الأربعاء، 24 أبريل 2013

مصطلحات وتعريفات روحية


مصطلحات وتعريفات روحية

     إن المقصود بالمصطلحات الروحية : هي التي تتعلق بالروح دون الجسد الغير خاضعة للمحسوسات مثل ( العين ، والحسد ، والسحر ، والمس ) ، وقد يترتب على أثرها أمراضا نفسية وجسدية .
وفي هذا المبحث كنت حريصا على ذكر عدد من المصطلحات الروحية التي شاعت عند كثير من الناس ، وقد قمت بترتيبها هجائيا وهي على النحو التالي :


1- الأذكار الشرعية :
هي الأدعية والأوراد والآيات التي نرتلها ونرددها ، وتشمل الصلاة على النبي  - صلى الله عليه وسلم - والتهليل ، والتحميد والتكبير ، وغير ذلك من الأدعية والأوراد .

2 - التابعة :
    مايطلقه بعض الناس على إسقاط الحمل الذي لم يعرف له سبب طبي ، مستدلين ببعض الأحاديث الضعيفه والموضوعة التي لا تثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم – ويطلق عليه إسم التابعه أو القرينه أوما يسمى بأم الصبيان .
   وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى -  عن أم الصبيان فأجاب : بأن هذه الأشياء التي يقولها الناس عن " أم الصبيان " : كلها لا أصل لها ، ولا تعتبر ، وإنما هي من خرافات العامة ، ويزعمون أنها جنية مع الصبيان ، وهذا كله لا أصل له. [1] 

3- التفل :
     عرفه ابن الأثير في النهاية بأنه شبيه بالبزاق وهو أقل منه ، [2] ولا يكون عادة إلا ومعه شيء من الريق .

4 - التمائم :
     هي ما يعلق بأعناق الصبيان أو الكبار أو يوضع على البيوت أو السيارات من خرزات وعظام لدفع الشر - وخاصة العين - أو لجلب النفع  .

5 - التنجيم :
هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية ، بمعنى أن يربط المنجم ما يقع في الأرض ، أو ما سيقع في الأرض بالنجوم بحركاتها ، وطلوعها ، وغروبها ، واقترانها ، وافتراقها وما أشبه ذلك ، ويعد نوعاً من أنواع السحر والكهانة وهو محرم ، لأنه مبني على أوهام لا حقيقة لها ، فلا علاقة لما يحدث في الأرض بما يحدث في السماء. [3]

6 - التِوَلة :
    نوع من أنواع السحر يقوم الساحر به لِيُحَبِبَ بين شخصين ، كأن يحبب المرأة إلى زوجها أو العكس ، وعادة ما تكون من خرزات أوكتابات أو غير ذلك .


7 - الجاثوم :
    هو ما يقع على الإنسان أثناء النوم كحدوث هلوسات مخيفه ، أوضيق في التنفس واختناق ، وقد يحدث أحياناً بسبب خلل عضوي ، أو بسبب تسلط الجن على ذلك الشخص .

8 - الجن :
    هم مخلوقات من نار خلقهم الله – تعالى- للعبادة ، لا نراهم على حقيقتهم الأصلية ، فمنهم المسلم ومنهم الكافر ، وسموا جناً لاجتنانهم أي استتارهم عن الأبصار .

9 - الحسد :
هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها عنه . [4]

10 - الحقاب :
قال ابن منظور : هو خيط يشد في حقو الصبي تدفع به العين . [5]

11 - الخرز :
هو ما ينظم في السلك من الجزع والودع والحب المثقوب من الزجاج ونحوه من فصوص من حجارة والواحدة خرزة . [6]

12 - الراقي الشرعي :
هو الذي يقوم بالقراءة على المرضى بكلمات شرعية وأدعية مباحه ، بنية الشفاء من الأسقام والأمراض سواء كان بأجر أو بغير أجر .

13 - الربط :
   هو امتناع الرجل عن زوجته فلا يستطيع أن يجامعها ، ويُعَد من أشد أنواع الإيذاء للرجل والمرأة .
قال ابن قدامة : ( وقد اشتهر بين الناس وجود عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها وإذا حل عقده يقدر عليها بعد عجزه عنها حتى صار متواتراً لا يمكن جحده ) . [7]

14 - الرتيمة أو الرتمة :
   هي خيط كان يُربَط في العنق أو في اليد في الجاهلية ؛ لدفع المضرة عن أنفسهم على زعمهم . [8]
15 - الرقية :
هي كل ما يُقرأ على المريض من أدعية وكلمات مشروعة أو غير مشروعة ، فهناك الرقى الشرعية المباحة والرقى الغير شرعية المنهيُّ عنها .

16 - الرقية الشرعية :
هي ما كان من الأدعية المشروعة أو الآيات القرآنية ، شريطة أن تكون بكلام الله ، أو بأسمائه وصفاته ، أو المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأن تكون باللسان العربي وبما يعرف معناه .

17 - الرَّمال :
هو الذي يخط الرمل على الأرض يدعي بها علم الغيب لكي يتبين له بزعمه سعادة فلان أو شقاوته ، وتعد نوعا من أنواع التكهن .

18 – الروح :
قال النووي - رحمه الله - : ( إن الروح أجسام لطيفة متخللة في البدن ، فإذا فارقته مات ) . [9]

19 - السحر :
هو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه الساحر ، ليعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه ما يقتل ، وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يبغض أحدهما إلى الآخر ، أو يحبب بين اثنين  . [10]
20 – الشفاء :
هو رفع ما يؤذي أو يؤلم ، وهو البرء التام من المرض . [11]

21 - الشيطان :
قال ابن كثير - رحمه الله - : ( الشيطان في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير . وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار . ومنهم من يقول كلاهما صحيح في المعنى , ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب ) . [12]

22 - الصرع :
هو مرض يتميز بحدوث نوبات عصبية ، تشنجية مفاجئة ومتكررة ، والمظهر الشائع لهذه النوبات أنه يصحبها فقدان الوعي ، وتشنجات تصيب الجسم كله . [13]

23 - الطلاسم :
 هي نوع من الكتابة الغريبة والغير مفهومة يستخدمها السحرة للاستفادة من خدمات الجن لهم مقابل الشرك بالله الذي تتضمنه تلك الطلاسم .


24 – الطِيَرَةَ :
  قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :  ( هي التشاؤم بمرئي ، أو مسموع ، وقيل : التشاؤم بمعلوم مرئيّاً كان ، أو مسموعاً ، زماناً كان أو مكاناً ، وهذا أشمل ؛ فيشمل ما لا يُرى ، ولا يُسمع ؛ كالتطير بالزمان . [14]

25 - العدوى :
هي انتقال المرض من المريض إلى الصحيح ، وكما يكون في الأمراض الحسية يكون أيضاً في الأمراض المعنوية الخلقية ، ولهذا أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن جليس السوء كنافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه رائحة كريهة . [15]

26 - العزيمة :
هي أقوال وأفعال يستخدمها بعض السحرة والمشعوذين للتشديد والتغليظ على الجن والشياطين لاستحضارهم أو لصرفهم أو لتنفيذ رغباتهم .

27 - العفريت والمارد :
قال ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب : ( هو العاتي الشديد ، وأصله من مردة الجن والشياطين ، ومنه حديث رمضان : ( وتصفد فيه مردة الشياطين ) ، جمع مارد ) . [16]


28 - العقد :
 وهي خيوط يقوم الساحر بعقدها بعد القراءة عليها بكلمات وتمتمات غير مفهومه وينفث عليها ليسحر بها بعض الناس .

29 - العقرة :
قال ابن منظور  : هي خرزة تزعم نساء العرب أنها إذا علقت على حقو المرأة لم تحبل إذا وطئت ) . [17]

30 - العين :
هي نظر باستحسان أو بغض ، فتنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من عين العائن لتتصل بالمعين فيحصل الضرر . ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على  الرؤية ، بل قد يكون أعمى ، فيوصف له الشيء ، فتؤثر نفسه فيه ، وإن لم يره . [18]

31 - الغبطة :
هي رغبة في النفس أن يكون لها مثل ما لغيرها ، وهي ممدوحة أيضاً ، لأنها تنتهي غالباً بالمنافسة إذا صحبتها العزيمة وحب العمل . [19]
وقال ابن حجر : ( هي أن يتمنى المرء أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه ، والحرص على هذا يسمى منافسة ، فإن كان في الطاعة فهو  محمود ، ومنه (( Îûur y7Ï9ºsŒ ħsù$uZoKuù=sù tbqÝ¡Ïÿ»oYtGßJø9$# )) [20] ، وإن كان في المعصية فهو مذموم ، ومنه ( ولا تنافسوا ) ، وإن كان في الجائزات فهو مباح ) . [21]

32 - الفزع :
هو التوتر الطويل ، والخوف الفجائي الحاد ، والشعور بالخطر ، وعدم  الأمن . [22]

33 - قارئ الكف والفنجان :
هو الذي ينظر في كف الإنسان أو في فنجان قهوة بعد شربه ويخبر بما سيقع لصاحب الكف أو الفنجان ، والاستماع إليه محرم ولو كان على سبيل اللهو .

34 - الكاهن :
هو من يَدعى أنه يعرف الغيب ، ويُنبأ به ، وأنه يُوحى إليه بشيء منة ، وبعض الكهنة والعرافون يدعون أنهم على علم بالنجوم .

35 - المس :
هو أن يتسلط الجني على الإنسي بحيث يؤثر في  نفسه ، ويؤثر في  تصرفاته ، وقد يكون هذا التأثير من داخل الجسد أو من خارجه .


36 - المس التمثيلي :


هو عبارة عن أقوال وأفعال وحركات تمثيلية تصدر بإرادة من الشخص  وهو بوعيه الكامل ، ويحدث مثل هذا التمثيل أحياناً لجلب أنظار الآخرين إليه ، أو ليجد مخرجاً لمشاكل قد تعرض لها ، أو لينسب بعض تصرفاته للجن والشياطين أو لغايات أخرى . 37 - المس الوهمي  :


هو عبارة عن تخبطات في الأقوال والأفعال والحركات تقمصاً من شخص مصاب بمس حقيقي وتحدث مثل هذه الحركات والتصرفات عند مشاهدة المصروعين أحياناً ، وتحدث أيضاً عندما يوهم المعالج المريض بأن به مساً أو سحراً ، وفي الغالب نجد أكثر من يعانون من المس الوهمي هم أصحاب الشخصيات الضعيفة .


38 - المنفوس :
قال أبو بكر الأنباري – رحمه الله – : ( والنفس العين يقال قد أصابت فلاناً النفسُ إذا أصابته العين ويقال للفاعل " نافِسٌ " وللمفعول " منفوس " ). [23]

39 - النُشرة :
هي كالتعويذ والرقية . يقال : نشرته تنشيراً إذا رقيته وعوذته ، وإنما سميت نشرة لأنها ينشر بها عن المريض أي يحل عنه ما خمره من الداء . [24]

40 - النفاثات في العقد :
قال الإمام القرطبي - رحمه الله - : ( ومن شر النفاثات في العقد يعني : الساحرات اللاتي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين بها ) . [25]

41 – النفث :
     هو إخراج الهواء من الفم من غير خروج شئ من الريق وهو أقل من التفل وهو شبيه بالنفخ .

42 - الهامة :
بالتشديد واحدة الهوام ذوات السموم ، وقيل : كل ما له سم يقتل ، فأما ما لا يقتل سمه فيقال له : السوام ، وقيل المراد : كل نسمة تهم بسوء . [26]

43 - الوسوسة :
هي ما يلقيه الشيطان في القلب ، أو ما يقع في النفس لعمل الشر وما لا خير فيه ، وتكون بصوت خفي أو بغير صوت كما يوسوس الشيطان للعبد . [27]


من كتاب : مباحث في الرقية الشرعية والأمراض
الروحية والعضوية والنفسية
تأليف : عمر أبوجربوع
[1]. فتاوى نور على الدرب ، ( شريط 594 ) . 
[2].  النهاية في غريب الحديث ، ( 1 : 192 ) .
[4]. بدائع الفوائد ، ابن قيم الجوزية ، ( ص 567 ) .
[5]. لسان العرب ، ابن منظور ، مادة ( حقب ) ، ( ص 325 ) .
 * قلت : إن هذا الفعل من اعتقادات العرب في العصر الجاهلي ويعد نقيضا لعقيدة التوحيد ، والإعتقاد بمثل هذا الفعل كفر بالله عز وجل .

[6]. تعليق محمد فؤاد عبد الباقي على سنن ابن ماجة ، باب الغلول ، ( 2 : 950 ) .
[7]. المغني ، ( 10 : 106 ) .
[8]. مختار الصحاح مادة ( رتم ) ، وابن عابدين ( 5 : 232 ) ، و الموسوعة الفقهية           ( 13 : 23 ) .
* قلت : إن مثل هذا الفعل لدفع ضرر أو جلب منفعة هو كفر بالله - عز وجل - فالنافع والضار هو الله وحده .

[9]. شرح مسلم ، النووي ( 6 : 364 ) .
[10]. المغني ، ابن قدامه ، ( 10 : 104 ) .
[11]. النهاية ، ( شفا ) ، ( 2 : 488 ) .
[12]. تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، ( 1 : 31 ) .
[13]. الأمراض النفسية والعقلية ، الدكتور أنور البنا ، ( ص 275 – 277 ) .
[14]. القول المفيد شرح كتاب التوحيد ، محمد بن صالح بن عثيمين ، ( 2 : 39 – 41 ) .
[15]. المرجع السابق ، ( 2 : 93 ) .
[16]. لسان العرب ، ( 3 : 400 ) .
[17]. لسان العرب ، مادة ( عقر ) ، ( 4 : 591 ) .
[18]. زاد المعاد ، ابن القيم ، ( 4 : 149 ) .
[19]. الخلق الكامل ، أحمد محمد جاد المولى ، ( 4 : 420 ) .
[20]. سورة المطففين ، الآية ( 26 ) .
[21]. فتح الباري ، ابن حجر ، ( 1 : 167 ) .
[22]. الأمراض النفسية والعقلية ، الدكتور أنور البنا ، ( ص 343 ) .
[23]. الزاهر في معاني كلمات الناس  ، ( 2 : 60 ) .
[24]. النهاية لابن الأثير ، ( 5 : 54 ) .
[25]. تفسير القرطبي ، (20/257).
[26]. أنظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري ، الإمام ابن حجر العسقلاني ، ( ص 473 ) .
[27]. المفردات ، الراغب ، ( ص 522 ) .

الخميس، 11 أبريل 2013

الفرق بين الراقي والراقي المعالج

الفرق بين الراقي والراقي المعالج


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد الأمين خاتم النبيين والمرسلين ، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :


لا شك أن هناك فرقاً بين الراقي والراقي المعالج ، فقد يلتبس هذا الأمر على كثير من الناس ولا يدرون الفرق بينهما ، فكان لا بد من توضيح الفرق بينهما ، وما يترتب على ذلك من أمور .


أولاً : بيان الفرق بين الراقي والراقي المعالج :

أما الراقي :
هو الذي يقوم بالقراءة على المرضى ويشترط فيه أن يكون من أهل الخير والصلاح والاستقامة ومحافظاً على الصلوات الخمس والعبادات والأذكار ، ويكون على معرفة تامة بالرقى الجائزة من الآيات القرآنية ، والسنة النبوية ولا يرقي إلا بما هو مباح شرعاً .

وأما الراقي المعالج :
فهو الراقي الذي يجمع بين الرقية والعلاج علماً وعملاً ، وعليه فإن الراقي المعالج قد يدخل في علاجه الطب النبوي ، والطب العضوي ، والطب النفسي ، وطب الأعشاب ، فلا يقتصر عمله على الرقية فقط.


ثانياً : بيان الفروقات بينهما :

بناءً على ما تقدم من تعريف للراقي والراقي المعالج ، فإنه يترتب بعض الفروقات بينهما على النحو التالي :

1- تبين أن الراقي المعالج أعم وأشمل من الراقي ، فقد اختصر عمل الراقي على قراءة الرقية فقط ، أما الراقي المعالج فإنه يضيف للرقية العلاج .

2- يتبين أن كل مسلم يستطيع أن يكون راقياً ، لأن القرآن الكريم ليس حكراً على أناس دون غيرهم ، في حين أن الراقي المعالج يختصر على أناس بعينهم ، كون عملهم بحاجه إلى علمٍ وطب .

3- يتبين أن الراقي لا يحتاج إلى علم شرعي لممارسة الرقية ، وإنما يكفيه أن يحسن النية ، وأن يحسن قراءة القرآن الكريم ، بعكس الراقي المعالج الذي يحتاج إلى العلم الشرعي ، والعلم الطبي ، إلى غير ذلك من العلوم التي تساعده على تشخيص نوع الإصابة وعلاجها عند المريض. 

4- يجوز للراقي المعالج أن يشخص الحالات المرضية ، ويوصف لها العلاج ، في حين أن الراقي يقتصر عمله على الرقية بنية الشفاء دون تشخيص أو صرف علاج ، خشية أن يوقع الناس بالوهم والحرج الشديد .

5- يجوز للراقي المعالج أن يتخصص ويفتح مراكز علاجية كونه يمتلك القدرة على التشخيص والعلاج ونفع الناس ، بخلاف الراقي الذي اختلف فيه العلماء في حكم أن يتخصص ويفرغ نفسه للعلاج بالرقية فقط .

6- يحق للراقي المعالج المعالج أن يأخذ الأجرة على عمله ، في حين اختلف العلماء في حكم أخذ الأجرة على الرقية فقط .


ثالثا : أقوال العلماء المجيزين والمانعين في حكم أخذ الأجرة على الرقية والتفرغ للرقية :


الفريق الأول : 

أ – بعض العلماء المجيزين لأخذ الأجرة على الرقية : 

* قَالَ الْحَافِظُ ابْن حَجَر: لقدْ اتفقَ الأئمةُ الأربعةُ وَغيرهم مِن العُلماءِ عَلى جَوازِ أخذ الأجْرةِ على الرَّقية. فتح الباري لابن حجر(4/455).

* قَالَ النَّوَوِيّ في شرحهِ لحديثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخدريِّ رَضَيَ اللهُ عَنْهُ: " خُذُوا مِنْهُمْ :" هَذَا تَصْرِيحٌ بِجَوَازِ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى الرُّقْيَةِ بِالْفَاتِحَةِ وَالذِّكْرِ، وَأَنَّهَا حَلَالٌ لَا كَرَاهَةَ فِيهَا. شرح صحيح مسلم للنووي(14/356 و357( .

* قال الشيخ بن باز - رحمه الله تعالى - : - لا حَرَجَ في أَخْذِ الأجْرةِ عَلى رُقيةِ المريضِ، لما ثبتَ فِي الصَّحِيْحَيْنِ. مجموع فتاوى ابن باز ( 19 : 338) .
* قَال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - : - لا بأس أن يأخذ الراقي أجرة أو هدية على عمله. السحر والشعوذة ( 93) . 


ب- بعض العلماء المجيزين للتفرغ للعلاج بالرقية الشرعية :

• يقول الشيخ إبن عثيمين - رحمه الله تعالى - : التفرغ للقراءة على المرضى من الخير والإحسان ، إذا قصد الإنسان بذلك وجه الله عز وجل ، ونفع عباد الله ، وتوجيههم إلى الرقى الشرعية التي جاءت في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. فتاوى نور على الدرب العثيمين (2/4) .

• يقول الشيخ عبد المحسن العباد - حفظه الله تعالى - : نفع الناس طيب، ولكن ليس بهذا التوسع وبهذا الابتذال الذي قد حصل، فهذا التوسع غير جيد، حتى أن بعضهم بسبب كثرة المتعالجين عنده يقرأ على عدة أشخاص! فهذا لا وجه له . شرح سنن أبي داود (391/13) . 

• أفتى سماحة الشيخ بن باز – رحمه الله تعالى - فى شريط (لقاء الأحبة) بجواز التفرغ للعلاج بالقرآن ، لما يرى فى ذلك من مصلحة شرعية عامة للمسلمين. 


ثانيا : الفريق الثاني :


أ‌- بعض العلماء المانعين لأخذ الأجرة على الرقية :

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : إذا جعل الطبيب جعلا على شفاء المريض جاز ، كما أخذ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين جعل لهم قطيع على شفاء سيد الحي ، فرقاه بعضهم حتى برأ ، فأخذوا القطيع ، فإن الجعل على الشفاء لا على القراءة . )مجموع الفتاوى - 20 / 507 ( .

* يقول العلامة أحمد بن يحيى النجمي – رحمه الله تعالى - : أخاف على من أخذ المال في مقابل الرقية أخاف عليه من ذلك ، ولا أرى لمن فرّغ نفسه للرقية أن يأخذ الجعل ويحرص عليه لأن ذلك ليس على جوازه دليل واضح . (فتح الرب الودود في الفتاوى والردود ص 394 ج2 ).

* يقول الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – رحمه الله تعالى - : لا مانع من أخذ الأجرة على الرقية الشرعية بشرط البراءة من المرض وزوال أثره . (فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين) . 


• يقول ابن أبي زيد القيرواني المالكي : ( لا يجوز الجعل على إخراج الجان من الإنسان لأنه لا يعرف حقيقته ولا يوقف عليه وكذا الجعل على حل المربوط والمسحور ) ( نقلا عن كتاب الشرك ومظاهره للميلي – ص 169 ) .

• يقول فضيلة الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ المبارك / عضو هيئة كبار العلماء 
إذا حصل من رقيته الشفاءُ جازَ له أن يأخذ أجرا على ذلك، فإنَّ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم قال لقومٍ اشترطوا جُعْلاً على الرقية إنْ حصل الشفاء: ‏(‏أَصَبْتُم، اقسموا واضربوا لي معكم بسهم ) أمّا أنْ يأخذَ الرَّاقي المالَ على مجرَّد القراءة، سواءً حصل الشِّفاء أم لم يحصل، فهذا مِن أَكْلِ مال الناس بالباطل .
( في إتصال هاتفي جرى بيني وبين فضيلة الشيخ -حفظه الله تعالى- يوم الأربعاء الموافق 10 / 4 2013 م في تمام الساعة السادسة وأربع وثلاثون دقيقة مساءاً ) .
ولمراجعة المقال كاملا - موقع جريدة اليوم السعودية التي تصدر بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية . الأربعاء 30 جمادى الأولى 1434 - 10 أبريل (نيسان) 2013 .

• قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( كذلك نجد بعض القراء " الراقين " يصنفون القراءة فيسمي هذه قراءة عادية بسعر كذا وقراءة أخرى بسعر أعلى وقراءة ثالثة وهكذا ، وهذا من أكل أموال الناس بالباطل وهو خلاف المشروع في الرقية ، فليس هناك رقية عادية وأخرى ممتازة وليس هناك تسعير للرقية وهذا ما ينبغي الإقلاع عنه والحذر منه ) ( مجلة الدعوة - صفحة 23 - العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) .

ب- بعض العلماء المانعين للتفرغ للعلاج بالرقية الشرعية :

* يقول ابن رجب الحنبلي – رحمه الله تعالى - : أن المتفرِّغ للرقية على الناس فيه مشابهة بالذي يتفرغ للدعاء للناس ، فالرقية والدعاء من جنس واحد ، فهل يليق بطالب علم أن يقول للناس : تعالوا إليَّ أدعوا لكم !! ، وهذا مخالف لهدْي السلف الصالح. الحكم الجديرة بالإذاعة بين يدي الساعة ، لابن رجب الحنبلي ( ص 54) .

* يقول الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - : لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفراداً قليلين صالحين فيما مضى ، فصاروا اليوم بالمئات ، وفيهم بعض النسوة المتبرجات ، فخرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية لا يقوم بها إلا الأطباء عادة ، إلى أمور ووسائل أخرى لا يعرفها الشرع ولا الطب معاً ، فهي – عندي – نوع من الدجل والوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان ، فقد علمتُ أن كثيراً ممن ابتُلوا بهذه المهنة من الغافلين عن هذه الحقيقة . السلسلة الصحيحة ج6 قسم 2 ص 1009-1010 .

• يقول الدكتور ناصر العقل : لم يرد عن السلف أن أحداً منهم تفرغ من أجل الرقية، بل كانوا يرقون أنفسهم ويرقون غيرهم، ويقرون من يرقي غيره، لكن لا على سبيل جعل الرقية مهنة يتفرغ لها الإنسان، وما يفعله كثير من طلاب العلم هذا فيه نوع من تجاوز الأصل الشرعي، ولذلك أقول: إن هذه الظاهرة إذا زادت ربما تتأصل وتكون من البدع التي يصعب علاجها فيما بعد. شرح الطحاوية (96/ 8) .


خلاصة البحث :

ومن خلال استعراض حيثيات البحث السابق تبين للباحث الأمور التالية :

1- أن هنا فرقاً بين الراقي والراقي المعالج قد يغفل عنه كثير من الناس.

2- أن الراقي المعالج أعم وأشمل من الراقي الذي يقتصر عمله على الرقية فقط .

3- أجاز العلماء فتح مراكز علاجية للراقي المعالج وأخذ الأجرة ، ولكنهم اختلفوا في حكم التفرغ والتخصص وأخذ الأجرة من قبل الراقي بين مجيز ومانع مع ترجيح الباحث للمنع .

4- لا أنصح الأخوة الرقاة أن ينصبوا أنفسهم لرقية الناس ، بل ينبغي عليهم أن يعلموا الناس ويرشدوهم إلى رقية أنفسهم وذويهم ، كون العلاج بالرقية الشرعية لا يقتصر على أناس بعينهم .
وكما هو معلوم أن من دواعي الشفاء بالرقية الشرعية الإخلاص والتوجه إلى الله تعالى ، وعليه فإن الإخلاص والتوجه إلى الله الذي يكون عند المريض وذويه أنفع وأكمل من الراقي وغيرة ، فكلما قرأ الشخص على ذويه كان أنفع ، وكلما قرأ الشخص المصاب على نفسه كان أنفع وأنجع بإذن الله تعالى .

5- لقد أسهم هذا البحث في توجيه العامة لرقية أنفسهم وذويهم ، وفيه سدُ لذرائع حذر منها العلماء ، وفيه سدُ أيضاً لفتح باب طالما حذرنا منه وهو فتح باب الوهم على الناس .

6- أسهم هذا البحث في حث الرقاة على أن يكونوا رقاة معالجين ، فينهلوا من علوم الشرع والطب لينفعوا الناس ولا يبقى عملهم مقتصراً على الرقية فقط .


تم بحمد الله تعالى


وكتبه / عمر خضر أبوجربوع
الأربعاء الموافق :
10 / 4 2013
الساعة السابعة والنصف مساء.

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...