادة في HYPERLINK "http://www.arabna.info/vb" \t "_blank" هرمون تفرزه غدة الكظر ، وهي غدة تقع فوق الكلية ، حيث ينتج في الخلايا أليفة الكروم في لب الكظر ، وهو يعمل على تحضير الجسم للمجهود ، أو التوتر في حالة الخوف مثلاً أو الإثارة .
ب - أسبابه :
يقول الدكتور محمد حمودة إن من أسباب زيادة هرمون الأدرينالين ما يلي :
الإجهاد الجسمي .
الإجهاد النفسي .
القلق .
زيادة هرمون الغدة الدرقية .
زيادة إفراز الأدرينالين .
ج - أعراضه :
يقول الدكتور أحمد حافظ استشاري الطب النفسي : إن زيادة إفراز هرمون الأدرينالين تسبب ما يلي :
قلق نفسي عام .
صداع مزمن .
خفقان في القلب .
آلام في مختلف أنحاء الجسم .
التعرق .
الرعشة .
الخوف .
التوتر .
د - طرق علاجه :
يتم إعطاء المريض الأدوية المدرة للبول لضبط ارتفاع ضغط الدم مع الحفاظ على نسبة ملح البوتاسيوم في الجسم .
إذا كان سبب زيادة هرمون الأدرينالين هو ورم بالغدة الكظرية يتم إزالة الورم و استئصاله .
يعطى المريض بعض المكملات الغذائية للحفاظ على نسبة البوتاسيوم في الجسم ، مع خفض نسبة الصوديوم لمنع ارتفاع ضغط الدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق