كلمات قيمة مقتبسة من
الكتاب
* ( لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين
أفراداً قليلين صالحين فيما مضى ، فصاروا
اليوم بالمئات ) . الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - .
*
( خرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية إلى أمور ووسائل أخرى لا يعرفها الشرع ولا الطب
معاً ، فهي - عندي - نوع من الدجل والوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان ) .
الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - .
* ( أعرف أن أكثر من تسعين في المئة من الأمراض
التي يقول عنها الرقاة غير صحيحة ، بل هي أمراض نفسية ) . الشيخ الدكتور / عبدالله
المطلق – حفظه الله - .
* ( إن أكثر من
خمس وتسعين في المئة من الذين يذهبون للمعالجين ليس بهم جني ) . الشيخ الدكتور / عبدالله بن عبد
العزيز الجبرين – حفظه الله - .
* ( حالات صرع
الجن للإنس نادرة الحدوث وقد آن الأوان لهذه الظاهرة أن تنكمش ، وأن تعود إلى
الحجم الذي كانت عليه ) . الشيخ الدكتور / محمد إسماعيل المقدم – حفظه الله - .
* ( علينا أن نعلم
أن هناك مساً جنياً ، لكن ليس كل الحالات تعتبر مساً ، فقد تكون ناتجة عن وهم ، أو
حالات هستيريا ) . الشيخ الدكتور / محمد إسماعيل المقدم –
حفظه الله - .
* ( استنكر فضيلة
الشيخ سلمان العودة مسألة الغلو في نسبة الأمراض للجن ، مشيراً إلى أن أحدهم زار
أحد الرقاة ، وقال له :
أنت فيك سبعون جناً ) . الشيخ الدكتور / سلمان بن فهد العودة – حفظه الله - .
*
( إن مسألة الرقية ليست ألغازاً ، فقد تكون بفاتحة الكتاب كما في حديث أبي سعيد
الخدري ، أو بالمعوذتين ) . الشيخ الدكتور / سلمان بن فهد العودة – حفظه الله -
.
* ( لا يشترط في
كل من يرتجف ، أو ينتفض ، أو يحلم أحلاماً مزعجة ، أو يسمع أصوات أو يرى خيالات أن
يكون من الشيطان ، ولا يشترط في كل ما ينطق على اللسان أن يكون سببه الجني ) .
المؤلف .
* ( أكثر الناس
عرضه للإصابة بالأمراض النفسية والعضوية هم الناس العاطفيون والحساسون جداً ) .
المؤلف .
* ( إن أعراض المس
, والسحر , والحسد تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض النفسية والعضوية ) . المؤلف .
* ( بعض طلبة
العلم والرقاة أعطوا للجن والشياطين أكبر من حجمهم ونسبوا كثيراً من الأمراض
العضوية والنفسية للجن والشياطين ) . المؤلف .
*
( بعض الرقاة - هداهم الله تعالى - يزرعون دون قصد الوهم في المرضى ويدخلونهم في
دهاليز مظلمة ، ربما لا يستطيعون الخروج منها لسنوات طويلة ) . المؤلف .
الإهداء
هذا الكتاب هو ثمرة جهدٍ أهديه إلى أناس
قد أحببتهم ، ولهم في قلبي مكانة عالية ، عرفتهم عن قرب ، فمنهم العالم الجليل ،
ومنهم طالب العلم الشرعي ، ومنهم صاحب الخبرة في مجال العلاج بالرقية الشرعية ،
ومنهم أصدقاء وأحباب يحبون العلم الشرعي وأهله ، فلكل هؤلاء جميعاً أهدي هذا
الكتاب مع خالص شكري وتقديري ، وأخص بالذكر :
- شيخي الفاضل أبا محمد سليمان أبو دامس .
-
الأخ الفاضل فهد الطالب ( أبا بدور ) .
-
الشيخ نعيم أبو شندي .
-
الدكتور أحمد الخالدي .
-
الأخ الحبيب صهيب علي فارس .
-
الشيخ المعالج نايف الشويعر .
-
زوجتيّ الكريمتين حفظهما الله ورعاهما .
-
أولادي : رحمة ، وهبة ، ونور ، وسلام ،
وبكر ، وأسماء ، وأسامة ، وسبيل .
الشكر
(( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ))
الشكر الأول والأخير لله تعالى الذي
أعانني على إتمام هذا الكتاب فلولا توفيقه وإعانته لما أنجزت شيئاً ، ثم الشكر
والتقدير لوالدي الكريمين اللذين سعيا في تعليمي ، وبذلا جهدهما في ذلك بكل وسيلة
، وخاصة دعاؤهما لي ، فجزاهما الله عني خير الجزاء وأوفره ، ورفع درجتهما وأحسن
عاقبتهما في الأولى والآخرة ، وأعانني على برهما .
كما أنني أتقدم بالشكر الجزيل لكل من :
·
فضيلة الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل
الشيخ .
·
وفضيلة الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي .
·
وفضيلة الشيخ سليمان بن عبد أبو دامس .
·
والأستاذ الدكتور مروان بن إبراهيم
القيسي .
·
والأستاذ محمد بن شحادة يوسف .
على ما أبدوا من ملاحظات وتوجيهات وآراء
وتصويبات وإضافات واستدراكات على كتابي هذا حتى خرج بهذا الشكل الجميل .
ولا أنسى أن أشكر كل من قام بمساعدتي
وأعانني على نشر هذا الكتاب سائلاً المولى عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم ، وأن يوفقهم جميعاً لما يحبه ويرضاه هو ولي ذلك
والقادر عليه .
مقدمة الشيخ الدكتور
قيس بن محمد آل الشيخ حفظه الله ورعاه
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي كل توفيق وملهم كل خير
والهادي إلى كل حق ، يا ربنا لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك وبعد :
فإن الرقيةَ أَلْفَاظٌ خَاصَّةٌ
يَحْدث عندها الشِّفَاءٌ من الْأَسْقام والأدْواء وَالْأسباب الْمُهْلِكَةِ بإذن
الله تعالى ، وكان استعمالُها شائعاً في العصر الجاهلي قبل بعثة رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ، حيث كان عرب الجزيرة العربية يسترقون طلباً للشفاء ،
بكلمات مخصوصة ، وغالباً ما تكون من عمل المشركين ، وربَّما استرقَوا عند أهل
الكتاب من اليهود أو النصارى .
والرقية في الإسلام
تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو بالمأثور من كلام رسوله - صلى الله
عليه وسلم - ، وبالمأثور من كلام نبيٍّ أو مَلَك ، وبالكلام المباح ، ثم إن الرقية
تكون للشفاء من كلِّ الأمراض والجراح والقروح والعين وغير ذلك كما قال سبحانه : ((
ãAÍit\çRur z`ÏB Èb#uäöà)ø9$# $tB uqèd Öä!$xÿÏ© )) الإسراء – 82 .
قال القرطبي : (
معناه : ونُنزِّلُ القرآنَ شفاءً ، لأن كلَّ حرفٍ منه يُشفي ) .
وقال فخر الدين
الرازي : ( اعلم أنَّ القرآنَ شفاءٌ من الأمراض الروحانية ، وشفاءٌ أيضاً من
الأمراض الجسمانية ) .
والرقية تكون بالقراءة المجرَّدة مباشرة
، وقد يكون معها نفث وتفل ، مع المسح على الموضع ، أو على إصبع مُبْتلٍّ بريق ،
وتكون بالقراءة في إناءٍ به ماءٌ أو زيت ، وتكون كذلك بالكتابة ، إما على طبق أو
على ورقة نظيفين .
وقد اطلعت على كتاب ( مباحث في الرقية
الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية ) للأستاذ الفاضل والمعالج الناصح
الشيخ عمر أبو جربوع ، وقرأته قراءة سريعة ، فسرَّني ما فيه من نصح للرقاة ودلالة
على الوجه الصحيح للرقية ، وما فيه من تحذير من كثير من المنكرات التي تقع كثيرٍ
من الرُّقاة - هداهم الله - ، والتنبيه على شبهات بعض الرقاة في تشخيص المسِّ .
ومن البدهيِّ في كل ما يكتبه البشر أن
تكون بعض مسائله محلَّ نظر ، فكلُّ ابنِ آدم خطَّاء ، وقد ذكرتُ ذلك للمؤلِّف -
حفظه الله - ، والذي ظهر لي منها :
كثرةُ استشهاد المؤلف بكلام المعاصرين ،
والبحث العلمي يقتضي العزوَ للمتقدِّم ، خاصة أنَّ مسائلَ الرقية لم يأْتِ فيها
المعاصرون بجديد .
ومن ذلك ما ذكره المؤلف عن بعض
المعاصرين أنَّ تعليق التميمة شرك ، والذي عليه العلماءُ جواز تعليق كلام الله
تعالى ، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد قال القرطبيُّ في تفسيره : (
الاستشفاء بالقرآن معلَّقاً وغير معلَّق لا يكون شركاً ) .
والمأمول أن ينفع الله بهذا الكتاب
الرُّقاة ، وأن يحوْلَ دون أنْ تُسلَب أموال الناس وتُؤكَل بالباطل ، ودون أن
تقع المشاكل العائلية والقطيعة بين الأرحام ، بسبب كذب بعض الرُّقاة بزعمهم أن
المَرْقيَّ مصابٌ بسحرٍ من أحد أقربائه أو جيرانه ، وغير ذلك من الخرافات التي
نسمعها صباح مساء ، أسأل الله للمؤلِّف التوفيق والسداد ، وأن ينفعه وينفع به
.
وكتبه :
قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
أستاذ الفقه وأصوله
بجامعة الملك فيصل بالأحساء
مقدمة الأستاذ الدكتور :
مروان إبراهيم القيسي
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ،
ونستغفره ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضِّل له ، ومن يُضلل
فلا هاديَ له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدُه
ورسولُه ، وبعد :
فإن الإنسان قد خُلق ليحيا عمراًَ
محدداًَ ، وليقوم بمهمة محددة وهي توحيد الخالق عز وجل رباً وإلهاً وإفراده بصفات
الكمال والجلال كما وصف نفسه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم .
ومعلوم أنه ليس للمرء ليرضي ربه ويقوم
بما طلبه منه فيحصل على سعادة الدنيا والآخرة إلا العمل الصالح ، السبب الأول
والأخير في السعادة . إلا أن من رحمة الله بعباده المؤمنين أنه شرع لهم من الأعمال
ما يستمر ويبقى ثوابه جارياً عليهم بعد الوفاة كما قال - صلى الله عليه وسلم - : ((
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ولد صالح يدعو له ، أو علم ٌيُنتَفع به
من بعده ، أو صدقة تجري يبلغه أجرها )) .
ومن هذه الثلاثة يأتي عمل أخينا الشيخ
عمر أبو جربوع في علم ينتفع به من بعده . ولم يأت العلم ههنا مطلقاً ، بل جاء
مقيداً بالانتفاع منه ، وهو حكم العلم في الإسلام أن يُنتفع به ، وإلا كان عبثاً .
وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : (( سلوا الله علماً نافعاً وتعوذوا بالله من
علم لا ينفع )) .
وقد ذمَّ الله تعالى
العلم غير النافع بقوله سبحانه : (( tbqçH©>yètGtur $tB öNèdàÒt wur öNßgãèxÿZt )) البقرة – 102 . وكلما كان العلم
نافعاً أزداد أجر صاحبه ، وكلما عظمت حاجة الأمة إليه كان نافعاً .
ولذا فإنني أناشد أهل
العلم عامة أن لا يكتبوا لأنفسهم ، وأن يلتمسوا حاجات الأمة ويكتبوا لسدها وقضاءها
.
وقد سرتني مراجعة هذا الكتاب الذي بين
يدي ، لعظم حاجة المسلمين إليه ، فهو من العمل النافع جداً للأمة ، فما أحوج
المسلمين له ولأمثاله من المؤلفات .
ووجدته منسجماً مع مضمون التوحيد
مستفيداً من الطب منبهاً على أخطاء وويلات يرتكبها بعض المعالجين بقصد أو بغير قصد
.
وتتميماً لما جاء في أحد فصول الكتاب ،
فإن لي اجتهاداً أْريد أن أبديه فيما يخص أخذ الأجرة على الرقية الشرعية . فقد
تضمن الكتاب أقوالاً لعلماء أفاضل يجيزون أخذ الأجرة ، غير أن بعض الفضلاء لا
يجيزون أخذها ، ويرون أن أخذ الصحابة أجره على رقيه قاموا بها لمن أبى أن يْضيفهم
- ومعلوم أن الضيافة حق شرعي للمسافر على المضيف - أنه كان من باب المجازاة على
واجب أهملوه ولا يعني ذلك جواز أخذ الأجرة بعامه .
وهذا الرأي مفهوم لدي ، بل ومقبول ويدل
على مبلغ علم صاحبه إلا أننا ينبغي أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى لم تكن حادثة
في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي كثرة الرقاة الرجاجلة في هذا الزمان ،
وكثرة المحتاجين للرقية ، وكثرة المبالغ المأخوذة منهم ظلماً وعدواناً ، وكثرة
التلبيس عليهم . وفي الوقت نفسه قله بل ندرة الرقاة الشرعيين ، فإذا ما أفتينا
بعدم جواز أخذ الرقية انصرف المستقيمون من الرقاة عنها ، ولا سيما أن الأمر يتطلب
جهداً ووقتاً ، إذا ما فتحوا أبواب بيوتهم لاستقبال طالبي الرقية .
ثم إن ما يتقاضاه الراقي المستقيم
المتقي لله أقل مما يتقاضاه ذلك المشعوذ بكثير ، مضافاً إليه الضرر الحاصل لطالب
الرقية في عقيدته ودينه وخلقه . لذا فإن هذه الأمور تؤكد على جواز أخذ الأجرة على
الرقية شريطة التزام الراقي بالشرع الحنيف .
ثم إنني بعد كتابة هذه السطور وجدت
حديثاً في سنن أبي داود ومستدرك الحاكم ينص صراحةً على جواز تقاضي أجر عن الرقية ،
فعن عبادة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - فأسلم ،
ثم أقبل راعاً من عنده ، فمَّر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ، فقال أهله
: إنا حْدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير ، فهل عندكم شيء تداوونه ، فَرَقَيتهْ
بفاتحة الكتاب فبرأ ، فأعطوني مئة شاة ، فأتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
فأخبرته ، فقال : (( هل إلا هذا ))
. وقال مُسَدَّدٌ راوي الحديث في موضع آخر : (( هل قلت غير هذا )) ؟ قلت :
لا ، قال : (( خذها ، فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق )) .
فهذا نص صحيح صريح في جواز تقاضي أجر
على الرقية إن كانت شرعية وصحيحة .
ولئن كان العلم هو كل جديد نافع ، فإن
كتاب الشيخ عمر هذا يتضمن لكثير منه ، لا سيما ما جاء في الباب الثالث منه من بيان
الطرق الجديدة الصحيحة التي منَّ الله تعالى على أخينا الشيخ عمر بمعرفتها في
تشخيص الأمراض الروحية ، فسماها ( الطرق الذهبية ) وإنها لكذلك ، لما لها من قيمه
ونفع كبير .
وكتاب أخينا أبي بكر عمر يتناول أخطاء
شائعة بين الرقاة عظم خطرها وتفاقم شرها فجزاه الله تعالى عن الأمة خير الجزاء
وتقبل عمله ونفع به .
وكتبه :
أ . د . مروان بن
إبراهيم القيسي
جامعة اليرموك - كلية
الشريعة
مقدمة فضيلة الشيخ :
أبو محمد سليمان أبو دامس
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة
والسلام على نبينا وحبيبنا محمد الأمين خاتم النبيين والمرسلين ، وآله وصحبه
الطيبين الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
عرَضَِِِِِ عليَّ أخي أبو بكر / عمر أبو
جربوع - حفظه الله تعالى - كتاباً له أسماه ( مباحث في الرقية الشرعية والأمراض
الروحية والعضوية والنفسية ) فقرأته وأمعنت النظر فيه ، فألفيته كتاباً نافعاً في
بابه ، بذل في جمعه وتأليفه جهداً ليس باليسير ، لا جَرَمَ أنه كذلك .
فقد حاول أن يُودِعَهُ خلاصة تجربة
مديدة وثمرة رحلة علاجية طويلة ، فوطَّأَهُ بمصطلحاتٍ كَثيرةٍ لها تعلق بالأمراض
البدنية والنفسية والروحية ، فَبَيَّنَ ما بَيٍٍْنَ هذه المصطلحاتِ من فروقاتٍ
واختلافاتٍ ، وحدثنا أيضاً عن تشخيصات وشبهات ، رآها كذلك فانبرى لها يَدحَضُها
ويَرُدُّها .
ثم انتقل بعد هذه التوطئة إلى غرضه
ومَقْصِدِه وهو التفريق والتمييز بين الأمراض الروحية من غير الروحية ، والسبيل
إلى ذلك هو التشخيص الصحيح المتزامن مع التريث الشديد وترك العجلة في موضع للراقي
فيه أناة ، بذلك نصل إلى التوصيف الدقيق والحكم الصحيح .
وعليه فالشيخ يرى أن كثيراً من الحالات
التي حكم عليها بعض الأخوة الرقاة بالأمراض الروحية ، فإنها في جُلِّها ليست كذلك
فخالفهم ونازعهم ورد عليهم مُقَرِِّراًَ أن ما ذهبوا إليه من أن أكثر من تسعين
بالمِائة من هذه الحالات هي حالات مس أو سحر فيه مجانبة للصواب ، بل عدَّه من
الغلو والمبالغة ، فرأى أن الأقرب للصواب هو عكس هذه النسبة تماماً ، بمعنى أن
تسعين بالمِائة لا تعدو أن تكون أوهاماً أو أمراضاً عضوية أو نفسية ، وأن النسبة
الأقل هي أمراض مس وسحر ونحوهما ، لذا فهو يلقي باللائمة في ذلك على إخوانه الرقاة
أنهم تعجلوا الحكم بناءً على تشخيص غير صحيح مُؤَدَّاه هذه النسبة العالية من
الأمراض الروحية ، فهو لا يفتأ يدعوهم إلى أن يُعِيدوا النظر في ذلك ، فأيد مذهبه
بقصص واقعية عايشها وسمعها .
ثم أحالنا على طرق ووسائل أسماها (
الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية ) ورأيي فيها أنها طرق اختبارية كشفية ليست
بِرُقًى شرعية أو بديلة عنها ، إنما هي
طرق ووسائل تُستخدم في نطاق محدود ليست مُطَّرٍدَةٍ على وتيرةٍ واحدة مع كل حالة ،
والمَقْصِدُ منها نزع الوهم من نفس المريض وكثيراً ما كانت نتائجها طيبة .
إذن هي طرق مباحة مقترحة ليست ملزمة
للآخرين ، وإلا فالباب واسع للرأي والتجربة فيه مَدْخل ، ما دام القصد حسناً
والوسيلةُ إليه مباحة وهو داخل في معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : (( من
استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )) أخرجه مسلم وغيره من المُحدثين ، فإن النص
وإن كان سببه خاصاً ؛ ذلك أنه – صلى
الله عليه وسلم - نهى عن الرقى ثم قيل له إنك نهيت عن الرقى فالعبرة بعموم اللفظ
لا بخصوص السبب ، فلفظة ( مَنْ ) الشرطية من صيغ العموم كما هو مُقَرَّرٌ عند
جمهور الأصوليين .
بَيْدَ أن كثيراً من الإخوة الفضلاء
الرقاة لم يَصْفُ لهم ذلك فخالفوه وجعلوا هذه الطرق مَحَلَ نَظْرٍ ، بل إن بعض
الإخوة شَنَّعوا عليه طُرُقَهُ هذه ، ورأيي ما ذكرتُه وقرَّرتُه آنفاً وعاينتُه
كذلك .
وأخيراً أنصح إخواني وأخواتي بقراءة
الكتاب ، من غير ما فرقٍِ بين من خالف صاحب الكتاب أو وافقه ، راقياً كان أو غير
راقٍ ، فسيجد فيه - إن شاء الله تعالى – فوائد كثيرة ، والله تعالى أعلى وأعلم .
أسأله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمالنا
كلها صالحة وأن يجعلها خالصة لوجهه وأن لا يجعل لأحدِ فيها شيئاَ اللهم لا تحرمنا
خير ما عندك من الإحسان بشر ما عندنا من التقصير والعصيان . وصلى الله وسلم على
نبينا وحبيبنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
وكتبه :
أبو محمد سليمان أبو دامس
السبت 15 / 3 / 1434هجري
الموافق 26 / 1 /
2013 ميلادي
مقدمة الأستاذ :
محمد شحادة يوسف
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على
عباده الذين اصطفى ، وبعد :
فقد اطلعت على كتاب أخينا عمر أبو جربوع
المسمى : ( مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية ) ، ولقد
سرتني مراجعته ، والتقديم له ؛ لأني ألفيته مفيداً في بابه ، وقد جاء الأخ عمر
بشيء جديد في هذا الكتاب .
وتتجلى الفائدة في هذا الكتاب عند
الحديث عن الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية ، والتي أماطت اللثام عن كثير من
الأوهام عند كثير من المرضى والرقاة على حد سواء . وكذلك عند الحديث عن الأمراض
الروحية والنفسية والعضوية ، والتشابه بين أعراضها . وعند الحديث عن شبهات الرقاة
والرد عليها .
لقد تابعت عمل أخينا عمر من ألفه إلى
يائه خطوة خطوة ، ولئن اختلفت معه أحياناً في بعض القضايا المطروحة ، إلا إنني
أتفق معه في كثير من القضايا التي طرحها .
لا ريب أن القارئ لهذا الكتاب سيخرج
بفائدة بل بفوائد جمّة عند قراءته ، ولا ريب أن الأخ عمر قد بذل في هذا الكتاب
جهداً لا يستهان به .
وأتمنى عليه أن يفيد من بعض الملاحظات
والتنبيهات التي أظن أنها تشد عضد هذا الكتاب وتقويه .
وإننا لنرى عجبا في هذا الزمان ، فكم من
طالب علم تزبب قبل أن يتحصرم ، وقبل أن يحول عليه الحول والأوان ، وكم من مدع لهذا العلم ، زعم - جهلاً - أنه قد
بز الأقران ، وغره أن أشير إليه - مجاملة ومداهنة - بالبنان ، فظن أنه قد حاز قصب
السبق في هذا الميدان ، والله المستعان .
أسأل الله أن يجعل عمل أخينا عمر خالصاً لوجهه الكريم ،
وأن يجعله وصاحبه في المقبولين . ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من
لدنك رحمة ، إنك أنت الوهاب . ربنا لا
تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ، وعلى
آله وصحبه أجمعين . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
وكتبه :
أبو صهيب ، محمد شحادة يوسف
الخميس 12 شوال /
1433 هجرية
الموافق 30 / 8 / 2012 ميلادية
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ،
ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ،
ومن يٌضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن
محمداً عبدُه ورسولُه .
(( $pkr'¯»t
tûïÏ%©!$#
(#qãYtB#uä
(#qà)®?$#
©!$#
¨,ym
¾ÏmÏ?$s)è?
wur
¨ûèòqèÿsC
wÎ)
NçFRr&ur
tbqßJÎ=ó¡B
))
(($pkr'¯»t
â¨$¨Z9$#
(#qà)®?$#
ãNä3/u
Ï%©!$#
/ä3s)n=s{
`ÏiB
<§øÿ¯R
;oyÏnºur
t,n=yzur
$pk÷]ÏB
$ygy_÷ry
£]t/ur
$uKåk÷]ÏB
Zw%y`Í
#ZÏWx.
[ä!$|¡ÎSur
4
(#qà)¨?$#ur
©!$#
Ï%©!$#
tbqä9uä!$|¡s?
¾ÏmÎ/
tP%tnöF{$#ur
4
¨bÎ)
©!$#
tb%x.
öNä3øn=tæ
$Y6Ï%u
))
(( $pkr'¯»t
tûïÏ%©!$#
(#qãZtB#uä
(#qà)®?$#
©!$#
(#qä9qè%ur
Zwöqs%
#YÏy
ÇÐÉÈ ôxÎ=óÁã
öNä3s9
ö/ä3n=»yJôãr&
öÏÿøótur
öNä3s9
öNä3t/qçRè
3
`tBur
ÆìÏÜã
©!$#
¼ã&s!qßuur
ôs)sù
y$sù
#·öqsù
$¸JÏàtã
))
أما بعد :
فإن مسألة دخول الجن في الإنس من الناحية
الشرعية يُرجع فيها إلى مذهب أهل السنة والجماعة ، ولا يُنظر إلى غيرهم ، والعجب
ممن يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( اخرج عدو الله )) ثم يجادل في هذه المسألة ؟!!
فالعلاج بالرقية وسيلة شرعية يقدر الله
بها الشفاء والنفع بإذنه تعالى من الأمراض النفسية ، والعضوية . والإقرار بذلك
يعتمد على الإيمان ، والتسليم لله تعالى ، وبما جاء عنه ، وعن رسوله - صلى الله
عليه وسلم - في ذلك ، كما في قصة اللديغ الذي شُفي بقراءة الفاتحة عليه ، وأقر
النبي - صلى الله عليه وسلم - الراقي على ذلك . فالمسلم طبيباً كان أو غير طبيب يجب عليه أن يسلم بما ثبت شرعاً
من الشفاء بالرقية لا سيما الرقية بالقرآن الكريم الذي وصفه الله تعالى بقوله : ((
Wèd
Öä!$xÿÏ©ur
)) . ولقد صح أن النبي -
صلى الله عليه وسلم - قد رقاه جبريل - عليه السلام – بقوله : (( بسم الله يبريك
، ومن كل داء يشفيك )) . فهذا دليل على شمولية الرقية لجميع الأمراض النفسية ،
والعضوية ، وباستقراء السنة نجد الأمراض التي عولجت بالرقية في عهد النبي – صلى
الله عليه وسلم – كانت من الأمراض العضوية وغير العضوية .
وقد ثبت لي بالتجربة والبحث أن أعراض
المس , والسحر , والحسد تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض النفسية ، والعصبية ، وبعض
الأمراض العضوية ؛ ولذا فقد كان هناك لبس عند كثير من الراقين في الحكم على الحالة ،
ولذلك لا حرج في أن يطلع الراقي على شيء من الطب النفسي ، بل يجب أن تكون عنده
دراية به ، وبعلم وظائف جسم الإنسان ، حتى يستطيع أن يميز نوع المرض : أهو مرض
عضوي أم نفسي ؟ وبعد ذلك يسهل عليه تشخيص الحالة .
ومن خلال إطلاعي على ما كتبه كثير من
الرقاة عن الجن والسحر والمس الشيطاني ، ومن خلال تجاربي على مدى أعوام عديدة
وتجربة بعض إخوتي المتمكنين من الرقية الشرعية ، وكذلك من خلال تواصلي المستمر مع
الأطباء النفسانيين للتفريق بين الأمراض النفسية والعضوية والروحية ( عين ، سحر
، مس , حسد ) ، وجدت أكثر من تسعين في
المئة ممن يترددون على الرقاة ليس فيهم مس أو سحر ، وهذا ما ذكره الدكتور عبدالله
المطلق عضو هيئة كبار العلماء في إحدى محاضراته .
ولقد وقفت على دعاوى للإخوة الرقاة لا
دليل ولا برهان عليها من الشرع أو التجربة ، بل غالبها مبني على الظن والتخمين ،
ووقفت على تهويلات ما أنزل الله بها من سلطان ، وعلى شبهات تعلق بها الرقاة أوهنُ
من بيت العنكبوت . وبما أن هذه القضايا من أمور الغيب التي لا نعرف عنها إلا
القليل ، فحريُ بالرقاة أن يتقوا الله فيما يقولون ويكتبون ما استطاعوا إلى ذلك
سبيلاً .
ولما رأيت هذا التهويل ، وتلك الشبهات
التي وصفت الجن والشياطين بأكبر من حجمهم ووقفت على الخلافات في أعراض المس
الشيطاني وطريقة علاجه ، والتي نَسبت إلى الشياطين فوق مقدورهم وأعطتهم شأناَ فوق
شأنهم ، حتى شابه حال بعض الرقاة فيما يقولون حال العرب في الجاهلية لما عظّموا
الجن فوق قدرهم فكانوا يعوذون بهم ، قال تعالى : (( ¼çm¯Rr&ur
tb%x.
×A%y`Í
z`ÏiB
ħRM}$#
tbrèqãèt
5A%y`ÌÎ/
z`ÏiB
Çd`Ågø:$#
öNèdrß#tsù
$Z)ydu
)) .
فلما رأت الجن أن هؤلاء البشر يخشونهم
ولديهم استعداد نفسي لتقبل الخوف ، زادوا
في إخافتهم ، والتلاعب بهم . وأبطل الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه العادة
الجاهلية ، وأرشد صحابته بقوله : (( إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما
خلق , فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه )) ، وهكذا علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات سهله
ميسورة نقولها بيقين وصدق ندخل بها في حفظ الله ، فعلينا أن نأخذ هذا الكلام على
محمل الجد ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم – يقول : (( فإنه لا يضره شيء ))
وعلينا أن نجزم بذلك وتطمئن قلوبنا إليه ونعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -
هو الصادق المصدوق ، بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم - .
والحاصل في هذه الأيام وللأسف أن كثيراَ
من الناس ، وبعض طلبة العلم والرقاة قد وقعوا في هذا المحضور ، فأعطوا الجن
والشياطين أكبر من حجمهم ونسبوا كثيراً من الأمراض العضوية والنفسية إليهم ، وأن
هناك من الناس من يعتقد أن الشياطين تستطيع أن تدمر حياته وتصيبه بالأسقام
والأمراض .
ولقد ورّط هذا الأمر فئةً من الناس
استدرجهم الشيطان ، فذبحوا للجن ، ودخلوا في الشرك ، فخرجوا من الملة ، وإن ماتوا
على ذلك فإنه لا يُرجى لهم خير . وسبب ذلك
هو الخوف من أذى الجن والشياطين وصدق الله تعالى إذ يقول : (( $yJ¯RÎ)
ãNä3Ï9ºs
ß`»sÜø¤±9$#
ß$Èhqsä
¼çnuä!$uÏ9÷rr&
xsù
öNèdqèù$ys?
Èbqèù%s{ur
bÎ)
LäêZä.
tûüÏZÏB÷sB
)) ، وكما يقول : (( ¨bÎ)
yøx.
Ç`»sÜø¤±9$#
tb%x.
$¸ÿÏè|Ê
)) ، وقوله : (( ¨bÎ)
Ï$t6Ïã
}§øs9
s9
óOÎgøn=tæ
Ö`»sÜù=ß
4
4s"x.ur
y7În/tÎ/
WxÅ2ur
)) ، وقوله : (( cÎ)
©!$#
ßìÏùºyã
Ç`tã
tûïÏ%©!$#
(#þqãZtB#uä )) وقوله : (( c%x.ur
$)ym
$oYøn=tã
çóÇnS
tûüÏZÏB÷sßJø9$#
)) ، وإنه تكفينا الاستعاذة بالله فيتكفل بحفظنا من الشيطان ويطرده
عنا ، قال سبحانه وتعالى : (( $¨BÎ)ur
¨Zxîu\t
z`ÏB
Ç`»sÜø¤±9$#
Øø÷tR
õÏètGó$$sù
«!$$Î/
4
¼çm¯RÎ)
ììÏJy
íOÎ=tæ
)) .
والأدلة السابقة واضحة جليه لمن كان له
قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
ومن الغريب أن يأتينا بعض المرضى من
المحافظين على الصلوات الخمس في أوقاتها ، وعلى أذكار الصباح والمساء وقراءة
القرآن وعندهم بعض الأعراض المرضية العضوية ، فيذهبون إلى بعض الرقاة ليقول له : (
أنت معك سحر ) ، والآخر يقول : ( أنت مصاب بالمس ) أو : ( أنت مصاب بالعين والحسد
) ، ويأمره أن يدهن بزيت الزيتون ، ويغتسل بالسدر صباحاً ومساءً ، وربما يستمر
العلاج شهراً أو شهرين أو ثلاثة وربما سنوات ، وعندما يأتي إلينا هذا المريض نكتشف
أنه يعاني من بعض الأعراض النفسية أو العصبية ، فنرشده إلى الطبيب المختص كي يصف
له العلاج المناسب ، وخلال أيام قلائل تجده يتماثل للشفاء .
ثم نبين له أنه على هذه الحالة
الإيمانية التي هو عليها لا يستطيع أحد من الجن أو الشياطين أن يؤذيه، لأنه في حفظ
الله ، والله متكفل بالمدافعة عنا ، حيث يكفيه قول الحق تبارك وتعالى : (( }§øs9r&
ª!$#
>$$s3Î/
¼çnyö6tã
)) . وقوله تعالى : ((
cÎ)
©!$#
ßìÏùºyã
Ç`tã
tûïÏ%©!$#
(#þqãZtB#uä )) ، فالحمد لله ولي
الإسلام وأهله ، ويكفينا كلام الواحد الأحد : (( Îûr&
«!$#
A7x©
)) ، وقوله : (( ô`tBur
ä-yô¹r&
z`ÏB
«!$#
WxÏ%
)) ، وقوله : (( ô`tBur
ä-yô¹r&
z`ÏB
«!$#
$ZVÏtn
)) .
إن بعض الرقاة - هداهم الله تعالى -
يزرعون - دون قصد - الوهم في المرضى ، ويدخلونهم في دهاليز مظلمة ربما لا يستطيعون
الخروج منها لسنوات طويلة ، مع أن العلاج سهل يسير .
ولما رأيت ذلك كله دفعتني أمانة التجربة
، وواجب النصيحة للمؤمنين أن أحذر من شطط ما استحدثه بعض الرقاة ، وأرد على
شبهاتهم بالحجة والمنطق والعقل ، ولكن
ماذا عسانا أن نقول ؟ ففاقد الشيء لا يعطيه ، والأعمى لا يكون قائداً ، بل هو في حاجة إلى من يقوده ويهديه
الطريق ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
فهذا كتابي المسمى بـ ( مباحث في الرقية
الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية ) ، والذي هو نابع من تجربة طويلة في
العلاج بالرقية الشرعية ، وصلته بالطب
عموماً ، مما دفعني إلى كتابة أهداف مهمة أحب أن أذكرها للقارئ الكريم قبل الشروع
في الكتاب ، كما إن لي إضافات لم يسبق إليها في بابها فيما أعلم ، فأحببت أن
أظهرها للقارئ ، لتكون في متناول المعالجين خصوصاً ، والمرضى عموماً .
كما سأبين المنهج الذي سرت فيه في هذا
الكتاب وهو على النحو التالي :
أولاً : أسباب إعداد الكتاب وأهدافه
وعملي فيه :
1. الحد
من غلو الرقاة في نسبة أمراض عديدة للمس الشيطاني ، وذلك في ضوء أن كثيراً منها
يعود للأمراض النفسية والعضوية ، وقد أكد ذلك كثير من العلماء .
2. التحذير
من كثرة أخطاء الرقاة ، فقد استعمل بعضهم أساليب غير شرعية في العلاج ، وكنت
حريصاً في هذا كتاب على التنبيه عليها والتحذير منها .
3. ذكرت
طرقاً جديدة وغير مسبوقة في تحديد وتمييز نوع الإصابة عند المرضى ، خاصة أنه قد
ثبت تشابه أعراض الأمراض الروحية مع أعراض الأمراض العضوية والنفسية .
4. بينت
معلومات قيمة عن بعض الأمراض العضوية والنفسية التي تتشابه مع الأمراض الروحية ،
وهذا الأمر مع كونه لم يسبق إليه فهو مهم أيضاً .
5. ذكرت
بعض القصص التي تنبه القارئ على وجود المس الشيطاني والأمراض الروحية عموماً ،
وبينت أن القرآن الكريم قد يكون سبباً في شفاء كثير من الأمراض الروحية ، والعضوية
والنفسية ، كما أنني ذكرت بعض القصص التي تنبه القارئ على حجم الوهم الذي أصاب
كثيراً من الناس ، والمعاناة التي لحقت بعضهم بسبب ذلك .
6. كنت
حريصاً على جمع أكبر عدد ممكن من المصطلحات في الرقية الشرعية ، والطب النفسي والعضوي لتكون في
متناول الراقي والقارئ على حد سواء ، رغم إهمال بعضهم إدخالها في كتب العلاج
بالرقية الشرعية .
ثانياً : تقسيم الكتاب ومنهجه :
أ
- تقسيم الكتاب :
الباب الأول : ذكرت فيه مصطلحات
وتعريفات متعلقة بالطب الروحي والنفسي ، مرتبة هجائياً ، وذكرت أيضاً الفروق بين
بعض المصطلحات الروحية والطبية .
الباب الثاني : ذكرت الأمراض
الشائعة بين الناس ، تعريفها وأسبابها وأعراضها وطرق علاجها . وقسمته إلى ثلاثة
مباحث : الأمراض العضوية ، والأمراض النفسية ، والأمراض الروحية .
الباب الثالث : ذكرت فيه الطرق الذهبية في تشخيص
الحالة المرضية ، كما ذكرت شبهات الرقاة
في تشخيص المس الشيطاني والرد عليها .
الباب الرابع : ذكرت فيه نصائح
وإرشادات في العلاج بالرقية الشرعية ، كما ذكرت المدمرات الثلاثة وحذرت منها .
الباب الخامس : ذكرت فيه قصصاً
نابعة من تجربتي الشخصية في العلاج بالرقية الشرعية ، وأثبت فيها مسألة التلبس
الشيطاني ، وبينت فيها كثرة حالات الوهم المنتشرة بين المرضى .
الباب السادس : ذكرت فيه فتاوى
السادة العلماء الأجلاء فيما يتعلق بالرقية الشرعية .
ب
- الأقوال والنقولات :
-
ذكرت أسماء السور ، وأرقام الآيات في
الهامش .
-
رجعت في تخريج الأحاديث إلى كتب الحديث
المشهورة ، وأهل الاختصاص وذكرت كلاً في موضعه .
- اعتمدت
في موضوع العلاج على تجربتي الشخصية في مجال العلاج بالرقية الشرعية ، واعتمدت على بعض الكتب ذات
الصلة بالموضوع خاصة في باب التعريفات والمصطلحات وفتاوى العلماء .
والله
الموفق والهادي إلى سواء السبيل
وكتبه :
عمر خضر أبو جربوع
في الخامس والعشرين
من رمضان 1433 هجري
الموافق الثالث عشر
من أغسطس 2012 ميلادية
المملكة الأردنية
الهاشمية – مدينة إربد
هاتف : 0796480391
الباب
الأول
مصطلحات
وتعريفات في الطب الروحي والنفسي
المبحث الأول :
مصطلحات وتعريفات روحية .
المبحث الثاني :
مصطلحات وتعريفات نفسية .
المبحث الثالث :
الفروق بين بعض المصطلحات الروحية والطبية .
المبحث
الأول
مصطلحات
وتعريفات روحية
مصطلحات
وتعريفات روحية :
1
- الأذكار الشرعية :
هي الأدعية والأوراد والآيات نرتلها
ونرددها ، وتشمل الصلاة على النبي - صلى
الله عليه وسلم - والتهليل ، والتحميد والتكبير ، وغير ذلك من الأدعية والأوراد .
وقال ابن القيّم - رحمه الله - : (
وأفضل الذِّكر وأنفعُه ما واطأ القلبُ
اللسانَ ، وكان من الأذكار النبوية ، وشهد الذَّاكر معانيه ومقاصده ) .
2
- التابعة :
قال ابن منظور : ( والتابعة : الرئي من
الجن ، أُلحقت الهاء للمبالغة أو لتشنيع الأمر أو على إرادة الداهية . والتابعة : جنية تتبع الإنسان ) .
وفي الحديث : أول خبر قدم المدينة يعني
من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة كان لها تابع من الجن ؛ والتابع هنا :
جني يتبع المرأة يحبها . والتابعة : جنية تتبع الرجل تحبه . وقولهم : معه تابعة ،
أي من الجن .
3
- التفل :
قال ابن الأثير : ( التفل شبيه بالبزاق
وهو أقل منه ) .
4
- التمائم :
جمع تميمة ، قال الشيخ عبد الرحمن بن
حسن آل الشيخ : ( قال المنذري : خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات ،
وهذا جهل وضلالة ، إذ لا مانع ولا دافع غير الله تعالى ) .
وقال أيضاً : ( قال أبو السعادات :
التمائم جمع تميمة ، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم ، يتقون بها العين
في زعمهم ، فأبطلها الإسلام ) .
5
- التنجيم :
التنجيم مأخوذ من النجم ، وهو الاستدلال
بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية ، بمعنى أن يربط المنجم ما يقع في الأرض ،
أو ما سيقع في الأرض بالنجوم بحركاتها ، وطلوعها ، وغروبها ، واقترانها ،
وافتراقها وما أشبه ذلك ، والتنجيم نوع من السحر والكهانة وهو محرم ، لأنه مبني
على أوهام لا حقيقة لها ، فلا علاقة لما يحدث في الأرض بما يحدث في السماء .
وهناك نوع آخر من التنجيم : وهو أن
يستدل الإنسان بطلوع النجوم على الأوقات ، والأزمنة ، والفصول ، مثل أن نقول : إذا
دخل نجم فلان فإنه يكون كما هي موسم الأمطار ، أو قد دخل وقت نضوج الثمار وما أشبه
ذلك ، فهذا لا بأس به ، ولا حرج فيه .
6
- التِوَلة :
هي : - بضم التاء وكسرها - ضرب من الخرز
يوضع ، فتحبب بها المرأة إلى زوجها .
7
- الجاثوم :
الجاثوم : هو الكابوس الذي يقع على
الإنسان في نومه .
8
- الجن :
هم مخلوقات لا ترى ، ومكلفون بالعبادات
كالإنس تماماً ، خلقهم الله من نار ،
منهم المسلم ومنهم الكافر ، وسموا جناً لاجتنانهم أي استتارهم عن الأبصار .
9
- الحجامة :
هي جرح الجلد ، والحجامة إنما تجتذب
الدم من العروق الرقاق المبثوثة في اللحم .
10
- الحسد :
هو تمني زوال النعمة عن المنعم عليه .
أو هو تمني زوال النعمة عن المحسود ،
وهو الداء العضال الذي ابتلي به كثير من الناس .
11
- الحقاب :
هو خيط يشد في حقو الصبي تدفع به العين
.
12
- الخرز :
هو ما ينظم في السلك من الجزع والودع
والحب المثقوب من الزجاج ونحوه من فصوص من حجارة والواحدة خرزة .
13
- الراقي الشرعي :
هو الذي يرقي ويشترط فيه أن يكون من أهل
الخير والصلاح والاستقامة ومحافظاً على الصلوات الخمس والعبادات والأذكار ، ويكون
على معرفة تامة بالرقى الجائزة من الآيات القرآنية ، والسنة النبوية ولا يرقي إلا
بما هو مباح شرعاً .
14
- الربط :
هو امتناع الرجل عن زوجته فلا يستطيع أن يجامعها ، وبالتالي يُعَد من أشد
أنواع الإيذاء للرجل والمرأة ، وهو يصيب الشباب من ذكور وإناث ، وغالباً ما يصيب
الإناث .
قال ابن قدامة : ( وقد اشتهر بين الناس
وجود عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها وإذا حل عقده يقدر
عليها بعد عجزه عنها حتى صار متواتراً لا يمكن جحده ) .
15
- الرتيمة أو الرتمة :
هي خيط يُربَط بإصبع أو خاتم ، لتستذكر
به الحاجة ، ويقال : أرتمه ، إذا شد في إصبعه الرتيمة ، وقيل : هي خيط كان يُربَط
في العنق أو في اليد في الجاهلية ؛ لدفع المضرة عن أنفسهم على زعمهم .
16
- الرقية :
هي كل ما يُقرأ على المريض من أدعية
وكلمات مشروعة أو غير مشروعة.
قال شمس الحق العظيم أبادي : ( الرقية :
هي العوذة - بضم العين - أي ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء ) .
17
- الرقية الشرعية :
هي ما كان من الأدعية المشروعة أو
الآيات القرآنية ، شريطة أن تكون بكلام الله ، أو بأسمائه وصفاته ، أو المأثور عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأن تكون باللسان العربي وبما يعرف معناه .
18
- الرَّمال :
هو الذي يخط الأرض على الرمل يدعي بها
علم الغيب .
19
– الروح :
قال النووي - رحمه الله - : ( إن الروح
أجسام لطيفة متخللة في البدن ، فإذا فارقته مات ) .
20
- السحر :
قال ابن قدامة : ( هو عقد ورقى وكلام
يتكلم به أو يكتبه الساحر ، ليعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من
غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه ما يقتل ، وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته
فيمنعه وطأها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يبغض أحدهما إلى الآخر ، أو
يحبب بين اثنين ) .
21
- الشفاء :
هو رفع ما يؤذي أو يؤلم ، وهو البرء من
المرض .
22
- الشيطان :
قال ابن كثير - رحمه الله - : ( الشيطان
في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل
خير . وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار . ومنهم من يقول كلاهما صحيح في المعنى
, ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب ) .
23
- الصرع :
هو : مرض يتميز بحدوث نوبات عصبية ،
تشنجية مفاجئة ومتكررة ، والمظهر الشائع لهذه النوبات أنه يصحبها فقدان الوعي ،
وتشنجات تصيب الجسم كله .
أو هو : مرض يتميز بحدوث تغيرات
فيزيائية وكيميائية في خلايا المخ ، ينتج عنها نوبات متكررة من اضطراب السلوك
الحركي أو الحسي أو النفسي أو اضطراب الوعي .
24
- الطلاسم :
هي نوع من الكتابة الغريبة وغير مفهومة
يستخدمها السحرة للاستفادة من خدمات الجن لهم مقابل الشرك بالله الذي تتضمنه تلك
الطلاسم .
25
– الطِيرَة :
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : ( هي التشاؤم بمرئي ، أو
مسموع ، وقيل : التشاؤم بمعلوم مرئيّاً كان ، أو مسموعاً ، زماناً كان أو مكاناً ،
وهذا أشمل ؛ فيشمل ما لا يُرى ، ولا يُسمع ؛ كالتطير بالزمان .
وأصل
التطيُّر : التشاؤم ، لكن أضيفت إلى الطير ؛ لأن غالب التشاؤم عند العرب بالطير ،
فعلقت به ، وإلا فإن تعريفها العام : التشاؤم بمرئي ، أو مسموع ، أو معلوم ) . والحق أن نفور القلب من شيء ما وكراهيته لا يعد طيرة ، ما لم
يقترن ذلك بامتناع عن فعل كان قد عزم عليه.
26
- العدوى :
هي انتقال المرض من المريض إلى الصحيح ،
وكما يكون في الأمراض الحسية يكون أيضاً في الأمراض المعنوية الخلقية ، ولهذا أخبر
- صلى الله عليه وسلم - أن جليس السوء كنافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن
تجد منه رائحة كريهة .
27
- العزيمة :
هي أقوال يستخدمها بعض السحرة
والمشعوذين للتشديد والتغليظ على الجن والشياطين لاستحضارهم أو لصرفهم أو لتنفيذ
رغباتهم .
28
- العفريت والمارد :
قال ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب : (
هو العاتي الشديد ، وأصله من مردة الجن والشياطين ، ومنه حديث رمضان : ( وتصفد فيه
مردة الشياطين ) ، جمع مارد ) .
29
- العقد :
جمع عقدة ، وهي ما يعقده الساحر ، وأصله
من العزيمة ، ولذلك يقال لها : عزيمة ، كما يقال لها : عقدة ، ومنه قيل للساحر :
معقد ، وله عقدة ملك .
30
- العقرة :
هي كما قال ابن منظور : ( خرزة تزعم
نساء العرب أنها إذا علقت على حقو المرأة لم تحبل إذا وطئت ) .
31
- العين :
هي نظر باستحسان أو بغض ، فتنبعث جواهر
لطيفة غير مرئية من عين العائن لتتصل بالمعين فيحصل الضرر . ونفس العائن لا يتوقف
تأثيرها على الرؤية ، بل قد يكون أعمى ،
فيوصف له الشيء ، فتؤثر نفسه فيه ، وإن لم يره .
32
- الغبطة :
هي رغبة في النفس أن يكون لها مثل ما
لغيرها ، وهي ممدوحة أيضاً ، لأنها تنتهي غالباً بالمنافسة إذا صحبتها العزيمة وحب
العمل .
وقال ابن حجر : ( هي
أن يتمنى المرء أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه ، والحرص على هذا يسمى
منافسة ، فإن كان في الطاعة فهو محمود ،
ومنه (( Îûur y7Ï9ºs ħsù$uZoKuù=sù tbqÝ¡Ïÿ»oYtGßJø9$# )) ، وإن كان في المعصية فهو مذموم ، ومنه ( ولا تنافسوا ) ، وإن كان
في الجائزات فهو مباح ) .
33
- الغول والسعالى :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : ( إن
الغيلان ذكروا عند عمر فقال : إن أحدا لا يستطيع أن يتحول عن صورته التي خلقه الله
عليها ، ولكن لهم سحرة كسحرتكم ، فإذا رأيتم ذلك فأذنوا ) .
وقال النووي – رحمه الله - : ( قال
العلماء : السعالي - بالسين المفتوحة والعين المهملة - ، وهم سحرة الجن ، أي في
الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ) .
34
- الفزع :
هو التوتر الطويل ، والخوف الفجائي
الحاد ، والشعور بالخطر ، وعدم الأمن .
35
- الفصد :
هو كما قال ابن سينا : ( استفراغ كلي يستفرغ الكثرة ، والكثرة هي زايد الأخلاط على تساويها في العروق ، وإنما ينبغي أن
يفصد أحد نفسين : المتهيئ لأمراض إذا
كثر دمه وقع فيها ، والآخر
الواقع فيها وكل واحد منهما إما أن يفصد لكثرة الدم ، وإما أن يفصد لرداءة الدم ، وإما أن يفصد لكليهما ) .
36
- قارئ الكف والفنجان :
هو الذي ينظر في كف الإنسان أو في فنجان
قهوة بعد شربه ويخبر بما سيقع لصاحب الكف أو الفنجان ، والاستماع إليه محرم ولو
كان على سبيل اللهو .
37
– القرين :
القرين هو شيطان
مسلَّط على الإنسان بإذن الله عز وجل ، يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف ، كما
قال عز وجل : (( ß`»sÜø¤±9$# ãNä.ßÏèt tø)xÿø9$# Nà2ããBù'tur Ïä!$t±ósxÿø9$$Î/ ( ª!$#ur Nä.ßÏèt ZotÏÿøó¨B çm÷ZÏiB WxôÒsùur 3 ª!$#ur ììźur ÒOÎ=tæ )) . ولكن إذا منّ الله سبحانه وتعالى على العبد بقلب سليم صادق
متجهٍ إلى الله عز وجل ، مريدٍ للآخرة ، مؤثر لها على الدنيا : فإن الله تعالى
يعينه على هذا القرين حتى يعجز عن
إغوائه .
38
- الكاهن :
هو من يَدعى أنه يعرف الغيب ، ويُنبأ به
، وأنه يُوحى إليه بشيء منة ، والكهنة والعرافون يدعون أنهم على علم بالنجوم ،
ويسمون أيضا لذلك المنجمون .
39
- المس :
هو أن يتسلط الجني على الإنسي بحيث يؤثر
في نفسه ، ويؤثر في تصرفاته ، وإذا أذن الله جل وعلا كان بالإمكان
أن يضره في بدنه وأن يضره كذلك في نفسه وشعوره .
أو كما قال الشيخ
العلامة بن باز - رحمه الله - : ( هو صرع الجن
للإنس ، كما قال الله عز وجل : (( úïÏ%©!$# tbqè=à2ù't (#4qt/Ìh9$# w tbqãBqà)t wÎ) $yJx. ãPqà)t Ï%©!$# çmäܬ6ytFt ß`»sÜø¤±9$# z`ÏB Äb§yJø9$# )) . وعلاجه بالقرآن الكريم ، وبالأدعية النبوية ، وبالوعظ والتذكير
وبالترغيب والترهيب ) .
40 - المس التمثيلي :
هو
عبارة عن أقوال وأفعال وحركات تمثيلية تصدر بإرادة من الشخص وهو بوعيه الكامل ، ويحدث مثل هذا التمثيل
أحياناً لجلب أنظار الآخرين إليه ، أو ليجد مخرجاً لمشاكل قد تعرض لها ، أو لينسب
بعض تصرفاته للجن والشياطين أو لغايات أخرى .
41 - المس الوهمي :
عبارة
عن تخبطات في الأقوال والأفعال والحركات تقمصاً من شخص مصاب بمس حقيقي وتحدث مثل
هذه الحركات والتصرفات عند مشاهدة المصروعين أحياناً ، وتحدث أيضاً عندما يوهم
المعالج المريض بأن به مساً أو سحراً ، وفي الغالب نجد أكثر من يعانون من المس
الوهمي هم أصحاب الشخصيات الضعيفة .
42
- المنفوس :
فعن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي
– صلى الله عليه وسلم - فقال : (( يا
محمد اشتكيت ؟ فقال : نعم ، قال : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس
أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك )) .
قال أبو بكر الأنباري – رحمه الله – : (
والنفس العين يقال قد أصابت فلاناً النفسُ إذا أصابته العين ويقال للفاعل "
نافِسٌ " وللمفعول " منفوس " ) .
وفي المعجم الوسيط : ( المنفوس المولود
، والمحسود ، أو من أصابته العين ، ويقال
: شيء منفوس : نفيس مرغوب فيه ) .
43
- النُشرة :
هي كالتعويذ والرقية . يقال : نشرته
تنشيراً إذا رقيته وعوذته ، وإنما سميت نشرة لأنها ينشر بها عن المريض أي يحل عنه
ما خمره من الداء .
44
- النفاثات في العقد :
قال الإمام القرطبي - رحمه الله - : (
ومن شر النفاثات في العقد يعني : الساحرات اللاتي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين
بها ) .
45
– النفث :
قذف الريق القليل ،
وهو أقل من التفل ، ونفث الراقي والساحر أن ينفث في عقده ، قال تعالى : (( `ÏBur Ìhx© ÏM»sV»¤ÿ¨Z9$# Îû Ïs)ãèø9$# )) .
46
- الهامة :
بالتشديد واحدة الهوام ذوات السموم ،
وقيل : كل ما له سم يقتل ، فأما ما لا يقتل سمه فيقال له : السوام ، وقيل
المراد : كل نسمة تهم بسوء .
47
- الوجيهة :
وهي خرزة حمراء تعلق للتوقي من الأمراض
.
48
- الودع :
جمع ودعة ، وهي خرزة تستخرج من البحر
وتعلق في أعناق الصبيان وغيرهم ، وفي
الحديث : (( من علق ودعة فلا ودع الله له )) . أي : فلا بارك الله ما هو فيه من العافية . وإنما نهي عنها
لأنهم كانوا يعلقونها مخافة العين .
49
- الوسوسة :
هي ما يلقيه الشيطان في القلب ، أو ما
يقع في النفس لعمل الشر وما لا خير فيه ، وتكون بصوت خفي أو بغير صوت كما يوسوس
الشيطان للعبد .
قال البغوي في قوله
تعالى : (( Ï%©!$# â¨Èqóuqã Îû Írßß¹ ÄZ$¨Y9$# )) : أي بالكلام الخفي الذي
يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع .
المبحث
الثاني
مصطلحات
وتعريفات نفسية
مصطلحات
وتعريفات نفسية :
1
- إدمان المخدرات :
هو حالة نفسية وعضوية تنتج من تفاعل
الفرد مع العقار أو المخدر ، ومن نتائجها ظهور خصائص تتسم بأنماط سلوكية مختلفة
تشمل دائماً الرغبة الملحة في تعاطي العقار بصورة مستمرة ، أو دورية ، للشعور
بآثاره النفسية والعضوية ، ولتجنب الآثار المهددة والمؤلمة التي تنتج من عدم
توافره ، وقد يدمن المتعاطي على أكثر من مادة واحدة .
2
- الأرق :
هو استعصاء وصعوبة النوم أو تقطعه أو
عدم الحصول على الفائدة المرجوة منه ، فيشكو المرء من عدم الحصول على نوم مريح ،
ما يؤثر على أدائه لأعماله خلال النهار ، كما يؤثر الأرق على نشاط الإنسان البدني
وصحته النفسية والجسدية خلال اليوم ؛ وتختلف أسباب الأرق وعلاجه من شخص لآخر حسب حالته وظروفه .
3
– الاستحواذ :
هو تسلط فكرة أو شعور ما على المرء
تسلطاً غير سوي مصحوباً بانفعال قوي يدفع المرء إلى القيام بعمل ما برغم إرادته
أحياناً . ويطلق المصطلح أيضاً بمعنى الهاجس وهو الفكرة أو المشاعر التي تستبد
بالمرء على هذا النحو غير السوي . والاستحواذ حالة عقلية مرضية تتكشف أعراضها عن
حصر نفسي شديد .
4
- الإسقاط :
هو أن يلصق الفرد من صفاته السيئة وغير
المقبولة بالآخرين كوسيلة للتخلص منها ، لأن الإسقاط عملية دفاعية مثل غيرها من
العمليات التي تهدف إلى طرد الأفكار والمشاعر .
5
- الاكتئاب :
هو حالة من الحزن الشديد المستمر ، تنتج
عن الظروف المحزنة الأليمة ، وتعبر عن شيء مفقود ، وإن كان المريض لا يعي المصدر
الحقيقي لحزنه .
أو هو : ( اختلال في التوازن النفسي
الذي يصيب بالدرجة الأولى مزاج الشخص ومثالياته ، معرضاً إياه للألم والشقاء
المعنويين ) .
6
- اكتئاب ما بعد الولادة :
هو حالة تصيب نسبة أقل من النساء قد تصل
إلى عشرة بالمائة ، وتبدأ في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة على الأغلب ،
وفيها تشعر المرأة بالحزن ، والخوف ، والارتباك ، وعدم القدرة على النوم ، وفقدان
الشهية للطعام ، والنفور من الزوج والأولاد ، وقد تراودها أفكار وسواسية عن إيذاء
طفلها .
7
- الأمراض النفسجسمانية :
هي اضطرابات جسمية موضوعية ذات أساس وأصل نفسي ، بسبب الاضطرابات
الانفعالية ، تصيب المناطق والأعضاء التي يتحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي .
8
- الإيحاء الذاتي :
هو عملية ذهنية تخضع الشخص عن طريق
الوعي أو اللاوعي للقبول بالطرق أو الأفكار التي تزوده بالوسائل أو القناعات التي
تؤثر في سلوكه ومعتقداته وتصوراته .
وقيل : هو اقتراح أو تلميح أو فكرة
تنتقل للشخص من خلال الحواس المادية :
السمع والبصر والشم واللمس والتذوق ، أو مباشرة من العقل إلى العقل .
9
- التفكك :
هو تفكك نظام الشخصية ، وانفصال بعض
أجزائها ، واضطراب أدائها الوظيفي ، وقيام أحد أو بعض جوانب الشخصية بالأداء
الوظيفي مستقلاً .
وفي بعض الحالات يكون التفكك كاملاً ،
لدرجة أن الجزء المتفكك يحكم الشعور والشخصية كلها ، ويفصل المريض جزءاً من حياته
عن مجال شعوره ووعيه .
10
- التفكير :
هو تكوين الأفكار وتكاملها ، وضم بعضها
لبعض فيما يتعلق بموضوع أو مشكلة ، ويتم ذلك بالتخيل والتصور والفهم والاستنتاج ،
وغير ذلك من العمليات العقلية . ويظهر التعبير الخارجي لوظيفة التفكير في السلوك .
11
- التنويم المغناطيسي :
هو حالة بسيطة من تغيير الوعي ، لا تتم
إلا بموافقة وتعاون الشخص المنوي تنويمه ، ولا يمكن أن يكون هناك تنويم إجباري
لشخص ما .
12
- التوتر :
هو الشعور الذاتي بعدم الراحة ، والاضطراب ، والتململ ، وعدم الرضا ،
والارتجاف ، وسرعة الحركات ، والصداع .
13
- التوهم النفسي أو الهلع النفسي :
هو نوبات تأتي لثوان ثم تذهب ، ويعود
الإنسان بعد ذلك بشكل طبيعي ، ثم تعود لديه مرة أخرى ، فيشعر بالخوف من المرض ،
ويتوهم أن يسقط فجأة أو يموت ، وهذا مرض نفسي معروف .
14
– الجاثوم :
الجاثوم هو الكابوس الذي يقع على
الإنسان في نومه .
15
- الجنون :
هو خلل في العقل يؤدي إلى انحراف تصرفات
الإنسان القولية والفعلية عن النهج القويم غالباً .
16
- الحزن :
الحزن هو أن يحزن الإنسان ويتألم على
مكروه أصابه فيما مضى كأن يحزن على وفاة محبوبة أو على مصيبة ألمت به . ويقول
العلامة المباركفوري : ( الحزن هو
خشونة في النفس لحصول غمّ ) .
17
- خبل الشيخوخة :
هو اضطراب عقلي يصيب الشخصية نتيجة
تقدمها في السن ، ويظهر - تقريباً -
في سن الستين ، كنتيجة لتدهور عقلي ناجم عن كبر السن ، أو سوء تغذية المخ في
الشيخوخة مما يؤدي إلى تغيرات في السلوك ، وقد تعاني الحواس والغدد والجلد والشعر
لدى المسنين من التغيرات المميزة للشيخوخة ، كما يصاب الدماغ بنوع مماثل من
الانحلال – أيضاً – فيقل وزنه وتنكمش التلافيف ، وتصاب كثير من الخلايا العصبية
بالانحلال .
أو هو تدهور دائم في القدرات العقلية
كافة ، ويشمل التدهور في التفكير والعاطفة والسلوك الحركي جميعاً .
18
- الخفقان :
هو مجرد شعور الإنسان بنبضات قلبه . وقد
يكون ذلك الشعور طبيعياً أو غير طبيعي ، والفرق بينهما أن الخفقان غير الطبيعي
يحدث فجأة ويقطع عليك ما كنت مشغولاً به نتيجة أسباب نفسية وأخرى عضوية ، أما
الخفقان الطبيعي فيحدث عندما يركز الإنسان في سماع نبضات قلبه ويرخي لها أذنه .
19
- الخوف :
هو قلق نفسي ، أو عصاب نفسي لا يخضع
للعقل ويساور المرء بصورة جامحة من حيث كونه رهبة في النفس شاذة عن المألوف تصعب
السيطرة عليها والتحكم بها .
20
- الخوف المرضي ( الفوبيا ) :
هو خوف مرضي دائم من وضع أو موضوع ( شخص
أو شيء أو موقف أو فعل أو مكان ) غير مخيف ، ولا يستثير عادة الخوف لدى عامة الناس
، ولا يستند إلى أساس واقعي ، ولا يمكن ضبطه أو التخلص منه أو السيطرة عليه ،
ويعرف المريض أنه غير منطقي ، ورغم هذا فإن هذا الخوف يتملكه ويحكم سلوكه ،
ويصاحبه القلق والعصبية والسلوك القهري .
21
- الذُهان :
هو اضطراب عقلي خطير ، وخلل شامل في
الشخصية ، يجعل السلوك العام للمريض مضطرباً ويعوق نشاطه الاجتماعي .
22
- الذهول :
هو نقص في التفاعل للمثيرات وعدم إدراك للمحيط .
والمريض به لا يتحرك ، صامت لا يستجيب , ويبدو واعياً تماماً عادة لأنّ عينيه
مفتوحتان ويتابع الأشياء المحيطة .
23
– السُّكر :
هو زوال العقل وانعدام التمييز بسبب
تناول الخمر ، أو مسكر آخر ، بحيث لا يدرك السكران بعد إفاقته ما صدر منه حال سكره
.
24
- الصرع :
هو مرض يتميز بحدوث نوبات عصبية ،
تشنجية مفاجئة ومتكررة ، والمظهر الشائع لهذه النوبات أنه يصحبها فقدان الوعي ،
وتشنجات تصيب الجسم كله .
أو هو مرض يتميز بحدوث تغيرات فيزيائية
وكيميائية في خلايا المخ ، ينتج عنها نوبات متكررة من اضطراب السلوك الحركي أو
الحسي أو النفسي أو اضطراب الوعي .
25
- الضعف العقلي :
هو حالة نقص أو تأخر أو تخلف أو توقف أو
عدم اكتمال النمو العقلي المعرفي ، يولد بها الفرد أو تحدث في سن مبكرة ، نتيجة
لعوامل وراثية أو مرضية أو بيئية ، تؤثر على الجهاز العصبي للفرد ، مما يؤدي إلى
نقص الذكاء ، وتتضح آثارها في ضعف مستوى أداء الفرد في المجالات التي ترتبط بالنضج
والتعليم والتوافق النفسي في حدود انحرافين معياريين سالبين .
26
– العته :
هو ضعف العقل الذي ينشأ عنه ضعف في
الوعي والإدراك ؛ فيصير صاحبه مختل الإدراك .
27
– العقل :
هو ما يدرك به الإنسان الأشياء على
حقيقتها .
أو هو : ما يعرف لدى المختصين بعلم
النفس : بالوعي ، وهو قدرة الإنسان على إدراك ذاته وما حوله ، مع التفكير ، والتي
تمثل القدرات العقلية الأساسية التي يحصل بها الفهم .
28
- العقل الباطن :
هو معقل العواطف والمشاعر وبالتالي فهو
الذي يوجه الرغبات والميول .
29
- الغيبوبة :
هي أشد درجات السبات وفيها لا يستجيب
المريض لأي مؤثر مهما بلغت شدته .
30
- الفزع :
هو التوتر الطويل ، والخوف الفجائي الحاد
، والشعور بالخطر ، وعدم الأمن .
31
- الفصام :
هو مرض عقلي ذهاني يؤدي إلى عدم انتظام
الشخصية ، وإلى تدهورها التدريجي . ومن خصائصه الانفصام عن العالم الواقعي الخارجي
، وانفصام الوصلات النفسية العادية في السلوك . والمريض يعيش في عالم خاص بعيد عن
الواقع ، وكأنه في حلم مستمر .
32
- القلق :
هو شعور غير سار ، بالتوقع والخوف
والتحفز والتوتر ، مصحوب ببعض الإحساسات الجسمية ، وخاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي
اللاإرادي .
أو هو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع
تهديد خطر فعلي أو رمزي قد يحدث ، ويصحبها خوف غامض ، وأعراض نفسية وجسمية .
33
- الكابوس :
هو أحد اضطرابات النوم الذي يمثل حلماً
مزعجاً يوقظ النائم بحالة من الفزع ، أو
الهلع ، وقد سيطر عليه الخوف والانقباض ، والشعور بالاختناق في بعض الأحيان . وهو
يعزى أكثر ما يعزى إلى الاضطرابات الهضمية ، وبخاصة تلك التي تعقب تناول وجبة طعام
دسمة خلال الليل .
34
- المرح :
وهو الشعور بالفرح والانشراح الزائدين
دون مبرر وقد يصاحب ذلك شعور بالاعتزاز ويسمى ذلك ( زهواً ) ، ويشاهد في الهوس وفي
الفصام الهذائي وفي الشلل الجنوني العام .
35
- المرض النفسي :
هو اضطراب يظهر بشكل أعراض انفعالية
ومعرفية وجسدية مختلفة ، مجتمعة أو متفرقة ، ينتج عنه تدهور في جوانب متعددة في
حياة الإنسان ، وسببه ناتج عن تداخل عوامل عضوية ، ووراثية ، ونفسية ، واجتماعية ،
وأسرية ، مع تفاوت تأثير كل عامل منها بين مريض وآخر .
36
- المشي أثناء النوم :
هو محاولة المريض القيام أثناء النوم
بأعمال ذات دوافع لاشعورية غير مقبولة اجتماعياً . وقد ينتقل المريض إلى غرفة أخرى
غير غرفة نومه أو حتى يخرج من منزله .
37
- الهذيان :
هو حالة مرضية ذهانية ، يميزها الأوهام
والهذيان الواضح المنظم الثابت من قبيل الهذيان بالمعتقدات الخاطئة عن العظمة أو
الاضطهاد ، مع الاحتفاظ بالتفكير المنطقي ، وعدم وجود هلوسات في حالة الهذاء النقي
.
38
- الهستيريا :
هي مرض نفسي عصابي ، تظهر فيه اضطرابات
انفعالية مع خلل في أعصاب الحس والحركة . وهي عصاب تتحول فيه الانفعالات المزمنة إلى
أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي ، هروباً من الصراع النفسي ، أو من القلق ، أو من موقف مؤلم بدون أن يدرك الدافع
لذلك ، وعدم إدراك الدافع يميز مريض الهستيريا عن المتمارض الذي يظهر المرض لغرض
محدد مفيد .
ويقول الدكتور وليد سرحان مستشار الطب
النفسي إن الهستيريا : هي عبارة عن صراع نفسي يشتد ، ويتفرع على شكل عرض جسدي أو
نفسي .
39
- الهوس :
هو حالة مرضية ذهانية ، تتسم بالغرابة
والنشاط النفسي الحركي الزائد ، والهياج ، والمرح الذي لا يسيطر عليه الفرد ،
وتبدو أوضح ما تكون في الجانب الانفعالي للشخص .
40
- الوهم :
هو اضطراب نفسي المنشأ ، عبارة عن
اعتقاد راسخ بوجود مرض ، رغم عدم وجود دليل طبي على ذلك . وهو تركيز الفرد على
أعراض جسمية ، ليس لها أساس عضوي ، وذلك يؤدي على حصر تفكير الفرد في نفسه ،
واهتمامه المرضي الدائم بصحته وجسمه ، بحيث يطغى على كل الاهتمامات الأخرى ، ويعوق
اتصاله السوي بالآخرين ، ويشعره بالنقص والشك في نفسه ، كما يعوق اتصاله أيضاً
بالبيئة المحيطة به ، ويطلق عليه أحياناً ( رد فعل توهم المرض ) .
المبحث
الثالث
الفروق
بين بعض المصطلحات الروحية والطبية
الفرق
بين بعض المصطلحات الروحية والطبية :
أولاً
: الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس :
وفي هذا معنى لطيف ذكره شيخ الإسلام ابن
تيمية - رحمه الله - عن بعض العلماء ، فقال : ( وقد ذكر أبو حازم في الفرق بين
وسوسة النفس والشيطان ، فقال : " ما
كرهتْه نفسُك لنفسِك فهو من الشيطان ، فاستعذ بالله منه ، وما أحبَّته نفسُك
لنفسِك فهو من نفسك فانْهَها عنه " ) .
أي أن النفس غالباً توسوس فيما يتعلق
بالشهوات التي يرغب فيها الناس عادةً .
ثانياً
: الفرق بين العين والحسد :
قال الشيخ عطية محمد سالم تلميذ الشيخ
محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله
- في تكملة أضواء البيان : ( ويشتركان – الحسد والعين - في الأثر ، ويختلفان في
الوسيلة والمنطلق ، فالحاسد قد يحسد ما لم يره ، ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه
، ومصدره تحرق القلب ، واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه ، أو عدم
حصولها له ، وهو غاية في حطة النفس . والعائن لا يعين إلا ما يراه ، والموجود
بالفعل ، ومصدره انقداح نظرة العين ، وقد يعين ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده
وماله ) .
وقال ابن القيم : ( فالعائن حاسد خاص ،
ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن لأنه أعم فكل عائن
حاسد ولا بد ، وليس كل حاسد عائن ، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين ، وهذا
من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته ) .
وقال أيضاً : ( ويقوى تأثير النفس عند
المقابلة ، فإن العدو إذا غاب عن عدوه قد يشغل نفسه عنه ، فإذا عاينه قِبلاً
اجتمعت الهمة عليه ، وتوجهت النفس بكليتها إليه ؛ فيتأثر بنظره حتى إن من الناس من
يسقط ، ومنهم من يُحمّّّ - يصاب بالحمى -
ومنهم من يحمل إلى بيته ، وقد شاهد الناس من ذلك كثيراً ) .
ثالثاً
: الفرق بين الملائكة والجن :
هناك فروق كثيرة بين الملائكة والجن ،
وأهم هذه الفروق ثلاثة :
الأول : أن الملائكة خلقوا من نور ،
والجن من نار ، وكلاهما محجوب عن أنظار البشر .
الثاني : أن الملائكة جميعاً مؤمنون
ومعصومون من الوقوع في الذنوب ولا يأمرون غيرهم إلا بالخير ، وأما الجن فمنهم
المسلم ومنهم الكافر ، ومنهم الآمر بالخير ، ومنهم الآمر بالشر .
الثالث : أن الملائكة منزوعو الشهوة ،
بخلاف الجن فإنهم كالإنس .
رابعاً : الفرق بين
الجن والشياطين :
الجن : هم الثقل
الثاني من المخلوقات مثل الإنس ، يقول الله سبحانه : (( $tBur àMø)n=yz £`Ågø:$# }§RM}$#ur wÎ) Èbrßç7÷èuÏ9 )) .
فالجن هم جنس من
المخلوقات خلقهم الله لعبادته كالإنس ، والشياطين هم المردة من الجن ، فالشيطان
الإنسي والشيطان الجني داخلون في الشياطين ، كما قال تعالى : (( y7Ï9ºxx.ur $oYù=yèy_ Èe@ä3Ï9 @cÓÉ<tR #xrßtã tûüÏÜ»ux© ħRM}$# Çd`Éfø9$#ur ÓÇrqã öNßgàÒ÷èt/ 4n<Î) <Ù÷èt/ t$ã÷zã ÉAöqs)ø9$# #Yráäî 4 öqs9ur uä!$x© y7/u $tB çnqè=yèsù ( öNèdöxsù $tBur crçtIøÿt )) .
فالمقصود أن الشياطين
يكونون من الجن ومن الإنس ، وهم المردة المتعدون لحدود الله ، ويقال لهم : شياطين
، وهكذا من تمرد من ذريته وتعدى الحدود هو شيطان ، ومن استقام على أمر الله فليس
من الشياطين بل من المؤمنين ، كما قال تعالى : (( $¯Rr&ur $¨ZÏB tbqßsÎ=»¢Á9$# $¨ZÏBur tbrß y7Ï9ºs ( $¨Zä. t,ͬ!#tsÛ #YyÏ% )) ، وقال أيضاً عن الجن : (( $¯Rr&ur $¨ZÏB tbqßJÎ=ó¡ßJø9$# $¨ZÏBur tbqäÜÅ¡»s)ø9$# ( ô`yJsù zNn=ór& y7Í´¯»s9'ré'sù (#÷r§ptrB #Yx©u ÇÊÍÈ $¨Br&ur tbqäÜÅ¡»s)ø9$# (#qçR%s3sù zO¨YygyfÏ9 $Y7sÜym )) ، ففيهم المسلم والكافر ، وفيهم المبتدع والسني ، وفيهم الرافضي
والسني ، وفيهم الشيوعي والبعثي ، وفيهم المعتزلي والجهمي ، مثل ما في الإنس ،
نسأل الله العافية .
خامساً
: الفرق بين الخوف العادي والخوف المرضي :
الخوف العادي غريزة ، وهو حالة يحسها كل
إنسان في حياته العادية حين يخاف مما يخيف فعلاً ، مثل حيوان مفترس حين يشعر
باقترابه ينفعل ويخاف ويقلق ، ويسلك
سلوكاً ضرورياً ، للمحافظة على الحياة وهو الهرب . فالخوف العادي إذن هو خوف
موضوعي أو حقيقي من خطر حقيقي .
أما الخوف المرضي فهو خوف شاذ ودائم
ومتكرر ومتضخم مما لا يخيف في العادة ، ولا يعرف المريض له سبباً ، وقد يكون الخوف
عاماً غير محدد ، وهمياً أو غير حسي .
سادساً
: الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي :
المرض النفسي : هو اضطراب وظيفي في
الشخصية ، وهذا الاضطراب نفسي المنشأ ، ويبدو في صورة أعراض نفسية وجسمية مختلفة ،
ويؤثر في سلوك الشخص ، فيعيق توافقه النفسي ، ويعيق ممارسته لحياته السوية في
المجتمع الذي يعيش فيه .
والمرض
العقلي : هو اضطراب عقلي خطير وخلل شامل في
الشخصية ، يجعل السلوك العام مضطرباً ويعيق نشاطه الاجتماعي .
سابعاً : الفرق بين العين والنفس :
العين
يراد بها إصابة العائن لمن يراه بالعين ، يقال تعين الرجل المال ، أي : أصابه
بالعين ، وأما النفس فتطلق في بعض اللهجات على المصاب بمس الشياطين ، كما يطلقها البعض على العين .
ثامناً
: الفرق بين العائن والمعيان والمعين :
العائن : هو الذي يؤذي غيره - بإذن الله
- بالنظر إليه عن دهشة وإعجاب .
أما المعيان : فهو من عرف بين الناس بشدة
الإصابة بالعين .
وأما المعين أو المعيون : وهو الذي أصيب
بالعين وتأثر بها .
تاسعاً
: الفرق بين العين الإنسية والعين الجنية :
العين الإنسية : هي التي يكون سببها
الإنس ، وقال ابن حجر - رحمه الله - : (
إن العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحب ، ومن الرجل الصالح ) .
وقال أيضاً : ( إن الذي يخرج من عين
العائن سهم معنوي ، إذا صادف البدن الذي لا وقاية له أثًر فيه ، وإلا لم ينفذ
السهم ، بل رُدً على صاحبه ، كالسهم الحسي سواء ) .
أما العين الجنّية : فهي العين أو الحسد
الذي يكون سببه من الجن ، وقد صح عن أم سلمة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : (( استرقوا لها ، فإن بها النظرة ))
.
قال الحسين بن مسعود الفراء : وقوله :
سفعة . أي نظرة ، يعني : من الجن ، يقول :
بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح ، وعن أبي سعيد رضي الله عنه ،
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ من الجان ، ومن عين الإنسان .
عاشراً
: الفرق بين الوسواس والوهم :
يقول الدكتور أحمد حافظ استشاري الطب
النفسي : أن هناك فرقاً من الناحية العلمية بين الوسواس وبين الوهم ، فالوهم أن
يتخيل المرء بأنه مريض بمرض ما ، لكنه واهم في ذلك ، وليس هناك صحة في ذلك وهنا
يتوهم المرض . أما الوسواس فهو فكرة غير منطقية تُلِح على الإنسان ، ويعلم بأنها
غير منطقية وغير مناسبة ، ثم يحاول أن يتخلص منها ، لكنه غير قادر على ذلك .
مشيراً إلى أن الوهم المرضي أساسه العلاقة بين الجسد والنفس ، فالعلاقة بينهما
وثيقة جداً ، فهناك الكثير من الأمراض النفسية تسبب أمراضاً جسدية ، أو بالعكس .
الحادي
عشر : الفرق بين العقل الواعي والعقل الباطن :
العقل الواعي : هو العقل الذي ينفذ
حسب المنطق والواقع وحسب ما تم زرعه في العقل الباطن .
أما العقل الباطن : فهو التربة الخصبة
التي ينزرع فيها كل ما ينعكس على حياتنا من أفكار رائعة تجلب السعادة ، أو من
أفكار سيئه ومتشائمة تجلب الحزن ولا بد أن ينفذها العقل الواعي لأنه مسيطر على
العقل الباطن ، فهو من يقوم بالتنفيذ .
فمتى ما استطعنا أن نجعل العقل الباطن هو المتحكم بأن يحوي أفكاراً تجلب السعادة .
وتعالج الأمور بمثل ما ينبغي .
الثاني
عشر : الفرق بين المرض الروحي والمرض النفسي :
إن أعراض الأمراض الروحية تتشابه تماماً
مع أعراض الأمراض العضوية ، فليس هناك
فروق يستطيع المعالج الجزم بها ، وتبقى الفروق التي ذكرها بعض المعالجين في
مؤلفاتهم ظنية لا قطعية ، وعلى المعالج أن يكتفي بقراءة الرقية الشرعية على المصاب
بنية الشفاء من الأمراض الروحية ، والأمراض النفسية والعضوية ، فمعلوم أن قراءة
القرآن الكريم على المرضى قد تكون سبباً لشفاء كثير من الأمراض بإذن الله تعالى .
الثالث
عشر : الفرق بين المس الحقيقي والمس الوهمي والمس التمثيلي :
المس الحقيقي : هو أن يتسلط الجني
على الإنسي بحيث يؤثر على نفسه ويؤثر على تصرفاته ، وإذا أذن الله جل وعلا كان
بالإمكان أن يضره في بدنه وأن يضره كذلك في نفسه وشعوره .
وقال الشيخ العلامة
بن باز - رحمه الله - : ( هو صرع الجن للإنس ، كما قال الله عز وجل : (( úïÏ%©!$# tbqè=à2ù't (#4qt/Ìh9$# w tbqãBqà)t wÎ) $yJx. ãPqà)t Ï%©!$# çmäܬ6ytFt ß`»sÜø¤±9$# z`ÏB Äb§yJø9$# )) . وعلاجه بالقرآن الكريم ، وبالأدعية النبوية ، وبالوعظ والتذكير
والترغيب والترهيب ) .
المس الوهمي : عبارة عن تخبطات في
الأقوال والأفعال والحركات تقمصاً من شخص مصاب بمس حقيقي ، وتحدث مثل هذه الحركات
والتصرفات عند مشاهدة المصروعين أحياناً ، وتحدث أيضاً عندما يتوهم المعالج المريض
بأن به مساً أو سحراً ، وفي الغالب نجد
أكثر من يعانون من المس الوهمي هم أصحاب الشخصيات
الضعيفة .
المس التمثيلي : هو عبارة عن أقوال
وأفعال وحركات تمثيلية تصدر بإرادة من الشخص وهو بوعيه الكامل ، ويحدث مثل هذا
التمثيل أحياناً لجلب أنظار الآخرين إليه ، أو ليجد مخرجاً لمشاكل قد تعرض لها ،
أو لينسب بعض تصرفاته للجن والشياطين أو لغايات أخرى .
الباب
الثاني
الأمراض
الشائعة بين الناس
تعريفها
وأسبابها وأعراضها وطرق علاجها
المبحث
الأول : الأمراض العضوية .
المبحث
الثاني : الأمراض النفسية .
المبحث
الثالث : الأمراض الروحية .
المبحث
الأول
الأمراض
العضوية
الأمراض
العضوية :
أولاً
: نقص فيتامين ( بي 12 ) :
أ
- تعريفه :
هو فيتامين مهم ، ذائب في الماء ، موجود
في المنتجات الحيوانية ، وضروري لتصنيع الكربوهيدرات والبروتينات والدهون في الجسم
. ويؤثر فيتامين ( بي 12 ) أيضاً بشكل إيجابي على نمو وترميم الخلايا خصوصاً
الخلايا العصبية .
إن الإنسان غير قادر على تصنيع فيتامين (
بي 12 ) لذا يجب الحصول عليه من مصادر غذائية مثل : السمك والبيض والحليب ، وهو
غير موجود في الخضراوات .
ويُعدّ فيتامين ( بي 12 ) من
الفيتامينات المهمة والضرورية لتكوين خلايا الدم الحمراء ، وللمحافظة على أنسجة
الأعصاب ، ونقص هذا الفيتامين يؤدى إلى الإصابة بالأنيميا وتلف دائم بالمخ
والأعصاب .
ويساعد في تحويل الطعام إلى طاقة ،
ويحافظ على صحة كريات الدم الحمراء ، ويقي من أمراض القلب ، ويقوي المناعة .
ب
- أسباب نقص فيتامين ( بي 12 ) :
1.
فقدان المعدة أنزيم ( خميرة ) والذي
يساعد في امتصاص المواد الغذائية في الدم مروراً بالأمعاء الدقيقة .
2.
وجود ديدان خاصة في الأمعاء تتغذى على
هذا الفيتامين .
3.
عدم تناول اللحوم والدجاج والبيض
والحليب والألبان بكميات كافية لمدة تتراوح من ( 3 - 5 ) سنوات .
4. الحمية
غير المتوازنة أو المرض , أو نقص في العامل الداخلي في الأمعاء الدقيقة والضروري
لامتصاص هذا الفيتامين .
ج
- أعراض نقص فيتامين ( بي 12 ) :
يذكر الدكتور محمد الدويري رئيس شعبة
أمراض الدم في مستشفى البشير في مدينة عمان أن من أهم أعراض نقص هذا الفيتامين ما
يلي : تعب وإرهاق عام ، وشعور بالدوار ،
واضطراب الذاكرة ، وفقر دم ، وآلام عصبية طرفية ، وإمساك ، وانتفاخ ووجود غازات ،
وفقدان شهية ، ونقصان الوزن .
وقد يؤدي إلى وجود نمنمة في الأطراف ،
واضطراب التوازن ، والشعور بالكآبة ، وأحلام مزعجة ، والنسيان ، والارتباك ، وقرح
في الفم واللسان .
د
- طرق علاجه :
من أنفع علاجات نقص هذا الفيتامين هو
تناول الأغذية الغنية بالفيتامين أو إعطاؤه عن طريق الفم ، كالمكملات الغذائية ،
في حال نقصه بسبب سوء التغذية ، كما يمكن إعطاؤه على شكل حقن ، عندما تكون أسباب
الإصابة به ناجمة عن سوء الامتصاص في الأمعاء .
ثانياً
: القولون العصبي :
أ
- تعريفه :
هو عبارة عن حدوث اضطراب في عمل القولون
بسبب عصبي غالباً ، مما يؤدي إلى انقباضات قوية ومتكررة لعضلات القولون تنتج عنها
آلام شديدة في المنطقة السفلية من البطن ، مصحوبة بانتفاخ في البطن ، واضطراب في
عملية الإخراج ، فيحدث إمساك متكرر ، أو إسهال متكرر ، مع وجود بعض الإفرازات
البيضاء عند الإخراج واحتباس للريح ، وقد يشكو المريض من الحموضة والحرارة في
المعدة ، وآلام متنوعة في جسمه عامة .
ب
- أسباب مرض القولون العصبي :
1.
التدخين ، إذ يسهم التدخين في الإصابة
بالقولون العصبي بدرجة كبيرة ..
2.
تناول المشروبات الكحولية والمسكرات .
3. حساسية
القولون تجاه أنواع معينة من المأكولات فيتهيج نتيجة لذلك ، وتختلف هذه الحساسية
من شخص لآخر ، ومن هذه الأغذية ؛ الخضراوات غير المطبوخة كالخيار ، والفجل ،
والفول ، والعدس ، والفلافل ، والشطة الحارة ، والقهوة ، كذلك اللبن ومنتجاته بسبب
نقص إفراز الأنزيم الخاص بعملية هضم اللبن .
4. القلق
والاكتئاب والضغوط النفسية سواء العارضة أو المستمرة ، والتي يتعرض لها الإنسان من
ضغوط الاختبارات المدرسية ، أو الطلاق ، أو موت الأحبّة .
5. وجود
خلل في حركة الأمعاء الغليظة ، مما يسبب تقلصات في جدار القولون ؛ فيشعر المريض بالألم وعدم الراحة .
6. العدوى
، فقد وجد أن حوالي ( 20 % ) من مرضى القولون العصبي سبقت لهم الإصابة بنزلات
معوية قبل ظهور أعراض القولون العصبي عليهم .
7. قد
تبدأ أعراض الإصابة بالقولون العصبي بالظهور بعد حدوث التهابات أو عمل جراحة في
الجهاز الهضمي .
8.
قد يتهيج القولون العصبي من دون مسببات
ولا مقدمات واضحة تثيره .
ج
- أعراض مرض القولون العصبي :
خمول وكسل ، وعصبية شديدة ، وخفقان
القلب ، وخروج المخاط مع البراز ، وإمساك
، وارتخاء شديد في الجسم ، وأحلام المزعجة ، وتعرق ، وخوف ، وانتفاخ وغازات ، وقلق ، ورؤية خيالات
وسماع أصوات ، وقد يؤدي أحياناً إلى فقدان الوعي .
د
- طرق علاج مرض القولون العصبي :
بعد أن عرفنا أن القولون العصبي ليس
مشكلة عضوية في الجهاز الهضمي ، وإنما هو اعتلال وظيفي مؤقت ، وناتج عن عدد من
الأسباب إذا تخلصت منها تخلصت من آلامك ، نقول إذا كانت معظم الأمراض يحتاج علاجها
إلى دواء معين ، فإن الإرشادات والنصائح
في القولون العصبي تأخذ الحيز الأكبر ، وإن علاج مرض القولون العصبي يختلف من مريض
إلى آخر ، ويعتمد على حدة الحالة وشدتها ، إضافة إلى طبيعة كل إنسان ومقدار تحمله
الأعراض ، ومن أفضل النصائح المجربة في هذا الموضوع ما يلي :
1. تجنب
التوتر النفسي قدر الإمكان ، فالمريض بحاجة أولاً إلى معرفة الأسباب المؤدية إلى
توتره وقلقه ، ثم معرفة طرق التخلص مما يشعر به ، ولا بأس في مراجعة الطبيب النفسي
للمساعدة في الاسترخاء .
2.
ترك التدخين والمشروبات الكحولية .
3.
ممارسة الرياضة بشكل منتظم .
4.
أخذ قدر كاف من النوم أثناء الليل .
أما العلاج الدوائي ، فقد يصرف الطبيب
المتخصص بعض الأدوية التي تساعد في تنظيم حركة عضلات الجهاز الهضمي ، وأهمها :
1. الأدوية
المستخدمة لتخفيف الآلام المصاحبة مثل ؛ آلام البطن أو الانتفاخات والغازات ،
وتؤخذ هذه الأدوية بعد استشارة الطبيب المتخصص .
2. الألياف
الطبيعية المستخلصة من النباتات الطبيعية ، والتي تساعد في عملية الهضم ، وتنظيم
حركة الأمعاء ، ويحتاج الإنسان العادي إلى تناول ما مقداره ( 25 - 35 ) غم يومياً
من هذه الألياف .
3.
الأدوية المسهلة التي يصفها الطبيب ،
والتي تنظم حركة القولون في حالات الإمساك الشديد .
4.
الأدوية القابضة التي تستخدم في حالات
الإسهال المتكرر .
5. هناك
بعض المرضى الذين لا يستجيبون لهذه العلاجات لأن سبب المرض لديهم نفسي ، فهؤلاء
يحتاجون إلى مساندة نفسية ، لذلك لا بد من استشارة الطبيب النفسي لوصف الأدوية
الخاصة للسيطرة على التوتر ، أو الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي حسب حالة المريض
.
ثالثاً
: فقر الدم ونقص الحديد في الجسم :
أ
- تعريفه :
هو عبارة عن حدوث نقص في حجم أو عدد كريات الدم الحمراء ،
أو نقص في كمية هيموجلوبين الدم .
ب
- أسباب فقر الدم :
1. تعد
العوامل الغذائية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث فقر الدم ، وفي مقدمتها عوز
الحديد والبروتين وفيتامين ( بي 12 ) وحمض الفوليك ( بي 9 ) والبيرودكسين ، وفيتامين سي
، والنحاس ، ويطلق عليه فقر الدم الغذائي .
2.
فقد الدم كثيراً ما يحدث عند النساء
اللاتي يعانين من فترات حيض طويلة .
3.
حدوث نزف من قرحة هضمية مزمنة ، أو
بواسير ، أو من وجود طفيليات ، أو من مرض
.
4. الإصابة
ببعض الأمراض أو الاضطرابات التي قد تؤدي إلى سوء امتصاص فيتامين ( بي 12 ) ، ومنها
التهاب المعدة ، ومرض كرون ، وبعض أمراض الجهاز الهضمي .
5.
نقص تناول الأغذية التي تحتوي على
الحديد ، أو خلل في عملية امتصاصه .
6.
ازدياد احتياجات الجسم ، مثلما يحدث في
حالات النمو والبلوغ والحمل والرضاعة .
ج
- أعراض فقر الدم ونقص الحديد في الجسم :
1.
أحلام مزعجة وكوابيس .
2.
قلق وتوتر .
3. عصبية
ونرفزة .
4.
خمول وكسل .
5.
سرعة ضربات القلب .
6.
قصر النفس .
7.
ألم الصدر .
8. النعاس .
9.
طنين الأذنين .
10.
الخدر أو البرودة في الأطراف .
11. الصداع .
12. ضعف عام وتعب وإرهاق وخاصة بالعضلات
.
د
- علاج فقر الدم ونقص الحديد في الجسم :
لا بد من معرفة السبب قبل بدء العلاج .
فإذا كان نقص الحديد بسبب نزيف مزمن فلابد من معالجة النزيف أولاً ثم التزود بحبوب
الحديد لتعويض النقص ، وإذا كان النقص لقلة تناول الحديد مع الغذاء ، أو ضعف
امتصاصه فلابد من أخذ دواء لتعويض الحديد . ويحتاج المريض إلى شهر أو شهر ونصف
لتبدأ فعالية الحبوب التعويضية . وقد يحتاج في الحالات المرضية الشديدة إلى إعطاء
حقن تعويضية أو إعطاء هرمون لتنشيط عملية تصنيع الحديد .
وهذه بعض الوصفات لتقوية الدم بشكل عام
:
1. تناول
ملعقة كبيرة ثلاث مرات يومياً من الخليط التالي : وهو ( 200 ) غرام من حبوب اللقاح
، تطحن وتخلط مع كيلوغرام من عسل النحل ، حيث يعمل هذا الخليط على تقوية الدم خلال
أسبوع واحد .
2. يجب
أن يكون غذاء المريض بفقر الدم غنياً بالمواد البروتينية وأملاح الحديد والنحاس
والفيتامينات ، ومن أهم الأغذية التي ينصح بتناولها : اللحم الأحمر ، وكبدة الأغنام ، وكلاوي الأغنام ،
وقوانص الطيور ، والأسماك ، وصفار البيض ، والحليب ، والجبن ، والبقول الجافة
ومنها : العدس والفول والبازيلاء واللوبياء ، والخضروات الطازجة ومنها : السبانخ ،
والكوسا ، والجزر ، والخس ، والهندباء ، والكرونب ، والفواكه الطازجة الناضجة
ومنها : والبرتقال ، والعنب ، والتين ، والمشمش ، والتفاح .
رابعاً
: نقص فيتامين " د " في الجسم :
أ
- تعريفه :
هو فيتامين في الدم يحدث بسبب اهتزاز
جهاز المناعة وانعكاسه على نفسه فيهاجم بعض الأجهزة الحيوية كالبنكرياس ، فيسبب
السكر ، وكالخلايا الصبغية ، فيسبب البهاق ، وكبصيلات الشعر ، فيسبب الصلع ، وهكذا
، بل وجد أن كل خلية في الجسم البشري لها مستقبلات خاصة بفيتامين " د "
مما يعني أن كل خلية تحتاج هذا الفيتامين ، ولا تستغني عنه .
ب
- أسبابه :
يذكر الدكتور ناجي الجهني أن من أسباب نقص هذا
الفيتامين ما يلي :
1.
عدم التعرض لأشعة الشمس وخصوصاً النساء
والأطفال .
2.
عدم الوعي الكافي بهذه المشكلة .
3. التغذية
غير السليمة ، وخصوصاً عند الأطفال فقد حلت المأكولات السريعة ، والمشروبات
الغازية مكان الحليب ، والألبان ومشتقاته ، والسمك والبيض لدى شريحة كبيرة من
الناس .
4. تأخر
أو عدم مراجعة الطبيب وذلك بسبب عدم وضوح الأعراض في كثير من الأحيان وغيرها من
العوامل .
ج
- أعراضه :
تذكر الدكتورة أنوار عبدالله أن نقص هذا
الفيتامين يعد من الأسباب الرئيسة فيما يلي :
1.
الإصابة بمرض الفصام العقلي .
2.
الاكتئاب العارض ، والوساوس القهرية ،
والهلاوس البصرية والسمعية والثشويش .
3.
ضمور المخيخ ومرض الزهايمر ومرض التصلب
اللويحي .
4.
الصداع .
5.
الخمول والكسل .
6.
نبض بالجسم .
7.
الدوخة .
8.
زغللة بالعينين .
9.
رجفة بالجسد .
10.
الاكتئاب .
11. القلق .
12. قد يكون سبباً في سرطان الثدي .
13. البروستات ، القولون .
د
- علاجه :
يذكر الدكتور ناجي الجهني أن أهم مصادر
فيتامين " د " أشعة
الشمس وبعض الأغذية مثل سمك السلمون ،
والسردين ، والمشروم البري ، وزيت كبد سمك القد ، والبيض ، وأسماك التونة ،
والحليب ، والحبوب المدعمة بفيتامين دال .
وأما إذا كان هناك نقص في فيتامين دال ،
فإن تناول جرعة من فيتامين دال ( 800 – 1000 ) وحدة يومياً يغطي هذا الاحتياج .
خامساً
: كسل الغدة الدرقية :
أ
- تعريف الغدة الدرقية :
تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق
وتتكون من فصين ، الفص الأيمن والفص الأيسر ، ويربط الفصين جسر رقيق من نفس أنسجة
الغدة ، وقد أطلق هذا الاسم (
الدرقية ) العالم توماس وارتون في القرن السادس عشر ، ويبلغ طول الغدة ( 2 / 4 ) سم لكل فص ، أما الجسر الذي يربط
الفصين فيبلغ ( 2 / 2 ) سم ، ويبلغ وزن الغدة حوالي ( 15 غراماً ) ، وتتمتع الغدة
الدرقية بدرجة عالية من الشغف لاصطياد اليود المتواجد في الدم والذي بدوره يأتي من
الطعام بعد هضمه ، وامتصاصه من الجهاز الهضمي . وما إن تتمكن الغدة الدرقية من
إدخال اليود إلى خلاياها حتى تجري سلسلة من التفاعلات الكيميائية تنتهي بإفراز
هرمون الثايروكسين ، الذي هو هرمون الحياة ، حيث إن حياة الإنسان لا يمكن أن تستمر
بدون هذا الهرمون .
ب
- أسبابه :
1. أسباب
مركزية نابعة من خلل في الغدة النخامية وغدة الهايبوتالاماس ؛ وذلك لوجود أورام ،
أو التهابات ، أو أثار ما بعد الجراحة ، أو آثار ما بعد العلاج الإشعاعي .
2. أسباب
أولية ناتجة عن علة في الغدة الدرقية نفسها ، إما لوجود التهابات مزمنة ، أو وجود
أجسام مضادة ، أو حالات ما بعد جراحة الغدة الدرقية ، أو حالات ما بعد العلاج
الإشعاعي للغدة الدرقية ، أو عيب في التصنيع النهائي للهرمون من الغدة الدرقية .
3.
نقص اليود في الطعام والشراب .
4.
بعض الأدوية ، مثل الأدوية التي تحتوي
على عنصر الليثيوم
5. وجود
مناعة مرضية عند أنسجة الجسم لهرمون الثايروكسين ، مما يجعل وجود كميات كافية من
الهرمون مثل عدمه .
ج
– أعراضه :
يقول الدكتور أحمد حافظ استشاري الطب
النفسي إن هرمون الغدة الدرقية أو الكسل
في الغدة يؤدي إلى ما يلي :
1.
اكتئاب نفسي واضح تماما وهو سبب عضوي .
2.
التعب والشعور بالخمول والإعياء.
3.
التبلد العقلي .
4.
عدم تحمل البرد .
5.
الشعور بالكآبة ، أو خمول العواطف .
6.
الإمساك .
7.
الآلام العضلية .
8.
وخز في أصابع اليدين أو القدمين .
9.
آلام في المفاصل .
10.
عدم انتظام الدورة الشهرية .
11. زيادة الوزن رغم ضعف الشهية .
د
- طرق علاجه :
وذلك عن طريق أخذ هرمون الثايروكسين ،
والذي يصنع على شكل حبوب وبقوة تركيزية مختلفة ، ويؤخذ العلاج على معدة خاوية
صباحاً قبل الأكل ، ولا يكون ذلك إلا بوصفة من الطبيب المختص .
سادساً
: زيادة هرمون الأدرينالين :
أ
- تعريفه :
هو زيادة في هرمون تفرزه غدة الكظر ، وهي غدة تقع فوق
الكلية ، حيث ينتج في الخلايا أليفة الكروم في لب الكظر ، وهو يعمل على تحضير
الجسم للمجهود ، أو التوتر في حالة الخوف مثلاً أو الإثارة .
ب
- أسبابه :
يقول الدكتور محمد حمودة إن من أسباب
زيادة هرمون الأدرينالين ما يلي :
1.
الإجهاد الجسمي .
2.
الإجهاد النفسي .
3.
القلق .
4.
زيادة هرمون الغدة الدرقية .
5.
زيادة إفراز الأدرينالين .
ج
- أعراضه :
يقول الدكتور أحمد حافظ استشاري الطب
النفسي : إن زيادة إفراز هرمون الأدرينالين تسبب ما يلي :
1.
قلق نفسي عام .
2.
صداع مزمن .
3.
خفقان في القلب .
4.
آلام في مختلف أنحاء الجسم .
5.
التعرق .
6.
الرعشة .
7.
الخوف .
8.
التوتر .
د
- طرق علاجه :
1. يتم
إعطاء المريض الأدوية المدرة للبول لضبط ارتفاع ضغط الدم مع الحفاظ على نسبة ملح
البوتاسيوم في الجسم .
2.
إذا كان سبب زيادة هرمون الأدرينالين هو
ورم بالغدة الكظرية يتم إزالة الورم و استئصاله .
3. يعطى
المريض بعض المكملات الغذائية للحفاظ على نسبة البوتاسيوم في الجسم ، مع خفض نسبة
الصوديوم لمنع ارتفاع ضغط الدم .
المبحث
الثاني
الأمراض
النفسية
الأمراض
النفسية :
أولا
ً : الاكتئاب :
أ
- تعريفه :
هو حالة من الحزن الشديد المستمر ، تنتج
عن الظروف المحزنة الأليمة ، وتعبر عن شيء مفقود ، وإن كان المريض لا يعي المصدر
الحقيقي لحزنه .
ب
- أسبابه :
إن من أهم الأسباب التي تسبب الاكتئاب
ما يلي :
1.
العجز عن تحقيق الحاجات والطموحات .
2.
الفشل في إرضاء الآخرين ، والصراع الذي
يحدث في الذات .
3.
قد يحدث الاكتئاب بسبب عوامل وراثية .
4.
الحرمان في الصغر من العاطفة الأبوية والحنان
.
5.
وجود الضغوطات النفسية المستمرة .
6.
وجود بعض طرق التفكير الخاطئة التي تؤدي
إلى الإحباط المتكرر ، مثل تضخيم الأخطاء .
7.
الدقة الشديدة في التعامل مع النفس
والآخرين .
ج
- أعراضه :
1.
تعكر المزاج .
2.
عدم القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة
.
3.
فقدان الشهية ، وخسارة الوزن .
4.
الأرق ، أو النوم الزائد .
5.
الشعور بالضيق .
6.
الشعور بالتعب ، والإرهاق بشكل دائم .
7.
الشعور بالذنب .
8.
انكسار النفس ، وهبوط روح المعنوية .
9.
تدني القدرة على التفكير والتركيز .
10.
تكرر فكرة الموت ، والانتحار عند المريض .
11. محاولة الانتحار .
د
- علاجه :
يكون علاج الاكتئاب بأمرين :
الأمر الأول :
العلاج بالقرآن
الكريم ، وما ثبت في السنة النبوية من الأدعية والأذكار ، وهذا مجرب ، وقد ثبت
نفعه بإذن الله تعالى ، قال تعالى : (( ãAÍit\çRur z`ÏB Èb#uäöà)ø9$# $tB uqèd Öä!$xÿÏ© ×puH÷quur tûüÏZÏB÷sßJù=Ïj9 wur ßÌt tûüÏJÎ=»©à9$# wÎ) #Y$|¡yz )) .
الأمر الثاني :
العلاج بالأدوية والعقاقير الطبية ،
وهذا لا يعرفه إلا أصحاب المهنة والاختصاص من الأطباء .
ثانياً
: الخوف ( الفوبيا ) :
أ
- تعريفه :
عرّف علماء النفس الخوف بأنه قلق نفسي ،
أو عصاب نفسي لا يخضع للعقل ، ويساور المرء بصورة جامحة من حيث كونه رهبة في النفس
، شاذة عن المألوف ، تصعب السيطرة عليها ، والتحكم بها .
ب
- أسبابه :
إن أسباب الإصابة بمرض الخوف تتلخص فيما
يلي :
1.
خلل كيميائي في الناقلات العصبية .
2.
سبب وراثي .
3.
بعض العوامل المساعدة بسبب ضغوطات
الحياة الاجتماعية ، وغير ذلك .
ج
- أعراضه :
1.
تزايد وخفقان في ضربات القلب .
2.
التعرق .
3.
ارتجاف اليدين واحمرار الوجه وجفاف
الحلق .
4.
ضيق في التنفس .
5.
آلام في الصدر .
6.
الارتعاش أو الاهتزاز .
7.
الإحساس بأن المرء يختنق ، وأن هناك
شيئًا يسد حلقه .
8.
الغثيان وآلام المعدة .
9.
الدوخة أو دوران الرأس .
10.
الإحساس بأن الإنسان في عالم غير حقيقي ، أو أنه منفصل عن نفسه .
11. التنميل والإحساس بالبرد الشديد ،
أو السخونة الشديدة في الأطراف .
د
- علاجه :
يكون علاج هذا المرض عن طريق ثلاثة أمور
:
الأمر الأول : العلاج بالقرآن
الكريم والأدعية والأذكار واستمداد العون والقوة من الله تعالى ثم مرافقة الصالحين
.
الأمر الثاني : العلاج السلوكي حيث يقوم الطبيب المختص بتقديم نصائح وإرشادات
تساعد المريض في الشفاء .
الأمر الثالث : العلاج بالأدوية والعقاقير
الطبية عند الطبيب المتخصص بمثل هذه
الأمراض .
ثالثاً : مرض الوسواس
القهري :
أ
- تعريفه :
هو مرض نفسي يتميز بوجود تصور ، أو طقوس
حركية ، أو فكرة تراود المريض وتعاوده أو تلازمه دون أن يستطيع طردها ، أو التخلص
منها ، بالرغم من شعوره وإدراكه لغرابتها ، وعدم واقعيتها ، أو جدواها . بل إن
المريض يبذل من طاقته الكثير لمحاولة درء مثل هذه الأفكار عن ذهنه ، حتى يصبح شغله
الشاغل هو القضاء عليها واستبعادها .
ب
- أسبابه :
1. الوراثة
:
ويدل على أهمية هذا العامل أننا نجد أن شخصية والدي المريض بهذا العصاب قد تتصف هي
أيضاً بالنزعة إلى الوسوسة .
2.
التكوين الجسمي : يغلب التكوين
الجسمي النحيف على مرضى هذا العصاب .
3. أسباب
بيئية مهيأة : كتقليد سلوك الوالدين ، أو الكبار
المرضي بالوسواس ، والقهر ، والإحباط المستمر في المجتمع ، والتهديد المتواصل
بالحرمان ، وفقدان الشعور بالأمن . والتنشئة الاجتماعية الخاطئة والتربية المتزمتة
الصارمة المتسلطة الآمرة الناهية القامعة ، والقسوة والعقاب .
4. أسباب
فسيولوجية : أحيانا يكون ظهوره في الأطفال بكثرة
حيث إن الجهاز العصبي لم يكتمل نضجه ، وكذلك وجود المرض بطريقة دورية وفي هيئة نوبات
متكررة ، مع اضطرابات الموجات الكهربائية في الدماغ ، مع ظهور هذا المرض بعد أمراض
خاصة في الجهاز العصبي ، مثل الحمى المخية ، والصرع النفسي الحركي ، وكل ذلك يؤيد
الأساس الفسيولوجي .
5.
أسباب نفسية :
أ. الصراع بين عناصر
الخير والشر في الفرد ، والصراع بين إرضاء الدوافع الجنسية والعدوانية ، وبين
الخوف من العقاب وتأنيب الضمير .
ب. الخوف ، وعدم
الثقة بالنفس والكبت .
ج. الشعور بالإثم
وعقدة الذنب ، وتأنيب الضمير ، وسعي المريض لاشعوريا إلى عقاب ذاته ، ويكون السلوك
القهري بمثابة تكفير رمزي ، وإراحة للضمير ، فمثلاً يمكن أن يكون غسيل الأيدي
القهري رمزاً لغسيل النفس وتطهيرها من الإثم المتصل بخطيئة أو بخبرة مكبوتة .
ج
- أعراضه :
1.
استحواذ فكرة الوسخ والتنجيس .
2.
استحواذ فكرة الحاجة إلى التناسق .
3.
شكوك غير طبيعية .
4.
أفكار دينية مستحوذة .
5.
استحواذ أفكار العنف .
6.
استحواذ تجميع الأشياء .
7.
استحواذ الأفكار الجنسية .
8.
أفكار تطيرية أو خيالية .
9.
الشكوك المتكررة .
د
- علاجه :
1.
العلاج بالصدمات الكهربائية والتنويم
الكهربائي .
2. العلاج
بالعقاقير : ويفيد في تخفيف حدة التوتر المصاحب للوسواس والقهر ، باستخدام الأدوية
المهدئة لتقليل حدة الاضطراب ، والتوتر المصاحب للوسواس والقهر .
3. الشرح
والتفسير والتوضيح والإيحاء ، وتنمية البصيرة بالنسبة إلى العوامل والديناميات
والمخاوف ، وما يصاحبها من حيل ووسائل دفاع لاشعورية .
4. المساندة
والتشجيع والتطمين والتقليل من الخوف ، وتجنب مثيرات الوساوس ومواقفها وخبراتها ،
وإعادة الثقة بالنفس .
ولا بد من توجيه من يصاب بمثل هذه
الأمراض إلى أن يلجأ إلى لله تعالى ويتقرب منه عن طريق العبادات كالصلاة والصوم
وقراءة القرآن ، فإن لذلك آثاراً إيجابية في تقوية الإرادة ، وزرع الثقة في نفسه ،
كما أن ذلك يساعده على التخلص من مشاعره
السلبية ، وأفكاره المتسلطة المصاحبة لهذا المرض ، فكم كنا نلاحظ أن هذه الأمور
المذكورة آنفا تؤدي إلي تحسن حالة مثل هؤلاء المرضى النفسية والصحية بإذن الله تعالى .
رابعاً
: اكتئاب ما بعد الولادة :
أ
- تعريفه :
هذا المرض يصيب النسبة الأقل من النساء
، قد تصل إلى عشرة بالمائة ، وتبدأ في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة على
الأغلب ، وفيها تشعر المرأة بالحزن والخوف والارتباك وعدم القدرة على النوم وفقدان
الشهية للطعام ، والنفور من الزوج والأولاد ، وقد تراودها أفكار وسواسية عن إيذاء
طفلها .
ب
- أسبابه :
1.
اضطرابات هرمونية .
2.
تاريخ في العائلة يدل على أن الأسرة
لديها قابلية للاكتئاب الوراثي .
3.
حالات سابقة من الاكتئاب والقلق لدى
الأم .
4.
اضطرابات في العلاقة الزوجية .
5.
الأمومة في سن مبكرة .
6.
ضغوط أو صدمات نفسية سابقة .
7.
سوء التغذية .
8.
وجود الصعوبات المادية .
9.
عدم وجود مساندة أسرية واجتماعية للأم .
10.
طفل ذو احتياجات خاصة مثل الرضيع كثير البكاء ، أو صعب التهدئة ، مما يؤثر في الأم
بأن تنظر لنفسها على أنها أم سيئة .
ج
- أعراضه :
1.
الخوف والقلق .
2.
ضيق وحزن وبكاء .
3.
الميل للوحدة .
4.
عصبية شديدة .
5.
الارتباك وعدم القدرة على النوم .
6.
فقدان الشهية للطعام .
7.
النفور من الزوج والأولاد .
8.
التفكير أحياناً بإيذاء طفلها .
9.
ورود الأفكار الانتحارية والتي تشمل
إيذاء النفس أو الرضيع .
10.
الشعور بالحزن وهبوط الهمة لمدة أسبوعين متتاليين أو أكثر .
د
- طرق علاجه :
أولاً : لابد من التذكير بأن
هذه الحالة هي حالة طبيعية جداً ، تحدث بسبب التغيرات الكثيرة التي تطرأ على
الجسم بسبب الولادة .
ثانياً : أنصح بتجنب الوحدة ،
والحزن ، وحمل الهموم ، والإكثار من قراءة القرآن ، والمحافظة على الأدعية
والأذكار .
ثانياً : يوجد بعض العقاقير
الطبية المميزة التي ثبت نفعها في علاج هذا المرض ، والتي ينبغي أن تعطى من طبيب
مختص وثقة .
خامساً
: مرض القلق النفسي :
أ
- تعريفه :
هو شعور غير سار ، بالتوقع والخوف
والتحفز والتوتر ، مصحوب ببعض الإحساسات الجسمية ، وخاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي
اللاإرادي .
أو هو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع
تهديد خطر فعلي أو رمزي قد يحدث ، ويصحبها خوف غامض ، وأعراض نفسية جسمية .
ويمكن اعتبار القلق انفعالاً مركباً من
الخوف وتوقع التهديد والخطر .
ب
– أسبابه :
1. الوراثة
: كثيراً ما نلاحظ أن والدي المريض – وأحياناً أقاربه الآخرين - يعانون من نفس القلق ، وهذا يدل على اضطراب
البيئة التي نشأ فيها المريض بقدر ما يدل على أهمية الوراثة .
2. الاستعداد
النفسي كالشعور بالتهديد الداخلي أو الخارجي الذي تفرضه بعض الظروف البيئية
بالنسبة إلى مكانة الفرد وأهدافه ، والتوتر النفسي الشديد ، والأزمات ، أو المتاعب
أو الخسائر المفاجئة والصدمات النفسية ، والشعور بالذنب والخوف من العقاب والنقص .
3. مواقف
الحياة الضاغطة كالضغوط الحضارية والثقافية والبيئية الحديثة ، ومطالب ومطامح
المدنية المتغيرة فنحن – بلا شك - نعيش في
عصر القلق ، والبيئة القلقة المشبعة
بعوامل الخوف والهم ومواقف الضغط والوحدة والحرمان وعدم الأمن ، واضطراب الجو
الأسري وتفكك الأسرة ، والوالدان العصبيان القلقان أو المنفصلان ، وعدوى القلق
وخاصة من الوالدين .
4. التعرض
للحوادث والخبرات الحادة ( اقتصادياً أو عاطفياً أو تربوياً ) ، والخبرات الجنسية
الصادمة خاصة في الطفولة والمراهقة ، والإرهاق الجسمي والتعب والمرض .
5. الطرق
الخاطئة لتجنب الحمل ، والحيطة الطويلة خاصة الجماع الناقص ، وعدم التطابق بين
الذات الواقعية والذات المثالية وعدم تحقيق الذات وظروف الحرب .
6. أسباب
نفسية : مثل توقع خيبة الأمل أو صعوبات العمل ، أو فقدان عزيز ، أو اضطراب في
العلاقة بالجنس الآخر ، أو أي صدمة نفسية أخرى ، ويمكن أن يكون السبب عضوياً مثل
الحمى أو الإصابة أو غيرها .
ج
- أعراضه :
الصداع ، والدوخة ، وغباش العيون ،
وطنين الأذن ، وجفاف الحلق ، وضيق التنفس ، وألم ونخزات في الصدر ، وألم في المعدة
وغثيان وعسر الهضم ، وألم في المفاصل والأطراف ، وخوف ورهبة ، ورجفة في اليدين ،
وقلة النوم ، وأحلاماً مزعجة .
د
- طرق علاجه :
1. الأساليب
العامة المطمئنة في تخفيف القلق مثل الأساليب الدينية ، والروحية ، مثل قراءة
القرآن الكريم وتدبر آياته ، والذكر، والاستغفار ، والتسبيح وغير ذلك .
2. يعتمد
العلاج النفسي غير الدوائي على عدد من الأساليب السلوكية المفيدة مثل : التحكم
بالتنفس والتنفس العميق بدلاً عن التنفس السريع السطحي من خلال تمارين الاسترخاء
وتمارين التنفس .
3. الدعم
النفسي والتأكيد على الاستقلالية وتحقيق الشخصية ، وكذلك بحث بعض العقد الشخصية
والذكريات المؤلمة من خلال التحليل النفسي المختصر والعلاقة الإيجابية مع المعالج
.
4.
العلاج الدوائي مفيد وفعال في علاج
اضطراب الهلع وهو يمنع تكرار حدوثها ويضبطها .
* إن المحافظة على قراءة القرآن الكريم
، والأدعية ، والأذكار تعد السد المنيع الذي يحتما به من مخاطر كل الهجمات ،
والأمراض المتتالية على النفس والقلب .
سادساً
: مرض الهستيريا :
أ
- تعريفه :
هو مرض نفسي عصابي ، تظهر فيه اضطرابات
انفعالية مع خلل في أعصاب الحس والحركة . وهو عصاب تحولي تتحول فيه الانفعالات
المزمنة إلى أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي ، لغرض في نفس الفرد أو هروباً من
الصراع النفسي ، أو من القلق ، أو من موقف مؤلم بدون أن يدرك الدافع لذلك ، وعدم
إدراك الدافع يميز مريض الهستيريا عن المتمارض الذي يظهر المرض لغرض محدد مفيد .
ب
- أسبابه :
1.
كون أحد الوالدين ذا شخصية هستيرية ،
فيكتسب الطفل منه سمات الشخصية الهستيرية .
2.
من الأسباب التي تعجل الإصابة
بالهستيريا الصدمات العاطفية ، أو التعرض لحادث أو كارثة ما .
3.
تعتبر سلطة وسيطرة الذكر على الأنثى من
أهم أسباب الهستيريا عند الإناث .
4.
التوتر النفسي الشديد ، و كثرة الهموم .
ج
– أعراضه :
1. الأعراض
العامة للهستيريا : المرض عند بداية المدرسة ، أو عند
الامتحانات ، وردود الفعل السلوكية المبالغ فيها للمواقف المختلفة .
2. الأعراض
الحسية للهستيريا : وتشمل العمى الهستيري ، والصمم الهستيري ، وفقدان حاسة الشم ، وفقدان حاسة
الذوق ، وفقدان الحساسية الجلدية في عضو أو في عدة أعضاء ، والخدار الهستيري (
انعدام الحساسية العامة ) .
3. الأعراض
الحركية للهستيريا : وتشمل الشلل الهستيري ( النصفي أو
الطرفي أو في الجانبين أو القعاد ) ، والرعشة الهستيرية ، والتشنج الهستيري ،
والمشي بطريقة شاذة وفقدان الصوت أو النطق ، والخرس الهستيري ، وارتجاف الأطراف
والغيبوبة .
4. الأعراض
العقلية للهستيريا : وتشمل اضطراب الوعي ، والطفلية
الهستيرية ( السلوك أو التكلم كالأطفال ) ، وفقدان الذاكرة ، وحالات الشرود ، أو
نوبات الإغماء ، أو ازدواج أو تعدد الشخصية والجوال الليلي ، والتجوال ( وهنا يترك المريض بيته أو عمله ، ويخرج
على غير هدى في تجوال أو رحلة ، ثم يعود ولا يذكر عن هذه الرحلة شيئاً ) ، أو
المشي أثناء النوم .
5. أعراض
أخرى : مثل التهاب الجلد الزائف ( وهو مرض يتصف بأن المريض يحدث في
جلده خدوشاً دون وعي منه ، ويحدث ذلك عادة أثناء النوم ) .
د
- علاجه :
1. لا
بد من تلقي العلاج من قبل الاختصاصي النفسي ليتم توضيح و تقديم شرح وافٍ
لأسباب الاضطراب للمريض ، و تفسير الأعراض ، و مساعدة المريض في استعادة ثقته
بنفسه ، و تعليمه طرق التوافق النفسي ؛ ليعيش في واقع الحياة بنفس هادئة مستقرة .
2. يستخدم
أحياناً العلاج الجماعي خاصة في الحالات المتشابهة ليتناقش المرضى مع بعضهم البعض
و بالتالي يستطيع كل منهم في فهم نفسه و ويحل مشكلاته بدلاً من الهرب منها .
3.
الإيحاء يفيد والإقناع الذي يقوم به
المعالج النفسي يفيد كثير من الحالات .
4. تعديل
الظروف الاجتماعية والبيئية ، وتخفيف حدة الضغوط النفسية له أثر فعال في إزالة
الأعراض الهستيرية .
5. لا
تعطى العلاجات الكيميائية للمرضى إلا في الحالات الشديدة ؛ لتخفيف الأعراض
المصاحبة كالقلق والاكتئاب .
المبحث
الثالث
الأمراض
الروحية
الأمراض
الروحية :
إن الأمراض التي تصيب الناس ثلاثة أنواع
: مرض عضوي , ومرض روحي , ومرض نفسي ، وقد يبتلى المريض بنوع واحدٍ منها فيكون
مريضاً روحياً أو مريضاً نفسياً أو مريضاً عضوياً ، أوقد يجتمع فيه نوعان أو يجتمع
فيه الثلاث الأنواع ، وهذا من شديد البلاء ، والحمد لله في كل الأحوال .
فلا شك في أن مسألة تشخيص نوع الإصابة ،
والتفريق بين المرض الروحي والمرض النفسي والعضوي من أهم ما يقوم به المعالج
بالرقية الشرعية تجاه المريض ، وكما هو معلوم لدى الكثير أن أعراض الأمراض الروحية
تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض النفسية والعضوية ، فالراقي حينما يكون عنده علم بوظائف
جسم الإنسان ، وعلم بشيء من الطب النفسي والعضوي ، يكون أكثر نفعاً لمريضه ، وقد كان نبينا وقدوتنا محمد - صلى
الله علية وسلم - يرقي بعض أصحابه وكان عالماً بالأسباب المرضية العضوية ، والدليل
: حديث أبى سعيد الخدري : (( أن رجلاً أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال :
أخي يشتكي بطنه فقال : اسقه عسلاً . ثم أتى الثانية فقال : اسقه عسلاً . ثم أتاه
الثالثة فقال : اسقه عسلاً . ثم أتاه فقال : قد فعلت . فقال : صدق الله وكذب بطن
أخيك اسقه عسلاً فسقاه فبرأ )) .
إن هناك خللاً عند الرجل في تطبيق النص
، فالنص قطعي وهو أن العسل يشفي من بعض الأمراض ، وحينما وصفه النبي - صلى الله
عليه وسلم – للرجل فإنه جاء بالدواء للداء .
فالرجل لربما أخطأ في المقادير في المرات
الثلاث ولعله في الرابعة أصاب المقادير ، فبرأ فأصبح النص والتطبيق متساويين ككفتي
الميزان ، فعلم أن المعالج قد عرف المقدار .
هذا هو التأصيل العلمي المطلوب ، والذي
يقول به كافة العقلاء ، فنصف الطب يهلك الجسد ، ونصف عالم يهلك الأمة .
أولاً
: العين :
أ
– تعريفها :
هي نظر باستحسان أو بغض فتنبعث جواهر
لطيفة غير مرئية من عين العائن لتتصل بالمعين ، فيحصل الضرر ، ونفس العائن لا
يتوقف تأثيرها على الرؤية ، بل قد يكون أعمى ، ويوصف له الشيء ، فتؤثر نفسه فيه ،
وإن لم يره .
ب
- أسبابها :
تنحصر أهم أسباب العين فيما يلي :
1. عدم
الاحتراز من ستر محاسن من يخاف عليه من العين ، قال ابن القيم : ( ومن علاج ذلك - دفع ضرر العين - أيضاً
والاحتراز منه : ستر محاسن من يخاف عليه من العين بما يردها عنه ) .
قال محمد بن مفلح : (
وليحترز الحسن من العين والحسد بتوحيش حسنه ) .
2. الإعجاب
، قال المناوي : ( إذا رأى - أي علم - أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه - من
النسب أو الإسلام - ما يعجبه أي ما يستحسنه ،
ويرضاه - من أعجبه الشيء رضيه -
فليدع له بالبركة ندباً بأن يقول : اللهم بارك فيه ولا تضره ، ويندب أن يقول : ما
شاء الله لا قوة إلا بالله ، ولا شبهة في تأثير العين في النفوس فضلاً عن الأموال
، وذلك لأن بعض النفوس الإنسانية يثبت لها قوة هي مبدأ الأفعال الغريبة ) .
وقال النووي - رحمه
الله - : ( ويستحب للعائن أن يدعو للمعين بالبركة فيقول : " اللهم بارك فيه
ولا تضره " ، وأن يقول : " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ) .
3. البعد
عن الله عز وجل ، وعدم الاهتمام بأذكار الصباح و المساء ، علماً أن أذكار الصباح
والمساء هي من أعظم ما يعصم المسلم من جميع الشرور التي منها العين .
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( والعين
عينان : عين إنسية ، وعين جنية ، فقد صح عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي -
صلى الله عليه وسلم - رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : (( استرقوا لها
، فإن بها النظرة )) ) .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((
العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين , وإذا استغسلتم فاغسلوا )) .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: (( العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر )) .
ج
- أعراضها :
أود أن أنبه على أمر مهم ، وهو أن هذه
الأعراض التي سأذكرها تتشابه تماماً مع
بعض أعراض الأمراض النفسية والعضوية ، وهي عبارة عن أعراض ظنية الدلالة لا قطعية
والتي عرفت عند كثير من المعالجين بالخبرة والتجربة ، والتجربة قابلة للخطأ
والصواب ، وإن القصد من ذكرها ليس من باب إدخال الشك إلى النفس والإيهام أو
الوسوسة ، ومن هذه الأعراض :
1.
شحوب الوجه ، والنوم الكثير ، والخمول ،
والنسيان .
2.
السأم والملل من الدنيا ، والتفكير في
الموت .
3.
اليأس والإهمال وعدم المبالاة .
4.
إهمال ما كان مميزاً به ، كأن يكره
الدراسة والعمل .
5.
كثرة المشاكل ، وعلى أتفه الأسباب .
د
- طرق علاج العين :
أود أن أنبه إلى أن هذا البرنامج يساعد
في الشفاء ، ولا يستغني عنه من يريد الشفاء ، ومن المعلوم أن التداوي أمر اجتهادي
يقوم على الخبرة والتجربة العملية . وقد أردت من برنامجي هذا نفع المسلمين عملاً
بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((
من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )) .
يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى -
العلاج يكون بأمرين : أمر من جهة المريض ، وأمر من جهة المعالج ، فالذي من جهة
المريض يكون بقوة نفسه ، وصدق توجهه لله تعالى ، واعتقاده الجازم بأن القران شفاء
ورحمه للمؤمنين ، فلا بد أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه ، وان يكون الساعد قوياً ، فالسلاح بضاربه
لا بحده فقط .
ومن الخطوات المهمة في العلاج ما يلي :
أولاً : الاجتهاد ، ومعرفة
العائن ، واغتساله للمعين فهذه أنفع علاجات العين كما في حديث عامر بن ربيعه وسهل
بن حنيف : ( عن أبى أمامة عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال : رأى عامر بن ربيعة
سهل بن حنيف يغتسل فقال : والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذراء , فلبط سهل
فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - عامراً فتغيظ عليه وقال : (( علام يقتل
أحدكم أخاه ؟ ألا بركت عليه اغتسل له )) ، فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه
وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح مع الناس ) .
ثانياً : الاغتسال بالماء وورق السدر المقروء
فيهما آيات الرقية على ثلاثة أيام ، أو كتابة ما تيسر من آيات الرقية وآيات الشفاء
بالمسك وسائل الزعفران على ورقات بيضاء والاغتسال بها .
ثالثاً : قراءة ما تيسر من
آيات الرقية على زيت الزيتون ، ويدلك به جميع أعضاء الجسم عند النوم على ثلاثة
أيام .
رابعاً : قيام الليل بسورة
البقرة على ثلاثة أيام بنية الشفاء .
خامساً:
الإكثار من قراءة الفاتحة ، وآية الكرسي ، والمعوذتين ، وبعض الأدعية الشرعية التي
وردت في العين نحو :
-
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
.
-
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان
وهامة ، ومن كل عين لامة .
- أعوذ
بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر
ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما
يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن
شر طوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن .
-
أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه
، ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون .
- اللهم
إني أعوذ بوجهك الكريم ، وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت
تكشف المأثم والمغرم ، اللهم إنه لا يهزم جندك ، ولا يخلف وعدك ، سبحانك وبحمدك .
- أعوذ
بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا
فاجر وأسماء الله الحسنى ما علمت منها ، وما لم أعلم ،من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره ، ومن شر كل ذي شر
أنت آخذ بناصيته ، إن ربي على صراط مستقيم .
- اللهم
أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان وما لم
يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، أعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله
قد أحاط بكل شيء علماً ، وأحصى كل شيء عدداً اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، وشر
الشيطان وشركه ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم .
ثانياً
: الحسد :
أ
- تعريف الحسد :
هو تمني زوال النعمة من المنعم عليه .
أو هو : تمني زوال النعمة عن المحسود ،
وهو الداء العضال الذي ابتلي به كثير من الناس .
ب
- أسبابه :
1.
عداوة الحاسد للمحسود ، وبغضه له ،
وحقده عليه .
2.
ظهور النعمة على المحسود بشكل مغاير
للآخرين .
3.
الكبر والعُجْبُ ، فبسبب الكبر يقع
الحسد عند كثيرً من الناس .
4.
الأنانية وحب النفس ، وتمني الخير لها
دون الآخرين .
ج
- أعراضه :
يقول الشيخ عبد الخالق العطار إن من
أعراض الحسد ما يلي :
1.
أعراض الحسد تظهر على المال والبدن
والعيال بحسب مكوناتها .
2.
يصاب بالصدود عن الذهاب إلى الكلية أو
المدرسة أو العمل .
3.
صدود عن تلقى العلم ومدارسته واستذكاره
وتحصيله واستيعابه .
4.
تقل درجة ذكائه وحفظه .
5.
قد يصاب بميل للانطواء والانعزال
والابتعاد عن مشاركة الأهل في المعيشة .
6.
قد يشعر بعدم حب ووفاء وإخلاص أقرب وأحب
الناس له .
7.
وقد يجد في نفسه ميلاً للاعتداء على
الآخرين .
8.
قد يصير من طبعه العناد .
9. قد
يميل إلى عدم الاهتمام بمظهره وملبسه ، ولا يألفه أهله وأحبابه وأصحابه ويسيطر
عليه الإحساس بالضيق والزهق .
10.
يشعر بالاختناق ويصير لا يستقر له حال أو فكر أو مقال .
11. يصاب المحسود بارتباك وضيق في
التعامل مع غيره بشان المال .
12. يضيق صاحب المال المحسود ذرعاً ولا
يقبل التحدث عنه أو العمل من أجله .
13. يصاب بالخمود والخمول والكسل
والهزال وقلة الشهية وكثرة التنهد والتأوه وبعض الأوجاع .
قلت : إن هذه الأعراض
المذكورة تبقى أعراضاً ظنية لا قطعية وكما بينت سابقاً أن أعراض الأمراض تتشابه مع
بعضها البعض ، فلا بد من الوقوف والتعرف على نوع الإصابة الحقيقية عند المريض وهذا
لا يكون إلا من خلال الجلوس معه ، ودراسة سيرته الذاتية والمرضية ومن ثم القراءة
عليه ، حينها يستطيع المعالج المتمرس صاحب الخبرة الواسعة الوقوف على نوع الإصابة
وتشخيص الداء .
د
- طرق علاج الإصابة بالحسد :
1.
المحافظة على الصلوات الخمس في وقتها
جماعةً للرجال .
2.
المحافظة على أذكار الصباح والمساء
وأذكار النوم .
3.
الصوم وقيام الليل لأن فيهما دعوة
مستجابة .
4.
الاغتسال بالماء المقروء فيه على ثلاثة
أيام أو أكثر .
5.
دهن الجسم كاملاً بزيت الزيتون المقروء
فيه على ثلاثة أيام أو أكثر .
6.
الاستشفاء بماء زمزم المقروء فيه آيات
الرقية .
7. الاستشفاء
بقراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين وبعض الأدعية الشرعية التي وردت في العين
والتي ذكرناها سابقاً .
ثالثاً
: السحر :
أ
- تعريفه :
قال ابن قدامة : ( هو عقد ورقى وكلام
يتكلم به أو يكتبه الساحر ، ليعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من
غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه ما يقتل ، وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته
فيمنعه وطأها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يبغض أحدهما إلى الآخر أو يحبب
بين اثنين ) .
ب
- أسبابه :
1.
الحسد والحقد : كأن تسحر طالبة زميلتها
؛ لأنها تكرهها ، ومتفوقة عليها .
2. رغبة بعض الناس في
التحبيب بين اثنين ، أو التفريق بينهما .
3. الكشف
عن الغيب والمستقبل ، ولا يفعله إلا جهلة الناس ظناً منهم أن الساحر يعرف مكان
المسروق والسارق ، ونحو ذلك .
4.
اتباع الشهوة عند بعض المنحرفين ، بأن
يعجب أحدهم بامرأة ، فيعمل لها سحراً .
5.
ذهاب بعضهم إلى السحرة لشفاء الأمراض .
6.
الانتقام ، كأن يذهب أحدهم لينتقم ممن
عاداه .
7. قضاء
الحاجات ، فيعتقد بعضهم أن الساحر عنده القدرة على قضاء الحاجات كأن يحضر غائباً
أو يوظف أو يطرد من العمل ، وغير ذلك .
لا شك أن الذهاب للسحرة فيه خطورة كبيرة
على المسلم ، فقد يذهب الشخص إليهم بدينه ويرجع بدونه ، إذ إن معظم هؤلاء السحرة
يستخدمون الجن والشياطين .
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((
من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً )) .
ويقول - عليه الصلاة والسلام - : ((
من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ))
.
ج
- أعراضه :
1.
قد يكون المسحور في الغالب سريع الغضب
والانفعال .
2.
قد تصدر من المسحور أقوال وأفعال بغير
إرادته .
3.
قد تحدث تغيرات مفاجئة تطرأ على المسحور
كأن ينقل حاله من صحة إلى مرض ، ومن حب إلى كراهية .
4.
قد يحدث كره شديد من الزوج لزوجته أو
العكس .
5.
قد يحدث شعور بالخمول والكسل ، أو
الصداع وزوغان البصر .
6.
قد يحدث ضيق في الصدر ، وشعور بالحزن والاكتئاب
.
7. قد
يحدث ألم دائم في المعدة ليس له سبب طبي ، وسقوط كثيف لشعر الرأس ، وتدهور ونقص في الصحة العامة للجسم
بشكل سريع ، ونحافة وضعف في الجسم ، واصفرار ، وشحوب في الوجه .
8.
قد يحدث شعور مجهول بالخوف ، وارتباك
واضطراب نفسي ليس له سبب واضح .
تنبيه
:
يجب التنبيه على أمر مهم ، وهو أنه ليس
من السهل أن نحكم على شخص ما بأنه مسحور أو ممسوس من خلال هذه الأعراض ، لأن أعراض
الأمراض الروحية تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض العضوية والنفسية ، وإن هذه
الأعراض ظنية الدلالة لا قطعية . ويبقى التشخيص الدقيق للحالة من قبل المعالج ،
وهذا لا يكون عادة إلا من معالج متمرس ، صاحب خبرة وتجربة طويلة ، ولا يتسنى ذلك إلا
من خلال الجلوس مع المصاب ، والقراءة المباشرة عليه .
ج
- طرق علاجه :
السحر شرك ، وعلاجه
التوحيد ، فمن أراد أن يُشفى فعليه أن يعمق في قلبه لا إله إلا الله ، ويلجأ إلى
الله ، ويتضرع إليه ، ويعتقد أنه لا يكون شيء إلا بتدبير الله ، وأنه لا يفعل أحد
شيئاً لم يأذن به الله ، ولا يستطيع أحد أن يقرب ما بعّده الله ، أو يعطي ما منعه
الله ، أو يدفع ما قدره الله ، فالله سبحانه وتعالى هو الشافي ، وعليه
فإنني أذكر هذا البرنامج العلاجي الذي قد يكون سبباً في الشفاء .
البرنامج
العلاجي للسحر :
1.
الاغتسال بالماء وورق السدر المقروء فيه
آيات الرقية ثلاثة أيام قبل النوم .
2. قراءة
ما تيسر من آيات الرقية على زيت الزيتون ، فإنه من شجرة مباركة ، وتدلك به جميع أعضاء الجسم عند النوم ، وبعد الاغتسال
مع التركيز جيداً على منطقة البطن ، مع
الضغط على مكان الألم من ( 5 – 7 ) أيام .
3.
قيام الليل بسورة البقرة على ثلاثة أيام بنية الشفاء .
4. تطبيق البسملة مع الشهيق والزفير ، وكتم النفس
ما استطعت يومياً صباحاً
ومساءاً ثلاث دقائق فأكثر ، ( قل : بسم الله ، ثم خذ شهيقاً عميقاً من الفم
واكتمه أكبر وقت ممكن ، ثم أخرجه من الفم ، وكرر ذلك لمدة ثلاث دقائق فاكثر
، وزد في اليوم التالي وهكذا ) . الفائدة من ذلك أنه يخفف
التوتر ، ويهدئ النفسية ، ويزيل كتمة الصدر ، وهذه الطريقة يستخدمها الرياضيون
كثيراً ، ونحن هنا نضيف عليها بركة اسم الله ونستشفي بها .
5. رش
زوايا البيت من الداخل بالماء المقروء فيه ، وشطف مدخل البيت على ثلاثة أيام ، مع قراءة آية
الكرسي عند كل زاوية بصوت مسموع .
6. قراءة
أو سماع سورة يس ، والصافات ، والدخان ، والرحمن ، والواقعة ، والملك ، والجن ،
فإن لها تأثيراً طيباً بإذن الله تعالى . ولا مانع من قراءة غيرها ، وسماع الأذان
مكرراً نصف ساعة يومياً ، ولمدة خمس أيام .
7. خلط
ملعقتي عسل مع ملعقتي سنامكة ناعمة مع ملعقة شبت ناعم ، ثم يؤكل منه ثلاث ملاعق .
وحبذا لو تكرر هذه الطريقة في كل أسبوع مرة ، لمدة شهر وفي كل أسبوعين مرة في
الشهر الثاني وفي كل ثلاثة أسابيع مرة في الشهر الثالث ،
وهذا خاص بمن يعاني من الإمساك .
8.
دهن الجبهة والصدر والعمود الفقري
بالمسك الأسود المقروء فيه من (
3 - 5 ) أيام .
9. المداومة
على قول ( لا إله إلا الله وحدة لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ،
وهو على كل شيء قدير ) ( 100 ) مرة بعد صلاة الفجر .
رابعاً
: المس :
أ
– تعريفه :
هو أن يتسلط الجني على الإنسي بحيث يؤثر
في نفسه ويؤثر في تصرفاته ، وإذا أذن الله جل وعلا كان بالإمكان أن يضره في بدنه ،
وأن يضره كذلك في نفسه وشعوره .
وقال الشيخ العلامة بن باز رحمة الله
تعالى هو صرع الجن للإنس ، كما قال الله عز وجل : (( úïÏ%©!$# tbqè=à2ù't (#4qt/Ìh9$# w tbqãBqà)t wÎ) $yJx. ãPqà)t Ï%©!$# çmäܬ6ytFt ß`»sÜø¤±9$# z`ÏB Äb§yJø9$# )) .
ب
- أسبابه :
إن مسألة دخول الجن في جسم الإنس لا شك
فيها البتة ، فالآيات والأحاديث والشواهد التي تدل على ذلك كثيرة جداً ، وهناك أعراض
شائعة عند كثير من قبل كثير من المعالجين ، ونذكر منها ما يلي :
1.
عشق الجن للإنس .
2.
إيذاء الإنس للجن من غير قصد ، كأن يسكب
ماءاً ساخناً ، فيقع على الجني من غير قصد .
3.
البعد عن الله تعالى ، والإقبال على
المعاصي .
4. ظلم
الجني للإنسي كأن يمسه دون سبب ولا يتحقق له ذلك إلا في حالة من هذه الحالات
الأربع ، وهى : الخوف الشديد ، والغضب الشديد ، والانكباب على الشهوات ، والغفلة
الشديدة . ( ذكرها الشيخ وحيد بالي في كتابه وقاية الإنسان من الجن والشيطان
) .
5. قتل
الحيات في المنازل من غير تحريج عليها ، أي من غير إنذار سابق لها بالخروج . وهذا
حكم خاص بحيات البيوت.
6.
قراءة كتب السحر وتحضير الجن .
7.
أحياناً يكون المس بسبب السحر أو العين
وذلك من أجل أذية المسحور أو المعين .
ج
– أعراضه :
1.
الإعراض والنّفور الشديد من سماع الأذان
أو القرآن .
2.
الإغماء أو التشنّج أو الصّرع والسقوط
عند قراءة القرآن عليه .
3.
كثرة الرؤى المفزعة .
4.
الوحدة والعزلة والتصرّفات الغريبة .
5.
قد ينطق الشيطان الذي تلبّس به عند
القراءة عليه .
6.
ضيق في الصدر ورغبة في البكاء بدون سبب
بل والبكاء من شدة الضيق في الصدر .
د
- طرق علاجه :
أنصح كل من ابتلي بمثل هذه الأمراض أن
يقوم بتطبيق هذا البرنامج العلاجي بنية الشفاء من كل داء ، ويكون على قدر من الثقة
بالله تعالى لأن الله هو الشافي الكافي :
1.
المحافظة على الصلوات ، فلابد من
المحافظة على الصلوات الخمس جماعة للرجال .
2. الاغتسال
بالماء وورق السدر المقروء فيه آيات الرقية من ( 3 – 7 ) أيام قبل النوم ،
أو كتابة ما تيسر من آيات الرقية وآيات الشفاء بالمسك والزعفران على ورقات بيضاء
ثم الاغتسال بها من ( 5 – 7 ) أيام .
3.
المحافظة على الورد اليومي من القرآن .
4. قراءة
آية الكرسي ، فالذي يقرأها بالليل لا يزال عليه من الله حافظ حتى يصبح ، ومن قرأها
الصباح لا يزال عليه من الله حافظ حتى يمسي .
وقراءة
أواخر سورة البقرة : (( z`tB#uä ãAqߧ9$# !$yJÎ/ tAÌRé& Ïmøs9Î) `ÏB ¾ÏmÎn/§ tbqãZÏB÷sßJø9$#ur 4 <@ä. z`tB#uä «!$$Î/ ¾ÏmÏFs3Í´¯»n=tBur ¾ÏmÎ7çFä.ur ¾Ï&Î#ßâur w ä-ÌhxÿçR ú÷üt/ 7ymr& `ÏiB ¾Ï&Î#ß 4 (#qä9$s%ur $uZ÷èÏJy $oY÷èsÛr&ur ( y7tR#tøÿäî $oY/u øs9Î)ur çÅÁyJø9$# )) إلى آخر السورة . من قرأ آيتين من أواخر سورة البقرة في ليلة
كفتاه ( أي : من كل هم وغم وجور ) .
5. قراءة
ما تيسر من آيات الرقية على زيت الزيتون أو زيت الفيجن ( السذاب ) ويدلك به جميع أعضاء الجسم
عند النوم وبعد الاغتسال مع التركيز جيداً على منطقة البطن مع الضغط على مكان
الألم من ( 3 – 7 ) أيام .
6. قيام الليل بسورة
البقرة على ثلاثة أيام بنية الشفاء .
7. تطبيق البسملة مع الشهيق والزفير ، وكتم النفس
ما استطعت يومياً صباحاً ومساء
ثلاث دقائق فأكثر ( قل : بسم الله ثم خذ شهيقاً عميقاً من الفم ،
وأكتمه أكبر وقت ممكن ، ثم أخرجه من الفم ، وتكرر ذلك لمدة ثلاث دقائق فاكثر
وزد في اليوم التالي وهكذا ) لمدة ( 7 – 10 ) أيام .
8. دهن
الجبهة والصدر وأسفل الظهر بالمسك الأسود المقروء فيه ما تيسر من آيات الرقية قبل
النوم من ( 5 - 7 ) أيام .
9. أنصح
بالصيام وقيام الليل ، فإن لهما أثراً سريعاً في الشفاء ، لأن فيهما دعوه مستجابة
.
فائدة
( 1 ) :
من هم أكثر الناس عرضه للإصابة بالأمراض
النفسية والعضوية ؟
لا شك أن الناس العاطفيين والحساسين
جداً هم أكثر الناس عرضةً للإصابة ، وذلك بسبب إعطائهم الأمور أكثر من
حجمها ، فتراهم يحملون الهموم وتتراكم عليهم الأحزان فيصيبهم التوتر والقلق
والضغوطات النفسية والتي تسبب أمراضاً عضوية ، وهذا نبينا محمد – صلى الله عليه
وسلم - كان يستعيذ بالله من الهم والحزن بقوله : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم
والحزن ... وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة
الدين وقهر الرجال )) . فلا شك في أن الناس العاطفيين هم أكثر
من يحملون الهموم ، وذلك بسبب تحسسهم الزائد المبالغ فيه ، فإذا كان نبينا محمد -
صلى الله عليه وسلم – قد استعاذ بالله من الهم والحزن فما حالنا نحن ؟!!
فائدة
( 2 ) :
أعراض المس الشيطاني ظنية لا قطعيه :
لقد تحدث كثير من المعالجين عن أعراض
المس الشيطاني وأدرجوا قائمة بالأعراض منها :
الصداع ، وكتمة الصدر ، والقلق والفزع ،
والأحلام المزعجة ، وتساقط شعر الرأس ، وزوغان البصر ، وآلام متنقلة في البطن
والخواصر ، وانتفاخات في البطن ، وآلام في المعدة ، وكتمة في الصدر ، وضيق في
الخُلُق ، وقلة النوم ، وإمساك شديد لعدة أيام ، وعدم اتزان في المشي ، ورؤية
خيالات ، وسماع أصوات أحياناً ، ونخزة في الصدر من جهة القلب ، والخوف دون سبب ،
وتسارع في دقات القلب ، والميل إلى الوحدة ، والنظر طويلاً في المرآة ، وتشويه
التركيز , والنسيان …. الخ .
وبعد النظر المتأمل وجدنا أن هذه
الأعراض أو غالبها هي نفسها أعراض لأمراض نفسية وعضويه ثابتة عند الأطباء وأهل
الاختصاص .
وعليه فإن ما يفعله بعض المعالجين من أن
هذه الأعراض المذكورة قطعية الدلالة على المس الشيطاني أمر لا يجوز بتاتاً وهو من
الخطورة بمكان ، حيث إنهم بهذا الفعل عظموا فعل الشياطين فوق قدرهم هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى أرهقوا الناس واشغلوهم بالوهم وأبعدوهم عن علاجهم الحقيقي .
ونظراً لتشابه الأعراض العضوية والنفسية
مع أعراض المس الشيطاني ، فإننا ننصح المعالجين أن يتريثوا قبل الجزم بالمس
الشيطاني ، والأصل فيهم أنهم لا يجزموا بتشخيصهم لنوعية الإصابة وأن يبقوا
للاحتمال مجالاً ، فإن تشخيصاتهم يعتريها الظن لا القطع ، وهذا الأمر من باب
الأمانة العلمية فالتشخيص السليم القائم على الحقائق العلمية واليقينية هو العلاج
والجزم في مواقع الظن لا يجوز شرعاً .
وأسأل المولى عز وجل أن يلهمنا الصواب ،
وأن يجعلنا من أهل العدل ، وأن يغفر لنا زلاتنا ، إنه سميع مجيب .
فائدة
( 3 ) :
تهويل المعالجين في إدعاء مس الشياطين :
لقد من الله عليَ بأن كتبت موضوعاً
بعنوان ( نصائح وإرشادات للمعالجين في الرقية الشرعية ) وكنت قد ذكرت نصيحة
للمعالجين معناها أن جل ما يدعونه من حالات المس الشيطاني غير صحيح ، وكنت قد ذكرت أن نحو نسبة تسعين بالمائة
من الحالات ليس بها مس شيطاني ،
وإنما يعود ذلك لأسباب أخرى كالأمراض النفسية المتعددة ، ومنها حالات الوهم ومنها
حالات الاحتيال حيث يحتال بعض المرضى في حصول مرادهم عن طريق التمثيل على الناس أو
على ذويهم ليحققوا مآربهم .
ثم بعد ذلك رأيت غضب بعض المعالجين من
قولي هذا وحنقهم على ما ذكرت من نسبة تصل إلى نحو تسعين بالمائة ، فقد دعاني ذلك
أن أوضح في مقالي هذا صحة هذه النسبة وأن أشفع ذلك بتأييد العلماء وأن أبين ما قلت
هو الحق الذي لا محاد عنه ، رضي من رضي وأعرض من أعرض ، وإنه لا سبيل لإخفاء
الحقائق عن الناس ، وفي ذلك رد الأمور
إلى ما كانت علية الأمر في عهد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم حيث كانت حالات المس
الشيطاني قليلة ونادرة .
أولاً : إن الناظر في
الحالات التي قيل إن فيها مساً شيطانياً تبين من خلال التجربة الطويلة في معالجة
المرضى أنها تعود إلى حالات الاحتيال ، والقصص في ذلك كثيرة .
ثانياً : تبين أن كثيراً من
الحالات تعود إلى الوهم الذي ألصقه بعض المعالجين بعقول المرضى ، وهم في حقيقة
الأمر ليسوا بمرضى أصلاً ، ومما يدل على ذلك أن أمثال هؤلاء بعد نزع الوهم من
عقولهم ورفع معنوياتهم وتعزيز الثقة عندهم بأنهم غير مرضى ، نراهم يتحسنون وتعود
إليهم العافية .
ثالثاً : تبين أن كثيراً من
الحالات تعود إلى الأمراض النفسية ، ومصداق ذلك أن كثيراً من المرضى بعد أن أصابهم
اليأس من علاج الرقاة توجهوا إلى العلاج النفسي ، وأخذوا الدواء ، فشفاهم الله
تعالى مما يعانون .
رابعاً : إن الناظر في تاريخ
سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم ليجد أن نسبة حالات المس الشيطاني قليلة جداً
، ففي زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت حالات المس الشيطاني تعد على رؤوس
الأصابع ، وكذلك في عهد الصحابة والقرون الخيرة من قبل ، وليس كما يدعي بعض
المعالجين أن نسبة المس الشيطاني في عصرنا هذا تصل إلى تسعين بالمائة ، مما يدل
على التهويل في هذا الأمر والله المستعان .
خامساً : تأييد العلماء لندرة
حالات المس الشيطاني وعدم رضاهم بنسبة المهولين من المعالجين ، وفيما يلي بعض من
أقوالهم تأييداً لما ذكرت :
- قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -
رحمه الله - : ( لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفراداً قليلين
صالحين فيما مضى ، فصاروا اليوم بالمئات ، وفيهم بعض النسوة المتبرجات ، فخرج
الأمر عن كونه وسيلة شرعية لا يقوم بها إلا الأطباء عادة ، إلى أمور ووسائل أخرى
لا يعرفها الشرع ولا الطب معاً ، فهي -
عندي - نوع من الدجل والوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان ) . انتهى .
- ويقول فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله
المطلق عضو هيئة كبار العلماء : ( من
واقع عملي في دار الإفتاء ، أعرف أن أكثر من ( 90 ) في المئة من
الأمراض التي يقول عنها الرقاة غير صحيحة ، بل هي أمراض نفسية ) .
- ويقول فضيلة الشيخ محمد إسماعيل
المقدم - حفظه الله - في نصيحة قدمها للمعالجين بالقرآن الكريم قال فيها : ( أرجو أن تكون الرسالة قد
وصلت ، وأن الحل الحقيقي - بجانب الالتزام بالشرع في هذه الأشياء كلها - لهذه
الظاهرة أن تنكمش ، وأن تعود إلى الحجم الذي كانت عليه ، وعلينا أن نعلم أن هناك مساً جنياً ،
لكن ليس كل الحالات تعتبر مساً ، فقد تكون ناتجة عن وهم ، أو حالات هستيريا ، أو
خيال يسيطر على الإنسان ، أو نتيجة عن حفظ الأدوار ، وإتقان تمثيلها احتيالاً ؛ فينبغي دلالة هؤلاء الناس على الطريق
الصحيح ) .
- ويقول فضيلة الدكتور سلمان العودة : (
إن كلمة المس لا تعني الفهم الساذج البسيط من أن الجن تلبس بالإنسان ، وأصبح يتصرف
ويتحدث من خلاله ، لافتاً إلى أنه نوع من الاقتراب من هذا الإنسان ، والقدرة على
إيصال ضرر أو أذى مادي في حدود ما أقدره الله تعالى عليه ) .
- كما استنكر فضيلة الشيخ سلمان العودة
مسألة الغلو في نسبة الأمراض للجن ،
مشيراً إلى أن أحدهم زار أحد الرقاة ، وقال له : أنت فيك سبعون جنياً ، عائلة
كاملة ... فقلت : يا أخي عندهم أزمة سكن إلى هذا الحد ؟ وأضاف أيضاً أن مسألة
الرقية ليست ألغازاً ، فقد تكون بفاتحة الكتاب كما في حديث أبي سعيد الخدري ، أو
بالمعوذتين .
- كما دعا فضيلته إلى ضرورة عدم التوسع
في مسألة زواج أو عشق الجن والإنس ، والاقتصار فقط على ما ورد - بشأن الجن - في الكتاب
والسنة ، مشيراً إلى أن التوسع في هذا الأمر سواء عند الرجال أو عند النساء فهو
يصنع بلا شك عديدا من الأمراض والأوهام النفسية .
- وفي مقابلتي لفضيلة الشيخ الدكتور
عبدالله بن عبد العزيز الجبرين -
حفظه الله - في مكتبة والتي استمرت أكثر من ساعة أخبرني أنه أكثر من خمس وتسعين بالمائة من
الذين يذهبون للمعالجين ليس بهم جني .
سادساً : إن النسبة التي ذكرت
من أن تسعين بالمائة من الحالات المدعاة بريئة من المس الشيطاني ، لا ترضي أهل
الجشع والطمع من بعض المعالجين الذين يتمنون كثرة الحالات ليملأوا جيوبهم بأكل
أموال الناس بالباطل .
سابعاً : تراجع كثير من
المعالجين القدامى بالرقية الشرعية عما كانوا يعتقدونه ، فقد تراجعوا عن ادعاء أن
كثيراً من الحالات مصابة بالمس الشيطاني ، وهذا من المبشرات التي تدل على أن الحال
سيعود إلى ما كان عليه في عهد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ، وهذا أيضاً يبين
ويظهر الشيطان على حقيقته الأصلية التي أخبرنا الله تعالى عنها : (( ¨bÎ) yøx. Ç`»sÜø¤±9$# tb%x. $¸ÿÏè|Ê )) .
بل إن بعض هؤلاء
الأفاضل انبروا ينصحون المعالجين أن لا يهولوا الأمر وأن يتريثوا في نسبة الحالات
المرضية للمس الشيطاني .
وما نشرته من نصائح وحقائق تتضمن نسبة
التهويل عند بعض المعالجين ما هي إلا حقيقة التبست على كثير من الناس
وحاول بعضهم أن يستغلها لمصلحته الشخصية ، والحق أحق أن يتبع .
وأرى أن نشر هذا الحق وهذه النسبة التي
ذكرها كثير من العلماء وكثير من المعالجين ليس فيها تهوين من أمر الرقية الشرعية ،
وإنما يعيد الرقية إلى مفهومها الصحيح ، والتعامل معها على الوجه الصحيح .
نصيحتي
للمرضى :
أنصح كل من ابتلى بأي مرض روحي أو نفسي
بألا يعتقد بالمعالجين ، وإنما يستعين بالله الواحد الأحد ويرقي نفسه وأهل بيته ،
فإن قراءة المريض على نفسه لا شك في أنها أبلغ وأكمل من قراءة غيره ، وقد يظن
البعض أن الرقاة أفضل منهم ، وأتقى منهم ، بل هذا الأمر غير صحيح البتة ، فالتقوى
لا يعلمها إلا الله تعالى ، وأذكر مقولة للشيخ الألباني - رحمه الله – : ( ليس
الأمر بكثير علم ولا بكبير عمل إنما الأمر بتقوى الله تعالى ) .
فينبغي لكل من يشعر بشيء من ذلك أن يرقي
نفسه أو أهل بيته ، ولا يسافر ويكابد المشقة ليدفع المبالغ الكبيرة .
كما ينبغي لكل مسلم أن يحرص على أن يرقي
نفسه بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وأن يداوم عليها ويصبر، وأن يحرص
كل الحرص على الدعاء مع الرقية ، لأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء ، كما ثبت في
الحديث : (( لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر )) .
وليتذكر المسلم أن هذه الأمراض التي
تصيبه هي رحمة من الله . وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ((
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء
شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )) .
وقال أيضاً : (( أشد الناس بلاء
الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل )) .
الرقية
الشرعية الثابتة في السنة :
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله
وسلم - : (( تداووا عباد الله ، فإن الله تعالى لم يضع داءً إلا وضع له دواءً ،
غير داءٍ واحد ؛ الهِرَم )) .
1. توضع
اليد حيث مكان الشكوى ثم يقال : ( باسم الله ، أعوذ بعزة الله وقدرته ، من شر ما أجد من وجعي هذا ) . ثم ترفع
اليد ، ثم يعاد ذلك وتراً .
2. توضع
اليد على مكان الألم ثم يقال : ( باسم الله ) ثلاثاً ، ثم يقال سبع مرات : ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد
وأحاذر ) .
3. توضع
اليد اليمين على مكان الشكوى ، ويمسح بها سبع مرات مع قول : ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد ) في
كل مسحة .
4. يأخذ
الراقي من ريق نفسه على إصبعه السبابة ، ثم يضعها على التراب حتى يعلق به شيءٌ منه
، ثم يمسح به موضع الألم قائلاً في حالة المسح : ( باسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة
بعضنا ، يُشفى سقيمنا بإذن ربنا ) .
5. يقرأ
الراقي الفاتحة ، ثم يجمع بُزاقه ويتفل . يفعل ذلك سبع مرات . ثلاثة أيام غدوةً وعشية أي : أول النهار وآخره أو نهاراً وليلاً .
6. توضع
اليد على جبهة المريض , ثم يمسح باليد على الوجه والبطن , ويقال : ( اللهم اشف فلاناً ) . يقال ذلك ثلاث مرات .
7. يمسح
باليد اليمنى مع قول : ( اللهم رب الناس , أذهب البأس , اشف أنت الشافي , لا شفاء
إلا شفاؤك , شفاءً لا يغادر سقماً ) .
الباب
الثالث
تشخيص
الأمراض الروحية
المبحث
الأول : الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية .
المبحث
الثاني : شبهات الرقاة في تشخيص المس الشيطاني ، والرد عليها بالحجة والمنطق
والبرهان .
المبحث
الأول
الطرق
الذهبية في تشخيص الحالة المَرَضية
الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية :
نذكر بعض الطرق التي قد تساعد في تحديد
وتشخيص نوع الإصابة عند المريض سواء أكانت إصابة روحية أم نفسية :
1
- الطريقة الأولى :
أن يقرأ المعالج مقطوعة شعرية على
المريض ، أو أي كلام آخر ، ومن ثم يلاحظ الأعراض التي تظهر على المريض بعد ذلك ،
فتجد بعضهم في الغالب يرتجف أو ينتفض ، وحتى إن بعضهم يصرع . والسؤال هنا : أما
يحتاج المعالج الحاذق لوقفة هنا ليسأل نفسه : لم هذه الأعراض التي ظهرت عند سماع
الشعر ؟ وهل الشعر يؤثر في الأمراض الروحية أم أن ما حصل مع المريض من أعراض سببه
غير ذلك ؟ وهل من الممكن أن يكون بسبب الإيحاء ؟ وهل من الممكن أيضاً أن يكون سببه
أموراً نفسيةً أو عضوية ؟
2
- الطريقة الثانية :
أن يضع الراقي يده على رأس المريض ،
ويوهمه بأنه يقرأ عليه الرقية بقراءة صامتة ، وبعد ذلك يلاحظ الأعراض التي حدثت مع
المريض . وفي الغالب ستجده يرتجف ويتألم ويصرخ ، وسيظهر عليه ما يسمى أعراض المس
والسحر ، وعندها سيسأل المعالج نفسه أنا لم أقرأ شيئاً من كتاب الله ، فلم حدثت
معه هذه الأعراض ؟!!!!
ولذا - فإنني دائماً - أنصح الإخوة
الرقاة بأن يكون لديهم اطلاع على الطب النفسي والعضوي ووظائف بعض أعضاء جسم
الإنسان ، ولو كان شيئاً يسيراً .
3
- الطريقة الثالثة :
وتعد الفيصل في الموضوع ، وهي أن نأتي
بشخص من الحضور كوالد المريض أو أخيه ، ونقول للمريض : سوف نقرأ على والدك أو أخيك
، ثم بعد ذلك نعود ونقرأ عليك مرة أخرى . وعندئذ يقوم المعالج بقراءة الرقية على
والد المريض أو أخيه ، وعندها سنجد أن الشخص المريض الذي يجلس بجوار والده أو أخيه
ويستمع ، ويراقب بشغف ما سيحدث . سنجد - بعد انتهاء الرقية - أنه لم يتأثر بشيء قط
، وهنا أيضاً أرى أنه
من الضروري جداً بعد ذكر هذه الطريقة أن يسأل المعالج نفسه هذه الأسئلة ، وهي :
1.
لماذا تأثر المريض بقراءة الشعر ؟
2.
لماذا تأثر عندما أوهمته بأنني أقرأ
عليه وأنا في الواقع لم أقرأ عليه شيئاً ؟
3.
لمّ لم يتأثر وهو بجوار والده أو أخيه
يستمع للرقية ؟
أهداف
نشر الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية على العامة :
لقد سألني بعض الأخوة عن سبب نشر الطرق
الذهبية الثلاث على عامة الناس ، وقد رأوا أن من الحكمة عدم نشر هذه الطرق عموم
الناس ، ورأوا أن تكون محصورة بين الرقاة ، فقلت - وبالله التوفيق - :
إن نشر هذه الطرق على عامة الناس ليعوها
ويعلموها لمن الحكمة بمكان ، وله أهداف جمة منها ما يتعلق بالرقاة ، ومنها ما
يتعلق بالمرضى ، ومنها ما يتعلق بالمهتمين من عامة الناس ، ولبيان هذه الأهداف
أقول :
أولاً : بيان أن طرق التشخيص
عند المعالجين كثيرة جداً ، ولكل معالج طريقته في التشخيص ، ثم بيان أن طرقنا
الذهبية هي أهم طرق التشخيص وذلك لسهولة تطبيقها ، وكونها طريقة نافعة في الفحص ،
ومجديه وتؤتي أكلها .
ثانياً : بيان أن هذه الطرق
الثلاث قد تكون سبباً كبيراً في مساعدة الرقاة في التشخيص الصحيح للحالات المرضية
، مع التأكيد على أن هذه الطرق اجتهادية وغير ملزمة للآخرين ، فهناك طرق عديدة
أخرى للفحص لم نتعرض لذكرها .
ثالثاً : مع أهمية هذه الطرق
الثلاثة في التشخيص ، وكشف الحالة بين الوهم والمس الحقيقي لم أرّ من أشار إليها ،
أو ذكرها ، أو بينها لعامة الناس - فيما أعلم - لذا فإني رأيت أن أنشرها نفعا
لعامة المسلمين .
رابعاً : في نشر هذه الطرق
الثلاث على العامة إشارة للعلماء وطلاب العلم الأفاضل بأن يضعوا هذه القضية في عين
الاعتبار ، وأن يؤصلوها التأصيل الشرعي الذي تستحقه خاصة وأنني لما عرضتها على
العلماء نصحوني بنشرها ، وأعجبوا بها ، ورأوا أن من المصلحة أن تنتشر بين الناس .
خامساً : في نشر هذه الطرق
بيان لضعف الشيطان ، لقولة تعالى : (( bÎ) yøx. Ç`»sÜø¤±9$# tb%x. $¸ÿÏè|Ê )) . حيث صور بعض الرقاة لعامة الناس أن تسعين بالمائة منهم مصابون
بمس شيطاني ، وهذا ما استنكره كثير من العلماء .
سادساً : في نشر هذه الطرق
دحض لتهويل كثير من الرقاة فيما ادعوه ونسبوه للجن والشياطين .
سابعاً : في نشر هذه الطرق
تعليم لبعض الرقاة أن يستعملوا المنهج العلمي في تشخيص الحالات المرضية ، وألاّ
تكون طريقتهم عشوائية وارتجالية وألاّ يبقى المعالج يدندن حول قضية المس والسحر
والعين والحسد .
ثامناً : في نشر هذه الطرق
تعزيز ثقة الناس بالرقاة ، وحتى يقتنع العامة بأن عمل الرقاة قائم على المنهجية
والمصداقية ، حيث إن المعالج أو الراقي لا يقتصر عمله على الرقية فقط ، وإنما يبذل
كل ما هو مباح لنفع المريض .
تاسعاً : في نشر هذه الطرق
إلغاء لفكرة أن تسعين بالمائة من المرضى مصابون بمس شيطاني أو بسحر ، ولعل الله
تعالى يَِِِمّن عليّ بإعداد بحث منفصل أبين فيه عدم مصداقية هذه النسبة ، والتي
كانت سببا في دخول الوهم إلى عقول كثير من الناس .
التوضيحات
الجلية لاستعمال الطرق الذهبية في تشخيص الحالة
المرضية :
بعد أن من الله علي ،
وكتبت في الطرق الذهبية الثلاث في تشخيص الحالة المرضية ، وانتفع بها كثير من
المعالجين ، ولله الحمد ، بدا لي أنه التبس على بعض المعالجين طريقة استعمالها ،
مما أثار بعض الشبهات حولها ، فلما رأيت ذلك وجدت أنه يجب علي أن أكتب هذا المقال
توضيحاً لاستعمال هذه الطرق الثلاث ورفعاً للالتباس الذي حصل ، خصوصاً وأنني أعدًّ
نفسي معالجاً بالرقية الشرعية ، فكما هو معلوم لدى الجميع أن عمل المعالج أعم
وأشمل من عمل الراقي فالمعالج يدخل في عمله التشخيص ، وأيضاً تكون له خبره في بعض
الأمراض النفسية والعضوية ، ولو الشيء اليسير ويكون مطلعاً على طرق المعالجين ،
ومدى شرعيتها ، فهناك الراقي وهناك مدعي الرقية .
أما الراقي فيكون
عمله في الرقية فقط ، حيث يستطيع كل شخص أن يكون راقياً ، والرقية لا تقتصر على
شخص دون آخر ، ويمكن القول إن المعالج أكثر معرفة من الراقي .
وفيما يلي بيان
المقصود من توضيح استعمال الطرق الثلاث الفاحصة :
أولاً : متى تستعمل
هذه الطرق ؟
لا شك في أن أنواع
الأمراض التي تصيب الناس كثيرة جداً ، ومتنوعة ، فمنها الأمراض العضوية ، والعصبية
، والنفسية ، والروحية ، وهناك وهم يطرأ على بعض المرضى فتظهر عليه علامات المرض
وهو في الحقيقة ليس مريضاً .
لذا فإنه يجب على
الراقي أن يكون على معرفة تامة بتشخيص المرض عند المريض قبل علاجه ورقيته ، لأنه
بتحديد نوع الإصابة يسهل العلاج .
وقد جعل الله تعالى
أمارات وأعراضاً دالة على نوع المرض ، لذا يجب على الراقي أن يكون عنده علم بوظائف
جسم الإنسان ، وعلم بالطب النفسي ولو الشيء اليسير ، فكلما كان علم الراقي أوسع
وأشمل بهذه الأمور كان أنفع للمريض من غيره .
ولذلك فإنه إذا ثبت
للراقي أن الإصابة عضويه أو نفسية ، فعليه أمران :
الأمر الأول : أن يرقي المريض بنية
الشفاء من كل داء .
والأمر الثاني : أن يوجهه نحو الطبيب
المختص ، ويفضل للراقي أن يتابع حالة المريض وألا يتركه .
وإذا ثبت للراقي أن
نوع الإصابة روحيه ( عين ، أو سحر ، أو مس ، أو حسد ) فينبغي عليه أن يعالجه
بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية .
ولكن الملاحظ أن
كثيراً من الحالات المرضية تعاني من الوهم ، فهي ليست مصابة بالمس الشيطاني ولا هي
مريضة عضوياً ، ولا نفسياً ، ومن أجل اكتشاف مثل هذه الحالات وتمييزها عن حالات
المس الشيطاني ، فإننا نستخدم معها الطرق الثلاث الفاحصة ، وغير ذلك من الطرق ؛
لنتمكن من الوقوف على حقيقة الأمر ، والأخذ بيد المرضى إلى بر الأمان .
ولا بد من الإشارة إلى أنه يسبق عملية اختبار الحالة
المرضية بالطرق الثلاث غلبة ظن المعالج بأن المريض مصاب بحالات الوهم ، ويمكن أن
تأتي غلبة الظن لدى المعالج من خلال معرفة كثرة تردد المريض على المعالجين ، وعن
طريق توجيه الأسئلة ، فإذا غلب الظن عند المعالج أن المريض مصاب بحالات الوهم ،
فإن المعالج يجري علية طرق الاختبار والفحص ذلك أن هذه الطرق تبين لنا حالة الوهم
أو تنفيها بإذن الله تعالى .
ثانياً
: تأييد استعمال هذه الطرق :
الطريقة الأولى :
مما لا مجال فيه للشك أن الشعر الذي
نقرأه على المريض هو من الشعر المباح ، ولا يوجد ما يمنع أن يقرأ الراقي أي كلام
آخر مباح ، كمتن من متون الفقه ، والعقيدة
، وغير ذلك ، ومما لا مجال فيه للشك أنه لا يجوز لنا أن نخلط الشعر بالقرآن ،
والهدف من قراءة الشعر والكلام المباح على المريض هو إيهامه بأننا نقرأ عليه
القرآن ، فالأصل أن يتأثر المريض بسماع القران لا الشعر ، لأن القران له تأثير على
الشياطين ، وليس الشعر ولا سائر الكلام المباح .
وحتى لا نكذب على المريض فإننا لا نخبره
بأننا نقرأ القرآن ، وإنما نحتال علية بالحيل المباحة ، أو بالتورية ، كأن نقول له
: ( سنقرأ عليك ) ، ولا نحدد له نوع القراءة ، فيظن أننا نقرأ علية القرآن ، ونحن
في حقيقة الأمر نقرأ علية من الشعر أو من سائر الكلام المباح .
الطريقة الثانية ( القراءة الصامتة ) :
في هذه الطريقة توهم المريض بأنني أقرأ
علية القرآن بصمت ، وفي حقيقة الأمر لا أقرأ عليه شيئاً ، وإنما أبقى صامتاً ،
والذي ظهر لي أنه في غالب الحالات يتأثر المريض ويرتجف وينتفض ، وتظهر علية حركات
شبيهه تماماً بالأعراض التي ظهرت عليه عند المعالجين من قبلي ، مما يدل على أن هذه
الأعراض التي ظهرت ليس لها صله بالمس الشيطاني ، وإنما هي من حالات الوهم .
الطريقة الثالثة ( قراءة القران على
مرافقي المريض ) :
هنا نتحايل على المريض لنرى مدى تأثره
بالقرآن فنقوم بقراءة القرآن الكريم أمامه وعلى مسمعه ، وذلك عند إخبار المريض
بأننا سنقرأ على والده أو أخيه أو مرافقه الذي معه .
الأصل أن المصاب بالمس الشيطاني يتأثر
بسماع القرآن وإن لم يقرأ عليه ، وهذا معروف ومعلوم عند جميع المعالجين ، فإذا
تبين أن المريض لم يتأثر بقراءة القرآن رغم سماعه ، لعلمه ومعرفته أنه غير مخصوص
بالقراءة ، فإنه يتضح أن هذا المريض مصاب بحالات الوهم ، وليس به مس شيطاني ، ولا
شك في أن هذه الطريقة قد أكدت ما استنتجه المعالج من الطريقتين الأخريين ، فالمريض
تأثر بالشعر ، ولم يتأثر بالقرآن .
ومما يجدر ذكره أنه يفضل للمعالج أن
يعلم أهل المريض ومرافقيه بطريقة التحايل على المريض من أجل تشخيص حالته وفحصها
فحصاً دقيقاً ، وتمييز الوهم من المس الشيطاني وذلك يكون من خلال أي طريقة يراها
المعالج ومنها الإخبار المباشر قبل الجلسة بعيداً عن سماع المريض ومنها أيضاً
كتابة مراد المعالج ، على ورقات يعطيها لأهل المريض ، ومرافقيه مبيناً فيها ماذا
سيفعله مع المريض ، وكيفية الفحص ، والآثار المترتبة على الفحص حتى يراقب الأهل
حالة المريض ، ويكونوا على قناعة تامة بما
ستفضي إليه طريقة الفحص ، مما يزيد ثقة وقناعة الأهل بالمعالج ، وبالحالة التي آل
إليها .
ومثال ذلك : أن يكتب المعالج على ورقات
ثلاث ، كما يلي :
أ - يكتب الورقة الأولى :
أنا الآن أقرأ الشعر ، ولا أقرأ الرقية
، فلماذا يتأثر المريض ويرتجف ؟ ويقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض
أثناء تطبيق هذه الطريقة ، ليكونوا على علم واطلاع على الذي يحدث .
ب - يكتب في الورقة الثانية :
أنا الآن لا أقرأ شيئاً ، وإنما أوهمته
أنني أقرأ عليه ، فلماذا يتأثر وينتفض ؟! ويقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل
المريض أثناء تطبيق هذه الطريقة ، ليكونوا على علم واطلاع على الذي يحدث .
ج - يكتب المعالج في الورقة الثالثة :
أنا الآن أقرأ الرقية الشرعية ، وهو
يسمعها ، فلماذا لم يتأثر ؟! ويقوم المعالج بإعطاء هذه الورقة لأهل المريض أو أحد
مرافقيه أثناء تطبيق هذه الطريقة .
وأخيراً
أقول للمعالجين :
إن كثيراً من الحالات التي ثبتت من خلال
التجربة ، ممن يتأثرون بالشعر ولا يتأثرون بالقرآن ، وما أكثرها ! ولذا فإني أطلب
من إخواني المعالجين أن يتساءلوا عن وجود مثل هذه الحالات أليست دالة على وجود
حالات الوهم أو حالات التمثيل لأغراض وأهداف شخصية ؟
ثم أليس من واجب الراقي أن يكون حصيفاً
بمعرفة الحالات ؟ وأن يميز الإصابة الحقيقية من الإصابة الوهمية ؟ فمن خلال وعي
المعالجين واطلاعهم على تشابه بعض أعراض الأمراض مع غيرها ، وفي إجراء مثل هذه
الطرق الثلاث الفاحصة وغيرها من الطرق تكون العودة بالرقية إلى مفهومها الصحيح ،
وتكون كما كانت عليه في عهد سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم .
الرد
والبيان على من قال ببطلان الطرق الذهبية :
أودّ أن ألفت الانتباه إلى أنني لما
كتبت الطرق الذهبية في
تشخيص الحالة المرضية وعرضتها على طلبة
العلم والمهتمين بالرقية ، كان ذلك انطلاقاً من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -
: (( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )) ، وقد جاءت نتيجة خبره طويلة مع المرضى وقفت فيها على كثير من
الحالات التي اكتشفت أنها نوع من الوهم الذي سيطر على المرضى نتيجة جهل بعض
المعالجين بالعلاج بالرقية الشرعية .
وبعد أن اطلع عليها أهل الفضل والعلم
واستحسنوها ، لم يروا بها بأساً ، وشجعوني على عرضها على المستفيدين والمهتمين
بالرقية الشرعية .
ولكن كأي حق قد يواجه
باطلاً ، قال تعالى : (( y7Ï9ºxx.ur $oYù=yèy_ Èe@ä3Ï9 @cÓÉ<tR #xrßtã tûüÏÜ»ux© ħRM}$# Çd`Éfø9$#ur ÓÇrqã öNßgàÒ÷èt/ 4n<Î) <Ù÷èt/ t$ã÷zã ÉAöqs)ø9$# #Yráäî )) .
وما أن رأت هذه الطرق الثلاثة النور حتى
انهالت عليها الردود والشبهات من كل حدب وصوب ، فكان لزاماً علي توضيحاً للحق
ودرءاً للشبهات التي طرأت على عقول البعض ، قولهم :
1.
إن طريقة إلقاء الشعر على المريض تجعله
يشك في الراقي ، وأنه يستعمل نوعاً من الطلاسم والسحر .
2.
إن قراءة غير القرآن على المريض ، يجعله
يشك في الرقية الشرعية عموماً .
3.
إن استعمال هذه الطرق نوع من الكذب على
المريض ، والكذب لا يجوز شرعاً .
4.
إن في الكتاب والسنة ما يغني عن قراءة
الشعر على المريض .
5. إن
هذا الأسلوب ( الطرق المَرْضِيًّة الثلاث ) يعدّ من الأساليب النفسية المحتوية على
الكذب ، وفي الأساليب النفسية الخالية من الكذب ما يغني عن استعمالها .
6.
إن هذا الأسلوب يحتوي على مفاسد شرعية ،
لذا لا يجوز استعماله .
ونرد
على هذه الشبهات بما يلي :
أولاً :قولهم : إن هذا الأسلوب يشكك
في الراقي بأنه يستعمل الطلاسم والسحر .
أقول : إن قراءة الشعر على
المريض كطريقة فاحصة ليس من باب الطلاسم ولا السحر ، فالطلاسم بلا أدنى شك أمر غير
مفهوم ، وليست بكلام عربي ، بينما ما أقرأه من شعر هو من الكلام العربي المفهوم
للمريض وللمستمعين ، وهو من الكلام المباح فضلاً عن أن يكون من المفيد . فمما أقرأه
على المريض متن الرحبية في الميراث ، وهذا إذا سمعه المريض لا يأتي في باله أبداً
أن هذا من السحر والطلاسم ، ومن خلال التجربة الطويلة لم أتعرض لأي سؤال من أي
مريض عن الذي أقرأه ، أو أنه تضايق منه ، بل على العكس من ذلك أجد الثناء من قبل
المرضى بعد خلاصهم من الوهم كما أنني عادة أطلع أهل المريض أو من يحضر معه الجلسة
على أني أستعمل مع المريض طريقة امتحان وفحص أقرأ فيها من الشعر المباح ؛ لاكتشاف
الوهم عند المريض .
ثانياً : قولهم : إن هذا الأسلوب يشكك
في الرقية الشرعية عموماً .
أقول : إن الرقية الشرعية
تبدأ عند التأكد من إصابة المريض بالمرض الروحي لا قبل ذلك ، وتكون الرقية الشرعية
بالقرآن الكريم ، وقد ذكرت مراراً أن قراءة الشعر على المريض ليست من باب الرقية
الشرعية ، ولكنها مرحلة سابقة للرقية الشرعية ، والهدف منها الكشف عن حالة المريض
والوقوف على الأوهام لدى بعض المرضى ، ومن هنا فإن المريض لا يشك في الرقية ، ولا
في الراقي .
ثالثاً : قولهم : إن هذا الأسلوب (
الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية ) نوع من
الكذب على المريض ، والكذب لا يجوز شرعاً .
أقول : إن الكذب على المريض
الذي ينتظر مني أن أقرأ عليه الرقية الشرعية يكون كذباً إذا قرأت عليه الشعر ،
واكتفيت بذلك ، ولم أقرأ عليه الرقية الشرعية ، والذي يحدث مع المرضى أنني بعد
استعمال ( الطرق الثلاث الفاحصة ) ونزع الوهم من المريض ، وما ألصق بعقله من كثرة
تردد على المعالجين ، فإنني أقرأ عليه الرقية الشرعية وأتابع معه العلاج ، وهذا لا
يعد من الكذب في شيء أبداً ، علماً أن
هذا الأسلوب يعدّ من الأساليب الفاحصة ، أو من باب الاختبار والامتحان ، والاختبار
يكون بأي شيء نافع ، ولا يشترط أن يكون بالقرآن .
ومما اختبر به النبي - صلى الله عليه
وسلم - ما ورد في صحيح مسلم من قصة ابن صياد ، حيث اختبره النبي - صلى الله علية
وسلم - ليعرف أنه الدجال أم لا ، فضمر له النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلب منه
أن يعرفها ، فقال ابن الصياد : هو الدخ ، فقال له النبي - صلى الله علية وسلم - : ((
اخسأ عدو الله فإنك لن تعد قدرك )) ، ويقصد النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه
دجال ، وليس الدجال .
رابعاً : قولهم : إن في الكتاب والسنة
ما يغني عن قراءة الشعر على المريض .
أقول : إن الكتاب والسنة
تكون فيهما الرقية الشرعية ، وأما طريقة الفحص والاختبار ونزع الأوهام من المرضى
وتشخيص الحالات لا تقتصر على الكتاب والسنة ، بل تتجاوز ذلك إلى الخبرة والتجربة
العلمية التي أباحها الشرع ، وكل ما هو نافع مباح ينفع المريض ويساعد في تشخيص
حالته .
خامساً : قولهم : إن هذا الأسلوب يعدّ
من الأساليب النفسية المحتوية على الكذب ويستعاض عنها بأساليب نفسية أخرى خالية من
الكذب .
أقول : إن هذا الأسلوب ليس
من الكذي في شيء كما بينت سابقاً ، ولا مانع من استعمال أساليب نفسية أخرى في
العلاج والتشخيص ، وهذا هو الهدف المراد .
سادساً :قولهم : إن هذا الأسلوب
يحتوي على مفاسد شرعية ، لا يجوز استعماله .
أقول : إن هذا القول من
مستهجنات الأمور ، فأين هذه المفاسد الشرعية التي ذكرتم ؟ وحبذا لو أطلعتمونا
عليها ، والتي لم تذكروا منها شيئاً وإنما هي مجرد دعوى لا أساس لها ، وكما أن
الحكم عليها بالحرمة لم أسمعه من العلماء
والأفاضل ، ولم أطلع عليه بل وجدت من أهل العلم من اطلع عليه ومدحه ، وإني
أهيب بإخواني الذين يتسرعون بالتحريم ، أن يتريثوا ولا يقفوا ما ليس لهم به علم ،
وإن كان هناك من قال بالتحريم من أهل العلم ، فإني أطلب ذكر فتواه مفصلة حتى أطلع
عليها وألا تكون هناك دعوى بلا علم .
ولقد طرح عليَّ سؤال وهو : كيف تتعامل
مع المريض إذا ثبت أنه يعاني من مرض نفسي ؟
قبل الإجابة أود أن أشكر الأخ السائل
على مثل هذه الأسئلة النافعة والمفيدة التي تدل على حرصه على سلامة جميع المرضى .
وأجيب على عن فأقول : إن كثيراً من
الحالات التي أعالجها تكون مصابة بالوهم المجرد ، وليس بها مس شيطاني ، ولا حتى
مرض نفسي ومجرد أن نزعنا الوهم الذي ألصق بعقله يشفى بإذن الله تعالى ، وليس بحاجة
إلى طبيب نفسي .
أما بعض الحالات التي يثبت لدي أنها
مصابة بمرض نفسي فأقول : إن أنواع الإصابة بالأمراض النفسية تختلف عن بعضها البعض
، فمنها ما نعالجه بكتاب الله ، ونتابع معه العلاج بالرقية الشرعية حتى يشفى بإذن
الله تعالى ، ومنها الحالات النفسية المستعصية التي لا تخفى ، فمثل هذه الحالات
نحولها إلى الطبيب المختص ، ونحن دائماً ننصح جميع المرضى والمصابين ، حتى إن كانت
عللهم عضوية أو نفسية بأن يستشفوا بكتاب الله تعالى ، وسنة نبيه محمد - صلى الله
عليه وسلم - ، ولا يمنع ذلك من مراجعة الطبيب المختص .
العلماء
الذين أفتوا بجواز الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية :
نذكر منهم :
1. فتوى
فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المطلق / عضو هيئة كبار العلماء . ( فتوى مسجلة هاتفياً ومقابلة شخصية ) .
2.
فتوى خطية من دائرة الإفتاء العام في
المملكة الأردنية الهاشمية . ( موثقة خطياً ) .
3.
فتوى الشيخ محمد صالح المنجد . ( موثقة
خطياً ) .
4.
فتوى الشيخ عبد الرحمن السحيم . ( موثقة
خطياً ) .
5.
فتوى فضيلة الشيخ محمد أبو رحيم . (
موثقة خطياً ) .
6.
فتوى الشيخ حامد بن عبدالله العلي .( موثقة
خطياً ) .
7. فتوى
فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد العزيز الجبرين / عضو الإفتاء والأستاذ بكلية التربية
بجامعة الملك سعود بالرياض . ( مقابلة شخصية ) .
8. فتوى
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن عبد الرحمن الراجحي . ( عبر سؤال خطي وجهته
إليه في الحرم المكي ) .
9. فتوى
الشيخ مسلم الجهني / وهو مفتِ في الحرم المدني . ( عبر سؤال خطي وجهته إليه في
الحرم المدني ) .
10.
فضيلة الشيخ خالد بن عثمان بن علي السبت . ( عبر مقابلة شخصية في الحرم المكي ) .
11. فتوى الشيخ فهد
السفياني / مفتي بالحرم المكي . ( عبر مقابلة شخصية في الحرم المكي ) .
12. فتوى الشيخ
الدكتور عبدالله الدويش / أستاذ السنة النبوية بكلية العلوم والآداب . ( عبر اتصال
هاتفي ) .
13. فتوى الشيخ بدر
بن سويلم المقاطي . ( عبر اتصال هاتفي ) .
14. فتوى الشيخ تركي
بن عبد العزيز العقيل . ( عبر اتصال هاتفي ) .
15. فتوى الأستاذ
الدكتور مروان بن إبراهيم القيسي . ( أقرها وسبق أن قدم لها ) .
16. فتوى فضيلة الشيخ
محمد الحمود النجدي . ( موثق عبر سؤال وجهه له أحد الأخوة على قناة المعالي
الفضائية ) .
17. فتوى الشيخ
إحسـان بن محمـد بن عايـش العتيـبي . ( عبر اتصال هاتفي ) .
18. فتوى الشيخ علي
بن حسن الحلبي الأثري . ( عبر مقابلة شخصية واتصال هاتفي ) .
19. فضيلة الشيخ
سليمان بن عبد أبو دامس . ( أقرها وسبق أن قدم لها ) .
وغيرهم كثير ، والحمد
رب العالمين .
المبحث
الثاني
شبهات الرقاة في تشخيص المس الشيطاني والرد
عليها
شبهات الرقاة في تشخيص المس الشيطاني والرد عليها
:
الشبهة الأولى :
يعتقد كثير من الرقاة أن كل من يتأثر
بالرقية - حال سماعها - برجفة ، أو خدر ، أو غيبوبة ، أو ما شابه ذلك ، هو ممسوس
أو محسود أو مسحور ؟!
دحض
هذه الشبهة :
نعم من الممكن حدوث بعض الأعراض عند بعض
المصابين بمس أو سحر ، أو حسد ولكن لا
يشترط في كل من يتأثر بالرقية حال سماعها أن يكون به جن أو سحر . أذكر أنني كنت
أقرأ على بعضهم شعراً فكان يتأثر وينتفض ، وبعضهم كنت أشير إليه بإصبعي دون أن
أقرأ عليه ، فيتأثر وينتفض ، وكنت أضع يدي على بعض المرضى دون قراءة ، فإذا به
يرتجف وينتفض ، وعندما أسأله يقول : لا أعرف السبب ، فأقول له : أنا لم أقرأ ،
فلماذا تأثرت ؟ فلا يجيب !
أما ما يحدث عند بعض المصابين من تأثر
وارتجاف فهو كثيراً ما يكون بسبب استعداد الشخص لتقبل الإيحاء وشدة سيطرة فكرة
المس والسحر على شخصيته , فكلما كان قوي الشخصية كان أشد تماسكاً , وكلما كان ضعيف
الشخصية ارتجف وارتعد حتى قبل أن يقرأ عليه أحد شيئاً ، وللتفريق بين هذه وتلك لا
بد من الرجوع لمعالج متمرس صاحب خبرة وتجربه طويلة .
الشبهة الثانية :
يعتقد بعض الرقاة أن سرعة تأثر المصاب
أثناء الرقية ، أو تأخر تأثره مرتبطان بمدة الإصابة قديمة أو حديثة !!
دحض
هذه الشبهة :
أعتقد أنه ليس هناك أهمية لكون الإصابة
قديمة أو حديثة ، فكثيرُ من الحالات ولو كانت قديمة جداً تٌشفى بجلسة واحدة بفضل
الله تعالى ، خصوصاً بعد تشخيص الحالة تشخيصاً دقيقاً .
أما بالنسبة إلى من يتأثرون سريعاً عند
سماع الرقية ، فقد وجدنا بعضهم قد أتى إلى هذا الراقي وهو متوتر وخائف ومسيطر عليه
الوهم ، ومتقبل للإيحاء ، ومعلومٌ أن الشخص الذي يتأثر بسرعة هو صاحب شخصية ضعيفة
هشةً ًيسيطر عليها الوهم .
وأما الذين لا يتأثرون إلا بعد وقت طويل
من القراءة ، والذين يزعم بعض المعالجين أن الإصابة فيهم قديمة ، فهؤلاء أصحاب
شخصيه قوية ، وسبب تأخر التأثير فيهم هو طول مدة الإيحاء إليهم من قبل بعض الرقاة
، فتجده يلهث خلف العلاج عند كل راق ، والله المستعان .
الشبهة الثالثة :
يعتقد أغلب الاخوة الرقاة أن كل من يطيل
النظر في المرآة يكون معه جني عاشق ، حتى إن بعضهم يقول : إن الجني ينظر بعيون
المصاب في المرآة ويستمتع بالجسد !!
دحض
هذه الشبهة :
نعم قد يحدث هذا عند بعض الممسوسين ،
ولكن لا يشترط في كل من يطيل النظر في المرآة أن يكون به مس من الجن أو سحر ، وإن
الحالة النفسية عند الشخص تلعب دوراً كبيراً في ذلك ، فطبيعة المرأة أن تحب النظر
في المرآة ، وتهتم بنفسها وجمالها ، وهنا أطرح ثلاثة أسئلة ، وأجيب عنها :
أولاً : هل الجني المتلبس
للجسد إذا أراد النظر يحتاج لعيون الشخص كي ينظر من خلالهما ؟
- لا ريب أن هذا غير صحيح لأن الجني
يستطيع أن ينظر إلى أجزاء كثيرة من الجسم وخصوصاً مناطق العورة ، ولا يحتاج إلى
مرآة ولا إلى غيرها .
ثانياً : وهل إذا أراد ذلك
الجني السمع يستعمل أذني المصاب ؟
- لا ريب أن هذا غير صحيح ، لأن الجني
يستطيع أن ينظر إلى أجزاء كثيرة من الجسم وخصوصاً مناطق العورة ولا يحتاج إلى مرآة
ولا إلى غيرها .
ثالثاً : لماذا بعض الفتيات
تحب أن تنظر في المرآة ، وتهتم بنفسها كثيراً ، ولكنها بعد فترة من الزمن تجد
نفسها تكره المرآة ولا تحب أن تنظر إليها بل تخاف من صورة وجهها في المرآة ؟
- كما ذكرت سابقاً ، إن الأمر يتعلق
بنفسية المصاب ، فتجد هذه الفتاة حينما تتأثر نفسياً ؛ بسبب كثرة المشاكل ، وحمل
الهموم والأحزان ، تصبح تتضايق من الآخرين ، وتقل ثقتها بالناس وبنفسها فتكره
نفسها ، ولا تهتم بلباسها ، وهذا ما أقر به كثير من المرضى بعد محاورتهم ، ودراسة حالهم
، فلا ينبغي لنا أن نعلق كل أمور حياتنا ومشاكلنا على حبل الشياطين .
الشبهة الرابعة :
اشتهرت طريقة العلاج والفحص بقول : (
بسم الله ) مع سحب النفس وإخراجه ، حتى أصبحت هذه الطريقة من الثوابت عند كثير من
الرقاة مستدلين بحديث (( لا تقل : تعس الشيطان ، ولكن قل : بسم الله ، فإنك إذا
قلت : تعس الشيطان ، يعظم حتى يكون مثل الجبل ، فيقول : بقوتي صرعته ، وإذا قلت :
بسم الله ، تصاغر حتى يصير مثل الذباب )) .
وبعضهم يقول : إن مجرى التنفس وقراءة
القرآن وذكر الأدعية المأثورة ينقل الهواء للرئتين ، ومن ثم إلى الدم ، ويزعم
أولئك الرقاة أن اتباع هذه الطريقة تؤثر - بإذن الله عز وجل - في الاقتران الشيطاني ، ووجود
الجني داخل الجسد ، لما ثبت في الصحيح : (( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى
الدم )) .
إن أول من تكلم عن هذه الطريقة هو الشيخ
رياض محمد سماحه ، وهو معالج مصري معروف وصاحب كتاب ( دليل المعالجين ) . يقول
الشيخ - حفظه الله - : ( إنه حين نستشفي باسم الجلالة بهذه الصيغة فإننا في واقع
الأمر نسمي على النفس المنشوق أول النفس وآخره فلا يكن للشيطان أي قدر من هذا
النفس فتحدث له عملية اختناق ) .
ويضيف أيضاً : ( إنه باستمرار البسملة
بالصيغة والكيفية السابقة ، فإن المريض غالباً ما يشعر بما يلي : برودة في الأطراف
، ثم تنميل في الجسم ، ودوار ، وصداع ، وخوار في القوى ، وحدوث رعشة ، وتثاؤب
مستمر ، وغثيان ، وميل إلى القيء ، وشعور
بالضيق في الصدر ، وتشنجات في الأطراف ، وضحك لا إرادي ، أو بكاء لا إرادي ، ورغبه
في الهرش ... وتعليل ذلك أن الشيطان - عليه لعنة الله - يتسبب في هذه الأعراض ،
لتعجيز المصاب عن ذكر البسملة ، أو لشغله عن الاستمرار فيها فيسرق منه النفس الذي
يشاركه فيه . وهذه الطريقة تثبت ثبوتاَ مطلقاَ أن هناك إيذاءً شيطانياً ) .
دحض
هذه الشبهة :
أقول وبالله التوفيق : من هنا بدأت
المشكلة عند كثير من المعالجين ، وذلك لأنهم أخذوا كلام الشيخ كأنه كلام منزّل لا
يحتمل الخطأ ، وأن الأعراض التي تظهر من خلال تطبيق هذه الطريقة تثبت أن الشخص
مصاب بعلة روحية بلا أدنى شك ، والحقيقة أن هذا الكلام غير صحيح مطلقاً ،
والاستدلال بالحديث في غير مكانه ، وأذكر بالتجربة ما يثبت ذلك ، فقد جرّبت على
عدد كبير من المصابين والمراجعين لي هذه الطريقة ، وهي أخذ شهيق وإخراج زفير من
غير تسمية فوجدت عدداً كبيراً منهم قد ظهرت عليه نفس الأعراض التي ذكرها الشيخ
سماحة والسؤال المهم هنا : هل عملية الشهيق والزفير من غير تسمية أو ذكر معين
أيضاً تؤثر على الجن ، أو السحر ، أو الحسد ؟!!
الشبهة الخامسة :
يعتقد كثير من الرقاة أن كل حلم يراه النائم في المنام يكون سببه
الشيطان !!
دحض
هذه الشبهة :
1. بعض
النساء الحوامل تزداد عليهن الأحلام المزعجة وبكثرة أثناء وبعد الشهر الرابع ،
والسؤال : هنا لماذا بعد الشهر الرابع ؟ وأين كان الشيطان في الأشهر الأولى من
الحمل ؟؟
2. لقد
ثبت علمياً وطبياً أن الأطفال الصغار يحلمون ، فتجدهم أحياناً يضحكون وأحياناً
أخرى يبكون ، ويصرخون في المنام ، تقول الدكتورة ديانا قملي أخصائية علم النفس
السريري في مستشفى الأطفال بلندن : ( الكوابيس وفزع النوم من الحالات الشائعة في
مرحلة الطفولة ) .
3. يقول
الدكتور سعدي الجادر استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى الفجيرة : ( إن
انخفاض السكر أثناء النوم يصاحبه عدة أعراض من بينها الأحلام المزعجة والكوابيس )
.
أقول : لا يشترط أن تكون جميع الأحلام
التي يراها الإنسان في المنام بسبب الشيطان على الإطلاق ، وإنما يدخل فيها عدة
أمور أذكر منها ، انخفاض سكر الدم قبل النوم ، ووضعية النوم الخاطئة ، وامتلاء
البطن قبل النوم ، وحدوث أعراض جانبية لتناول بعض الأدوية ، وبسبب حدوث ضغوطات
نفسية ، وتعب ، وإرهاق وغير ذلك .
الشبهة السادسة :
بعض الرقاة يطلب من المصاب أن يشرب
الماء المقروء عليه دون أن يسمي الله تعالى ، وفي ظنه أنه يخدع الجني الموجود في
الجسد !!
دحض
هذه الشبهة :
هذا الفعل هو من تلبيس الشيطان على بعض
المعالجين وذلك لمخالفتهم للشرع ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى بأن لا
نأكل أو نشرب حتى نسمي الله ، وهانحن عندما نقرأ الرقية على ماء أو
زيت ، ونأمر المصاب أن يسمي الله ، ويبدأ بالشرب منه نرى أن الشيطان يتأثر من هذا
الماء المقروء عليه . فلا بد أن يكون الاجتهاد في مثل هذه الأمور ، أو في غيرها
غير مخالف للنصوص الشرعية ،
فما أمرنا به النبي - صلى الله عليه وسلم – نلتزمه ولا نخالفه ، ولا يجوز التلاعب
به ، فلا اجتهاد في موضع النص .
ولما سُئل الشيخ ابن جبرين - رحمه الله
- عن ترك التسمية ، أجاب : ( لا أرى ترك التسمية لعموم الأدلة على ذكر اسم الله
عند الأكل والشرب سواء كان الشراب قد قٌرئ فيه أم لا ، ففي شربه مع التسمية حماية
للإنسان من تعدى الشيطان وحرزه ولا مانع من تقييد الشيطان وربطه في المصروع حتى
يهلك بالقراءة ) .
الشبهة السابعة :
يختلط على بعض الرقاة ، وكثير من المرضى
ما يخرج من البطن سواء من الفم أو من القولون ، وخاصة إذا أخذ المريض بعض الأعشاب
الملينة أو المقيئة فتخرج مواد بألوان مختلفة ، فكثير منهم يعتقد أن هذه الألوان
تدل دلالة جازمة على وجود السحر !!
دحض
هذه الشبهة :
لا يشترط في كل ما يخرج من الفم
والقولون أن يكون سحراً مشروباً ، أو مأكولاً ، فهذا من الأخطاء الشائعة عند كثير
من الرقاة ، حتى إن بعضهم خصصّ ألواناً خاصةً للسحر ، فمثلاً إذا كان اللون أحمر
أو أخضر ، فإنه يدل على أن السحر مشروب أو مأكول .
وبعضهم يرهق المريض ويصف له خلطات قويه
جداً للاستفراغ وبعد ذلك يقول للمريض : خرج جزء من السحر ، وبقي جزء !! ويكرر له
الخلطة عدة مرات حتى يتعب المريض بسبب فقدان السوائل .
والعجيب أن ذلك المعالج وبعد إعطاء
المريض عدداً من الخلطات يقول له : بقي شيء من السحر في طرف المعدة !! والجن
الموكل بالسحر هو الذي يمنع نزوله !! ولا أعلم على ماذا بنى كلامه هذا ؟ والطبيب
أحياناً بأجهزته الطبية المتطورة يعجز في بعض الأوقات أن يصف ما في المعدة ، وهذا
المعالج من دون أجهزه طبية ، ويقول له : بقي عندك جزء من السحر !!
وعموماً لا يشترط فيما يخرج من المعدة
والأمعاء أن يكون سحراً مهما كان لونه أو شكله ، وهناك بعض الأعراض والعلامات
للسحر المشروب أو المأكول تدل على وجوده في المعدة والأمعاء ، ويوصف للمريض ما
تيسر من العلاج سواء أكان بالرقية أم بالمواد الحسية ، ويخرج السحر بإذن الله ،
ونعرف ذلك بانتهاء المشكلة تماماً .
الشبهة الثامنة :
يعتقد كثير من الرقاة بأن كل ما ينطق
على لسان المريض أثناء سماع الرقية هو من الجن !!
دحض
هذه الشبهة :
مع احترامنا لكل رأي أو فكرة يحملها
الإنسان المدرك ، نقول : إذا التبست علينا الموضوعات ، وتعذر استيعابها نظراً
لوجود تناقض في الآراء حولها بين مقر ومنكر ، فإن من الأولى أن نأخذ عندئذٍ بالرأي
الذي يستند إلى الأدلة العلمية ، سواء أكانت من علم الشريعة الإسلامية أو من العلم
المادي الذي يؤيده الواقع والتجربة , ونرفض الرأي الذي يقوم على الظن والتخمين بلا
دليل ، ولا يتفق مع الواقع ولا تؤيده التجربة والحس .
وعليه فإنني أقول أنه ليس كل ما ينطق
بلسان المصاب أثناء القراءة يشترط أن يكون من الجن ، بدليل أننا لو نظرنا إلى طفل
حينما ترتفع درجة حرارة جسمه لرأيناه يتكلم بكلام غريب لم يصدر منه من قبل ، وتجده
يرى أشياء أمامه ، ويقول : هذا هو هذا هو
. والحق أن هذا فقط بسبب ارتفاع درجة الحرارة . وثمة دليلٌ آخر نجده عند الشخص بعد
العملية الجراحية وقبيل الاستيقاظ من المخدر ، فنرى أحدهم يقرأ القرآن ، وآخر
يتكلم بالحب والغزل .
حتى إنني سمعت بأن الشيخ العلامة محمد
بن صالح العثيمين أعطى خطبة كاملة وهو فاقد الوعي ، وذلك نقلاً عن أحد أبناء الشيخ
- رحمه الله - أنه في الفترة التي اشتد فيها المرض على الشيخ في رمضان أصابت الشيخ
غيبوبة لفترة محدودة ، وكان الشيخ - رحمه الله - لا يدري حينها عما يدور حوله .
يقول ابن الشيخ : إنه في تلك الليلة أخذ
الشيخ - وهو في غيبوبته - يتحدث عن خطر الغيبة والنميمة ، ويذكر الآيات ، ويسرد
الأحاديث تماماً ، كما لو أنه يلقي محاضرةً أو درساً . قال ابن الشيخ : والله لو
سجلت ما قاله لكان درساً عظيماً في بابه ، فسبحان الله ! عرفوا الله في الرخاء
والشدة ، وأحبوا العلم والتعليم ، فكان جزءاً لا يتجزأ من وعيهم ، ولا وعيهم .
رحمك الله يا فقيد العلم .
يشير الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي -
حفظه الله – إلى أن هناك فرقاً دقيقً يستطيع المعالج من خلاله أن يفرق بين الحالة
النفسية والمس الشيطاني ، فيقول حفظه الله تعالى : ( إذا تكلم الجني على لسان
الإنسي ، وبعد ما استفاق الإنسي من غيبوبته نسأله هل شعرت بشيء ؟ أو هل تكلمت بشيء
؟ فيقول : أسمع الكلام يخرج مني من دون إرادتي ، ولا أستطيع أن أتكلم فنعرف أنها
نفسيه .
وأما إذا نطق على لسانه ، والمريض في
غيبوبة تامة ، ثم استفاق من غيبوبته ، وسألته هل تكلمت بشيء ؟ وهل سمعت شيئاً ؟
فقال : لم أتكلم بشيء ، ولم أسمع شيئاً ، فهذا دليل على أن الذي نطق جني فعلاً ) .
إذاً ليس حتما مقضيا أن كل ما ينطق على
اللسان يكون بسبب الجني ، وكما أشرت من قبل فأنه حينما كنا نختبر المرضى ، ونقرأ
عليهم شعراً ، كنا نرى بعضهم ينتفض ويتكلم بكلام دون إرادته .
الشبهة التاسعة :
يعتقد كثير من الاخوة الرقاة أن ما يسمى
أعراض المس أو السحر أو الحسد هي أعراض قطعية الدلالة تدل على وجود السحر والمس
والحسد !!
دحض
هذه الشبهة :
الحق أنه ليس هناك عرض واحدٌ نستطيع من
خلاله أن نجزم بنوع الإصابة ، لا سيما
وأنه قد ثبت أن الأعراض تتشابه . ولقد طرحت هذا السؤال في عدد من المنتديات ، فلم
يستطع أحد أن يبين لي عرضاً واحداً نستطيع من خلاله الجزم بنوع الإصابة ، وبناء
عليه فإنني أنصح الأخ الراقي بأن يكون عنده معرفة بعلم وظائف جسم الإنسان ،
والأمراض العضوية ؛ كي يتمكن من تشخيص
المرض ، وبالتالي يسهل علاج المصاب . وللأسف فإن ما شاهدته عند كثير من
المعالجين أن تشخيصه للحالة لا يتجاوز الزعم بأنها بسبب السحر أو المس أو الحسد .
الشبهة العاشرة :
ادعاء بعض الرقاة أن عنده القدرة على
حرق الجني بالقرآن ، أو قتله !!
دحض
هذه الشبهة :
انتشرت مسألة حرق الجني على ألسنة كثير
من الرقاة فضلاً عن عامة الناس ، ويدعي
بعض الرقاة أن عندهم القدرة على حرق الجني المتلبس في الجسد ، ويقولون إن هذا
الأمر قد ثبت لديهم باعتراف الجن أنفسهم أن القرآن يحرقهم ، ويدعي بعضهم أن ظهور
تصبب العرق ، وشعور المريض بحرارة شديدة عند الرقية دليل على حرق الجني ، إلى غير
ذلك مما يدعون .
إن هذه الأدلة التي يستدلون بها ليس
عليها أي دليل من الكتاب أو السنة الصحيحة ، ولا أظن أن ما ذكره الرقاة آنفاً يعد
حجة يحتج بها على حرق الجن ، فالجن كما هو معلوم فيهم كذب كثير ، فلا نصدقهم فيما
يخبرون ويقولون ، وأما مسألة التعرق والحرارة التي تظهر على المريض عند الرقية ،
فلها أكثر من سبب ، كالخوف والتوتر ، وقد يكون بسبب مرض روحي .
فالأصل فينا كرقاة أن نعتقد جازمين أن
آيات الله تعالى حينما تتلى على الجن المتلبس في البدن تؤثر فيه تأثيراً بالغاً ،
فلربما تكون سبباً بهلاكه ، أو طرده ، أو إضعافه ، فينبغي على الراقي ألا يخوض في
مثل هذه الأمور التي تعد من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ، ولا نقف ما ليس
لنا به علم ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
الشبهة الحادية عشرة :
ادعاء بعض الرقاة إخراج الجن بقولهم
للمصاب : ( لقد أخرجتُ من جسدك خمسة وبقي واحد أو اثنان أو ثلاثة ) .... وهكذا !!
دحض
هذه الشبهة :
إن هذا الادعاء - بلا
ريب - من تلبيس الشيطان على بعض الرقاة ، بل ومن كذب بعض المعالجين على المرضى
لأهداف مادية . وإنني هنا أطرح سؤالاً على من يدعي أنه أخرج عدداً من الجن وبقي
عدد آخر ، فأقول له : هل رأيتهم ؟!! وكيف عرفت أن عدداً منهم قد خرج ؟!! هل من
دليل من الكتاب أو السنة يثبت أنه يدخل الجسد عدد من الجن ؟! وما دمت قد أخرجت
عدداً منهم فما الذي يمنعك أن تُخرج البقية ! قال تعالى : (( wur ß#ø)s? $tB }§øs9 y7s9 ¾ÏmÎ/ íOù=Ïæ 4 ¨bÎ) yìôJ¡¡9$# u|Çt7ø9$#ur y#xsàÿø9$#ur @ä. y7Í´¯»s9'ré& tb%x. çm÷Ytã Zwqä«ó¡tB )) .
الشبهة الثانية عشرة :
يعتقد كثير من
المعالجين أن البقع الزرقاء والحمراء التي تظهر على الجلد تكون بسبب المس أو السحر
أو الحسد ، وبعضهم يقول إنها تدل على احتراق
الجني !!
دحض هذه الشبهة :
نعم ، قد تظهر مثل
هذه البقع على الجلد بسبب أمراض روحية ، ولكن ليس كل ما يظهر على جلد الإنسان من
بقع زرقاء أو حمراء أو غيرها يمكن أن يكون سببه عين أو حسد ، فهناك بقع زرقاء تكون
بسبب نقص الصفائح أو اضطراب في وظائف الصفائح ، وقد تكون أيضاً بسبب الأدوية
المميعة مثل الأسبيرين أو أدوية أخرى مثل الكورتيزون الذي يرقق الجلد ، ويسبب
النزيف ، وأحياناً تكون بسبب نزيف تحت الجلد ، وانحباس الدم تحت الجلد ، وهذا الدم
المحصور أو المحتبس يظهر على هيئة بقعة سوداء أو زرقاء .
وفي بعض الأحيان يكون
على هيئة نقط حمراء دقيقة ، أو بقع حمراء ، ويمتص الجسم هذا النزف تحت الجلد
ويستغرق ذلك من ( 2 – 3 ) أسابيع ، ويتغير لون الكدمات من أزرق ، ثم يتحول لونها
إلى الأزرق المشوب بالخضرة ، ثم إلى الأصفر عندما تكون قريبة من مرحلة الانتهاء .
الشبهة الثالثة عشرة :
يعتقد كثير من الرقاة
أن كل من لم يدخل بزوجته ليلة الدخلة مسحور أو مربوط !!
دحض هذه الشبهة :
لا أشك أبداً في أن
هناك ربط يحدث بسبب الجن أو السحر ، ولكنني أرى أنه لا يشترط في كل من لم يحصل
بينه وبين زوجته جماع في الأيام الأولى من الزواج أن يكون مربوطاً أو مسحوراً كما
يدعي كثير من المعالجين . والذي تبين لي بعد البحث ، ودراسة مثل هذه الحالات
المرضية ، أنه في بعض هذه الحالات يكون السبب هو التعب والإجهاد الشديد للزوجين
نتيجة لطقوس الزواج من فرح وغيره . كما أن الخوف سبب مهم في عدم حصول الجماع .
يقول الشيخ وحيد عبد
السلام بالي - حفظه الله ورعاه - : ( الفرق بين عدم استطاعة الزوج الدخول بزوجته
عن طريق الإرهاق أو عن طريق الربط ، أن يكون الذكر منتصباً فإذا لامسها يفتر ،
فهذا دليل على أنه سحر ، وإن لم يكن من غير ملامسة يكون ضعفاً جنسياً عاماً ) .
الباب
الرابع
نصائح
وإرشادات في العلاج بالرقية الشرعية
المبحث الأول : نصائح
وإرشادات للمعالجين والمعالجات .
المبحث الثاني :
احذروا المدمرات الثلاثة .
المبحث
الأول
نصائح
وإرشادات للمعالجين والمعالجات
نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات :
هذه بعض النصائح التي أقدمها للمعالج
والمريض ، وهي ثمرة تجربتي على مدار سبعة عشر عاماً من البحث والعلاج ، سائلاً المولى عز وجل أن ينفع بها كل من يطلع
عليها .
أولاً : إن كثيراً من
الحالات التي حكم عليها بعض المعالجين بأنها مسٌّ ، أو سحر ، أو حسد ، ما هي في الغالب إلا أمراض عضوية ،
أو نفسية تعالج عند الأطباء .
ثانياً : وجدت بالتجربة أن
أكثر الذين يعانون من المشكلات النفسية ، أو العصبية ، أو العضوية ، هم أناس
عاطفيون , وحساسون جداً ؛ فكانوا أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض ، وذلك نتيجة الضغط الزائد على الدماغ من
كثرة التفكير ،وحمل الهموم التي تلمُّ بالإنسان .
ثالثاً : كنت أعتقد أن الرعشة
، والخدر في الجسم ، والصراخ أثناء القراءة سببها المس أو السحر ، لكن الحقيقة أن
هذه الأعراض ليست قطعاً أعراض مس ، أو سحر ، أو حسد ، أو كما يدعي بعض الراقين
أنها سيطرة قرين . بل الغالب فيها أنها حالات نفسية يمكن أن يكون للمس ، والسحر
مدخل فيها ، ولكن كثيراً من الرقاة يحكم على مثل هذه الحالات بأنها مس أو سحر وبلا
تردد . وسبب جزم بعض الرقاة بذلك هو أن المريض الذي قام بعملية الشهيق والزفير مع
ذكر اسم الله تعالى يتعب ، ويتشنج ، وأحياناً يبكي مع رعشة في جسمه ، وبالتجربة
ثبت لي أن أخذ الشهيق وحده من غير بسملة قد يُحْدِث الأعراض نفسها وسببها هو حدوث
عملية تهيج للجهاز العصبي ، فيؤدي ذلك إلى رعشة ، وخدر ، وتشنجات في الجسم .
وأما دعوى مس
واستحواذ القرين فلا دليل عليها لا من كتاب ، ولا من سنة صحيحة ، والخبرة والتجربة
الطويلة مع المرضى تدل على خلاف ذلك تماماً ، فالقرين لا يؤثر في الإنسان إلا من
خلال الوسوسة , والأمر بالشر , والدليل على ذلك قوله تعالى : (( `ÏB Ìhx© Ĩ#uqóuqø9$# Ĩ$¨Ysø:$# ÇÍÈ Ï%©!$# â¨Èqóuqã Îû Írßß¹ ÄZ$¨Y9$# )) . وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (( ما منكم من أحد إلا
وُكِّلَ به قرينه من الجن , وقرينه من الملائكة ، قالوا :
وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي ، ولكن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا
بخير ))
.
فإذا كان عند القرين القدرة على التسبب
بأمراض عضوية عند أناس محافظين على الصلوات الخمس ، وحافظين لكتاب الله ، فما الذي يمنعه من التسبب بهذه
الأمراض عند جميع المسلمين ؟ وما الذي يحمينا
منه ؟
رابعاً : بالنسبة إلى طريقة
الخنق من الرقبة ، والضرب المبرح ، واستخدام الكهرباء في العلاج : فإن من أخطر ما
يفعله الرقاة هذه الأيام أسلوب الكشف عن المس عن طريق الضغط على الودجين ، والبعض منهم إن لم يكن أكثرهم لا
يدري ما الذي تفعله هذه الطريقة ، إلا أن أكثرهم يظنون أن الضغط على الأوداج حتى
يغمى على المريض فيه دليل على مس الجن للإنس ، وهذه نظرية خاطئة ، عارية من الصحة ، فأي
شخص يُضغط على أوداجه يُحبَس الدم عن دماغه فيغمى عليه ، سواء أكان به مس من الجن أم
لم يكن ، وبعض الناس بمجرد الضغط على أوداجه يغمى عليه ، وبعضهم يحتاج إلى فترة
طويلة حتى يغمى عليه ، فيزيد الراقي في الضغط حتى يكاد أن يموت المريض بين يديه .
وذكر الدكتور محمد علي البار في كتابه ( موت
القلب أو موت الدماغ ) : إن القلب يدفع الدم إلى الرأس في ثماني ثوان فقط ، وإلى
الرجلين في ثمانية عشر ثانية ، وإن خلايا
الدماغ أقل خلايا الجسم قاطبة تحملاً لانقطاع الدم عنها ، وإذا ما توقف الدم عن الدماغ
لمدة دقيقتين فإن خلاياه تموت .
أما بالنسبة لطريقة الضرب المبرح فنجد
أن بعض الرقاة فهموا مسألة الضرب فهماً خاطئاً ، فبعضهم يضرب المريض ضرباً مبرحاً ، ويرجع من عندهم وقد عظم بلاؤه
وتكسرت عظامه .
أما مسألة صعق الكهرباء فهي مسألة خطيرة
جداً قد تودي بحياة المريض ومن آثارها : تعلق قلب المعالج بالكهرباء فيضعف يقينه
بكتاب الله ، وثبت أن استخدام الكهرباء ذات التيار المتردد يتلف خلايا الدماغ فيصاب الإنسان باختلاجات عصبية يصعب علاجها
، فأغلب المرضى الذين يأتون للقراء من أجل الاستشفاء بالرقية الشرعية فقط
والكهرباء ليست من الرقية وليست من الأدوية النبوية ، وقد تصرف قلوب المرضى إلى
التعلق بالكهرباء بدلاً من القرآن .
خامساً : ضرورة تجنب الراقي
وضع اليد على رأس المريضة ، أو أي جزء من جسمها ؛ لما في ذلك من المحاذير
الشرعية ، وسداً لذريعة الفتنة .
سادساً : وجدت بعض الرقاة –
كما ذكرت سابقاً - وللأسف الشديد ، وبعد الانتهاء من القراءة على المريض - يقول له
: أخرجت منك سبعة ، أو ثمانية من الجن ، وبقي اثنان أو ثلاثة !! وهذا على سبيل
المثال لا الحصر . أقول : ليتقِ الله ربه .
قال تعالى : (( wur ß#ø)s? $tB }§øs9 y7s9 ¾ÏmÎ/ íOù=Ïæ 4 ¨bÎ) yìôJ¡¡9$# u|Çt7ø9$#ur y#xsàÿø9$#ur @ä. y7Í´¯»s9'ré& tb%x. çm÷Ytã Zwqä«ó¡tB )) .
سابعاً : كنت أعتقد أن الضغط
على البطن يؤذي الجن ، وأن الجني هو الذي يشد البطن ، بل إن هذا هو اعتقاد كثير من
الرقاة ، ولكنني أقول : إن هذا الأمر غير صحيح ، بل الذي يحدث هو أنه أثناء الضغط
على البطن ، أو المعدة تحدث ردة فعل .
وجدير ذكره أن العلاج بالضغط علاج قائم
بذاته ، وليس له صلة بالمس , أو السحر ،
وهو علاج نافع ، ومجرب , ومثاله العلاج بـ ( بالريفلوكسولوجي ) وهذا العلاج استخدم كثيراً ، ووجدت له نتائج كبيرة ، شرط أن
يمارسه خبير به .
ثامناً : وجدت بعض الرقاة
يتتبع الألم باليد ظاناً أنه يطارد الجني , وهذا - والله - من تلبيس الشيطان عليه ؛
لإيقاعه في المحظور .
فقد تبين لي أن كثيراً من الناس يتوهمون أنهم مصابون بالمس ، أو السحر ، أو
الحسد . نعم ، إن هذه الأمراض موجودة بلا شك ، ولكن أكاد أجزم بأن أغلب الناس
الذين يذهبون إلى الرقاة يعانون من مشكلات نفسية ، وتوترات ، وقلق . وذلك نتيجة
لظروف معينة يمر بها هؤلاء الناس وهذا ما بدأ يُقِرّهُ كثير من المعالجين
المتمرسين الثقات .
ولقد جاء في صحيفة الغد الأردنية يوم
الأحد ( 18 ربيع الأول 1430 هـ / 15 آذار 2009 م ) أن أكثر من مليون أردني يعانون من
اضطرابات نفسية ، وذلك وفق دراسة ترأس فريق عملها أستاذ الأمراض النفسية الدكتور توفيق
درادكه .
ومن
الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الأمراض التي ذكرناها سابقاً :
أولاً : الحزن والبكاء :
وهذا ناتج عن الوحدة ، فتجد الشخص يجلس
وحده فترات طويلة ، حيث يأتيه الشيطان ، فيلعب بأفكاره ، ويُحزنه , ويضع هموم الدنيا أمامه ، ويذكره بأشياء تحزنه ، حتى
يكون هذا حاله ، ويجعله يتضايق من الآخرين , ويشك بهم ، حتى من أقرب الناس إليه .
ومع طول المدة يتأثر نفسياً , ومن ثم
عضوياً ، ولذا فإن الأطباء يقولون : كل مرض نفسي يخلف مرضاً عضوياً ، والعكس صحيح
, قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : (( عليكم بالجماعة , وإياكم والفرقة ,
فإن الشيطان مع الواحد , وهو من الاثنين أبعد , ومن أراد بحبوحة الجنة فليلتزم
الجماعه )) . وقوله : (( لو يعلم
الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده )) .
وسئل الإمام أحمد عن الرجل يبيت وحده ؟
فقال : ( أحب إليَّ أن يتوقى ذلك ) .
وقال الطبري : ( هذا الزجر زجر أدب ،
وإرشاد لما يخشى على الواحد من الوحشة والوحدة ، وليس بحرام ، فالسائر وحده في
فلاة ، وكذا البائت في بيت وحده لا يأمن من الاستيحاش ، لا سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف
) .
ثانياً : المكث طويلاً في الخلاء :
فقد ورد عن زيد بن أرقم أن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم – قال : ((
إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : اللهم إني أعوذ بك من الخبث
والخبائث )) . ومعنى محتضرة أي تحضرها الجن ذكوراً وإناثاً ، وإني لأعلم
أناساً يفضلون شرب القهوة في الخلاء ، وبعضهم لا يستطيع التركيز إلا في الحمام ،
وهذا مخالف للفطرة السليمة ، وسبب ذلك راجع إلى بعض الضغوطات النفسية التي يسببها
الشيطان بالوسوسة .
ثالثاًً : حب النوم على البطن :
لقد ورد النهي عن النوم على البطن ، فعن
أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رجلاً مضطجعاً على بطنه فقال : (( إن هذه
ضجعة لا يحبها الله )) . وأفضل النوم ما كان على الشق الأيمن , وهو السنة وذلك بأن تضع
يدك اليمنى تحت خدك الأيمن وتنام على جنبك الأيمن وتقول : ( باسمك ربي وضعت جنبي
وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك
الصالحين ) .
رابعاً : كثرة النظر في المرآة :
فنجد أن أكثر الذين يعانون من
مشكلات نفسية ، وعصبية يحبون الوقوف
طويلاً أمام المرآة ، ويطيلون النظر فيها ، حتى إن بعضهم يتكلم مع صورته في المرآة
، خاصةً إذا كان غضباناً . وأذكر أن بعضهم حدثني بأن زوجته طلبت منه أن يجعل لها
مرآة على واجهات الغرفة الأربع .
خامساً : الاستمناء أو العادة السرية :
وهذا الفعل من أكثر الأسباب التي تؤثر
في الشخص ، بل إن كثيراً من الشباب ، والشابات وقعوا فيها نتيجة لضعف الوازع
الديني ، والفراغ ، والشعور بالوحدة ، ووجود مشكلات عاطفية ، أو قلق ، أو حزن ، أو
هم ، أو حرمان من العطف , والمحبة داخل البيت .
أما آثارها ، فحدث ولا حرج : إضعاف
الجهاز العصبي ، والذي بدوره يؤدي إلى إضعاف الجسم كله ، والفتور ، والإعياء ،
والخجل ، والصمت ، والوحدة ، وانحباس
اللسان ، وشحوب اللون ، وفقدان الذاكرة ، وتأنيب الضمير ، والاضطراب ، والحزن ،
والخمول , والكسل ، وضعف البصر ، وضعف السمع , وفقر الدم ، وانسداد الشهية ،
والنحافة .
أما حكم الاستمناء فقد سئل عنه شيخ
الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فأجاب :
( أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء ، وهو أصح القولين في مذهب أحمد
) . وممن أفتى بحرمته من العلماء المعاصرين الشيخ ابن باز ، وابن
عثيمين ، والألباني - رحمهم الله – وبغيره أفتى غيرهم بشروط لا بد من مراعاتها .
سادساًً : الاكتئاب ، والهم ، والحزن
الشديد بشكل مستمر :
حيث ثبت أنها تتلف خلايا الدماغ ، كما
كشفت دراسة علمية أجراها عدد من الباحثين أن الأشخاص الأكثر عرضة لحالات الاكتئاب
, والحزن الشديد بشكل مستمر هم أكثر الناس عرضة لتلف وموت خلايا الدماغ ، وأن أكثر
الناس حزناً أقربهم إلى الإصابات الدماغية . وقد ثبت أن النبي – صلى الله عليه
وسلم – كان يستعيذ بالله من الهم , والحزن بقوله : (( اللهم إني أعوذ بك من
الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من
غلبة الدين وقهر الرجال )) .
وهنا أذكر لكم أكثر المشكلات التي يعاني منها الناس في هذه الأيام ، حيث يختلط على كثير من
المعالجين تشخيص الحالة : أهي من تأثير السحر ، والحسد ، والمس ، أم هي أمراض
نفسية ، وعصبية سببها بعض الضغوطات التي يتعرض لها الشخص في حياته ، ومنها :
تساقط شعر الرأس ، وزوغان البصر ،
والصداع ، وآلام متنقلة في البطن ، والخواصر ، بل وفي الجسم كله ، وانتفاخات في البطن
، وآلام في المعدة ، وكتمة في الصدر ، وضيق في الخُلُق ، وإمساك شديد لعدة أيام ،
وعدم اتزان في المشي ، ورؤية خيالات ، وسماع أصوات أحياناً ، ونخزة في الصدر من
جهة القلب ، والخوف دون سبب ، وتسارع في دقات القلب ، والميل إلى الوحدة ، والنظر
طويلاً في المرآة ، وبعد فترة من الزمن تجده يكره المرآة ، وتشويه التركيز , والنسيان .
المبحث
الثاني
احذروا
المدمرات الثلاثة
احذروا المدمرات الثلاثة :
فمن خلال تجربتي الطويلة في ميدان
الرقية الشرعية ، ومتابعتي الحثيثة لأحوال المرضى ، ودراستي لسيرتهم الذاتية
والمرضية ، وقفت على بعض الأمور التي قد تكون سبباً كبيراً في حدوث أمراض نفسية
وعضوية عند كثير من الناس ، فأصبح لزاماً عليَّ التنبيه على ذلك ، خصوصاً وأن الشيطان يستخدمها سلاحا قويا له في
هلاك وتدمير بعض الناس ، الأمر الذي يغفل عنه كثير من الناس .
فهناك ثلاثة أمور رئيسية سميتها (
المدمرات الثلاث ) نظراً لخطورتها
وهي :
-
الوحدة .
-
الهموم والأحزان .
-
قلة النوم .
أولاً :
الوِحدة :
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((
لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده )) .
ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
النهي عن مبيت الرجل وحده في بيته ، ففي مسند أحمد من حديث ابن عمر - رضي الله
عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الوحدة ، أن يبيت الرجل وحده أو
يسافر وحده .
وعن أبي ثعلبة الخشني قال : ( كان الناس
إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية ، فقال رسول الله – صلى الله عليه
وسلم - : (( إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية ، إنما ذلكم من الشيطان ))
فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انضمّ بعضهم إلى بعض ، حتى يقال : لو بسط عليهم ثوب
لعمهم ) .
قال المناوي في فيض القدير : ( أن يبيت
الرجل ومثله المرأة وحده أي في دار ليس فيها أحد ) .
وسئل الإمام أحمد عن الرجل يبيت
وحده ؟ فقال : ( أحب إليَّ أن يتوقى
ذلك ) .
وقال الطبري : ( هذا الزجر زجر أدب ، وإرشاد لما يخشى على الواحد
من الوحشة والوحدة ، وليس بحرام ، فالسائر وحده في فلاة ، وكذا البائت في بيت وحده
لا يأمن من الاستيحاش ، لا سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف ) .
وقال الإمام الخطابي : ( معناه أن
التفرد والذهاب وحده في الأرض من فعل الشيطان ، وهو شيء يحمله عليه الشيطان ويدعوه
إليه ، وكذلك الاثنان ، فإذا صاروا ثلاثة فهو ركب : أي جماعة وصحب ) . والنهي عن الوحدة ، حمايةً من الأخطار المحتملة ، ووقاية من كيد
الشيطان ووسواسه .
وفال الحافظ ابن حجر : ( وترجم له
ابن خزيمة : " النهي عن سفر الاثنين ، وأن ما دون الثلاثة عصاة " ؛ لأن
معنى قوله ( شيطان ) أي : عاص ) .
وقال المهلب : ( نهيه عن الوحدة في
سير الليل إنما هو إشفاق على الواحد من الشياطين ؛ لأنه وقت انتشارهم وأذاهم للبشر
بالتمثل لهم ، وما يفزعهم ، ويدخل في قلوبهم الوساوس ؛ ولذلك أمر الناس أن يحبسوا
صبيانهم عند حدقة الليل ) .
أضرار الوحدة من الناحية الطبية :
أولاً : أكدت دراسة أمريكية حديثة
أن أضرار العيش في وحدة تتجاوز أضرار التدخين والبدانة ، حيث إن العزلة الاجتماعية
تعادل في أضرارها الجسمية تدخين خمس عشرة سيجارة في اليوم ، وضعف أضرار البدانة ،
وحتى الإدمان على الكحول .
ثانياً : كشفت دراسة
أمريكية حديثة عن أن مخالطة الفرد للناس ، والمشاركة الاجتماعية مع الآخرين ، قد
تسهم في تحسين أداء الذاكرة لديه ، كما أن لها تأثيرات إيجابية على صحته النفسية ،
وقد تسبب الوحدة الكثير من الأمراض النفسية الخطيرة مثل : الاكتئاب ، والغيرة على
من لديه أصدقاء ، والحزن .
ثانياً : الهموم والأحزان :
قال تعالى : (( wur (#þqè=çFø)s? öNä3|¡àÿRr& 4 ¨bÎ) ©!$# tb%x. öNä3Î/ $VJÏmu )) .
وفي الحديث الشريف
: (( عجباً لأمر المؤمن !! إن أمره كله خير له ، إن أصابته سراء شكر فكان
خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك إلا للمؤمن )) .
يقول الشيخ
القرضاوي : لا شك أن الحزن يعتري الأنبياء كما يعتري عامة الناس ، ذكرنا
حزن سيدنا يعقوب - عليه السلام - ، والرسول - عليه الصلاة والسلام - بشر يفرح كما
يفرح البشر ، ويحزن كما يحزن البشر ، لذلك حزن على وفاة عمه حمزة ، وحزن على من
أصيبوا من الصحابة في أُحُد ، ونزل قول الله تعالى : (( wur (#qãZÎgs? wur (#qçRtøtrB ãNçFRr&ur tböqn=ôãF{$# bÎ) OçGYä. tûüÏZÏB÷sB )) . وحزن على وفاة ابنه إبراهيم ، وقال : (( إن العين لتدمع
وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون )) . هنا ميزة المؤمن عن غيره
(( لا نقول إلا ما يرضي ربنا )) .
فالحزن شيء طبيعي ، فحينما ماتت حفيدة للنبي - عليه
الصلاة والسلام - دمعت عيناه ، قيل له : يا رسول الله نهيتنا عن البكاء ، فقال : ((
هذه رحمة ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )) ، فالحزن الطبيعي والرحمة
الطبيعية لا يمنع منهما بشر ، إنما الذي يمنع هو الاستسلام لهذه الأشياء
والاستمرار فيها حتى تصبح مرضاً ، وهذا أعاذ الله منه رسوله - صلى الله عليه وسلم
- فقد كان يستعيذ بالله من الهم والحزن ، قال الله تعالى : (( ö@è% È@ôÒxÿÎ/ «!$# ¾ÏmÏFuH÷qtÎ/ur y7Ï9ºxÎ7sù (#qãmtøÿuù=sù uqèd ×öyz $£JÏiB tbqãèyJøgs )) . وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيراً ما يتعوذ
بالله ، ويستجير به من الهم والحزن فيقول : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم
والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل )) .
والإنسان في حياته
الدنيا معرض لأن يُهم وأن يُغم وأن يحزن وأن يصاب بشيء من الكآبة ، وهذا أمر طبيعي
، إن الهم جند من جنود الله يبتلي به عباده لينظر ما يعملون ، وهو وإن كان شعورا
وليس مادة إلا أنه أشد أثراً من المؤذيات المادية ، ويؤكد ذلك ما ذكره علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - حينما سئل : ( من
أشد جند الله ؟ فقال : الجبال ، والجبال يقطعها الحديد .. فالحديد أقوى ، والنار
تذيب الحديد .. فالنار أقوى ، والماء يطفئ النار .. فالماء أقوى ، والسحاب يحمل
الماء .. فالسحاب أقوى ، والريح تعبث بالسحاب .. فالريح أقوى ، والإنسان يتكفأ
الريح بيده وثوبه .. فالإنسان أقوى ، والنوم يغلب الإنسان .. فالنوم أقوى ، والهم
يغلب النوم ؛ فأقوى جند الله هو الهم .. يسلطه الله على من يشاء من عباده ) .
ولقد صدق الله تعالى
إذ يقول : (( `yJsù ÏÌã ª!$# br& ¼çmtÏôgt ÷yuô³o ¼çnuô|¹ ÉO»n=óM~Ï9 ( `tBur ÷Ìã br& ¼ã&©#ÅÒã ö@yèøgs ¼çnuô|¹ $¸)Íh|Ê %[`tym $yJ¯Rr'2 ߨè¢Át Îû Ïä!$yJ¡¡9$# 4 Ï9ºx2 ã@yèøgs ª!$# }§ô_Íh9$# n?tã úïÏ%©!$# w cqãZÏB÷sã )) .
وعن أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : فكنت أسمعه أي النبي - صلى الله علية وسلم - يكثر أن يقول
: (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ،
وضلع الدين ، وغلبة الرجال )) .
ومر إبراهيم بن أدهم
على رجل مهموم فقال له : إني سائلك عن ثلاثة
فأجبني ، فقال : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟ أو ينقص من
رزقك شيء قدره الله ؟ أو ينقص من أجلك لحظة كتبها الله ؟ فقال الرجل : لا ، قال
إبراهيم : فعلام الهم إذن ؟
فليس كل من أصابه حزن
يعتبر مريضاً ، لأن الحزن ظاهرة طبيعية ، والإنسان من شأنه أن يفرح وأن يحزن وهذه
سُنَّة الله في الحياة ولكن الذي يحزن بغير سبب ، أو الذي يطول حزنه ولا يجد
مجالاً لأن يغير من واقعه فهذا هو الذي نعتبره مكتئباً ، والخوف من اليوم الآخر ،
ومن الحساب ، ومن الجزاء ، ومن النار ،
خوف مطلوب بشرط ألا يصبح خوفاً مرضياً يصيب الإنسان بالهلع والرعب .
أضرار الهموم والأحزان من الناحية
الطبية :
لقد ثبت أن الهموم والأحزان
تتلف خلايا الدماغ . كما كشفت دراسة علمية أجراها عدد من الباحثين أثبتت أن
الأشخاص الأكثر عرضة لحالات الاكتئاب , والحزن الشديد بشكل مستمر هم أكثر الناس عرضة
لتلف وموت خلايا الدماغ ، وأن أكثر الناس حزناً أقربهم إلى الإصابات الدماغية .
وإن الاستسلام للهموم والأحزان ،
والاستغراق فيها ، والجزع منها يكاد يفرق الإنسان ، ويفلق كبده ، ويحطم قلبه ،
ويدمر أعصابه ويذهب صحته وشبابه إذا تمكن منه ولم يجد له دفعاً عنه .
فالهم والحزن يحدثان في
نفس صاحبهما ضيقاً واكتئاباً ، فينحلان جسمه ، ويشيبان رأسه ، ويوهنان عزمه .
كما أن الهموم والأحزان هي اكبر
قاتل عرفه تاريخ الإنسان ، والذي قيل
فيه :
والهم يخترم الجسيم نحافة ويشيب ناصية الصبي ويهرم
والهم والحزن أساس الأمراض النفسية
ومصدر الآلام الجسمية والعصبية .
يقول الدكتور جوزيف مونتاغيو : (
أنت لا تصاب بالقرحة بسبب ما تتناول من طعام ، بل بسبب ما يأكلك ، أي ما يأكلك من
هموم وأحزان تجلب لك الأسقام والآلام ) .
ثالثاً : قلة النوم :
النوم آية من آيات
الله الكونية ، كما قال تعالى : (( ô`ÏBur ¾ÏmÏG»t#uä /ä3ãB$uZtB È@ø©9$$Î/ Í$pk¨]9$#ur Nä.ät!$tóÏGö/$#ur `ÏiB ÿ¾Ï&Î#ôÒsù 4 cÎ) Îû Ï9ºs ;M»tUy 5Qöqs)Ïj9 cqãèyJó¡o )) .
وكما قال تعالى : ((
uqèdur Ï%©!$# @yèy_ ãNä3s9 @ø©9$# $U$t7Ï9 tPöq¨Z9$#ur $Y?$t7ß @yèy_ur u$pk¨]9$# #Yqà±èS )) .
وقال تعالى : (( óOs9r& (#÷rtt $¯Rr& $uZù=yèy_ @ø©9$# (#qãZä3ó¡uÏ9 ÏmÏù u$yg¨Y9$#ur #·ÅÇö6ãB 4 cÎ) Îû y7Ï9ºs ;M»tUy 5Qöqs)Ïj9 tbqãYÏB÷sã )) .
وقال تعالى : (( $uZù=yèy_ur ö/ä3tBöqtR $Y?$t7ß ÇÒÈ $uZù=yèy_ur @ø©9$# $U$t7Ï9 ÇÊÉÈ $uZù=yèy_ur u$pk¨]9$# $V©$yètB )) .
فعن عبدالله بن مسعود
رضي الله عنه قال : ( سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجذب لنا السمر
بعد العشاء ) . ومعنى يجذب : أي يذم ويعيب ويحذر .
وروى البخاري ومسلم
عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - أنه قال : ( وكان – أي : النبي - صلى
الله عليه وسلم - يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة ، وكان يكره النوم
قبلها والحديث بعدها . فهو على هذا كان يستحب التبكير في النوم .
وفي الصحيحين أيضاً
عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال
له : (( أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام ، وأحب الصيام إلى الله
صيام داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه ، ويصوم يوماً ويفطر
يوماً )) . ) .
قال الشيخ محمد بن
صالح العثيمين – رحمة الله - : (( $uZù=yèy_ur ö/ä3tBöqtR $Y?$t7ß )) أي : قاطعاً للتعب ،
فالنوم يقطع ما سبقه من التعب ، ويستجد به الإنسان نشاطاً للمستقبل ، ولذلك تجد
الرجل إذا تعب ثم نام : استراح وتجدد نشاطه ، وهذا من النعمة ، وهو أيضاً من آيات
الله ) . كما قال الله تعالى : (( ô`ÏBur ¾ÏmÏG»t#uä /ä3ãB$uZtB È@ø©9$$Î/ Í$pk¨]9$#ur Nä.ät!$tóÏGö/$#ur `ÏiB ÿ¾Ï&Î#ôÒsù Î))
.
فالسهر في طاعة الله
هو سهر محمود ، ومنه السهر في مصالح المسلمين العامة كالجهاد ، والرباط في
الثغور ، وكذلك السهر في إحياء الليل بالقيام والتلاوة ، قال تعالى : (( (#qçR%x. WxÎ=s% z`ÏiB È@ø©9$# $tB tbqãèyföku ÇÊÐÈ Í$ptôF{$$Î/ur öLèe tbrãÏÿøótGó¡o )) .
قال الشيخ محمد بن
أحمد السفاريني – رحمه الله - : ( لا ينبغي مدافعة النوم كثيراً ، وإدمان
السهر ، فإنَّ مدافعة النوم وهجره مورث لآفات أُخر من سوء المزاج ، ويبسه ،
وانحراف النفس ، وجفاف الرطوبات المعينة على الفهم والعمل ، وتورث أمراضاً متلفة ،
وما قام الوجود إلا بالعدل ، فمن اعتصم به فقد أخذ بحظه من مجامع الخير ، وفي
الآداب الكبرى قال بعض الحكماء : " النعاس يذهب العقل , والنوم يزيد فيه
" . فالنوم من نِعَم الله جل شأنه على عباده ، ولهذا امتنَّ عليهم في كتابه )
.
أضرار قلة النوم من
الناحية الطبية :
إن قلة
النوم تسبب خللاً في جهاز المناعة ، وهو خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض
.
وقلة النوم تدمر قوى
الشخص ، وتوقف العقل عن الإنتاج ، فيسيطر على المؤرق التشاؤم ، والميل للوحدة ،
وكره المجتمعات فيكره نفسه ، ثم يكره الحياة .
وعدم أخذ القسط
الكافي من النوم يؤدي إلى ظهور أعراض وأمراض أخرى منها :
التعب ، الصداع ،
الغثيان ، واحمرار العينين وانتفاخهما ، والتوتر العصبي ، والقلق ، وضعف الذاكرة
والتركيز ، وسرعة الغضب ، والألم في العضلات ، وبعض المشكلات الجلدية كالبثور ،
وغيرها .
وحذر فريق من أطباء
القلب من تأثير النقص في ساعات النوم ليلاً إذ اعتبروا ذلك ( قنبلة موقوتة )
للإصابة بأمراض القلب .
وحذرت دراسة علمية
حديثة من أن تفويت ليلة واحدة فقط من النوم ، قد تكون كافية التعريض دماغ
الإنسان لعدم الاستقرار ، وسوء التركيز ، بالإضافة إلى تراجع القدرة على الإبصار .
وقال الدكتور سانجاي
غوبتا : ( إنه قد ينتج عن الدماغ بعض الردود والاستجابات غير المتوقعة في حال
حرمانه من النوم ) .
وقال أيضاً : ( إن
حرمان الجسم من النوم قد يفقد الدماغ قدرته في صد النوم اللاإرادي ، الذي قد
يحدث في غضون ثوانٍ ، وبحسب العلماء فإن التأثير السلبي على الدماغ يحصل خلال هذه
النوبات اللاإرادية ) .
الخلاصة :
مما سبق ذكره يتبين لنا أن الوحدة
والهموم والأحزان والقلق وقلة النوم سلاح خطير جداً يستخدمه الشيطان ليكون سبباً
كبيراً في حدوث الأمراض النفسية والعضوية عند كثير من الناس ، فالوحدة والهموم
والأحزان والقلق وقلة النوم مذمومة ، فكثيراً ما نجد أن الشخص الذي يجلس وحده
فترات طويلة ، يأتيه الشيطان ، فيلعب بأفكاره ، ويحزنه ، ويضع هموم الدنيا أمامه ،
ويذكره بأشياء تحزنه ، حتى يكون هذا حاله ، ويجعله يتضايق من الآخرين ، ويشك بهم ،
حتى بأقرب الناس إليه . ومع طول المدة يتأثر نفسياً ، ومن ثم عضوياً ، ولذا فإن
الأطباء يقولون : كل مرض نفسي يخلف مرضاً عضوياً ، والعكس صحيح .
لذلك فإنني أذكر لكم أكثر المشكلات التي
يعاني منها الناس في هذه الأيام ، ويترددون على المعالجين من أجلها فيختلط على
كثير من المعالجين تشخيص الحالة : أهي من
تأثير السحر ، والحسد ، والمس ، أم هي أمراض نفسية ، وعصبية سببها بعض الضغوطات
التي يتعرض لها الشخص في حياته ؟ ومنها : تساقط شعر الرأس ، وزوغان البصر ، والصداع
، وآلام متنقلة في البطن ، والخواصر ، بل وفي الجسم كله ، وانتفاخات في البطن ،
وآلام في المعدة ، وكتمه في الصدر ، وضيق في الخُلُق ، وإمساك شديد لعدة أيام ،
وعدم اتزان في المشي ، ورؤية خيالات ، وسماع أصوات أحياناً ، ونخزه في الصدر من
جهة القلب ، والخوف دون سبب ، وتسارع في دقات القلب ، والميل إلى الوحدة ، والنظر
طويلاً في المرآة ، وتشويه التركيز ، والنسيان .
وفي ظني ، وبحسب خبرتي المتواضعة مع
المرضى لا أرى هذه الأعراض المذكورة إلا أعراضاً نفسيه ونفسجسمانية تحدث بسبب تلك
المدمرات الثلاثة التي يستخدمها الشيطان سلاحاً قوياً لإحداث مثل هذه الأمراض ،
وللأسف فإن كثيراً من الناس يغفلون عن مثل هذه الأمور ، فيقعون فيها .
الباب
الخامس
قصص
متنوعة في
العلاج
بالرقية الشرعية
المبحث الأول : قصص
متنوعة في العلاج بالرقية الشرعية
المبحث
الأول
قصص
متنوعة في العلاج بالرقية الشرعية
قصص متنوعة في العلاج بالرقية الشرعية :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول
الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وبعد :
فإني أسوق إليكم هذه القصص في مجال
الأمراض الروحية والنفسية ومجال الرقية الشرعية ، وقد جاءت هذه القصص نتيجة تجربتي
الخاصة مع المرضى والمراجعين .
وقد أردت أن أسوق هذه القصص في كتابي
هذا لنفع الناس من ناحية ، ولأدلَّل بها إلى ما ذهبت إليه من وجود الأمراض الروحية
والمس الشيطاني ، فهذه قضية يقينية لا يجوز لأحد إنكارها أو التشكيك فيها .
ولقد ذكرت هذه القصص لتكون عوناً لما
أثبته وبينه كثير من العلماء وطلبة العلم أن النسبة الأكبر من الذين يذهبون
للمعالجين يعانون من الوهم والمشاكل النفسية وكثير من الأعراض التي نكدت عليهم
عيشهم وبددت كثيرا من أموالهم ، وضيعت عليهم وقتهم .
كما أن في هذه القصص بيان وكشف لحال جهل
كثير من الرقاة المعالجين الذين همهم مصالحهم الشخصية ، وجمع الأموال بغض النظر عن
مفاسد عملهم وأضرارهم بالناس .
القصة الأولى :
دعيت لعلاج إحدى الأخوات بالرقية
الشرعية ، فذكرت لي أنها تعاني من صداع شديد جداً منذ عدة شهور ، وأخبرتني أنها قد
راجعت بعض الرقاة ، فأخبروها أن بها جنياً متمركزاً في الدماغ ، واستمروا في
علاجها مدة تقرب من ثلاثة شهور ولكن دون جدوى .
وقد قمت بدوري بطرح مجموعة من الأسئلة
التشخيصية لمعرفة حالتها ، وبالفعل تبين لي أن الأخت بعيده كل البعد عن المس
الشيطاني ، وعن أي إصابة روحية تذكر ، وعلى الفور طلبت منها مراجعة أحد الأطباء
المختصين ، وبعد مرور ثلاثة أيام اتصل بي الطبيب ، وأخبرني أن هذه الأخت تم
تحويلها إلى مستشفى المدينة الطبية في مدينة عمان ، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة
لها تبين أنها تعاني من سرطان في الدماغ .
فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله ،
وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وجلست أتساءل
:
1.
من يتحمل مسؤولية تأخر هذه المريضة عن
علاجها الحقيقي ؟
2. كيف
علم هذا الراقي بأن الجني متمركز في الدماغ ؟! بالرغم من أن الأطباء يستعملون
أجهزتهم الحديثة والمتطورة ، ولكنهم لا يجزمون بنوع الإصابة ، ولكن - للأسف - نجد
بعض الرقاة يتسرعون في حكمهم ، فيجزمون بنوعية المرض من غير بينه .
3. هل
يكفي وجود الصداع الشديد في الرأس حتى يقال : هناك جني متمركز في الدماغ ؟! وكم
عجبت من كلمة ( متمركز) !! والتي تعني أن الجني لا يغادر الدماغ ، فعجبت من هذهِ
الجرأة في الظن والباطل ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
القصة الثانية :
وهي قصه تتحدث عن أمر غريب حصل من أحد
الرقاة ، يذكر قصة رجل وامرأة قد جاوزا الأربعين ، ولا ينجبان ، وقد أخبراني أنهما
توجها إلى ذلك الراقي ، فما كان منه إلا
أن عالجهما بعلاج لا يصح ديناً ولا عقلاً ، فقد قام هذا المعالج بخنق المرأة من
الودجين ، حتى بالت على نفسها أمام زوجها وأمام الحضور ، علماً بأن هذا
الأمر قد تكرر حدوثه عند بعض المعالجين .
ولما بدأت بعلاجها بالرقية ، وطلبت منها
ومن زوجها بعض الفحوصات والتقارير الطبية ، تبين لي أن حالتهما مرضية عضوية ، ولا
علاقة لهما بالمس الشيطاني ولا بأي إصابة روحية أخرى ، خاصة وأن الرجل كان يعاني
من ضعف كبير في حركة الحيوانات المنوية ، وأحياناً انعدامها ، وأود هنا أن أبين ما
يلي :
1.
إنه لأمر مخجل أن تبول امرأة على نفسها
في هذا السن ، وبحضور زوجها ، وبعض الرجال
الأجانب !
2. كيف
سارع هذا المعالج إلى إلصاق التهمه بالمس الشيطاني ، وتقارير المرضى واضحة وجلية
في أن ماء الرجل غير صالح للإنجاب ، ثم ألا يستدعي هذا الأمر من المعالج أن يتقي
الله في هؤلاء المرضى فيوجههم نحو علاجهم اللازم .
3. ألا
يخشى هذا المعالج قتل هذه المرأة بفعله الشنيع هذا ؟! وكنت قد بينت سابقاً مدى
خطورة هذه الطريقة التي قد تؤدي أحياناً إلى الموت ، حتى أنني أعرف أحد الراقين
بالرقية والذي أصبح يمارس هذه الطريقة على جميع المرضى أكثر من رقيتهم ، وسمعته
ذات يوم يقول : إذا لم أجد مريضاً أخنقه فسأقوم بخنق أحد أبنائي ، فقلت : هذا بسبب
تعلق المعالج بهذه الطريق ، واعتقاده بها
، وابتعاده عن الرقية الشرعية ، والله المستعان .
القصة الثالثة :
في بداية عهدي بالعلاج بالرقية الشرعية
، كنت قد حضرت عدة جلسات عند بعض الرقاة المعالجين ، فكان منهم من يستعمل الكهرباء
في العلاج ، وأذكر بأن امرأة قد أصابها تقرحات وحروق في رجليها ورقبتها بسبب الصعق
الكهربائي ، وقد شاهدت ذلك بعيني ، وكان منهم أيضاً من يستعمل طريقة الضغط على
المعدة والبطن ضغطاً شديداً مما أدى إلى تبول إحدى الفتيات على نفسها ، وقد شاهدت
إحدى الأخوات قد استفرغت دماً من معدتها أثناء ضغط المعالج الشديد على معدتها ، ومنهن من أخرجت ريحاً !
ولما سألت المعالجين عن هذه الأمور ،
أجابوا بأن الجني يٌخرج صوت الريح من الدبر إحراجاً للمعالج ! وأن الدم الخارج هو
سحر خرج من المعدة ، ومثل هذه الأقوال والتعليلات عليلة وباطلة .
ولكن : بعد خبرتي الطويلة في مجال
الرقية الشرعية تبين لي سخف
هذه التعليلات ، وسوء هذه الأفعال ، فالمعالج بالرقية الشرعية لا يجوز له مس العورات ، ولا التسبب بمثل هذه المشقات ، ولا
يزيد أمراض الناس إمراضاً .
القصة الرابعة :
هذه قصه تتحدث عن أحد المعالجين بالرقية
، حيث حدثتني - امرأة عن معالج طلب منها لتنظيف دارها من الجن ، وطردهم منه - مبلغ
ثلاثمئة دينار أردني ، ليخلصهم من ذلك الجني المختبئ في زوايا البيت !! وكانت تلك
المرأة قد أحضرت ذلك المعالج ليفسر لها أسباب مشكلات عائلية .
قلت :
1.
أية سذاجة وصل لها العامة حتى يصدقوا
ذلك !!
2. أي
مكرِ استعمله هذا المعالج لسرقة أموال الناس والتحايل عليهم حتى صوّر لهم الجن
كأنهم حشرات مختبئة في زوايا البيوت !!
3.
أي نهب لأموال المسلمين مثل هذا النهب
حتى يؤخذ على القراءة مثل هذا المبلغ الباهض .
4. ينبغي
للمعالج أن يتقي الله في نفسه وفي الناس ، وأن يوصيهم بتقوى الله تعالى ، وأن
يرشدهم إلى حل مشكلاتهم العائلية بالعقل والروية ، وقبل ذلك كله إتباع الشرع ،
والدوام على الدعاء .
القصة الخامسة :
هذه قصه مريرة مقيتة عن رجل فرنسي من
أصل جزائري ، كان يعاني من بعض الأمراض النفسجسمانية ، حيث قدر الله له أن يذهب لبعض المعالجين ، بل المحتالين ،
فأخبره ذلك المعالج من خلال المراسلة عن طريق الإنترنت بأن به مسا شيطانيا ، وأن
العلاج سيكلفه مبلغ ألفي يورو ، وعندما حضر هذا الشخص ، بعد عناء ومشقة السفر ،
قام المعالج بتوقيعه على أوراق بالمبلغ مقابل العلاج ، وما هي إلا ساعة أو أقل من
ذلك بكثير حتى انتهى فيها المعالج من وصفته السحرية ، وقال لمريضه : اذهب إن وضعك
الآن أصبح ممتازاَ والحمد لله على السلامة ، وفي اليوم التالي عاد ذلك الرجل للشيخ
وقال له : يا شيخ أنا وضعي كما هو ، ولم أشعر بأي تحسن يذكر ، فقال الشيخ : أنت
الآن ما فيك شيء ، وإن لم تذهب سأطلب لك الشرطة وأشتكي عليك ، فخرج ذلك الرجل من
عنده وهو لا يملك أجرة الطريق ، يحمل مرضه وهمه وضياع ماله .
أبعد هذا الاحتيال احتيال !! وما تعجبنا
ولا استغربنا لو أن هذه القصة تتحدث عن ساحر أو مشعوذ ، إذاً لهان الأمر ، ولكنها
تتحدث عن معالج بالرقية الشرعية ، لا يقرأ إلا القرآن ، فإلى الله المشتكى ، والله
المستعان .
وحتى لا يظن القارئ اللبيب أنني أنفي
المس الشيطاني ، أو دخول الجني في بدن
الممسوس ، فإني أسوق له قصة حقيقية حصلت معي تدل على المس الشيطاني الحقيقي ، وهي
بعيدة كل البعد عن الأباطيل والظنون وأساليب الإيحاء :
إنها قصة امرأة ممسوسة جاءتني هي وزوجها
، فكانت حالها أنها لم تنجب منذ سنتين مع صحة الفحوصات الطبية وسلامة النتائج
المخبرية ، وعندها أيضاً ورم في العمود الفقري ، حيث عجز الأطباء عن تشخيصه وعلاجه
، وكانت تشتكي من وجود مشكلات كثيرة جداً بينها وبين زوجها على أتفه الأسباب .
وما أن شرعت بقراءة الرقية الشرعية
عليها - مع وجود محرمها- ، حتى أغمي عليها ، وفقدت وعيها تماماً ، وقد نطق على
لسانها جني ، وأخبرني بأنه قد جاء عن طريق سحر مشروب ، وأنا طبعاً لم أصدقه في كل
ما قال من أقاويل ، فالجن فيهم كذب كثير-كما يقول ابن تيمية رحمه الله- ، ولكنني
صدقته في بعض الأمور التي ظهرت أدلتها الحسية فيما بعد ، فمما أخبرني به أنه إذا
خرج من جسدها سيزول ألمها ويذهب ورمها ، وقد كان ذلك كما سيتبين من القصة .
وبعد القراءة المتواصلة على المريضة خرج
الجني من جسدها ، ومن الأمور الدالة على صدق المس الشيطاني وصدق خروجه بعيداً عن
الظنون والإيحاءات التي يتوهما المرضى والرقاة ، أمور منها :
1. لقد
صاحب خروج الجني من بدن الممسوس خروج العمل ، وهو عبارة عن تقيؤ ماء كالصديد ، أو
كنقع الحناء الأحمر بكميات كبيرة علماً بأن هذه الأخت لم تأكل منذ أكثر من يومين .
2. لقد
ظهرت علامات الشفاء حال خروج الجني من المريضة ، فقد ذهبت آلامها على الفور ، كما
قد زال ذلك الورم الموجود في منطقة الظهر بشكل نهائي وقد كان من قبل ظاهراَ للعيان
.
3. زالت
أسباب العجب في مشكلة عدم الإنجاب مع صحة الفحوصات المخبرية ، فلقد حملت المرأة بعد ذلك بحمد
الله تعالى .
القصة السادسة :
جاءني شاب كان قد مضى من عمره ما يقارب
الأربعة عشره عاماً ، وكان مصاباً بمرض عضال ، وقد حاول العلاج في المستشفى
المتخصص لمثل هذه الأمراض ولكن دون جدوى .
وكان قد بدا عليه اليأس وعلى والديه ،
وبفضل من الله تعالى قمت برقيته بنية الشفاء من كل داء ووصفت له برنامجاً علاجياً
لمدة خمسة عشر يوماً ، ومن ضمن هذا البرنامج طلبت منه أن يذهب هو شخصياً لعائلة
فقيرة جداً ، ويعطيهم مما أعطاه الله تعالى ، ويطلب منهم أن يدعو له بالشفاء بظهر
الغيب .
وبعد مرور خمسة عشر يوماً جاءني الشاب
في المسجد ، فأسرع ألي وقبلني وقال لي :
أبشرك يا شيخ ، أن الفحوصات سليمة . فقلت له : هذا بفضل الله أولاً وآخراً ومن ثم
دعاء تلك العائلة الفقيرة لك بظهر الغيب ، والحمد لله رب العالمين .
القصة السابعة :
جاءني طفل على قدر من الجمال ، وكان قد
مضى من عمرة ما يقارب السبع سنين ، وذكروا لي أنه فجأة أصبح متعباً جداً ودرجة
حرارته مرتفعة ، اختفت ابتسامته ، وذبلت النضارة من وجهه ، ولم يعد صاحب حركة
ونشاط ، وكانوا قد أجروا له جميع الفحوصات اللازمة فكانت النتائج طبيعية جداً .
وبعد أن قمت بدراسة حالة الطفل وسيرته
المرضية تبين لي أنه تعرض لخوفه شديدة جداً ، وقمت برقيته على ثلاثة أيام مع قطع
الخوفة عنده عن طريق التدليك بزيت الزيتون على مناطق معينة ، وتم الشفاء التام
بفضل الله تعالى وكرمه .
القصة الثامنة :
جاءني رجل ، وقد أخبرني أن زوجته حينما
تدخل الحمام ترى على أرضية الحمام صورة طفل يبكي ، وهذا الأمر دعاهم إلى التردد
على كثير من المعالجين ، سرعان ما ألصقوا الأمر بالجن والسحر ، وبقي هذا الرجل
وزوجته في دوامة هذا الوهم ما يقارب الستة أشهر وهم يتنقلان من معالج لآخر .
فاستعنت بالله وجده وذهبت مع هذا الرجل
إلى بيته وقمت بقراءة الرقية الشرعية عليه وعلى زوجته المصونة وبعد البحث والتحري
تيقنت أن سبب المشكلة ليس من الجن ولا السحر ، وإنما الوهم .
فطلبت من الزوج أن يأتيني بقطعه كبيرة
من القماش أو الشمع ، وفعلا قمت بوضعها على أرضية الحمام ، وأحضرنا زوجته وقلنا
لها : أنظري الآن ، هل تجدين شيئاً ؟ فقالت : لا اختفى ، فأخذناها إلى الحمام
الثاني وقلنا لها : انظري هنا ، هل تجدي
شيئاً ؟ فقالت : نعم ، فطلبت من زوجها أن يحضر الشمع ، وقمنا بوضعه على أرضية
الحمام ، ولما نظرت قالت لا يوجد شيء .
فطلبت من زوجها أن يغير لون البلاط
الأرضي في الحمام وانتهت المشكلة تماماً ، وسبب هذا الأمر أنه انقدح في ذهني أن
لون البلاط له علاقة بما يحدث مع هذه المرأة ، وصورة الطفل الذي تراه له علاقة
بالذاكرة ، وبعد ذلك قمت باستشارة الطبيب المختص بعلاج الأمراض النفسية والأعصاب ،
فأخبرني أن بعض الألوان لها علاقة بذاكرة الإنسان ، وأن ألواناً معينة تستحدث
ذاكرة الإنسان وتربطها بأحداث مستقبلية ، وهذا ما حدث مع هذه المرأة ، فقد اختزنت
في ذاكرتها صورة الطفل من خلال حادث سير مر بها في حياتها .
القصة التاسعة :
هذه قصة طفل جاءوا به من الضفة الغربية
إلى الأردن للعلاج بعد أن تعالج في بلده مدة شهر ، ولكن دون جدوى ، فأحضروه
إلى مستشفى الأردن الاختصاصي في مدينة
عمان ، وجلس في هذا المستشفى أكثر من شهر ، وكان قد أحضرني أحد أقاربه لأقرأ عليه
، وفعلاً ذهبت للمستشفى ورأيت هذا الطفل ممدوداً على السرير لا يستطيع أن يرفع
ظهره ويعتدل ، فقمت بفضل الله تعالى برقيته في المستشفى ، وضغطت على مناطق معينة
في جسمه فقام واعتدل ، وظهرت عليه الراحة ، فقلت لوالده وللحضور إن أردتم أن
تعالجوه فأخرجوه من المستشفى فوراً ، وأحضروه عندي في البيت ، لأني علمت تلك
اللحظة أن مشكلة هذا الطفل ليست في المرض العضوي ولا الروحي وإنما المشكلة سببها
خوفه شديدة جداً وما أن أتوا به إليَّ حتى قمت برقيته وبقطع الخوفة عنده ، وذلك
على ثلاث أيام . فشفي هذا الطفل تماماً ، وعاد إلى وطنه سالماً غانماً ، والفضل
لله تعالى وحده .
وأود أن أذكر أنني جالست هذا الطفل ،
وسألته مجموعة من الأسئلة ؛ لأقف على التشخيص السليم لنوع الإصابة ، فأخبرني هذا
الطفل أنه تعرض لخوف شديد حينما كان ذاهباً مع زملائه إلى المدرسة إذ فاجأهم العدو
الإسرائيلي بإطلاق قنبلة دخانية انفجرت بجانبه ، وارتعب من هذه الحادثة ، وحصل معه
ما حصل ، وكانت رحلته مع الأطباء ، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول
: (( ما من داء إلا له دواء ، عرفه من عرفه وجهله من جهله إلا السأم )) .
القصة العاشرة :
وهذه قصة رجل كان مقيماً في الولايات
المتحدة الأمريكية وهو من أصل أردني ، كان يعمل في شركة خاصة ، وقد أنعم الله
سبحانه وتعالى عليه بالرزق الوفير ، وأنهى عمله هناك ، وعاد ليستقر في الأردن ،
وقام بفتح أكثر من مشروع تجاري ، وفجأة تغير الرجل وانقلب حاله إلى إنسان عصبي
جداً ، فأصبح يكره العمل ، ويكره الحديث مع الناس ، وانعزل وحده ، وما كان من أخيه
الكبير وزوجته المصونة إلا أن ذهبوا به إلى عدد من المعالجين الذين أجمعوا على أن
الرجل مصاب بالمس ، وقد طلب منهم أحد المعالجين أن يدهنوه بالزيت المقروء فيه ، وأن يسمع الرقية الشرعية على مدار الساعة
!! وفعلاً قامت زوجته بذلك ، فجعلته يغتسل بالماء المقروء فيه ويدهن بالزيت يومياً
، والمشكلة الأكبر أن هذه الزوجة المسكينة أخذت جهاز التسجيل لتسمع زوجها الرقية ،
وتطارده من غرفة إلى غرفة ومن مكان إلى آخر ، حتى انتهى الأمر بأن هرب زوجها إلى
أعلى سطح المنزل ، ولكن زوجته المصونة تابعت مطاردته إلى سطح المنزل مما أدى إلى
هروبه ولم يجد سبيلاً إلا أن يقفز عن السطح إلى الأرض ، وكانت النتيجة : كسر
في الحوض ، وكسور أخرى في اليدين
والقدمين ، وبعد ذلك جاءني شقيقة الأكبر
، وأخبرني بما حصل ، وما كان مني إلا أن ذهبت معه ، ولما وقفت على الحالة ، تبين
لي أن الرجل ليس مصاباً بمرض روحي وإنما تعرض لصدمة قوية مع أحد شركائه الجدد ،
وسببت له هذه التغيرات التي ذكرناها آنفاً ، ولو بقي الأمر كما كان لكان أقل ضرراً
من اتهام المعالجين للجن من غير حجة ، ولا برهان وإنما هو تخبط يحدث كثيراً من
جهلة المعالجين الذين يزيدوا الطين بلة .
وقد قمت بإرشادهم إلى طبيب نفسي مختص ،
وأخذ العلاج ، والحمد لله بعد مرور أقل من عشرة أيام ، وإذ بأخيه يتصل بي ويطمئنني
عنه ، ويخبرني بأنه عادت إليه الذاكرة وأصبح يعرف زوجته وأولاده ، وبشرني أنه عاد
يحافظ على الصلوات في وقتها ، فالفضل كله لله وحدة ، والحمد لله رب العالمين .
القصة الحادية عشرة :
جاءتني امرأة وهي تشكو من ضيق في التنفس ، وتنميل في الأطراف ،
مع شعورها بالاختناق والدوخة ، وقد أبلغتني أنها ذهبت لعدد من الرقاة ، وقامت بكل
ما يلزم من العلاج بالرقية الشرعية ولكن دون جدوى .
وبعد التحري والبحث الدقيق في هذه
الحالة تبين لي أن الأخت تعاني من مرض عضوي ، وهو ( فتاق في المعدة ) ، فكانت
النتيجة أنها أصيبت بالوهم بسبب تشخيص بعض الرقاة لحالتها وبعد أن ذهبت للطبيب تم
شفاؤها بفضله ومنه وكرمه .
القصة الثانية عشرة :
قصة امرأة جاءت تشتكي من كثرة إسقاط
الحمل ، وأخبرتني أن بعض الرقاة أخبروها بأن معها تابع من الجن ، خصوصا وأنها كلما
حملت ترى في المنام أن أحدهم يضربها على بطنها فتجهض ، وتكرر معها هذا الأمر على
مدار سبع سنوات ، وبعد أن قرأت عليها
وسألتها أسئلة كثيرة ، منها ما يتعلق بالإصابات الروحية ، ومنها ما يتعلق
بالإصابات العضوية والنفسية ، غلب على ظني أن
سبب ذلك عضوي ، وفوراً طلبت منها الذهاب للطبيبة المختصة ، وعمل الفحوصات
اللازمة ، وبعد فترة أنه تبيّن أن لديها نقصا حادا في الكالسيوم ، وبعض المشكلات
في الغدد التي لا يمكن لحمل أن يثبت معها .
وبعد فترة من الزمن اتصلت بي ، وأخبرتني
بأنها أنجبت ، ولله الفضل والمنة .
القصة الثالثة عشرة :
هذا الشاب هو أحد أصدقائي وقد تزوج
وجاءني وأخبرني أنه لا يستطيع أن يأتي زوجته ، حيث إنه أصبح خائفاً من تهديد والده
الذي قال له : ( إن لم تدخل بها خلال شهر فسوف أجعلك تطلقها ، وسأزوجك غيرها ) !!
ولما جلست معه ومع زوجته ، وقمت
برقيتهما ، وطرحت عليهما الكثير من الأسئلة التي قد تساعدني في معرفة نوع الإصابة
وتحديدها . وفعلاً تبين لي أن هذه الزوجة مصابة بعقدة الخوف من الرجال ، وتحديداً
من هذه الليلة التي سمعت عنها من النسوة كل شيء يخيف .
وقد قمت بنصحهما وإرشادهما واستطعت بفضل
الله تعالى نزع تلك الأوهام التي تكرست في عقلها ، وبعد أيام معدودة اتصل بي الزوج
وأخبرني أن الأمور سارت كما ينبغي ، وحملت الزوجة ، ورزقهم الله البنين .
القصة الرابعة عشرة :
هذه قصة طفل تحدث له تشنجات ، ورجفة
شديدة ، ويصبح لون بشرته أزرق من الاختناق ، وكان قد مضى من عمره سنتان ، حيث
استمرت معه هذه الحالة ما يقارب سنة ونصف ، وقد تنقل به والده إلى أكثر من مستشفى
، ولكن دون جدوى ، وأثبتت الفحوصات سلامة الطفل من أي مرض يذكر .
وقد قمت بدوري برقية هذا الطفل بآيات من
كتاب الله تعالى على عدة جلسات وطلبت منهم أن يوقفوا شرب البابونج والينسون عن
الطفل ، لأن لهما تأثيراً في النفسية والجهاز العصبي ، وأمرت والدي الطفل أن يدلكا
جسم الطفل بزيت الزيتون المقروء فيه على عدة أيام ، فكانت المفاجئة أن والدي الطفل
قاما بزيارة مفاجئة إليَّ ، وأخبراني أن ابنهم على أفضل حال ، وقد ذهبت الرجفة
وزال عنه الاختناق والتشنجات ، وهذا بفضل من الله وحده فله الحمد في الأولى
والآخرة .
القصة الخامسة عشرة :
هذه قصة امرأة أحضرت لي طفلها الرضيع
الذي لم يمضِ من عمره إلا أياماً معدودة حيث أخبرتني أن هذا الطفل قد امتنع عن
الرضاعة وأنه كثير البكاء وحدث هذا منذ أن دخلت عليها بعض النسوة فعلمت أنها العين
، فقمت برقية الطفل ووالدته وأمرتها بالاغتسال بالماء المقروء فيه ، والدهن بالزيت
الزيتون ، وانتهت المشكلة تماماً من اليوم الأول ، والفضل لله وحده .
القصة السادسة عشرة :
اتصل بي والدها وأخبرني أن ابنته
يتلبسها جني وذلك بعد أن قرأ عليها معالجاً وضربها ضرباً مبرحاً على مدار ثلاث
جلسات ، والفتاة تستغيث وتستنجد وتقول أنا فلانة والله أنا فلانة ولكن دون جدوى
ولا مجيب ، ولما ذهبت إليهم ووصلت انتظرت في غرفة الجلوس وقلت لهم آتوني بها :
فسمعت صوتها تصرخ وتقول : لا أريد شيوخ أنا لست مريضه ، فقلت لهم : دعونا ندخل
عندها وبالفعل بعد دخولي ودراستي لسيرتها الذاتية والمرضية بالإضافة لقراءة الرقية
عليها ، تبين لي أنها لا تعاني من مس شيطاني ، فأمرتها بأن تذهب وتجري بعض
الفحوصات المخبرية ، وفي اليوم التالي اتصل بي والدها وأخبرني أن نتيجة الفحص كانت
نقص حاد بفيتامين ( بي 12 ) وكذلك انخفاض في ضغط الدم ، وأخذت هذه الفتاة ما يلزم
من العلاج الموصوف لها من قبل الطبيب والحمد لله استقام حالها وهي الآن بأفضل حال
.
القصة السابعة عشرة :
قصة فتاة متميزة تحفظ كتاب الله تعالى ،
وعلى قدر من الدين والالتزام ، فقد ابتليت ببعض العوارض مثل القلق ، وقلة النوم ،
وكذلك قلة التوفيق في كثير من أمور الحياة ، وقد قدر الله لها أن تذهب إلى أحد
الرقاة الذي قام بدورة برقيتها ما يقارب الثلاثين جلسة وشخص حالتها بأنها مس
شيطاني خصوصاً وأنه كان هناك شيء ما ينطق على لسانها !! ولكن دون نتيجة تذكر ،
الأمر الذي دفعها إلى الذهاب لراقي آخر وجلست عنده ما يقارب العشر جلسات ولكن دون
نتيجة ، والأمر يزداد تعقيداً حتى إنني أذكر أن هذه الأخت جاءتني هي ووالدتها ،
فأخبرتني عما حصل لها بالتفصيل .
ومن خلال محاورتي لها وطرح الأسئلة
عليها غلب على ظني أن هذه الأخت مرضها وهمي وليس بسبب المس الشيطاني ، فقررت على
الفور أن أجرى عليها اختباراً لأتبين وأقف على التشخيص الدقيق لهذه الحلة وقمت بما
يلي :
أولاً : بدأت أقرأ عليها ما
تيسر من الشعر المباح فأخذت ترتجف وتصرخ وينطق على لسانها ما يسمى بالجني ويشتمني
... الخ . وحينها كتبت ورقة لوالدتها مكتوب فيها : ( أنا الآن لا أقرأ الرقية
وإنما أقرأ الشعر فلماذا ابنتك ترتجف وتنتفض وتصرخ ؟!!! ) .
ثانياً : أخبرت هذه الفتاة
وقلت لها : أن معركتي مع هذا الجني فقط ثلاث جولات وسينتهي الأمر بإذن الله تعالى
، فقلت لها : الآن سأقرأ عليك ما تيسر قراءة صامتة لنرى ماذا سيحدث ؟ وما أن بدأت
بتغميض عينيها وإلا بها ترتجف وتنتفض وتصرخ علماً بأنني لم أقرأ عليها شيء . وقد
بعثت بورقة أخرى لوالدتها مكتوب فيها ( أنا لم أقرأ شيئاً وإنما أوهمتها بأنني
أقرأ عليها فلماذا ترتجف وتنتفض ؟!! ) .
ثالثاً : أمرت الفتاه أن تذهب
وتغسل وجهها ويديها وتعود ، وأثناء ذلك قلت لوالدتها : هل عرفت الآن سبب هذه
الأعراض التي تظهر على ابنتك أم لا ؟ قالت : نعم عرفت هذا بسبب الوهم ، فقلت لها :
نعم صحيح ولكنني الآن سأقرأ عليك أنت الرقية الشرعية أمام ابنتك وأريد منك أن
تمثلي بعض الحركات التمثيلية أثناء القراءة لنشغل عقل ابنتك الباطن بمراقبتك ،
فوافقت الأم على ذلك ، وحينما عادة الفتاة قلت لها : بأنني سأقرأ على والدتك لأنه
يحتمل أن يكون السحر مشتركاً بينك وبين والدتك ، فقالت: نعم صحيح ولربما هذا هو السبب الذي يمنعه من
الخروج من جسدي . فقلت لها : توكلي على الله واجلسي بجانب والدتك وراقبي ماذا
سيحدث ، وحينها قمت بقراء الرقية كاملة على الأم وابنتها بجوارها تسمع وتراقب
وتشاهد الحركات التي تصدر من والدتها مندهشة ولكنها لمم تتأثر البتة .
وبعدها قلت لهذه الفتاة سأبشرك بشرى لم
تسمعي بها من قبل ، فقالت : بشرك الله بالجنة ، قلت لها : والله والله إنك ليس بك
جني ولا سحر ، فقالت مندهشة : والذي حصل
معي من صراخ وبكاء وكلام وغير ذلك .
فقلت لها : في الجولة الأولى لماذا
تأثرت ؟ قالت : لأنك قرأت علي ، فقلت لها
: أنا قرأت عليك شعراً !! فهل الشعر يؤثر على الجن ، قالت بعجب : لا لا ، فقلت لها
: لماذا تأثرت في الجولة الثانية : قالت لأنك قرأت علي سراً ، فقلت لها : والله لم أقرأ عليك آية واحدة فقط أوهمتك بأنني
أقرأ عليك وأنا في الواقع لم أقرأ شيئاً . فسألتها وقلت لها : لماذا لم تتأثري
حينما قرأت على والدتك الرقية الشرعية كاملة وأنت تسمعينها ، قالت : أشهد أن لا
إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله والحمد لله ، اقتنعت هذه الفتاة وتحسنت
تحسناً كبيراً وبقيت أسأل وأطمأن عنها وهي الآن على أفضل حال .
ملاحظة : لقد قمت برقية هذه
الفتاة بالرقية الشرعية كاملة بعد أن نزعت الوهم من عقلها ولم تتأثر بشيء فالفضل
لله وحد والحمد لله رب العالمين .
وختام
هذه القصة أقول :
1. ما
ذنب هذه الفتاة المتدينة التي تحفظ كتاب الله في أن تقع ضحية جهل بعض الرقاة الذين
جعلوا جميع الناس مصابين بالمس والسحر .
2.
بعض الرقاة هداهم الله يزرعون الوهم في
نفوس المرضى وهم من الأمراض براء فيزيدوا الطين بلة .
3. إن
الوهم إذا أصاب إنسان قد يؤدي إلى أمراض عضوية كالصداع والبكاء والرجفة والصراخ ،
كمثل هذا الذي حصل مع هذه الفتاة البريئة ، فهذه الأعراض للأسف ينسبها بعض
المعالجين الأغرار وبعضهم الطامعين بملأ جيوبهم ينسبونها إلى السحر والمس وهي في
الواقع لا تتجاوز أن تكون عوارض نفسية وأوهام ألصقت بكثير من الناس .
القصة الثامنة عشرة :
قصة رجل جاءني من إحدى الدول المجاورة
وقد أخبرني عن ابنته المتزوجة التي تعاني من بعض الأعراض كالوحدة والانطواء
والعصبية الشديدة ، والرجفة والصداع ، وغير ذلك من الأعراض ، وأخبرني أنها راجعت
عدداً من الرقاة الذين أخبروا أن بها مساً من الجن وسحر ، ولم يجدي علاجهم لها
نفعاً ، ولما حضرت هذه المرأة وزوجها ووالدها ، قمت بطرح عدد من الأسئلة التشخيصية
عليها فتبين لي أن الأخت لا تعاني من مس وإنما وهم ، فقلت لوالدها : اتبعني على
الغرفة المجاورة ، وجلسنا وحدنا وأخبرته بأنني سأجري عليها طرق للفحص والاختبار
لنميز نوع الإصابة أهي بسبب المس أم الوهم أو غير ذلك .
وفعلاً قمت بإجراء الطرق الثلاث الفاحصة
تبين وثبت أنها تعاني من الوهم الشديد وبعض الضغوطات النفسية ، فأخذت أبين لهم إلى
أي مدى ممكن أن يصل الوهم بأهله ، وقد يسبب للمريض أمراضاً نفسية وعضوية ، ثم
اقتنعوا جميعاً بما ذكرت لهم ، ثم بعد ذلك بدأت أقرأ عليهم الرقية الشرعية كاملة
بنية الشفاء من كل داء ، فسمعتها ولم تتأثر بشيء والحمد لله رب العالمين .
قلت :
هذه الحالة سرعان ما استجابت لي بما
شخصته لها ، وما بينته لها من أن الوهم سيطر عليها ، وأنها بريئة من المس والسحر ،
فقلت في نفسي : لماذا لم ينتبه الرقاة الذين عالجوها إلى أمر هام وهو احتمال عدم
إصابة المريض بالمس والسحر ؟ بل الذي
أراه على العكس من ذلك ، إن بعض الرقاة يسارعون في قول أن الإصابة مس وسحر وما
أسرعهم في ذلك .
ما أجمل وما أحسن أن يكون الرقاة همهم
هو شفاء المريض ، والحرص على معافاته قبل كل شيء ، لا أن يكون همهم مصالحهم
الشخصية .
القصة التاسعة عشرة :
هذه قصة فتاتين يسكنان في حي واحد ،
تعسر زواجهن ، بل لم يتقدم لخطبتهن أحد ، الأمر الذي دعاهن أن يطلبن الرقية
الشرعية ، فلما جئن إلي وسمعت بأمرهن ، أخبرتهن بأن النفع والضر بيد الله تعالى
أولا وآخراً ، ثم تحسست منهن سبباً مادياً يمنعهن من الزواج كأن يكون مثلاً عدم
جمالهن ، أو صد آبائهن للزواج ، فتبين لي أن الفتاتين على قدر من الجمال والأخلاق
، وتبين لي أيضاً حرص آبائهن على تزويجهن بإخبارهن ذلك لي .
ثم قلت لهن : إني سأقرأ عليكن الرقية
الشرعية بنية الشفاء من كل داء وبنية تيسير الأمور والبركة ، وبعد ذلك وضعت لهن
برنامجاً علاجياً يستخدمنه على بضعة أيام بنية الشفاء وتيسير الأمور .
وبعد ذلك كانت النتيجة الأمر الذي أسرني
وأسعدني إنه بعد أقل من شهر خطب الفتاتان في نفس الأسبوع فحمدت الله تعالى على ذلك
.
قلت :
في هذه القصة تشجيع الناس على الرقية
الشرعية فإنها بركة وخير من الله تعالى .
على المراجعين للرقاة أن لا يعلقوا
آمالهم بأشخاص المعالجين بل يتعلقوا بالله تعالى فهو وحده القادر على كل شيء .
ليس بيد المعالج تيسير أمور الزواج بل
الأمر كله بيد الله تعالى وما الرقية الشرعية والبرنامج العلاجي إلا سبب من أسباب
العلاج يقدر الله فيه الشفاء وتيسير الأمور .
في هذه القصة تثبت أن الأخذ بالأسباب
مطلوب والرقية الشرعية فيها شفاء وفيها تيسير للأمور بإذن الله تعالى .
القصة العشرون :
هذه القصة من غريب ما رأيت ، قصة امرأة
تحول ذهبها إلى اللون الأبيض ، تحول
ومادته إلى مادة هشة سرعان ما يتفتت كالرمل .
نعم هذه قصة حقيقية وقفت عليها ، فرأيت
بعيني الذهب الأصلي الذي تحول للون الأبيض ، وأمسكته بيدي ، فلما ضغطت علية بيدي
تناثرت وتفتت أجزائه الهشة .
ومن عجيب ما رأيت أن الذهب المتحول للون
الأبيض هو جزء من ذهب المرأة الملبوس ،
فقد أخبرتني أن الجزء الآخر من ذهبها المحفوظ في دولابها لم يصبه شيئاً البتة .
قلت :
هذه المرأة أصيبت بالعين والحسد وليست
بالسحر ، والذي يدل على ذلك أن الذهب الملبوس هو الذهب المتحول دون غيرة من ذهب
هذه المرأة ، فلو كان سحراً لتحول جميع ذهبها ولم يقتصر على الذي ترتديه .
إن العين حق كما جاء في الحديث الصحيح ((
إذا رأى أحدكم من أخيه ومن نفسه ومن ماله ما يعجبه فليبركه ، فإن العين حق )) . إن العين تفل الحديد وتفعل ما لا يفعله المس والسحر .
لقد تبين لذي عينين ما أسفرت عنه هذه
القصص البديعه في مغزاها والمتنوعة في دلالاتها ، فقد حاولت في ذكر هذه القصص
التعرض لشرائح متنوعة من المرضى الذين يراجعون المعالجين ، فمنهم الرجل الذي تعطلت
علية أمور حياته ، ومنهم المرأة التي ضاقت عليها عيشها ، ومنهم الذي مكث السنوات
الطوال حتى انقضى عمرة وذهب زهرة شبابه وهو تائه في ظلمات الوهم والخيال ، ومنهم
من يأس من برء نفسه ، فقد نوعت بحمد الله تعالى في ذكر هذه القصص ، وإن كنت قد
أهملت كثيراً من القصص لمشابهتها لما ذكرت في هذه القصص ، فليس الهدف تطويل الكتاب
ولا تسويد الأوراق وإنما الهدف فائدة الناس ، وذكر العبرة للمعتبرين ، وتشجيع المرضى على الاهتمام
بالرقية الشرعية ، وفتح الآمال لكثير منهم من بعد ما يأسوا ، وتبديد الظلام لمن
خيم عليهم الوهم والأساطير ، ليروا جميعاً في هذه القصص منارة يهتدوا بها إلى بر
الأمان بإذن الله تعالى .
الباب السادس
فتاوى
العلماء
فيما
يتعلق
بالعلاج
والرقية
الشرعية
المبحث الأول : فتاوى
العلماء فيما يتعلق بالعلاج والرقية الشرعية
المبحث
الأول
فتاوى
العلماء فيما يتعلق بالعلاج والرقية الشرعية
فتاوى العلماء فيما يتعلق بالعلاج والرقية الشرعية
:
1
- هل تجوز رقية المريض والجنب والحائض ؟
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن
الجبرين - رحمه الله - عن جواز رقية المريض والجنب والحائض فأجاب : ( يشترط لقارئ
القرآن الطهارة من الحدث الأكبر ، الذي يوجب الغسل ، كالجنابة والحيض ، وأما
المريض فالأكمل أن يكون طاهراً أيضاً ، لكن إذا مرضت الحائض وتضررت جازت القراءة
عليها زمن الحيض للحاجة ، سواء كان المرض بالمس أو السحر أو العين ) .
2
- هل يجوز للحائض والنفساء أن ترقي غيرها ؟
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن
الجبرين : ( لا بأس برقية المرأة الحائض أو المريضة وكذا النفساء ، وسواء كانت
راقية أم مرقية ، فيجوز عند الحاجة أن ترقي الحائض غيرها وتقرأ على المريض الآيات
المأثورة والأدعية الصحيحة ، وذلك أنه يجوز لها قراءة الآيات التي فيها دعاء وذكر حيث
لم تمنع إلا من تلاوة القرآن ، فأما الأوراد والأدعية فلها التقرب بها ولو كانت من
القرآن والحديث ، ومتى جاز للحائض أن ترقي غيرها جاز أن يرقيها الراقي ويقرأ عليها
من الآيات المأثور استعمالها ، ولا يمنع التأثير كونها في الحال حائضاً أو نفساء ) .
3
- ما حكم أخذ الأجرة على الرقية الشرعية ؟ وما هو حكم القراءة على الزيت والماء ؟
لقد اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم من
العلماء على جواز أخذ الأجرة على الرقية .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : نسمع
عن بعض المعالجين بالقرآن ، أنهم يقرؤون قرآناً وأدعية شرعية على ماء أو زيت لعلاج
السحر ، والعين والمس الشيطاني ، ويأخذون على ذلك أجراُ ، فهل هذا جائز شرعاٌ ؟
وهل القراءة على الزيت أو الماء تأخذ حكم قراءة المعالج على المريض نفسه ؟
فأجاب : ( لا حرج في أخذ الأجرة على
رقية المريض ، لما ثبت في الصحيحين : ( أن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -
وفدوا على حي من العرب فلم يُقرُوهم - أي : لم يُضيفوهم - ولدغ سيدهم وفعلوا كل
شيء ؛ لا ينفعه ، فأتوا الوفد من الصحابة - رضي الله عنهم - فقالوا لهم : هل فيكم
من راق فإن سيدنا قد لدغ ؟ فقالوا : نعم , ولكنكم لم تُقرونا فلا نرقيه إلا
بجُعْلٍ - أي : أجرة - فاتفقوا معهم على قطيع من الغنم ، فرقاه أحد الصحابة بفاتحة
الكتاب فشُفي فأعطوهم ما جعل لهم فقال الصحابة فيما بينهم : لن نفعل شيئاً حتى
نخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -
فلما قدموا المدينة أخبروه - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال : قد أصبتم ) . )
ولا حرج في القراءة في الماء والزيت في
علاج المريض والمسحور والمجنون ، ولكن القراءة على المريض بالنفث عليه أولى وأفضل
وأكمل ، وقد خرج أبو داود - رحمه الله - بإسناد حسن أن النبي - صلى الله عليه وسلم
- قرأ لثابت بن قيس بن شماس في ماء وصبه عليه . وقد قال النبي - صلى الله عليه
وسلم - : (( لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً )) . وهذا الحديث الصحيح يعم الرقية للمريض على نفسه وفي الماء
والزيت ونحوهما ، والله ولي التوفيق .
4-
ما حكم استخدام المداد المباح ( كالزعفران ونحوه ) في العلاج والاستشفاء به ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله
- : ( وإذا كُتب شيء من القرآن أو الذكر في إناء أو لوح ومحي بالماء وغيره وشرب
ذلك فلا بأس به نص عليه أحمد وغيره ) .
وقال ابن القيم – رحمه الله - : ( ورأى
جماعة من السلف أن تكتب الآيات من القرآن ، ثم يشربها وذكر ذلك عن مجاهد وأبي
قلابة ) .
وقال أبو داود : ( سمعت أحمد سُئل عن
الرجل يكتب القرآن في شيء ثم يغسله ويشربه ؟ قال : أرجو أن لا يكون به بأس ) .
وقال القاضي عياض : ( ويتبرك بغسالة ما
يكتب من الذكر والأسماء الحسنى ) .
وروي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها
كانت لا ترى بأساً أن يُعَوذ في الماء ثم يُعالج به المريض ، وقال مجاهد : ( لا
بأس أن يكتب القرآن ، ويغسله ويسقيه المريض ) .
وقال تاج الدين السبكي : ( رأيت كثيراً
من المشايخ يكتبون هذه الآيات للمريض ويُسقاها في الإناء طلباً للعافية ) .
5-
هل الكافر لا يصيب بالعين ؟
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن
الجبرين - رحمه الله - : هل صحيح أن الكافر لا يصيب المسلم بالعين - أي الحسد – ؟
فأجاب : ( ليس بصحيح ، بل الكافر كغيره قد يصيب بالعين
) .
وقال – رحمه الله - : ( نعم الكافر
كغيره قد يصيب بالعين ، فإن العين حق ،
والكافر كغيره قد تكون نفسه شريرة تتكيف بالحقد وتصيب من يريد ) .
6-
حكم التبخر بالحبة السوداء والشذاب والشب ؟
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه
الله - : بعض القراء يصفون أدوية تباع عند
العطارين توضع على الجمر ، ثم يتبخر بها المريض ويبخر بها غرف البيت كالشب ونحوه ، فما
الحكم في ذلك ؟
فأجاب رحمة الله : ( إذا نفع لا بأس ،
فأكثر الطب بالتجارب ، فإذا وُجدت أشياء تنفع الناس بالتجارب بخوراً أو دهوناً أو
نشوقاً أو غير ذلك إذا جُربت ونفعت لا بأس . فالطب ليس توقيفياً وأكثره بالتجارب ،
بشرط أن لا يكون نجساً ، وأن لا يكون محرماً ، فإذا كان شيئاً مباحاً يستعمل ونفع
من الحبوب المباحة فلا بأس ، أو من الثمار المباحة أو من أوراق وأشباه ذلك الذي ليس فيه محضور
شرعاً ) .
وقال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن
الجبرين عندما سُئل عن حكم التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من الإصابة بالعين :
( التبخر هو جعله على الحجر ، حتى يخرج
له دخان ، فيتلقى ذلك الدخان بوجهه ، أو بينه وبين ثوبه ، وقد يكون ذلك مفيداً إذا
تبخر بعلاج نافع ، كبعض الأعشاب التي يكون لها رائحة تؤثر في الجسد ، وقد تكافح
بعض الأمراض ، حيث إن هناك أمراضاً تعالج بمثل البخار الذي هو دخان فيه مواد
مكافحة للمرض ، فأرى أن ذلك خاضع للتجربة ، فمتى عُرف أن التبخر يؤثر به فهو جائز
ولا محذور فيه ، لأن الأصل في الأدوية الإباحة إلا ما دل دليل على منعه ، فالشب
دواء معروف ، وهو معدن شبه الحجارة ، يقرب من البياض ، يستعمل دواء لبعض الأمراض ،
وأما الأعشاب فالأصل فيها الإباحة ، ولا مانع من التبخر بما يفيد منها ، وأما الأوراق فلا أصل للتبخر بها ، لكن
بعض العلماء رخص في كتابة بعض الآيات في أوراق ثم غسلها وشرب مائها ، ثم التبخر
بأصل الورق ، ولعل ذلك خاضع للتجربة ، والذين يفعلون ذلك من العلماء المعتبرين ، وقد ذكر ابن القيم في
زاد المعاد بعض الآثار في كتابة آيات من القرآن ، وأدعية مأثورة ، ثم غسلها وشرب
مائها ، وأن ذلك يؤثر ويفيد ، والله أعلم ) .
7-
حكم القراءة على الماء والزيت ونحوه ؟
قال محمد بن مفلح : ( وقال صالح بن
الإمام أحمد : ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي : اشرب منه
، واغسل وجهك ويديك . ونقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه
، ويصب على نفسه منه . قال عبدالله : ورأيته قد أخذ قصعة النبي - صلى الله عليه
وسلم - فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها . ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم ، فيستشفي
به ويمسح به يديه ووجهه. وقال يوسف بن موسى : أن أبا عبدالله كان يؤتى بالكوز ونحن
بالمسجد فيقرأ عليه ويعوذ ) .
وسئل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -
رحمه الله - عن النفث في الماء فأجاب : ( لا بأس بذلك فهو جائز ، بل قد صرح
العلماء باستحبابه . وبيان حكم هذه المسألة مدلول عليه بالنصوص النبوية ، وكلام
محققي الأئمة ) .
وفي رسالة عن حكم السحر والكهانة وما
يتعلق بهما يقول الشيخ عبد العزيز ابن عبدالله بن باز – رحمه الله - بعد أن ساق
طريقة العلاج المتبعة في علاج السحر وهي استخدام سبع ورقات من السدر الأخضر وقراءة بعض الآيات : (
وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن
شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء ) .
ويقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد
الرحمن الجبرين – رحمه الله - : ( وكذا كنت أقرأ في بعض الماء وأنفث فيه مع
القراءة فيشربه المريض ويجد له أثراً بيناً والله أعلم ) .
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
عن حكم النفث في الماء ؟ فأجاب – رحمه الله - : ( النفث في الماء على قسمين :
القسم الأول : أن يُراد بهذا النفث
التبرك بريق النافث فهذا لا شك أنه حرام ونوع من الشرك ، لأن ريق الإنسان ليس
سبباً للبركة والشفاء ، ولا أحد يتبرك بآثاره إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- ، أما غيره فلا يُتبرك بآثاره ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يُتبرك بآثاره في
حياته ، وكذلك بعد مماته إذا بقيت تلك الآثار كما كان عند أم سلمة – رضي الله عنها
– جلجل من فضة فيه شعرات من شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - يستشفي بها المرضى ،
فإذا جاء مريض صبت على هذه الشعرات ماء ثم حركته ثم أعطته الماء ، لكن غير النبي -
صلى الله عليه وسلم - لا يجوز لأحد أن يتبرك بريقه ، أو بعرقه ، أو بثوبه ، أو
بغير ذلك ، بل هذا حرام ونوع من الشرك ، فإذا كان النفث في الماء من أجل التبرك
بريق النافث فإنه حرام ونوع من الشرك ، وذلك لأن كل ما أثبت لشيء سبباً غير شرعي
ولا حسي فإنه قد أتى نوعاً من الشرك ، لأنه جعل نفسه مُسبباً مع الله ، وثبوت
الأسباب لمسبباتها إنما يُتَلقى من قبل الشرع ، فلذلك كل من تمسك بسبب لم يجعله
الله سبباً لا حساً ولا شرعاً فإنه قد أتى نوعاً من الشرك .
والقسم الثاني : أن ينفث الإنسان
بريق تلا فيه القرآن الكريم مثل أن يقرأ الفاتحة ، والفاتحة رقية ، وهي من أعظم ما
يرقى به المريض ، فيقرأ الفاتحة وينفث في الماء ، فإن هذا لا بأس به ، وقد فعله
بعض السلف ، وهو مجرب ونافع بإذن الله ، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم -
ينفث في يديه عند نومه بقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس
، فيمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده صلوات الله وسلامه عليه ، والله الموفق ) .
ويقول فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه
الله - : ( الأولى أن يقرأ المسلم على أخيه بأن ينفث على جسمه بعدما يقرأ الآيات
أو على موضع الألم منه ، وهذه هي الرقية الشرعية وإن قرأ له في ماء وشربه فكذلك
أيضاً ) .
وقال - حفظه الله - : ( رقية المريض
بالقرآن الكريم إذا كانت على الطريقة الواردة بأن يقرأ وينفث على المريض أو على
موضع الألم أو في ماء يشربه المريض فهذا العمل جائز ومشروع ؛ لأن النبي - صلى الله
عليه وسلم - رقى ورقي وأمر بالرقية وأجازها ) .
وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
: ( المقصود أن إيصال الرقية والقراءة بالنفخ " النفس " أو النفث في
الماء ثم يسقاه المريض أو يصب عليه فهذا لا بأس به لفعل السلف له ، ولا ينكر لأن
له أصلاُ في السنة ) .
وقال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن
الجبرين - رحمه الله - : ( وهكذا القراءة في زيت أو دهن أو طعام ثم شربه أو
الإدهان به أو الاغتسال به فإن ذلك كله استعمال لهذه القراءة المباحة التي هي كلام
الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - ) .
وكذلك يجوز قراءة أكثر من معالج في
الماء والزيت ونحوه . كما أشار لذلك فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
حيث قال : ( لا مانع من قراءة آيات وأدعية في ماء كماء زمزم ، أو في زيت الزيتون ،
ثم يدهن به المريض ، ولا مانع من قراءة أكثر من قارئ في تلك القارورة ) .
8-
ما حكم القراءة على الماء وإهراقه في أماكن الخلاء ؟
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله
بن باز السؤال التالي : هل يجوز الاغتسال بالماء المقروء في أماكن الخلاء ؟ فأجاب
– رحمه الله – : ( نعم ، الاغتسال بالماء المقروء في الحمام ليس فيه بأس ) .
9-
ما حكم رش زوايا البيت بالماء والملح المقروء فيه ؟
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن
الجبرين – رحمه الله -عن حكم رش الماء والملح في زوايا المنازل المسكونة بالجن
والشياطين واعتبار ذلك من الأسباب الحسية للاحتراز من أذاهم بإذن الله تعالى ، حيث
إنه يكثر تواجدهم في الزوايا ، وهم يكرهون الملح ولا يستسيغونه ؟
فأجاب – رحمه الله - : ( لا بأس بطرح
الملح في الماء حتى يذوب ثم يرش به زوايا المنزل من الداخل والخارج ، فقد جُرب ذلك
فوُجد مفيداً في حراسة المنازل وطرد المتمردين من الجن ، والسلامة من أذاهم ،
فإنهـم قد يتسلطون على بعض القراء والمعالِجين ، فيجوز استعمال ما ينفع في التحرز
من شرهم وأذاهم ، وكذا يشرع قراءة بعض الأذكار والأوراد والتعوذات في ماء ، ثم يرش
به المنزل الذي يتواجد فيه الجن والشياطين ، فإنه يبعدهم بإذن الله تعالى والله
الشافي ) .
ويقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( ومن
الأمور الهامة أيضاً شرب الماء المقروء عليه والاغتسال به ورشه في أركان المنزل ،
وهذا يؤذي الجن المعتدي على الإنسان ) .
10-
ما حكم شرب الماء المقروء عليه للجنب والحائض ؟
يجوز للحائض والجنب شرب الماء الذي قرأ
فيه الراقي ونفث فيه لأن الرقية إنما يبقى أثرها في الماء ، فأما القرآن فهو عرض
لا يستقر في ذلك الريق المخلوق فمتى احتاج الجنب أو الحائض لشرب ذلك الماء للعلاج
فلا بأس به .
11-
ما حكم الدهن بالزيت لكامل الجسم أو لجزء منه لأحد الزوجين ثم الجماع بعده ؟
يجوز الإدهان بالزيت الذي قرأ فيه
الراقي ، سواء دهن الجسم كله أو جزء منه ، ولا بأس بالجماع بعد ذلك ، وقبل غسله ،
وذلك لأن الزيت ، أو الدهن يتخذ علاجاً ، والقراءة لا تبقى فيه ، وإنما يبقى ذلك
الريق الذي مرت به القراءة .
12-
ما حكم القراءة على من عليه جنابة أو حيض ؟
( ورد النهى عن قراءة الحائض والجنب
للقرآن مع ما في ذلك من الخلاف لضعف الأدلة في ذلك فأما رقية الحائض والجنب أي من
مرض ونحوه فلا أرى بها بأسا فللراقي أن يقرأ عليها ولا يلزمه السؤال عن هذا الحدث
) .
13-
هل يجوز للمسلم أن يحمل حجاباً فيه آيات قرآنية ؟
( إن كتابة آية من القرآن وتعليقها ، أو
تعليق القرآن كله على العضد ونحوه تحصناً من ضر يخشى منه أو رغبة في كشف ضر نزل من
المسائل التي اختلف السلف في حكمها ، فمنهم من منع ذلك وجعله من التمائم المنهي عن
تعليقها لدخوله في عموم قوله - صلى الله عليه وسلم - : (( إن الرقى والتمائم
والتولة شرك )) .
14-
ما حكم الرقى والتمائم ؟
( الرقية الشرعية جائزة إذا كانت
بالقرآن أو بأسماء الله الحسنى أو بالأدعية المشروعة وما في معناها مع اعتقاد أنها
أسباب ، وأن مالك الضرر والنفع والشفاء هو الله سبحانه لقول النبي - صلى الله عليه
وسلم - : (( لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً )) ، وقد رقى ورقي - عليه الصلاة والسلام - أما الرقى المنهي عنها
فهي الرقى المخالفة لما ذكرناه كما صرح بذلك أهل العلم .
وأما تعليق التمائم فلا يجوز ، سواءاً
أكانت من القرآن أو من غيره لعموم الأحاديث الواردة في ذلك . وبالله التوفيق ، وصلى
الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ) .
15-
دعوة بعض المعالجين بنزول جبريل لمساعدتهم :
يقوم بعض الاخوة عندنا باستخراج الجن من
المريض عن طريق تلاوة آيات من القرآن ، وزعم هؤلاء الاخوة أثناء تعرضهم لمعالجة
حالة أن جبريل عليه السلام قد نزل من السماء ، وساعدهم على استخراج الجن ، مما
أحدث الشقاق والخلاف بسبب ذلك بين الناس ، فنرجو أن تبسطوا لنا الأمر في المسألة
والرد ، وهل ينزل جبريل عليه السلام بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواء
لمعاونة أحد كما زعموا أم لغير ذلك ؟
( يجوز علاج المريض بمس الجن بقراءة
آيات من القرآن عليه أو سورة أو سور منه عليه لثبوت الرقية بالقرآن شرعاً . أما
نزول جبريل لذلك فليس له أصل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله صحبه وسلم ) .
16-
هل يجوز للمسلم أن يدعو بأسماء الله تعالى لشفاء الأمراض ؟
( يجوز ذلك لعموم
قوله تعالى : (( ¬!ur âä!$oÿôF{$# 4Óo_ó¡çtø:$# çnqãã÷$$sù $pkÍ5 )) ، ولثبوت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رقى النبي -
صلى الله عليه وسلم - بعض الناس بقوله : (( اذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي
لا شفاء إلا شفاؤك )) .
17-
قيام بعض المعالجين بذبح شيء أو استخدام الفضة ....
أشخاص من ضمن أدويتهم التي يعالجون بها
الناس ذبح شيء من الغنم أو الدجاج على صدر الإنسان أو رأسه ، أو وضع بعض حلق الفضة
في يد المريض ، أو قطعة قماش صغيرة ، أو حفنة من تراب ، يقولون إنها من ثوب وتراب
قبر قريب لهم صالح ، فما حكم التداوي بهذا كله ؟ وهل يجوز تصديقهم إذا أخبروا عن
شيء من ذلك ؟
( يحرم الذبح لغير الله ، وقد لعن النبي
- صلى الله عليه وسلم - من ذبح لغير الله ، وهو من أنواع الشرك . قال تعالى : ((
ö@è% ¨bÎ) ÎAx|¹ Å5Ý¡èSur y$uøtxCur ÎA$yJtBur ¬! Éb>u tûüÏHs>»yèø9$# ÇÊÏËÈ w y7ΰ ¼çms9 ( y7Ï9ºxÎ/ur ßNöÏBé& O$tRr&ur ãA¨rr& tûüÏHÍ>ó¡çRùQ$# )) .
وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال : (( لعن الله من ذبح لغير الله )) .
أما التداوي بالطريقة المذكورة في
السؤال فهو منكر لا يجوز ، ولو كان الذبح لله سبحانه وتعالى ، ولا يجوز تصديق ما
يخبرون به لكونهم من المشعوذين والدجالين،وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم – أنه قال : (( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة
)) ، وقال - صلى الله عليه
وسلم - : (( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما اُنزل على محمد
)) ، وبالله التوفيق وصلى على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) .
18-
تلبس الشخص لجني غير مسلم وتصرفه بشيء مخالف للشرع فما العمل ؟
من الناس من تلبس بهم الجن ، فيقال : (
عليه أسياد أو عليه شيخ ) ، ويكون من الجان ، وقد يكون كافراً ، أو نصرانياً فيأمر
المتلبس بأشياء مخالفة للشرع مثل عدم الصلاة ، أو يعمل أشياء لا يطيقها ، وإن لم
يفعل فإنهم يعذبونه ، فما هي الطريقة الشرعية للتخلص من هؤلاء ؟
( مس الجن الإنسان أمر واقع ، وإذا أمر
الجني من مسه بمحرم وجب على المصاب أن يتمسك بشرع الله ، وأن يعصي الجني في أمره
بمعصيته الله ، وإن آذاه الجني ، وعليه أن يتعوذ بالله من شره ، ويحصن نفسه بقراءة
القرآن وبالتعويذات الشرعية وبالأذكار الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
ومنها الرقية بقراءة سورة الفاتحة ، ومنها قراءة سورة ( قل هو الله أحد )
والمعوذتين ثم ينفث في يديه ، ويمسح بهما وجهه ، وما استطاع من بدنه ،
ثم يقرأ هذه السور الثلاث مرة ثانية وينفث في يديه ، ويمسح بهما وجهه ، وما استطاع
من بدنه ، إلى غير ذلك من الرقية بسور القرآن وآياته وبالأذكار الثابتة مع اللجوء
إلى الله في طلب الشفاء والحفظ من شياطين الجن والإنس . وارجع إلى كتاب "
الكلم الطيب " لابن تيمية ، وكتاب " الوابل الصيب " لابن القيم ، و
" الأذكار " للنووي ، ففيها بيان كثير من أنواع الرقية وصلى الله على
نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) .
19
- كيف يُستخرج السحر المشروب إذا ثبت وجوده في المعدة أو الأمعاء ؟
قال ابن القيم - رحمه الله - : (
الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر ، فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة ،
وهيجان أخلاطها ، وتشويش مزاجها ، فإذا ظهر أثره في عضو ، وأمكن استفراغ المادة
الرديئة من ذلك العضو ، نفع جداً ) .
ولذلك تستخدم الحجامة لاستئصال مادة
السحر إن توصلت للرأس بواسطة الطرد ، وأما إن استقرت المادة في المعدة وهذا غالبا
ما قد يحصل ، فيكون بالاستفراغ إما عن طريق الفم أو الشرج .
20-
هل يمكن استخدام الأعشاب في العلاج مع الرقية ؟
أجاب الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن
الجبرين – رحمه الله : ( استخدام الأعشاب كعلاج للسحر والصرع جائز ، لكنه خاضع للتجربة أو لذكر ذلك في كتب
الطب القديمة أو الحديثة ، ولا شك أن الأعشاب والنباتات فيها فوائد للإنسان أو للحيوان
، فإن الله تعالى لم يخلق شيئاً من الحيوان أو النبات عبثاً ، بل لا بد فيه من
فائدة أو مصلحة تعود إلى المخلوقات ، ومن ذلك العلاج بها ، فقد قال النبي صلى الله
عليه وسلم : (( ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله ))
. ولكن لا ينبغي استعمال كل دواء في كل مرض فقد تكون بعض الأعشاب
وبعض العلاجات ضارة لبعض الأشخاص أو في بعض الأحيان فلا بد من التجربة قبل
الاستعمال ) .
21
- ماذا يقول الإنسان إذا أراد أن يرقي نفسه ؟
أجاب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز -
رحمه الله تعالى - : ( على المسلم أن يقول ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه
وسلم - : (( بسم الله أرقي نفسي من كل شيء يؤذيني ومن شر كل نفس أو عين حاسد
الله يشفيني )) .
ويتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما
خلق ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرقي نفسه في كفيه عند النوم إذا اشتكى
شيئاً ، وذلك بقراءة : ( قل هو الله أحد ) ، و ( قل أعوذ برب الفلق ) ، و ( قل
أعوذ برب الناس ) ( ثلاث مرات ) ، ويمسح بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده (
ثلاث مرات ) ، والله ولي التوفيق ) .
22
- هل تجوز قراءة القرآن على الأغنام من العين ؟
لا حرج في قراءة القرآن الكريم على نية
الشفاء والوقاية من العين أو الحسد ، ولا
يظهر لنا فرق بين القراءة على الإنسان أو الحيوان ، فالسبب فيهما واحد ورقيتهما
واحدة ، ويُستدل على ذلك بما يلي :
حديث طويل أيضاً فيه دعاء النبي - صلى
الله عليه وسلم - لحنظلة بالبركة ،
فاستجاب الله دعاءه ، حتى قال الراوي – واسمه ذيَّال - : ( فلقد رأيت حنظلة يؤتى
له بالإنسان الوارم وجهه ، أو بالبهيمة الوارمة الضرع ، فيتفل على يديه ويقول :
بسم الله ، ويضع يده على رأسه ، ويقول على موضع كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- فيمسحه عليه ، فيذهب الورم ) .
النصوص الواردة في الاستشفاء بالقرآن
الكريم ، والوقاية أو العلاج من العين والحسد هي نصوص عامة ، لا تفرق بين الإنسان
وغيره ، والعمل بالعموم حجة شرعية كافية ، ومن ذلك حديث : (( إذا رأى أحدكم من
أخيه أو من نفسه ، أو من ماله ما يعجبه فليبركه فإن العين حق )) .
جواب : لم نجد في العلماء
من ينبه على المنع من ذلك ، بل وجدنا من ينص على الجواز ، ومن ذلك أن الشيخ ابن
جبرين - رحمه الله - سئل السؤال الآتي : أخبرنا أحد القراء أن أحد الأشخاص عاين
سيارته ، فطلب القارئ من العائن أن يتوضأ ، وبعد ذلك قام هو بأخذ هذا الماء ووضعه
في ( رديتر ) السيارة ، فتحركت السيارة وكأنها لم يكن بها شيء ، فما حكم عمله هذا
، وذلك لأن الذي أعرفه في السنة هو أخذ غسول العائن في حالة إصابته لشخص آخر ؟
فكان جوابه - رحمه الله - : ( لا بأس
بذلك ، فإن العين كما تصيب الحيوان فقد تصيب المصانع والدور والأشجار والصنيعات
والسيارات ونحوها ، وعلاج الإصابة أن يتوضأ العائن أو يغتسل ويصب ماء وضوئه أو
غسله أو غسل أحد أعضائه على الدابة ، ومثلها على السيارة ونحوها ، ووضعه في
الرديتير مفيد بإذن الله ، فهذا علاج مثل هذه الإصابة ؛ لقول النبي - صلى الله
عليه وسلم - : (( وإذا استغسلتم فاغسلوا )) . والقصص والوقائع في ذلك مشهورة ، والله أعلم ".
وقال الشيخ الألباني- رحمه الله - عن
دعاء : ( اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما
جبلتها عليه ) : ( وهل يشرع هذا الدعاء في شراء مثل السيارة ؟ وجوابي : نعم ؛ لما
يرجى من خيرها ويخشى من شرها ) .
وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله السؤال
الآتي : عندنا إسطبل ، يوجد به سلالات طيبة من الخيول ، وسبق أن أُصيب أحدها بعين
، هل المعوذات واقية لها بإذن الله من العين ، وهل يجوز أن أرقيها ؟
فأجاب : ( نعم ، تتعوذ وتقرأ على نفسك
وعلى مالك وعلى بهائمك ، هذا شيء طيب ) .
23
- هل تنحصر الرقية في القول دون الفعل ؟
كنت قد طرحت سؤالاً على فضيلة الشيخ عبد
الرحمن السحيم - حفظة الله - فقلت فيه :
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم : السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته :
عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت :
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح ،
قال بإصبعه : هكذا ووضع سبابته بالأرض ثم رفعها وقال : (( بسم الله ، تربة
أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا )) ، متفق عليه .
فمن هذا الحديث يتضح لنا أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - استعمل رقية مركبة من قول وفعل ، فهل هذا القول والفعل بالجملة
هو رقية ؟ أم أن الرقية منحصره في القول دون الفعل ؟
فقال حفظه الله :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
وحفظك الله ورعاك .
الرقية لا تنحصر في القول دون الفعل ،
بل قد تكون مُفرَدة وقد تكون مُركّبة ،
مثل العلاج .
وقد يُستعمل مع الرُّقْيَة تراب المدينة
، كما خَصّه بعض العلماء به .
ويستخدم بعض الرُّقاة مع الرقية تَمْر
العجوة .
واستعمل بعض السلف الرقية مُركّبة مِن
قراءة ونفث وشيء آخر ، مثل : الكتابة ، والزعفران ، وغير ذلك . إلاّ أنه ينبغي
التنبّه إلى عدم تَوسّع الرُّقاة في ذلك ،
فقد يَجُرُّهم ذلك إلى محاذير .
24 - هل تجوز
قراءة الرقية على الغائب ؟
جرت السنة وعمل السلف على أن الرقية
تكون بالقراءة على المريض مباشرة ، ولم يأت في السنة ما يدل على جواز
الرقية عن بعد .
ولهذا قالت اللجنة الدائمة للإفتاء :
الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة
، ولا تكون بواسطة مكبر الصوت ،
ولا بواسطة الهاتف ؛ لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأصحابه - رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان
في الرقية ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : (( من أحدث في أمرنا هذا ما
ليس منه فهو رد )) .
وإنما ينتفع من ليس موجوداً بالدعاء ،
فيُدْعى لأهل البيت جميعاً بالشفاء والعافية والسلامة ونحو ذلك ، فإن الدعاء يصح
وينتفع به الحاضر والغائب ، بل رغَّب الرسول - صلى الله عليه وسلم - في دعاء
المسلم لأخيه المسلم وهو غائب عنه ، فقال : (( دعوة المرء المسلم لأخيه
بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به
: آمين ولك بمثل )) .
قال النووي رحمه الله : ( وفي هذا فضل
الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب ، ولو دعا لجماعة من المسلمين هذه الفضيلة ، ولو
دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضاً ، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه
يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة ، لأنها تستجاب ، ويحصل له مثلها ) . انتهى .
وإذا كان هناك ما يخشى منه من عين أو
سحر ، فعلى أهل البيت جميعاً الالتزام بالأذكار الشرعية ، كالأذكار التي تقال
دبر الصلوات ، وأذكار الصباح والمساء ،
وأذكار النوم ، وقراءة المعوذات ، والإكثار من قراءة القرآن ، مع حسن الظن بالله والتوكل عليه ، والعلم بأن الأمة
لو اجتمعت على أن يضروا أحداً لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه .
25
- ما حكم استخدام أختام عليها آيات وأذكار وأدعية بدلاً من الكتابة ؟
الجواب : الحمد لله ، لا يجوز
للراقي كتابة الآيات والأدعية الشرعية في أختام تغمس بماء فيه زعفران ، ثم توضع تلك الأختام على أوراق
ليقوم ذلك مقام الكتابة ، ثم تغسل تلك الأوراق وتشرب ؛ لأن من شرط الرقية
الشرعية نية الراقي والمرقي الاستشفاء بكتاب الله حال الكتابة .
والله أعلم .
26
- فتوى بخصوص الكنز المدفون :
أمتلك قطعة أرض ولقد علمت أن بها كنزاً
أثرياً فما حكمه وكيف أتصرف فيه علماً بأن هذه الأرض ملك لأجدادي ؟
الجواب : الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
أولاً : فالكنز : هو ما دفنه أهل
الإسلام ، أو أهل الجاهلية ... والركاز : ما دفنه أهل الجاهلية خاصة .
والمراد بأهل الجاهلية : من كانوا قبل
بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، سواء في ذلك من لا دين له منهم ، ومن كان له
دين كأهل الكتاب .
ويُعرف دفين الجاهلية بوجوده في قبورهم
أو خزائنهم أو قلاعهم ، وبما يُرى عليه مِن علاماتهم ، كأسماء ملوكهم وصوهم وصور
صلبهم ، أو أصنامهم .
ويُعرف دفين الإسلام بعلامات المسلمين ،
كاسم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو
اسم أحد الخلفاء ، أو بكتابة آية من قرآن ، وهكذا .
ثانياً : ما دامت الأرض التي فيها الكنز
ملكاً لك ورثتها عن آبائك ، فإن كان الكنز مِن دفين أهل الجاهلية : ففيه الخمس لا
يأخذ منه مَن كان الكنز في أرضه شيئاً ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((
العجماء جبار ، وفي الركاز الخمس )) .
وتقسيم الخمس يكون
كتقسيمه في الغنيمة ، قال تعالى : (( (#þqßJn=÷æ$#ur $yJ¯Rr& NçGôJÏYxî `ÏiB &äóÓx« ¨br'sù ¬! ¼çm|¡çHè~ ÉAqߧ=Ï9ur Ï%Î!ur 4n1öà)ø9$# 4yJ»tGuø9$#ur ÈûüÅ3»|¡yJø9$#ur ÇÆö/$#ur È@Î6¡¡9$# )) . والأربعة الأخماس الباقية يأخذها الورثة الذين ورثوا الأرض .
27
– ما حكم استعمال بخور لطرد الشياطين ؟
لا أعلم لهذا العمل أصلاً شرعياً .
والواجب تركه ؛ لكونه من الخرافات التي لا أصل لها ، وإنما تطرد الشياطين بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن ،
والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق . وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - أنه قال : (( من نزل منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما
خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك )) ، وقال له رجل : يا رسول الله ماذا
لقيت البارحة من لدغة عقرب ، فقال له - صلى الله عليه وسلم - : (( أما إنك لو
قلت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك )) ، وقال - عليه الصلاة
والسلام - : (( من قال حين يصبح : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض
ولا في السماء وهو السميع العليم ، ثلاث مرات لم يضره شيء حتى يمسي ، ومن قالها
حين يمسي لم يضره شيء حتى أصبح )) .
28
- ما حكم الاستعانة بالجان في معرفة العين أو السحر ،
وكذلك تصديق الجني المتلبس بالمريض بدعوى السحر والعين والبناء على دعواه ؟
الحمد لله ، لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها ؛ لأن
الاستعانة بالجن شرك ، قال تعالى : (( ¼çm¯Rr&ur tb%x. ×A%y`Í z`ÏiB ħRM}$# tbrèqãèt 5A%y`ÌÎ/ z`ÏiB Çd`Ågø:$# öNèdrß#tsù $Z)ydu )) . وقال تعالى : (( tPöqtur óOèdçà³øts $YèÏHsd u|³÷èyJ»t Çd`Ågø:$# Ïs% Oè?÷sYõ3tGó$# z`ÏiB ħRM}$# ( tA$s%ur Nèdät!$uÏ9÷rr& z`ÏiB ħRM}$# $oY/u yìtFôJtGó$# $uZàÒ÷èt/ <Ù÷èt7Î/ !$oYøón=t/ur $uZn=y_r& üÏ%©!$# |Mù=§_r& $uZs9 4 tA$s% â$¨Y9$# öNä31uq÷WtB tûïÏ$Î#»yz !$ygÏù wÎ) $tB uä!$x© ª!$# 3 ¨bÎ) y7/u íOÅ3ym ÒOÎ=tæ )) . ومعنى استمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظموا الجن وخضعوا لهم
واستعاذوا بهم ، والجن خدموهم بما يريدون وأحضروا لهم ما يطلبون ، ومن ذلك إخبارهم
بنوع المرض وأسبابه مما يطلع
عليه الجن دون الإنس ؛ وقد يكذبون فإنهم لا يُؤمَنون ، ولا يجوز تصديقهم . والله
أعلم .
29
- هل تجوز قراءة القرآن لمريض لوجه الله تعالى أو بأجرة ؟
الحمد لله ، إذا كان
المقصود أن يرقى المريض بالقرآن فذلك جائز بالمستحب لقول النبي - صلى الله عليه
وسلم - : (( من استطاع منكم أن ينفع أخاه
فليفعل )) . و لفعله ذلك وأصحابه - رضي الله عنهم - ، والأولى أن يكون بغير
أجرة ، وإن كان بأجرة جاز لثبوت السنة بجواز ذلك ، وإن كان المقصود أن يجعل ثوابه
للمريض فذلك لا ينبغي لعدم وروده في الشرع المطهر ، وقد قال - عليه الصلاة والسلام
- : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) . وبالله التوفيق وصلى الله على عبده
ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم .
30
- ما حكم مشعوذ يأمر المريض بذبح نوع من الدجاج !!
الجواب :
الذبح لغير الله شرك
أكبر ، قال تعالى : (( ö@è% ¨bÎ) ÎAx|¹ Å5Ý¡èSur y$uøtxCur ÎA$yJtBur ¬! Éb>u tûüÏHs>»yèø9$# ÇÊÏËÈ w y7ΰ ¼çms9 ( y7Ï9ºxÎ/ur ßNöÏBé& O$tRr&ur ãA¨rr& tûüÏHÍ>ó¡çRùQ$# )) . وقد لعن النبي من ذبح لغير الله . ويحرم إتيان مثل هذا من
المشعوذين والكهنة ونحوهم ممن يفعل الشركيات . كما يحرم سؤالهم وتصديقهم . وبالله
التوفيق .
31
- ما حكم استخدام الجن في استخراج الكنوز ؟
هذا العمل ليس بجائز
فإن هذه الطلاسم التي يحضرون بها الجن ويستخدمونهم بها لا تخلو من شرك في الغالب ،
والشرك أمره خطير ، قال الله تعالى : (( `tB õ8Îô³ç «!$$Î/ ôs)sù tP§ym ª!$# Ïmøn=tã sp¨Yyfø9$# çm1urù'tBur â$¨Y9$# ( $tBur úüÏJÎ=»©à=Ï9 ô`ÏB 9$|ÁRr& )) . والذي يذهب إليهم يغريهم ويغرهم ، يغريهم بأنفسهم وأنهم على حق
، ويغرهم بما يطيعهم من الأموال ، فالواجب مقاطعة هؤلاء وأن يدع الإنسان الذهاب
إليهم ، وأن يحذر إخوانه المسلمين من الذهاب إليهم .
والغالب في أمثال
هؤلاء أنهم يحتالون على الناس ويبتزون أموالهم بغير حق ، ويقولون القول تخرصاً ثم إن وافق القدر
أخذوا ينشرونه بين الناس ، ويقولون نحن قلنا وصار كذا ، ونحن قلنا وصار كذا ، وإن
لم يوافق ادعوا دعاوى باطلة أنها هي التي منعت هذا الشيء ، وإني أوجه النصيحة إلى
من ابتلى بهذا الأمر ، وأقول لهم : احذروا أن تمتطوا الكذب على الناس ، والشرك
بالله عز وجل ، وأخذ أموال الناس بالباطل ، فإن أمد الدنيا قريب والحساب يوم
القيامة عسير ، وعليكم أن تتوبوا إلى الله تعالى من هذا العمل وأن تصححوا أعمالكم
وتطيبوا أموالكم ) .
32
- ما حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر ؟
هذا محرم ، ولا يجوز
، وهذا يسمى بالعطف ، وما يحصل به التفريق يسمى بالصرف ، وهو أيضاً محرم وقد يكون
كفراً وشركاً ، قال الله تعالى : (( $tBur Èb$yJÏk=yèã ô`ÏB >tnr& 4Ó®Lym Iwqà)t $yJ¯RÎ) ß`øtwU ×poY÷GÏù xsù öàÿõ3s? ( tbqßJ¯=yètGusù $yJßg÷YÏB $tB cqè%Ìhxÿã ¾ÏmÎ/ tû÷üt/ ÏäöyJø9$# ¾ÏmÅ_÷ryur 4 $tBur Nèd tûïÍh!$ÒÎ/ ¾ÏmÎ/ ô`ÏB >ymr& wÎ) ÈbøÎ*Î/ «!$# 4 tbqçH©>yètGtur $tB öNèdàÒt wur öNßgãèxÿZt 4 ôs)s9ur (#qßJÎ=tã Ç`yJs9 çm1utIô©$# $tB ¼çms9 Îû ÍotÅzFy$# ïÆÏB 9,»n=yz )) .
33
- ما حكم الذهاب للساحر ؟
لا يجوز ذلك والأصل فيه ما رواه الإمام
أحمد وأبو داود بسنده عن جابر رضي الله عنه قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - عن النشرة فقال : (( هي من عمل
الشيطان )) ، وفي الأدعية الطبيعية والأدوية الشرعية ما فيه كفاية فإن الله ما
أنزل داء إلا أنزل له شفاء عَلمَهُ من علمه وجَهلهُ من جهله . وقد أمر رسول الله
بالتداوي ، ونهى عن التداوي بالمحرم فقال : (( تداووا ولا تتداووا بحرام ))
. وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( إن الله لم يجعل شفاء أمتي
فيما حرم عليها )) . وبالله التوفيق .
34
- ما حكم تعليق أخذ الأجرة بشرط البراءة من المرض ؟
سؤال : ورد في فتواكم حول أخذ الأجرة
على الرقى الشرعية قولكم: ( لا مانع من أخذ الأجرة على الرقية الشرعية بشرط
البراءة من المرض ) ، فهل ينطبق ذلك على الطبيب وهل يجوز أخذ الأجرة على العزائم
التي يكتب عليها شيء من القرآن والزيت وماء الصحة المقروء عليهما قياساً على جواز
أخذ الأجرة على القراءة ؟
الجواب :
ورد في حديث أبي سعيد أن صاحبهم رقى سيد
ذلك الحي بعد أن صالحوهم على قطيع من الغنم فوفوا لهم فقال النبي - صلى الله عليه
وسلم - : (( اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم )) ، وقال : (( إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله )) .
ونقول : إن الطبيب المعالج إذا شرط أجرة
معينة فلابد من شرط البراءة والسلامة من المرض الذي يعالجه إلا إذا اتفقوا على دفع
قيمة العلاج والأدوية ، فأما العزائم فالأصل إنها الرقى أي القراءة على المريض مع
النفث بقليل من الريق كتابة الآيات في أوراق ونحوها بماء الزعفران يجوز أخذ أجرة
على ذلك مقابل الأدوية وكذا ماء الصحة والزيت إذا قرأ فيه فله أخذ قيمته المعتادة
دون مبالغة في الأثمان بما لا مقابل له ، والله أعلم .
35
- هل يشترط في الراقي أن يكون من أهل العلم الشرعي ؟
الصواب إنه يجوز استعمال الرقية من كل
قارئ يحسن القرآن ويفهم معناه ، ويكون حسن المعتقد صحيح العمل مستقيماً في سلوكه
ولا يشترط إحاطته بالفروع ولا دراسته للفنون العلمية ، وذلك لقصة أبي سعيد في الذي
رقى اللديغ قال : وما كنا نعرف منه الرقية أو كما قال ، وعلى الراقي أن يحسن النية
وأن يقصد نفع المسلم ولا يجعل همه المال والأجرة ليكون ذلك أقرب إلى الانتفاع
بقراءته ، والله أعلم .
36
- ما حكم عصب العينين عند قراءة الرقية على المرأة ؟
يحسن اختيار امرأة قارئة للنساء تعالج
مثل هذه الحالات ، أو أن يتولى علاجها ، والرقية عليها أحد محارمها أهل التقى
والصلاح من حملة القرآن الكريم ، فإن لم يوجد شيء من ذلك ففعل هذا الرجل الذي يعصب
عينيه جائز إذا أمن الفتنة ، ولم يمس
شيئاً من بشرتها ، فإن لم يحصل هذا اقتصر على قراءته في ماء أو زيت ، وأعطاه
لأهلها لتدهن به ، وتشرب منه ، ولعله يكفي لعلاجها ، والله أعلم .
37
- ما كيفية النفث عند التعرض لوساوس الشيطان في الصلاة ؟
أولاً : على الإنسان أن
يستعيذ من الشيطان عند ابتداء الصلاة والقراءة .
ثانياً : عليه أنم يحرص على
إحضار قلبه لما يقوله في صلاته ، فإذا قرأ تأمل ما يقرأ ، وإذا دعا تأمل ما يدعو
به ، وإذا ذكر الله تأمل معاني الأذكار التي يدعو بها،حتى ينشغل بتأمل ذلك عن
وساوس الشيطان .
ثالثاً : إذا ابتلي ووقعت منه
هذه الوسوسة ، فإن عليه أن يجدد الاستعاذة ولو بقلبه ، ويثفث عن يساره ثلاثاً .
والنفث هو : النفخ مع قليل من الريق ،
أي : نفخ مختلط بشيء أو قليل من الريق ، هذا هو النفث ، وهو الذي يستعمل في
القراءة على المريض ، بأن ينفث عليه ، لعل ذلك يكون مانعاً من الشيطان .
38
- ما حكم القراءة على خزانات المياه ؟
سؤال : هناك بعض من يرقي بالرقى الشرعية
يقومون بالقراءة لمرة واحدة والنفث على عدة أوعية وجوالين للمياه أو الزيت والبعض
منهم يقرأ على خزان مياه المنزل ، أو ما يسمى بالوايت ، ويقدمه للمرضى بعد ذلك فهل
هذا العمل جائز شرعاً ، وما مدى تأثيره ؟
لا صحة لهذا العمل ولا يقرون على مثل
هذا العمل ، ولا تفيد هذه الرقية عادة إلا أن تكون قليلة كإناء ، أو اثنين يقرأ
الآية ثم ينفث في هذا ، ثم هذا ، ويقرأ الآية الأخرى ، وينفث في هذا ثم هذا .
أما قراءته في عدة جوالين أو أوعية فلا
أظنه يفيد ، وبطريق الأولى قراءته في خزان الماء أو الوايت ، والغالب أن هؤلاء
قصدهم كسب المال والاحتيال على تحصيله بهذه الظواهر وهو محرم عليهم ، والله أعلم .
39
- ما حكم الرقية بأي أنواع الرقى ما لم تكن شركاً ؟
تجوز الرقية بما ليس فيه شرك كسور
القرآن وآياته ، وكالأذكار الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وتحرم بما
فيه شرك ، كتعويذ المريض بذكر أسماء الجن والصالحين ، وبما لا يفهم معناه ، خشية
أن يكون شركاً ، لما ثبت من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( لا بأس
بالرقى ما لم تكن شركاً )) .
40
- ما حكم الدعاء بأسماء الله تعالى لشفاء الأمراض ؟
يجوز ذلك لعموم قوله
تعالى : (( ¬!ur âä!$oÿôF{$# 4Óo_ó¡çtø:$# çnqãã÷$$sù $pkÍ5 )) . ولثبوت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رقى النبي -
صلى الله عليه وسلم - بعض الناس بقوله : (( أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي
لا شفاء إلا شفاؤك )) . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
41
- ما الأسباب والوسائل التي تعصم الإنسان من الأوهام والوساوس الشيطانية وتجعله
سليماً ومستقيماً في عقيدته وسلوكه ؟
أولاً : أن يكثر من
الاستعاذة بالله من شر الشياطين وأوهامها ووساوسها ، ويعتقد أن ربه هو الذي يعيذه
ويعصمه ويحميه ، ويحول بينه وبين تلك الأوهام والتخيلات .
كما أن عليه ثانياً : أن يذهب من
نفسه تلك التخيلات والواردات ، التي تشككه في عقيدته ودينه وطهارته ، وصلاته سواء
في صحتها ، أو في أصلها ، بل يعتقد جازماً أنها عين الصواب والحق ، وأن ما يجول في
نفسه من الشك والريب في صحتها ، أو موافقتها كله من أوهام الشيطان ، ليوقعه في
الحيرة ، وليكلفه ما لا يطيق ، حتى يمل العبادة أو يعتقد بطلانها ، وهذا ما يريده
إبليس من المسلمين ، والله أعلم .
42
- هل يعد من الخلوة جمع النساء في مكان واحد للقراءة عليهن ؟
لا يعد خلوة وجود نساء مع رجل واحد
للقراءة عليهن جميعاً ، حيث إن الخلوة المحظورة كون المرأة وحدها مع رجل أجنبي
لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ((
ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان )) ، ففي حال وجود مجموعة من النساء اثنتين فأكثر مع رجل من القراء
الموثوقين من أهل الدين والإيمان والخير والصلاح والاستقامة ، لمعالجة صرع أو مرض
أو عين أو مرض نفساني ، لا يكون ذلك محظوراً ، لكن يقتصر القارئ على الرقية وراء
الستر ، ولا يمس شيئاً من بدن المرأة الأجنبية بدون حائل ، وحيث إن الأولياء
حاضرون فيفضل حضور من يخاف على موليته من الإغماء ونحوه ، ليتولى مباشرة جسمها
وتغطية بدنها ، والله أعلم .
43
- ما حكم الاغتسال بماء زمزم ، والماء الذي قرأ فيه القرآن في بيوت الخلاء ؟
الجواب :
لا بأس بذلك ، لأنه ليس قرآناً مكتوباً
وليس فيه المصحف مكتوباً ، وإنما فيه الريق ، أي : النفث ، والهواء الذي خالطه
المصحف ، أو خالطته القراءة .
ومن المعلوم أن أهل مكة في أزمنتهم
الأولى كانوا يستعملون ماء زمزم ، ولم يكن عندهم غير ماء زمزم ، فالصواب أنه لا
كراهة في ذلك ، وأنه جائز ،
والماء
ليس فيه قرآن ، إنما فيه نفث بالقرآن وفرق بين المقامين .
خاتمة الكتاب
الحمد لله الذي
أعانني على إتمام هذا الكتاب على هذه الصورة ، والمنة له أولا وآخراً ، (( çms9 ßôJptø:$# Îû 4n<rW{$# ÍotÅzFy$#ur ( ã&s!ur ãNõ3çtø:$# Ïmøs9Î)ur tbqãèy_öè? )) .
أما بعد :
فقد
أسفر البحث عما يلي :
-
أن هناك تشابهاً كبيراً بين أعراض
الأمراض الروحية ، وأعراض الأمراض النفسية والعضوية .
-
أن الطرق الثلاثة الفاحصة لا غنى عنها
أو عمّا يماثلها للرقاة .
- أثبت
البحث ومن خلال التجارب العملية مع المرضى أن نسبة الوهم بالإصابة بالأمراض
الروحية مرتفعة جداً بين الناس ، ويعود ذلك إلى جهل كثير من الرقاة ، وأطماع بعضهم
في الكسب المادي .
-
أثبت البحث أهمية أن يكون الراقي مطلعاً
على شيء من الطب النفسي والعضوي .
- أثبت
البحث أن كثيراً من العلماء الأجلاء أيدوا وبينوا أن نسبة أكثر من تسعين بالمئة من
المرضى ليس فيهم جن ولا سحر ، وإنما هي أوهام وأمراض نفسجسمانية .
كما
أوصي بما يلي :
- أوصي
الاخوة الرقاة خاصةًً طلبة العلم منهم القادرين على الكتابة والتأليف في هذا
المجال بأن يظهروا للعامة نتائج خبرتهم العملية لأهميتها الكبيرة .
- أطلب
من السادة العلماء الأجلاء أن يبذلوا ما بوسعهم لبيان وتوضيح غلو الرقاة في مسألة
نسبة الأمراض للمس الشيطاني ، ليعود للرقية مفهومها الصحيح ، وليزول الوهم بين
صفوف المسلمين كما هو حال الرقاة هذه الأيام
.
- أوصي
المرضى خاصة ، وجميع المسلمين عامة بألا يتعلقوا كثيراً بالرقاة ، وليعلموا أن
الراقي لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ، وأن رقية الفرد لنفسه أفضل ، وأن غالب
الأمراض المنتشرة هذه الأيام ما هي إلا بسبب الوهم والضغوطات النفسية ، وأن لا
يقعوا في حبال السحرة والمشعوذين .
وختاماً
:
هذا جهد المقل ، فإن أصبت فبتوفيق من
الله ، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ، وأستغفر الله عما بدر مني , وحسبي أني اجتهدت
، والمجتهد في فنه مغفور له بإذن الله
وأسأل الله تعالى أن يغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت هو ولي
ذلك والقادر عليه .
المراجع
- القرآن الكريم .
-
أحاديث في السلوك الإنساني ، الدكتور وليد سرحان ، المكتبة الوطنية .
-
آداب الزفاف في السنة المطهرة ، محمد ناصر الدين الألباني ، دار السلام .
-
آفاق بلا حدود ، الدكتور محمد التكريتي ، مطبعة قرطبة .
- الإرشاد والعلاج
النفسي والأسري ، الدكتورة زهرة سعد المعبي ، الشفق للطباعة والنشر والتوزيع .
-
الأمراض النفسية والعقلية ، الدكتور أنور البنا ، المكتب الجامعي الحديث .
-
الأمراض الهرمونية ، الدكتور أحمد رزق شرف .
-
البداية والنهاية ، ابن كثير ، دار إحياء التراث العربي .
-
الترغيب والترهيب ، الحافظ المنذري ، دار الفكر .
- التمهيد لشرح كتاب
التوحيد ، عبد العزيز بن صالح آل الشيخ ، دار التوحيد للنشر .
-
الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، مؤسسة الرسالة .
-
الحسد والحاسد والمحسود ، الدكتور عبد الخالق العطار .
-
الخلق الكامل ، أحمد محمد جاد المولى ، دار الكتب العلمية .
- الزاهر في معاني
كلمات الناس ، محمد بن القاسم بن بشار الأنباري أبو بكر ، دار الشؤون الثقافية العامة .
-
السلسلة الصحيحة ، الألباني ، المكتب الإسلامي .
-
الطب النبوي ، ابن القيم ، دار الهلال .
-
القاموس الفقهي ، الدكتور سعدي أبو حبيب ، دار الفكر .
-
القانون في الطب ، ابن سينا ، دار الشؤون الثقافية العامة .
-
الكنز الثمين ، عبدالله الجبرين ، مكتبة الصقر السعودية .
-
اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين ، عبدالله الجبرين ، دار الفرقان .
-
المغني ، ابن قدامة المقدسي ، دار إحياء التراث العربي .
-
المفردات ، الراغب الأصفهاني ، دار المعرفة .
- المنهل المعين في
إثبات حقيقة الحسد والعين ، أسامه بن ياسين المعاني ، دار المعالي .
-
الموطأ ، مالك بن أنس ، دار إحياء التراث العربي .
-
النهاية ، ابن الأثير ، دار ابن الجوزي .
- النهاية في غريب
الحديث ، المبارك بن محمد الجزري أبو السعادات ، مطبعة الحلبي .
-
بدائع الفوائد ، ابن القيم ، مجمع الفقه الإسلامي .
-
تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ، الزيلعي ، المطبعة الكبرى الأميرية .
-
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ، المباركفوري ، دار الكتب العلمية .
- تفسير البغوي ، أبو
محمد الحسين بن مسعود البغوي ، دار طيبة للنشر
والتوزيع .
-
تفسير القاسمي ، محمد جمال الدين القاسمي ، دار الحديث .
-
تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، دار طيبة .
-
تكملة أضواء البيان ، محمد الأمين الشنقيطي ، مجمع الفقه الإسلامي .
-
جريدة الدستور الأردنية ، العدد رقم (
16205 ) .
- جريدة الرياض ،
العدد ( 15664 ) والعدد ( 14856 ) والعدد ( 15289 ) والعدد ( 15950 ) والعدد (
16005 ) والعدد ( 14863 ) والعدد ( 14815 ).
- جريدة الغد
الأردنية / 6 شوال 1433 هـ ، والأحد 19 آب 2012م / 1 شوال 1433 هـ .
-
جريدة الوقت البحرينية ، العدد ( 1162 ) .
-
دليل المعالجين ، رياض محمد سماحة ، مكتبة الصحابة .
-
روضة الطالبين ، النووي ، المكتب الإسلامي .
-
رياض الصالحين ، النووي ، تحقيق الألباني ، المكتب الإسلامي .
-
رياض الصالحين ، محمد بن صالح العثيمين ، دار الوطن للنشر .
-
زاد المعاد ، ابن القيم ، مؤسسة الرسالة .
-
سنن أبو داود ، أبو داود ، دار الفكر .
-
سنن ابن ماجة ، محمد بن يزيد القزويني ، دار إحياء الكتب العربية .
-
سنن الترمذي ، الترمذي ، دار الفكر .
-
سنن النسائي ، النسائي ، دار إحياء التراث .
- شرح العقيدة
الطحاوية ، محمد بن علاء الدين ابن أبي العز الحنفي ، تحقيق الألباني ، المكتب
الإسلامي .
-
شرح مسلم ، النووي ، دار الخير .
-
صحيح البخاري ، أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري
، المطبعة الأميرية .
-
صحيح الجامع ، الألباني ، المكتب الإسلامي .
-
صحيح مسلم ، أبو الحسين
القشيري النيسابوري ، دار طيبة .
-
ضعيف الجامع ، محمد ناصر الدين الألباني ، المكتب الإسلامي .
-
طبقات الشافعية الكبرى ، تاج الدين السبكي ، هجر للطباعة والنشر والتوزيع .
-
علم النفس الطبي ، الدكتور مازن الخليل .
-
عمدة القاري ، العيني ، دار الكتب العلمية .
- عون المعبود شرح
سنن أبي داود ، محمد شمس الحق العظيم آبادي ، المكتبة السلفية .
- غذاء الألباب في
شرح منظومة الآداب ، محمد بن سالم السفاريني الحنبلي ، دار الكتب العلمية .
-
فتح الباري ، ابن حجر ، طيبة .
- فتح الحق المبين في
أحكام رقى الصرع والسحر والعين ، أسامه بن ياسين المعاني ، دار المعالي .
- فتح المجيد شرح
كتاب التوحيد ، عبد الرحمن آل الشيخ ، دار أصحاب الحديث ، الدار العالمية للنشر
والتوزيع .
-
فقه السنة ، سيد سابق ، الفتح للإعلام العربي .
-
فيض القدير ، المناوي ، دار الكتب العلمية .
-
قوِّ عقلك الباطن ، الدكتور جوزيف ميرفي ، مكتبة جرير .
-
كشف الأسرار على أصول البزدوي ، عبد العزيز البخاري ، دار الكتب العلمية .
-
كيف تتخلص من الاكتئاب ، الدكتور عمرو حسن أحمد بدران ، الدار الذهبية .
-
لا تحزن ، عائض القرني ، دار ابن حزم للطباعة والنشر .
-
لسان العرب ، ابن منظور ، دار المعارف .
-
مجلة الفكر الحر ، العدد ( 57 ) .
-
مجلة النبأ ، العدد ( 61 ) جمادى الثانية .
-
مجموع الفتاوى ، ابن تيمية ، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف .
- مجموع فتاوى ورسائل
محمد بن صالح العثيمين ، محمد بن صالح العثيمين ، دار الوطن .
- مختار الصحاح ، محمد
بن أبي بكر الرازي ، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع .
- مرآة الأصول شرح
مرقاة الوصول ، ملا خسروا ، محمد بن فرامرن ، المكتبة الأزهرية للتراث .
- مرقاة المفاتيح شرح
مشكاة المصابيح ، علي القاري - محمد الخطيب التبريزي ، دار الكتب العلمية .
-
موسوعة الطب النفسي ، الدكتور عبد المنعم خفاجي ، مكتبة مدبولي .
-
موقع سماحة الشيخ بن جبرين .
-
موقع سماحة الشيخ عبد العزيزبن باز - رحمة الله - .
-
موقع مركز مطمئنة الطبي ، بإشراف الدكتور طارق الحبيب .
-
نهج الشرع في علاج المس والصرع ، أسامه بن ياسين المعاني ، دار المعالي .
-
وقاية الإنسان من الجن والشيطان ، وحيد بالي ، دار الكتب العلمية .
محتويات الكتاب
أقوال
مقتبسة من الكتاب ....................................................... 1
الإهداء
........................................................................ 3
الشكر .........................................................................
4 مقدمة الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ ................................ 5
مقدمة الأستاذ الدكتور مروان بن إبراهيم القيسي .............................. 7
مقدمة
فضيلة الشيخ أبو محمد سليمان أبو دامس ............................ 10 مقدمة
الأستاذ محمد بن شحادة يوسف ....................................... 13
مقدمة
المؤلف ............................................................... 15
الباب
الأول : مصطلحات وتعريفات في الطب الروحي والنفسي .............. 24المبحث الأول :
مصطلحات وتعريفات روحية ................................. 25
المبحث
الثاني : مصطلحات وتعريفات نفسية ................................. 40
المبحث
الثالث : الفروق بين بعض المصطلحات الروحية والطبية ............ 52
الباب
الثاني : الأمراض الشائعة بين الناس تعريفها وأسبابها وأعراضها وطرق علاجها
...................................................................... 61
المبحث
الأول : الأمراض العضوية ........................................... 62
المبحث
الثاني : الأمراض النفسية ........................................... 77
المبحث
الثالث : الأمراض الروحية .......................................... 92
الباب
الثالث : تشخيص الأمراض الروحية ................................. 116
المبحث
الأول : الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية ............... 117
المبحث
الثاني : شبهات الرقاة في تشخيص المس الشيطاني والرد عليها بالحجة والمنطق
والبرهان ......................................................... 132
الباب
الرابع : نصائح وإرشادات في العلاج بالرقية الشرعية ............... 146
المبحث
الأول : نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات ................... 147
المبحث
الثاني : احذروا المدمرات الثلاث ................................... 156
الباب
الخامس : قصص متنوعة في العلاج بالرقية الشرعية ............... 168المبحث الأول :
قصص متنوعة في العلاج بالرقية الشرعية ................ 169
الباب
السادس : فتاوى العلماء فيما يتعلق بالعلاج والرقية الشرعية ........ 189
المبحث
الأول : فتاوى العلماء فيما يتعلق بالعلاج والرقية الشرعية ........ 190
خاتمة
الكتاب ............................................................... 221
المراجع
.................................................................... 223
محتوى
الكتاب ............................................................. 227
[1]. أخرجه أحمد وأبو داود
والترمذي بإسناد صحيح .
[2]. قال الشيخ الألباني : ( حسن )
. أنظر حديث رقم ( 3326 ) في صحيح الجامع .
[3]. السلسلة الصحيحة برقم ( 1511
) .
[4]. أخرجه أبو داود ( 3420 ، 3896
، 3897 ) والنسائي في عمل اليوم والليلة ( 1023 ) والحاكم ( 1 : 559 – 560 ) وأحمد
( 5 : 210 ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 2027 ) .
[5]. سورة آل عمران ، الآية ( 102
) .
[6]. سورة النساء ، الآية ( 1 ) .
[7]. سورة الأحزاب ، الآية ( 70 –
71 ) .
[8]. انظر تمام الحديث في صحيح سنن
ابن ماجة للشيخ الألباني رحمه الله ، كتاب الطب رقم ( 2858 ) ، وفي رواية ذكرها الشيخ
الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1 : 796 ) : (( أخرج عدو الله أنا رسول
الله )) .
[9]. رواه البخاري ، حديث رقم (
5737 ) .
[10]. سورة فصلت ، الآية ( 44 ) .
[11]. صحيح مسلم ، المسند الصحيح ،
حديث رقم ( 2185 ) .
[12]. سورة الجن ، الآية ( 6 ) .
[13]. السلسلة الصحيحة ( 3980 ) .
[14]. سورة آل عمران ، الآية ( 175
) .
[15]. سورة النساء ، الآية ( 76 ) .
[16]. سورة الإسراء ، الآية ( 65 )
.
[17]. سورة الحج ، الآية ( 38 )
.
[18]. سورة الروم ، الآية ( 47 ) .
[19]. سورة الأعراف ، الآية ( 200 )
.
[20]. سورة الزمر ، الآية ( 36 ) .
[21]. سورة الحج ، الآية ( 38 ) .
[22]. سورة إبراهيم ، الآية ( 10 )
.
[23]. سورة النساء ، الآية ( 122 )
.
[24]. سورة النساء ، الآية ( 87 ) .
[25]. الفوائد ، ابن القيم : (ص 272
) .
[26]. مجموع فتاوى ورسائل الشيخ
محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - ، ( 2 : 191 ) .
[27]. النهاية في غريب الحديث
، ( 1 : 192 ) .
[28]. فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
، ( ص 161 ) .
[29]. لسان العرب مادة ( نجم ) ، (
8 : 29 ) .
[30]. أنظر : لسان العرب مادة ( تول
) ، ( 11 : 81 ) .
[31]. أنظر : لسان العرب ، ( 12 :
83 ) .
[32]. القانون في الطب ، ابن سينا ،
( ص 657 ) .
[33]. أدب الخلق في الإسلام ، محمود
الدمشقي ، ( ص 157 ) .
[34]. لسان العرب ، ابن منظور ،
مادة ( حقب ) ، ( ص 325 ) .
[35]. سنن
ابن ماجة ، باب الغلول ، ( 2 : 950 ) .
[36]. المغني
، ( 10 : 106 ) .
[37]. مختار
الصحاح مادة ( رتم ) ، وابن عابدين ( 5 : 232 ) ، و الموسوعة الفقهية ( 13 : 23 ) .
[38]. عون المعبود شرح سنن أبي داود
، ( 10 : 370 ) .
[39]. شرح مسلم ، ( 6 : 364 ) .
[40]. المغني ، ( 10 : 104 ) .
[41]. النهاية ، ( شفا ) ، ( 2 :
488 ) .
[42]. تفسير القرآن العظيم ، ابن
كثير ، ( 1 : 31 ) .
[43]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 275 – 277 ) .
[44]. القول المفيد شرح كتاب
التوحيد ، ( 2 : 39 – 41 ) ، و مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ، ( 9 : 515 – 516 ) .
[45]. القول المفيد على كتاب
التوحيد ، محمد بن صالح بن عثيمين ، ( 2 : 93 ) .
[46]. لسان العرب ، ( 3 : 400 ) .
[47]. أنظر : البصائر ، ( 4 : 83 )
.
[48]. لسان العرب ، مادة ( عقر ) ،
( 4 : 591 ) .
[49]. زاد المعاد ، ابن القيم ، ( 4
: 149 ) .
[50]. الخلق الكامل ، أحمد محمد جاد
المولى ، ( 4 : 420 ) .
[51]. سورة المطففين ، الآية ( 26 )
.
[52]. فتح الباري ، ابن حجر ، ( 1 :
167 ) .
[53]. المرجع السابق ، ( 10 : 79 )
.
[54]. صحيح مسلم بشرح النووي ، ( ص
13 ، 14 ، 15 : 381 ) .
[55]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 343 ) .
[56]. القانون ، ابن سينا ، ( ج 1 :
ص 299 ) .
[57]. سورة البقرة ، الآية ( 268 )
.
[58]. مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين
، ( 17 : 427 - 428 ) ، ويراجع أصل الكلام في : فتاوى نور على الدرب ، شريط رقم (
315 ) .
[59]. موقع إسلام ويب ، رقم
الاستشارة ( 274705 ) .
[60]. سورة البقرة ، الآية ( 275 )
.
[61]. من ضمن الأسئلة الموجهة من
المجلة العربية في 19 / 12 / 1416 هـ ، ومجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع
، موقع الشيخ بن باز – رحمه الله - ) .
[62]. رواه مسلم ، كتاب السلام ، حديث
رقم ( 2186 ) .
[63]. الزاهر في معاني كلمات
الناس ، ( 2 : 60 ) .
[64]. المعجم الوسيط ، ( 2 : 940 )
.
[65]. النهاية لابن الأثير ، ( 5 :
54 ) .
[66]. تفسير القاسمي ، ( 10 : 302 )
.
[67]. سورة الفلق ، الآية ( 4 ) .
[68]. أنظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري ، الإمام ابن حجر العسقلاني ، ( ص 473 ) .
[69]. لسان العرب ، مادة ( وجه ) ،
( 13 : 560 ) .
[70]. ضعيف الجامع ، ( 5703 ) .
[71]. مختار الصحاح مادة ( ودع ) ،
والجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، ( 10 : 320 ) ، والآداب الشرعية ، محمد بن مفلح
، ( 3 : 76 ) .
[72]. المفردات ، الراغب ، ( ص 522 ) .
[73]. سورة الناس ، الآية ( 5 ) .
[74]. تفسير البغوي ، ( 30 : 548 )
.
[75]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 297 ) .
[76]. جريدة الغد الأردنية ، الجمعة
24 آب 2012م / 6 شوال 1433 هـ .
[77]. المعجم الفلسفي ، حرف الألف ،
من موقع د. عبد النور إدريس .
[78]. الإرشاد والعلاج النفسي
والأسري ، ( ص
96 ) .
[79]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 160 ) .
[80]. النابلسي ، ( 2003 : 72 ) ،
نقلاً عن جريدة العقل ، أكاديمية علم النفس ، ( ص 1 ) .
[81]. أحاديث في السلوك الإنساني ،
د.وليد سرحان ، ( ص 54 ) .
[82]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 308 ) .
[83]. د. سالم موسى ، نقلاً عن
جريدة ربيع العرب ، الأحد 10شوال 1433 هجري الموافق 19 أغسطس 2012م .
[84]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 173 ) .
[85]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 173 ) .
[86]. أحاديث في السلوك الإنساني ،
د. وليد سرحان ، ( ص 52 ) .
[87]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 343 ) .
[88]. جريدة الرياض ، السبت 11جمادى
الآخرة 1432هـ / 14 مايو 2011 م ، العدد
( 15664 ) .
[89]. أنظر : لسان العرب ، ( 12 :
83 ) .
[90]. كشف الأسرار على أصول البزدوي
، عبد العزيز البخاري ، ( 4 : 263 ) .
[91]. تحفة الأحوذي بشرح جامع
الترمذي ، ( ص 32 ) ، ط 1 ، 1410 ه / 1990 م .
[92]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 272 ) .
[93]. جريدة الرياض ، الأربعاء 30 صفر
1430 هجري ، العدد ( 14856 ) .
[94]. مجلة النبأ ، العدد ( 61 ) ،
جمادى الثانية 1422 هجري / أيلول 2001 ميلادي .
[95]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 132 ) .
[96]. المرجع السابق ، ( ص 186 ) .
[97]. علم النفس الطبي ، د. مازن
الخليل ، ( ص 9 ) .
[98]. مرآة الأصول شرح مرقاة الوصول
، ملا خسرو ، ( ص 349 ) .
[99]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 275 – 277 ) .
[100]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 321 ) .
[101]. تبيين الحقائق شرح كنز
الدقائق ، الزيلعي ، ( 5 : 195 ) .
[102]. القاموس الفقهي ، د. سعدي أبو
حبيب ، ( ص 258 ) .
[103]. موسوعة الطب النفسي ، عبد
المنعم خفاجي ، ( 2 : 1067 ) .
[104]. آفاق بلا حدود ، د. محمد
التكريتي ، ( ص 212 ) .
[105]. القاموس الفقهي ، د. سعدي أبو
حبيب ، ( ص 258 ) .
[106]. موسوعة الطب النفسي ، عبد
المنعم خفاجي ، ( 2 : 1067 ) .
[107]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 343 ) .
[108]. المرجع السابق ، ( ص 90 ) .
[109]. نقلاً عن مركز مطمئنة الطبي ،
منتدى أ.د طارق الحبيب .
[110]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 75 ) .
[111]. الأمراض النفسية والأمراض
العقلية ، د. سناء محمد سليمان ، ( ص 21 ) .
[112]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 175 ) .
[113]. المرجع السابق ، ( ص 228 ) .
[114]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 228 ) .
[115]. أحاديث في السلوك الإنساني ،
د.وليد سرحان ، ( ص 40 ) .
[116]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 246 ) .
[117]. المرجع السابق ، ( ص 103 -
104 ) .
[118]. مجموع الفتاوى ، ( 17 : 529 –
530 ) .
[119]. تكملة أضواء البيان ( 9 : 644 )
.
[120]. بدائع الفوائد ( 2 : 233 )
والسورة هي الفلق في قولة : (( `ÏBur Ìhx© >Å%tn #sÎ) y|¡ym ))
.
[121]. المرجع السابق ، ( 2 : 233 )
.
[122]. موقع إسلام ويب ، مركز الفتوى
، الأحد 22 صفر 1423 / 5 – 5 – 2002 ، رقم الفتوى ( 16265 ) .
[123]. سورة الذاريات ، الآية ( 56 )
.
[124]. سورة الأنعام ، الآية ( 112 )
.
[125]. سورة الجن ، الآية ( 11 ) .
[126]. سورة الجن ، الآية ( 14 – 15 ) .
[127]. الموقع الرسمي لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن باز - رحمه الله - .
[128]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 132 ) .
[129]. المرجع السابق ، ( ص 385 ) .
[130]. موقع إسلام ويب ، رقم الفتوى
( 118494 ) .
[131]. أنظر : مختار الصحاح ، ( 1 : 195
) .
[132]. فتح الباري ، ابن حجر ، ( 10
: 215 ) .
[133]. المرجع السابق ، ( 10 : 212 )
.
[134]. متفق عليه : أخرجه الإمام
البخاري في صحيحه ، كتاب الطب ( 35 ) ، باب استحباب رقية العين برقم ( 5739 ) . والإمام
مسلم في صحيحه ، كتاب السلام ( 59 ) ، باب استحباب الرقية من العين برقم ( 2197 ) .
والحاكم في المستدرك ( 4 : 212 ) . أنظر صحيح الجامع ( 937 ) ، والسلسلة الصحيحة (
1247 ) .
[135]. زاد المعاد ، ( 4 : 149 ) .
[136]. جريدة الرياض ، السبت 11
جمادى الآخرة 1432 هجري / 14 مايو 2011 ميلادي ، العدد ( 15664 ) .
[137]. قوِّ عقلك الباطن ، د. جوزيف
ميرفي ، الجزء الأول .
[138]. موقع إسلام ويب ، رقم الاستشارة
( 274705 ) .
[139]. سورة البقرة ، الآية ( 275 )
.
[140]. من ضمن الأسئلة الموجهة من
المجلة العربية ، في 19 / 12 / 1416 هـ ، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، الجزء
التاسع .
[141]. نقلاً عن مجلة الفكر الحر ، العدد
( 57 ) .
[142]. نقلاً عن جريدة الغد الأردنية
، الأحد 19 آب 2012 م / 1 شوال 1433 هـ .
[143]. نقلاً عن جريدة الغد الأردنية
، الأحد 19 آب 2012 م / 1 شوال 1433 هـ .
[144]. نقلاً عن مجلة الفكر الحر ،
العدد ( 57 ) .
[145]. نقلاً عن جريدة الغد الأردنية
، الأحد 19 آب 2012 م / 1 شوال 1433 هـ .
[147]. نقلاً عن جريدة الغد الأردنية
، الأحد 19 آب 2012 م / 1 شوال 1433 هـ .
[148]. نقلاً عن جريدة الغد الأردنية
، الأحد 19 آب 2012 م / 1 شوال 1433 هـ .
[149]. جريدة الرياض ، الثلاثاء 20
جمادى الأول 1431 هجري ، العدد ( 15289 ) .
[151]. جريدة الوطن القطرية ، الأحد
10 / 6 / 2012 م ، العدد ( 6125 ) .
[152]. جريدة الغد الأردنية ، الأحد
19 آب 2012 م / 1 شوال 1433 هـ .
[153]. جريدة الرياض ، الجمعة 2 ربيع
الآخر 1433 هجري ، العدد ( 15950 ) .
[154]. جريدة الرياض ، 27 جمادى
الأولى 1433 هجري ، العدد ( 16005 ) .
[155]. جريدة الرياض ، الخميس 27
جمادى الأول 1433 هجري ، العدد ( 16005 ) .
[157]. جريدة الرياض ، الأربعاء 7
ربيع الأول 1430 هجري ، العدد ( 14863 ) .
[159]. جريدة الرياض ، السبت 11
جمادى الآخرة 1432 هجري ، العدد ( 15664 ) .
[160]. جريدة الرياض ، الأربعاء 7
ربيع الأول 1430 هجري ، العدد ( 14863 ) .
[161]. جريدة الوقت البحرينية ،
الاثنين غرة جمادى الأولى 1430 هجري ، العدد ( 1162 ) .
[162]. نقلاً عن موقع الاستشارات ،
إسلام ويب ، رقم الاستشارة ( 2108384 ) .
[163]. جريدة الرياض ، السبت 11
جمادى الآخرة 1432 هجري ، العدد ( 15664 ) .
[164]. نقلاً بعد الترجمة عن كتاب
الأمراض الهرمونية ، الدكتور أحمد رزق شرف ،
كلية الطب ، جامعة القاهرة .
[165]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 160 ) .
[166]. نقلاً عن كتاب كيف تتخلص من
الاكتئاب ، الدكتور عمرو حسن أحمد بدران ، ( ص 18 – 19 ) .
[167]. جريدة الغد الأردنية ،
الأحد 19 آب 2012م / 1 شوال 1433 هـ .
[168]. سورة الإسراء ، الآية ( 82 )
.
[169]. مجلة النبأ ، جمادى الثانية
1422 هجري / أيلول 2001 ميلادي ، العدد ( 61 ) .
[170]. اتصال هاتفي بيني وبين
الدكتور محمد الهزايمة ، أخصائي الأمراض النفسية .
[171]. جريدة الدستور الأردنية ، الأربعاء 4 شوال 1433 هـ الموافق 22 آب 2012
م ، العدد رقم ( 16205 ) السنة الخامسة والأربعون .
[172]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 142 ) .
[173]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 145 – 146 ) .
[174]. مجلة الشرق الأوسط ، الأحـد 1
صفـر 1431 هـ / 17 يناير 2010 ميلادي ، العدد
( 11373 ) .
[175]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 151 – 152 ) .
[176]. أحاديث في السلوك الإنساني ،
د. وليد سرحان ، ( ص 54 ) .
[177]. جريدة الرياض ، الخميس 18
محرم 1430 هجري ، العدد ( 14815 ) .
[178]. أحاديث في السلوك الإنساني ،
د. وليد سرحان ، ( ص 45 ) .
[179]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 90 ) .
[180]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 93 – 94 ) .
[181]. أحاديث في السلوك الإنساني ،
د . وليد سرحان ، ( ص 29 ) .
[182]. الطب النفسي والحياة ، د .
حسان المالح ، دار الإشراقات ، دمشق ، ط 2 ، 1997 م .
[183]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 117 – 118 ) .
[184]. نقلاً عن جريدة آفاق الكويتية
، الأحد الثامن من يوليو لسنة 2012 م .
[185]. الأمراض النفسية والعقلية ،
الدكتور أنور البنا ، ( ص 122 – 123 ) .
[186]. نقلاً عن جريدة آفاق الكويتية
، الأحد الثامن من يوليو لسنة 2012 م .
[187]. صحيح البخاري ، كتاب ( الطب )
، باب ( الدواء بالعسل ) ، رقم ( 5252 ) .
[188]. زاد المعاد ، ( 4 : 149 ) .
[189]. الطب النبوي ، ابن القيم ، (
ص 178 ) .
[190]. الآداب الشرعية ، ( 3 : 60 )
.
[191]. فيض القدير ، ( 1 : 315 ) .
[192]. روضة الطالبين ، ( 7 : 200 )
.
[194]. رواه مسلم ، المسند الصحيح ، ( ص
2188 ) .
[195]. السلسلة الصحيحة ، الألباني ،
حديث رقم ( 1249 ) .
[196]. صحيح مسلم
، كتاب السلام ، ( 4076) .
[197]. أخرجه مالك في الموطأ ، ( 3
: 119 ) ، وأحمد ( 15980 ) ، وابن ماجة في
الطب ، باب العين ( 3509 ) ، والبغوي ( 12 : 164 ) .
[198]. فتح الباري ، ابن حجر ، ( 1 :
166 ) .
[199]. أدب الخلق في الإسلام ، محمود الدمشقي ، ( ص 175 ) .
[200]. الحسد والحاسد والمحسود ، د.
عبد الخالق العطار ، ( ص 49 ) .
[201]. المغني ، ( 10 : 104 ) .
[202]. رواه أحمد ، ( 2 : 429 ) ، والترمذي ، ( 1 : 243 ) .
[203]. رواه أبو داود ، ( 4 : 225 و
226 ) ، والحاكم ، ( 1 : 8 ) .
[204]. موقع إسلام ويب ، رقم الاستشارة
( 274705 ) .
[205]. سورة البقرة ، الآية ( 275 )
.
[206]. أنظر : وقاية الإنسان من الجن
والشيطان ، وحيد بالي ، ( ص 76 ) .
[207]. سورة البقرة ، الآية ( 285 )
.
[208]. رواه البخاري ، حديث رقم (
5425 ) .
[209]. السلسلة الصحيحة ، ( 6 : 417
) .
[210]. موقع إسلام ويب ، جزء من محاضرة
له بعنوان : وقفة مع الجن ، 1433 هجري .
[211]. صحيفة سبق الإلكترونية ، 2
شوال 1433 هـ ، م . بتصرف .
[212]. سورة النساء ، الآية ( 76 ) .
[213]. رواه الترمذي ، باب ما جاء :
لا يرد القدر إلا الدعاء ، ( 8 : 350 ) .
[214]. رواه ابن ماجة ، باب في القدر
، ( ج 1 : ص 24 ) .
[215]. فتح الباري شرح صحيح البخاري
، باب أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، ( ص 116 ) .
[216]. صحيح الجامع ، الألباني ، رقم
( 2930 ) .
[217]. صحيح الترمذي ، كتاب الدعوات
، جزء ( 3 ) حديث رقم ( 3588 ) .
[218]. شرح العقيدة الطحاوية ، تحقيق
الألباني ، حاشية رقم ( 70 ) ، ( ص 126 ) .
[219]. صحيح الجامع ، الألباني ، رقم
( 3894 ) .
[220]. فتح الباري شرح البخاري ،
كتاب الطب ، ( ج10 : حديث 5745 ) .
[221]. المرجع السابق ، كتاب
الطب ، ( ج 10 : حديث 5736 ) .
[222]. المرجع السابق ، كتاب الإجارة
، ( ج 4 : حديث 2276 ) .
[223]. صحيح أبي داود ، كتاب الطب (
ج 2 : حديث 3901 ) .
[224]. فتح الباري شرح البخاري ،
كتاب المرضى ، ( ج 10 : حديث 5659 ) .
[225]. رياض الصالحين ، تحقيق
الألباني ، حديث رقم ( 909 ) .
[226]. المرجع السابق ، حديث رقم (
907 ) .
[227]. سورة النساء ، الآية ( 76 ) .
[228]. صحيح مسلم ، كتاب السلام ،
باب استحباب الرقية ، رقم ( 2199 ) .
[229]. سورة الأنعام ، الآية ( 112 )
.
[230]. البداية والنهاية ، ابن كثير
، ( 1 : 55 ) .
[231]. رواه أحمد ، والشيخان ، وأبو
داود عن أنس
، ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ، باب في الوسوسة ، ( ص 140 ) .
[232]. دليل المعالجين ، الشيخ رياض
محمد سماحة ، ( ص 51 – 52 ) .
[233]. المرجع السابق ، ( ص 51 – 52
) .
[234]. مجلة الشرق الأوسط ، الأحد 7
ربيع الثاني 1429 هجري ، العدد ( 10729 ) .
[235]. مجلة البيان الاقتصادي ،
بتاريخ 17 أغسطس 2009 م .
[236]. موقع سماحة الشيخ بن جبرين ،
ما جاء في الرقى ، رقم الفتوى ( 12699 )
.
[237]. صفحات مشرقة من حياة الشيخ
العثيمين - رحمه الله - . وهذه القصة سمعتها من أحد طلبة العلم في المملكة العربية
السعودية ، وكان قد سمعها من أحد أبناء الشيخ رحمه الله تعالى .
[238]. قاله فضيلة الشيخ وحيد – حفظه
الله – في مكالمة هاتفية جرت بيننا .
[239]. سورة الإسراء ، الآية ( 36 )
.
[240]. موقع الاستشارات ، إسلام ويب
، د. محمد حمودة ، 1 / 8 / 2007 م ، رقم الاستشارة ( 270921 ) .
[241]. قاله فضيلة الشيخ وحيد بالي –
حفظه الله – في مكالمة هاتفية جرت بيننا .
[242]. سورة الناس ، الآية ( 4 – 5 ) .
[243]. رواه مسلم ( 17 : 157) .
[244]. سورة الإسراء ، الآية ( 36 )
.
[245]. هي كلمة مشتقة من كلمة ريفلكس
، أي فعل انعكاسي ، والريفلوكسولوجي مشابه تماماً لما يسمى المعالجة بالضغط
بالإصبع . انظر كتاب : طبب نفسك بنفسك بالريفلوكسولوجي للدكتورة سامية حمزة عزام .
[246]. رواه الترمذي ( 4 : 465 ) ،
حديث رقم ( 2165 ) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ، ( 3 : 109 ) .
[247]. رواه البخاري ، باب السير ، (
2998 ) س.
[248]. الآداب الشرعية ، ( 1 : 428 )
.
[249]. فتح الباري ، ابن حجر ، ( 6 :
53 ) .
[250]. رواه أبو داود ، كتاب الطهارة
، باب ( 3 ) ، والنسائي ، كتاب الطهارة ، باب ( 17 ) ، وابن ماجة ، كتاب الطهارة ،
باب ( 9 ) ، والإمام أحمد في مسنده ( 4 : 369 ) ، وهو حديث صحيح .
[251]. رواه ابن أبي شيبة ( 9 : 115
) ، والترمذي ( 2768 ) ، وأحمد ( 2 : 287 ) ، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن
الترمذي ( 2221 ) ، والمشكاة ( 4718 ) ، وصحيح الترغيب والترهيب ( 3 : 188 : ح
3079 ) .
[252]. رواه البخاري ( 11 : 126) ،
ورواه مسلم ( 17 : 37 ) .
[254]. رواه البخاري ( 5425 ) .
[255]. رواه البخاري ، باب السير
وحده ( 2998 ) .
[256]. سنن أبو داود ( 2628 ) .
[257]. فيض القدير ، المناوي ( 6 :
326 ) .
[258]. الآداب الشرعية ( 1 : 428 ) .
[259]. فتح الباري ، ابن حجر ، ( 6 :
53 ) .
[261]. فتح الباري ، ابن حجر ، ( 6 :
53 ) .
[262]. عمدة القاري ، العيني ، ( 14
: ٢٤٧ ) .
[263]. موقع العرب وصحيفة كل العرب ،
الناصرة ، الثلاثاء 24 آذار 2009 م .
[265]. سورة النساء ، الآية ( 29 ) .
[266]. رياض الصالحين ، شرح الشيخ
محمد صالح بن عثيمين – رحمه الله - ، باب الصبر ، حديث رقم ( 27 ) .
[267]. سورة آل عمران ، الآية ( 139
) .
[268]. البخاري ، كتاب الجنائز ، باب
قول النَّبيّ : إنا بك لمحزونون ، ( 3 : 206 ) ، رقم ( 1303 ) .
[269]. سورة يونس ، الآية ( 58 ) .
[270]. رواه البخاري ( 5425 ) .
[271]. جريدة الرابطة ، العدد ( 2174
) ، 1432 هجري .
[272]. سورة الأنعام ، الآية ( 125 )
.
[273]. رواه البخاري ( 5425 ) .
[274]. جريدة اليوم ، الثلاثاء
5 / 1 / 1427 هجري الموافق 14 / 2 / 2006 ميلادي ، العدد ( 11932 ) .
[275]. نقلاً شبكة النبأ المعلوماتية
، الأحد 25 تشرين الثاني
2007 م الموافق 14 ذو القعدة 1428 هجري .
[276]. نقلاً عن كتاب لا تحزن ، عائض
القرني ، ( ص 105 ) .
[277]. سورة الروم ، الآية ( 23 ) .
[278]. سورة الفرقان ، الآية ( 47 )
.
[279]. سورة النمل ، الآية ( 86 ) .
[280]. سورة النبأ ، الآية ( 9 – 11
) .
[281]. فقه السنة ، سيد سابق ، ( 1 :
145 ) .
[282]. المرجع السابق ، ( 1 : 103 )
.
[283]. سورة الروم ، الآية ( 23 ) .
[284]. سورة الذاريات ، الآية ( 17 – 18 ) .
[285]. غذاء الألباب في شرح منظومة
الآداب ( 2 : 359 ) .
[286]. نقلاً عن منتديات الأردن .
[287]. نقلاً عن موقع الموسوعة
الطبية .
[288]. نقلاً عن موقع الأسرة السعيدة
.
[289]. طريقة الخنق من الودجين : هذه
الطريقة يستعملها بعض المعالجين ظناً منه أنه يضيق على الجني المتمركز في الدماغ ،
وكنت قد بينت مدى خطورتها في الباب الثالث ، المبحث الثالث وهو نصائح وإرشادات
للمعالجين والمعالجات من هذا الكتاب .
[290]. هي أمراض تظهر على الجسم
نتيجة بعض المشكلات النفسية ، ومثال ذلك صاحب الاكتئاب ففي البداية تجده يشتكي من
أعراض جسمانية وأهمها الصداع وبعد مراجعة الطبيب المختص يتبين أن سبب الصداع هو
الاكتئاب ولذلك يطلق عليها الأطباء
( أمراضاً نفسجسمانية ) .
[291]. رواه البخاري ، كتاب الطب ،
باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ، من حديث أبي هريرة ولفظه : (( ما أنزل
الله داء إلا أنزل له شفاء )) . أنظر الصحيح مع الفتح ( 10 : 134 ) .
[292]. السلسلة الصحيحة ( 2572 ) .
[293]. الفتاوى الذهبية ( ص 34 ) ،
وأنظر : الكنز الثمين ( 1 : 195 ) .
[294]. فتح الحق المبين في أحكام رقى
الصرع والسحر والعين ( 413 – 414 ) .
[295]. انظر
: فتح الباري ( 4 : 457 ) .
[296]. رواه البخاري ( 2115 ) ،
ومسلم ( 4080 ) .
[297]. رواه مسلم ( 4079 ) .
[298]. مجموع فتاوى ابن باز ( 19 :
338 ) .
[299]. مجموع الفتاوى ( 12 : 599 ) .
[300]. زاد المعاد ( 4 : 356 ) .
[301]. مسائل الإمام أحمد لأبي داود
( ص 260 ) .
[302]. إكمال المعلم ( خ ) لوحة (
190 ) ، نقلاً عن أحكام الرقي والتمائم ( ص 68 ) .
[303]. شرح السنة ( 12 : 166 ) .
[304]. طبقات الشافعية الكبرى ( 5 :
159 ) .
[305]. الكنز الثمين مجموع فتاوى
ورسائل الشيخ ابن جبرين ( 1 : 234 ) .
[306]. المنهل المعين في إثبات حقيقة
الحسد والعين ( 149 ) .
[307]. تسجيلات العصر الإسلامية ،
الشريط رقم ( 8064 ) .
[308]. نقلاً عن منتدى الرقية
الشرعية ، ( كتاب المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين - لفضيلة الشيخ أسامه
بن ياسين المعاني حفظه الله تعالى ) .
[309]. الآداب الشرعية ( 2 : 441 ) .
[310]. مجموع فتاوى ورسائل سماحة
الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ( 1 : 92 ) جزء من فتوى صادرة عن مكتبه برقم ( 12
) في ( 5 / 9 / 1374 هـ ) .
[311]. أنظر : مقالة للشيخ عبد العزيز
بن عبدالله بن باز ، جريدة المسلمون ، العدد ( 9 ) ، ( ص 16 ) ، بتاريخ 6 / 4 / 1985 .
وكذلك تفسير ابن كثير ، الجزء الأول ، تفسير الآية رقم ( 103 ) من سورة البقرة ( 1 : 141 ) .
[312]. نقلاً عن منتدى الرقية
الشرعية ( كتاب فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين - لفضيلة الشيخ
أسامة بن ياسين المعاني حفظه الله تعالى ) .
[313]. مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين
( 1 : 70 – 71 ) برقم ( 35 ) .
[314]. المنتقى (1 : 72 ) برقم ( 131
) .
[315]. المنتقى ( 2 : 141 ) .
[316]. الفتاوى الذهبية ، جزء من
فتوى ، ( ص 40 ) .
[317]. اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن
جبرين ( ص 16 - 17 ) .
[318]. نقلاً عن منتدى الرقية
الشرعية ( كتاب فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ، لفضيلة الشيخ
أسامة بن ياسين المعاني ، حفظه الله تعالى ) .
[319]. نقلاً عن منتدى الرقية
الشرعية ( كتاب منهج الشرع في علاج المس والصرع ، لفضيلة الشيخ أسامة بن ياسين
المعاني ، حفظه الله تعالى ) .
[320]. طرد وعلاج الجان بالقرآن
والأعشاب ( ص 11 ) .
[321]. موقع سماحة الشيخ ابن جبرين ما جاء في
الرقى رقم الفتوى ( 12699 ) .
[322]. موقع سماحة الشيخ بن جبرين ما
جاء في الرقى رقم الفتوى ( 12699 ) .
[323]. موقع سماحة الشيخ بن جبرين ما
جاء في الرقى رقم الفتوى ( 12699 ) .
[324]. أخرجه أبو داود ، كتاب الطب ،
0رقم ( 3883 ) ، وأحمد في المسند ( 3604 ) ، وصححه الألباني وهو في صحيح الجامع ،
رقم ( 1632 ) ، والسلسلة الصحيحة ( 331 ) .
[325]. أخرجه مسلم كتاب السلام ، رقم
( 2200 ) ، وأبو داود ، الطب ، رقم ( 3868 ) ، وهذا لفظه .
[326]. أنظر : فتاوى اللجنة الدائمة
( 1 : 204 - 205 ) .
[327]. أنظر : مجلة البحوث العلمية
الإسلامية ، عدد ( 27 ) ، ( ص 65 - 66 ) ، والفتوى للجنة الدائمة .
[328]. سورة الأعراف الآية ( 180 ) .
[329]. أخرجه
البخاري ، كتاب المرضى ، رقم ( 5675 ) ، ومسلم ، كتاب السلام ، رقم ( 2191 ) ، أنظر : مجلة البحوث العلمية
الإسلامية ، عدد ( 27 ) ، ( ص 63 - 64 ) فتوى اللجنة الدائمة .
[330]. سورة الأنعام الآية ( 162 -
163 ) .
[331]. صحيح مسلم ، الأضاحي ، ( 1978 ) ، مسند الإمام
أحمد بن حنبل ( 118،1 ) .
[332]. رواه مسلم بشرح النووي ( 14 /
227 ) .
[333]. فتاوى اللجنة الدائمة ، مجلة
البحوث العلمية الإسلامية ، العدد ( 28 ) ، ص ( 85 - 86 ).
[334]. اللجنة الدائمة ، مجلة البحوث
الإسلامية ، العدد ( 27 ) ، ص ( 75 ) .
[335]. الطب النبوي ، ص 125.
[336]. أخرجه الإمام أحمد في مسنده ،
والبخاري في صحيحه ، والسلسلة الصحيحة ( 451 ) .
[337]. منهج الشرع في علاج المس
والصرع ، ( ص 322 ) .
[338]. مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد
العزيز بن عبدالله بن باز - المجلد الثامن .
[339]. رواه أحمد في المسند ( 34 :
263 ) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 2955 ).
[340]. رواه أحمد في المسند ( 24 :
466 ) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 2572 ).
[341]. رواه مسلم ( 2188 ) .
[342]. الفتاوى الذهبية في الرُقى
الشرعية ( ص 111 ) .
[343]. آداب الزفاف في السنة المطهرة
( ص 93 ) .
[344]. نقل باختصار عن موقع الشيخ
حفظه الله .
[345]. الفتوى موثقة في منتدى
الجربوع للرقية الشرعية .
[346]. رواه البخاري ومسلم ، جامع
العلوم والحكم ، الجزء الأول ، ( ص 176 ) .
[347]. مسلم ( 4 : 2094 ) ، رقم (
2732 ) . وأبو داود ( 2 : 89 ) ، رقم ( 1534 ) .
[348]. نقل عن موقع الإسلام سؤال
وجواب ، فتوى رقم ( 140183 ) .
[349]. اللجنة الدائمة للبحوث
العلمية والإفتاء . نقلاً عن موقع الإسلام سؤال وجواب فتوى رقم ( 11058 ) .
[351]. سورة الأنفال ، الآية ( 41 )
.
[352]. موقع إسلام ويب ،
رقـم الفتوى ( 7604 ) عنوان الفتوى : الكنز .. تعريفه
.. التصرف فيه ، تاريخ الفتوى ، 20 محرم 1422 / 14 / 4 / 2001 .
[353]. فتاوى نور على الدرب ( 3 :
265 ) .
[354]. سورة الجن ، الآية ( 6 ) .
[355]. سورة الأنعام ، الآية ( 128 )
.
[356]. اللجنة الدائمة للبحوث
العلمية والإفتاء ، المصدر : الإسلام سؤال وجواب ، الشيح محمد بن صالح المنجد .
[358]. رواه
البخاري ، في الصلح ، باب إذا اصطلحوا على صلح جور ، رقم ( 2697 ) ، ومسلم ، في الأقضية ، باب نقض الأحكام
الباطلة ورد محدثات الأمور ، رقم ( 1718 ) .
[359]. اللجنة
الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، فتوى رقم ( 9645 ) .
[360]. سورة
الأنعام ، الآية
( 162 – 163 ) .
[361]. اللجنة
الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، فتوى رقم ( 5898 ) .
[362]. سورة
المائدة ، الآية ( 72 ) .
[363]. مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين
، ( 2 ) ، السؤال رقم ( 116 ) .
[364]. سورة البقرة ، الآية ( 102 )
.
[365]. نقلاً من مجموع فتاوى الشيخ
بن عثيمين .
[366]. فتاوى اللجنة الدائمة ، فتوى
رقم ( 2465 ) .
[367]. أخرجه البخاري ، كتاب الطب ،
رقم ( 5749 ) ، ومسلم ، كتاب السلام ، رقم ( 2201 ).
[368]. أخرجه البخاري ، كتاب الطب ،
رقم ( 5737 ) .
[369]. فتوى من موقع الشيخ عبدالله
الجبرين ، وعليها توقيعه .
[371]. فتوى من موقع الشيخ عبدالله
الجبرين ، وعليها توقيعه .
[372]. الكنز الثمين ، عبدالله
الجبرين ، ( 1 : 213 – 214 ) .
[373]. فتوى من موقع الشيخ عبدالله
الجبرين ، وعليها توقيعه .
[374]. أخرجه مسلم ، كتاب السلام ،
رقم ( 2200 ) .
[375]. سورة الأعراف ، الآية ( 180 )
.
[376]. أخرجه البخاري ، كتاب المرضى
، رقم (5675) ، ومسلم ، كتاب السلام رقم ( 2191 ) .
[377]. مجلة البحوث الإسلامية ، عدد
( 27 ) ، ( ص 63 – 64 ) ، اللجنة الدائمة .
[378]. الكنز الثمين ، عبدالله
الجبرين ، ( ج 1 : ص 212 ) .
[379]. أخرجه الترمذي ، كتاب الفتن ،
رقم ( 2165 ) ، وأحمد في المسند ( 1 : 18 ، 26 ) ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
وصححه الألباني ، وهو في صحيح الجامع رقم ( 2546 ) .
[380]. فتوى من موقع الشيخ عبدالله
الجبرين ، وعليها توقيعه .
[381]. التمهيد لشرح كتاب التوحيد ،
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح آل الشيخ ، ( ص 621 ).
[382]. سورة القصص ، الآية ( 70 ) .