كلمات قيمة مقتبسة من الكتاب
* ( لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفراداً قليلين صالحين فيما مضى ، فصاروا اليوم بالمئات ) . الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - .
* ( خرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية إلى أمور ووسائل أخرى لا يعرفها الشرع ولا الطب معاً ، فهي - عندي - نوع من الدجل والوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان ) . الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - .
* ( أعرف أن أكثر من تسعين في المئة من الأمراض التي يقول عنها الرقاة غير صحيحة ، بل هي أمراض نفسية ) . الشيخ الدكتور / عبدالله المطلق – حفظه الله - .
* ( إن أكثر من خمس وتسعين في المئة من الذين يذهبون للمعالجين ليس بهم جني ) . الشيخ الدكتور / عبدالله بن عبد العزيز الجبرين – حفظه الله - .
* ( حالات صرع الجن للإنس نادرة الحدوث وقد آن الأوان لهذه الظاهرة أن تنكمش ، وأن تعود إلى الحجم الذي كانت عليه ) . الشيخ الدكتور / محمد إسماعيل المقدم – حفظه الله - .
* ( علينا أن نعلم أن هناك مساً جنياً ، لكن ليس كل الحالات تعتبر مساً ، فقد تكون ناتجة عن وهم ، أو حالات هستيريا ) . الشيخ الدكتور / محمد إسماعيل المقدم – حفظه الله - .
* ( استنكر فضيلة الشيخ سلمان العودة مسألة الغلو في نسبة الأمراض للجن ، مشيراً إلى أن أحدهم زار أحد الرقاة ، وقال له : أنت فيك سبعون جناً ) . الشيخ الدكتور / سلمان بن فهد العودة – حفظه الله - .
* ( إن مسألة الرقية ليست ألغازاً ، فقد تكون بفاتحة الكتاب كما في حديث أبي سعيد الخدري ، أو بالمعوذتين ) . الشيخ الدكتور / سلمان بن فهد العودة – حفظه الله - .
* ( لا يشترط في كل من يرتجف ، أو ينتفض ، أو يحلم أحلاماً مزعجة ، أو يسمع أصوات أو يرى خيالات أن يكون من الشيطان ، ولا يشترط في كل ما ينطق على اللسان أن يكون سببه الجني ) . المؤلف .
* ( أكثر الناس عرضه للإصابة بالأمراض النفسية والعضوية هم الناس العاطفيون والحساسون جداً ) . المؤلف .
* ( إن أعراض المس , والسحر , والحسد تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض النفسية والعضوية ) . المؤلف .
* ( بعض طلبة العلم والرقاة أعطوا للجن والشياطين أكبر من حجمهم ونسبوا كثيراً من الأمراض العضوية والنفسية للجن والشياطين ) . المؤلف .
* ( بعض الرقاة - هداهم الله تعالى - يزرعون دون قصد الوهم في المرضى ويدخلونهم في دهاليز مظلمة ، ربما لا يستطيعون الخروج منها لسنوات طويلة ) . المؤلف .
الإهداء
هذا الكتاب هو ثمرة جهدٍ أهديه إلى أناس قد أحببتهم ، ولهم في قلبي مكانة عالية ، عرفتهم عن قرب ، فمنهم العالم الجليل ، ومنهم طالب العلم الشرعي ، ومنهم صاحب الخبرة في مجال العلاج بالرقية الشرعية ، ومنهم أصدقاء وأحباب يحبون العلم الشرعي وأهله ، فلكل هؤلاء جميعاً أهدي هذا الكتاب مع خالص شكري وتقديري ، وأخص بالذكر :
- شيخي الفاضل أبا محمد سليمان أبو دامس .
الأخ الفاضل فهد الطالب ( أبا بدور ) .
الشيخ نعيم أبو شندي .
الدكتور أحمد الخالدي .
الأخ الحبيب صهيب علي فارس .
الشيخ المعالج نايف الشويعر .
زوجتيّ الكريمتين حفظهما الله ورعاهما .
أولادي : رحمة ، وهبة ، ونور ، وسلام ، وبكر ، وأسماء ، وأسامة ، وسبيل .
الشكر
(( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ))
الشكر الأول والأخير لله تعالى الذي أعانني على إتمام هذا الكتاب فلولا توفيقه وإعانته لما أنجزت شيئاً ، ثم الشكر والتقدير لوالدي الكريمين اللذين سعيا في تعليمي ، وبذلا جهدهما في ذلك بكل وسيلة ، وخاصة دعاؤهما لي ، فجزاهما الله عني خير الجزاء وأوفره ، ورفع درجتهما وأحسن عاقبتهما في الأولى والآخرة ، وأعانني على برهما .
كما أنني أتقدم بالشكر الجزيل لكل من :
فضيلة الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ .
وفضيلة الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي .
وفضيلة الشيخ سليمان بن عبد أبو دامس .
والأستاذ الدكتور مروان بن إبراهيم القيسي .
والأستاذ محمد بن شحادة يوسف .
على ما أبدوا من ملاحظات وتوجيهات وآراء وتصويبات وإضافات واستدراكات على كتابي هذا حتى خرج بهذا الشكل الجميل .
ولا أنسى أن أشكر كل من قام بمساعدتي وأعانني على نشر هذا الكتاب سائلاً المولى عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم ، وأن يوفقهم جميعاً لما يحبه ويرضاه هو ولي ذلك والقادر عليه .
مقدمة الشيخ الدكتور
قيس بن محمد آل الشيخ حفظه الله ورعاه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي كل توفيق وملهم كل خير والهادي إلى كل حق ، يا ربنا لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك وبعد :
فإن الرقيةَ أَلْفَاظٌ خَاصَّةٌ يَحْدث عندها الشِّفَاءٌ من الْأَسْقام والأدْواء وَالْأسباب الْمُهْلِكَةِ بإذن الله تعالى ، وكان استعمالُها شائعاً في العصر الجاهلي قبل بعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، حيث كان عرب الجزيرة العربية يسترقون طلباً للشفاء ، بكلمات مخصوصة ، وغالباً ما تكون من عمل المشركين ، وربَّما استرقَوا عند أهل الكتاب من اليهود أو النصارى .
والرقية في الإسلام تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو بالمأثور من كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وبالمأثور من كلام نبيٍّ أو مَلَك ، وبالكلام المباح ، ثم إن الرقية تكون للشفاء من كلِّ الأمراض والجراح والقروح والعين وغير ذلك كما قال سبحانه : (( ((((((((((( (((( ((((((((((((( ((( (((( (((((((( )) الإسراء – 82 .
قال القرطبي : ( معناه : ونُنزِّلُ القرآنَ شفاءً ، لأن كلَّ حرفٍ منه يُشفي ) .
وقال فخر الدين الرازي : ( اعلم أنَّ القرآنَ شفاءٌ من الأمراض الروحانية ، وشفاءٌ أيضاً من الأمراض الجسمانية ) .
والرقية تكون بالقراءة المجرَّدة مباشرة ، وقد يكون معها نفث وتفل ، مع المسح على الموضع ، أو على إصبع مُبْتلٍّ بريق ، وتكون بالقراءة في إناءٍ به ماءٌ أو زيت ، وتكون كذلك بالكتابة ، إما على طبق أو على ورقة نظيفين .
وقد اطلعت على كتاب ( مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية ) للأستاذ الفاضل والمعالج الناصح الشيخ عمر أبو جربوع ، وقرأته قراءة سريعة ، فسرَّني ما فيه من نصح للرقاة ودلالة على الوجه الصحيح للرقية ، وما فيه من تحذير من كثير من المنكرات التي تقع كثيرٍ من الرُّقاة - هداهم الله - ، والتنبيه على شبهات بعض الرقاة في تشخيص المسِّ .
ومن البدهيِّ في كل ما يكتبه البشر أن تكون بعض مسائله محلَّ نظر ، فكلُّ ابنِ آدم خطَّاء ، وقد ذكرتُ ذلك للمؤلِّف - حفظه الله - ، والذي ظهر لي منها :
كثرةُ استشهاد المؤلف بكلام المعاصرين ، والبحث العلمي يقتضي العزوَ للمتقدِّم ، خاصة أنَّ مسائلَ الرقية لم يأْتِ فيها المعاصرون بجديد .
ومن ذلك ما ذكره المؤلف عن بعض المعاصرين أنَّ تعليق التميمة شرك ، والذي عليه العلماءُ جواز تعليق كلام الله تعالى ، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد قال القرطبيُّ في تفسيره : ( الاستشفاء بالقرآن معلَّقاً وغير معلَّق لا يكون شركاً ) .
والمأمول أن ينفع الله بهذا الكتاب الرُّقاة ، وأن يحوْلَ دون أنْ تُسلَب أموال الناس وتُؤكَل بالباطل ، ودون أن تقع المشاكل العائلية والقطيعة بين الأرحام ، بسبب كذب بعض الرُّقاة بزعمهم أن المَرْقيَّ مصابٌ بسحرٍ من أحد أقربائه أو جيرانه ، وغير ذلك من الخرافات التي نسمعها صباح مساء ، أسأل الله للمؤلِّف التوفيق والسداد ، وأن ينفعه وينفع به .
وكتبه :
قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
أستاذ الفقه وأصوله
بجامعة الملك فيصل بالأحساء
مقدمة الأستاذ الدكتور :
مروان إبراهيم القيسي
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضِّل له ، ومن يُضلل فلا هاديَ له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه ، وبعد :
فإن الإنسان قد خُلق ليحيا عمراًَ محدداًَ ، وليقوم بمهمة محددة وهي توحيد الخالق عز وجل رباً وإلهاً وإفراده بصفات الكمال والجلال كما وصف نفسه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم .
ومعلوم أنه ليس للمرء ليرضي ربه ويقوم بما طلبه منه فيحصل على سعادة الدنيا والآخرة إلا العمل الصالح ، السبب الأول والأخير في السعادة . إلا أن من رحمة الله بعباده المؤمنين أنه شرع لهم من الأعمال ما يستمر ويبقى ثوابه جارياً عليهم بعد الوفاة كما قال - صلى الله عليه وسلم - : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ولد صالح يدعو له ، أو علم ٌيُنتَفع به من بعده ، أو صدقة تجري يبلغه أجرها )) .
ومن هذه الثلاثة يأتي عمل أخينا الشيخ عمر أبو جربوع في علم ينتفع به من بعده . ولم يأت العلم ههنا مطلقاً ، بل جاء مقيداً بالانتفاع منه ، وهو حكم العلم في الإسلام أن يُنتفع به ، وإلا كان عبثاً . وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : (( سلوا الله علماً نافعاً وتعوذوا بالله من علم لا ينفع )) .
وقد ذمَّ الله تعالى العلم غير النافع بقوله سبحانه : (( ((((((((((((((( ((( (((((((((( (((( ((((((((((( )) البقرة – 102 . وكلما كان العلم نافعاً أزداد أجر صاحبه ، وكلما عظمت حاجة الأمة إليه كان نافعاً .
ولذا فإنني أناشد أهل العلم عامة أن لا يكتبوا لأنفسهم ، وأن يلتمسوا حاجات الأمة ويكتبوا لسدها وقضاءها .
وقد سرتني مراجعة هذا الكتاب الذي بين يدي ، لعظم حاجة المسلمين إليه ، فهو من العمل النافع جداً للأمة ، فما أحوج المسلمين له ولأمثاله من المؤلفات .
ووجدته منسجماً مع مضمون التوحيد مستفيداً من الطب منبهاً على أخطاء وويلات يرتكبها بعض المعالجين بقصد أو بغير قصد .
وتتميماً لما جاء في أحد فصول الكتاب ، فإن لي اجتهاداً أْريد أن أبديه فيما يخص أخذ الأجرة على الرقية الشرعية . فقد تضمن الكتاب أقوالاً لعلماء أفاضل يجيزون أخذ الأجرة ، غير أن بعض الفضلاء لا يجيزون أخذها ، ويرون أن أخذ الصحابة أجره على رقيه قاموا بها لمن أبى أن يْضيفهم - ومعلوم أن الضيافة حق شرعي للمسافر على المضيف - أنه كان من باب المجازاة على واجب أهملوه ولا يعني ذلك جواز أخذ الأجرة بعامه .
وهذا الرأي مفهوم لدي ، بل ومقبول ويدل على مبلغ علم صاحبه إلا أننا ينبغي أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى لم تكن حادثة في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي كثرة الرقاة الرجاجلة في هذا الزمان ، وكثرة المحتاجين للرقية ، وكثرة المبالغ المأخوذة منهم ظلماً وعدواناً ، وكثرة التلبيس عليهم . وفي الوقت نفسه قله بل ندرة الرقاة الشرعيين ، فإذا ما أفتينا بعدم جواز أخذ الرقية انصرف المستقيمون من الرقاة عنها ، ولا سيما أن الأمر يتطلب جهداً ووقتاً ، إذا ما فتحوا أبواب بيوتهم لاستقبال طالبي الرقية .
ثم إن ما يتقاضاه الراقي المستقيم المتقي لله أقل مما يتقاضاه ذلك المشعوذ بكثير ، مضافاً إليه الضرر الحاصل لطالب الرقية في عقيدته ودينه وخلقه . لذا فإن هذه الأمور تؤكد على جواز أخذ الأجرة على الرقية شريطة التزام الراقي بالشرع الحنيف .
ثم إنني بعد كتابة هذه السطور وجدت حديثاً في سنن أبي داود ومستدرك الحاكم ينص صراحةً على جواز تقاضي أجر عن الرقية ، فعن عبادة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - فأسلم ، ثم أقبل راعاً من عنده ، فمَّر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ، فقال أهله : إنا حْدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير ، فهل عندكم شيء تداوونه ، فَرَقَيتهْ بفاتحة الكتاب فبرأ ، فأعطوني مئة شاة ، فأتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخبرته ، فقال : (( هل إلا هذا )) . وقال مُسَدَّدٌ راوي الحديث في موضع آخر : (( هل قلت غير هذا )) ؟ قلت : لا ، قال : (( خذها ، فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق )) .
فهذا نص صحيح صريح في جواز تقاضي أجر على الرقية إن كانت شرعية وصحيحة .
ولئن كان العلم هو كل جديد نافع ، فإن كتاب الشيخ عمر هذا يتضمن لكثير منه ، لا سيما ما جاء في الباب الثالث منه من بيان الطرق الجديدة الصحيحة التي منَّ الله تعالى على أخينا الشيخ عمر بمعرفتها في تشخيص الأمراض الروحية ، فسماها ( الطرق الذهبية ) وإنها لكذلك ، لما لها من قيمه ونفع كبير .
وكتاب أخينا أبي بكر عمر يتناول أخطاء شائعة بين الرقاة عظم خطرها وتفاقم شرها فجزاه الله تعالى عن الأمة خير الجزاء وتقبل عمله ونفع به .
وكتبه :
أ . د . مروان بن إبراهيم القيسي
جامعة اليرموك - كلية الشريعة
مقدمة فضيلة الشيخ :
أبو محمد سليمان أبو دامس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد الأمين خاتم النبيين والمرسلين ، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
عرَضَِِِِِ عليَّ أخي أبو بكر / عمر أبو جربوع - حفظه الله تعالى - كتاباً له أسماه ( مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية ) فقرأته وأمعنت النظر فيه ، فألفيته كتاباً نافعاً في بابه ، بذل في جمعه وتأليفه جهداً ليس باليسير ، لا جَرَمَ أنه كذلك .
فقد حاول أن يُودِعَهُ خلاصة تجربة مديدة وثمرة رحلة علاجية طويلة ، فوطَّأَهُ بمصطلحاتٍ كَثيرةٍ لها تعلق بالأمراض البدنية والنفسية والروحية ، فَبَيَّنَ ما بَيٍٍْنَ هذه المصطلحاتِ من فروقاتٍ واختلافاتٍ ، وحدثنا أيضاً عن تشخيصات وشبهات ، رآها كذلك فانبرى لها يَدحَضُها ويَرُدُّها .
ثم انتقل بعد هذه التوطئة إلى غرضه ومَقْصِدِه وهو التفريق والتمييز بين الأمراض الروحية من غير الروحية ، والسبيل إلى ذلك هو التشخيص الصحيح المتزامن مع التريث الشديد وترك العجلة في موضع للراقي فيه أناة ، بذلك نصل إلى التوصيف الدقيق والحكم الصحيح .
وعليه فالشيخ يرى أن كثيراً من الحالات التي حكم عليها بعض الأخوة الرقاة بالأمراض الروحية ، فإنها في جُلِّها ليست كذلك فخالفهم ونازعهم ورد عليهم مُقَرِِّراًَ أن ما ذهبوا إليه من أن أكثر من تسعين بالمِائة من هذه الحالات هي حالات مس أو سحر فيه مجانبة للصواب ، بل عدَّه من الغلو والمبالغة ، فرأى أن الأقرب للصواب هو عكس هذه النسبة تماماً ، بمعنى أن تسعين بالمِائة لا تعدو أن تكون أوهاماً أو أمراضاً عضوية أو نفسية ، وأن النسبة الأقل هي أمراض مس وسحر ونحوهما ، لذا فهو يلقي باللائمة في ذلك على إخوانه الرقاة أنهم تعجلوا الحكم بناءً على تشخيص غير صحيح مُؤَدَّاه هذه النسبة العالية من الأمراض الروحية ، فهو لا يفتأ يدعوهم إلى أن يُعِيدوا النظر في ذلك ، فأيد مذهبه بقصص واقعية عايشها وسمعها .
ثم أحالنا على طرق ووسائل أسماها ( الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية ) ورأيي فيها أنها طرق اختبارية كشفية ليست بِرُقًى شرعية أو بديلة عنها ، إنما هي طرق ووسائل تُستخدم في نطاق محدود ليست مُطَّرٍدَةٍ على وتيرةٍ واحدة مع كل حالة ، والمَقْصِدُ منها نزع الوهم من نفس المريض وكثيراً ما كانت نتائجها طيبة .
إذن هي طرق مباحة مقترحة ليست ملزمة للآخرين ، وإلا فالباب واسع للرأي والتجربة فيه مَدْخل ، ما دام القصد حسناً والوسيلةُ إليه مباحة وهو داخل في معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : (( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )) أخرجه مسلم وغيره من المُحدثين ، فإن النص وإن كان سببه خاصاً ؛ ذلك أنه – صلى الله عليه وسلم - نهى عن الرقى ثم قيل له إنك نهيت عن الرقى فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فلفظة ( مَنْ ) الشرطية من صيغ العموم كما هو مُقَرَّرٌ عند جمهور الأصوليين .
بَيْدَ أن كثيراً من الإخوة الفضلاء الرقاة لم يَصْفُ لهم ذلك فخالفوه وجعلوا هذه الطرق مَحَلَ نَظْرٍ ، بل إن بعض الإخوة شَنَّعوا عليه طُرُقَهُ هذه ، ورأيي ما ذكرتُه وقرَّرتُه آنفاً وعاينتُه كذلك .
وأخيراً أنصح إخواني وأخواتي بقراءة الكتاب ، من غير ما فرقٍِ بين من خالف صاحب الكتاب أو وافقه ، راقياً كان أو غير راقٍ ، فسيجد فيه - إن شاء الله تعالى – فوائد كثيرة ، والله تعالى أعلى وأعلم .
أسأله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمالنا كلها صالحة وأن يجعلها خالصة لوجهه وأن لا يجعل لأحدِ فيها شيئاَ اللهم لا تحرمنا خير ما عندك من الإحسان بشر ما عندنا من التقصير والعصيان . وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
وكتبه :
أبو محمد سليمان أبو دامس
السبت 15 / 3 / 1434هجري
الموافق 26 / 1 / 2013 ميلادي
مقدمة الأستاذ :
محمد شحادة يوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق