تخصص المرأه في رقية النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يرى بعض المعالجين بالرقية الشرعية عدم تعرض المرأة لممارسة العلاج بالرقية وهم وإن كانوا لا يحرمون ذلك إلا أنهم يجعلون ذلك خلاف الأولى ويحصرون دور المرأة في الرقية على الحالات الضرورية أو يقصرونها على رقية زوجها وأهل بيتها لأسباب سنذكرها تاليا.
والذي أراه أن ذلك مجانب للصواب بل أن ممارسة المرأة للعلاج بالرقية الشرعية للنساء له فوائده الكثيرة التي تحتم أن يكون للنساء راقيات بل أنها من الضرورة بمكان.
أما من يرى أن رقية النساء للنساء خلاف الأولى فقد رأوا في ذلك محاذير كثيرة منها :
أولا : ضعف المرأة أمام مغريات الحياة كالعجب وحب الظهور وحب المال.
ثانيا : إهمال المرأة لشؤون بيتها وأولادها .
ثالثا : ضعف المرأة من الناحية الفسيولوجية فالمرأة تتعرض للحيض والنفاس.
رابعا : سهولة انقياد المرأة للجن والشياطين .
خامسا : وقوع المرأة في محاذير شرعية منها خطابها للجن وأن صوتها عورة .
وأن المتمعن فيما قالوا ليراه أوهن من بيت العنكبوت بل هو من المغالطات وليس من باب الحجج والبراهين.
أما قولهم عن المرأة أنها ضعيفة أمام مغريات الحياة فالمال يغريها والعجب يغريها فلا اختصاص للمرأة دون الرجل بل إن حب الظهور عند الرجل أقوى وأشد وأن حاجة الرجل للمال أوكد.
وأما شبهتهم في إهمال المرأة لشؤون بيتها وأولادها فإن ذلك لا ينبغي ولا يجوز أن يقال فلو كانت هذه الحجة صالحة ويستدل بها لحرم بذلك عمل المرأة عموما مثل المعلمات والطبيبات والممرضات فقد يقال في شأن هؤلاء كما يقال في شأن المعالجة بالرقية وفي ذلك فساد كبير وتقول على الله تعالى بغير علم .
ويرد على قولهم أيضا بأن المرأة المعالجة تستطيع أن ترتب وقتها وعملها بحيث لا يتعارض مع دورها في إصلاح بيتها وتربية أولادها.
وأما عن قولهم أن المرأة ضعيفة جسميا تتعرض للحيض والنفاس وهذا يجعلها عرضة للشياطين وإيذاءهم فإن هذا الأمر مجانب للصواب فإن القول بأن المرأة إذا كانت حائضا أونفاسا معرضة للإيذاء الشيطاني أثناء معالجتها بالرقية قول بلا دليل ! وأين الدليل على ذلك ؟ فهل الشيطان يتلبس المرأة في حال الحيض والنفاس فلو كان كذلك لتعرضت جميع النساء لأذى الشيطان .
وإن أرادوا بذلك أن المرأة في حال حيضها ونفاسها بعيدة عن الله تعالى بسبب بعدها عن الصلاة والصيام فإن هذا غير صحيح فالمرأة وإن كانت في حال حيضها بعيدة عن الصلاة والصيام ولكنها ليست بعيدة عن الله تعالى فهي مؤمنة ذاكرة لربها لا سبيل للشيطان عليها .
وإن أرادوا بذلك أن المرأة في حال حيضها ونفاسها مريضة مرضا جسميا فتكون عرضة للشيطان فهذا من الظن والتخرص فهل يتسلط الشيطان على المرضى ؟! وهل يمنع الرجل الراقي في حال مرضة؟!!!.
وأما قولهم أن المرأة سهلة الانقياد للجن والشياطين فلا أدري من أين أتوا بذلك أمن قول النبي صلى الله عليه وسلم : (المرأةعورة ، وإنها إذاخرجت من بيتهااستشرفها الشيطان، و إنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها) أم من الحديث الشريف الذي رواة مسلم (وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن . قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال : أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل...).
فالذي أراه أن ما استدلوا به من الأحاديث النبوية الشريفة لا يصح لهم واستدلالهم في غير مكانة فالمقصود باستشراف الشيطان للمرأة أنه يزين المرأة في أعين الرجال ولا علاقة له بتسلط الشيطان على المرأة ومسها ولا صلة له لا من قريب ولا من بعيد في أن المرأة سهلة الإنقياد للشيطان .
يقول الشيخ بن باز رحمة الله تعالى في شرح هذا الحديث :ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله ـ عز وجل ـ هو الذي شرعه ـ سبحانه وتعالى ـ رفقاً بها وتيسيراً عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك . ويضيف قائلا رحمة الله : ولا يلزم من هذا أن تكون أيضاً دون الرجال في كل شيء ، وأن الرجل أفضل منها في كل شيء ، نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة ، لأسباب كثيرة كما قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ : {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}سورة النساء . لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة، فكم من امرأة فاقت كثيراً من الرجال في عقلها ودينها وضبطها. وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح وفي تقواها لله ـ عز وجل ـ وفي منزلتها في الآخرة ، وقد تكون لها عناية في بعض الأمور ، فتضبط ضبطاً كثيراً أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها ، فتكون مرجعاً في التاريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة ، وهذا وأضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك، وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد عليها في الرواية ، وهكذا في الشهادة إذا انجبرت بامرأة أخرى، ولا يمنع أيضاً تقواها لله وكونها من خيرة إماء الله ، إذا استقامت في دينها ، فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء ، وضعف الدين في كل شيء ، وإنما هو ضعف خاص في دينها ، وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك . فينبغي إنصافها وحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على خير المحامل وأحسنه . والله تعالى أعلم
وأما قولهم أن المرأة تقع في محاذير شرعية في خطابها للجن وأن صوتها عورة فنقول في ذلك :
إن ما قالوا ليس له أساس من الصحة بل من عجيب القول وغريبة فإذا قصدوا بخطاب المرأة للجني غير قراءتها للرقية وإنما كلامها مع الجني فالرقية الشرعية من غير خطاب يسمعها الجني أيضا فلما أجزتموها ومنعتم خطابها للجني ؟!!فهذا تفريق بين المتماثلات وأيضا لو كان لا يجوز للمرأة أن تخاطب الجني في حال الرقية لمنعت من الكلام عموما لأن الجن يسمعون كلام الإنس .
وأيضا فإننا لا نسلهم لهم أن صوت المرأة عورة بل ان صوت العورة هو المصحوب بالفتنة كالتكسر بالحركات للرجال وتليين الكلام فتنة لهم وليس مجرد كلام المرأة عورة وهذا معلوم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ان المرأة كانت تتكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم وأن أمهات المؤمنين وعلى رأسهن عائشه رضي الله عنها كانت تسأل وتجيب وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخاطب النساء وتخاطبه النساء بحضرة الصحابة ولو كان صوت المرأه عوره لعثرنا ولو على دليل واحد ولما لم يكن شيء من ذلك علمنا ان صوت المرأة ليس بعورة.
وهذه فتوى بخصوص مخاطبة النساء للرجال أنقلها لكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمرأة أن تكلم الرجل الذي ليس من محارمها بشروط:
أولها: عدم الخلوة، فلا يجوز لها أن تكلمه في مكان لا يوجد فيه سواها معه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم " رواه الشيخان من حديثابن عباس . ولما صح من قوله صلى الله عليه وسلم: " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ".
والشرط الثاني: وجود الحجاب الشرعي: لقول الله تعالى: ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ) [الأحزاب:53]
والشرط الثالث: أن يخلو الكلام من الخضوع بالقول، لقول الله تعالى: ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) [الأحزاب:32] ومعنى الخضوع بالقول: إلانة الكلام للرجال بما يرغب الرجل بالمرأة عادة.
والشرط الرابع: الحاجة إلى الكلام: فإذا لم تكن هنالك حاجة ومصلحة في الكلام مع الرجل فلا يجوز لها أن تكلمه، لأنه ليس بعد الحاجة والمصلحة إلا الخضوع بالقول، فلذلك لا تتكلم معهم إلا بقدر حاجتها. فإذا وجدت هذه الشروط فلا حرج على المرأة في أن تكلم الرجل.
وبالشرط الأول من الشروط السابقة يعلم أنه لا يجوز للطالبة أن تدخل على الأستاذ في مكتبه وحده.
والله أعلم.
مركز الفتوى /لثلاثاء 3 صفر 1423 - 16-4-2002رقم الفتوى: 15406
وبناء على ما تقدم فقد سقط ما قالوا من عدم أولوية تصدي المرأة للرقية وبقي أن أذكر هنا أن تخصص المرأة في مجال الرقية الشرعية فيه سد لباب معالجة الرجال للنساء وفي ذلك منع للفتنة .
وتأكيدا لما ذكرت فإني أسوق إليكم كلام العلماء بخصوص ذلك :
سئل فضيلةالشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم تخصص المرأة المسلمة فيالرقية الشرعية ؟
فأجاب – حفظه الله - : ( الرقية الشرعية هي العلاج بكتاب الله تعالى وبالأدعية المأثورة فيالسنة الصحيحة ، فمن حفظها وعرف تلك النصوص التي تستعمل في الرقية فله استعمالها ،ولا فرق بين الرجل والمرأة وقد كانت عائشة – رضي الله عنها – ترقي نبي الله صلىالله عليه وسلم لما مرض وتنفث بيده رجاء بركتها ، ولا شك أن الكثير من النساءالمؤمنات قد يحفظن القرآن والكثير من الأوراد وهي من الصالحات القانتات الحافظاتللغيب ، فلهن عمل الرقيةللنساء حتى لا تحتاج المرأة إلى الذهابللرجال لأجل الرقية وكذا تلاقي المرأة محارمهاونساءها وذلك موجود فيهن بكثرة والله أعلم ) ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين – ص 384 ) .
🖋 عمر ابوجربوع/ 0799520017 🇯🇴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق