الخميس، 21 فبراير 2013

قصص متنوعة في العلاج بالرقية الشرعية


قصص متنوعة في العلاج بالرقية الشرعية


((من كتاب مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية ))


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وبعد :

فإني أسوق إليكم هذه القصص في مجال الأمراض الروحية والنفسية ومجال الرقية الشرعية ، وقد جاءت هذه القصص نتيجة تجربتي الخاصة مع المرضى والمراجعين .
وقد أردت أن أسوق هذه القصص في كتابي هذا لنفع الناس من ناحية ، ولأدلَّل بها إلى ما ذهبت إليه من وجود الأمراض الروحية والمس الشيطاني ، فهذه قضية يقينية لا يجوز لأحد إنكارها أو التشكيك فيها .
ولقد ذكرت هذه القصص لتكون عوناً لما أثبته وبينه كثير من العلماء وطلبة العلم أن النسبة الأكبر من الذين يذهبون للمعالجين يعانون من الوهم والمشاكل النفسية وكثير من الأعراض التي نكدت عليهم عيشهم وبددت كثيرا من أموالهم ، وضيعت عليهم وقتهم .
كما أن في هذه القصص بيان وكشف لحال جهل كثير من الرقاة المعالجين الذين همهم مصالحهم الشخصية ، وجمع الأموال بغض النظر عن مفاسد عملهم وأضرارهم بالناس . 


القصة الأولى : 

دعيت لعلاج إحدى الأخوات بالرقية الشرعية ، فذكرت لي أنها تعاني من صداع شديد جداً منذ عدة شهور ، وأخبرتني أنها قد راجعت بعض الرقاة ، فأخبروها أن بها جنياً متمركزاً في الدماغ ، واستمروا في علاجها مدة تقرب من ثلاثة شهور ولكن دون جدوى .
وقد قمت بدوري بطرح مجموعة من الأسئلة التشخيصية لمعرفة حالتها ، وبالفعل تبين لي أن الأخت بعيده كل البعد عن المس الشيطاني ، وعن أي إصابة روحية تذكر ، وعلى الفور طلبت منها مراجعة أحد الأطباء المختصين ، وبعد مرور ثلاثة أيام اتصل بي الطبيب ، وأخبرني أن هذه الأخت تم تحويلها إلى مستشفى المدينة الطبية في مدينة عمان ، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة لها تبين أنها تعاني من سرطان في الدماغ .
فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وجلست أتساءل :
1. من يتحمل مسؤولية تأخر هذه المريضة عن علاجها الحقيقي ؟
2. كيف علم هذا الراقي بأن الجني متمركز في الدماغ ؟! بالرغم من أن الأطباء يستعملون أجهزتهم الحديثة والمتطورة ، ولكنهم لا يجزمون بنوع الإصابة ، ولكن - للأسف - نجد بعض الرقاة يتسرعون في حكمهم ، فيجزمون بنوعية المرض من غير بينه .
3. هل يكفي وجود الصداع الشديد في الرأس حتى يقال : هناك جني متمركز في الدماغ ؟! وكم عجبت من كلمة ( متمركز) !! والتي تعني أن الجني لا يغادر الدماغ ، فعجبت من هذهِ الجرأة في الظن والباطل ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .


القصة الثانية : 

وهي قصه تتحدث عن أمر غريب حصل من أحد الرقاة ، يذكر قصة رجل وامرأة قد جاوزا الأربعين ، ولا ينجبان ، وقد أخبراني أنهما توجها إلى ذلك الراقي ، فما كان منه إلا أن عالجهما بعلاج لا يصح ديناً ولا عقلاً ، فقد قام هذا المعالج بخنق المرأة من الودجين ، حتى بالت على نفسها أمام زوجها وأمام الحضور ، علماً بأن هذا الأمر قد تكرر حدوثه عند بعض المعالجين .
ولما بدأت بعلاجها بالرقية ، وطلبت منها ومن زوجها بعض الفحوصات والتقارير الطبية ، تبين لي أن حالتهما مرضية عضوية ، ولا علاقة لهما بالمس الشيطاني ولا بأي إصابة روحية أخرى ، خاصة وأن الرجل كان يعاني من ضعف كبير في حركة الحيوانات المنوية ، وأحياناً انعدامها ، وأود هنا أن أبين ما يلي :
1. إنه لأمر مخجل أن تبول امرأة على نفسها في هذا السن ، وبحضور زوجها ، وبعض الرجال الأجانب !
2. كيف سارع هذا المعالج إلى إلصاق التهمه بالمس الشيطاني ، وتقارير المرضى واضحة وجلية في أن ماء الرجل غير صالح للإنجاب ، ثم ألا يستدعي هذا الأمر من المعالج أن يتقي الله في هؤلاء المرضى فيوجههم نحو علاجهم اللازم .
3. ألا يخشى هذا المعالج قتل هذه المرأة بفعله الشنيع هذا ؟! وكنت قد بينت سابقاً مدى خطورة هذه الطريقة التي قد تؤدي أحياناً إلى الموت ، حتى أنني أعرف أحد الراقين بالرقية والذي أصبح يمارس هذه الطريقة على جميع المرضى أكثر من رقيتهم ، وسمعته ذات يوم يقول : إذا لم أجد مريضاً أخنقه فسأقوم بخنق أحد أبنائي ، فقلت : هذا بسبب تعلق المعالج بهذه الطريق ، واعتقاده بها ، وابتعاده عن الرقية الشرعية ، والله المستعان .


القصة الثالثة : 
في بداية عهدي بالعلاج بالرقية الشرعية ، كنت قد حضرت عدة جلسات عند بعض الرقاة المعالجين ، فكان منهم من يستعمل الكهرباء في العلاج ، وأذكر بأن امرأة قد أصابها تقرحات وحروق في رجليها ورقبتها بسبب الصعق الكهربائي ، وقد شاهدت ذلك بعيني ، وكان منهم أيضاً من يستعمل طريقة الضغط على المعدة والبطن ضغطاً شديداً مما أدى إلى تبول إحدى الفتيات على نفسها ، وقد شاهدت إحدى الأخوات قد استفرغت دماً من معدتها أثناء ضغط المعالج الشديد على معدتها ، ومنهن من أخرجت ريحاً !
ولما سألت المعالجين عن هذه الأمور ، أجابوا بأن الجني يٌخرج صوت الريح من الدبر إحراجاً للمعالج ! وأن الدم الخارج هو سحر خرج من المعدة ، ومثل هذه الأقوال والتعليلات عليلة وباطلة .
ولكن : بعد خبرتي الطويلة في مجال الرقية الشرعية تبين لي سخف هذه التعليلات ، وسوء هذه الأفعال ، فالمعالج بالرقية الشرعية لا يجوز له مس العورات ، ولا التسبب بمثل هذه المشقات ، ولا يزيد أمراض الناس إمراضاً .


القصة الرابعة :

هذه قصه تتحدث عن أحد المعالجين بالرقية ، حيث حدثتني - امرأة عن معالج طلب منها لتنظيف دارها من الجن ، وطردهم منه - مبلغ ثلاثمئة دينار أردني ، ليخلصهم من ذلك الجني المختبئ في زوايا البيت !! وكانت تلك المرأة قد أحضرت ذلك المعالج ليفسر لها أسباب مشكلات عائلية .

قلت :
1. أية سذاجة وصل لها العامة حتى يصدقوا ذلك !!
2. أي مكرِ استعمله هذا المعالج لسرقة أموال الناس والتحايل عليهم حتى صوّر لهم الجن كأنهم حشرات مختبئة في زوايا البيوت !!
3. أي نهب لأموال المسلمين مثل هذا النهب حتى يؤخذ على القراءة مثل هذا المبلغ الباهض .
4. ينبغي للمعالج أن يتقي الله في نفسه وفي الناس ، وأن يوصيهم بتقوى الله تعالى ، وأن يرشدهم إلى حل مشكلاتهم العائلية بالعقل والروية ، وقبل ذلك كله إتباع الشرع ، والدوام على الدعاء .


القصة الخامسة :

هذه قصه مريرة مقيتة عن رجل فرنسي من أصل جزائري ، كان يعاني من بعض الأمراض النفسجسمانية ، حيث قدر الله له أن يذهب لبعض المعالجين ، بل المحتالين ، فأخبره ذلك المعالج من خلال المراسلة عن طريق الإنترنت بأن به مسا شيطانيا ، وأن العلاج سيكلفه مبلغ ألفي يورو ، وعندما حضر هذا الشخص ، بعد عناء ومشقة السفر ، قام المعالج بتوقيعه على أوراق بالمبلغ مقابل العلاج ، وما هي إلا ساعة أو أقل من ذلك بكثير حتى انتهى فيها المعالج من وصفته السحرية ، وقال لمريضه : اذهب إن وضعك الآن أصبح ممتازاَ والحمد لله على السلامة ، وفي اليوم التالي عاد ذلك الرجل للشيخ وقال له : يا شيخ أنا وضعي كما هو ، ولم أشعر بأي تحسن يذكر ، فقال الشيخ : أنت الآن ما فيك شيء ، وإن لم تذهب سأطلب لك الشرطة وأشتكي عليك ، فخرج ذلك الرجل من عنده وهو لا يملك أجرة الطريق ، يحمل مرضه وهمه وضياع ماله .
أبعد هذا الاحتيال احتيال !! وما تعجبنا ولا استغربنا لو أن هذه القصة تتحدث عن ساحر أو مشعوذ ، إذاً لهان الأمر ، ولكنها تتحدث عن معالج بالرقية الشرعية ، لا يقرأ إلا القرآن ، فإلى الله المشتكى ، والله المستعان .
وحتى لا يظن القارئ اللبيب أنني أنفي المس الشيطاني ، أو دخول الجني في بدن الممسوس ، فإني أسوق له قصة حقيقية حصلت معي تدل على المس الشيطاني الحقيقي ، وهي بعيدة كل البعد عن الأباطيل والظنون وأساليب الإيحاء :

إنها قصة امرأة ممسوسة جاءتني هي وزوجها ، فكانت حالها أنها لم تنجب منذ سنتين مع صحة الفحوصات الطبية وسلامة النتائج المخبرية ، وعندها أيضاً ورم في العمود الفقري ، حيث عجز الأطباء عن تشخيصه وعلاجه ، وكانت تشتكي من وجود مشكلات كثيرة جداً بينها وبين زوجها على أتفه الأسباب .
وما أن شرعت بقراءة الرقية الشرعية عليها - مع وجود محرمها- ، حتى أغمي عليها ، وفقدت وعيها تماماً ، وقد نطق على لسانها جني ، وأخبرني بأنه قد جاء عن طريق سحر مشروب ، وأنا طبعاً لم أصدقه في كل ما قال من أقاويل ، فالجن فيهم كذب كثير-كما يقول ابن تيمية رحمه الله- ، ولكنني صدقته في بعض الأمور التي ظهرت أدلتها الحسية فيما بعد ، فمما أخبرني به أنه إذا خرج من جسدها سيزول ألمها ويذهب ورمها ، وقد كان ذلك كما سيتبين من القصة .
وبعد القراءة المتواصلة على المريضة خرج الجني من جسدها ، ومن الأمور الدالة على صدق المس الشيطاني وصدق خروجه بعيداً عن الظنون والإيحاءات التي يتوهما المرضى والرقاة ، أمور منها :
1. لقد صاحب خروج الجني من بدن الممسوس خروج العمل ، وهو عبارة عن تقيؤ ماء كالصديد ، أو كنقع الحناء الأحمر بكميات كبيرة علماً بأن هذه الأخت لم تأكل منذ أكثر من يومين .
2. لقد ظهرت علامات الشفاء حال خروج الجني من المريضة ، فقد ذهبت آلامها على الفور ، كما قد زال ذلك الورم الموجود في منطقة الظهر بشكل نهائي وقد كان من قبل ظاهراَ للعيان .
3. زالت أسباب العجب في مشكلة عدم الإنجاب مع صحة الفحوصات المخبرية ، فلقد حملت المرأة بعد ذلك بحمد الله تعالى .


القصة السادسة :

جاءني شاب كان قد مضى من عمره ما يقارب الأربعة عشره عاماً ، وكان مصاباً بمرض عضال ، وقد حاول العلاج في المستشفى المتخصص لمثل هذه الأمراض ولكن دون جدوى .
وكان قد بدا عليه اليأس وعلى والديه ، وبفضل من الله تعالى قمت برقيته بنية الشفاء من كل داء ووصفت له برنامجاً علاجياً لمدة خمسة عشر يوماً ، ومن ضمن هذا البرنامج طلبت منه أن يذهب هو شخصياً لعائلة فقيرة جداً ، ويعطيهم مما أعطاه الله تعالى ، ويطلب منهم أن يدعو له بالشفاء بظهر الغيب .
وبعد مرور خمسة عشر يوماً جاءني الشاب في المسجد ، فأسرع ألي وقبلني وقال لي : أبشرك يا شيخ ، أن الفحوصات سليمة . فقلت له : هذا بفضل الله أولاً وآخراً ومن ثم دعاء تلك العائلة الفقيرة لك بظهر الغيب ، والحمد لله رب العالمين .


القصة السابعة :

جاءني طفل على قدر من الجمال ، وكان قد مضى من عمرة ما يقارب السبع سنين ، وذكروا لي أنه فجأة أصبح متعباً جداً ودرجة حرارته مرتفعة ، اختفت ابتسامته ، وذبلت النضارة من وجهه ، ولم يعد صاحب حركة ونشاط ، وكانوا قد أجروا له جميع الفحوصات اللازمة فكانت النتائج طبيعية جداً .
وبعد أن قمت بدراسة حالة الطفل وسيرته المرضية تبين لي أنه تعرض لخوفه شديدة جداً ، وقمت برقيته على ثلاثة أيام مع قطع الخوفة عنده عن طريق التدليك بزيت الزيتون على مناطق معينة ، وتم الشفاء التام بفضل الله تعالى وكرمه .


القصة الثامنة :

جاءني رجل ، وقد أخبرني أن زوجته حينما تدخل الحمام ترى على أرضية الحمام صورة طفل يبكي ، وهذا الأمر دعاهم إلى التردد على كثير من المعالجين ، سرعان ما ألصقوا الأمر بالجن والسحر ، وبقي هذا الرجل وزوجته في دوامة هذا الوهم ما يقارب الستة أشهر وهم يتنقلان من معالج لآخر .
فاستعنت بالله وجده وذهبت مع هذا الرجل إلى بيته وقمت بقراءة الرقية الشرعية عليه وعلى زوجته المصونة وبعد البحث والتحري تيقنت أن سبب المشكلة ليس من الجن ولا السحر ، وإنما الوهم .
فطلبت من الزوج أن يأتيني بقطعه كبيرة من القماش أو الشمع ، وفعلا قمت بوضعها على أرضية الحمام ، وأحضرنا زوجته وقلنا لها : أنظري الآن ، هل تجدين شيئاً ؟ فقالت : لا اختفى ، فأخذناها إلى الحمام الثاني وقلنا لها : انظري هنا ، هل تجدي شيئاً ؟ فقالت : نعم ، فطلبت من زوجها أن يحضر الشمع ، وقمنا بوضعه على أرضية الحمام ، ولما نظرت قالت لا يوجد شيء .
فطلبت من زوجها أن يغير لون البلاط الأرضي في الحمام وانتهت المشكلة تماماً ، وسبب هذا الأمر أنه انقدح في ذهني أن لون البلاط له علاقة بما يحدث مع هذه المرأة ، وصورة الطفل الذي تراه له علاقة بالذاكرة ، وبعد ذلك قمت باستشارة الطبيب المختص بعلاج الأمراض النفسية والأعصاب ، فأخبرني أن بعض الألوان لها علاقة بذاكرة الإنسان ، وأن ألواناً معينة تستحدث ذاكرة الإنسان وتربطها بأحداث مستقبلية ، وهذا ما حدث مع هذه المرأة ، فقد اختزنت في ذاكرتها صورة الطفل من خلال حادث سير مر بها في حياتها .


القصة التاسعة :


هذه قصة طفل جاءوا به من الضفة الغربية إلى الأردن للعلاج بعد أن تعالج في بلده مدة شهر ، ولكن دون جدوى ، فأحضروه إلى مستشفى الأردن الاختصاصي في مدينة عمان ، وجلس في هذا المستشفى أكثر من شهر ، وكان قد أحضرني أحد أقاربه لأقرأ عليه ، وفعلاً ذهبت للمستشفى ورأيت هذا الطفل ممدوداً على السرير لا يستطيع أن يرفع ظهره ويعتدل ، فقمت بفضل الله تعالى برقيته في المستشفى ، وضغطت على مناطق معينة في جسمه فقام واعتدل ، وظهرت عليه الراحة ، فقلت لوالده وللحضور إن أردتم أن تعالجوه فأخرجوه من المستشفى فوراً ، وأحضروه عندي في البيت ، لأني علمت تلك اللحظة أن مشكلة هذا الطفل ليست في المرض العضوي ولا الروحي وإنما المشكلة سببها خوفه شديدة جداً وما أن أتوا به إليَّ حتى قمت برقيته وبقطع الخوفة عنده ، وذلك على ثلاث أيام . فشفي هذا الطفل تماماً ، وعاد إلى وطنه سالماً غانماً ، والفضل لله تعالى وحده .
وأود أن أذكر أنني جالست هذا الطفل ، وسألته مجموعة من الأسئلة ؛ لأقف على التشخيص السليم لنوع الإصابة ، فأخبرني هذا الطفل أنه تعرض لخوف شديد حينما كان ذاهباً مع زملائه إلى المدرسة إذ فاجأهم العدو الإسرائيلي بإطلاق قنبلة دخانية انفجرت بجانبه ، وارتعب من هذه الحادثة ، وحصل معه ما حصل ، وكانت رحلته مع الأطباء ، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول : (( ما من داء إلا له دواء ، عرفه من عرفه وجهله من جهله إلا السأم )) .


القصة العاشرة : 
وهذه قصة رجل كان مقيماً في الولايات المتحدة الأمريكية وهو من أصل أردني ، كان يعمل في شركة خاصة ، وقد أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بالرزق الوفير ، وأنهى عمله هناك ، وعاد ليستقر في الأردن ، وقام بفتح أكثر من مشروع تجاري ، وفجأة تغير الرجل وانقلب حاله إلى إنسان عصبي جداً ، فأصبح يكره العمل ، ويكره الحديث مع الناس ، وانعزل وحده ، وما كان من أخيه الكبير وزوجته المصونة إلا أن ذهبوا به إلى عدد من المعالجين الذين أجمعوا على أن الرجل مصاب بالمس ، وقد طلب منهم أحد المعالجين أن يدهنوه بالزيت المقروء فيه ، وأن يسمع الرقية الشرعية على مدار الساعة !! وفعلاً قامت زوجته بذلك ، فجعلته يغتسل بالماء المقروء فيه ويدهن بالزيت يومياً ، والمشكلة الأكبر أن هذه الزوجة المسكينة أخذت جهاز التسجيل لتسمع زوجها الرقية ، وتطارده من غرفة إلى غرفة ومن مكان إلى آخر ، حتى انتهى الأمر بأن هرب زوجها إلى أعلى سطح المنزل ، ولكن زوجته المصونة تابعت مطاردته إلى سطح المنزل مما أدى إلى هروبه ولم يجد سبيلاً إلا أن يقفز عن السطح إلى الأرض ، وكانت النتيجة : كسر في الحوض ، وكسور أخرى في اليدين والقدمين ، وبعد ذلك جاءني شقيقة الأكبر ، وأخبرني بما حصل ، وما كان مني إلا أن ذهبت معه ، ولما وقفت على الحالة ، تبين لي أن الرجل ليس مصاباً بمرض روحي وإنما تعرض لصدمة قوية مع أحد شركائه الجدد ، وسببت له هذه التغيرات التي ذكرناها آنفاً ، ولو بقي الأمر كما كان لكان أقل ضرراً من اتهام المعالجين للجن من غير حجة ، ولا برهان وإنما هو تخبط يحدث كثيراً من جهلة المعالجين الذين يزيدوا الطين بلة .
وقد قمت بإرشادهم إلى طبيب نفسي مختص ، وأخذ العلاج ، والحمد لله بعد مرور أقل من عشرة أيام ، وإذ بأخيه يتصل بي ويطمئنني عنه ، ويخبرني بأنه عادت إليه الذاكرة وأصبح يعرف زوجته وأولاده ، وبشرني أنه عاد يحافظ على الصلوات في وقتها ، فالفضل كله لله وحدة ، والحمد لله رب العالمين .


القصة الحادية عشرة :

جاءتني امرأة وهي تشكو من ضيق في التنفس ، وتنميل في الأطراف ، مع شعورها بالاختناق والدوخة ، وقد أبلغتني أنها ذهبت لعدد من الرقاة ، وقامت بكل ما يلزم من العلاج بالرقية الشرعية ولكن دون جدوى .
وبعد التحري والبحث الدقيق في هذه الحالة تبين لي أن الأخت تعاني من مرض عضوي ، وهو ( فتاق في المعدة ) ، فكانت النتيجة أنها أصيبت بالوهم بسبب تشخيص بعض الرقاة لحالتها وبعد أن ذهبت للطبيب تم شفاؤها بفضله ومنه وكرمه .


القصة الثانية عشرة :

قصة امرأة جاءت تشتكي من كثرة إسقاط الحمل ، وأخبرتني أن بعض الرقاة أخبروها بأن معها تابع من الجن ، خصوصا وأنها كلما حملت ترى في المنام أن أحدهم يضربها على بطنها فتجهض ، وتكرر معها هذا الأمر على مدار سبع سنوات ، وبعد أن قرأت عليها وسألتها أسئلة كثيرة ، منها ما يتعلق بالإصابات الروحية ، ومنها ما يتعلق بالإصابات العضوية والنفسية ، غلب على ظني أن سبب ذلك عضوي ، وفوراً طلبت منها الذهاب للطبيبة المختصة ، وعمل الفحوصات اللازمة ، وبعد فترة أنه تبيّن أن لديها نقصا حادا في الكالسيوم ، وبعض المشكلات في الغدد التي لا يمكن لحمل أن يثبت معها .
وبعد فترة من الزمن اتصلت بي ، وأخبرتني بأنها أنجبت ، ولله الفضل والمنة .


القصة الثالثة عشرة :

هذا الشاب هو أحد أصدقائي وقد تزوج وجاءني وأخبرني أنه لا يستطيع أن يأتي زوجته ، حيث إنه أصبح خائفاً من تهديد والده الذي قال له : ( إن لم تدخل بها خلال شهر فسوف أجعلك تطلقها ، وسأزوجك غيرها ) !!
ولما جلست معه ومع زوجته ، وقمت برقيتهما ، وطرحت عليهما الكثير من الأسئلة التي قد تساعدني في معرفة نوع الإصابة وتحديدها . وفعلاً تبين لي أن هذه الزوجة مصابة بعقدة الخوف من الرجال ، وتحديداً من هذه الليلة التي سمعت عنها من النسوة كل شيء يخيف .
وقد قمت بنصحهما وإرشادهما واستطعت بفضل الله تعالى نزع تلك الأوهام التي تكرست في عقلها ، وبعد أيام معدودة اتصل بي الزوج وأخبرني أن الأمور سارت كما ينبغي ، وحملت الزوجة ، ورزقهم الله البنين .


القصة الرابعة عشرة :

هذه قصة طفل تحدث له تشنجات ، ورجفة شديدة ، ويصبح لون بشرته أزرق من الاختناق ، وكان قد مضى من عمره سنتان ، حيث استمرت معه هذه الحالة ما يقارب سنة ونصف ، وقد تنقل به والده إلى أكثر من مستشفى ، ولكن دون جدوى ، وأثبتت الفحوصات سلامة الطفل من أي مرض يذكر .

وقد قمت بدوري برقية هذا الطفل بآيات من كتاب الله تعالى على عدة جلسات وطلبت منهم أن يوقفوا شرب البابونج والينسون عن الطفل ، لأن لهما تأثيراً في النفسية والجهاز العصبي ، وأمرت والدي الطفل أن يدلكا جسم الطفل بزيت الزيتون المقروء فيه على عدة أيام ، فكانت المفاجئة أن والدي الطفل قاما بزيارة مفاجئة إليَّ ، وأخبراني أن ابنهم على أفضل حال ، وقد ذهبت الرجفة وزال عنه الاختناق والتشنجات ، وهذا بفضل من الله وحده فله الحمد في الأولى والآخرة .


القصة الخامسة عشرة :


هذه قصة امرأة أحضرت لي طفلها الرضيع الذي لم يمضِ من عمره إلا أياماً معدودة حيث أخبرتني أن هذا الطفل قد امتنع عن الرضاعة وأنه كثير البكاء وحدث هذا منذ أن دخلت عليها بعض النسوة فعلمت أنها العين ، فقمت برقية الطفل ووالدته وأمرتها بالاغتسال بالماء المقروء فيه ، والدهن بالزيت الزيتون ، وانتهت المشكلة تماماً من اليوم الأول ، والفضل لله وحده .


القصة السادسة عشرة :

اتصل بي والدها وأخبرني أن ابنته يتلبسها جني وذلك بعد أن قرأ عليها معالجاً وضربها ضرباً مبرحاً على مدار ثلاث جلسات ، والفتاة تستغيث وتستنجد وتقول أنا فلانة والله أنا فلانة ولكن دون جدوى ولا مجيب ، ولما ذهبت إليهم ووصلت انتظرت في غرفة الجلوس وقلت لهم آتوني بها : فسمعت صوتها تصرخ وتقول : لا أريد شيوخ أنا لست مريضه ، فقلت لهم : دعونا ندخل عندها وبالفعل بعد دخولي ودراستي لسيرتها الذاتية والمرضية بالإضافه لقراءة الرقية عليها ، تبين لي أنها لا تعاني من مس شيطاني ، فأمرتها بأن تذهب وتجري بعض الفحوصات المخبرية ، وفي اليوم التالي اتصل بي والدها وأخبرني أن نتيجة الفحص كانت نقص حاد بفيتامين بي 12 وكذلك انخفاض في ضغط الدم ، وأخذت هذه الفتاة ما يلزم من العلاج الموصوف لها من قبل الطبيب والحمد لله استقام حالها وهي الآن بأفضل حال.



القصة السابعة عشرة :

قصة فتاة متميزة تحفظ كتاب الله تعالى ، وعلى قدر من الدين والالتزام ، فقد ابتليت ببعض العوارض مثل القلق ، وقلة النوم ، وكذلك قلة التوفيق في كثير من أمور الحياة ، وقد قدر الله لها أن تذهب إلى أحد الرقاة الذي قام بدورة برقيتها ما يقارب الثلاثين جلسة وشخص حالتها بأنها مس شيطاني خصوصاً وأنه كان هناك شيء ما ينطق على لسانها !! ولكن دون نتيجة تذكر ، الأمر الذي دفعها إلى الذهاب لراقي آخر وجلست عنده ما يقارب العشر جلسات ولكن دون نتيجة ، والأمر يزداد تعقيداً حتى إنني أذكر أن هذه الأخت جاءتني هي ووالدتها ، فأخبرتني عما حصل لها بالتفصيل .
ومن خلال محاورتي لها وطرح الأسئلة عليها غلب على ظني أن هذه الأخت مرضها وهمي وليس بسبب المس الشيطاني ، فقررت على الفور أن أجرى عليها اختباراً لأتبين وأقف على التشخيص الدقيق لهذه الحلة وقمت بما يلي :

أولاً : بدأت أقرأ عليها ما تيسر من الشعر المباح فأخذت ترتجف وتصرخ وينطق على لسانها ما يسمى بالجني ويشتمني ... الخ . وحينها كتبت ورقة لوالدتها مكتوب فيها : ( أنا الآن لا أقرأ الرقية وإنما أقرأ الشعر فلماذا ابنتك ترتجف وتنتفض وتصرخ ؟!!! ) .

ثانياً : أخبرت هذه الفتاة وقلت لها : أن معركتي مع هذا الجني فقط ثلاث جولات وسينتهي الأمر بإذن الله تعالى ، فقلت لها : الآن سأقرأ عليك ما تيسر قراءة صامتة لنرى ماذا سيحدث ؟ وما أن بدأت بتغميض عينيها وإلا بها ترتجف وتنتفض وتصرخ علماً بأنني لم أقرأ عليها شيء . وقد بعثت بورقة أخرى لوالدتها مكتوب فيها ( أنا لم أقرأ شيئاً وإنما أوهمتها بأنني أقرأ عليها فلماذا ترتجف وتنتفض ؟!! ) .

ثالثاً : أمرت الفتاه أن تذهب وتغسل وجهها ويديها وتعود ، وأثناء ذلك قلت لوالدتها : هل عرفت الآن سبب هذه الأعراض التي تظهر على ابنتك أم لا ؟ قالت : نعم عرفت هذا بسبب الوهم ، فقلت لها : نعم صحيح ولكنني الآن سأقرأ عليك أنت الرقية الشرعية أمام ابنتك وأريد منك أن تمثلي بعض الحركات التمثيلية أثناء القراءة لنشغل عقل ابنتك الباطن بمراقبتك ، فوافقت الأم على ذلك ، وحينما عادة الفتاة قلت لها : بأنني سأقرأ على والدتك لأنه يحتمل أن يكون السحر مشتركاً بينك وبين والدتك ، فقالت: نعم صحيح ولربما هذا هو السبب الذي يمنعه من الخروج من جسدي . فقلت لها : توكلي على الله واجلسي بجانب والدتك وراقبي ماذا سيحدث ، وحينها قمت بقراء الرقية كاملة على الأم وابنتها بجوارها تسمع وتراقب وتشاهد الحركات التي تصدر من والدتها مندهشة ولكنها لمم تتأثر البتة .

وبعدها قلت لهذه الفتاة سأبشرك بشرى لم تسمعي بها من قبل ، فقالت : بشرك الله بالجنة ، قلت لها : والله والله إنك ليس بك جني ولا سحر ، فقالت مندهشة : والذي حصل معي من صراخ وبكاء وكلام وغير ذلك .

فقلت لها : في الجولة الأولى لماذا تأثرت ؟ قالت : لأنك قرأت علي ، فقلت لها : أنا قرأت عليك شعراً !! فهل الشعر يؤثر على الجن ، قالت بعجب : لا لا ، فقلت لها : لماذا تأثرت في الجولة الثانية : قالت لأنك قرأت علي سراً ، فقلت لها : والله لم أقرأ عليك آية واحدة فقط أوهمتك بأنني أقرأ عليك وأنا في الواقع لم أقرأ شيئاً . فسألتها وقلت لها : لماذا لم تتأثري حينما قرأت على والدتك الرقية الشرعية كاملة وأنت تسمعينها ، قالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله والحمد لله ، اقتنعت هذه الفتاة وتحسنت تحسناً كبيراً وبقيت أسأل وأطمأن عنها وهي الآن على أفضل حال .

ملاحظة : لقد قمت برقية هذه الفتاة بالرقية الشرعية كاملة بعد أن نزعت الوهم من عقلها ولم تتأثر بشيء فالفضل لله وحد والحمد لله رب العالمين .

وختام هذه القصة أقول : 
1. ما ذنب هذه الفتاة المتدينة التي تحفظ كتاب الله في أن تقع ضحية جهل بعض الرقاة الذين جعلوا جميع الناس مصابين بالمس والسحر .
2. بعض الرقاة هداهم الله يزرعون الوهم في نفوس المرضى وهم من الأمراض براء فيزيدوا الطين بلة .
3. إن الوهم إذا أصاب إنسان قد يؤدي إلى أمراض عضوية كالصداع والبكاء والرجفة والصراخ ، كمثل هذا الذي حصل مع هذه الفتاة البريئة ، فهذه الأعراض للأسف ينسبها بعض المعالجين الأغرار وبعضهم الطامعين بملأ جيوبهم ينسبونها إلى السحر والمس وهي في الواقع لا تتجاوز أن تكون عوارض نفسية وأوهام ألصقت بكثير من الناس .


القصة الثامنة عشرة :

قصة رجل جاءني من إحدى الدول المجاورة وقد أخبرني عن ابنته المتزوجة التي تعاني من بعض الأعراض كالوحدة والانطواء والعصبية الشديدة ، والرجفة والصداع ، وغير ذلك من الأعراض ، وأخبرني أنها راجعت عدداً من الرقاة الذين أخبروا أن بها مساً من الجن وسحر ، ولم يجدي علاجهم لها نفعاً ، ولما حضرت هذه المرأة وزوجها ووالدها ، قمت بطرح عدد من الأسئلة التشخيصية عليها فتبين لي أن الأخت لا تعاني من مس وإنما وهم ، فقلت لوالدها : اتبعني على الغرفة المجاورة ، وجلسنا وحدنا وأخبرته بأنني سأجري عليها طرق للفحص والاختبار لنميز نوع الإصابة أهي بسبب المس أم الوهم أو غير ذلك .
وفعلاً قمت بإجراء الطرق الثلاث الفاحصة تبين وثبت أنها تعاني من الوهم الشديد وبعض الضغوطات النفسية ، فأخذت أبين لهم إلى أي مدى ممكن أن يصل الوهم بأهله ، وقد يسبب للمريض أمراضاً نفسية وعضوية ، ثم اقتنعوا جميعاً بما ذكرت لهم ، ثم بعد ذلك بدأت أقرأ عليهم الرقية الشرعية كاملة بنية الشفاء من كل داء ، فسمعتها ولم تتأثر بشيء والحمد لله رب العالمين .

قلت :
هذه الحالة سرعان ما استجابت لي بما شخصته لها ، وما بينته لها من أن الوهم سيطر عليها ، وأنها بريئة من المس والسحر ، فقلت في نفسي : لماذا لم ينتبه الرقاة الذين عالجوها إلى أمر هام وهو احتمال عدم إصابة المريض بالمس والسحر ؟ بل الذي أراه على العكس من ذلك ، إن بعض الرقاة يسارعون في قول أن الإصابة مس وسحر وما أسرعهم في ذلك .
ما أجمل وما أحسن أن يكون الرقاة همهم هو شفاء المريض ، والحرص على معافاته قبل كل شيء ، لا أن يكون همهم مصالحهم الشخصية .



القصة التاسعة عشرة :

هذه قصة فتاتين يسكنان في حي واحد ، تعسر زواجهن ، بل لم يتقدم لخطبتهن أحد ، الأمر الذي دعاهن أن يطلبن الرقية الشرعية ، فلما جئن إلي وسمعت بأمرهن ، أخبرتهن بأن النفع والضر بيد الله تعالى أولا وآخراً ، ثم تحسست منهن سبباً مادياً يمنعهن من الزواج كأن يكون مثلاً عدم جمالهن ، أو صد آبائهن للزواج ، فتبين لي أن الفتاتين على قدر من الجمال والأخلاق ، وتبين لي أيضاً حرص آبائهن على تزويجهن بإخبارهن ذلك لي .
ثم قلت لهن : إني سأقرأ عليكن الرقية الشرعية بنية الشفاء من كل داء وبنية تيسير الأمور والبركة ، وبعد ذلك وضعت لهن برنامجاً علاجياً يستخدمنه على بضعة أيام بنية الشفاء وتيسير الأمور .
وبعد ذلك كانت النتيجة الأمر الذي أسرني وأسعدني إنه بعد أقل من شهر خطب الفتاتان في نفس الأسبوع فحمدت الله تعالى على ذلك .

قلت :
في هذه القصة تشجيع الناس على الرقية الشرعية فإنها بركة وخير من الله تعالى .
على المراجعين للرقاة أن لا يعلقوا آمالهم بأشخاص المعالجين بل يتعلقوا بالله تعالى فهو وحده القادر على كل شيء .
ليس بيد المعالج تيسير أمور الزواج بل الأمر كله بيد الله تعالى وما الرقية الشرعية والبرنامج العلاجي إلا سبب من أسباب العلاج يقدر الله فيه الشفاء وتيسير الأمور .
في هذه القصة تثبت أن الأخذ بالأسباب مطلوب والرقية الشرعية فيها شفاء وفيها تيسير للأمور بإذن الله تعالى .


القصة العشرون :

هذه القصة من غريب ما رأيت ، قصة امرأة تحول ذهبها إلى اللون الأبيض ، تحول ومادته إلى مادة هشة سرعان ما يتفتت كالرمل .
نعم هذه قصة حقيقية وقفت عليها ، فرأيت بعيني الذهب الأصلي الذي تحول للون الأبيض ، وأمسكته بيدي ، فلما ضغطت علية بيدي تناثرت وتفتت أجزائه الهشة .
ومن عجيب ما رأيت أن الذهب المتحول للون الأبيض هو جزء من ذهب المرأة الملبوس ، فقد أخبرتني أن الجزء الآخر من ذهبها المحفوظ في دولابها لم يصبه شيئاً البتة .
قلت : هذه المرأة أصيبت بالعين والحسد وليست بالسحر ، والذي يدل على ذلك أن الذهب الملبوس هو الذهب المتحول دون غيرة من ذهب هذه المرأة ، فلو كان سحراً لتحول جميع ذهبها ولم يقتصر على الذي ترتديه .
إن العين حق كما جاء في الحديث الصحيح (( إذا رأى أحدكم من أخيه ومن نفسه ومن ماله ما يعجبه فليبركه ، فإن العين حق )) . إن العين تفل الحديد وتفعل ما لا يفعله المس والسحر .

لقد تبين لذي عينين ما أسفرت عنه هذه القصص البديعه في مغزاها والمتنوعة في دلالاتها ، فقد حاولت في ذكر هذه القصص التعرض لشرائح متنوعة من المرضى الذين يراجعون المعالجين ، فمنهم الرجل الذي تعطلت علية أمور حياته ، ومنهم المرأة التي ضاقت عليها عيشها ، ومنهم الذي مكث السنوات الطوال حتى انقضى عمرة وذهب زهرة شبابه وهو تائه في ظلمات الوهم والخيال ، ومنهم من يأس من برء نفسه ، فقد نوعت بحمد الله تعالى في ذكر هذه القصص ، وإن كنت قد أهملت كثيراً من القصص لمشابهتها لما ذكرت في هذه القصص ، فليس الهدف تطويل الكتاب ولا تسويد الأوراق وإنما الهدف فائدة الناس ، وذكر العبرة للمعتبرين ، وتشجيع المرضى على الاهتمام بالرقية الشرعية ، وفتح الآمال لكثير منهم من بعد ما يأسوا ، وتبديد الظلام لمن خيم عليهم الوهم والأساطير ، ليروا جميعاً في هذه القصص منارة يهتدوا بها إلى بر الأمان بإذن الله تعالى .

تم بحمد الله من كتاب :

مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية / عمرأبوجربوع

الأربعاء، 20 فبراير 2013

مقدمة الشيخ قيس آل الشيخ عضو هيئة كبار العلماء لكتاب مباحث في الرقية الشرعية



مقدمة الشيخ الدكتور : 

قيس بن محمد آل الشيخ حفظه الله ورعاه

عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ولي كـل توفيق وملهم كل خير والهادي إلى كل حق ، يا ربنا لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك وبعد :

فإن الرقيةَ أَلْفَاظٌ خَاصَّةٌ يَحْدث عندها الشِّفَاءٌ من الْأَسْقام والأدْواء وَالْأسباب الْمُهْلِكَةِ بإذن الله تعالى، وكان استعمالُها شائعاً في العصر الجاهلي قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كان عرب الجزيرة العربية يسترقون طلباً للشفاء، بكلمات مخصوصة، وغالبا ما تكون من عمل المشركين ، وربَّما استرقَوا عند أهل الكتاب من اليهود أو النصارى .
والرقية في الإسلام تكون بكلام الله تعالى أوبأسمائه وصفاته أوبالمأثور من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالمأثور من كلام نبيٍّ أو مَلَك، وبالكلام المباح، ثم إن الرقية تكون للشفاء من كلِّ الأمراض والجراح والقروح والعين وغير ذلك كما قال سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء) قال القرطبي: (معناه: ونُنزِّلُ القرآنَ شفاءً، لأن كلَّ حرفٍ منه يُشفي) وقال فخر الدين الرازي: (اعلم أنَّ القرآنَ شفاءٌ من الأمراض الروحانية، وشفاءٌ أيضا من الأمراض الجسمانية)
والرقية تكون بالقراءة المجرَّدة مباشرة، وقد يكون معها نفث وتفل، مع المسح على الموضع ، أو على إصبع مُبْتلٍّ بريق، وتكون بالقراءة في إناءٍ به ماءٌ أو زيت، وتكون كذلك بالكتـابة، إما على طبق أو على ورقة نظيفين .

وقد اطلعت على كتاب "مباحث في الرقية الشرعية والأمراض الروحية والعضوية والنفسية" للأستاذ الفاضل والمعالج الناصح الشيخ عمر أبو جربوع، وقرأته قراءة سريعة، فسرَّني ما فيه من نصح للرقاة ودلالة على الوجه الصحيح للرقية، وما فيه من تحذير من كثير من المنكرات التي تقع كثيرٍ من الرُّقاة هداهم الله، والتنبيه على شبهات بعض الرقاة في تشخيص المسِّ .
ومن البدهيِّ في كل ما يكتبه البشر أن تكون بعض مسائله محلَّ نظر، فكلُّ ابنِ آدم خطَّاء، وقد ذكرتُ ذلك للمؤلِّف حفظه الله، والذي ظهر لي منها:

كثرةُ استشهاد المؤلف بكلام المعاصرين، والبحث العلمي يقتضي العزوَ للمتقدِّم، خاصة أنَّ مسائلَ الرقية لم يأْتِ فيها المعاصرون بجديد .

ومن ذلك ما ذكره المؤلف عن بعض المعاصرين أنَّ تعليق التميمة شرك، والذي عليه العلماءُ جواز تعليق كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال القرطبيُّ في تفسيره: (الاستشفاء بالقرآن معلَّقاً وغير معلَّق لا يكون شركاً) .

والمأمول أن ينفع الله بهذا الكتاب الرُّقاة، وأن يحوْلَ دون أنْ تُسلَب أموال الناس وتُؤكَل بالباطل، ودون أن تقع المشاكل العائلية والقطيعة بين الأرحام، بسبب كذب بعض الرُّقاة بزعمهم أن المَرْقيَّ مصابٌ بسحرٍ من أحد أقربائه أو جيرانه، وغير ذلك من الخرافات التي نسمعها صباح مساء، أسأل الله للمؤلِّف التوفيق والسداد، وأن ينفعه وينفع به .

وكتبه
قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
أستاذ الفقه وأصوله بجامعة الملك فيصل بالأحساء

حكاية سحر الحمامات

  حكاية سحر الحمامات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد : انتشر ...