لله وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ، وبعد :
فقد اطلعت على كتاب أخينا عمر أبو جربوع المسمى : ( مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية ) ، ولقد سرتني مراجعته ، والتقديم له ؛ لأني ألفيته مفيداً في بابه ، وقد جاء الأخ عمر بشيء جديد في هذا الكتاب .
وتتجلى الفائدة في هذا الكتاب عند الحديث عن الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية ، والتي أماطت اللثام عن كثير من الأوهام عند كثير من المرضى والرقاة على حد سواء . وكذلك عند الحديث عن الأمراض الروحية والنفسية والعضوية ، والتشابه بين أعراضها . وعند الحديث عن شبهات الرقاة والرد عليها .
لقد تابعت عمل أخينا عمر من ألفه إلى يائه خطوة خطوة ، ولئن اختلفت معه أحياناً في بعض القضايا المطروحة ، إلا إنني أتفق معه في كثير من القضايا التي طرحها .
لا ريب أن القارئ لهذا الكتاب سيخرج بفائدة بل بفوائد جمّة عند قراءته ، ولا ريب أن الأخ عمر قد بذل في هذا الكتاب جهداً لا يستهان به .
وأتمنى عليه أن يفيد من بعض الملاحظات والتنبيهات التي أظن أنها تشد عضد هذا الكتاب وتقويه .
وإننا لنرى عجبا في هذا الزمان ، فكم من طالب علم تزبب قبل أن يتحصرم ، وقبل أن يحول عليه الحول والأوان ، وكم من مدع لهذا العلم ، زعم - جهلاً - أنه قد بز الأقران ، وغره أن أشير إليه - مجاملة ومداهنة - بالبنان ، فظن أنه قد حاز قصب السبق في هذا الميدان ، والله المستعان .
أسأل الله أن يجعل عمل أخينا عمر خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعله وصاحبه في المقبولين . ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، إنك أنت الوهاب . ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
وكتبه :
أبو صهيب ، محمد شحادة يوسف
الخميس 12 شوال / 1433 هجرية
الموافق 30 / 8 / 2012 ميلادية
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يٌضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه .
(( ((((((((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((( (((( (((( (((((((((( (((( ((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( ))
((((((((((((( (((((((( ((((((((( (((((((( ((((((( ((((((((( (((( (((((( ((((((((( (((((((( ((((((( ((((((((( (((((( ((((((((( ((((((( (((((((( (((((((((( ( ((((((((((( (((( ((((((( ((((((((((((( ((((( ((((((((((((( ( (((( (((( ((((( (((((((((( (((((((( ))
(( ((((((((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((( (((( (((((((((( (((((( (((((((( (((( (((((((( (((((( ((((((((((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( ( ((((( (((((( (((( (((((((((((( (((((( ((((( ((((((( (((((((( ))
أما بعد :
فإن مسألة دخول الجن في الإنس من الناحية الشرعية يُرجع فيها إلى مذهب أهل السنة والجماعة ، ولا يُنظر إلى غيرهم ، والعجب ممن يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( اخرج عدو الله )) ثم يجادل في هذه المسألة ؟!!
فالعلاج بالرقية وسيلة شرعية يقدر الله بها الشفاء والنفع بإذنه تعالى من الأمراض النفسية ، والعضوية . والإقرار بذلك يعتمد على الإيمان ، والتسليم لله تعالى ، وبما جاء عنه ، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك ، كما في قصة اللديغ الذي شُفي بقراءة الفاتحة عليه ، وأقر النبي - صلى الله عليه وسلم - الراقي على ذلك . فالمسلم طبيباً كان أو غير طبيب يجب عليه أن يسلم بما ثبت شرعاً من الشفاء بالرقية لا سيما الرقية بالقرآن الكريم الذي وصفه الله تعالى بقوله : (( ((((( (((((((((( )) . ولقد صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رقاه جبريل - عليه السلام – بقوله : (( بسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك )) . فهذا دليل على شمولية الرقية لجميع الأمراض النفسية ، والعضوية ، وباستقراء السنة نجد الأمراض التي عولجت بالرقية في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت من الأمراض العضوية وغير العضوية .
وقد ثبت لي بالتجربة والبحث أن أعراض المس , والسحر , والحسد تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض النفسية ، والعصبية ، وبعض الأمراض العضوية ؛ ولذا فقد كان هناك لبس عند كثير من الراقين في الحكم على الحالة ، ولذلك لا حرج في أن يطلع الراقي على شيء من الطب النفسي ، بل يجب أن تكون عنده دراية به ، وبعلم وظائف جسم الإنسان ، حتى يستطيع أن يميز نوع المرض : أهو مرض عضوي أم نفسي ؟ وبعد ذلك يسهل عليه تشخيص الحالة .
ومن خلال إطلاعي على ما كتبه كثير من الرقاة عن الجن والسحر والمس الشيطاني ، ومن خلال تجاربي على مدى أعوام عديدة وتجربة بعض إخوتي المتمكنين من الرقية الشرعية ، وكذلك من خلال تواصلي المستمر مع الأطباء النفسانيين للتفريق بين الأمراض النفسية والعضوية والروحية ( عين ، سحر ، مس , حسد ) ، وجدت أكثر من تسعين في المئة ممن يترددون على الرقاة ليس فيهم مس أو سحر ، وهذا ما ذكره الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء في إحدى محاضراته .
ولقد وقفت على دعاوى للإخوة الرقاة لا دليل ولا برهان عليها من الشرع أو التجربة ، بل غالبها مبني على الظن والتخمين ، ووقفت على تهويلات ما أنزل الله بها من سلطان ، وعلى شبهات تعلق بها الرقاة أوهنُ من بيت العنكبوت . وبما أن هذه القضايا من أمور الغيب التي لا نعرف عنها إلا القليل ، فحريُ بالرقاة أن يتقوا الله فيما يقولون ويكتبون ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً .
ولما رأيت هذا التهويل ، وتلك الشبهات التي وصفت الجن والشياطين بأكبر من حجمهم ووقفت على الخلافات في أعراض المس الشيطاني وطريقة علاجه ، والتي نَسبت إلى الشياطين فوق مقدورهم وأعطتهم شأناَ فوق شأنهم ، حتى شابه حال بعض الرقاة فيما يقولون حال العرب في الجاهلية لما عظّموا الجن فوق قدرهم فكانوا يعوذون بهم ، قال تعالى : (( ((((((((( ((((( ((((((( ((((( ((((((( (((((((((( ((((((((( ((((( ((((((((( (((((((((((( ((((((( )) .
فلما رأت الجن أن هؤلاء البشر يخشونهم ولديهم استعداد نفسي لتقبل الخوف ، زادوا في إخافتهم ، والتلاعب بهم . وأبطل الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه العادة الجاهلية ، وأرشد صحابته بقوله : (( إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق , فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه )) ، وهكذا علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات سهله ميسورة نقولها بيقين وصدق ندخل بها في حفظ الله ، فعلينا أن نأخذ هذا الكلام على محمل الجد ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم – يقول : (( فإنه لا يضره شيء )) وعلينا أن نجزم بذلك وتطمئن قلوبنا إليه ونعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الصادق المصدوق ، بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم - .
والحاصل في هذه الأيام وللأسف أن كثيراَ من الناس ، وبعض طلبة العلم والرقاة قد وقعوا في هذا المحضور ، فأعطوا الجن والشياطين أكبر من حجمهم ونسبوا كثيراً من الأمراض العضوية والنفسية إليهم ، وأن هناك من الناس من يعتقد أن الشياطين تستطيع أن تدمر حياته وتصيبه بالأسقام والأمراض .
ولقد ورّط هذا الأمر فئةً من الناس استدرجهم الشيطان ، فذبحوا للجن ، ودخلوا في الشرك ، فخرجوا من الملة ، وإن ماتوا على ذلك فإنه لا يُرجى لهم خير . وسبب ذلك هو الخوف من أذى الجن والشياطين وصدق الله تعالى إذ يقول : (( ((((((( ((((((((( (((((((((((( ((((((((( ((((((((((((((( (((( (((((((((((( (((((((((( ((( (((((( ((((((((((( )) ، وكما يقول : (( (((( (((((( (((((((((((( ((((( (((((((( )) ، وقوله : (( (((( (((((((( (((((( (((( (((((((((( ((((((((( ( (((((((( ((((((((( ((((((( )) ، وقوله : (( (((( (((( ((((((((( (((( ((((((((( ((((((((((( )) وقوله : (( ((((((( ((((( ((((((((( (((((( ((((((((((((((( )) ، وإنه تكفينا الاستعاذة بالله فيتكفل بحفظنا من الشيطان ويطرده عنا ، قال سبحانه وتعالى : (( ((((((( ((((((((((( (((( (((((((((((( (((((( (((((((((((( (((((( ( ((((((( ((((((( ((((((( )) .
والأدلة السابقة واضحة جليه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
ومن الغريب أن يأتينا بعض المرضى من المحافظين على الصلوات الخمس في أوقاتها ، وعلى أذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن وعندهم بعض الأعراض المرضية العضوية ، فيذهبون إلى بعض الرقاة ليقول له : ( أنت معك سحر ) ، والآخر يقول : ( أنت مصاب بالمس ) أو : ( أنت مصاب بالعين والحسد ) ، ويأمره أن يدهن بزيت الزيتون ، ويغتسل بالسدر صباحاً ومساءً ، وربما يستمر العلاج شهراً أو شهرين أو ثلاثة وربما سنوات ، وعندما يأتي إلينا هذا المريض نكتشف أنه يعاني من بعض الأعراض النفسية أو العصبية ، فنرشده إلى الطبيب المختص كي يصف له العلاج المناسب ، وخلال أيام قلائل تجده يتماثل للشفاء .
ثم نبين له أنه على هذه الحالة الإيمانية التي هو عليها لا يستطيع أحد من الجن أو الشياطين أن يؤذيه، لأنه في حفظ الله ، والله متكفل بالمدافعة عنا ، حيث يكفيه قول الحق تبارك وتعالى : (( (((((((( (((( ((((((( ((((((((( )) . وقوله تعالى : (( (((( (((( ((((((((( (((( ((((((((( ((((((((((( )) ، فالحمد لله ولي الإسلام وأهله ، ويكفينا كلام الواحد الأحد : (( ((((( (((( (((( )) ، وقوله : (( (((((( (((((((( (((( (((( ((((( )) ، وقوله : (( (((((( (((((((( (((( (((( (((((((( )) .
إن بعض الرقاة - هداهم الله تعالى - يزرعون - دون قصد - الوهم في المرضى ، ويدخلونهم في دهاليز مظلمة ربما لا يستطيعون الخروج منها لسنوات طويلة ، مع أن العلاج سهل يسير .
ولما رأيت ذلك كله دفعتني أمانة التجربة ، وواجب النصيحة للمؤمنين أن أحذر من شطط ما استحدثه بعض الرقاة ، وأرد على شبهاتهم بالحجة والمنطق والعقل ، ولكن ماذا عسانا أن نقول ؟ ففاقد الشيء لا يعطيه ، والأعمى لا يكون قائداً ، بل هو في حاجة إلى من يقوده ويهديه الطريق ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
فهذا كتابي المسمى بـ ( مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية ) ، والذي هو نابع من تجربة طويلة في العلاج بالرقية الشرعية ، وصلته بالطب عموماً ، مما دفعني إلى كتابة أهداف مهمة أحب أن أذكرها للقارئ الكريم قبل الشروع في الكتاب ، كما إن لي إضافات لم يسبق إليها في بابها فيما أعلم ، فأحببت أن أظهرها للقارئ ، لتكون في متناول المعالجين خصوصاً ، والمرضى عموماً .
كما سأبين المنهج الذي سرت فيه في هذا الكتاب وهو على النحو التالي :
أولاً : أسباب إعداد الكتاب وأهدافه وعملي فيه :
الحد من غلو الرقاة في نسبة أمراض عديدة للمس الشيطاني ، وذلك في ضوء أن كثيراً منها يعود للأمراض النفسية والعضوية ، وقد أكد ذلك كثير من العلماء .
التحذير من كثرة أخطاء الرقاة ، فقد استعمل بعضهم أساليب غير شرعية في العلاج ، وكنت حريصاً في هذا كتاب على التنبيه عليها والتحذير منها .
ذكرت طرقاً جديدة وغير مسبوقة في تحديد وتمييز نوع الإصابة عند المرضى ، خاصة أنه قد ثبت تشابه أعراض الأمراض الروحية مع أعراض الأمراض العضوية والنفسية .
بينت معلومات قيمة عن بعض الأمراض العضوية والنفسية التي تتشابه مع الأمراض الروحية ، وهذا الأمر مع كونه لم يسبق إليه فهو مهم أيضاً .
ذكرت بعض القصص التي تنبه القارئ على وجود المس الشيطاني والأمراض الروحية عموماً ، وبينت أن القرآن الكريم قد يكون سبباً في شفاء كثير من الأمراض الروحية ، والعضوية والنفسية ، كما أنني ذكرت بعض القصص التي تنبه القارئ على حجم الوهم الذي أصاب كثيراً من الناس ، والمعاناة التي لحقت بعضهم بسبب ذلك .
كنت حريصاً على جمع أكبر عدد ممكن من المصطلحات في الرقية الشرعية ، والطب النفسي والعضوي لتكون في متناول الراقي والقارئ على حد سواء ، رغم إهمال بعضهم إدخالها في كتب العلاج بالرقية الشرعية .
ثانياً : تقسيم الكتاب ومنهجه :
أ - تقسيم الكتاب :
الباب الأول : ذكرت فيه مصطلحات وتعريفات متعلقة بالطب الروحي والنفسي ، مرتبة هجائياً ، وذكرت أيضاً الفروق بين بعض المصطلحات الروحية والطبية .
الباب الثاني : ذكرت الأمراض الشائعة بين الناس ، تعريفها وأسبابها وأعراضها وطرق علاجها . وقسمته إلى ثلاثة مباحث : الأمراض العضوية ، والأمراض النفسية ، والأمراض الروحية .
الباب الثالث : ذكرت فيه الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية ، كما ذكرت شبهات الرقاة في تشخيص المس الشيطاني والرد عليها .
الباب الرابع : ذكرت فيه نصائح وإرشادات في العلاج بالرقية الشرعية ، كما ذكرت المدمرات الثلاثة وحذرت منها .
الباب الخامس : ذكرت فيه قصصاً نابعة من تجربتي الشخصية في العلاج بالرقية الشرعية ، وأثبت فيها مسألة التلبس الشيطاني ، وبينت فيها كثرة حالات الوهم المنتشرة بين المرضى .
الباب السادس : ذكرت فيه فتاوى السادة العلماء الأجلاء فيما يتعلق بالرقية الشرعية .
ب - الأقوال والنقولات :
ذكرت أسماء السور ، وأرقام الآيات في الهامش .
رجعت في تخريج الأحاديث إلى كتب الحديث المشهورة ، وأهل الاختصاص وذكرت كلاً في موضعه .
اعتمدت في موضوع العلاج على تجربتي الشخصية في مجال العلاج بالرقية الشرعية ، واعتمدت على بعض الكتب ذات الصلة بالموضوع خاصة في باب التعريفات والمصطلحات وفتاوى العلماء .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
وكتبه :
عمر خضر أبو جربوع
في الخامس والعشرين من رمضان 1433 هجري
الموافق الثالث عشر من أغسطس 2012 ميلادية
المملكة الأردنية الهاشمية – مدينة إربد
هاتف : 0796480391
الباب الأول
مصطلحات وتعريفات في الطب الروحي والنفسي
المبحث الأول : مصطلحات وتعريفات روحية .
المبحث الثاني : مصطلحات وتعريفات نفسية .
المبحث الثالث : الفروق بين بعض المصطلحات الروحية والطبية .
المبحث الأول
مصطلحات وتعريفات روحية
مصطلحات وتعريفات روحية :
1 - الأذكار الشرعية :
هي الأدعية والأوراد والآيات نرتلها ونرددها ، وتشمل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والتهليل ، والتحميد والتكبير ، وغير ذلك من الأدعية والأوراد .
وقال ابن القيّم - رحمه الله - : ( وأفضل الذِّكر وأنفعُه ما واطأ القلبُ اللسانَ ، وكان من الأذكار النبوية ، وشهد الذَّاكر معانيه ومقاصده ) .
2 - التابعة :
قال ابن منظور : ( والتابعة : الرئي من الجن ، أُلحقت الهاء للمبالغة أو لتشنيع الأمر أو على إرادة الداهية . والتابعة : جنية تتبع الإنسان ) .
وفي الحديث : أول خبر قدم المدينة يعني من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة كان لها تابع من الجن ؛ والتابع هنا : جني يتبع المرأة يحبها . والتابعة : جنية تتبع الرجل تحبه . وقولهم : معه تابعة ، أي من الجن .
3 - التفل :
قال ابن الأثير : ( التفل شبيه بالبزاق وهو أقل منه ) .
4 - التمائم :
جمع تميمة ، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : ( قال المنذري : خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات ، وهذا جهل وضلالة ، إذ لا مانع ولا دافع غير الله تعالى ) .
وقال أيضاً : ( قال أبو السعادات : التمائم جمع تميمة ، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم ، يتقون بها العين في زعمهم ، فأبطلها الإسلام ) .
5 - التنجيم :
التنجيم مأخوذ من النجم ، وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية ، بمعنى أن يربط المنجم ما يقع في الأرض ، أو ما سيقع في الأرض بالنجوم بحركاتها ، وطلوعها ، وغروبها ، واقترانها ، وافتراقها وما أشبه ذلك ، والتنجيم نوع من السحر والكهانة وهو محرم ، لأنه مبني على أوهام لا حقيقة لها ، فلا علاقة لما يحدث في الأرض بما يحدث في السماء .
وهناك نوع آخر من التنجيم : وهو أن يستدل الإنسان بطلوع النجوم على الأوقات ، والأزمنة ، والفصول ، مثل أن نقول : إذا دخل نجم فلان فإنه يكون كما هي موسم الأمطار ، أو قد دخل وقت نضوج الثمار وما أشبه ذلك ، فهذا لا بأس به ، ولا حرج فيه .
6 - التِوَلة :
هي : - بضم التاء وكسرها - ضرب من الخرز يوضع ، فتحبب بها المرأة إلى زوجها .
7 - الجاثوم :
الجاثوم : هو الكابوس الذي يقع على الإنسان في نومه .
8 - الجن :
هم مخلوقات لا ترى ، ومكلفون بالعبادات كالإنس تماماً ، خلقهم الله من نار ، منهم المسلم ومنهم الكافر ، وسموا جناً لاجتنانهم أي استتارهم عن الأبصار .
9 - الحجامة :
هي جرح الجلد ، والحجامة إنما تجتذب الدم من العروق الرقاق المبثوثة في اللحم .
10 - الحسد :
هو تمني زوال النعمة عن المنعم عليه .
أو هو تمني زوال النعمة عن المحسود ، وهو الداء العضال الذي ابتلي به كثير من الناس .
11 - الحقاب :
هو خيط يشد في حقو الصبي تدفع به العين .
12 - الخرز :
هو ما ينظم في السلك من الجزع والودع والحب المثقوب من الزجاج ونحوه من فصوص من حجارة والواحدة خرزة .
13 - الراقي الشرعي :
هو الذي يرقي ويشترط فيه أن يكون من أهل الخير والصلاح والاستقامة ومحافظاً على الصلوات الخمس والعبادات والأذكار ، ويكون على معرفة تامة بالرقى الجائزة من الآيات القرآنية ، والسنة النبوية ولا يرقي إلا بما هو مباح شرعاً .
14 - الربط :
هو امتناع الرجل عن زوجته فلا يستطيع أن يجامعها ، وبالتالي يُعَد من أشد أنواع الإيذاء للرجل والمرأة ، وهو يصيب الشباب من ذكور وإناث ، وغالباً ما يصيب الإناث .
قال ابن قدامة : ( وقد اشتهر بين الناس وجود عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها وإذا حل عقده يقدر عليها بعد عجزه عنها حتى صار متواتراً لا يمكن جحده ) .
15 - الرتيمة أو الرتمة :
هي خيط يُربَط بإصبع أو خاتم ، لتستذكر به الحاجة ، ويقال : أرتمه ، إذا شد في إصبعه الرتيمة ، وقيل : هي خيط كان يُربَط في العنق أو في اليد في الجاهلية ؛ لدفع المضرة عن أنفسهم على زعمهم .
16 - الرقية :
هي كل ما يُقرأ على المريض من أدعية وكلمات مشروعة أو غير مشروعة.
قال شمس الحق العظيم أبادي : ( الرقية : هي العوذة - بضم العين - أي ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء ) .
17 - الرقية الشرعية :
هي ما كان من الأدعية المشروعة أو الآيات القرآنية ، شريطة أن تكون بكلام الله ، أو بأسمائه وصفاته ، أو المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأن تكون باللسان العربي وبما يعرف معناه .
18 - الرَّمال :
هو الذي يخط الأرض على الرمل يدعي بها علم الغيب .
19 – الروح :
قال النووي - رحمه الله - : ( إن الروح أجسام لطيفة متخللة في البدن ، فإذا فارقته مات ) .
20 - السحر :
قال ابن قدامة : ( هو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه الساحر ، ليعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه ما يقتل ، وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يبغض أحدهما إلى الآخر ، أو يحبب بين اثنين ) .
21 - الشفاء :
هو رفع ما يؤذي أو يؤلم ، وهو البرء من المرض .
22 - الشيطان :
قال ابن كثير - رحمه الله - : ( الشيطان في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير . وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار . ومنهم من يقول كلاهما صحيح في المعنى , ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب ) .
23 - الصرع :
هو : مرض يتميز بحدوث نوبات عصبية ، تشنجية مفاجئة ومتكررة ، والمظهر الشائع لهذه النوبات أنه يصحبها فقدان الوعي ، وتشنجات تصيب الجسم كله .
أو هو : مرض يتميز بحدوث تغيرات فيزيائية وكيميائية في خلايا المخ ، ينتج عنها نوبات متكررة من اضطراب السلوك الحركي أو الحسي أو النفسي أو اضطراب الوعي .
24 - الطلاسم :
هي نوع من الكتابة الغريبة وغير مفهومة يستخدمها السحرة للاستفادة من خدمات الجن لهم مقابل الشرك بالله الذي تتضمنه تلك الطلاسم .
25 – الطِيرَة :
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : ( هي التشاؤم بمرئي ، أو مسموع ، وقيل : التشاؤم بمعلوم مرئيّاً كان ، أو مسموعاً ، زماناً كان أو مكاناً ، وهذا أشمل ؛ فيشمل ما لا يُرى ، ولا يُسمع ؛ كالتطير بالزمان .
وأصل التطيُّر : التشاؤم ، لكن أضيفت إلى الطير ؛ لأن غالب التشاؤم عند العرب بالطير ، فعلقت به ، وإلا فإن تعريفها العام : التشاؤم بمرئي ، أو مسموع ، أو معلوم ) . والحق أن نفور القلب من شيء ما وكراهيته لا يعد طيرة ، ما لم يقترن ذلك بامتناع عن فعل كان قد عزم عليه.
26 - العدوى :
هي انتقال المرض من المريض إلى الصحيح ، وكما يكون في الأمراض الحسية يكون أيضاً في الأمراض المعنوية الخلقية ، ولهذا أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن جليس السوء كنافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه رائحة كريهة .
27 - العزيمة :
هي أقوال يستخدمها بعض السحرة والمشعوذين للتشديد والتغليظ على الجن والشياطين لاستحضارهم أو لصرفهم أو لتنفيذ رغباتهم .
28 - العفريت والمارد :
قال ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب : ( هو العاتي الشديد ، وأصله من مردة الجن والشياطين ، ومنه حديث رمضان : ( وتصفد فيه مردة الشياطين ) ، جمع مارد ) .
29 - العقد :
جمع عقدة ، وهي ما يعقده الساحر ، وأصله من العزيمة ، ولذلك يقال لها : عزيمة ، كما يقال لها : عقدة ، ومنه قيل للساحر : معقد ، وله عقدة ملك .
30 - العقرة :
هي كما قال ابن منظور : ( خرزة تزعم نساء العرب أنها إذا علقت على حقو المرأة لم تحبل إذا وطئت ) .
31 - العين :
هي نظر باستحسان أو بغض ، فتنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من عين العائن لتتصل بالمعين فيحصل الضرر . ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية ، بل قد يكون أعمى ، فيوصف له الشيء ، فتؤثر نفسه فيه ، وإن لم يره .
32 - الغبطة :
هي رغبة في النفس أن يكون لها مثل ما لغيرها ، وهي ممدوحة أيضاً ، لأنها تنتهي غالباً بالمنافسة إذا صحبتها العزيمة وحب العمل .
وقال ابن حجر : ( هي أن يتمنى المرء أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه ، والحرص على هذا يسمى منافسة ، فإن كان في الطاعة فهو محمود ، ومنه (( ((((( ((((((( ((((((((((((((( (((((((((((((((((( )) ، وإن كان في المعصية فهو مذموم ، ومنه ( ولا تنافسوا ) ، وإن كان في الجائزات فهو مباح ) .
33 - الغول والسعالى :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : ( إن الغيلان ذكروا عند عمر فقال : إن أحدا لا يستطيع أن يتحول عن صورته التي خلقه الله عليها ، ولكن لهم سحرة كسحرتكم ، فإذا رأيتم ذلك فأذنوا ) .
وقال النووي – رحمه الله - : ( قال العلماء : السعالي - بالسين المفتوحة والعين المهملة - ، وهم سحرة الجن ، أي في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ) .
34 - الفزع :
هو التوتر الطويل ، والخوف الفجائي الحاد ، والشعور بالخطر ، وعدم الأمن .
35 - الفصد :
هو كما قال ابن سينا : ( استفراغ كلي يستفرغ الكثرة ، والكثرة هي زايد الأخلاط على تساويها في العروق ، وإنما ينبغي أن يفصد أحد نفسين : المتهيئ لأمراض إذا كثر دمه وقع فيها ، والآخر الواقع فيها وكل واحد منهما إما أن يفصد لكثرة الدم ، وإما أن يفصد لرداءة الدم ، وإما أن يفصد لكليهما ) .
36 - قارئ الكف والفنجان :
هو الذي ينظر في كف الإنسان أو في فنجان قهوة بعد شربه ويخبر بما سيقع لصاحب الكف أو الفنجان ، والاستماع إليه محرم ولو كان على سبيل اللهو .
37 – القرين :
القرين هو شيطان مسلَّط على الإنسان بإذن الله عز وجل ، يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف ، كما قال عز وجل : (( (((((((((((( (((((((((( (((((((((( ((((((((((((( (((((((((((((((( ( (((((( ((((((((( (((((((((( ((((((( (((((((( ( (((((( ((((((( ((((((( )) . ولكن إذا منّ الله سبحانه وتعالى على العبد بقلب سليم صادق متجهٍ إلى الله عز وجل ، مريدٍ للآخرة ، مؤثر لها على الدنيا : فإن الله تعالى يعينه على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائه .
38 - الكاهن :
هو من يَدعى أنه يعرف الغيب ، ويُنبأ به ، وأنه يُوحى إليه بشيء منة ، والكهنة والعرافون يدعون أنهم على علم بالنجوم ، ويسمون أيضا لذلك المنجمون .
39 - المس :
هو أن يتسلط الجني على الإنسي بحيث يؤثر في نفسه ، ويؤثر في تصرفاته ، وإذا أذن الله جل وعلا كان بالإمكان أن يضره في بدنه وأن يضره كذلك في نفسه وشعوره .
أو كما قال الشيخ العلامة بن باز - رحمه الله - : ( هو صرع الجن للإنس ، كما قال الله عز وجل : (( ((((((((( ((((((((((( (((((((((((( (( (((((((((( (((( ((((( ((((((( ((((((( (((((((((((( (((((((((((( (((( ((((((((( )) . وعلاجه بالقرآن الكريم ، وبالأدعية النبوية ، وبالوعظ والتذكير وبالترغيب والترهيب ) .
40 - المس التمثيلي :
هو عبارة عن أقوال وأفعال وحركات تمثيلية تصدر بإرادة من الشخص وهو بوعيه الكامل ، ويحدث مثل هذا التمثيل أحياناً لجلب أنظار الآخرين إليه ، أو ليجد مخرجاً لمشاكل قد تعرض لها ، أو لينسب بعض تصرفاته للجن والشياطين أو لغايات أخرى .
41 - المس الوهمي :
عبارة عن تخبطات في الأقوال والأفعال والحركات تقمصاً من شخص مصاب بمس حقيقي وتحدث مثل هذه الحركات والتصرفات عند مشاهدة المصروعين أحياناً ، وتحدث أيضاً عندما يوهم المعالج المريض بأن به مساً أو سحراً ، وفي الغالب نجد أكثر من يعانون من المس الوهمي هم أصحاب الشخصيات الضعيفة .
42 - المنفوس :
فعن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : (( يا محمد اشتكيت ؟ فقال : نعم ، قال : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك )) .
قال أبو بكر الأنباري – رحمه الله – : ( والنفس العين يقال قد أصابت فلاناً النفسُ إذا أصابته العين ويقال للفاعل " نافِسٌ " وللمفعول " منفوس " ) .
وفي المعجم الوسيط : ( المنفوس المولود ، والمحسود ، أو من أصابته العين ، ويقال : شيء منفوس : نفيس مرغوب فيه ) .
43 - النُشرة :
هي كالتعويذ والرقية . يقال : نشرته تنشيراً إذا رقيته وعوذته ، وإنما سميت نشرة لأنها ينشر بها عن المريض أي يحل عنه ما خمره من الداء .
44 - النفاثات في العقد :
قال الإمام القرطبي - رحمه الله - : ( ومن شر النفاثات في العقد يعني : الساحرات اللاتي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين بها ) .
45 – النفث :
قذف الريق القليل ، وهو أقل من التفل ، ونفث الراقي والساحر أن ينفث في عقده ، قال تعالى : (( ((((( ((((( ((((((((((((( ((( (((((((((( )) .
46 - الهامة :
بالتشديد واحدة الهوام ذوات السموم ، وقيل : كل ما له سم يقتل ، فأما ما لا يقتل سمه فيقال له : السوام ، وقيل المراد : كل نسمة تهم بسوء .
47 - الوجيهة :
وهي خرزة حمراء تعلق للتوقي من الأمراض .
48 - الودع :
جمع ودعة ، وهي خرزة تستخرج من البحر وتعلق في أعناق الصبيان وغيرهم ، وفي الحديث : (( من علق ودعة فلا ودع الله له )) . أي : فلا بارك الله ما هو فيه من العافية . وإنما نهي عنها لأنهم كانوا يعلقونها مخافة العين .
49 - الوسوسة :
هي ما يلقيه الشيطان في القلب ، أو ما يقع في النفس لعمل الشر وما لا خير فيه ، وتكون بصوت خفي أو بغير صوت كما يوسوس الشيطان للعبد .
قال البغوي في قوله تعالى : (( ((((((( (((((((((( ((( ((((((( (((((((( )) : أي بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق